الفصل ثلاثون
غادرت مع دماء الكوخ ،كان وقتا ممتعا هناك، تركناه بينما حوى في غيبوبة مرضية وحورية مفقودة .مهمتنا لم تكن التجسس مثل الثلاثي .بل كانت للإبتعاد عن الخطر ريثما تبدأ الحرب .حرب من أجل وصول آل الزمرد للقمة وتربعي على العرش.والذي هو من حقي وحق جدتي نغم .لم أكن يوما أطمح لشيئ كهذا .كانت تكفيني جلسة تأمل مع نفسي أكثرت منها محاولة عبثا أن أفهم نفسي وأن ألج أعمق المواطن من روحي .لكن ..لم يحدث شيئ...حتى دخلت هذا العالم الغريب الذي فقدت إثر ولوجه إحساسي بالحياة نوعا ما ..أشعر أني لست أنا ..بل أنا الآن لاشيئ..أو أنا كل شيئ ...يا إلهي أنا فقط تائهة ..
_ زمرد ...زمرده ..ملكتي ما بك؟
_أنا بخير ..أنا فقط..
_عزيزتي تستطيعين الكذب على خلق الله أجمعين أما أنا فلا وألف لا ..كذبك مكشوف يا محتالة.
لم أجبه لأنه محق ولأني كذلك خجلت من تغزله بي ولم أقدر نهره عن ذلك لأنني لم أقوى حتى على الكلام لازلت تائهة والتائه لايرى من العالم سوى ضياعه ..ولا أريد أن أستسلم للضياع.
كنا نسير في صمت حتى تجاوزنا بعض الأشجار فعاد دماء إليها وجلس متربعا تحت ظلها ففعلت مطرقة الرأس هائمة الفكر...
كان كل مافيّ يصرخ مستنجدا .الرؤى لم تترك في نفسي مساحة للهدوء..ومع ذلك كانت كجثة هامة بروح معلقة معذبة بين الحياة والموت.
_ نامي ربما سترتاحين
حدجته بنظرة عتاب
_أحسني الظن يا فتاة لم قد أؤذي ملكتي وبأي حق .؟
كنت تعبة فسلمت أمري لله ثم له وتركت رأسي يهوي على رجله مستغلة إياها كوسادة قطنية بينما أبعد يديه إلى الوراء ورأسه..
إبتسم.وكأنه نال الجنة وما فيها .
شعرت أنني تماديت في ما أفعله ولكن حين أردت النهوض وأخذت أهم به غلبني النعاس ونمت قبل ذلك ..
_أطرقي الباب يا حبيبتي...تلك عائلتك من الآن وصاعدا لا تخافي ..هيا
إمرأة تبدو للوهلة الأولى أنها حوى ولكنها تكبرها بعقد أو إثنين وربما ثلاث. نفس العيون البلورية والوجه الممتلأ والقامة القصيرة والإبتسامة العريضة تودعني وترحل أيعقل أن تكون هي حنا..
_أجل إنها أمك ..إنها حنان.
هان؟
إستيقظت على صوت دماء الذي وجدته على نفس الوضعية .
_أهناك خطب ما ..ما بك مذهولة..
لم أتكلم . لم أعتد بعد الكلام. منذ أيام وأنا على هذه الحال ..حدث هذا سابقا حين كنت في طريقي للأراضي الزمن وسلكت مملكة دماء عوضا عنها حيث تكهن بالكثير عني وأكمل حلمي لمجرد النظر في وجهي ..
لا يعقل رأسي ستنفجر أحتاج تفسيرا وتأويلا لما يحدث.قاطع دماء حبل أفكاري دون إستئذان قائلا:
_أنا ذاتي لا أعلم كيف ولكن عجوز ما زارت أبي وقالت أن قدرا غريبا ينتظرني ..ليست عجوزا ما بل هي تلك ااتي زارتك في الحلم إنها نغم الملقبة بالجارية العاصية.
زارت كوخنا وحدثت أبي أن يذهب للحفرة في ربيع ذاك العام كانت أمي متوفية وقتها وبعد أن زار أبي الحفرة ووجد حنان وأحبها وأحبّته لم أحتمل فكرة زواجهما المستقبلي .
فررت من المنزل .لم أجد سوى الهرب سبيلا للتعبير عن عدم الموافقة فلم أكن سوى طفلا ورأي الطفل ليس له أهمية .وكأنني أعاقبهما على تجاهل قلبي البريئ وتعلقي بأمي.
ولكن القدر الذي تحدثت عنه لاحقني رغما عني لا أعلم كيف لها أن تعلم أساسا ولكن أمرها كان غريب...
سكت وكأنه لا يرغب في المواصلة فعبّرت عن فضولي بإيماءة وإنحناء رأسي الى الأمام كزرافة تمد عنقها لتصل لفاكهة شجرة عالية .وكانت فاكهتي هي الحقيقة ولو كان طعمها مرا فبعض المر يشفي.
تنهد بعمق وطأطأ رأسه كمن يفكر فيما سيحدث
بعد نطقه بالحكم
ثم رفعه ورماني بنظرة تملؤها الجدية وقال:
_أ واثقة أنت مما تريدين سماعه..انا لست مسؤولا عما ستؤول إليه الأمور.
لم أتحرك ولم أبدي أي رد فعل تعبيرا بذلك على الإستعداد التام لسماعه ولو كان بإستطاعة الأذنين التحرك لرفرفتا حماسا لما سينطق به وكأنني متهم أمام مطرقة القضاء.حماس أم خوف .لا أعلم ولا أظنني سأعلم ...الاّ بعد سماع الحكم مباشرة.
أنت تقرأ
نبض الزمرد/ Emerald Pulse
Fantasyفتاة ذات 17عاما تغفو بعد أن تقع أرضا في غرفتها لتعيش من بعد تلك السقطة أياما عصيبة وأحداثا غريبة تعلم من خلالها أن لها هدفا لتسعى خلفه و أصدقاء على إستعداد للتضحية في سبيل ذاك الهدف المنشود. .