الفصل السادس عشر "16"

3.6K 244 23
                                    

"لُطفًا لا تنسوا التفاعل ⭐💛"  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

≈ بسم الله الرحمن الرحيم.
≈ استغفروا الله.
≈ لا تلهاكم القراءة عن الصلاة.

《ٱَلْغَفَّار》
-"هو وحده الذي يغفر الذنوب ويستر العيوب في الدنيا والآخرة."♡

رسالة لقلبك:-
-"أنّ الدعاء من الصبر وأنّ الصبر من العسر وأنّ مع العسر يسراً."♡

_____________________________

«وأصـبحت مـأواه»
«الـفـصل الــسادس عشر»"16"

سعادة، حزن، صدمة، دهشة، خوف، ألم..
كل هذا وأكثر مشاعر ممتزجة بنكهة المرارة علِقت بقلب آدم الذي بقى ينظر لزمهرير، قمرهُ الجميل بعدم تصديق..
لماذا هذا الأمل الكاذب قمري المُنير؟!
ألا تعلمين بأنِّي أقف أمامكِ خاوي الكفيّن، إنما كيلُ الوجع مني قد فاض حتى سال على جوانب روحي.!
لماذا عيناكِ العاشقتان تهربان مني، لأول مرة أشعر بها تهويان كنجمين محترقين تاركين خلفهما ظُلمة تشبه ظلمتي..؟!

وأخيرًا تفككت قدمه من جمودها وركض نحو زمهرير ركض الملهوف يُدمدم بلهفة:-
- قصدك أيه يا زمهرير، يعني أيه!!
إزاي ابننا عايش .. يعني إنت ولدتي، أنا مش فاهم حاجة .. طب هو فين..!!

ارتعش جسد زمهرير ورفعت مُقلتيها التي يتسرب الدمع منها بكثافة، ابتلعت ريقها لتبتلع غصة كالأشواك علقت به، وقالت بصوت متحشرج:-
- أيوا .. يزيد عايش .. هو أنا ولدت قبل ما يحصل لنا إللي حصل..
لما إنت اتخدرت اليوم ده كان بقصد إنهم يطاردوني ... بعتت ورايا ناس تسقطني ويموتوا الجنين بس أنا هربت ... أنا مكانش عندي فرصة لما رجعتلك ولقيتك بتفوق، أقولك إن ابننا بخير لما فكرت إنهم سقطوني..

أغمضت أعينها بمرارة لتتسرب إليها تلك الأحداث التي لم تُطمس من عقلها، دائمًا حاضرة وكأنها حدثت بالأمس..
وأخذت زمهرير تسرد له الأحداث التي فاتته، هروبها، ومطاردة الرجال لها، ونجاحها في الفرار منهم مرورًا بألآم المخاض التي هاجمتها ومساعدة فتاة في مقتبل العمر لها تُدعى "أسوة"

كانت أطيافًا من شتى المشاعر تطوف على وجه آدم الذي سقط خطّان من الدمع ينغمسان بلحيته الخفيفة من حنظلة تلك الأحداث..
زوجته حبيبته وولده، قطعة من روحه ونبتة عشقهم الذي حارب جميع العقبات والعطوب..
لديه ابن على قيد الحياة!!
ما حالته الآن، كيف هو آلان في يد مراهقة، وماذا فعلت به؟!
تساؤلات ومخاوف لا حصر لها.

اشتد بكاء زمهرير عندما رأت حالته لتقترب منه تحتضن وجهها وتُزيل دموعه وهي تقول بنحيب:-
- أنا آسفة يا آدم، آسفة يا حبيبي مقدرتش أحافظ على ابننا ... بس صدقني يا آدم لو كنت خرجت بيه كانوا قتلوه وعملوا فيه زي ما عملوا فينا..
أنا عملت كدا علشان يبقى في أمان علشان يبعد عن أي خطر .. عملت كدا وسلمته للمجهول وأنا من جوايا بتقطع .. بس كان لازم أحافظ على حياته..

 رواية "وأصبحت مأواه" - الصمت الباكي²حيث تعيش القصص. اكتشف الآن