البارت السادس

2.2K 49 17
                                    



قولي لي تكفين ما يصير كذا تتحملين كل شي لحالك! انا معك و كنت دايم معك!
ما قدرت تتحمل اكثر وقت حست بحراره دموعها تنساب على خدينها و اخذت تحكي لها؛ علا! نفسه نفسه يهددني من وقت انا في لندن من مات جدي و هو يلاحقني و لا عرفت وش يبي مني! كان بس يكرر يومك قرب و بتلحقين ابوك و ما يناديني الا بنت علي! عرفته عرفته من اسلوب منادته لي هو نفسه رجع لي رجع من جديد!
كان الذهول يعتلي ملامحها و ماهي قادره تنطق من كم المشاعر اللي اجتاحتها صدمه و خوف و قلق و توتر؛ تمزحين! كيف رجع كيف!
رفعت اكتافها بانها ما تدري وش رجعه ، عاشت اسوء سنه بحياتها بعد موت جدها اللي كان بالنسبه لها الأمان عاشت بخوف و انعدام أمان بالغربه لوحده و ما كانت دموعها اللي نزلت امام بدر عبث ، انهلكت روحها و تعبت ترجع تعيش خوف السنوات الماضيه و رجع يجدد العهد معها و مع عائلتها ، ما كانت تقدر تكمل تمثيل امامهم تمثل الطبيعيه و العاديه لكنها الان انفجرت انفجرت تطلع المكتوم بداخلها تخرج مشاعرها الحقيقه من خوف و قلق و حزن و يأس تخرج اللي بداخلها كله و ما وقفت شهقاتها بالخروج؛ خايفه! خايفه وش رجعه؟
يرجف جسدها كله ما تعرف وش تقول وش تواسي بنت عمها به و تواسي نفسها لان شعور سنين الخوف رجع لها تتذكر اللي صار فيها ، لفت لها تنزل دموعها غصب؛ نغم! لازم لازم نقول لهم
رفعت راسها و وسعت انظارها بخوف؛ لا! لا لا ما نقول لهم ما نقول لأحد! يكفي ما ابغا ترجع هذيك الايام
عضت شفتها تنظار رجفه محاجرها؛ بس...
هزت راسها بالنفي تقاطعها؛ بدون بس علا تكفين لا تخليني اندم اني قلت لك ، على الاقل مو الحين نقول لهم
اخذت نفس و هزت راسها بالايجاب و تقدمت لها تحضنها و تشد عليها بكل ما عندها تبكي و تبكي معها تحضنها حضن راجف مليان خوف
~
تركض لداخل اسوار البيت و صدى ضحكتها يصدح بالمكان ما كأنها اللي كانت تبكي من ساعه لكنها تعودت على هذي التمثيله ، اتسعت ابتسامتها من شافت جداتها و حريم اعمامها و اخوالها مجتمعين و تقدمت لهم؛ أهلا أهلا! أيش الجمعه الحلوه هذي ما تعزموني معكم؟
ابتسمت نهى و رفعت صوتها تهلي؛ يا هلا يا هلا ، ما تكمل بدونك يا حبيبتي
تركت شنطتها على الطاوله و تقدمت لهم تسلم عليهم ، شهقت من شافت صحن الفواكه و تقدمت تبي تاخذ منه لكن سحبت يدها من ضربه نوره لها؛ روحي بدلي اول!
ضحكت بذهول؛ عمه صرت طولك شدعوه!
هزت نوره راسها بالنفي؛ يلا روحي و تعالي
ابتسمت و اشرت على عيونها؛ من عيوني الحين اروح
اخذت شنطتها و ركضت تطلع لكنها وقفت و التفتت لهم من جديد؛ فيه احد رجع من دوامه غيري
هزت ليلى راسها؛ فروحه و ديم بس
هزت راسها و ركضت تتجه للاعلى بسرعه ، وقفت خطاها من سمعت؛ بشويش بشويش!
التفتت و ابتسمت من كان خالها فالح و بجانبه أمجد ، تقدمت لهم تسلم عليهم؛ السلام عليكم! كيف الحال؟
ابتسم فالح و رفع كفه يمسح على شعرها؛ الحمدلله بخير ، انتِ كيفيك و كيف الدوام؟
نغم؛ الحمدلله تمام و الدوام كان كويس ، انتوا كيف دوامكم؟
تنهد أمجد و ارتخت اكتافه؛ كرف! كرفني خالك كأن مافيه ألا انا في المركز بقيه الضباط ماهم مالين عينه
ناظره فالح بطرف عين و ضحكت نغم من شافت نظرات فالح له؛ مو من صالحك تقول كذا باقي وراك بكره و باقي الأسبوع
ضحك أمجد بورطه يطالع بأبوه؛ ما يسويها ابو أمجد!
كان فالح باقي على نظراته و بلع أمجد ريقه و ضحك يصرف الموضوع؛ من زمان ما سولفت معك ، تعالي نسولف
اخذ نغم تحت جناحه يمشي معها و سرعان ما اتاه صوت ابوه اللي نطق بحده؛ خلها ترتاح توها راجعه!
فز أمجد و ترك نغم؛ أبشر أبشر حقك علي
ضحكت نغم و اخذت بذراع أمجد؛ لا عادي عادي حتنا ابي اسولف معه
ابتسم أمجد يراقص بحواجبه و لف لأبوه؛ شفت تبيني!
تنهد فالح بقل حيله على تصرفات ولده
~
ضحكت بكل حيلها و هي تمسك بطنها؛ أمجد خلاص!
كان مبسوط و مروق على الاخر؛ تضحكين على سوالفي السامجه وناسه
مسحت دموعها اللي نزلت من الضحك؛ والله سوالفك وناسه او انا سامجه زيك
زم شفايفه يمثل التفكير؛ ارجح الجواب الثاني
رجعت ضحكت و ضحك معها؛ ياخي والله انت تضحك و تونس القعده معك
تنهد و ابتسم يهمس؛ ليت بعض الناس يحسون
عقدت حواجبها بأستغراب؛ ايش قلت؟
هز راسه بالنفي و ضحك؛ قلت انتِ حلوه!
ميلت شفايفها و ضيقت مدى نظرها تناظره بشك؛ بحاول اصدق و بعديـ...اوه ألين انتِ جيتي!
التفت مباشره من نطقت اسمها و شافها واقفه بمسافه بسيطه منهم ، تلاقت اعينهم و عقد حواجبه من لمح فيها نظرات عجز يفسرها
كانت واقفه من فتره تناظر ضحكاتهم و شدت على شنطتها بغضب رفعت نظرها لنغم اللي تقدمت لها؛ جيتي لحالك؟
هزت راسها بالايجاب؛ علا و سجى باقي مطولين
ميلت شفايفها و رفعت رسغها تشوف الساعه ثلاثه العصر؛ على كذا بيوصلون مغرب
رفعت راسها تشوف نظرات ألين لأمجد الصاد عنها و وقفت امامها تقطع بينهم؛ بتنامين و لا تجين؟ فروحه و ديم من ظهر نايمات و انا مع أمجد
تنهدت ألين و هزت راسها؛ بروح انام
ابتمست نغم لها؛ نوم العوافي
ردت لها الابتسامه و توجهت للدرج تطلع لغرفتها ، رفع راسه من مشت يتاملها الى ان اختفت عن مدى نظره و فز من طلعت نغم بوجهه؛ وين رحت؟
بلع ريقه بتوتر و ابتسم؛ ما رحت مكان
ابتسمت بعبط و رفعت حاجبها؛ متأكد؟
مشى يتركها لوحدها
~
تجمعوا بعد العِشاء بعد يوم متعب في الصباح و بعد ما ارتاحوا ، تنهدت ريما و لفت لعلا و زمت ثغرها؛ يالله ما اتخيل انك اخت هذاك الانسان! كيف كذا مره فرق
ميلت علا شفايفها؛ حراك عليك والله ليث طيوب
عضت شفتها و نطقت بقهر؛ اذا هو طيوب خليه يرفق بالمسكينه الضعيفه اللي قدامك!
ضحكوا جميعهم عليها و بوزت؛ لا تضحكون!
تنهدت علا تتكي على المركى؛ مدري كيف تحبين الشغل فيها يغث يغث!
هزت راسها فرح تأيدها؛ صادقه قعدت معهم سنه و ما تحملت على طول رحت ترجيت ابوي اطلع
لفت لديم و نطقت بسخريه؛ طلعت و بصير اقابل بوجهي هذي يوميا يعيني الله
رفعت ديم اللي كانت على جوالها راسها و نطقت بهجوميه؛ وش فيني انا؟!
ابتمست بوجهها؛ سلامتك يا عيوني
هفت عهد على نفسها؛ اف بنات حر ليش قعدنا بالمشب؟
لفت ألين لها و نطقت بسخريه؛ مالو دخل المشب ، انتِ عايشه في "الريـاض" تحملي ما حيجيكِ
كانت تناظرهم يسولفون و يضحكون و اصوات العاليه و كشرت ملامحها من اصواتهم و سرعان ما اخذت جلالها و خرجت تسرع بخطواتها ، رفعت ريم نظرها لها و تنهدت
~
عدل نظارته الطبيه يتوجه لسيارته يتمشى برفقه هواجيسه ، وقف خطاه من لمح زول أحد و هو يعرف ان البنات في المشب و العيال داخل و تقدم حطوات بسيطة لجل يعرف صاحب الزول اتسعت ابتسامته من عرفها و تقدم يخطو خطوات اكثر يقرب منها ، التفتت بسرعه من حست بحركه خلفها
نطق بسرعه من حس بخوفها؛ أسف أسف ، ما قصدت أخوفك
تنفست الصعداء و هزت رأسها و رجعت انظارها للسماء ، ميل شفايفه و ما منع نفسه من السوأل؛ ليش قاعده لحالك؟ البنات جوا
اشر على المشب و ضل ثواني ينتظر اجابتها ، سكتت شوي تفكر كيف بتجاوب و نطقت بكلمة وحيده؛ أزعاج
هز راسه و حل سكوت لثواني يناظرها جالسه بهدوء مبتعده عن الكل و عن -الأزعاج- لوحدها انظارها موجهة للسماء مُتمسكة بجلالها تشده عليها ينعكس نور القمرآ على عيونها اللي آسرته من اول نظره و ما تذكر ألا عبادي الجوهر وقت قال "عيونك أخر آمالي" ، خرج من هواجيسه من لاحظ ان عيونها صارت موجهه له و خرجت كلمات منها لكنه ما سمعها؛ سمّي؟
عضت شفتها بندم هي جاهدت عشان تسأله و تنطق له لكنه ما سمعها ما سمع الكلمتين الوحيدات اللي بادرت بها و داهمتها ألف فكره و فكره لكنه ما سمعها و هلاكها عدم الأنتباه ، بلع ريقه من طال سكوتها؛ ما سمعت وش قلتي
نطق ينتظرها تعيد كلامها لكنها هزت رأسها بالنفي و رجعت انظارها للقمرآ و هنا كان هلاك قلبه وقت نطقت و بادرت هي بالحكي هو كان بهواجيسه عن عيونها و ما سمعها؛ أسف ما سمعتك كنت مسرّح ، تعيدين؟
نطق بتردد على أمل انها تعيد كلامها ، ميلت شفايفها بتفكير و نطقت بخفوت؛ أيش أسمك
رمش بعدم استيعاب من كلماتها؛ أسمي؟ أسمي انا؟
هزت رأسها بالايجاب و وضحت جديتها بأنها ما تعرف أسمه ، ابتسم بسخريه؛ ماجد ، أسمي ماجد
هزت رأسها بأهتمام و نطقت تعرف عن نفسها؛ شهد
تنهد يحس بخيبه الأمل يبي يخطبها و هي ما تعرف اسمه؟ بس من هو عشان تعرف اسمه و عشان تحط له حساب في حياتها؟ هو اللي بنى مع نفسه هذي الأحلام اللي عاشها لوحده ، عض شفته من شافها استقامت و ذهبت تتركه لوحده ، اخذ نفس عميق و تمدد على الارض يتأمل مكان ما كانت تتأمل اطلق ضحكه خفيفه من حاله؛ يويلك يالجراح كسرت مجاديفك
ابتسم بوسع و ابتدا يغني:
"عيونك آخر آمالي وليلي أطول من اليم
كيف ألقى كلامٍ عذب يوصف دافي إحساسي"
بين كلمات عبدالرحمن المساعد و ألحان عبادي الجوهر و دافي إحساس ماجد و آخر آماله عيون العسل ، ضل مكانه بقيه ليله اللي أطول من اليم و نسى مشواره و نسى نفسه
~
تأفف و رفع كفه يحك جبينه يتأمل الاوراق امامه ، تنهد و رفع نظره لليث المنغمس في لابتوبه؛ ليث
همهم ليث بدون لا يناظره و كمل بدر؛ ذابح لك احد انا؟
رفع نظره له و ابتسم يرسل له قبله في الهواء ، ضحك بدر بسخريه؛ وفرها لمرتك
عض هتان شفته بقهر؛ درينا والله درينا انك شغوف و تحب شغلك و انك تشتغل في الشركه الاساسيه بس مب لازم ترسل مهام من عندك لين عندنا! يكفينا الشغل اللي عندنا
رمى فايز الاوراق اللي بيده بغضب؛ و غاصبنا نشتغل بالبيت ، ترا انا بمقام عمك اذا ما تدري!
غير رعد ملامحه يقلد ليث؛ مستقبل الشركه نكمل ما بداه جدي هذا شغلكم انن اننن نن
كان يناظرهم بصدمه و سرعان ما اعتلت ضحكه تصدح في المكان يضحك على حلطمتهم منه و من الشغل اللي ارسله من شركة "ASS" اختصاراً لـ"ALSultanSaad" للفروع الجانبيه "ASM" و "ASA" ، بعيداً عن اسم العائلة كان سعد -سُلطَان- زمانه و ما كان يتسمى الا "بالسُـلـطَـان سـعـد" حيث كان شخص له هيبته و جبروته و ما تنسمع الا كلمته في المجالس و صيته على كل لسان و في كل مكان يهابونه كبيراً و صغيراً عالي المقام و داني المقام له إحترامه و تقديره من اعماله الخيرية اللي ما تُعد و لا تُحصىٰ بنا ثروته و أسمه من الصفر من عمر صغير و هو يجتهد لجل يبني لعياله و ذريتهم حياة الكل يتمناها و يُحسدون عليها تزوج فاطمة و ما جعلها إلا سُلطانة بجانبة و أم عياله يحسدونها جميع النساء من ماهي فيه من عز و ترف حبته و حبها و كانت خير زوجة و أم و جدة ، اجتهد لجل ينقل الاسم لعياله "السُـلـطَـان مـحـمـد" و "السُـلـطَـان أحمد" بنوا لهم شركاتهم الخاصة يشركونها بخاصة والدهم و يجعلون أسم السُلطان ينتشر و ما يزول
ضحك سعد على حالهم؛ تنرحمون صدق ما اتخيل اكرف كذا
ناظره أنس بطرف عين و رفع كفه؛ اذا ما تبي تنطبع على ملامحك احسلك تسكت
ناظره سعد بطرف عين؛ جرب بس!
قام أنس و قام معه سعد يتطارحون ، اعتلت ضحكة هتان ينطق بحماس؛ اللي يفوز عشاه علي!
ناظرهم لؤي بنظرات -ناقد- و نطق؛ سخيفين!
قام فايز يفكهم عن بعض؛ انت جد وش مقعدني مع بزارين!
كان هتان مستمتع جداً؛ خلهم خلهم
تأفف رائد و قام بغضب؛ يقلع ابو جوكم السامج
دخل ماجد و عقد حواجبه من حالهم الفوضوي؛ شفيكم؟
تنهد محمد و هز راسه بالنفي؛ ما عليك منهم ، وش رجعك؟
ماجد؛ قوموا للمجلس الكبير ، بنجتمع
~
تترأس صدر المجسل و بيمينها بكرها محمد و يسارها أحمد حولها أحفادها و زوجاتهم و عيالهم ، التفتت لمحمد اللي نطق يسألهم؛ كيف الدوام اليوم؟
نطقت نغم المُبتسمة؛ كان خفيف مره!
ناظرتها ألين بطرف عين؛ عشانك ما رجعتي عصر!
وسعت عُلا أنظارها؛ احمدي ربك ما صليتي المغرب في الجامعة!!
تأففت ديم و طيرت أعينها؛ يليل أهل الجامعة
ناظرتها نغم من فوق لتحت؛ انتِ اساسا ليش قاعدة معنا؟ قومي ذاكري قدرات
كشرت و نطقت تبي ترد لكن بتر جملتها ابوها اللي نطق؛ بس بس خلاص ما جينا هنا نتضارب
زمت ديم شفايفها بزعل لكن سرعان و اتسعت ابتسامتها من قبله نغم لها؛ احبك عشان كذا اطقطق عليك
انتقلت انظار أحمد على ريما و ليث؛ كيف الشغل في الشركة؟
ابتسمت ريما تعدل جلستها؛ كويس! على انه أول توقعت بيكون فيه غياب كثير و تكاسل لكن جرت الأمور بالسيلم!
هز ليث رأسه يأيد كلامها؛ زادت نسبة الأقبال على الشركة و ارسلت بعضهم للفروع و على الباب مستثمرين جدد و طلب شراكات...
كان أمجد مكشر و يناضر ليث و ريما اللي يتكلمون بكل حماس و رسمية؛ و انا ارجح طرد ريما و ليث من الجلسة لأنهم صدعوا راسي!
رفع فايز يده؛ أؤيد ذالك!
ضحك فيصل يناظرهم؛ كل هذا كره لها!
هز بدر رأسه بسرعة؛ مو كفاية كارفنا هناك و هنا! خل ناخذ بريك شوي
ميلت نور شفايفها بأستغراب؛ ليش كرفتوا؟ كان شغل اليوم قليل
هزت وعد راسها؛ اي خلصته وقت الدوام و كان باقيلي وقت كثير!
وسع هتان انظاره؛ بغى ينكسر ظهري من الشغل!
تنهدت ريما و رفعت نظرها لليث بحده؛ لان أستاذ ليث حب يكرفكم ، تناقشنا نقاش بسيط حاولت فيه بس ما رضى
ابتسم ليث بسخرية من ذكرت "نقاشهم البسيط" اللي كان نهايته تجمع الموظفين حولهم يحاولون يهدون الاوضاع
ناظر أنس ليث بقهر؛ الله يلعنك!
فز من صوتهم الموحد اللي نطق "لا تلعن!"؛ طيب طيب اكلتوني بقشوري!!
سالفة ورا سالفة تتبعها ضحكة ورا ضحكة مرات تعلى اصوات نقاشهم و مرات ضحكهم يتذكرون ماضيهم و و يعيشون حاظرهم و يتوقعون مستقبلهم ، تحس بالدِفء و تعرف انه مو دِفء الجو ما هو إلا دِفء -العَـائلة- مَلاذها الدائم من العالم الذي بلا قلب وطنها و هي من دونهم في غربه و تتخلى عن كل شيء لأجل ساعة عائلية لا أحد يمكنه التخلص من هذه الصله تربطة تأنس القلوب بلمة العائلة فأن اعطم حب هو حب العَائلة
صحت من هواجيسها على صوت فرح؛ نبي في الويكند نطلع مكان نرفهه عن نفسنا!
نطت ديم تنطق بحماس؛ بادل؟!
~
سلم ينتهي من صلاة الوتر يرفع يده يبدا يتلو دعواته و يخص بها والديه و اخته الوحيده ، انتهى يمسح على ملامحه ياخذ بلحظه سكون ينظر لسجادته و يتأملها لف بأنظاره لماجد النائم بهدوء و ابتسم بسخريه؛ الناس نايمه و انا الهواجيس ماكلتني
استقام يخرج من الغرفه و يخرج من البيت بكبره باقي ساعه عالفجر و النوم ما زار عينه يسوق بهدوء بعكس نوع سيارته يتأمل شوارع الرياض و ابتسم؛ اه ما ارق الـرياض تالي الليل
وقف على جنب بمكان خالي من المباني و السكان نزل من السياره يجلس عليها ، تنهد من ثقل الحزن من صدره ، حزت بخاطره و جداً قعدتهم سوا كعائلة و نصف عائلته مفقوده اهم فردين في كل عائلة هو فاقدهم فاقد حسهم فاقد حنانهم و الجزء المفقود بقلبه كبير و لا ممكن احد يجبره ما زال يتذكر ذاك اليوم و مستحيل ينساه وقت وقف ولد الـ١٦ في ممرات المستشفى بجانبه اخته صاحبه السبع سنوات يسمعون اصعب ما قيل لهم "عظم الله أجرك" وقفت الدنيا من حوله من وقع الجمله عليه وحيد ما حوله احد يسمع فقط بكاء اخته اللي تبكي و ترتمي بحضنه مليئه بالخدوش اثر الحادث اللي ربي كتب لها عمر جديد عكس والديها اللي راحوا للارحم منهم ، كان موجود وقت محمد و أحمد يتنافشون من ياخذهم و كرهم ، كرهم جداً كان لهم عائلة طوال هذا الوقت لكن محد منهم تقبلهم بحكم مشاكلهم التافهه ما قدر يعيش حياته في بيت أحمد طبيعي كان يشوف نظرات الشفقه على اوجههم و انتظر وقت طوييل لحتى يتقبلهم و كل ما حاولوا معه كان يقولهم "محد منكم كان معي وقت وقعت اصعب جملة على مسامعي لا تجوني الحين" ، رفع انظاره للسماء يتذكر ابوه ينطق على انها توصل لمسامعه؛ اليوم تجمعنا سوا...كان ناقصنا انت و أمي
سكت يعض شفته يمنع انسياب دموعه؛ ما اقدر ، ما اقدر بدونك ، هجيت من طاري الابوه كل ما اسمعه
ابتسم بهدوء و كمل؛ تذكرت كلمات فهد المساعد
"يبه كلمه و انا كل ما اوحيت
كلمه يبه صديت و الوقت لمته
يبه يبه كلمه و انا كم تمنيت
يبه و انا لا ضقت رحت و تهجيت
ركون بيتٍ ضم حلمٍ حلمته
يومك تعلمني الامن تحاكيت
درس الحياه اللي كبرت و فهمته"
ضحك بصوت عالي؛ يالله كيف تشابهني ، كل ما جابوا طاريك افز و اضحك و اغير الموضوع ، كم تمنييت انك معي في افرح اوقاتي و احزنها توقف معي تشد على ظهري و تقولي انا معك ، للحين عايشين في بيتنا اللي ضمنا كلنا...انا و انت و أمي و نغمة ، كم تمنيت تكون واقف و تزفني عريس و كم تمنيت اوقف بجنبك و اسمعك تقول "زوجتك ابنتي نغم" كم تمنيت اجيك بعيالي و تستقبلهم برحابه صدر ، اضحك قدامهم و روحي حزينه للحين اخاف من طاريه
تنهد من جديد من انسابت دموعه و ضحك؛ يعور وقت اشوفهم كلهم حولهم اباءهم تجيني الغصة و ما اقدر الا اقول "اللهم لا تُذقهم ما أذقت" يهزني الحنين لك ، اشتقت اصبح على وجهك و صوتك و مبسمك
ابتلع غصته ينطق بصوت مهزوز؛ والله ان مشاغل الحياة ما تلهيني عنك و لا عن أمي ، تطرون على بالي في كل فرح و كل حزن ، اشوفكم في عيون نغمة و عارف ان ما وراها الا حُزن ، يتجدد علي طاريكم كل ما بنيت لي اماني ما اتذكر الا "منى" و كيف ابني لي اماني و مُناي تحت التراب؟ فارقتني مُناي و فارقني الامان كلي غربه بينهم ما ارجي غير مُناي
ابتسم وسط دموعه من طرت عليه؛ آخ كم وحشني حضنك الدافي تمسحين على راسي و تهونين الحياة علي ، يقولون لي "اعتبرني امك" لكن والله ما يجي مكانك حد ، تعورني الحياة من دون حسك ما كنت اقدر انام و انا مُطمئن الا بين احظانك
سكت للحظات و يحس بحراره دموعه تنساب؛ و نغمة ، نغمتنا تركتوها وحيدة ، جميع ناسها حولها لكنها تفقدكم واجد ، تضحك لنا جميع و تقول مابي شيء و هي فيها هم الدنيا كله عذبها المرض و عذبها الفقد تفز من طاريه ، مالها ام تروح و تشكي لها و مالها اب يقول لها انا سندك و ظهرك ، مالها الا انا و والله اني احاول لكن...حسبي الله على من كان السبب في فقد حسكم و ضحككم و تركوني هتانً يبرق و يرعد و نغم تنغم احزن الألحان
مسح دموعه و ضحك؛ اللي يشوفوني يقول مخبول يكلم نفسه
نزل يركب سيارته يلحق صلاه الفجر في المسجد
~
لف أحمد بأنظارها للسيارة اللي دخلت و نزل منها هتان يتقدم له؛ وين كنت؟
سكت من شاف ابتسامته المرسومه على مبسمه و احمرار محاجره و سكت؛ كنت ابربر لعالي مُناي
ابتسم أحمد و رفع كفه يربت عليه؛ الله يرحمهم يارب
هز هتان راسه يتمم "آمين" و توجه مع جده للمسجد يصلون الفجر ،
كتف يجاوره كتف يصلون جماعة في بيت الله يتجاوزون لعبادته فبركه يومك تبدأ من صلاة الفجر تنير قلبك بنور الفجر ، انتهوا من الصلاة يتوجهون للبيت
اخذ جواله يراسلها يسالها هل هي نايمة و سرعان ما اتاه رده "صاحية ، تبي شي" اخذ يكتب لها انه يبيها تاجيه
اخذت جلالها تحسباً لمقابله اي احد ، شافته واقف يهوجس لحاله؛ هتّان!
التفت لها و سرعان ما اتسعت ابتسماته؛ اخت الهتّان!
تقدمت له تتفحصه؛ شفيك ليش ناد...
سكتت من حضنها يشد عليها و رفعت اياديها تشد عليه بالمثل و سألت بخوف؛ فيك شي؟ صار شي لـ
هز راسه بالنفي يقاطعها؛ بس اشتقت لك ، تدرين اني احبك؟ تدرين انك عندي عن الدنيا كلها؟
عضت شفتها من حست باحتراق محاجرها ما كان ناقصها ابدا المشاعر هذي ، شدت على حضنه تمنع دموعها؛ ادري ادري
عض شفايفه من حس بدموعها تبلل تيشيرته؛ به شي مكدر خاطرك؟ تحتاجين شي؟
يرجف فكها و تهز راسها بالنفي؛ لا مافي شي مافي
ابتعد عنها يركز انظاره على عيونها الدامعة؛ متأكدة؟
هزتها نبره الحنيه و ما قدرت تكبت شهقاتها و تهز رأسها بالايجاب؛ الا فيه! الا فيه هتّان!
تبدلت جميع ملامح الهدوء لأخرى قلقة من انهيارها المفاجئ امامه ، هو ناداها لانه جاه شعور ان وده يقابلها و يحكي معها و ما توقع ابداً تنهار امامه كذا ، اخذ كفوفها بكفوفه و نبره القلق تمليه؛ نغم! نغم ، شفيك!
ما كانت ترد عليه كانت شهقاتها تزداد مع خوفه اخذ بيدها يتجهون لسيارته ، يتجهون لبيت ضم حلمٍ حلموه...
~
ماسك راسه من هول وقع الكلام على مسامعه و اخته اللي تبكي امامه ، اخته اللي عانت كل هذا وحدها و هو موجود و سندها موجود و ظهرها اللي تحتمي فيه موجود و لا يدري باللي يصير معها ، عض شفته بقهر منها ينطق بهدوء؛ توك تقولِ لي؟
زمت شفايفها بحزن؛ هتان كنت خايفه...
وقف يقاطعها بغضب؛ خايفه من ايش! خايفه ما تقولين وراي اخ اسمه هتان! ما تقولين عند سند استند عليه وقت خوفي! ما تقولين عندي السُلطَان كلهم يوقفون وراي! ما تقولـ...
سكت من قهره يشد شعره و يدور حول نفسه و التفت لها؛ قصرت معك بشيء انا؟
هزت راسها بالنفي؛ لا لا ما قصرت معي بشيء
ميل شفايفه بخيبه أمل؛ طيب ليه؟ ليه ما قلتي لي!
سكتت تبكي بصمت ما تعرف وش ترد عليه ، اخذ نفس ثم زفره يجثو عندها؛ نغم ، انتِ امانه امي و ابوي انتِ اخر ما تبقى منهم تركوك لي امانه كيف تبيني اوفي الامانه و انتِ كذا؟ لسانك يردك حتى عني! حتى عني يا نغم؟
يرجف قلبها من نبره خيبه الامل بصوته تشد على ايدها؛ مابي اخوفك يكفي اللي فيك و اللي عشته مابي اتعب احد
عض شفته ينطق بحده؛ اتركي هالطبع! اتركي هالطبع اللي يخليك تبدين راحه الناس على نفسك! ما تقولين انا اولاً و ثانياً و ثالثاً و بعدين انا مو اي احد! انا اخوك عزوتك و سندك! مفروض اول ما يصير لك شيء تركضين عندي تقولين هتان صار كذا و كذا ، مو انتِ اخت الهتّان؟
رفعت كفوفها تغطي ملامحها و تبكي؛ اسفة اسفة
عقد حواجبه بقل حيله هو يزداد غضبه منها مع كل جمله تنطقها ما يستوعبها ابداً؛ لا تعتذرين!
هو انهد حيله من عرف انها كاتمه هذا الموضوع سنه كامله و حابسته بنفسها و هي وراها هو ، انكسر ظهره و انجرح كبرياءه و حس انها ما تعتبره شيء و هو لو درى قوم الارض و ما فيها عليه هو لو يدري انها شاكتها شائكة بيجن جنونه كيف لو احد يهددها و يسرق امانها منها؟ يحس ان مهمه الـ١٣ سنه فشلت من هذي اللحظة ، هو كان معها وقت عاشوا في خوف السنين الماضيه و ما كان يقدر يمسها شي لانها كانت بوجهه لكن الحين مسها الأذى و الخوف لانها ما قالت له ما شكت له و هو زعل زعل شديد منها منقهر عليها و على نفسه اخته وحيدته ريحه امه و ابوه تعيش كل هذا و هو مو داري ، اخذ نفس و استقام ينظر لها نظره عتاب اخيره؛ تلاقيني في غرفتي
رفعت انظارها يتجه لغرفته اللي ببيتهم يتركها وحدها و كان هلاكها من اغلق الباب و انهارت تعلو شهقاتها اكثر مما قبل و امسكت راسها بألم من الام الاعصاب اللي داهمها ، رفعت اعينها على صورتهم العائلية المعلقه وسط الجدار تشوف نفسها الصغيرة صاحبة السبع سنوات جالسة بحضن ابوها و مبسمها متسع و بجنبها امها و كفوفها على كتف ابوها و هتّان المراهق الحاضن لامها جميعهم كانوا بأشد سعادتهم مكتفين ببعض؛ ليش! ليش تركتوني لحالي! ليش تركتونا لحالنا انا و هتّان نبيكم نحتاجكم
ما قدرت تكمل من شهقاتها و صرخت بعلو صوت؛ ليتني مت معكم ذاك اليوم! ليش ليش ضليت حيه ليش جربت فقدكم!
كان جالس و ساند راسه على الباب مهدود الحيل يسمع بكاءها و شهقاتها و اغمض اعينه بشده من سمع عتابها للصورة و لا قدر يضل ساكن وقت سمع نطقها "ليتني مت معكم ذاك اليوم!" ما قدر ما يوقف و يفتح الباب على مصرعيه و يصرخ؛ لا تقولين كذا!
التفتت عليه بصدمه تشوفه واقف يرجف بشكل مهوول ما تعودته ، تقدم لها يجثو معها على الارض يمسك كفوفها؛ لا تقولين كذا لا تقولين كذا!
هزت راسها بالنفي بقوه تصرخ؛ انا كنت معهم وقت الحادث ليش ما رحت بدالهم او معهم!
صرخ بالمثل لانها منهاره و لا تقدر تستوعبه؛ و انا! و انا اذا رحتي من كان بيبقى لي! افقدكم كلكم يعني!
عضت شفايفها تكمل صراخها مو مستوعبه شي؛ ما كنت استاهل اعيش ليش عشت و هم ماتوا ليش!
اعتلاه الغضب و نزلت دموعه غصب يصرخ عليها؛ بس يكفي! لا تصغرين نفسك و انتِ كبيرة! لا تقبلين القِل و انتِ كثيرة! لا تغيرين الطبع و انتِ القناعات! نغم نفسك نفسك فكري بنفسك
تتنفس بصعوبه و صدرها يعلو و يهبط؛ بس ليش ليش؟
شد على كفوفها اللي بين كفوفه؛ لانه قدر الله! لانه يومهم و قدّر الله انك تعيشين عطاك هذي الفرصة لانه يحبك لانه يبيك تكملين حياتك بعبادته و تعيشنها! راحوا للي ارحم منا نغم
ما كانت تقدر تناظر عيونه تخاف تنهار اكثر ، تنهد و رفع فكها له ينطق بهدوء عكس حالتهم قبل دقائق؛ اذا مو عشانك ، عشاني نغم ترضين اعيش بدون ام او اب و اخت بعد!؟
هزت راسها بالنفي و سرعان ما ارتمت بحضنه تحضنه و تشد عليها سندها و ظهرها ابوها الثاني و كل حياتها يشاركها كل شيء من بداية حياتها عمود روحها -هتّانها- يمطر عليها اعذب قطرات المطر ، شد على حضنها تنزل دموعه معها بحزن على حالهم و على فاقديهم
اشرقت الشمس و حل الصباح و هناك هتانٍ يبرق و يرعد و نغمٍ ينغم احزن الانغام
~
ميل شفايفه مو عاجبه حاله ابداً من فتره و هو مو على بعضه ، التفت لفايز يسأله؛ شفيه ولد اختك مو على بعضه
التفت فايز لهتان الغارق بين هواجيسه يلعب بالقلب بين ايدينه؛ مدري ، من يوم رجع من بيت ابوه قبل اسبوع و هو كذا بس لما تكلمه...
سرعان ما اتخلفت ملامح هتان يمثل الابتسامه و السعاده من ناداه خاله فيصل و قام ينطق؛ سمّ يا خال؟
التفت فايز لبدر و نطق؛ شفت؟ يسوي كأن مافيه شيء
تنهد بدر و رجع انظاره للكمبيوتر لكن رفعها من نطق فايز؛ بتروح اليوم معهم البادل؟
رفع بدر اكتافه بانه ما يدري و كشر فايز؛ يالنفسيه تعال
ميل شفايفه بتفكير و نطق؛ اذا إياد و أمجد بيروحون بروح معهم
ابتسم بسخرية يمثل القرف؛ يخ عليكم مدري كيف متحملين بعض
ابتسم بدر يستفزه؛ لو سمحت حدك على أخواني!
بدر و إياد و أمجد ولدوا بأوقات متقاربه جداً مما جعل مريم بعد موت أم بدر "حصة" ترضعه و تجعله ولدها و اخو لإياد و كانوا دائما مع بعض و لا يفترقون ابداً دخلوا المدرسة مع بعض و تخرجوا مع بعض و كانت عادتهم المفضله من يروحون لبيت جدهم سعد يضعون رؤوسهم في حضنه و يضل يلعب بشعرهم و كبرت معهم هذي العادة معهم و لا تركوها حتى بعد موته ، ما كان بدر قوي الشخصية وقت صغره و كانوا دائما إياد و أمجد يفزعون له و يعاملونه بتصغير لانه اصغرهم بـ "شهرين" و أكبرهم كان أمجد اللي يسمي إياد و بدر -عيالي- و رجلهم على رجل بعض في خير و لا شر دائماً مع بعض
عكس رعد الواقف بجنب باب الطوارئ شركة جدة أحمد ينفث دخان سِجارته ، من صغره و هو وحيد و لا معه احد بحكم فرق العمر بينه و بينه التوأم و شخصيتة الصعبة العصبية الهجومية ما يعرف للهداوة درب و من بعد فقده زادت حده اطباعه و عصبيته و صار يعصب و يزعل على اي شي و يحس ان كل شيء ضده و لا احد معه و لا احد يفهمه و يفهم حاله الوحيد من صغره و زاد هد حيله اخواتها اللي كل مالهم من اسوء لأسوء ، لاحظ قوي علاقة بدر و إياد و أمجد و حس -بالغرابة- تجاههم و حتى لو وده ينخلط مارح يقول لهم لان له عزه نفس ما تسمح له ، رمى الجزء المتبقي من سجارته يدعس عليها و يتجه للداخل
~
اخذت نفس عميق تتأمل شمس الرياض الحارقة و التفتت للبنات؛ ماصدق خلص اول اسبوع في الدوام! احسه مر كانه يوم!
ناظرتها وعد بطرف عين و قلدت نبره صوتها؛ اي لان الحلوة نغم ما. تداوم الا ساعة في اليوم و ترجع تنام إلى مغرب
التفتت تناظر ريما و نطقت بسخرية؛ و انا اقعد اكرف بسبب الحلوه اللي شكلها انعدت من ليث ، لازم اكلم بابا يلغي النظام السامج هذا!
ابتسمت ريما و نطقت بغنج؛ ايش فيها لو اشتغلتي شويه!
ناظرتها وعد بقرف تقلد كلامها؛ اننننن ، احسن لك تسكتين يا حُبي
مسكت عهد اللي كانت تسوق بهم راسها؛ تراكم صدعتوا راسي! و انا مالقيت الا أخذ نغم و وعد و ريما و ألين!
رفعت ألين حاجبها؛ وش فينا حبيبتي؟ مب عاجبينكم
زفرت لغضب؛ ايوا مب عاجبيني من يوم ركبتوا و انتوا تتهاوشون ، لو اخذت ريم و نور و عُلا و سجىٰ مو احسن لي!
التفتت وعد لنغم بأستغراب؛ الا صدق ليش شروق و شهد ماجوا؟
ميلت نغم شفايفها ما ادري وش ترد؛ ما...ما ادري
مرت من عندهم سياره فرح اللي كان فيها ريم و ديم و علا و نور و سجى متجهين جميعهم لملعب البادل
نزلوا من السيارات اول ما وصلوا و ركضت نغم؛ ابغا اصور الاوتفيت دقايق انتظرونييي
لفت ريما و صرخت معها؛ حتى انا انتظرونيي
ضحكت ريم تشوفهم متحوسين؛ كل هذا عشان الاوتفيت! شدعوه
تنهدت عهد و هي تمسح جبينها؛ امشي معليك منهم
دخلوا الملعب و اول شيء بدأو به التصوير
تأففت ديم تنتظرهم يخلصون و بيدها المضرب؛ يلا خلصوا نبي نلعب!
ابتسمت فرح و رفعت رأسها لها؛ لاعبة البادل ما عندها صبر؟
عقدت سجى حاجبها و همست؛ لاعبة البادل؟
هزت ديم راسها و رفعت حاجبها بغرور؛ اي لاعبة البادل! محد يقدر يهزمني فيها!
ابتسمت نور و نطقت بتحدي؛ نشوف! كل ثنتين مع بعض!
سحبت ريما نغم بجانبها؛ انا و نغم مع بعض!
حضنت وعد عهد و قبلتها؛ و انا عهودي مع بعض
تكت ديم على الجدار؛ ما يهم من تكون معي لاننا بنفوز!
تقدمت ريم لها؛ اجل مع بعض!
ابتسمت نور؛ اجل انا و ألين مع بعض و فرح و علا
ميلت علا شفايفها و ناظرت سجى؛ مارح تلعبين؟
هزت سجى راسها بالنفي؛ ماعرف لها ، بس جيت معكم كذا
بداو يلعبون بكل حماسه و اصوات ضحكهم تصدح في المكان يركضون و يتضاربون و تقوى علاقتهم يوم بعد يوم ، رمت ديم المضرب بفرح من فازوا هي و ريم؛ مره ثانطه فرنا!
عضت ألين شفتها بغضب و التفتت لنور؛ العب مع رنا و ضحى؟ ايش دا اللعب!
ضحكت نور على غضبها؛ اعصابك! لا تِنفجري علينا دحين
تنهدت نغم و هي تسمع لهجتهم؛ امووت انا عاللهجه!
رفعت ريما انظارها لهم و ضحكت؛ لا يغبية هذول الاعداء!
شهقت نغم و ضربت راسها؛ ايه صح!
استقامت سجى تاخذ عبايتها بنيه الخروج لكن من التفتت و شافت اخواتها يلعبون ضد نور و ألي رجعت تلتفت لريما و شافتها تسولف مع نغم و ريم ، تنهدت تترك عبايتها مكانها و ترجع تجلس
لاحظتها علا و سالتها؛ تبين تطلعين؟
التفتت سجى عليها و توترت؛ ها ، ا اي ، اقـ اقصد للـ لا
عضت شفتها تفرك كفوفها ببعض من التوتر ، ابتسمت علا بهدوء و استقامت؛ ابغا اطلع اخذ لي مويه ، تعالي معي
ابتسمت لها سجى بهدوء حيث كانت تبغى تخرج تاخذ لها مويه لكن ما كان احد قريب حولها تروح معه لانها تخاف و مشت معها ، خرجوا من الملعب يتجهون للدكان القريب كانت سجى واقفه و تنتظر علا تخلص فزت من حست بشخص يلمس كتفها و التفت له طاح قلبها من شافت انهم مجموعة بنات و اللي نطقت واحده منهم؛ او سمحتي معليش تعرفين وين اداره المكان؟
ترجف بشكل مهوول من خوفها منهم و تحاول قدر الامكان تبين العكس و تحاول تجمع حروفها؛ تـ تكلـ تكلمني؟
عقدت حاجبها؛ ايوا اكلمك؟
رفجت محاجرها و تحس باحتراقها اثر تجمع الدموع فيه و انربط لسانها و احمرت وجنتيها ما تعرف تتعامل مع الغرباء ابدا ، عقدت الفتاه حاجبها من تأتأه سجى و لا فهمت عليها شيء؛ معليش ما فهمت عليك
زمت شفايفها تحاول تمنع نزول دموعها ، انتبهت لها و سرعان ما تقدمت لها تلف للفتاه؛ هلا وش بغيتي
وصفت لها المكان و شكرتها الفتاه و ذهبت ؛ التفتت علا لسجى و شهقت من شافت دموعها؛ سجى! سوت شي؟ قالت لك شي؟
هزت سجى راسها تمسح دموعها؛ لـ لا كـ كنـ ت خا خايـ فة بـبـ بس
تنهدت علا و اخذت سجى بحضنها اللي عرفت من قريب انها مُشخصه بمرض "الرُهاب الإجتماعي" تطبطب عليها و تخفف عليها
~
عضت وعد شفايفها تناظر اختها؛ والله بناكلها من ماما خلينا سجى لوحدها!
اخذت عهد تتصل على سجى و مافي رد؛ ماترد حتى
التفتوا من شافوا علا و وراها سجى حاملين باياديهم اكياس ، زفروا براحه من شافوها و تقدمت وعد تسحبها على جنب؛ وين رحتي!
اخذت نفس تحاول تنظم تنفسها المضطرب؛ كـ كنـت ا ا ابـ ـي مويه...بـ بس ما ما كا كان احد يروح معي و و
اخذت وعد تمسح على صدرها اللي يعلو و يهبط تهدأها؛ خذي نفس خذي نفس ، خذي نفس بعدين تكلمي
اخدت نفس مو اخرى تبلع ريقها ثم تتكلم؛ كنت ابي مويه بس ما كان احد فيه يروح معي و جت علا قالت بروح اجيب مويه تجين معي و رحت معها و جوا مجموعه بنات يسالوني عن شي و لا قدرت اتصرف معهم و و
زمت وعد شفايفها لحال اختها و تقدمت تاخذها بحضنها تمسح عليها
~
كانوا واقفين الثلاثه مع بعض امام البوابه يتناقشون بيروحون بسياره من ، تأفف أمجد من نقاشهم اللي طال؛ خلاص ياخي انت و ياه نروح بسيارتي! ترا ماهي قضيه ترا سياره
رفسه بدر برجله؛ شفيك معصب انت!
أمجد؛ ماني معصب انتوا اللي طولتوها و هي قصيره
ميل إياد شفايفه يفكر؛ ناخذ ولد سعود معنا؟
التفتوا عليه بدر و أمجد و سكتوا لوهله يتركون إياد يكمل؛ شفته قاعد لحاله
هز أمجد راسه بالتمام؛ تم ناخذه معنا
اتجهوا يدورون رعد اللي كان واقف ورا البيت يدخن سجارته الثانيه لليوم ، ما عنده شي يسويه و ما عنده احد يضل معه سجارته رفيقته الوحيده ، وقف أمجد بصدمه و التفتت لهم؛ يدخن!
بلع بدر ريقه و تقدم له يهمس؛ ما علينا منه امش
رفع انظاره لهم يشوفهم متجهين له يرمي سجارته يطفي نارها ، تقدم أمجد ينطق؛ امش معنا يلا بنروح للبنات في البادل
ناظر فيهم واحد واحد و هز راسه بالنفي؛ روحوا لحالكم
رفع بدر حاجبه و ضحك بسخريه؛ من قال جايين نطلب رايك؟ مب على كيفك يا حبيبي يلا امش
كان رعد يناظرهم و استقرت انظاره على إياد اللي نطق؛ مارح يفكونك
التفتت لبدر اللي يناظره و أمجد المبتسم و متكي على بدر ، ميل راسه بتفكير و تنهد؛ طيب ، بجي
عض أمجد شفته بحماس؛ يلاا مشينا
اتجهوا لسياره أمجد و الى ملعب البادل
~
كانت جالسة مع جدتها و آني لوحدهم ، ابتسمت تسمع سوالف جدتها لها اللي تحسها ممتعه
التفتت سارة لها تنطق بحنيه؛ ليش ما رحتي معهم يا أمي انتِ؟
ابتمست شهد لها بهدوء؛ ما أحب ، أحب القعدة معك
رفعت سارة حاجبها و التفتت لآني؛ مدري اشيش يحببكم في ذا العجوز الهرمه!
تحولت ابتسامتها لضحكه هاديه لكن تعبتر عاليه بالنسبه لها و تنطق بقل كلماتها؛ لا! ، مو كذا انتِ
تضحك و لا تدري باللي واقف عند الباب و انهار داخله من سمع ضحكتها اللي لأول مره يسمعها بهذا العلو ، ترتفع اطراف مبسمه و يتسع من ضحكتها اللي جابت اجله ، انتبهت سارة له و نطقت بصوتها المهزوز اثر الكِبر؛ الجراح! حيّاك الله تعال
اخذ نفس يوازن ثلقه و يرد على جدته؛ السُلطانة!
تقدم يسلم عليها و ما كانت انظاره على جدته ابدا كانت على أعيٌن آسرته ، لاحظت آني هذا شي و تركها تضحك؛ عيونك!
التفت ماجد لها بصدمه و كذالك سارة اللي نطقت؛ عيون مين؟
ابتسمت آني بعبط تنطق بعربيتها الركيكة؛ ماجيد! عيون هو في يروح لشهد
وسعت سارة انظارها و التفتت لماجد؛ هي صادقه؟
ضحك ماجد بورطه و نطق يغير الموضوع؛ اسمي ماجد! ماجد الله يرضى لي عليك!
ناظرت سارة آني و همست؛ لا تتبلين على الولد! أمشي معي يلا
قامت سارة بمساعدة آني يتجهون لخارج المجلس يتركون شهد و ماجد لوحدهم ، بلل ماجد شفايفه بتوتر من الهدوء لكن ما طال من سألته؛ ليش؟
رمش بعدم استيعاب لسوألها؛ ليش أيش؟
تنهدت بهدوء؛ ليش تناظرني دايم؟
ما يدري كيف جته الجرأه لقول هذا الكلام؛ يمكن لأني أحبك؟
وسعت انظارها بصدمه من جوابه اللي ما توقعته ابدا ، لو حبها هي ما تقدر تعطيه اللي يبغى من مشاعر هي ابسط المشاعر ما تحس بها او تعبر عنها ، بلعت ريقها و استقامت تخرج من دون اي كلمه زياده
زفر ما في جوفه و استوعب هو وش نطق؛ الله ياخذك يشيخ!
~
التفتت يناظرهم يستعدون للعب ، انزل انظاره للرسالة اللي كانت من ريما تبيه يجيها ، التفت لأمجد يبلغه؛ بروح لريما و اجيكم
اشر له أمجد بيده؛ اوكيه
ذهب يمشي لملعبهم لجل يشوف وش تبي اخته و كان يتأمل المكان شاف مجموعة شباب تتمشى و ما اعطاهم الاهتمام ، وقفت خطاه من شافها خارجه من الملعب بدون عبايه خارجه بتيشيرتها السبورت الابيض و تنورتها الوردية اللي إلى فوق الركبه ، كان بيكون الوضع عادي لو ما تذكر مجموعة الشباب القريبة تقدم لها و نطق بحده؛ بنت! ارجعي داخل
التفتت نغم عليه و وسعت انظارها تشوفه واقف؛ ايش تسوي هنا!
عقد حواجبه و نطق يتجاهل كلامها؛ ليش طالعه بدون عبايه؟ ارجعي
كشرت ترفع حاجبها؛ ليش؟
تأفف منها؛ فيه شباب تبينهم يشوفونك؟
ضحكت بسخريه منه؛ يعني انت عادي تشوفني بس هم لا؟
نطق بغير استيعاب منه؛ ايوا!
رفعت حاجبها بذهول و هو استوعب وش قال و صد بسرعه؛ قصدي لا! لا لا
زفر بتوتر و راح ينسى اللي كان يبيه ، ضحكت بذهول منه و نطقت بين ضحكاتها؛ غبي!
شهقت من شافت مجموعة الشباب و دخلت بسرعة و هي لا زالت تضحك
~
مسح على وجهه بحرج من الموقف اللي حصل قبل قليل و نطق يعاتب نفسه؛ غبي انت غبي! وش اللي ايوا ، و بعدين شدخلك جعلها دخلت بينهم!
سكت يركز بكلامه و هز راسه بالنفي؛ ما تسويها!
تنهد و مشى لملعبهم و فز من ضربت فيه الكوره و التفتت لأمجد يصرخ؛ يا غبي كبر التيس ما شفتني!
ضحك أمجد عليه؛ اي والله انك تيس! امش بسرعه خلنا نلعب!
ناظره بطرف عين و مشى ياخذ المضرب و يبدون لعب ، إياد و بدر ضد رعد و أمجد
عض رعد شفته يلتفت لأمجد؛ العب زي خلق!
ضحك أمجد اللي ماخذ اللعب ضحك؛ طيب طيب
~
نزلت انظارها لجوالها اللي اهتز معلن وصول رساله و اللي كانت من هتان"بخير؟ تبين اجيك؟" تنهدت بتعب و هي من هذاك اليوم ببيتهم ما يشيل عينه من عليها يداريها بكل حركه و قالها ما تشيل هم لانه بيتصرف بموضوع التهديد ، اخذت تكتبت له "اي ابيك تجي ، بس مو عشاني عشان تلعب" سكرت جوالها من ما شافت رد لكن رجعت تفتحه من صوت الرساله لكن ما كانت من هتّان كانت من الرقم اللب حافظته زين رغم عدم تسجليها اياه الرقم اللي رجع يسرق امانها منها من بعد السنين اللي عاشت الخوف فيها و نفس محتوى كل رساله "بنت علي ما ودك نبدا؟ ما ودك نحترق؟" عقدت حواجبها بعدم فهم من رسالته ، هي ما شافت منه فعل مجرد تهديدات لكنها كانت خايفه لانها تدري اذا تحرك وش بيسوي لكن خف الخوف من مرت فتره تكون فقط تهديدات بدون افعال ، تكره مناداته لها بنت تكره هذا الاسم من منطوق اي احد مو بس هي صار يسبب لها رعب صار نداءها بأسم ابوها اللي المفروض تفتخر بهالمناداه تكره من كل قلبها ، ما اعطت اهميه و قررت اذا جا هتان توريه و راحت تكمل لعب
تقدمت لريما و عقدت حواجبها من شافت ملامحها المتهجمه؛ شفيك؟
زمت ريما ثغرها بغضب؛ قلت لبدر يجيني و شاف الرساله و للحين ما جا!
اتسعت ابتسامتها من تذكرت موقفهم و ضحكت ، ناظرتها ريما بأستغراب؛ ليش تضحكين؟
مليت شفايفها و هزت راسها بالنفي؛ مافي شي ، وش يجيبه هنا؟
ريما؛ هو و إياد و أمجد و ولد عمك رعد جو يلعبون
وسعت انظارها بفرح؛ جد؟
هزت ريما راسها بالايجاب و ركضت نغم لجوالها تتصل على رعد
كان يشرب مويه و التفت لجواله اللي يهز يعلن وجود متصل و اتسعت ابتسامته من شاف الاسم و اخذه يرد؛ هلا نغـ
ابعد الجوال عن اذنه من سمع صراخها؛ رعود! اخس اخس وش هالحركات طالع تلعب معهم!
حك اذنه بغضب و رجع الجوال لها؛ لا تصرخين طيب!
ضحكت بحرج و نطقت؛ اسفة الحماس! وش وداك معهم؟
التفتت يناظرهم و صد من جديد؛ غصبوني جيت بقول لا قال بدر مو على كيفك بتجي غصب!
ضحكت بذهول و همست؛ قال كذا؟
هز راسه كانها قدامه ، التفتت من سمع صوت محرك سيارة قوي و سكر اذنه من الازعاج
عقدت حواجبها باستغراب؛ وش ذا الصوت؟
ضحك بسخريه و هو يشوف هتان و فايز ينزلون من السيارة؛ حبيبة اخوك تحب تلفت الانتباه!
ابتسمت بفرح من عرفت انه جاء؛ جاء!
هزا واسه كانها قدامه؛ جا و معه خالك
التفتت لصوت ريما اللي تناديها؛ اسمع بقفل الحين
قفلت قبل ما تسمع رده و نزل الجوال و ضحك
سمع مكالمته معها و كشر؛ و معنا يكلمنا من طرف خشمه!
التفتت لصوت أمجد يناديه؛ بدر! هيا تعال
توجه لهم و عقد حواجبه من مجموعة الشباب الغريبه معهم ، تقدم و همس لإياد؛ من ذول؟
التفت عليه إياد؛ يقولون يبون ناس يلعبون ضدهم فيه مباريات تصير هناك
التفت عليهم فايز بحماس من راحوا الشباب؛ لازم نفوز و لا بكرهكم طول حياتي!
هز راسه هتان يأيده؛ لؤي و ليث جايين بعد!
التفتت أمجد يناظر الملاعب؛ بتكون مفتوحة و فيها جمهور!
طرت على فايز فرح و نطق بهدوء؛ اذا هذا خل ننادي البنات يعززون لنا!
~
صرخوا نغم و ألين يهتفون بأسم فايز اللي تقدم لهم؛ ابي تعزيز اقوى من كذا!
ضربت نغم صدرها؛ افا عليك!
غمزت ألين له؛ ازهلنا!
عض شفته و دخلهم تحت جناحه؛ أحب البنات!
سمعت فرح حديثه و ضحكت بسخريه؛ واضح عليك!
ميل هتان راسه اللي قدامها؛ قلتي شي؟
ابتسمت له و هزت بالتفي؛ لا ، لؤي و ليث بيجون؟
هز راسه بالايجاب؛ اي غصبتهم يجون و بيجون معهم محمد و سعد عيال فالح بسياره لؤي
عقد رعد حواجبه؛ و أنس و ماجد؟
هتان؛ ماجد عنده دوام في المستشفى و أنس مدري عنه
كشر رعد مباشره؛ من شفته و انا ماني حابه النفسيه!
ضحكت فرح بذهول؛ مفروض ما بقول كذا شخص عاشر لؤي طول عمره
فزت من سمعت صوته الغليض من وراها؛ وش فيني؟
ابتسمت بورطه و تقدمت له؛ اقول احسن واحد فيكم انت!
ضحك بسخريه و دخلها تحت جناحه؛ ايه اكيد انت احسن واحد!
نطق ليث من وراه؛ افا فروحة! ترا نغار كذا
ضحكت بعلو و التفتت له؛ اجل خلاص احسن واحد فيكم...!
عقد فايز حواجبه من سمع الاسم الغريب اللي نطقت به و ماقد سمع به ابداً ، مرر لسانه داخل ثغره يزفر بعلو صوت
التفت محمد يدورها بعيونه و اتسعت ابتسامته من لمحها متجه له ، وصلت له و مسكت كفوفه؛ جيت!
شد على كفوفها اللي تحتضن كفوفه؛ اي جيت ، هتان لزم نجي و لا قدرت ارده
هزت راسها و رفعته تساله؛ بتلعب؟
هز راسه بالنفي؛ مالي بذي الاشياء
ميلت شفايفه بتفكير؛ كيفك ، بس اذا بتلعب بشجعك!
ابتسم و قبل كفوفها؛ اجل بلعب عشانك!
~
« إحدى مُسـتودعـات الـرِياض القـديمة »
جالس بكرسيه الكبير و حوله دُخان سجارته و اثنين من مساعدينه ، نفث دخانها و نطق بصوته المبحوح اثر التدخين؛ ردت؟
هز المساعد رأسه بالنفي؛ لا طال عمرك ، و لا شافتها
ضحك بعلو صوت و سرعان ما تحولت ضحكته لكحه؛ تبشر بي اجل! قلت ودنا نحترق يعني ودنا نحترق
قام من كرسيه و نطق دون ما يلتفت؛ جهزوها زين ، ما ابي و لا غلطة او آثر
هز المساعدين رؤوسهم بالإيجاب؛ سمّ طال عمرك
مشى يخرج و يركب سيارته يتوجه ليرى العرض اللي بيحصل
~
« ملاعب البادل »
ركض أمجد لرعد يقفز فرقه من فازوا ضد مجموعة الشباب و نطق يصرخ؛ تدري اني احبك يا ولد سعود!
ضحك رعدو هو يحاول يبعده عنه؛ اعرف بس ابعد عني تكفى
صرخوا نغم و ألين من فازوا و وقفت نغم تنزل و تتجه لهم ، استقامت ألين تلحقها لكن وقفت خطاها من سمعت احدى البنات تنطق؛ ابو تيشيرت أحمر يهبل! أحسه نظيف
عقدت حواجبها بغضب و التفت للبنت اللي كانت جالسة مع صديقتها و تمدح في أبو تيشيرت أحمر و اللي كان "أمجد" ناظرتها بحده و لاحظت البنت نظراتها؛ لو سمحتي بغيتي شيء؟
ابتسمت ألين بتكلف؛ لا ولا شيء ، بس ترا عيب عليك تتكلمين كذا عن اولاد الناس بهذي الطريقة!
رفعت البنت حاجبها بصدمه؛ و من انتِ تقولين لي كذا!
ابتسمت ألين بغرور و نطقت بثقة؛ خطيبته!
ركضت ألين ما تسمع رد البنت و اتجهت مع نغم للعيال اللي كانوا متجمعين و التفتت وراها و كانوا بقيه البنات
اتسعت ابتسامه نغم؛ ما كنت شاكه فيكم ابدا!
رفعت فرح حاجبها بذهول تناظرها؛ و من الاي كانت تصرخ بيخسرون بيخسرون!
ضحكت نغم بورطه و نطقت؛ مو انا!
ضلوا واقفين يباركون و يضحكون مع بعض ، كانت عين فايز على فرح ينتظرها تلاحظه او تعلق اي تعليق عنه لكنها ما كانت مهتمة له ابداً ، بنى فيها انه انسان -راعي بنات- فصارت تحاول تبعد عنه قدر الامكان و لا زالت تعليقات نغم تُسطر عليها لكنها تحاول تتجاهلها
مبسوطين و يضحكون و لا يعتقدون ابدا انه في شيء سيء راح يحصل لهم
~
« مركز الشرطة »
دخل المركز بثوبة الكحلي و شماغه الأبيض يدخل برزانة و يسمع همسات الموظفين عنه و عن ظهوره القليل ، التفت للصوت الضخم اللي يناديه؛ المُحقق أنس فهد عندنا! حياك حياك
ابتسم أنس يسلم على الرقيب "براء"؛ الله يحييّك يا رقيب!
ما هو اللي يستسلم من اول ما يغلق امامه باب ، عاند ابوه و جده و جده سعد و ضل يعاندهم ثلاث سنوات بعد تخرجه من الاكاديمية و لما قبل سعد يشتغل شرط عليه ان يكون "مُحقق سري" و ما يكون ضمن رِتب الشُرطة و محد يعرف بشغله غير ابوه و جده حتى امه ما تعرف ، محقق اقل ما يقال عنه مثالي و رغم صعوبه عمله بحكم انه سري لكنه متقن له و بقوه حقق في اكثر القضايا صعوبه و جميع من في المركز يحترمونه و يقدرونه نظراً لتسهيله عملهم ، رفع الرقيب براء يربت على كتفه؛ لك وحشه ياخوي! لا عاد تقطع
ضحك بعلو صوت و هز رأسه؛ ابشر ابشر
كان الرقيب لا زال مبتسم بوسع؛ الله يبشرني بسلامتك و يبشرك بالجنه!
وسع انظاره و ضحك بذهول؛ كل هذا شوق!
هز الرقيب راسه بالايجاب؛ ايه نعم!
~
كانوا لازالوا واقفين في الملعب يسولفون ، كانت نغم تشوفه سرحان و عضت شفايفها و همست؛ حسبي الله عليك بس!
لو عرفوا بقيه العائله بيكون حالهم مثل هتّان و اسوء بسبب الشخص اللي سرق امانهم سرق امان العائلة كامله عائلة أحمد فقط و محمد و بقيه ذريته جاهلين للامر تماماً ، سنين الخوف الماضيه اللي عاشوها بسبب هذا الشخص الل استمر يلاحقهم و -بالعافية- قدروا يتخلصون منه بمساعده سلطانهم لكن عاد بعد ما عرف ان اختفى سُلطانهم و امانهم رجع و ابتدا مع -عزيزة آل سُلطان- يهددها قولا فقط ، التفتت لفرح و نطقت؛ انا بروح لسيارتك برجع معك ، لا تتأخرون علي!
هزت فرح راسها بالايجاب و توجهت نغم للمواقف اللي في كانت في الهواء الطلق تمشي و انظارها على جوالها تلتهي فيه ، وقفت خطاها و تجمدت مكانها وقت شافت لهيب النيران يلتهم سياره فرح و بجانبها سياره عهد تسمع صُراخ الناس من حولها و ركضهم في محاوله مُلاحقة الحريق و هي بمكانها ما تحركت فيها شعره ، التفتت فقط من سمعت "فيه سيارات ثانيه تحترق!" التفتت تشوف السيارات و زي ما توقعت كانت سيارة أمجد و سيارة اخوها هتّان و سيارة لؤي و اللي كانت بأماكن متفرقه ، ما تشيلها الارض من صدمتها و ذهولها من هول الموقف اللي حاصل امامها
نزلت انظارها لجوالها اللي اعلن اتصال من هتّان تتركها ترد عليه بسرعة؛ بنت وش ذا الصوت مـ...
قاطعته تصرخ بخوف؛ هتّان تعالوا! كلكم كلكم تعالوا هنا بسرعه!
ما يدري كيف قفل و كيف قالهم و كيف وصل لعند سيارته تتركه يشهق شهقه قويه لدرجه يمسكه سعد "بسم الله عليك! لا يدخلك شيء!" سيارته اللي يعدها من افضل الاشياء في حياته امامه حاليا و تنعكس على عينيه لهيب نيرانها المُندلعة
تجمعت الدموع بمحاجر سجى؛ ايش قاعد يصير! ليش سيارتكم بس هي اللي تنحرق؟
رفع أمجد اللي لا زال مصدوم و ما يستعوب شيء اكتافه؛ مادري!
كان سعد واقف يسند هتّان و يحاول يخليه يستوعبه؛ هتّان سيارة بدالها ألف سيارة! ألعن أبليس!
زم ثغره بحزن و نطق؛ بس ، بس هذي غير
عضت عهد شفايفها بقهر؛ ما لقوا الا سيارتي!
جميعهم كانوا مصدومين و من ضمنهم ريما اللي نطقت بذهول؛ إيش قاعد يصير! ليه بس سياراتكم اللي تحترق
ضحكت ألين بسخريه؛ تشوفينا نِعرف حاجه؟ مِن اول و احنا معك
كان فايز يناظر ملامح فرح -المخطوفه- و لف نظره لرعد و ريم و ديم و علا و كانوا نفس الملامح المخطوفه الفارغه مصدومين لكن مو من الحريق من شيء
واقفين يناظرون اندلاع النيران و لهيبها يُهلك سياراتهم
~
واقف مصدوم بنفس صدمتهم و هو اللي خرج من المركز وقت قالوا له "يا مُحقق! سيارتك برا تاكلها النيران!" ، ما يعرف يفسر الحريق كان بيقول انه من احد قضاياه لكن مر وقت من اخر قضيه له و ما كانت بتلك الكِبر ، اطفئوا نيرانها و سمع جُمل "معوض خير" "خيره ان شاء الله" لكن ما كان يستوعبها كان يفكر من ممكن يكون السبب في اندلاع حريق سيارته و ليش ممكن يسوي كذا ، من يملك كل هذا الحقد اتجاهه!
~
هي كانت في الحديقة الخارجية وقت سمعت صوت انفجار طفيف و ذهبت تشيك عليه و استقبلتها نيران سيارات اهلها جميعهم ما يبقى سياره وحده سالمه ، دوى صوت صرختها و هوت على الارض ما تشييلها اقدامها من هول الموقف اللي امامها ينعاد عليها نفس الموقف من سنين الموقف اللي لازمها الى الان حتى بعد ١١ سنه بعد الموقف فقدت روحها من تلك اللحظه و رجعت تنعاد عليها من جديد ، رفعت اياديها تغطي اذانيها و تصرخ ما كانت تستوعب شيء و لا حتى صوت ماجد اللي يركض لها و يناديها "شَهد!"
لمحها طايحة من الشُباك و لا يدري كيف شالته اقدامه لها و ضل يركض يحاول يوصل لها ، جثا على الارض معها و وسع انظاره من حالتها سُرعة دقات قلبها و جبينها المتعرق تنفسها السريع اثر الاختناق و عرف بسبب خبرته انها -نوبه هلع-
رفع كفوفه يسمك اكتافها؛ شهد شهد ردي علي!
كان يهزها و ينادي باسمها يبيها تستوعبه لكنها كانت و كأنها دخلت عالم اخر و خرجت من هذا العالم ، ما تشوف غير النيران و ابتسامته الخبيثه و الدم يملأ المكان تتذكر احداث ذالك اليوم
عض شفته بقهر يبيها تستوعبه و تخرج من اللي هي فيه؛ شهد! هذا انا ماجد ماجد ردي علي!
تحس الدنيا تدور بها و ما تنطق بغير الصراخ تسمع همسات لكنما تدري من وين هي ، "ماجد!" وسعت انظارها من استوعبت هو وش ينطق به و ركزت انظارها على عينيه و نطقت؛ ماجد!
هز راسه بالإيجاب يكرر؛ اي ماجد! ماجد معك
رجفت بخوف و نزلت كفوفها اللي كانت تغطي بها اذانها و ارتكزت على صدر ماجد تشد ثوبه و تكرر اسمه؛ ماجد! ماجد ماجد نار يا ماجد!
بلع ريقه من حالها؛ ما تمسك! ما يمسك شيء ماجد معك! ماجد مارح يخليك
كان يكرر اسمه يبيها تستوعبه لكنها منهاره و تنطق بكلام غير مفهوم؛ ماجد رجع! النار النار نفس النار! ماجد!
تشد على ثوبه بكل قوتها ترحف و تتشبث به و كأنها تدور الأمان اللي سُرق منها و رجعت تنطق؛ ماجد لا يجينا ماجد لا تخليه يجي
هز راسه بالنفي يشد على اكتافها؛ مارح يجيك! ماجد مارح يخليه يجي!
هلاكه كله انها منهاره بحضنه و مو قادر يسوي شيء لها يحاول فيها تستوعبه و ما يدري كيف هوت على صدره مُغمى عليها و صرخه اختها شروق باسمها و اندفاع المُساعدين لاطفاء النار و كيف حملها بين ايدينه يركض بها يصرخ؛ جيبوا سيارة!
رجف الحارس بخوف؛ مافي طال عمـ...
صرخ يقاطعه بغضب؛ دبر لي من ارض و لا من سماء!
وصلت شروق له بعد ما ركضت تلحقه و تنطق بخوف؛ ايش صار لها!
عض شفايفه بقهر مافيه شي يساعده عض شفايفه بقهر مافيه شي يساعده و التفتت من شاف خروج امه و زوجات اعمامه من البيت و صُراخ نورة من شافت بنتها مغمي عليها بحضن ماجد؛ شهد بنتي!
ما قدرت تكمل خطاها لها و بقيه النساء يسندونها و هي تنادي باسم بنتها؛ شهد! يمه شهد بنتي بنتي!
في هذي الاثناء وقفت سيارات محمد و أحمد و عيالهم و اللي كانوا في اجتماع في احدى الشركات ، نزلوا مصدومين من لهيب النيران الصادره من داخل البيت
وقفت خطى سعود من شاف بنته و بِكره بتلك الحاله مع ماجد و تصادمت جميع الافكار السيئة بعقله و تقدم ينادي باسمها؛ شهد!
تقذم ماجد له و نطق يطمنه؛ بخير بخير! نبي سيارة بس!
كانت تتنفس بصعوبه اثر نوبه الهلع و ما يقدر ينظم تنفسها و هي بين يدينه و لا احد يستوعبه جميعهم في مرحله الصدمه
كان واقف يناظر بشهد و لا يستوعب شي الا بعد ما نطق عمه محمد يصرخ؛ سعود! خذ ماجد و الحق على بنتك!
استوعب اخيراً و ركض لسيارته و وراه ماجد اللي ركب في المقعد الخلفي و رفع جزء من راسه يضع يضع يزه على ثغرها يمنع خروج الهواء منه يتركها تتنفس من انفها ينظم تنفسها لجل ما يصير لها شيء
~
كانوا لا زالوا واقفين مصدومين يناظرون السيارات و هم يطفونها ، كانت ترجف و بيدها جوالها اللي اهتز يعلن وصول رساله و رفعته تقراها و كانت منه "قلت لك ودك نحترق ما رديتي ، قلت نحترق مره وحده" رجفت محاجرها بخوف كان هو يبي يعيد سنين الخوف اللي عاشوها من جديد و بدا باول خطواته للاعادتها باعاده نفس المشهد لهم يتركهم يستوعبون انه رجع من جديد و بيسرق امانهم من جديد لكن هذي المره معها جدها محمد و بيمسهم الاذى معهم و بينسرق امانهم ، وسعت انظارها من انارت شاشه جوالها برقمه يتصل و لاول مره يتصل بها ، قوي عين قوي عين يوم يتصل بها بعد اللي سببه يتركها تتأكد انه عديم احساس و لا عنده مشاعر
ما تدري كيف ردت عليه و وضعت الجوال على اذنها و رجف جميع جسدها من سمعت صوته المبحوح؛ بنت علي! حيّاني الله!
نادها بنفس النداء الدائم له النداء اللي تكرهه من كل قلبها و ما تدري كيف نطقت بخلو مشاعر او استيعاب؛ نغم ، اسمي نغم
ضحك بعلو صوت يدري انها ما تستوعبه؛ بنت علي قلت! كيف اشتقتي؟ لاني و بصراحه اشتقت لكم
ما ترد عليه تحاول تستوعب و ما تدري كيف صار الجوال بيد هتان اللي لاحظ ملامحها و عرف انه المتصل ، اخذ الجوال منها و صرخ فيه يشتمه؛ ليه! ليه يبن الـ...!
ابتسم باستفزاز و ضحك؛ ولد علي! كذا علمك ابوك ترحب بالناس؟ كذا علمك علـ...
صرخ بكامل غضبه عليه لانه يستفزه و كثير؛ لا تجيب طاريه! لا تجيب طاريه لا اقطع لك لسانك سامع!

صباح الخير 🩶

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن