...
تأكد ڤينسنت من وضوح الصورة على الشاشة ثم ضغط على الزر، اِلْتقطت الكاميرا عدة صورة متتاليَّة، في كل لقطة كان وجه السيد "ديريك رامزي" و"جيفرسون ويلر" واضحًا وهما يتصافحان.
ركن سيارته بزوايَّة عمياء وصعد إلى سقف أحد المباني التي لم يكتمل بناؤها، انتظر لمدة أربع ساعات، كان ينويّ الاستسلام عندما ظهرت سيارة لاند-روفر وتوقفت أمام البنايَّة، ترجل السيد جيفرسون منها ولاحقًا انضم له السيد ديريك، كانا أكثر حذرًا من المعتاد ولولا كونه موجود بطابقٍ عالٍ لما تمكن من اِلْتقاط صورٍ لهما.
انعكس ضوء الشاشة على قزحيتيه الذهبتين، كانتا مثبتتان على الصور بتركيز شديدٍ، حرك إصبعه وعاين لقطة تلو الأخرى، ثلاث سنوات، خمسة أشهر، وعشرة أيام. أخر مرة نطق بها باسم سبينوزا.
"كَلامُك صحيح." أشار الرجل ذو القميص الأبيض الرسميّ ناحيته بالشوكة، "سلطة السيزر هنا لا مثيل لها."
"أليس كذلك؟ جرب الكابتشينو وستشعر أن أي قهوة أخرى تتذوقها مجرد ماء مع بن."
أخبره وليؤكد على كلامه أخذ ڤينسنت رشفة كبيرة من الكوب المَلِئ بالكريمة.
"على حسابك، سيسرني أن أجربه."
قال له كارل بحاجبٍ مرفوع، كان شعره العسلي الداكن مسرح لجانبٍ واحدٍ، لحيته وشاربه اتصلا ببعضهما البعض وكانا مشذبان بعنايَّة، كان ببداية ثلاثنياته لكن التجاعيد حول عينيه جعلته يبدو أكبر سنًا.
"ألا تدفع لك المفوضيَّة راتبًا كبيرًا؟"
سأله بتهكم إلا أن الثاني أجابه بجديَّة: "يدفعون راتبًا كبيرًا لكن زيجتان فاشلتان لا بد أن تجففا جيبك."
توقف عن الأكل فجأة وأشار بشوكته ناحيته: "إياك ان تتزوج، خصوصًا الشقروات وذوات الشعر البنيّ."
"ماذا تبقى؟ أتود مني أن أظل عازبًا طوال عمري؟"
رفع كارل إصبعين وسطيين: "الصهباوات وذوات الشعر الأسوَّد وأي فتاة تصبغ شعرها. أيضًا زواجك من عدمه ليس أمرًا بيدك أنت، فليس هنالك فتاة عاقلة ستقبل بك."
حَرَك ڤينسنت كتفيه: "سأتزوج من واحدة غير عاقلة إذًا."
إشمأزت ملامح كارل بطريقة عفويَّة: "لتجلبا إلى العالم نسخًا كارثية منكما؟ بحق الله إياك!"
لهذا يَهجُرنَّك في النهاية. تمتم ڤينسنت مع نفسه، رفع كارل تجاهه حاجبًا.
