الفصل الحادي عشر
( الروح المظلمة)
بالنسبة لأبطالنا فلم يمر على فقدان حبقة سوى القليل من توقيت الغابة . ولكن الصغيرة قد عاشت الأمرّين حيث مرت بأحداث عصيبة بعد اختطافها وإقتيادها لأرض الجنيات وفي تلك الفترة كبرت..كبرت كثيرا أصبحت فتاة شابة لا طفلة ..
نعود للوراء.. تحديدا لمسرح الجريمة أين وقعت عملية الخطف المزعومة...
قبل الإختفاء...
حبقة
اعلم أن لا أحد يرغب الاستماع لي اعلم انني ممله ها أنا أقف فوق التل وانتظر حتى تأذن لي الفتيات بالدخول بعد ان تركتني زمردة..صراحة لقد خذلت كل توقعاتي ..لم أعهد اهمالاها هذا ربما شغلتها عني أمور أهم..لابأس أعلم أنني نكرة،عجوز شمطاء من الداخل وطفلة بائسة من الخارج وبينهما مراهقة نكدية كثيرة الدلال.مات والدي ولا أقدر على الكلام اضافة الا انه لافائدة تجزى من كلامي وكلما سنحت لي الفرصة فاني أسمح للعبرات بالتدفق بعد كبت طويل صاحبه ذهول زاد في شحوب ملامحي ...
اعلم ..اعلم وأتيقن كل يوم انني عالة ..ولكني ادرك كذلك انهم يحبونني و أشفق عليهم لانهم لم يرو سوى تلك الفتاة البريئة التي تشبه الدمية والتي لاحول لها ولاقوة لم يرو الجانب المظلم الذي أخفيه بصعوبة .
مشاعري دوما متلخبطة لا أدري ان كنت اهتم لأمر أحد غير نفسي اشعر اني احب الناس حبا زائف ولذلك أمقت نفسي وأكرهها كرها شديدا أشعر ان روحي لاتزال معلقة بين السماء والأرض كحال حزني الدائم لكن...
زمرده تلك الشابة أهدئت بعضا من هيجان قلبي وأطفأت تلك النيران وقللت من بشاعة المرارة التي تملأ حلقي وجوفي...ان بعضا من اهمالها يعادل اهمال العالم أجمع ..
هي تدرك ما بي ..تدرك انني لست بخير حتى لو لم يوجد اي شيئ جلي في ثنايا أيامي من هموم .تعلم ان مزاجي انا الوحيدة المسؤولة عنه او بعبارة اصح انا المسؤولة عن شدة تعكره.كنت اختبئ في حضنها وابتسم حين تبتسم نراقب سقف الغرفة ومن ثم نتحدث حتى يبزغ الفجر فتجبرني على النهوض والصلاة وكانت تقول ان المداومة عليها تشفي أشد علل الروح كنت اسايرها حتى احببت ذلك ثم جاء اليوم حين قررت تركنا لتبحث عن خفايا هذه القصة
كنت واقفة على تل كالآن وهي تحاول مد يدها لي من الأسفل لعلها تصل الي وتنقذني قبل ان انتقل لذاك العالم والآن من العدم أرى يدا تمتد لي كانت يدا ضخمة لكنني لم أستفسر فقد كنت في امس الحاجة للعودة للذكريات فمددت يدي ولكن قبل ان امسك اليد وقد جعلت ألمح ببطئ بعض تقاسيم الوجه الممتد امام ناظري كان وسيما مهيب المنظر و كان جثمانه ظخما عظلات مفتولة وكتف عريضة وشعر في سواد الليل والعيون زرقتها كزرقة سماء حين تصعد شمسها لمستقرها. وقد لمحت كل تفاصيله بصعوبة ..
... اختفيت وظهرت من العدم لكني لم اظهر في عالم زمردة بل في مكان مختلف ..حين انتقلت في المرة السابقة فذلك نتيجة تشبثي العنيد بزمردة في حين ان اخواتي بدأن يتجاهلنها حتى كدن ينسينها ولكن ما الذي طرأ الآن هل انتقلت لأنها بدأت تتجاهلني
صراحة بدأت المفاهيم تتشوش في ذهني يبدو أنني سأعيش الكثير والكثير كي افهم ما يجري ولكن اين انا بالضبط وفي أي عالم رماني القدر ؟ ولماذا عساني انا أتحمل عواقب كل تغير يحصل بين خمستنا؟يبدو ان نوعا خاص من المصائب ينتظرني دائما ..نوع مختلف من المصائب او انا التي اتوهم انه كذلك..
مرت علي ليلة صعبة. نبضات قلبي لا تهدأ مهما فعلت ألم فضيع .. ألم الغربة ..
عندما تريد أن ترمي بمشاعرك جانبا وأن تشكي للجدران وحدتك فانك تدلف غرفتك فماذا لو لم تكن لك غرفة؟ آه يا زمن يريد غصبا أن يعلمني ماهية الأشياء التي يفترض ان تجعل المرئ يحزن وكأن القدر يقول لي لا تقولي اني احزن انسان قولي انني أحزن من ذي قبل واني ما لا شك فيه اقل حزنا من الغد..
وانا أسلك شارعا من شوارع وأزقة خواطري الدفينة في اهتمام وفضول إذ برجلان يمسكانني ويحملانني نحو عربة وانا التي لم يصدر مني اثرها اي ردة فعل
كنت في اكثر الزوايا عمقا من ذاتي فمالشيئ الذي يجرأ حتى على ايقاظي ولكن أصواتا قبيحة تجرأت وتسلل بعض كلام غير مترابط منها الى خلوتي مع نفسي؟
_أهي ميته..يبدو أنها لا تستجيب
_دعك منها فلنبحث عن متشردة أخرى
_يستحيل .انها لبضاعة مذهلة نادرا ما نجد ثمرة لم تنظج بعد ... الزبائن يعشقون تربية العبيد والجواري على أيديهم..
صراحة ازعجني كلامهم حتى اني عن غير وعي سمحت لجانبي المظلم مسك المقود.
أدرت رأسي ببطئ وكأني دمية وهبت الحياة فجأة ...واتسعت عيناي الواسعتان من الأساس أكثر وأكثر وجفت ملامحي تماما حيث لا ترى من الملامح متحركا سوى الفم وأنا أنطق في لهجة خالية من العواطف تجعل السامع يفقد احساسه بالحياة:
-سيدي هلا تركت يدي ..فالثمرة لطالما نخرها الدود..
وباغتتني الإبتسامة حين رأيت ما حل بهما من الصدمة لكن خطوات ثالث كانت تقترب من مسمعي شيئا فشيئا ..حتى حجبت الرؤية بكيس قماشي..
لست أتذمر من القدر..لكني بدأت اتمنى الموت فاني أعلم اني اوهن من احتمال مزيد من المصائب..
متى سأرتاح وتتحقق أمنيتي يا ترى؟
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .