7

523 62 36
                                    


...

ما إن رنَّ جرس الحصة الأخيرة تدافع الطلاب إلى الخارج بحماسٍ كبير، انتظر مادوكس حتى أخذ أخر مراهقٌ حقيبته الرياضيَّة ثم تنهد الصعداء، من داخل الدرج أخرج عددًا من الفواتير ودفتر المنصرفات الخاص به، وَضعَه على سطح درجه المخربش فغطى الدفتر الكلمات النابيَّة المنحوتة عليه، فتح إحدى الصفحات وبدأ بتجميع الأرقام المكتوبة، بعثر شعره وعاد بظهره للوراء.

رفع الدفتر بزاويَّة ونظر إلى الرقم المكتوب: 2500 دولار.

تنهد من أعماقه، كان رقمًا بعيدًا من الـ 8500 التي من المفترض أن يكون جمعها وانتهى الأمر.

"ماذا؟ الفتى الفقير يُجرِي حساباته لأنه يخاف أن يجوع قبل نهايَّة الأسبوع؟"

قال صبيٌّ جالسٌ على حافة النافذة، إحدى قدميه متدلية بالجهة الخارجية منها، شعره كستنائي مموج وعينيه الداكنتين تحملان عنجهية واضحة، لم يكلف مادوكس نفسه بالنظر إليه، انهمك بلملمة حاجياته فقال الثاني: "لو أردت لديّ بواقي طعام من الأمس. آه إنه سوشي، لا أدري إن كنت تجيد أكل السوشي أو لا..."

- آشتون. على الأقل تنمر كما يفعل طالبٌ في الثانويَّة.

رمقه مادوكس بنظرة شفقة وأضاف:

- أتسمع نفسك حتى؟ طفل في الابتدائية كان سيخجل من نفسه.

قالها وخرج تاركًا الآخر بملامح منقبضة، رمى آشتون الكرة التي كان يحملها بقوة، ضربت الحائط وتدحرجت على الأرض حتى عادت بالقرب من النافذة.

سمع مادوكس صوت الارتطام لكنه لم يعبَأ به وتابع مسيره، توقف أمام خزانته، أدخل الرقم 9098، أطلق القفل الالكتروني صوتًا وفُتِح، وضع مادوكس كتاب الحصة السابقة مع دفتر الفواتير، انزلق من داخل الخزانة ملفٌ وكاد أن يسقط لكنه تلقفه في اللحظة الأخيرة.

كان لونه أسوَّد ويحمل ختمًا رسميًا بزاويته، حدق به مدة من الزمن، بدأ بسحب طرف الورقة من داخله لكن طالبًا لمسَّ كتفه وهو يمر: "مرحبًا مادوكس." أعاد مادوكس الورقة بسرعة واِلْتفت إلى الخلف.

- ديلان، في طريقك للتدريب؟

كان الصبي ذو الشعر الأسوَّد المحلوق قد وصل نهاية الخزائن، اِلْتفت إليه بابتسامة وقال: "للأسف. كأنما لا امتلك حياةً سوى النادي."

- إنها الحقيقة.

"تبًا لك. أنت الوحيد الذي يستطيع قول هذا بفخر."

- جالب العار لبلاكروك وافتخر.

قهقه ديلان وتابع مشيه في الردهة، انضم إليه فتيين آخرين وحاوط بيده كتف أحدهم، راقبهم مادوكس يمشون بانسجام وصخب ناحيَّة المخرج المؤدي لملعب كرة السلة، أدخل يديه بجيوبه وفكر: ربما لو انضم إلى نادٍ قد يتمكن من تكوين بعض الصداقات.

「 مُحَـاولة الغـرق 」حيث تعيش القصص. اكتشف الآن