نيران الذكرى

26 1 2
                                    

*

بدأت الملحمة ، طبول المعركة تدق وكعوب الخيول تدق الأرض دقا قائد الجيوش قد أمر بتنفيذ الخطة إثر الرسالة التي وصلته حوى تلد حور وعمر قد تسللا لصفوف العدو بنجاح إنذار الحريق سمح لحوية بالهرب ووريثة العرش تقبع في مكان آمن ريثما يحين دورها
الأمور تسير على مايرام أليس كذلك لكن لاأحد قد تسائل إن كان عقيق خائفا على حبيبته وإن كان عاصم قد سيطر الرعب على كيانه في ظل ولادة زوجته وان كان دماء يعاني من كونه مجرد خادم لمحبوبته وإن كان عمر يتألم جراء جراح السوط على جلده وإن كانت حورية قد فقدت رباطة جأشها المعهودة بعد الأسر وإن كانت حور بخير في ظل تلك العائلة الغريبة الواهمة وإن كانت.
نحن البشر كائنات سطحية ولو بنينا ناطحات سحاب ... الحرب هنا ليست بالأمر الجلل أمام أرواحهم المعتله ...ربما كان من الجيد أن نفقدك يا حبقة وبرائتك ورائحة الحبق الأخاذة فيك قبل الحرب فليس هذا ماتريدينه.
سمعنا الكثير عن عشاق الروائح الغريبة ..رائحة الكتب القديمه البنزين رذاذ المياه سمعنا عن أمراض نفسية وإظطرابات مختلفة جوسكا والفصام وتعدد الشخصيات لكن أن يجهل المرئ علته فهو مرض في حد ذاته كالخائف من الخوف في المطلق عزيزتنا إمراردو مظطربة من الإظطراب.
حولها الوضع يعج بالمشاكل ولكن بركانا في داخلها كان أشد ثورانا من كل هموم الدنيا ومشاغلها.هل تستحق كل هذا الدعم ؟ من هي ليدفعو بها الى الأمام هي لا تصدق ما يحدث لقد ولدت لتكون ملكة بينما تمت معاملتها كلعنة منذ نعومة أظافرها ذلك يفسر الكثير
قلوب فطرت أبرياء أعيدوا قصص حب وؤدت وأخرى في تشنج جيوش تتقدم وشباب الى الموت يسير كل هذا دفاعا عن قضيتها التي هي ذاتها لا تعطيها أي إهتمام. ما كل هذا الهراء؟ أما من عاقل يعي ما يحدث؟
في قصرها النائي البعيد تحتسي كوب الشاي وتتسائل لماذا انا؟ماذا يمكنني أن أصنع؟ كيف هن الفتيات ؟ إشتقت لصوت حبقة ضحكتها همساتها بكائها وتردها حبقة إسم على مسمى رائحته فريده ولونه حاد لكن لا يلمع ضوئه المميز وسط أشعة الأزهار الملكية .
***
حرقة لاذعة تتصاعد لأعلا حلقها هي ليست بخير لكن عليها أن تنسى ذلك حاليا لأن عليها القيام بالكثير .لم يمض وقت منذ غادر رافيلو وصديقاه المكان وهمت حورية بالهرب في الواقع عكس المرة الماضية فهي تعلم إلى أين تمضي .شكت كثيرا في ذلك المكان وراء الجبل.
ركضت بكل سرعتها تذكر حين أسرعت بحصانها و غدرها الوشاح فعاكسها عقيق لم تعلم أنها ستعشق شابا ضالا متمردا مثله ..أتغيرت هي ربما بعد مقتل حبقة لم يعد أمر يهمها ربما عقيق كالحبل يسحب طوق النجاة الخاص بها هي تدرك أنه أنقذها من سودايتها وهي تعلم أنها أغرقته فيها كذلك.كلماته تتردد في أذنها .
:مادامت دماء صقر على يديك العزيزتان علي لن تمانعي في مزيد من الدماء . دمائي هان؟ ما رأيك في قتلي .؟
تظاهرت كثيرا أن فؤادها لا يتزحزح ولكن لا أحد يعلم ما يختلج بين ثنيا كيانها المتألم.
النار كذلك تطمع في زيادة ما بها من أذى تذكرها بدماء خصبة لوثت يديها بمسمى الإنتقام ليست نادمة ولكنها تشمإز من ما فعلته تتذكر جيدا تفاصيل ذاك اليوم.ولجت القصر بخطا رتيبة واجهت الحراس ترجو الرحمة كانت لتصفح عنهم لكنها تذكرت ما ألم بأختها الكبرى حور العزيزة من أذا جراء حارسي الغابة بحثت عنهم طاردتهم وفصلت رأسيهما عن جسديهما لتروي بدائهما الأرض العطشى . حملتهما برفقة بعض الحراس الذين إنصاعو لأمرها خوفا لم تكن هيئتها طبيعية .الغضب يمثلها وهي تمثل الغضب كطائر عنقاء هوجمت فراخه داهمت القصر في إتجاه مالكه وقفت وجها لوجه أمام صقر:
يا الذكريات ...كنت بذاك الحجم حين قابلتك أول مرة حين قتلت أباك آنسة حورية
_لا أحتاج ذكريات تجمعني معك يكفيني علما أنك لم تكن سوى مطبة في طريقي تعهدت بإزالتها
_حان الموعد إذن
_حان! لنا موعد في البرزخ
_هههه انا وانت في البرزخ! نحن مكاننا الجحيم يا آنسة !
_ربما ..الأهم أنك ستعلم قريبا
_وإقتربت منه حتى رأت دمعتين يتيمتان تتدحرجان من مقلتيه فسمحت له أن يتكلم لثوان.
_هل تعتقدين أن حنان قد تصفح عني ؟
_من يدري !؟
وتناثرت الدماء ودست الفتاة الرأس في الكيس القماشي الخشن وخرجت لتدفن الجثث بجانب جثة الحارس الذي أرسله صقر في ذاك اليوم المشؤوم في مقبرة جماعية ووقفت أمامهم للحظات ثم أكملت مسيرتها بذهن غائب حتى تواصلت الأحداث بتواصل فقدانها لذاتها وروحها شيئا فشيئا ربما عقيق هو البلسم ولكن أنّى للبلسم أن يشفي النزيف الحاد !
هي الآن فوق قبر كذلك وراء الجبل ليس قبرا بل حفرة وإن صحت شكوكها فإن جثة نغم تقبع تحت هذه التربة الرملية.

نبض الزمرد/ Emerald Pulse حيث تعيش القصص. اكتشف الآن