عجلات العربة تشق الأرض بصخورها وأحجارها وتصدر صوتا عاليا تحمل رجالا ونساء وأطفالا ثيابهم بلون ترابي ينقبض له القلب في الصدر .
تجلس وردة في حظن حور وأمامهما عمر يضع منكبيه على ركبتيه في جلسة تأملية غير آبه بأصوات الباعة في الأسواق المزدحمة التي تمر منها العربة .
الكل يكشر عن أنيابه لا أحد يبدي إبتسامة ولو بسيطة الجو يدعو للنفور للإكتضاب وحسنة الوجوه من الجلوس كذلك.
_ماما ؟متى نصل؟
_قريبا يا عزيزتي قريبا...
تتوقف العربة وينزل منها ما يقارب النصف من تلك الأجساد البشرية وكل يتحرك إل وجهته لا يلوي على شيئ..
وكما دبر لهم عن طريق جنود عقيق فإن المستأجر كان ينتظرهم داخل ذاك الكوخ الصغير الذي كما توقع الجميع فإنه لترابي كذلك ... على ما يبدو ..لا مجال للسعادة هنا..
إتفق عمر مع الرجل كما يجب فترك له ذاك الأخير المفاتيح ورحل.
_هذه الملابس كالقبو ..والبيت أيضا ..لا أعلم كيف سنحتمل ..والبنت..
_سنصبر ليس لنا خيار.
_أبي.
_من
أنت! أشارت وردة لمحدثها عمر وسألته بنبرة ودودة
هل لي بحضن
رفع رأسه لحور مندهشا بينما لم ترفع الأخيرة رأسها عن الأرض وقد صدمتها الكلمات الأخيرة لم تتوقع أن ما فعلته بالفتاة في ذاك اليوم وصل بها أن تنسى عائلتها تماما وتبني على من حولها أوهاما لتشكل كأي طفل في سنها صورة سليمة عن الأسرة.
أنزل رأسه كذلك للأرض .
قبل أن يفتح فمه الذي قليلا ما يفتحه سوى للأكل فإنها همت تحضنه حتى سرت في جسمه قشعريرة غريبة لم يكن متحجر المشاعر ،قاسي القلب أو حتى بليد الخلق بل كان رحيما محبا ودودا متخلقا قبل أن يقوده الفضول المحض وإرادة الشباب نحو قضية عادلة أن يهم ويجيب النداء ويضحي لأجل أيام مشرقة أيام مشرقة لا تأتي سوى بعد المشي على الأشواك وتحمل العذاب وفراق الأحباب أو إكتشافهم على حقيقتهم.
البيت بغرفتان لن تكفيهم النقود لأكثر من ذلك ليس لعجزهم عن الدفع بل تهربا من جلب الأنظار.هم فقط عائلة من أرياف الأرض الترابية أرض ما بين المملكتين أرض المنظمة ونازحون إلى المدينة طامعين في عيش أفضل وأرقى ولو بقليل.
شرعت حور تطبخ بينما أخذت وردة تلعب في الحديقة الخلفية وذهب عمر مستأذنا ليلج غرفته ويغط في سبات عميق.
جهز العشاء، أحكمت لف وشاحها الذي كان ملقى بإهمال حين شرعت تطبخ ، دقت الباب مرة مرتين لا مجيب ولا رد.فتحت الباب بروية هاهو نائم على بطنه على الأرض تساألت في في نفسها
-ألا يشعر بالبرد حتى؟
لم تعرف كيف تتصرف معه لم ترد إيقاظه تعلم أنه متعب جدا وهي كذلك غطته بما إستطاعت وأشعلت المدفئة وتركته .
إتجهت نحو الحديقة نامت الصغيرة على الأرض كذلك إبتسمت للمشهد حملتها وراحت بها نحو الغرفة أحسنت تغطيتها وإتجهت نحو المطبخ أخذت صحن عشائها والذي كان حساء خضار و بعض أرز بينما تنط في ذهنها فكرة آنست بها وأعجبتها ألا وهي أن تبدأ بمطالعة الكتب كما كانت تفعل فصاحب المنزل السابق ترك منها شيئا ليس بالقليل مدعيا أنه ليس بحاجتها في مسكنه الجديد.
لقد إعترضت في نفسها أشد الإعتراض من ليس في حاجة الكتب ؟ نحن نحتاج الكتب والكتب تحتاجنا والمسكن يحتاج الكتب والكتب تحتاج مسكنا لترصف بعناية بالغة على رفوف مكتبة ما حتى لو كانت مرتجلة أشد الإرتجال .
علاقة تكاملية أليس كذلك كعلاقتها بذلك الغريب البعيد الذي يسكن تلك الغرفة وربما قلبها أيضا هي حقا سئمت هذه الأشكال من العلاقات تمنت لو كان زوجها ولو كانت وردة إبنتها هي منه تتألم أشد الألم الحب مؤلم خاصة حين لا يعلن عنه ويبقى سجين الصدر فلا يتشارك إثنان في تبديد بعض من صعابه. بدأ الود يسكن قلبها والعشق يداعب فؤادها ولكنها ليست بلا عقل كعزيزتنا حوى لتتزوج لمجرد أن بطلا أنقذها من المصائب وليست قليلة حياء كصديقتنا الجريئة حورية لتتعلق برجل تغزل بوشاحها ووقف جانبها في بعض المحن .
ربما هي التي تماطل وهي التي تعقد كل شيئ ربما أخاوتها كن على حق في ما فعلنه ربما كانت عاطفة حوى صادقة لدرجة أن قرارها الذي لا يعتمد على العقل في شيئ كان صائبا وربما ما كانت عليه حورية ليست مجرد جرئة بل هي شجاعة وإتباع حدس صادق ولكن بالنسبة لها الوضع شديد التعكر تتمنى من كل قلبها لو تجري الريح كما تشتهي سفينتها ولو تكف العصافير عن ثقب الزورق بمناقيرها الصغيرة ولو تنشد _بدل ذلك_ بعض الأناشيد وتغني كما كانت تغني حين كانت من آل سعد تنسج الثياب والزرابي وتخيط الجوارب في بيت أبيها تحرس إخوتها في النهار وتؤنس أباها وتخدمه ليلا معززة مكرمة وليس في كوخ مع رجل غريب وطفلة تجهل أن من تناديها بماما قد قتلت أباها ودمرت حياتها.
لكن اللو لاتنفع في شيئ ولا تقدم ولا تؤخر سوى تعكير مزاج قائلتها التي ألقت زفرات وتنهيدات تنطلق من صدر لكيان ملتهب متألم ...
***
فتحت كتابها تحاول ولوج عالم خال من الأحزان ونسيان عالمها عبثا ولكن عنوان الكتاب إستوقفها
" الجارية العاصية"
أفرغت الصندوق في عجل وأخذت الكتاب تلو الآخر تتصفح العناوين
"كهرمان والصولجان"
" الملك خطيئة للمرئ"
"البتلات الأربع"
"العالم الخامس"
كانت ليلتها مضيئة بحماس لم تتوقعه لم ينم لها جفن سهرت حتى أكملت الكتاب الأول تنتظر في شوق حتى يستيقظ جارها في الغرفة لتعلمه بما قرأت هي لا تعلم أنه رأى مثل تلك الكتب قبل بدأ رحلته لكن لندعها في إنشراحها ذاك الأمل يبقي المعذبين على قيد الحياة بعضا من الوقت قبل الفاجعة الكبرى.ولكن من أين أتت تلك الكتب الغريبة ؟ ومن ألفها ولم؟
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasíaفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .