56

251 46 44
                                    


...

"كيف تشعر حيال أخر وجبةٍ لك هنا؟"

قال آلبا بعد ضربةٍ خلخلت عظام ظهر كيناي، مَسَد الثاني مكانها وحدجه بنظرةٍ مللولة.

"لو كنت تمتلك هاتفًا كنتُ سأرسل إليك كل صورة هامبرغر وبطاطا مقليَّة اِلْتهمهما لقتلك بالحسد."

قهقه آلبا، تناوّلا صوانٍ زرقاء واِتَّجها إلى الطاولة حيث يوزع الطعام.

"من الأفضل لك ألَّا تفسد علاقتك معيّ، فحتى عندما تخرج من هنا، أنت ما تزال بحاجةٍ إلي."

أخرج كيناي مظروفًا من جيبه ولوح به أمام عيني كريستوفر. "لقد حصلت على تزكيتك وانتهى الأمر وصديقك صاحب المكتبة لن يشك بنزاهتي، فخطُّك الأنيق كخط جدتي لا تخطؤه عين."

وضع الحارس برتقالة في صحنٍ كل منهما فاِتَّجها للذي يليه، ملأ لهما صحنيهما بالأرز وقطع اللحم التي بدت نيئة، نظر آلبا إلى الطبق بلا شهية وعندما رفع بصره كان كيناي ينظر إلى الأرز بنفس الطريقة فانفلتت منه ضحكة.

"يمكنك البقاء بلا طعام إلى حين إطلاق سراحك."

عندما وصلا إلى النقطة الأخيرة، مُنِح كلٌ منهما قطعة كعك تغطيها الكريمة.

"انظر، إنهم يحتفلون بي."

"بل بالسيد هيكس، سمعت أن اليوم عيد مولده."

تحرك كينايّ إلى طاولتهما المعتادة وتبعه آلبا الخطا، أضاف: "مَنْ يبدو فينا أكبر عمرًا، أنا أم هو؟"

وضع كيناي صحنه على الطاولة وجلس جوار لوغان، كان لويّ جالسٌ بالجهة المقابلة، منهمكٌ بتقشير برتقالته وقد انتهى من تناول الطعام، جلس آلبا جواره واِلْتقط الشوكة البلاستيكيَّة.

غمغم كيناي وهو يحشو فمه بالأرز: "خط شعرك بدأ بالانحسار وشعره ما يزال سليمًا."

مضغ آلبا على مهل ثم رفع عينيه إليه: "أعد ما قلته."

نظر لوغان إلى وجه كيناي، بادله كيناي النظر لوهلة ثم اِلْتفت ناحيّة كريستوفر.

"عندما تندمج مع القراءة لديك عادة العبث بخصلك الأمامية، تبرمها كفتاة بانتظار حبيبها لذا بدأت تصاب بالصلع المبكر." سَكَت برهة، "أو الغير مبكر."

رمى لويّ قطعة برتقالة في فمه وعَلَق: "كيناي أنت تعلم أن نسبة عودتك خلال عشرة أيام تتجاوز التسعة وثمانين بالمئة، صحيح؟"

"لا." رفع شوكته ووجها ناحية لويّ، "أنا مواطنٌ شريف."

كانت الضحكة خافِتة وخشنة وسريعة لكن ثلاثتهم سمعوها، نظر لوي إلى لوغان، نظر آلبا إلى لوغان، نظر كيناي إلى لوغان، تابع لوغان أكله بملامح جامدة جعلت الضحكة التي سبقتها تبدو كما لو أنها كانت من وحيّ خيالهم.

「 مُحَـاولة الغـرق 」حيث تعيش القصص. اكتشف الآن