الفصل الثامن والعشرون
منظمة عرق الذهب
بينما النمل يعمل طوال الصيف فإن الصرّار عمل طوال فترة ما قبل التقاعد لأنه يعلم أن حبوب الصيف لن تكفيه لشتاء بتلك القسوة.
على الضفة الأخرى من النهر وبعيدا..بعيدا جدا
إجتمع عدد من الزعماء أهمهم زعيم قبيلة الزمن الحالي عم عمر جامح والذي كان يحمل لقب الجنرال لمركزه في تحالفات عرق الذهب وزير صقر من مملكة الغرباء كذلك هناك وكبيرة الساحرات سحر الناجية من هجوم جيش عقيق ووصيفاتها .كان ذلك التحالف سريا ولم يكتشفه جيوش عقيق إلا بعد فوات الأوان .ولأنهم كانوا أقل منهم عددا فقد فضلوا نقل الخبر لقائدهم وعدم التدخل.وبذلك كانت معلوماتهم قليلة جدا عن العدو ولم يبقى في أيديهم سوى التجسس .
ركب عمر وحور والطفلة النائمة الدواب بعد أن جلب لهم بعض الجند بأمر من عقيق ثيابا شبيهة بثياب الأعداء الذين بين شتاء وآخر كونوا دولة قائمة ومنظمة سرية. المدينة تمسح المساحة بين أرض الساحرات وارض الزمن كلتا الدولتين شكلتا حلفا ضد الانقلاب المسمى .
أحضرت الثياب من السوق كانت أشبه بثياب العبيد لونها كلون التربة أو أشد منه شبيها للون الحرب ان كان لها لون طبعا لون يشي بأتربة ستحملها العاصفة القادمة.
ارتدى الثلاثة ثيابهم.
وردة لم يناسبها لون الثياب قط خاصة وانها ذاهبة للتجسس لا لتجعل لون شعرها الأحمر الصارخ يكشف أمرها حور بدت كمتمرسة في المجال فأخذت تربط شعر وردة جيدا للوراء ولم تسمح لأي خصلة من شعرها أن تظهر ثم اعتذرت لها وأخذت تلوث وجنتيها المتوردتين بالتراب ثم فعلت نفس الشيئ لنفسها وأخذت تستمع لإرشادات عقيق التي كان مفادها أن سيدات تلك المدينة يتميزن بسواد حول العين يتعمدن وضعه بمساحيق تجميلية لأسباب مجهولة فأخذت تمسح إصبعها على غبار إحدى النافذات ثم تضع كحلا قبل أن تمسح الغبار حول عينها وتقول:
:الكحل يمنع الإصابة بالرمد ..وهذا الغبار أكبر مسبب له...لا أعتقد أن من الجيد لكم ان تصاب جندية هامة مثلي بالرمد.
أثارت مزحتها الإبتسامات .
في حين انتبه الجميع أن زي عمر قد ناسبه للحد الذي أثار الريبة فحاول تذكيرهم أنه ابن زعيم قبيلة الزمن وإن لم يناسبه هو فمن سيناسب .كانت بشرته الترابية ولون الزي ليس فيهما اي اختلاف عيناه الرماديتان لا شعاع فيهما سوى ترصد الفريسة . عظام وجهه البارزة والخدش في خده الأيسر وبندقيته التي أصر على حملها بعد أن عرف ان من الطبيعي حمل البنادق هناك صفات جعلته جاسوس بحق. لم يعلم احد سوى حور وعقيق بأمر عمر وان التحالف قد بدأ وقت كان هو في قصره أو أن صح القول في قبو القصر.
أثناء الرحلة لم يهدأ لحور بال .كثير من الأحداث مؤخرا تثير الصداع تدرك واقعها فترفع بطرف عينها نحو اليمين ترى وردة التي تبتسم لها فتشعر بلسعة الذنب الذي اقترفته في حقها ترفع طرف عينها نحو اليسار فتخجل لإفصاح عمر عن ما يختلج في نفسه لها من هي حتى يفعل ذلك ..هل أبدت له تعاطفا زائدا عن اللزوم..ماذا ينتظرها في ذلك البلد الغريب لقد تعبت من المغامرات ولكنها تأبى تركها وهل يترك السارق غنيمة وكيف يترك الأسد غزالا اسطاده لا أظن أنه قد يفعل ... لا أظن
عمر كذلك لم يكن بخير ..شبح الماضي يطارده ..سلاسل وقيود في قبو مظلم أبوه يحمل سوطا وينهال عليه ضربا ...ثم تنتاب الفتى نوبة سعال ليتف من فمه دما ويرفع بصره نحو العجوز ويقول:
_ألم تكتفي يا أبتي لهذا اليوم ..لن أقول شيئا غير اني لا أعلم ..
_يا لك من ولد عاق وخائن لحكم ومملكة أجدادك ويا لحزني على مصيرك
_لا تحزن علي يا أبتي فإنه لشرف لي أن أجهر سيف الحق أمامك وأمام كل من يحسب أن الحرية خيار لا طبع ..
_لماذا..لماذا تكره قوانينها لتلك الدرجة لماذا تريد العداء بهذا الحد
_لم يأت كرهي من العدم لقد سلمت أرضنا لمنظمة عرق الذهب ..
_لقد انقذتنا من الفقر
_سلبت الشعب حريته ..لقد صار الكل عبيدا وانت وأمثالك أسياد
وأمسك وجهه بكفه وصرخ بصوت مشمئز
_يا العار يالعار..
وواصل الأب ضربه في سخط وبغض شديدين أشد من سابقيهما وقد يأس من سحب أسماء حلفاء ابنه من فمه. ثم ذهب.
كان وقتها عمر قد عقد التحالف مع أنصار عقيق وجنوده كان يعيش في سلام في قصر والده حين علم ما ستقدم عليه قبائل الزمن فرفض مشاركتهم موائدهم وحفلاتهم الصاخبة واعتكف في قبو القصر حيث مكتبة قديمة اخذ يقرأ منها ويأتيه الجواسيس بالأخبار حتى يعلم ما عليه فعله وفي صف من سيقف لكن الحال لم يدم وقتل الجواسيس واكتشف أمر عمر وأصر والده على أن يعرف منه أسماء أعداء المنظمة .
لم يخرج عمر قط من أرض الزمن ولم ير شيئا عن تلك البلد بلد المنظمة هو فقط يعلم عن علاقة عائلته العريقة بها.
أخذ عمر يكرر في نوع من التمتمة
" لن يرتاح لي بال حتى تجلس امراردو على العرش لن أهنأ حتى أشهد مقتل زعيم المنظمة وسترى من المنتصر يا أبي سنرى..."
وهنا كانت حور تدرك شيئا فشيئا أن الذي معها هو هارب من حلفاء المنظمة أساسا وعائد إلى بصفته جاسوس ألن يتعرفوا عليه ألم يروه في بعض الاجتماعات وإن يكن ..هي تعلم ان أمره ليس هين ..وهو يعلم انها ليست بهينة فهل سينجح كلاهما في التعايش على أرض العدو ..وبأي صفة يفعلون ذلك؟ ولماذا جاءت الفتاة معهم ؟..
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .