البارت الثاني والاربعين
ما قبل الاخير
....... ✨
تحركت دانة بداخل حضن رهيف الذي فتح عينه وظل ينظر لها مبتسمة وهو يراقب وجهها الاسمر الجميل ليرفع اصبعه ويبدا في رسم ملامحها البسيطة وهو مبتسم ليتنهد ويقوم ويخلع جاكت بذلته ويقترب من دانة ويخلع لها حذائها ويمسك الشرشف ويفرده عليها ويخلع لها عقدها ومشبك شعرها ويمسك بعض المناديل ويبدا في مسح مساحيق التجميل من وجهها وهو مبتسم ويتذكر اعترافها الذي كان بالامس
"بحبك يابن عزة الذة"
ردد عقله تلك الجملة ببلاهة وضحك هو عليها ببلاهة اكبر...
فتحت دانة عينها وامسكت راسها التي تدور كالطواحين لتعتدل ببط وهو تدعك راسها وتنظر لنفسها وتنظر حولها لتجد رهيف جالس في المقعد الذي امامها ويرتشف قهوته ويقراء كتاب بهدوء كالعادة
دانة: ااه راسي رااسي وجعاني اوي يرهيف!!.
نظر لها وقال: معلش استحملي.
دانة: هو ايه اللي حصل امبارح؟.
قام رهيف ووضع يديه في جيوب بنطاله الابيض وقال: انا اللي المفروض اسالك ايه اللي حصل؟.
بلعت دانة ريقها وقالت: انا... انا مش فاكرة حاجة غير ميريهان وهي بتديني العصير ايوا العصير ده اخر حاجة انا فكراها.
هز رهيف راسه انها ميريهان لقد فعلت كما تفعل دائمًا ولكن دانة هذه الطفسة لمَ شربت هو يتحمل ولكن هي
اقترب منها واحضر لها كوب ماء قدمه لها وجلس خلفها وبدا في دعك راسها ببط لتغمض هي عينيها براحة وتهمس: العصير كان فيه حاجة وانا سكرت صح؟.
همهم رهيف لتقول هي: وعملت حاجة كسفتك صح؟؟.
صمت للحظات بل لدقائق لتلتف هي له وتقول بتوجس: عملت؟؟.
ليبتسم ويمسك وجنتيها ويقول: معملتيش متخفيش.
لتبتسم هي علي بسمته وتقول: طب يلا قوم نخرج.
رهيف: طيب...
ـــــــــــــــــــ
كانت تسير علي تلك الرمال اللينة بارجلها الحافية وهي مرتدية بنطال جينز وتيشيرت ابيض واسع يتطاير مع خصلاتها القصيرة وكان رهيف بجانبها يسير معها وهو شارد لتنظر له وتقول: مالك يرهوفة؟.
نظر لها وابتسم: مفيش.
ضربته في كتفه وقالت: ماالك؟؟.
ليتنهد وهو يجلس علي الارض لتجلس بجانبه وتنظر له منتظرة ليفتح فمه ويقول: عارفة من مدة كدة كان فيه واحد عايش بس مش عايش مش بيعمل حاجة غير انه لوحده وفي يوم في شمس كدة جت نورتله حياته كلها خلته عيل صغير بيعمل حجات غريبة عليه معملهاش قبل كدة هو اينعم كان واخدها علي انها مصيبته نكبته... وبعدين بقت صحبته بس هي دلوقت.
"حبيبته؟!"
قاطعته بهذه الجملة لينظر اها مبتسمًا: ايوا.
نظرت للامام ومن ثم له قائلة: دي روايتك الجديدة صح؟.
رهيف: دي حياتي معاكِ يا دانة.
نظرت له وابتسمت قائلة: قوم.
ابتسم لها واقفًا لتمسك يده وتجره معها نحو المياه ولكنه لم يعترض كالعادة بل ذهب معها ولعبوا معًا بمرح وظلو يضحكون لمدة طويلة وعندما خرجو وجلسو مجددًا علي الرمال اتت لهم فتاة صغيرة وقالت: عمو عمو.
نظر لها رهيف وابتسم قائلًا: نعم.
الفتاة: ممكن تصلحلي دي.
قالتها ومدت له عروستها ذات الذراع المكسور ليحاول تصليحها بينما تقوم دانة بحماس وتقول: تيجي نلعب.
الفتاة: انا وانتِ؟.
هزت دانة راسها بحماس بينما قالت الفتاة بحذر: طيب بس خلينا قريبين من عمو هنا.
هي خايفة مني ومش خايفة من هولاكو ده!!
فكرت دانة بهذه الجملة لتمسك الفتاة فجأء بدون سابق انذار وتركض بها نحو البحر وتبدا اللعب معها بينما ظل رهيف ينظر اليهم مبتسمًا وهو يضع تلك اللعبة بجانبه...
ـــــــــــــــــــ
كان رهيف جالسًا ويكتب علي الاريكة وبينما كانت دانة جالسة علي السرير وتنظر له نظرة صقرية غريبة رفع هو راسه ينظر للانحاء بعدم راحة لعبر من علي وجهها ثم يعود مجددًا وهو يقول: مالك؟.
دانة: انت لحقت عملت كل ده امتي؟؟ حجز ولبس وتأجيل النشر ده حتي كتبك جبتها عملت كل ده امتي؟؟.
ابتسم وهو يقول: ده سر.
برمت شفتيها وهي تقوم: ماشي خليك كدة عايش في دور الشبح الغامض دايمًا.
كانت تقول كلماتها وهي تسير من امامه ولكنه فجأء امسك يدها وسحبها نحوه بقوة لتقع علي رجليه وتنظر له بينما يترك هو دفتره وينظر لها مبتسمًا بهدوء لتقول هي بتوتر: ف.. في ايه؟؟.
ابتسم لها وقال: بحبك!!.
ـــــــــــــــــــ
بعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر...
اقتربت رهف من والدتها التي كانت جالسة مع مسلم ودينا وقالت ببسمة خجلة: م.. ماما هو.. رهيف مش هيرجع قريب؟؟.
عزة: لا هو قال انه هيروح اسكندرية مع دانة علشان حفل التوقيع ومقلش هيرجع امتي.
رهف: امم.. اه طيب.
مسلم: كنتي عاوزة ايه يرهف؟.
قالت رهف وهي ترجع خصلاتها بتوتر: في.. في واحد كان عاوز يتقدملي.
صمت الجميع صمتو صمتو ولم ينطق احد لتنظر لهم رهف بتمهل وتوتر لتجد عزة تبتسم وتقول: هيجي امتي؟.
رهف: هو قالي اخد رايك الاول واكلمه.
مسلم: تكلميه؟ هو انتِ تعرفيه؟.
رهف: ايوا هو معايا في الجامعة وزميلي وكدة.
كاد ان يتكلم لتمسك دينا يده وتقول ببسمة: انا كمان عندي خبر ليكم... انا حامل.
ـــــــــــــــــــ
عبير بصراخ: مش هتجوزه انا مش هتجوز شوقي مستحييل.
كريمة بصراخ: هتجوزيه يعبير هتتجوزيه غصبًا عنك!!.
كريم: بس يماما هي مش عاوزة خلاص.
كريمة: انت مش فاهم حاجة مش فاهم ان شوقي ده اللي هينقذنا من البلوة اللي احنا فيها احنا قربنا نعلن افلاسنا يا استاذ احنا بنضيع وانتو ولا حسين واحدة عايشة حياتها ولا كأنها طفلة وعمالة تصرف وتبعزق والتاني مش شايف حاجة غير ست الحسن والجمال بتاعته!!.
نظر كريم لعبير ومن ثم لوالدتهم التي جلست علي المقعد وهي تهز راسها: انتو مش حسين احنا بأيه بس خلاص من انهاردة خلااص مفيش دلع تاني ولا هبل انتِ هتتجوزي شوقي برضاكِ او غصبًا عنك وانت يا كريم بيه من بكرة هتنزل شغلك مع ابوك واسبوع وهتروح تخطب شيرين النويري واظن كلامي واضح.
قالت كلماتها وخرجت من الغرفة ليجلس كلًا منهم وهم يعلمون انها نهايتهم.
ـــــــــــــــــــ
في معرض الاسكندرية للكُتاب
كان رهيف جالسًا وسط العديد من البشر وهو مبتسم بثقة كالعادة والجميع جالس بهدوء لا صور كالعادة فقط اسئلة يطرحوها ويجيب هو
تامر: ممكن حضرتك توصفلنا شخصية بطلة روايتك الجديدة رهيدانة؟.
ابتسم رهيف وقال: البطلة عبارة عن وحدة غريبة خبطت علي بابي فتجوزتها!.
تعجب الجميع من وصفه وتشخيصه له ليقول هو: الرواية عبارة عن قصتي مع زوجتي.
تعالت الهمهمات ووقف احد الصحافين وقال: في الوصف حضرتك كاتب ان البطلة اسمها دانة هل ده فعلًا اسم زوجة حضرتك ولا ده مجرد تطبيق لاسم الرواية؟.
رهيف: رهيدانة مزج بين رهيف ودانة ومش من اختراعي.
اسماء: حضرتك واصفلنا البطلة وكأنها مجنونة هل فعلًا زوجتك كدة؟.
نظر رهيف حوله يبحث عنها فلم يجدها ليزفر براحة وهو يهز راسه ليضحك البعض عليه بينما تقوم اخري وتقول: مواصفات البطلة مش قياسية يعني هل هي كدة في الحقيقة؟.
رهيف: مش قياسية من انهي نحية مش فاهم.
اكملت الصحافية: مواصفتها حضرتك شكلها يعني.
هز رهيف راسه وقال بهيام وهو ينظر لها: يمكن تكون بالنسبالكم عادية واقل كمان ولكني اراها وكأنها حورية نزلت من الفردوس الاعلي لتجاورني في دنياي.
كانت عيونه في هذا الوقت علي وشك ان تخرج قلوب حرفيًا بينما وقف احد الصحافين وقال: هو سؤال غريب بس يعني انا عاوزك توصفلنا مراتك من حروف اسمها.
ضحك رهيف بقوة ادت لتغضن زواية عينيه ليظن البعض ان يسخر من الصحفي ولكنه سرعان ما اعاد وضع تعديل جسده وهو ينظر للمكتب ويتخيل صورة دانة الضاحكة امامه ليبتسم ويقول: دانة"الدال في اسمها دَائي ودَوائي، داري الذي اركض اليه، دفئي في شتاء يناير، درب ابتدائي وانتهائي، ودقات قلبي الموسومة بالالف، الالف الذي يمثل امني واماني، واسراري وانغامي فهي اقرب لي من نهاري الذي يمثل نونها التي تبدا لتعبر عن نوري ونعمتي ونسمتي وناري التي تكاد تحرقني شوقًا لتائها، تائها المربوطة التي تربطني بها لاخر مطافي فأنا الان اري نفسي عاجزًا امام وصف جميلتي وطفلتي وابنتي الحبيبة دانة"
سقف له الجميع بقوة لبراعته وبلاغته ولكنه لم يكمل لم يوفي لها بعد...
نظر للجميع الذين وقفوا احترامًا له بينما هو حرك راسه قليلًا وهو ينظر لتلك الواقفة علي الباب بفستانها الابيض الجميل وتنظر له كالقطة ليبتسم وهو يقف ويذهب نحوها ليمسك يدها ويأخذها نحو المسرح ليقف وينظر لها ويقبل يديها ومن ثم ينظر للجميع ويقول: دانة... انا عاوزك تنقطيني.
نظرت له فارغة الفاه ابعد هذه البلاغة نقطة!!
ليبتسم وهو يغلق فمها ويكمل: انا عاوزك تشليني وتجلطيني وتجبيلي تذكرة موت مبكر وتردي علي سؤالي اللي من تلت شهور.
نظرت له ببلاهة وقالت: ايه؟؟.
ليبتسم وهو يهمس لها ولا يعي ان مكريفونه مزال موصل للجميع: بحبك دانتي!!.
دانة: ايه؟؟.
لم يرد هو بل رد الجميع الجميع في صوت واحد قائلين: بحبك دانتي!!!.
ذُهلت دانة وذُهل هو وذُهل رجل يعبر الشارع وسلام ولكن الجميع كانو سعدا وجدًا ولكنها قالت فجأء: انا لسة مردتش!!.
رهيف: اتفضلي وردي يا مولاتي.
تنهدت وقالت: رهيف انا موافقة انقطك واشلك واجلطك واموتك مصروع مني بس بشرط.
نظر لها رهيف بتعجل وقال ومعه الجميع: ايه؟!.
لتنظر هو له بجدية وتقول: تعملي كوسة بالبشاميل لما نروح.
نظر الجميع لبعضهم البعض بتعجب بينما ضحك هو وقال: احب اقدملكم مراتي "كرشو هانم" حبيبت قلب رهيف.
قالها وهم حاملًا ايها يدور بها في المكان وهو يقول: بحبك يا اكيت مفجوعة شافتها عيني بحبك!.
.... لم
لم تنتهي قصتنا بل انتهت رواية "رهيدانة"
ولكن باقي فصل واحد من "وقع بحبها!!" فقط فصل اجل.
دمتم سالمين
مع حبي
ملك محمد جملل 🤍
أنت تقرأ
وقع بحبها!!
Humorكان جالساً في قصره المهجور يستمتع بوحدته كالعادة لتدق هي بابه وتبكي راجية الدخول ليفتح لها باب قصره وتبدا حكايته مع تلك المختلة التي مهما كثرة فيها الاقاويل لن توفيها فهي "دانة" التي قد دخلت حياته لسببين لا ثالث لهم 1-ان تجلطه 2-ان تجعله يقتل نفسه...