حبقة]
"اهلا .أتأسّف لو قاطعت سماعكم لمجريات الأحداث لكن الآن يبدو أن زمردة كما عرفناها وعرفتموها بهذا الإسم أصبحت جزءا من القصة تذكرت لم أعرفكم بنفسي أنا حبقة فتاة الإثنين عشر عاما أتظاهر عادة بأنني لا أعي من ماهو حولي أي شيئ فمنذ ولدت وأبي يعاملني معاملة خاصة علما منه بأني لست على ما يرام أو على الأقل بأني لم أجد بعد شيئا يجعلني كذلك كل إخوتي وكل انسان ينتابه ذاك الشعور لكنه عادة لا يكون في سنر وكأني ولدت لأجسد شعور" التوجس" لكني أعي ما يشعر به من وحلي وأحمله كذلك على كاحلي على كل يبدو أني إختفيت من عالمي أنا الآن في غرفة غريبة الشكل لو لا لوحات علىا لحائط وكتابات على الجدران وفوق المكتب لملا إفترضت أنني في عالم أو غرفة زمرة .توقيعاتها الغريبة بكل مكان
لطالما كنت أستفسرها دون صوت طبعا عن ماهية لغة تلك الحروف الغريبة كنت لا أحتاج للكلام برفقتها الحمد لله على ذلك ففي النهاية لا أقدر عليه بعد وفاته.
فتحت عيناي فإذا بي في غرفة صغيرة الحجم بها أثاث رائحة عطر زمردة الذي دلفت به البيت أول مرة ينبعث من الغرفة إنها عادتها تفضل إشتمام العطر ولكنها لاتكثر منه على ثيابها .
كنت أستكشف المكان إذ بي على حين غرة أبصر مرآة عليها غطاء أجل تعودت زمردة دائما تغطية المرئاة لم تكن تحب أن تكشفه عنها سوى للضرورة أزلت ذالك الغطاء لأجد أن لا إنعكاس لي على المرئاة حاوبت فتح الباب لكن لافائدة وجذبت انتتباهي الأوراق المتناثرة على المكتب كانت تقول"
• صرخة صامتة لا يقدرون على سماعها
ولكني أستمع جيدا وأكاد أصم من صوتك
ففكيها وحرريها ولا تشبكي قيودها
فقد كانت يدي رفيقة متشابكة بيدكِ
وكلما سحبت إحدانا يدها
تهدي اخرى روحها فداء سبيلا لذلكِ
تضحيات مستمرة في بيتها و موطنها و أرضها
أرضك أرض قاحلة جافة هي كمدمعكِ
أرض لا سماد لها ولا فيها ولا تنبت زهرها ولا نباتها
تخشى مرارا أن تنشري عطركِ
إن مررت فيها فلا تمرّي رجاءً منها وإليها إتركيها
تبكي وأبكي وتبكين لحالها بصوتكِ
ونقرأ مانقش في تشققات عيونها و رمالها وترابها
أمّا أنا فلا حيلة لي لما يحدث لها ولكِ"
وانهمرت الدموع شلالا لا ينتهي انها تخاطبني لا شك في ذلك ولاريب في ما تقول لطالما فهمتها لدرحة أنني فهمت معنى كلمات عميقة كعمق البحار حين يصل عمقها أقصاه .يبدو أنها إعتادت أن تكتب الأشعار والخواطر كما إعتادت على الرسم بالفحم والرصاص.بللت الورقة دموعا كالدماء .نعم المسكينة شعرت بوجودي حتى قبل أن تلتقيني طويتها ووضعتها في جيب الفستان الوردي ومن ثم غفوت قليلا فوق سريرها...
أين أنا ماهذه الأعين التي تنظر بإستغراب وماذا عساي قلت لأثير كل هذه الظحكات الساخرة يبدو أنه حلم عن هذا العالم عالم زمردة ويبدو أني بجسدها فيه أدركت هذا من ملابسهم التي تشبه ملابسها حين أتت أول يوم. سحبتني فتاة وقالت
" ماذا تقولين يا بلهاء لقد فجرت البطون ظحكا يالسذاجتك أتخبرين هذا الجمع الغفير فاسد الأخلاق عن سر كهذا يبدو أنك انم تتعلمي على كل وأنا مابي ومادخلي بما تفعلين خصوصا بعد هذا الكم من الظحك.
استيقظت من الحلم الذي لا أعتقد أنه بلا معنى.
فعادت بي الذكريات.
أمي حنان شقراء تشبه ملامحها ملامح حوى .بسبب مرضها تبدو للناظر شديدة النحف .شعرها طويل حريري بلون خيوط الذهب تجدل شعري بمشط خشبي
.أمي هي طبيية القرية تعالج فقرائها بالمجان ترتدي فستانها الأبيض الفضفاض تمسك شعرها برباط خفيف وتضع فوق رئسها وشاحا أزرق سماوي تلفه على عنقها وتحمل سرتها وتتجول في الأسواق سائلة عن مرضى يحتاجون العلاج .كانت تحملني معها آملة أن أمرح مع الأقران في بيوت الجيران لكن لم يفلح ذلك فلم أكن أبدا أطيق تصرفاتهم ولاهم يطيقونني ولو قررت مشاركتهم فسيعم الصمت مع كتمان الضحكات وكأن عفويتي تعد سذاجة وكأن أفكاري وآرائي لا تروقهم.ولذلك إلتصقت باأمي كثيرا لزمتها أين ذهضبفت حتى أن أخوواتي تنعلقنن بأبي! بعد إستسلامهم لكني مع ذلك كنت مدللته أيضا ولزمت حجره طول موعد العشاء.
زمردة تذكرني بأمي أعلم أن الأكثر شبها بها هي حوى لكن لم أكن أبحث عن الحنان فلقد أخذت منه كفايتي بل كنت أبحث عن من يفهم شفاهي دون أن تنطق ولا يسألوني مرارا لم قد أبكي ليلا بل وأجده قد تألم أكثر مني ذاك الألم ألم الوحدة زمردة وأمي عانتا منه ليست وحدة جرّاء فراغ الدنيا من البشر بل فراغ داخلي شعور بضجة تملأ العقل أحاسيس ملخبطة وذكريلت تحتاج أن تعاش كل ثانية بدل قضاء الشؤون بعقل نقي أمي قد وهبها الله زوجا صالح وزمردة قد وهبت أربع أخوات لامثيل لمرحهن واختلافهن وأنا منحت صوتي الذي كان لا يقف عن التغريد لسان ثرثار دون معنى مفهوم لما يقول ولكن أمي وزمردة كانتا تبتسمان لثرثرتي وتحاولان مجاراتها أحيانا فآه للذكريات أظن أنني لن أغادر هذا الفراش قبل أن أجد حلا أتمنى أن تفرج غدا الأمور ولا تتعقد أكثر. فكم أرغب أن أعرف هل إجتماعنا بزمردة نعمة أم نقمة وأين سنلتقي ثانية وما كل هذه الأحداث الغريبة وهل لها علاقة بكل مايجري .
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .