البارت السادس
.......🦋
هرع لها بسرعة وحاوط وجهها بين راحة يديه ليقول: دانة دانة ردي عليا يا دانة مالك في ايه دااانة.
شعر بسخونتها ليتحسس وجهها فيجدها تكاد تشتعل ليحملها وهو مؤقن انها قد اصيبت بنزلة برد بسبب خروجها في هذا الجو وايضًا جفاف ملابسها المبلله عليها وضعها علي السرير برفق وبدا يتحسس وجنتيها وجبينها ليزفر وهو يقوم ليجلب لها بعض المسكنات وبعض المياه ويجلس بجانبها علي السرير ويرفع راسها علي صدره ويقول وهو يضع المياه في راحة يده ويمسح بها وجهها بلطف فتشهق هي ليقول: دانة داانة انتِ سمعاني يا دانة قومي خدي المسكن.
فتحت دانة عيونها بتعب ليقول: افتحي بؤئك علشان المسكن.
فتحت فمها ليضعها لها ويسقيها بعد ذلك ثم يترك راسها علي الوسادة بهدوء ويقوم وينزل للاسفل ويتجه لهاتفه ليأخذه ويذهب للمكتب ليفتح احد ادراجه ويخرج شريحة صغيرة ويضعها في الهاتف فتاتيه المئات من الرسايل والمكالمات ليزفر وهو يمسحهم ويدخل لقائمة اتصالاته ويتصل بأحد اصدقه الذي رد قائلا: رهيف انت فين قلقتنا عليك رهف وخالتو مبطلوش سؤال عنك.
رهيف: مسلم مسلم اسمعني انا في وحدة عندي دلوقت كان مغمي عليها.
مسلم: ها وليه وهي مين دي اصلًا؟؟.
جاوب رهيف علي السؤال الذي دخل لراسه: خرجت في المطرة وفضلت طول النهار ولما رجعت مغيرتش والهدوم نشفت عليها.
مسلم: طب فيه اعراض غير انها اغمي عليها؟.
رهيف: اه هي سخنة ومش قادرة تتحرك خالص.
مسلم: طب هي كدة لازم تأخد ال****و*****وكمان بليل هيتعملها كمدات علشان السخونة وهتحتاج متابعة كاملة.
رهيف: تمام شكرا يا مسلم.
مسلم: استني يا رهيف هي مين دي؟.
لكنه لم يجد اجابة الا صوت تلك الصفارة العقيمة....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتفض رهيف من اعلي الكرسي عندما سمع صوتها ليقوم ويذهب ناحيتها ويقول وهو يتحسس جبينها ليجده مشتعل لينظر لها ويقول: انتِ تعبانة حاسة بحاجة؟؟.
دانة بهمس متحشرج: عط.. شاانة.
ليذهب بسرعة ويجلب لها كوب ماء وطبق به ماء وثلج وقطعة قماش بيضاء ليضع الطبق ثم يجلس بجانبها ويرفع راسها لصدره ويبدا في سقيها الماء لتشربه بشراهة وبعد ان انتهي انزل راسها ساندًا ايها علي الوسادة ليجر الكرسي قليلا ويجلس بجانب السرير ويبدا في عمل الكمادات لها لتنظر له وتقول: انت بت.. عمل ايه؟؟.
رهيف: بعملك كمادات.
دانة بهلوسة: لالا يكريم ابعد عني انا بكرهكك.
نظر لها رهيف بتعجب ليجدها تبكي وتقول: حتي انت كمان ابعد عني ااابعد.
رهيف وهو يضربها بخفة علي وجنتها: دانة دانة فوقي.
نظرت له بعيون دامعة وقالت: انت كمان بتعمل زي كريم انت كمان عاوز تأذيني.
رهيف: دانة دانة اصحي ده انااا.
اغمضت دانة عينها ويبدو انها قد ذهبت في سبات مجددا ليبدا في مسح دموعها بأنماله ومن ثم يغير لها القماشة ويضعها علي جبينها مجددًا....
واستمر الحال كما هو عليه لمدة اسبوع دانة نائمة تقوم لتأخذ المسكنات والطعام وتنام مجددًا ورهيف بجانبها لا يتركها لحظة في النهار المصحوب بالتعب والتأوهات ولا في اليل المصحوب بهلاوس "كريم"
واخيرًا وبعد طول غياب فتحت دانة عينها البنية ونظرت حولها لتجده نائم علي الكرسي الملصق لسريرها وممسك بيدها بكلتا يديه وواضعها علي رجليه احست بشئ علي راسها لتمد يدها فتجد انها قطعة قماش تكاد تكون مبللة لتضعها بجانبها وتحاول الاعتدال فتهتز يديها القابعة في يديه لينتفض ويقول: في ايه في ايه؟؟؟.
دانة وهي تسعل: كح كح مفي.. ش مفيش.. اهدي.
ليقوم رهيف ويبدا في تحسس جبينها ووجنتيها ويقول: انتِ سخنة طب تعبانة حاسة بحاجة قوليلي.
دانة بتعب: لالا انا كويسة متقلقش.
ارتمت مجددًا علي السرير وهي تسعل ليقول: اهدي اهدي وقوليلي عاوزة ايه و انا هجبلك.
دانة: انا عاوزة امشي عاوزة امشي.
رهيف: اهدي اهدي بس، انتِ ازاي عاوزة تمشي وانتِ بالحالة دي؟؟.
نظرت له دانة بعدائية وقالت: انت متتكلمش معايا خالص انا علي فكرة منستش اللي انت عملته معايا تحت.
رهيف: انا اسف واللهي يا دانة انا بس كنت عاوز افهمك انك مينفعش تثقي في حد متعرفيهوش.
دانة بنظرات شك: يعني انت نيتك كانت كويسة؟.
ابتسم وكانت قد اوحشته تلك الطريقة ليقول: انا لو كانت نيتي وحشة كنت استغليت انك تعبانة انتِ علي فكرة بقالك اكتر من اسبوع بالحالة دي.
شدت شفتيها وهي تفكر لتقول: ماشي بس انا برضو منستهلكش ونت كان ممكن تفهمني بالبؤء علي فكرة.
رهيف برفعة حاجب: وانتِ كنتي هتفهمي بالبؤء؟؟.
انزلت دانة راسها كالاطفال وقالت: بصراحة لا بس برضو مكنش ينفع تعمل كدة معايا خاالص.
رهيف: انا اسف والله اسف.
دانة: طب لو عاوزني اقبل اعتذارك قوم قوم يلا جبلي اي حاجة اكلها انا جعااانة موووت.
رهيف: مصلحجية.
ضحكت دانة ليقوم هو ويذهب....
وبعد قليل كانت دانة جالسة وتشرب تلك الشوربة علي مضض منها وكان رهيف جالس علي الكرسي وينظر لها بنظرات لا احد يعلم ما يكمن خلفها الا الله ليفتح فمه ويقول: هو انا ممكن اسألك سؤال؟.
لتقول دانة وهي تلوح بيديها: تااااني؟؟؟.
رهيف: لا بجد والله.
لتبتعد عنه قليلًا بحذر وتقول: ها قول.
رهيف: هو مين كريم ده؟؟.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنت تقرأ
وقع بحبها!!
فكاهةكان جالساً في قصره المهجور يستمتع بوحدته كالعادة لتدق هي بابه وتبكي راجية الدخول ليفتح لها باب قصره وتبدا حكايته مع تلك المختلة التي مهما كثرة فيها الاقاويل لن توفيها فهي "دانة" التي قد دخلت حياته لسببين لا ثالث لهم 1-ان تجلطه 2-ان تجعله يقتل نفسه...