15

344 55 27
                                    


...

اهتزَّ الهاتف النقال بجيبه فأخرجه وحدق به، كان مادوكس جالسًا على حافة النافذة بالطابق الثاني، مرفقه موضوعٌ على إحدى ركبتيه وقدمه الثانيَّة  مُتدليّة للأسفل، راقب الاحتفالات التي تجري بالخارج، أقامت العديد من النوادي عروضًا في باحة المدرسة، وبميدان الجريّ، كان فريق السلة والبيسبول يتنافسان في سباق التتابع، شارك به الفتيان والفتيات، من مكانه ذاك استطاع سماع أصوات المشجعين وهم يهتفون باسم أخر متسابقين سيعبران خط النهايَّة.

ديكَّر. ديكَّر. ديكَّر. آشتون. آشتون. آشتون.

كان لوثر آشتون متقدمٌ على بينت ديكر بثلاثة أمتار وهو يحمل بيده عصى لونها أحمر بينما حمل بينت عصى صفراء، كلاهما ارتديا ملابس المدرسة الرياضية التي بها خطين جانبين، تبقى خمسون مترًا فقط قبل أن تحسم النتيجة لذا تعالى هتاف الفتيات المتحمس بشكلٍ كبير.

نظر إلى شاشة هاتفه، رنَّ منبه يذكره بالذهاب لمقابلة عمل بعد ساعتين، اكتشف بالأمس أن مطعم كنتاكي يقع على بعد شارعٍ واحد من المدرسة، وأيضًا لديهم مناوبة مسائية ممَّا سيمكنه من الاحتفاظ بعمله في المكتبة العامة التي يداوم بها أيام الأحد والاثنين والثلاثاء. ككل كان هذا جيدًا، لولا ما حدث بالأمس.

خرج ڤينسنت من الأستوديو بعد انتهاء البث ووجد مادوكس واقفًا لوحده، اقترب منه ووضع يدًا حول كتفه، تجمد مادوكس وبعد ثوان ارتخت عضلاته، اِلْتفت ناحية ڤينسنت وسأل: "هل كل ما ذكرته في التقرير كان صحيحًا؟"

قطب ڤينسنت ومشى معه في الرواق: "بالطبع صحيح، بل الحقيقة أسوَأ بكثير، ما قمت بعرضه مجرد لمحة من الواقع، ظلت شركة كيبا لمدة 12 عامًا كاملة تزود ما يزيد عن مئتي شركة بمعادن لا تطابق المعايير."

فلقه على جبينه فترنح رأس مادوكس للوراء. "يتوجب على الشركات المتورطة معهم التأكد من جودة جميع منتجاتها وإلا ستحدث المزيد من الكوارث، وأيضًا."

"وأيضًا؟"

ابتسم ڤينسنت بطريقة جانبيَّة: "ستتسبب هذه الفضيحة بالإفلاس البنكي للعديد من الشركات الصغيرة، فإعادة المنتجات من خط التصنيع مكلف وفي النهايَّة سيكون بمثابة كي. أو. لبعضٍ منهم."

"لم تبدُ سعيدًا بهذا الخبر؟"

حَرَك ڤينسنت كتفيه: "إنها ليست شركاتي."

"أنت شخصٌ مقيت حقًا."

فجَأة اعتدل ڤينسنت بوقفته وقابله بجسده كله، قاوم مادوكس رغبته بأخذ خطوة للوراء وحدَّق به، وَضَع ڤينسنت يديه على كتفيه بثقلٍ أصدر صوتًا. "هايّ مادي، إعمل معي."

أبعد مادوكس يديه عنه ومشى سريعًا متجاهلًا إياه.
لحقه ڤينسنت بثلاث خطوات وقال: "لمَّ تهرب؟ فقط قل لا أريد إن لم ترغب بذلك."

「 مُحَـاولة الغـرق 」حيث تعيش القصص. اكتشف الآن