على جرف النهر انهارت قواها ..إلتفتت إلى الخلف تتأكد أنها بعيدة كفاية عن القصر
تخاطب حورية نفسها وهي مشتتة الفكر وهائمة..
_يا إلاهي ماذا أفعل ؟وأين أنا بالظبط..؟
تعلم أنها اُختطفت حين كانت تجمع الحطب قبل أشهر كانت تقصد الكوخ حين إعترضتها عجوز -تدعي انها تريد المساعدة في أمر ما- طريقها لو كانت حوى لساعدتها دون تردد لكن حورية تعلم انه فخ حاولت التجنب مرارا تعلم أنه ما كان عليها الخروج دون حراسة بعد أن تفشا خبر انشاء جيش الانقلاب.
بشر وتخطأ .كانت تهم بصرف العجوز اللحوح حين اقتربت منها ميراندا ووخزتها بإبرة منومة وتعاونت كلتا الساحرتين لتضعا الفتاة في عربة ما ومن ثم..
هي لاتذكر شيئا غير أنها عذبت كثيرا في ذاك القبو السحيق لتنطق بأي كلمة ولكنها لم تفعل ولاء للملكة حبا وإخلاص لأخواتها . وتلهفا للقاء عقيق سالما معافا فهي شديدة الارتياح بعد الفرار من سجنها..
لا تعلم أين تذهب أو أين هي من بقاع الأرض تشعر أنها قد فقدت الحافز بعد أن تم ما أرادت وقتلت صقر .
حزر والدها ما سيحدث وحذر صقر أن لا يسيئ لعائلته وأن يساعدها أو يتركها وشأنها ولأنه أساء التصرف فقد نال جزاءه ..والآن حورية أصبحت كالسهم الذي وصل لهدفه وأصابه ولكنه قد إنشق لنصفين إثر ذالك نصف لا يريد أن يحيا أساسا ونصف يريد من الحياة السكينة والحياة تريد منها القتل القتل وحسب في سبيل أن تكتمل لوحة النبض ولكن ماشأنها هي بذلك وما شأنها بالسلم العام والخاص والحروب والبحث عن المجهول كانت أحلامها أبسط بكثير ولكن الأحلام على قربها من الواقع تظل أحلام سرابا لا يصبح حقيقة سوى بعد أن يلقى صاحبه حتفه أو ينال السراب من روحه وجسده .
الماء يتلألأ تحت ضوء القمر والأشجار تتمايل في رقصة كلاسيكية هادئة ذات وقع ونغمة وصراصير الليل لا تنفك تصدر أصوات تجعل المستلقية على العشب تسترخي وما أحوج الفتاة المنهكة خائفة القوى للإسترخاء والنوم. ما أحوج المعذب بدنه وروحه للراحة.
حلم ما يزور منام جفونها
- أبي..أبي أنظر هناك أرجوحة هناك أريد ركوبها أرجوووك !
_آه منك ..أمك طبخت العشاء طبخت لحم ظأن شهي لقد تأخرنا
_ لا أحب الظأن ما دمت لست أنت من تذبحه .قليلا فقط
وضعها فوق الأرجوحة برفق وأسدل شعرها المجعد خلف الأرجوحة وقال بحماس
_من النورس الكبير للعصفوره ..هل أنت جاهزة
_العصفورة جاهزة ومستعدة للانطلاق نحو النجوم
وطفق الأب يدفع وهي تصيح بحماس وتطلب المزيد من القوة حتى أنهك وشعرت هي بالدوار فأخذ الأب إبنته ذات الأربع سنوات في حضنه بفستانها الأحمر المنفوش وأخذ يداعب خصلاتها في حنان بينما تمرح بجنون .
ثم طلب منها الإستماع وطفق يسرد عليها حكاية
_ وراء جبل بعيد بعيد جدا في مدينة بعيدة بعيدة جدا
_أبي! انها المرة العاشرة التي تسرد لي هذه القصة لقد مللت منها .خاطبته الفتاة بنبرة متذمرة
فربّت على رأسها و إبتسم لها وقال:
_ستشكرنني ذات يوم على سردها مرارا.
مطت شفتيها في عدم إقتناع وجاهدت لمغالبة النوم والاستماع لسرده؟
_وراء جبل بعيد بعيد جدا في مدينة بعيدة بعيدة جدا
كانت الخالة نغم تنام تحت التراب بسلام ولكن هناك بعض الأشرار من ذوي العيون الحمراء قد عبثوا بقبرها ونكلوا بجثتها وأخذ كل منهم يسرق عظامها ظنا منهم أن ذلك سيبعد حدوث الأسطورة والمعجزة المنتظرة ومجيئ حفيدتها إمراردو للانتقام.
_وماذا بعد؟
سألت الفتاة في نوع من المماطلة.
أباد الحاكم القوي لأرض الجنيات كهرمان أغلب قبيلة أصحاب العيون الحمراء ولم ينجو منهم سوى حفيده الذي حصل على مميزاتهم من أبيه ذي الجينات المختلطة ألكسندر نجى واحد فقط والذي كانوا يسمونه...
_أليسوا مصاصي الدماء ؟
_لا تقاطعي أباك ..لا ليسوا مصاصي دماء يمكن للمرئ التفرقة بين مصاص الدماء وبين صاحب العيون القرمزية.إنهم لا يملكون تلك الأنياب والمخالب ولا القوى السحرية ولكن بنيتهم تعد ظخمة نوعا ما .
_ماذا حل بعظام الخالة؟
_جمعها زعيمهم ذاك الذي نجا من الملك كهرمان.
_أبي أنا حقا لم أعد أفهم شيئا ..فلنلعب
قهقه الأب وواصل مداعبة إبنته وهو يشعر بالذنب لإعتماد هذه الأساليب التي يملؤها الخداع لإيصال بعض المعلومات للضفة الأخرى من الزمن عن طريق حورية الصغيرة.
***
لايمكن ! لا يمكن مستحيل يا لغبائك ياحورية!
سحقا! ياللغباء!
لماذا قاطعت والدي في الحلم؟ لماذا ؟
كان ينبغي أن أعلم إسم الوغد الناجي .كان ينبغي أن أعلم ..
_من الوغد يا حلوة؟!
لقد كان الذي سألها هو صاحب العيون نفسه وراءه عدد ليس بالقليل من الساحرات وبعض الجنود وقد خرج من القصر غاضبا أشد الغضب لفرارها .
كيف ستتصرف حورية في هذا الموقف ؟وماذا يفعل البقية في ظل مرور أربعة أشهر عن الإفتراق؟
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .