حوى ارجوك انصتي لي ..نحن نحتاجك هنا ..
"أليس هذه آخر كلماتي لحبقة ...أجل حبقة رحلت...لا تهونيها لقد ماتت لم يعد لها أثر غير عظام ينخرها الدود تحت التراب وانت الآن أين أنت ربما على سرير هناك من يناديك يترجى قدومك ..هناك من يتمسك بدالك بالحياة ولكن ألم تكن حبقة حينها أكثر استحقاق ليد المساعدة لسرير داف وانفاس اخت تصاحبها وتهون عليها لقد قصرت في حقها لم ازرها سوى بعد فوات الأوان كانت تريد حلوى أليس كذلك أعتقد أنها ستجدها هناك بعيدا بعيدا جدا
يقال ان الطفل إن مات أصبح في اراض الخلد عصفور جنة لكني لا أعلم هل أن حبقة طفلة من الأساس لقد غبت عنها مدة ليست بوجيزة أضف الى ذلك فارق التوقيت لكني واثقة أنها هي حبقة البريئة وستبقى بريئة حتى الممات ربما توجد حكمة من موتها المبكر
ماعاذا الله ..الأعمار بيد الله ولكن البراءة تموت شيئا فشيئا أليس كذلك ..لكل شيئ ثمن حتى أن تعيش بريئا! لم تكن حوى لتدرك اختلاف أختها الحبيبة عن باق الأطفال.
لم تكن المسألة لتتم دون حبقة ..ولكنها أدت الواجب وجدت ما عليها وكل ما تبقى ليس لها دخل فيه منحت بما يكفي من المشاعر لحامل المشعل وحان الوقت لتنفخ في الشعلة وتطفئها حتى تتعود امراردو ومن معها على عتمة الليل المخيفة .وليس من شأنها إن أصبحوا أوغادا لذلك أم لم يصبحوا
ولكن حقا أين أنا الآن ...
أخذ صوت ما يوقظها شيئا فشيئا لتعلم بين الوعي ولا وعي ، تعلم هل هي مستيقظة أم تغط في سبات عميق ترى فقط وجها نحيلا أسمرا تشع فيه عيون عسلية نجلاء كثيفة الرموش تشي بطهارة روح صاحبها ونقائها .ولم يكن صاحبها هذا سوى عاصم الذي لم ينم الليالي خوفا على زوجته حوّى . كان يستلقي حذو سريرها على الأرض يتنهد حينا ويضع كفيه على رأسه حينا آخر وبين الفينة والأخرى يقلب قطعة القماش المبللة على رأس حوى .
فتحت عينيها لتجده ينظر إليها في ترقّب و إشتياق شديدين تتحرك شفتاه بأدعية سريعة مفادها أن تصحو خليلته من غفوتها التي دامت لأشهر .
جفونها ارتفعت فعلا ، لم يكن يهلوس وحين إبتسمت له نط من مكانه وأخذ ينادي ويصرخ منفعلا :
_افاقت لقد...أفاقت ،ومن ثم بنبرة أرق الحمد لله على سلامتك وسلامة الطفل عزيزتي .
نطقت بصعوبة متسائلة وهي تقترب من الحائط لتتكأ بجذعها عليه.:
_أي طفل؟
وقبل أن يجيب، فتح الباب وركضت حور في اتجاهها بلهفة وحماس شديدين .و دلف بعدها عقيق الذي أغلق الباب خلفه في حرج فإلتفت إليه عاصم وقال ممازحا:
يا الإزعاج ! ألن تتركانني وزوجتي قليلا؟
فردت عليه حور في نبرة ساخرة :
الطفل يشهد أننا تركناكما بما يكفي يا عاصم ؟وأخذت تلاعب بطن أختها،أليس كذلك يا حبيب خالته.هان؟ قتي .قتي.
أحمر وجه حوى وأخفضت رأسها ثم رفعته وهمست في أذن أختها:
_أحقا أنا حامل؟
خرج عقيق وكأنه أحس بأن الأمر لا يعنيه
ثم إلتفتت حور لعاصم وكأنها تعاتبه على عدم المغادرة إلى الآن.فحدجها بنظرة مستنكرة وسأل في تعجب:
_ألا يكفي أني زوجها؟
_لا تجعلني أندم على الموافقة.
رفع يديه كمجرم مستسلم وغادر في يأس مازح يخفي به قلقه الدفين من صحة عائلته المصغرة.
في الفناء الخلفي جلس حذو عقيق الذي كان يضع رجلا على رجل يتكأ بكلتا يديه على مسند الأريكة يشعل السيجارة تلو الأخرى عرض عليه عقيق واحدة لكنه رفض مشيرا لقهوته وكأنه يعلن الإكتفاء بتلك الجرعة من الكافيين التي لا يحتاج بعدها لجرعة من النيكوتين السام الذي تحمله تلك الأعواد المرصوصة تبغا . حتى لو كان الكافيين مضرا بل وشديد الضرر بالنسبة لمن لا يتعاطا سواه من الصباح للعشية.
القلق، الخوف ،الحيرة واليأس يحيطهما من كل جانب يحاول إخفاء كل ذلك عن الفتيات كي لا يزيد الطين بله عقيق لا يعلم عن حبيبته شيئا بينما يكتفي عاصم بتمني الشفاء ولو كان بعد ما رآه من استعصاء مرضها على الأطباء معجزة مستحيلة الحدوث.
الغد لا أحد يعلم عنه شيئا..
كان من السهل إدراك إختلاف أحدهما عن الآخر التصرفات الحركات النظرات ولكن،
القدر جمعهما ليحب كليهما أختان من لعنة البتلات الأربع ..ظاهرها خير وباطنها شر يتجلّى شيئا فشيئا..ولكن ماذا يفعل كلا من إمراردو ودماء الآن ..أين هما إن لم يكونا إلى جانب البقية؟وماذا فعلت امراردو بخصوص الرؤى؟
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasíaفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .