القبو

30 2 1
                                    

وحيد في زنزانه محاصر بالهواجس كان صارخ الكهل الذي كثر الشيب في شعره البني يحدق في الحائط كمن يترصد حركات عدو لدود ..يبدو أنه جن تماما يتذكر مليا هذا المكان الذي لاتزال دماء إبنه عالقة بجدرانه وأدوات جراحة توجد على منضدته يتذكر كيف كان القائد الأول للقوات الحربية لهذه لمنظمة عرق الذهب والذي لم يكن سوى خال عمر يشحذ أدواته وينظر لإبن أخته المعلق أمامه نظرات تحد ..لا يهمه كيف سيفعل لكنه يريد فقط تحصيل بعض المعلومات منه كان صارخ حينها يجلس بعيدا ينظر لإبنه يتعذب يصرخ حينا ويكتم حينا ولكن لا تجاوب لم يكن ليخون ثقة أصدقائه الذي لم يلتقيهم بعد راسل عقيق وجنوده فقط ليعلم لهم ولائه لإمراردو ..لعنة محبوكة تجعل من رباطة الجأش قوية أليس كذلك ربما لا شيئ غريب بالنسبة لقوى الشينوزومي ..بعد ساعة إثنين ثلاثة يهدأ القصر لا صوت السكينة فقط تتكلم وتعلن وجودها .الأب مصدوم مسلسل مكتف لا يقوى حتى على البكاء يبدو أنهم ينون استعمال أساليب تعذيب مختلفة عن سابقتها هان..كان يردد في نفسه لن ينتهي الأمر هكذا. لقد خدمتهم طويلا بلا ملل أو كلل جندت نفسي لأجلهم وسلمت مفاتيح العالم الخامس إليهم وما ذنبي أن كشف السر قبل أوانه إن علم إبني وتمرد إن قرر الجميع المجيئ ضدي لماذا أيها الزمن لقد صرت ضدي كذلك تطول وتطول ..أتسعد برؤيتي أنتحب؟
بدأت جلست تعذيبه...
بعد برهة دخل حارس ما ثبت ارجلي ويدي في المقعد الخشبي بعد أن أمرني متذمرا بالاستلام أحضر طعاما رفضته لكنه وضعه في فمي غصبا قائلا:
_هذه آخر وجبة لاتضعها
_وكأنك تتكلم عن فرصة لا وجبة ولكن هيهات لا فرص مع المنظمة
غدا الإعدام؟
_لست صديقك يا هذا ولا اعلم
لم الاستعجال سترى بنفسك؟
خرج الحارس وعدت لشرودي ولكن قطرات ماء بدأت تنزل بوتيرة منتظمة فوق جبهتي ولكنه قبو لا سطح من أين الماء ؟ لم أهتم في البداية ولكن الأمر صار مزعجا شيئا فشيئا ...الإنتظام رهيب مؤلم حين يفرض حاولت التحرك قليلا لكن لامهرب انتبهت لاحقا أن الحارس ثبت رئسي كذلك وبالتالي أخذت القطرات تسقط الواحدة تلو الأخرى على رأسي بل جبهتي وفي المكان ذاته منها في بالبداية قطرات ماء فصخور صغيرة ثم ألم شديد أشد من ألم رصاص البنادق ...الهواجس الهواجس ...الرحمة رأسي تؤلم ولا احد لا أحد في هذا القصر سينجدني آه يا بني لو علمت كم كنت شهما نبيلا صابرا على أذى عائلة الذهب الأحمر نعم نحن لسنا سوى عبيد لهم قبائل الزمن بنادق في لعبتهم ..
بدأت أشاهد أشياء غريبة في سقف القبو . دماء تتسرب من الحائط خيالات وأشباح وما إلى ذلك كل شيئ حولي يصيبني بالهلع بالرعب وبدأت أصرخ وحين أفعل يعود إلى أذني صوت أولئك الجالسين في الإجتماع الأخير.
"أصرخ ! يا صارخ أصرخ !فلن تجيد سوى الصراخ.."
لم يكن وحيدا لكنهم قد صمو آذانه أو هكذا خيل إليه لم يكن في حالة تجعله يدرك لعبة القدر بينه وبينها جدار .جميلة فاتنة سمراء بعيون حمراء ومن غيرها الجريئة الصاخبة و العنيدة محبوسة في الزنزانة في القبو المجاور بينها وبينه حائط إسمنتي واحد هي كذلك تتعذب لكنها لم تكن تتعرض لنفس التعذيب فهم يحتاجونها أكثر منه يحتاجون كلامها بدأوا معها جلسة التعذيب حين غاب صارخ عن الوعي او فات في متاهة اللا وعي فشرد مع هواجسه وهلاوسه ولا احد يتوقع أنه قد يعود منها فتلك القطرات عبثت بعقله ولازالت تعبث رويدا رويدا.
أمسكت قمر وجهها ونظرت لأختها وقالت
_خسارة لو سمحوا لنا لكانت جارية رائعة تخيلي معي كم ستفيدنا.جميلة وذكية .
_لا أعتقد لأنها لن تكون في صفنا هي عنيدة ببساطة أكثر من أربع أشهر ونحن نحاول معها حتى أن جسدها لم يعد فيه مكان للضرب. ما الفائدة التي ستحققها إن لم تكن في صفنا؟
-هذه الفائدة! صرخت حورية بعد أن قفزت وركلت كلتيهما بقدميها ونطت من النافذة وأخذت تركض متناسية نزيفها الذي أخذ يلوث الأرض لا ملابسها فقط
لقد طعنتها سمر في جنبها قبل أن تهرب منها بثوان ولكنها نجحت .بينما لفظ صارخ حين نطت هي آخر أنفاسه وارتاح من العذاب والهلوسة.مات جراء قطرات ماء من كان يصدق ان أحد قادة منظمة كتلك يموت بقطرات ماء لكن ذلك يحدث فهي طريقة فعالة لنفس مريضة

نبض الزمرد/ Emerald Pulse حيث تعيش القصص. اكتشف الآن