أحببت طفلتي (٢٩)

623 3 0
                                    

If you like ♥️
Vote & Comment...
Follow me...


الجزء التاسع والعشرون

تغيرت الأجواء في فيلا جون بشكل ملحوظ بعد ذلك اليوم، كانت الحياة قد تحولت إلى روتين غير مألوف، كانت ليالي تأكل صامتة، ثم تنسحب إلى غرفتها بكل هدوء، بدت عيونها غائمة وكان هناك شيء من القلق يعكسه وجهها الجميل. وكأنها تحمل هماً ثقيلاً لا يمكنها أن تتحدث عنه.

سهام، كانت تتابع الوضع بصمت، دون أي تعليق. كانت تحاول أن تتفهم ما يجري داخل رأس ابنتها، ولكنها كانت تجد صعوبة في ذلك. فقد كانت الفجوة بينهما تتزايد يوماً بعد يوم، وكأنهما يعيشان في عوالم مختلفة.

بينما كانت سهام وليالي تعيشان في عالمهما الخاص، بدأ جون يقضي معظم وقته في مكتبه، كان يغلق الباب خلفه، ويبدأ في العمل بجد، بين الشاشات وحواسبه العديدة.

أما عائشة، الخادمة، فكانت تقف على الباب، تراقب جون وهو يعمل، وتقدم له القهوة والوجبات الخفيفة بين الحين والآخر. كانت تتولى مهامها بكفاءة وهدوء، دون أن تخرج عن نطاق مهمتها.

وفي الوقت نفسه، كانت سهام تحاول أن تفهم ما الدور الذي تلعبه عائشة في حياته. كانت الأسئلة تتراكم في ذهنها، ولكنها لم تكن لديها الجرأة لطرحها على جون.

مالك، الطفل الصغير، أصبح يقضي أيضًا الكثير من الوقت مع جون في المكتب، كان يحب الاسم الذي اختاره له، "ملوكة". كان هذا الاسم يملأ قلبه بالحنان والدفء، وكلما سمعه، كان يشعر بالسعادة والمرح.

سهام، والدة مالك، لم تكن ترى شيئًا غريبًا في هذا الوضع، كانت تعتقد أنها فقط تشاهد عائلتها تعمل معا، وتشعر بالسعادة لرؤية زوجها يقضي الوقت مع ابنها.

ساعات الليل كانت تجلب الهدوء لفيلا جون، لكن بالنسبة لليالي، كانت تجلب القلق والشكوك. كانت تستلقي في سريرها، تحاول أن تجمع القطع وتفهم الصورة الكاملة. وفي أحد الأيام، قررت أن تتحدث مع والدتها سهام.

"ماما، مش ملاحظة حاجة غريبا بتحصل في الفيلا؟" بدأت ليالي الحديث، حيث كانت تقف على باب غرفة والدتها، وتنظر إلى داخلها بتردد.

سهام كانت تجلس على السرير، تقرأ كتابا. رفعت عينيها لتنظر إلى ليالي، وابتسمت بلطف قائلة، "قصدك ايه يا حبيبتي؟"

ليالي نظرت إلى أسفل وقالت بتردد، "اقصد.. انتي مش ملاحظة تغير في سلوك مالك؟ هو يقضي كثير من الوقت مع جون، وكمان عائشة، لاحظت أنها طول الوقت قاعدة معاه في مكتبه."

سهام وضعت الكتاب جانبًا ونظرت إلى ليالي بتركيز، "أعتقد أنهما بيحاولوا يساعدوا بابكي في شغله، وبالنسبة لمالك، ربما يحاول جون تعليمه بعض الأشياء عن العمل."

ليالي نظرت إلى والدتها بتعجب، "ولكن يا ماما، مالك يقضي كل الوقت مع عائشة وجون، الاثنين مسمين مالك، ملوكة، والغريبة انه مالك نفسه بدأ يتعلق بالأسم، انتي شايفة أنه من الطبيعي اللي بيحصل ده؟"

لحظة صمت مرت قبل أن تجيب سهام، "أعتقد أنك تفكرين كثيراً يا ليالي. مالك مجرد طفل صغير، وغالباً ما يتعلق الأطفال بالأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت معهم، بالنسبة لعائشة، فهي فقط تقوم بواجبها وتعتني بمالك وبوالدك جون."

ليالي بدت غير مقتنعة، ولكنها قررت عدم الإصرار على الأمر. كانت على يقين أن هناك شيئاً غير طبيعي يحدث، وأنها بحاجة للتحرك، ولكن كيف ومتى، لم تكن لديها الإجابة بعد.

يتبع...

If you like ♥️
Vote & Comment...
Follow me...

أحببت طفلتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن