* الفصل السابع والعشرون
ساحرة
إذا كان هناك شيئ يبدو جيدًّا لدرجة خيالية يصعب تصديقها ،فعادة يكون غير حقيقي فعلاً"توماس أريكسون"
بينما كان الجميع يستمتع كنت أشعر بالاختناق ،منذ أن عادت حورية ذاك الصباح وهي تتجاهل نداآتنا جميعا وكأنها ليست حورية .وكأنها ليست من رفعت رأس صقر ورقصت به بالأمس.
وفي ليلة حالكة الظلمة بينما كانت حور والطفلة وردة ،دماء وكذلك عمر نيام .كنت أنا والبقية مستيقظين نترصد غريبة الأطوار .
لاحظت في المساء أن حورية تتعمد التقرب من عاصم مما جعله ينظم لحلف التشكيك في أمر حورية الذي عقدته برفقة عقيق .
دون أي مقدمات أخرجت خنجرا مشعا وإتجهت لحوّى المستلقية على الفراش في حذر ولكن قبل ان أطلق صفيرا لأطلب النجدة وجدتها تصارع الهواء وقد بدأ على وجهها الإغماء ثم ما لبثت ملامحها أن تغيرت إلى ملامح شقراء لا تشبه حورية في شيئ من الشكل وطفقت تكتم صرخة ما وبيد مرتعشة أمسكت خنجرها لتطعن المريضة ولكن عاصم سرعان ما تدخل ودفعها عن حوى وصاح في وجهها:
-ميراندا...ألم تعدينني بالاختفاء من حياتي للأبد لماذا تتعرضين لزوجتي الآن!
_لم أحتمل ان أراك تتغزل بإمرأة سواي ..أضف إلى ذلك ..انها حامل...أهكذا تفع..
وقبل أن تكمل أخذ يرفعها للسقف بكلتا يديه المتعرقتين حيث كاد يقتلها وهي تترجاه بعيون متوسلة وتنطق كلمات رجاء في اختانق باد من لون جلدها الذي بدأ يميل للزرقة .
فصرخت فيه أن يدعها.
_دعها عنك ..سنحتاجها...المهم ان زوجتك وطفلها بخير..
٠_إذن آنسة ميراندا منذ متى تلاحقيني وزوجتي...
وشد شعرها في هيجان هستيري اقترب منه عقيق ليبعده عنها لكنه صرخ:
_لا دخل لأحد بما يحدث..انها تصفيات قديمة..
_افعل بها ما تشاء..لكن إياك وقلتلها. سنحتاجها هان! كانت تلك كلمات عقيق الذي طفق يغادر الغرفة بعد ان رفع يديه في شيئ من الإستسلام بينما اتخذت مجلسا لأفهم أكثر ما يجري هنا..
أعاد النظر باشمئزاز اليها ثم بصق في الأرض وقال والشرر يتطاير من عينيه العسليتين.
_لماذا عدت هان؟!
_اعلم انك تكرهني.. اعلم انني خنتك لكن صدقني لم يكن الأمر بيدي ..هكذا تعيش الساحرات..صدقني لو ام اخضع لهن لقتلنني..صدقني لم أكن أريد أن أكون كذلك أبدا..!
_لا تسخري. مني لقد ارسلنك لتحويل حياتي إلى جحيم. بعد أن فررت منهن ..لن تخدعيني مرتين لن اخدع من طرف ساحرة ساقطة مثلك . المسلم لا يلدغ من الجحر مرتين.
_وان يكن لا يمكنني الكذب عليك إذن..كنت أريد أن نمضي الليلة سويا...ألم تشتق لي ..قالت ذلك بنظرات إستفزازية أكثر من كونها توددية
_ابدا ..محال كرهتك وصار النظر إليكك مقرفا ..أحمد الله انني فررت من براثنك قبل أن يفتنني شكلك البائس
وكبّلها ومنعها من الكلام بخرقة على فمها ثم قبل جبين زوجته ولحق بعقيق ...
فأيقظت الجميع بسرعة وأفهمتهم ما جرى عدى المريضة .
ثم أخذ عقيق يشرح الخطة القادمة
_تلك السافلة تعلم مكان حورية إضافة لمعلومات لا حد لها.
حينما ارسلت الجند تأكدت انهم سيقظون على كل الساحرات لكن يبدو أن الأمر ليس بتلك السهولة اطحنا بصقر و ألقت حورية خطبة على شعبه تذكر باسم نغم وما يتبعه . رغم أن ذلك لن يكون كافيا لهرب وزيره وفقدانها لأثره. حور أدت الواجب وطلبت دعم أهل القرية الذين لحقو بنا وأحاطونا منذ يومين من كل جهة لنلقي الأوامر والحماية التي لم تنفع مع شبيهة حورية.جيش دماء ينتظر أوامره وجيشي قد قضي أمره في الحرب ضد المجموعة الكبرى من الساحرات هذا يؤكد أن الأغلبية منهن وهي أكبر الساحرات سنا وأخطرهن لازلن هاربات ربما سيلحقن بمنظمة ما.
_منظمة العرق الذهبي..منظمة تحمي كل منتم أصيل لعرق ما شرط أنه لم يختلط قط نسبه بعرق بشري العرق النجس الملوث في نظرهم لما يجلبه من ضعف لاحقا في الموروثات أمراض وموت في سن مبكر والخ الخ..قاطع عاصم كلام عمر قائلا
_لحظة هل لزواجي علاقة بمرض حوى المفاجئ ..
_عاصم! ..ماهي اصولك بالظبط والديك مثلا لأي عرق. ينتميان..
_ساحرة و جندي في معسكرات قبائل الزمن
_ عرفت منذ البداية وجهك كان مؤلوفا والدك كان أحد عساكر والدي الذي يعتمد عليهم ...
_أعدم لزواجه من ساحرة تائبة . حيث ماتت بعد تلقي جثته قال عاصم بنظرة عتاب
_ليس لي دخل، رد عمر في لامبالاة مصطنعة
_كيف ليس لك دخل؟!
_نعم ليس له..انا اصدقه وليس لك الحق في اتهامه مادمت لا تعرف شيئا، قالت حور بنبرة حازمة بعد أن عادت لذاكرتها صورة جسده المليئ بالجروح وعينيه فاقدتا الشغف للحياة لم تكن شفقة لكنها كانت حدسا ..لا ليس حدسا بتاتا بل مادار بينهما من حوار وراء الباب تلك الليلة حين كان مستسلما لليأس فوثق انها لن تذله بما رأت لاحقا.جروح الظهر وندوبه أشد الجروح عارا على الرجل لكن لا أحد يعلم من الحضور قصة جروح عمر تلك غير حور وقد أحسنت بكتمان السر.
_هان، التفت لها عمر في عدم تصديق
_لا تدعونا نخرج عن إطار الحديث عاصم تزوجتها وانتهى الأمر. وعلاقة مرضها بزواجكما ليس أمرا اكيدا لن نفكر فيما سيحدث لأن لا فائدة لذلك الآن فلنحاول تدارك ما فات فلنجمع الجيوش وندرس الوضع ونباشر العمل قبل أن تبيدنا منظمة عرق الذهب تلك ،قلت وقد لمعت عيناي حماسة...
_هاكذا أرفع رأسي فخرا بك يا ملكتي قال دماء في نوع من التشجيع الساخر
فرفعت رأسي ورسمت علامات غيظ وأخرجت لساني في استفزاز .
_من حقكما المزاح لكن علينا التأهب للحرب .
فلنعدّ العدة يا شباب! قال عقيق بجدية متأهبا للنهوض
ووقف الجميع حين اقترب رجل ببزة عسكرية من عقيق وأخذ يشرح له بعض الأوضاع والتفاصيل التي سنحتاجها فسمعناه لاحقا يأمره بتجهيز السلاح وحمل رسالة من دماء لقائد جيوش يعلمه بالاستعداد .
ثم إلتفت فجأة. وهمس في أذني:عليك اختيار جاسوس أو أكثر ليتوغل بين صفوف العدو. من تقترحين
_حور ..حور الأنسب للمهمة .وعمر
ووردة فهي طفلة ولن يشك احد في نواياها
_ولكن ستحتاجين عمر لتفسير احلامك القديمة منها وللغوص في الذكريات كذلك فستفيدنا قبل الانطلاق
_إذن فلنر ماعنده ثم فليذهب. هو حكيم وحنكته وتجاربه ستفيد حور أكثر وأكثر من كونها منفردة.
وشرعنا في التنفيذ آملين أن تحمل لنا الأيام القادمة انتصارات على أعداء الحب الذين يكيدون لنا بمصائب متتالية باسم حماية العرق من الدنس والقضاء على حفيدات الجارية العاصية.
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .