أحببت طفلتي (٢٨)

609 4 0
                                    

If you like ♥️
Vote & Comment...
Follow me...

الجزء الثامن والعشرون

بعد تلك اللحظة المحملة بالتوتر، أصبح الهدوء مسيطر على الغرفة، ولكنه هدوء مخادع يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة. ليالي، الفتاة الجميلة في السابعة عشر من عمرها، كانت تحدق في الفراغ، عيونها الواسعة تعكس التردد والحيرة. كانت تنظر إلى عائشة، الخادمة في الفيلا، التي كانت تقف بجانب جون بثقة غير عادية. منظر غريب لم تعتاد على رؤيته، ولم يسبق لها أن شاهدته.

سهام، والدتها، كانت تشاركها الحيرة والقلق. كانت تنظر إلى ليالي بنظرات مليئة بالسؤال، تريد أن تعرف ماذا تفكر فيه ابنتها، ما الذي تراه. كانت نظراتها خليطًا من القلق، والأمل، والتحذير. كأنها تقول "ما الذي تراه؟ هل ترى ما أرى؟ هل هناك شيء غير صحيح؟"

وفي الوقت نفسه، كانت ليالي تلقي نظرات سريعة نحو والدتها، تحاول قراءة ما في عيونها. كانت تشعر بالقلق، ولكنها لم تكن متأكدة ما إذا كانت والدتها تشعر بالقلق نفسه. كانت هناك نظرة في عيون سهام لم تستطع تفسيرها، نظرة تحمل مزيجًا من الخوف والتحذير.

كانت هذه النظرات المتبادلة بين سهام وليالي تقول الكثير، أكثر من الكلمات التي لم يتم تبادلها. كانت نظرات سؤال، نظرات استفهام، أين نحن؟ ماذا يجري؟ هل نستطيع فهم ما يحدث حقًا؟

وفي ذلك الوقت، حافظت عائشة على هدوئها، وجون على ثقته، بينما كانت النظرات المتبادلة بين سهام وليالي تكشف عن عالم مليء بالأسئلة والشكوك.

عائشة، بعيونها المثقلة بالسكينة والثقة، تقف بجوار جون، كرفيقة أكثر من خادمة. كأنها تتلقى أوامره بصمت مطيع، ولكن هناك حوار غير مكتوب يتم بينهما. وليالي، التي تشاهد الوضع من بعيد، تشعر بأمواج الغيرة تغمر قلبها، وتتساءل في سرها إذا كانت هناك روابط مجهولة تجمع بين جون وعائشة.

مالك، الطفل البريء، يتناول وجبة الإفطار بطمأنينة معزولة عن الدوامة العاصفة من الأفكار والمشاعر التي تتحرك في أذهان البالغين حوله.

بعد الإفطار، انسحبت ليالي إلى غرفتها، وهي تحاول إدراك ما يجري، ومالك غادر للعب في غرفته الصغيرة، بينما ذهب جون وسهام إلى غرفة النوم الرئيسية. سهام، التي كانت تشعر بالتوتر والقلق، بدأت بحثاً جاداً مع زوجها.

"جون، ما الذي يحدث بينك وبين عائشة؟ هل هناك شيء تخفيه عني؟" طلبت سهام، صوتها يقطر بالقلق والريبة.

جون بدا مترددًا للحظة، وبعدها أجاب بصوت خافت: "سهام، عائشة ليست فقط خادمة. هي أكثر من ذلك، هي صديقة قديمة، وثقتها بالنسبة لي كبيرة."

سهام استمعت بصمت، تحاول فهم ما يقوله زوجها. كانت تشعر بقلق عميق، وفي الوقت نفسه بدأت تشعر بالحزن العميق لعدم معرفتها بهذا الجانب من زوجها.

"أثق بك، جون"، قالت سهام بعد لحظة من الصمت. "لكنني أشعر بأنني لا أعرفك بالفعل. كل ما أرغب فيه هو الشفافية بيننا."

جون أمسك بيد سهام ونظر في عيونها، "أنت دائمًا ستكونين أولويتي، سهام. لا تقلقي، لن أخفي عنك أي شيء بعد الأن."

وفي الغرفة الأخرى، كانت ليالي تتأمل في الوضع، مليئة بالقلق والغيرة. كانت تشعر أن هناك شيئًا غير مكتشف بين جون وعائشة. كان هذا الشعور يُثقل كاهلها، وكانت تدرك أن المراقبة من بعيد لن تكفي لكشف الحقيقة.

يتبع...

If you like ♥️
Vote & Comment...
Follow me...

أحببت طفلتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن