في طريقي نحو المجهول في طريقي نحو العدم خرجت من المنزل ألهث وأصرخ وأبكي في نوبة هستيرية.
ولكن النوبة ما لبثت أن توقفت حين رأيت مشهدا غريبا تلك العجوز..نغم تمشي في أزقة قريتي
والقرويون ينهالون عليها بالسب والشتم ويرمون عليها الخضروات .لم أفهم وقتها ما يجري لكني سمعت همسا خفيفا جانبي وحين التفتت وجدت جنديا ببزة عسكرية تعود لمملكة الغرباء القريبة حيث قال لي مبتسما :
ألا تظن أن من المنطقي شتم صحراء شنوزومي وقواها الغريبة بدلا من الغريبة نفسها.
فقلت له في تجهم:
_ لا يعنيني أمر القوى الخارقة فإن شتمت الجدة نغم فأنا أشتمها لأمور أخرى خاصة لا عامة.
_إياك وأن تظن أن تلك الروح المعذربة قد تزور بيتكم ثم تتركك وشأنك ..محال.لعنة البتلات ستصيبك كما أصابتني.. وان كان ذلك بعد سنين..انه نبض الزمرد يا صغيري .. حجر ان نبض لن يوقفه أحد.
ادرت وجهي عنه في استغراب يشوبه الرعب لأبصر طيف نغم يتبخر في الهواء رويدا رويدا..
يوجد أمران يحيرانني في هذه الذكرى ..نغم تلك أو الجارية العاصية التي نسعى لتحقيق رغباتها دون وعي منا..كيف عادت لالحياة بعد المجرة لتزور كوخ أبي؟ماذا يعني نبض الزمرد أهي اللعنة ذاتها
اختلط الأمر علي
ثانيا الرجل الجندي لا يكذب.
"إبتلعت امراردو الجاثية أمامي ريقها وأومأت لي أن أكمل.
لأن اللعنة التي أصابته كانت بطريقة أو بأخرى أمك يا ملكتي ..حنان لقد أفقدته قوى الشنوزومي صوابه وجن في حبها حتى تزوجها غصبا..و..و
أومأت لي أن لا أكمل وقد وضعت كفيها هلى فمها كاتمة الصرخات وأجهشت في البكاء ..الموقف صعب !.صعب حقا !
الجندي الذي حدثني في طفولتي كانت تراه قبل أيام رأسا مفصولة عن الجسد فقط في يد حورية .الجندي الذي أرعبني حينها هو والدها وكان يحذرني مما أنا فيه الآن حذرني من أن أحب أيا من نسل نغم .فما بالك بزمردة ..مصدر النبض في الحاضر.
أخذت ترتجف وترتشف دموعها في غصة تملأ حلقها مرارة .
_أن أن أنا لا أعلم لم يحل بي هذااا دماء أجبني رجاءً
_إهدئي لم تتعافي بعد إهدئي يا عزيزتي أنا إلى جانبك وأفديك بدمائي وبدماء شعبي وبكل ذرة تراب من الأرض التي أحكمها لا تهمني اللعنة تهمني انت أنت همي الوحيد ويا ليت الهموم تعلمت منك كيف تكون هموما ذات معنى .أفكاري ملكك .وإطمإني فأنا مستعد لأفديك بموتي فلن أرغمك على شيئ لن أفعل مثلما فعل والدك حتى لو كنت لعنتي. أنا خادمك الخدوم الى أن تغييري أنت من ذلك.
_علينا التحرك.قالت امراردو ذلك وقد وقفت ولمعت عيناها حماسا وكأنها قد وجدت ظالتها وهدفها .كنت سعيدا لأن كلامي هدأ من روعها ولكن أخفت الجدية سعادتي واستبدلتها بقناع الحزم الذي لازم ملامحي طويلا ...
...
وراء أسوار مملكة عرق الذهب
طاولة مستديرة تحلق حولها ثمان رجال وثلاث عجائز
قال الزعيم بنبرة خالية من العواطف ترتعد لها الأوصال
_تفضلو بالكلام ..بدأ الإجتماع
_لازلت مصرا أن علينا اكتشاف العالم الخامس قبل بدأ الحرب حتى لو لم يصدقني احد .
_وانا اتمنى بشدة أن تصمت..قال أحد الجالسين بنبرة تحتد وقد أخذت عيناه الرماديتان تحدقان في المتكلم الذي كان يجلس بعيدا على خلاف البقية كان ذلك المتهم هو أب عمر الملقب بصارخ والطرف الثاني للحوار الحاد كان عمه جامح أخوان توأمان لا تكاد تميز بينهما حادا الملامح بشعر بني كثيف وعينان لوزيتان رماديتا اللون _لون ميز المنتمين لملوك قبائل الزمن_ نمش كثيف وعظام خد بارزة وبشرة حنطية مائلة للون التراب ميزة أخرى لتلك العائلة الغريبة.
_أجبني إن إستطعت . لِمَ لم تسمح لنا بقتل إبنك عمر ذاك حين أبدا التعاون مع جيش امراردو؟
_ و من أين لي أن أعلم أن الأمر سيؤول الى رحيله معهم ؟
-ستعلم ستعلم ..اقترب الزعيم من المتهم بعد أن كان جالسا في آخر القاعة وأطفأ سيجارته في كف يد صارخ محدقا فيه بأعينه الحمراء وابتسامته ذات الأنياب الحادة تعلن استمتاعا بصرخات صارخ ذاك والكل يعلق بسخرية :
_أصرخ يا صارخ أصرخ فلن تجيد سوى الصراخ...
نادا صاحب العيون الحمراء الخدم وأمرهم أن يعيدو أب عمر الى زنزانه حتى ينظروا في أمره .
_إذن أيها الزعيم بم تأمر ..همس اليه مستشاره بينما
كان صوت الساحرة سحر يزن كالذبابة في أذنه فصاح:
_سكوت ...وتنفس ثم اردف :سحر إما أن تصمتي أو سنتخلى عن خدماتك الغير مفيدة من الأساس. أليس الأجدر بك أن تعودي لقصرك تعدين بعضا من العقاقير أو تجهزين بعض الساحرات الحسناوات للإيقاع بجيش العدو بدل الثرثرة.
أحنت رأسها وقد ملأها الرعب من نبرته الغاضبة وتحركت لتغادر مذعورة فحمل سكينا من الطاولة وصوبها نحو عينها اليسرى قبل أن تهم بالرحيل ففقعتها وتناثر الدم في المكان ثم إختفى ليظهر أمامها مباشرة ويغلق فمها بمنديل قبل أن تصرخ ويقول:
صوت الذبابة ذاك أزعجني كفاية
وأمر الجند أن يتخلصوا منها وعيّن ساحرة من الجالسات بدالها وأمر الكل بالإنصراف.
خرج جامح أولا وقد تملكه الرعب ثم تلاه شابان من مملكة الغرباء بدا من سيماءهم النبل والثراء و الساحراتان سمر وقمر بخطى ثابتة تخفيان بها ما ألمّ بهما من جزع تجاه ما حدث بسحر قبل قليل التي كانت في الواقع أختهما ولكن روابط الأخوة لا تعني شيئا في ذلك المكان الموبوء بالذعر.
بقي في القاعة الزعيم صاحب العيون الحمراء ،مستشاره الذي كان واقفا معه طوال الوقت. وإثنان آخران كان يبدو عليهما الهدوء طوال الإجتماع .
فمن هما ؟وماهي قصة صاحب العيون الحمراء؟
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasíaفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .