67

263 45 111
                                    


...

"ألَّا تنوي إعادة النظر في عرضي؟" 

سأل إدوارد وحرك كوب القهوة بين يديه، نظر مادوكس إلى وجهه الشارد داخل الكوب وابتسم. 

"آسف كما أخبرتُّك، لا أستطيع أخذ إجازة."

سَكَت قليلًا وبدا عليه الاستدراك: "خصوصًا أن عقد عملي ينتهي بعد ثمانية أيام من الآن." 

قطب إدوارد ونظر إليه: "مع رأس السنة؟" 

أومَأ مادوكس ناحيته وأسقط جسده للوراء في الأريكة، طوى يديه أمام صدره: "ثلاثة أشهر، لكني شعرت بها تمر مثل ثلاث سنوات!" 

قهقه إدوارد بخفوت ونبرةٍ شامتة، تجرع من قهوته الباردة ووضع الكوب على الطاولة، استلقى جوار مادوكس وحاكاه بالنظر إلى السقف.
 
"أخبرني السيد أوسكار بما حدث، اِسمعْ مادوكس، ارفع شكوى للإدارة بشأن احتكاك تاكر وجماعته بك."
 
صمت مادوكس وقتًا طويلًا حتى أن إدوارد شك إن كان سمعه أو لا. 

"أتعتقد أن هنالك فائدة من فعل ذلك؟" اِلْتفت نحوه برأسه، كان مبتسمًا لكن عينيه باردتين: "في النهاية لا يهم، أنا مجرد طالب منحة بينما والده رجلٌ له وزنه، عندما تحين اللحظة أنت تعرف مَنْ سيختار مجلس الإدارة."

"تبًا." 

قال إدوارد بغيّظ ونهض، مشى في المكتب ذهابًا وإيابًا ويديه معقودتين وراء ظهره، عدل وضعيَّة ربطة عنقه ذات شكل الفراشة وعبس. 

"لا بدّ أن هنالك حلٌ ما. فقط لو كنت امتلك المزيد من السلطة لجعلتهم يذوقون الويل." 

اعتدل مادوكس بجلسته وراقب مشي إدوارد المتوتر داخل المكتب، ابتسم وقهقه بخفوت: "هذا يسعدني بما يكفي، حتى إن طُرِدت من هنا سأذكر دائمًا أني عرفت طبيبًا نفسيًا مختلًا بما يكفي ليغضب بالنيابة عني." 

رمقه إدوارد بنظرة منزعجة: "لا تمزح بهذا الشأن، لن نسمح بأن تُطرَد، ستتخرج بمرتبة الشرف كما هو مخطط وستسافر إلى سويسرا مع شهادة قبول لدخول جامعة هيرسلاندن، أتفهم؟"
 
"لن نسمح بصيغة الجمع، كم تطرب قلبي."
 
"مادوكس!" 

صاح إدوارد فقهقه الثاني بتسليَّة حقيقية، تمعن النظر بهيئة إدوارد مدة من الزمن وقال: "حسنًا، تبدو لي كخطة جيدة، لننفذها." 

تحرك إدوارد وجلس على المقعد الفردي، اختلفت تعابير وجهه حين اِلْتقط كوب القهوة وقال: "قبل ذلك، ألَّا تعتقد أنه حان الوقت لإخباري بالحقيقة." 

اختفت بقايا الضحك من وجه مادوكس، حول نظره إلى أقدام الطاولة الغارقة بداخل السجادة وغلفه سكونٌ تام، كأن الفتى بداخل جسده غادر فجأة وتركه خاويًا. 

"مادوكس." 

ابتسم مادوكس ابتسامة لم تصل إلى عينيه وقال: "ما هي الحقيقة من وجهة نظرك؟" 

「 مُحَـاولة الغـرق 」حيث تعيش القصص. اكتشف الآن