الفصل التاسع "9"

3.4K 307 44
                                    

            "لُطفًا لا تنسوا التفاعل ⭐💛"
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

≈ بسم الله الرحمن الرحيم.
≈ استغفروا الله.
≈ لا تلهاكم القراءة عن الصلاة.

《ٱلسَّلَام》
-هو ناشر السلام بين الأنام وهو الذي سلمت ذاته من النقص والعيب والفناء.

رسالة لقلبك:-
"لا تتوقف الحياة بسبب بعض خيبات الأمل، فالوقت لا يتوقف عندما تتعطل الساعة." ^_^
_____________________________

«وأصـبحت مـأواه»
«الـفـصل الــتاسع»"9"

لقد استدرجتها إرادة الله إلى حيث لا تعلم، وهي دائمًا مَنْ عُرفت بهدوءها واتزانها، الآن ثكلت كل اتزانها وهي تسقط فوق الأريكة بصدمة تامة بعد سقوط تلك الكلمات الراعدة على أسماعها..
لماذا وكيف؟!
لماذا ساقها الله إلى هذا المكان؟!
تعلم أن لله في كل شيء حكمة لا يعلمها إلا هو!
دائمًا ما كانت ترضى بكل ما كتبه الله، لم تعترض على قضاء الله وقدره، وظلت تدعو فقط أن يرزقها الله الرضا ليطمئن قلبها دائمًا..
هي مُحبة للجميع، لديها قلب صافٍ لم تشغله بالحقد والشحناء، حياتها بسيطة مليئة بالطاقة والحيوية، حَيت بعيدة عن المشاكل كان كل همها الشاغل عملٌ جيّد يُدبر لها أموالًا جيدة لمساعدة والدتها لسدّ القرض وبعض الديون التي خلفها زواج شقيقتها، حتى أنها قامت بتأجيل العام الأخير من جامعتها لأجل العمل..
والآن .. ماذا ستفعل، كيف آل الأمر إلى هذا المكان ... عالم البغاء..!!!

خرجت الفتاة بعدما يأست من إفاقة حورية من بؤرة الشرود التي سقطت بها..
وضعت حورية كفها فوق موضع قلبها ثم ظلت تهمس لنفسها بصبر:-
- إهدي يا حورية، كله هيبقى تمام، هيعدي، خلي عندك يقين وثقة بالله، ربك كبير وهينقذك..
أكيد ربنا ليه حكمة من ده كله، ربنا مش بيكتب ألا الخير يا حورية، استعيني بالله ولا تعجزي..

نظرت من حولها بلهفة ثم رددت بإصرار:-
- لازم أخرج من هنا بسرعة، أكيد في مخرج..

ثم ركضت نحو باب الغرفة لتنفرج أساريرها حين وجدت الباب ليس بمغلق، خرجت تسير مُسرعة في ممر واسع به العديد من الغُرف بينما كانت الإضاءة باهتة، عرجت نحو درج بنهاية الممر لتهبط بقلبٍ يطرق برعب بينما أصابعها تقبض على ذراع حقيبتها القماشية تحتضنها لعلها تمدها ببعض الطمأنينة..
ظلّ لسانها يردد الحوقلة دون هوادة وهي تهبط الدرج بتعجل، وعند وصولها لنهاية الدرج وقفت متسمره كأن كهرباء ضربت جسدهاوهي ترى أشياء لم تكن تخطر لها بأنها موجودة على ظهر هذا الكوكب..
قاعة كبيرة مُقززة المنظر خافتة الأنوار، بها العديد والعديد من النساء الكاسيات العاريات..
مجموعة راقصة على كؤوس بها مادة غريبة اللون فطنت أنه الخمر..
والأُخريات من النساء المستلقيات بأحضان الرجال..
روائح قذرة، ومشاهد تشمئز منها الأنفس، ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تمنع تقيؤها..
نفرت وهي تحاول غلق أعينها قدر المستطاع، تتسرب بعض الرمقات منها للبحث عن مخرج من هذا المستنقع..
شجعت قدميها للمضي قُدمًا، تسير ببطء محتضنة جسدها وكأنها خائفة أن يخرجوا من نشوتهم المُحرمة على صوت خطواتها المدحورة..
لكن خابت كل أمالها وتوقف لسانها عن ترديد آية الكرسيّ وبعض الأدعية برجاء أن يحفظها الله..
لكن كان قد فات الأوآن وهي ترى ملاحظتها من قِبل مجموعة من الرجال يرمونها بنظرات صادمة متعجبة من هيئتها التي تُمثل البياض للسواد القابعين هم به..
قام أحدهم ليقترب منها بخطوات ضبع يقترب من فريسته..
ارتعش بدنها واهتزّ قلبها برعب بينما تعود للخلف حتى اصتدمت بحافة الدرج، بقت تٌحدث نفسها بثقة:-
- متخافيش يا حورية مش هيقدر يإذيكِ إنتِ في حماية الملك، يارب أكفنيهم بما شئت، يارب اصرفهم عني وساعدني أخرج من هنا..

 رواية "وأصبحت مأواه" - الصمت الباكي²حيث تعيش القصص. اكتشف الآن