البارت الخامس و الثلاثون

791 30 5
                                    



كان شعوره لا يوصف بعد ما كان فاقد الأمل و راخي كل الخيوط في دربها يرجع يشدها من جديد و يمشي في دربها من اول و جديد يشرف انجاذبه الكبير لها و لكل شيء يخصها و هو اللي اصبح كل ورده تقع انظاره عليها يتذكرها و يبتسم بلا ادراك منه ، اخرج الساعة يتأملها و ابتسم بهدوء؛ اسف لكن تبشرين بالعوض...لا صرتي حلالي يا نوري!
~
التفتت نغم تضحك تشوف اشكال البنات يتزينون بالزي العسيري و المناديل الصُفر؛ اموت انا على العسيري!
ابتسمت عهد تتقدم و بيدها عود ريحان تثبته في شعر نغم القصير؛ كذا اكتمل اللوك!
ابتسمت نغم تتوجه للمرايه تشوف شكلها تتبستم بأتساع ، سمعت صوت منيرة تناديها و خرجت تدورها تلتفت للصوت اللي خلفها؛ ريحانه تلبس ريحانه؟
ضحكت بخجل من شافت لطيفة زوجة سالم اللي تقدمت؛ تحصني يامي تحصني اسم الله عليك
هزت رأسها بالإيجاب و توجهت تدور منيرة ، ضحكت من خرجت من البيت تشوف الحوش مُزين بالكامل؛ شكل غاده الحفيدة المفضلة!
مثلت خوله الحزن بملامحها؛ واضح يعني؟
ضحكت تهز رأسها بالإيجاب و فزت من صرخه بشاير و ضربتها رغد؛ اصه انتِ!
رجعت تلتفت لنغم و تبتسم؛ ما زهى العسيري إلا عليك!
ابتسمت بخجل تعدل شعرها و كملت رغد؛ روحي لأمي بتقولك كيف ريحانه تلبس ريحانه؟
ضحكت تهز رأسها بالإيجاب؛ قالت لي!
صدح صوت عبدالرحمن في المكان و هو يصرخ من وراء الباب؛ يا ولد! بشاير!
توجهت بشاير خلفها خوله يوقفون خلف الباب ، ميلت نغم رأسها بأستغراب من دخلت عجوز كبيره جدًا في السن تمشي على عصاها و بشاير و خوله يساعدونها ، اذهلها شكلها لأنها كان واضح بأنها كبيرة جدًا ، توقفت العجوز في منتصف طريقها للداخل من وقعت انظارها على نغم اللي توترت تشد على قبضه يدها ، لوهله شعرت بأن كل اللي حلوها اختفى تبقى هي و العجوز لوحدهك يتبادلون النظرات و تجمد كل جزء من جسمها ما تقدر تحركه ، شهقت من علا تهز كتفها؛ بنت!
التفتت لها ثم رجعت تلتفت لمكان العجوز اللي اختفت؛ وين الـ...
علا؛ العجوز؟ دخلت و انتِ لك ربع ساعة متنحه بمكانها
مسكت رأسها بأستغراب و تنهدت تحاول تنسى الموضوع و توجهت مع علا للداخل ، وقفت من سمعت بشاير؛ هذي عجوز ساكنه هنا في القريه هي و زوجها و مالهم عيال و ابوي و عمي يساعدونهم
ضلت تفكر لثواني في أمر هذه العجوز الغريبه...
~
ميل رعد ثغره بأستغراب يلتفت لأمجد؛ من هذا؟
التفت أمجد يشوف من يقصد؛ شايب القريه...
هز رأسه بفهم و اكمل؛ ليش يناظر بدر كذا...
عقد أمجد حاجبيه؛ يناظر بدر؟ الرجال اعمى!
وسع انظاره بذهول و رجع يناظر الشايب اللي جالس على دكه بيته اللي كان بيت وحيد بعيد عن بقيه البيوت لكنه يتوسط القريه بشيبه الأبيض اللي يكسو شعره و لحيته الطويلة جدًا و عينه المفتوحه و الأخرى مغلقه هزيل و ضعيف البنيه ، كان منظره يعشعر الأبدان و مخيف ، استغفر رعد يمشي مع أمجد يتوجهون للعيال ، حك عبدالرحمن رأسه بحرج يناظر العيال؛ يجزاكم خير يا عيال ساعدتوني ، لو العيال موجـ...
هز سعد رأسه بالنفي يقاطعه؛ ما سوينا شيء
ابتسم بحرج و التفت لصوت السيارة اللي وقفت بجانب بقيه السيارات ، مشى عبدالرحمن يتجه للسياره و هو معقد حوااجبه بغضب ، فتح باب السائق يسحبه و ينزله من السيارة يصرخ فيه؛ توكم تعودون؟ بقعاء تصوعك انت و ياه يوم تخلون الضيفان يساعدوني و انتم تسربتون
ضحك يَـامن يحاول يفلت منه؛ ايش قومك حمس؟ اهدا!
وسع انظاره بذهول؛ من حقي احمس يوم انكم مخلنيني لوجدي مع الضيفان و انتم تفرون الجبال!
التفتت للسيارة يدق شباكها؛ اندر اندر من السيارة انت و ياه لا اكفر فيكم الحين
نزلوا حُسام و عامر و هم يضحكون و هذا ما زاد عبدالرحمن جنون؛ ورع انت و ياه!
كانوا بينطقون لولا أصوات الرجال اللي ارتفعت دليل وصول المعازيم يفز يامن من على الأرض؛ جو الرجال!
~
اخذت تمرر نظرها على المعازيم المجهولين بالنسبه لها لأنهم اهل عريس غاده و لا تعرف احد منهم ، تركزت انظارها على منيرة و فاطمة بجانبهم لطيفة زوجه سالم و فلوه زوجه جبران تعقد حواجبها بخفه لان ملامحهم كانت نخطوفه تمامًا ، اخذها الفضول تلف انظارها على مستوى انظارهم ترتخي اكتافها بذهول من شافتها تدخل بكل ثقه و غرور وراءها بناتها و طفلين تبتسم بكبرياء للمعازيم ، عقدت حواجبها بغضب لأن لمجرد وجودها في نفس المكان معها يسبب توترها و غضبها ، التفتت تشوف ملامح البنات اللي ما كانت اقل صدمه منها
رجف فك شهد تهتز نبرتها؛ ليش هي هنا؟
شدت نغم قبضتها بغضب تشوف حال البنات اللي اختلف و ترجع تشوفها تسلم و تبستم ، التفتت لنطق رغد اللي سألتها وعد؛ هذي أم هيـف و بناتها ، ابتسـام و بسـمه ، يقربون لأهل الخطيب
عقدت وعد حواجبها بخفه؛ ابتسام؟ مو عندها بسمه بس؟
هزت رأسها بالنفي؛ ابتسام بنتها الكبيرة بس ما تطلع واجد...
اخذت نغم نفس تحاول تخفف غضبها لأنها شعرت بأعصابها تنشد و يداهمها بدايات الصداع ، جلست بجانب البنات يتصرفون بطبيعيه ، رفعت نظرها لأحد المعازيم اللي سألت أم هيف عن احوالها و احوال بناتها و ابتسمت أم هيف من سألت عن الطفلين اللي معهم؛ عيال بنتي ابتسام ، مبـارك بن جسار و وسـن بنت جسار
سكنت ملامحها من سمعت اسم جسار و هي تعرف هويته من كلام نور عنه تلتفت بسرعه تشوف ملامح نور المخطوفه تعض شفتها
تردد اسمه في مسامعها تحاول تستوعب انه جسار اللي تعرفه جسار اللي اغرقها بالوعود و جمل الغزل و الغرام جعلها تعيش حب مراهقه ، اغمضت اعينها من نطقت أم هيف تأكد ضنونها -ولد عمها جسـار- ، استقامت بهدوء تغادر المجلس و استقامت خلفها ريما نيتها تلحقها لكن مسكتها وعد تهز رأسها بالنفي تزم ثغرها ريما تناظر قفا نور المبتعد
~
لا زال يرمش بصدمه يحاول يتأكد انه واقف أمام ناظريه الأن بين جموع الرجال يسمع همس أمجد المذهول؛ ولد هذا مب ولد خالك! ما مات في حريق السيارة؟
سكت لأنهم جميعهم مصدومين لأنهم ضنوا ان الله اخذ روحه من لحظه حريق السيارة امام بيت محمد ، وصل بالسلام له يوقف على بعد خطوات بسيطه عنه و لأنهم جميع الرجال يعرفون القاضي و يعرفون السلطان و يعرفون ان جسار ولد خاله و انه ولد عمه جسار ، تقدم جسار يسلم على بدر اللي اُجبر يبادله السلام لأنهم امام جموع الرجال ، رفع حاجبه من همس جسار؛ ما جيت لشر ، جيت مع عمتي
ابتسم بجانبيه يردف بسخريه؛ مو جيتك مع الساحره اكبر شر!
نزلت انظاره لكف جسار المستقره على كتفه يرص على اسنانه و يهمس بحده؛ نزل ايدك عني لا اكسرها لك يالمدمن!
رجفت كفوف جسار يسحب كفه يشد عليه ، رفع بدر نظره من نطق أحد الرجال ينادي جسار بـ"ابو مبـارك" يشوف ملامح جده و اعمامه المذهوله من سمعوا كنتيه يضحك بسخريه؛ تزوج بنته و سمى عليه الـ***
احتدت ملامح فارس من شتيمته؛ ولد!
تجاهله بدر يبتعد عنهم يحاول يتحكم في غضبه و قهره و يعرف بأن جيتهم هنا لسبب اكيد
ميل هتان ثغره بأستغراب يلتفت لفايز يسأله عن هويه هذا الرجل؛ جسـار بن سيف
~
اخذت نفس من شعرت بدموعها تنساب على وجنتيها لكنها ما تبكي عليه تبكي نفسها اللي ضيعت مراهقتها في حب وضيع ماله معنى و تعشمت بشخص بشخص تركها من اول عثره حصلت لهم ينسى وعوده لها و حبه ، تبكي شبابها اللي قضته تلوم نفسها في موته "المزيف" تبكي ابوها و جدها اللي ابتعدت عنهم و ساءت علاقتها معهم بسببه ، تبكي حسره على نفسها لأنها ظنت و خابت ظنونها بسبب شخص تافه ، تبكي قهر لأنها وقفت في نقطه الصفر و هو كمل حياته يتزوج و ينجب و صار له ولد يتنادون به الرجال...مسحت دموعها بعشوائية تأخذ نفس تحاول من تهدي من نفسها و يحصل لها الأدراك ان الشخص الوحيد المتأذي بهذه اللعبه هي فقط ، و تبدأ تعوض عن كل ما فاتها...
~
اخذ يتمشى يبعد عن البيوت لأن الرجال يتعشون و هو انسدت نفسه من الأكل لأنه ضل يفكر ايش اللي يجيب جسار و ام هيف هنا و الأكيد ان لهم مخطط ، التفت يشوف مجموعه احجار كبيره متجمعه تشكل جبل صغير و رفع ثوبه يربطه و يفك شماغه يضعه على كتفه يتسلق الأحجار يستقر بالأعلى ، نفض يدينه من الترب و جلس يرفع نظره للقمر كعادته يتأمل سميه ، نزل انظاره من سمع ضجه في الأسفل تتسع ابتسامته من شاف رنا بجانبها اثنى بشعرها القصير ضحك لأنه ظن انها ألين بسبب طول شعرها لكن سرعان ما حصل له الأدراك؛ ألين من متى طويله؟
اخذ يركز اكثر يلاحظ بأن شعرها مائل للسواد عكس ألين اللي كان شعرها افتح ، سكنت ملامحه من التفتت و بانت له غمازتيها الواضحة بالرغم من بعد المسافة و ضحكتها اللي يقدر يسمعها ترن في اذنيه يبتسم اكثر بلا ادراك منه يميل رأسه يستوعب انها قصت شعرها عن اخر مره رأها بدون الحجاب ، تنهد بثقل يتأملها و يتأمل ابتسامتها و يدرك انه ما بدأ و سارع في مواجهه مبارك إلا لجلها هي ، من بدايه شغله كان مجهول الهويه و يحاول يخفيها عن مبارك لكن من عرفها هو باح لمبارك بهويته لجل يبتعد عنها و يخاف لجل يحميها لأنها اخذت كفايه ، عدل جلسته و التفت من وقع شيء صغير من جيب ثوبه يعقد حواجبه لأنه ما وضعه ابدًا ، اخذه يشوفها علبه صغيرة الحجم تصغر حتى اصابعه و اصابه الفضول يفتحها لجل يشوف محتواها ، سرعان ما تشوشت الرؤية لديه يشعر بالصداع يفتك رأسه ، عض على شفته من الالم المستحيل اللي داهمه فجاءه و في ثواني ارتطم رأسه بالأرض يسقط مغشي عليه
~
شهق يفتح عينيه على مصرعيهما يلهث بقوه يحاول ياخذ نفس ، اخذ يلتفت يحاول يستوعب المكان اللي هو فيه من ثواني فقط كان فوق الحجاره و الان؟ يشوف نفسه مكان اشبه بالمستودع القديم و المهترئ ، عقد حاجبيه بألم من رجع يشعر بالصداع ، التفت بصدمه من سمع صوت بكاء اثنى و فز بسرعه يدور في المكان مصدر الصوت
وقفت خطاه من شاف انثى تشبهها تشبها تمامًا و لوهله ظن انها هي و كان بيصرخ بأسمها؛ نغـ...
لكنه سكت من خرجت من خلف تلك المرأة طفله صغيره ملامحها محمره من البكاء ، ارتخت اكتافه يستوعب ان المرأة ماهي هي انما أمها و اخت ابوه "منى" و الطفلة الصغيرة كانت هي ، رجفت كفوفه لأنه ما يستوعب وين هو و متى و كيف صار هنا ، فز من فُتح الباب بقوه و اجحظت عيناه بصدمه من كان مبـارك يدخل و يضحك و يجر خلفه طفل صاحب ١١ سنه و الواضح عليه الخوف و عدم الفهم...كان هو...
كان هو طفل الـ١١ عام اللي يجره مبارك خلفه في هذا المكان الغريب ، جن جنونه تمامًا لأنه ما عاد يستوعب شيء و سرعان ما بدأ مبارك يحكي؛ بنت محمد!
ارتجفت منى مكانها تشد على نغم اللي تبكي في حظنها و ضحك هو يشوف خوفها و اخذ يخرج من جيبه خاتم و شهقت هي تغطي ثغرها بصدمه من عرفت هذا الخاتم زين ، كانت دبله زوجها و حبيب طفولتها و ابو عيالها و اخذت تصرخ؛ شـ شسويـت فيه!
ابتسم يستفزها يسكر الخاتم على قبضته يشد على جملته؛ قـتـلـته!
شهقت تنهمر دموعها اكثر تبكي و اقترب هو منها يسمعها تهمس؛ ليـه ليـه!
تبدلت جميع ملامحه للغضب يصرخ فيها؛ لأنه اخـذك مني!
صرخت هي الأخرى ترفع صوتها؛ ما اخذني منك ما اخذني منك! انت مريض مبارك مريض! انت سحرت ابوي و عمي كيف تتوقع برجع اوافق عليك!
صرخ بجنون يعلي صوته اكثر؛ سحرتهم لأنهم رفضوني يوم خطبتك!
كان صراحهم كل ماله يعلى اكثر و اكثر؛ لأنه كان خاطبني قبلك
ركل حجره بجانبه تصتدم و دوى صوتها تبكي نغم اكثر ، التفت مبارك يناظرها بجمود يردف بجمود مماثل؛ انا كنت استهالك اكثر منه...
كانت بتنطق لكن قاطعها و لفت نظرها صوت شهقه الطفل الواقف بعيد و اللي رفع كفوفه الثنتين يغطي بها ثغره لجل ما تخرج شهقات اخرى تعقد حواجبها بأستغراب من وجوده و ابتسم مبارك يتقدم نحو بدر؛ ما حصل لكم تعارف...
سحب بدر من ذراعه يسحبه نحوها؛ ولـد اخوك و ولـد اختي ، بـدر بن فـارس
لانت ملامحها من استوعبت انه الطفل هذا ولد اخوها اللي اخر مره شافته كان لا زال يتعلم المشي ، شهقت من سحب نغم من حضنها و صرخت نغم برعب و خوف ، انحنى مبارك يسحب بدر من عنقه؛ تاخذ البنت و تنتظرني عند الباب فهمت و لا لا؟
مارد بدر تتجمع الدموع بمحاجره و صرخ مبارك يشد على عنقه يخنقه؛ فهمت و لا لا!
هز رأسه بالإيجاب تنهمر دموعه يحاول يفلت من قبضته ، تركه مبارك و تقدم الحارس يسحب نغم بالقوه اللي كانت تبكي و تصرخ تستنجد بأمها اللي ما يختلف حالها و هي تصرخ؛ نغـم!
و كان هذا اخر ما سمعته نغم من ثغر امها قبل تخرج بالأجبار ، تمددت على الأرض تبكي و تصرخ بـ"ماما" تحاول تستوعب كيف انقلب حالهم من كانو في السيارة متجهين لقصر جديد و ناس جُدد كما حكوا لها امها و ابوها قبل ما تحاصرهم عده سيارات يعرقلون مسار علي و يصتدم بسيارة اخرى...كما روت الرواية للجميع لكنهم ما توفوا اثر الحادث! بل سحبوهم رجال مبارك ياخذون علي و يقتلون ثم يرجعون يرمون جثته مكان الحادث و ياخذون منى و نغم لهذا المكان المجهول
مسح بدر الطفل دموعه يشوف الطفله الغريبه امامه تبكي و تقدم نحوها يحاول يوفقها و لأنها ما كانت تعي و الخوف معتريها وقفت معه و لا زالت تبكي و زم ثغره يمسح على شعرها لأن بنظره هذه هي الطريقه الوحيده اللي يعرفها لجل تهدأ؛ لا تخافين لا تبكين
كان يحاول يبتسم لجل تسكت لكنها بكت اكثر تفرك عيونها؛ مامـا ابي ماما!
بلع ريقه برعب من سمع صراخ مبارك و المرأة المجهولة بالنسبه له و لازال يمسح على شعر نغم؛ لا تبكين بتكون بخير
ضل دقائق وجيزه يمسح على شعرها حتى دوى صوت اطلاق النار في المكان يتبعه صرخه منى المقطوعه و بكت نغم اكثر من سمعت صوت امها يتبعها بدر اللي ما قدر يتحمل اكثر تنهمر دموعه برعب و رهبه؛ لا تبكين لا تبكين!
رفعت نغم انظارها لوجهه تشوف دموعه اللي تنهمر على خديه؛ انت تبكي!
هز رأسه بالنفي يمسح دموعه بعشوائية؛ ما ابكي ما ابكي لا تبكين انتِ!
فز من خرج مبارك مخطوف الملامح و فزت نغم تحتضن بدر تكتم بكاها بخوف ، رجفت مُقله عيني بدر لأنه يشوف وجه مبارك و لأول مره بهذا الشكل!
رفع مبارك انظاره عن كفوفه اللي ترجف بشكل مجنون و ملطخه باللون الأحمر لزوجته الساحره اللي تقدمت تنطق بجمود؛ قتلتها؟
مارد عليها يرجف كامل جسده و عرفت هي انها انتقلت لربي...، تنحنح مبارك يحاول يستجمع نفسه؛ اسحريهم اربطيهم سوي اي شيء...لا يذكرون اي شيء من اللي صار اليوم!
سكتت تنزل انظارها لبدر اللي يشد على نغم بحضنه و هزت رأسها بالإيجاب
كان هذا الموقف من بدايته لنهايته أمام بدر صاحت الـ٢٤ عام...صاحب الـ٢٤ عام اللي شاب شعره و شاب رمشه و شاب شاربه من دنياه ، دنياه اللي كانت ضده و كل ما ظن انها بتزين ترجع تصدمه و تذكره منهو ، انحكم عليه يولد من إمرأة مجهول سبب ارتباطها بأبوه و يكون خاله مريض نفسي يُخرج امراضه عليه...انحكم عليه يأكل عواقب كونه ولد اخت مبارك مع انه ماله ذنب و مع كل مره ينحني ظهره بسبب افعال مباارك اللي تأثر عليه ، لكن الأن؟ ظهره انكسر تمامًا من بشاعه ما رأت عيناه و بشاعه الحقيقه ، حقيقه مجهوله للكل و له يُدرك اخيرًا سبب عدم تذكره لتلك السنه من حياته لأنه حصل فيها حقيقه من المفترض ان تبقى مجهوله لكن انكشف الستار عنها
شد على شعره بجنون من داهمه الصداع مره اخرى و اطلق العنان لصرخاته لكنه ما يعرف...هو يصرخ ألم او قهر

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن