الفصل الواحد والعشرين
(خارجين عن القانون)
الكل هارب ،الكل خارج عن القانون حتى لو كانوا يهربون كل من مملكة وقانون مختلف فإن الوجهات ستتقاطع في النهاية كما هو متفق عليه . رغم ان بعضهم لم يكن قادرا على انهاء مهمته فمنهم من فقد ذاكرته ومنهم من فقد عزيزا عليه ومنهم من سيفقد ثقته بنفسه أو نرجسيته إن صح القول.
أربع وعشرون سنة ...اربع وعشرون سنة المدة التي قضّاها عقيق بين جدران القصر تحديدا بين أحضان والدته . يمشي إن مشت ويقف إن توقفت . لا يدري احد كيف بنى شخصية شبه سوية أثناء مراوغة حصارها لكنه فعل.
والآن أحب فتاة ...فتاة نار لا جليد
عاطفية لا عقلانية تعشق المغامرة والإثارة قاتلة محترفة ..مصادفات؟ ...لا كيف يمكن ذلك ..سميها مصادفات كما تشاء لكنه قدر القدر يجعل فتى الجليد يحب فتاة النار ولا غير
و لأجلها ولأجل العالم عليه قتل أمه هل يكون ذلك فعلا صواب؟ هو لايدري ... وهو يفكر مع نفسه سمعها تقول: الحمد لله على موتك يا أبي ...كيف لك ان ترى حفيدك يهدم ما بنته يداك.
_ رجاء ...لا أريد الإستماع إليك!
كان يكذب فهو يريد يريد معرفة الحقيقة الكامنة وراء حجاب الماضي. ولأنها امه كانت تعرف ما يخفيه فأكملت.
_ جدك يا عقيق حافظ على عروش اجداده من أب وخال وعم وجد الاربع الميتين واستلم حكمها بنفسه وفعل الصواب فهو قوي والحكم يحتاج للقوة. لكن جدتك المصون التي تناست كونها جارية أرادت الحكم.
_وما العيب في ذلك؟
_ اتعلم انها من أصول بشرية يكفي انها دنست عرق الملوك بدمائها وانجبتني وانجبتك وضعفت قوانا .تخيل معي لو أن جدك لم يخالط العرق البشري مثلا لو خالط الساحرات أو الأصح قولا أنجب منهن ..لا أفهم وجهة نظره.
_لا تمزحي معي تعلمين كم يكره الساحرات
-لا توجد مشاعر الى جانب الحكم
_ بلى توجد ولكن للأسف لن تري ذلك يا أمي أأسف لهذا ولكني علمت كل شيئ .كنت اتغاضى علن تصرفاتك أو بالأحرى كنت تسلسلينني وتعصبين عيناي فلا أرى أمامي والآن حتى لو سأصبح وغدا فلن يقتلك احد غيري وأعدك أنني سانتقم لك من العالم يوما ما لأني أعلم أنك لست المذنبة الوحيدة وسأقتص لك .من نفسي ومن العالم البغيظ.
_إذن هل يمكنني أن اعصب عينيك لآخر مرة
_ستهربين
_كلا بل سأساعدك
قبلها من يدها حين عقدت قماشة مزقتها من فستانها على عينيه . لم يقدر أن يرفض لها طلبا خصوصا كونه آخر طلب لها . وفي مشهد درامي حزين أخذ الخنجر الذي كان بحوزته والذي كان مرصعا بالماس وبأحجار الكهرمان وغرسه في بطنها وحين سمع الصرخة فتح عينيه ليرى أن مهمته تمت.
امه رغم قهرها ووصعوبة تقبلها الوضع فقد كانت تخشى عليه ما سيفعله تعلم ان ليس من السهل عليه فعلها وربما استسلمت للواقع وساعدته في القضاء على نفسها بنفسها.
بركة من الدماء ...أخذ المسكين يرعش مستوعبا ما جرى وما اقترفته يداه..ثم انطلق يركض في حركات جنونية كحصان رمي على جلده السياط .. .
وفي أثناء لفه ودورانه وجد فتاة بثوب ارجواني مزركش يعرفه أشد معرفة لو لا لون الدماء التي اسطبغ بها .الدماء تغمرها من رأسها حتى اخمص قدميها مثله تماما أو أكثر قليلا .انها حورية بعد عودتها من مهمتها اتجهت الى القصر كما اتفق الجميع عادت اليه مبتسمة ابتسامة خبيثة تشي بالرضا أو نشوة القتل ربما لم تكن تقتل لأول مرة عكسه تماما فهو الذي لم يفعلها قط وربما لم يؤذ إنسيا او مخلوقا قط لو استثنينا الأذية المعنوية جراء طبعه الذي يبدو نرجسيا ليخبأ طفولة غير سليمة..ركض اليها وأخذ يلهث ويلهث ويكتم العبرات ما استطاع فقالت له في تهكم:
_مابك ياعزيزي... لم احسبك جبانا
-لقد قتلتها يا حورية قتلتها
_أحسنت. وماذا في ذلك
صدمه برودها فحدجها بنظرة مستاءة دامت لبعض ثوان ثم ثار مهتاجا ولم يعلم بالظبط علام.
-لن تفهمي ما أشعر به الآن أبدا..حجر فوق صدري وسكين على عنقي قتلت امي! يا حورية! لقد قتلت امي!
_انها المهمة. لقد قتلت صقر كذلك
_ارجوك انصتي دون مقاطعة لا مجال للمقارنة انت قتلته انتقاما وهو لا يمتّ إليك بصلة غير الكره انا من قتلتها ربطني بها الحب، الامومة البرائة ،مشاعر الطفولة ،من قتلتها سهرت علي الليالي وبدورها قتلت امها لتحميني والعرش كل ذلك كان من أجلي انا فقط وماذا فعلت قتلتها يا الله ما أسخف وضعي وما أقذرني بشرا انا وغد! يا حورية وغد !من يفعل هذا بأمه
_أمك كذلك قتلت امها الموضوع شبه موروث مقدر..
_لا تنطقي بتلك السخافات لقد فعلت ذلك مجبورا لقد قدتموني لحتفي لطالما حذرتني امي من لعنة البتلات الأربع وهاهي أبلدهن خلقا وأطولهن لسانا تشرف حياتي ماذا فعلت لك لماذا سحرتني هان ؟!
...
تعلمين وجدت الحل مادامت دماء صقر على يديك العزيزتان علي لن تمانعي في مزيد من الدماء . دمائي هان؟ ما رأيك في قتلي .؟ أليس ذلك أسلم لي وللجميع فأنا قاتل امي ولست ببشر صالح وسأنقض العهد ولن تسعدوا إن حييت ارجوك ارجوك اقتليني فأنا لم أعد احتمل!!
_أكملت ؟ إستمع الآن أتعلم إذن أنني قتلت أبي
لا تعلم صحيح بيدي هاتين صوبت ثم عدت للمنزل غسلت ثيابي ويدي وعدت لأمثل أنني مصدومه . ولم أجد من افرغ بين يديه وعلى مسامعه الكلمات مثما تفعل ..
صمت ثم حرك شفتيه بصوت غير مسموع
_لم أكن أعلم..
بينما أكملت دون أن تعير تبريره اهتماما
_انا لست ملاكا يا وغد أقسم أنك لن تهنأ رفقتي ما حييت . علاوة على الجرائم التي إقترفتها فأدلي لك بسر المهنة لا حقا لأنك حتما لم تحسن الطعن.
_وكأنّ ذلك يعنيني
_ لا تبقى شاردا هكذا أحتاج رجلا إلى جانبي تماسك أعلم أن من حقك الحزن لكن من حقي أن أراك تمثل التماسك أليس كذلك يا زوجي المستقبلي؟ هيا لم تعد تفصلنا سوى خطوات فوق السكاكين والإبر للوصول لحياة مستقرة سنمنح أبنائنا أسماء ضحايا الحرب الدموية . اننا لثلة من الأوغاد الخارجين عن القانون وعلينا أن نكون فخورين بذلك.
استسلم عقيق لما حدث وجثى على ركبتيه. خيم عليهما الليل وهما يشاهدان انوار القصر من بعيد ويريان بعض المشاهد الخاطفة من المطاردة العجيبة. لم ينم احد تلك الليلة . لا أحد من السبعة المختارين. فماذا يحدث في قصر المرحومة ألماس تحديدا؟
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasiaفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .