البارت الثاني و الأربعون

711 31 9
                                    




لبست عبايتها بلا وعي لأنها تغرق في هواجيسها ، تخرج للجامعه و هي مو مركزه مع شيء تفكر في هواجيسها فقط و اللي كانت عنه هو فقط ، تتذكر غرابه مشاعرها وقت ملكه هتان لأنها تشعر بأن فرحتها ناقصه بدونه و بغيابه ، هي سمعت بأنهم يبحثون عنه لكنها تعرف بأنهم لم يجدونه ، تضل تفكر وين راح؟ سافر و لا بقى بالسعوديه؟ و الكثير من التساؤلات اللي تملأ رأسها ، تتذكر ليله وداعه لها و اعترافها هي بحبها له ، تتذكر انه ابتسم و اكمل طريقه لأنه يعرف الأجابه
تتذكر وقت امسك بكفوفها و وعدها بأن المره القادمه بتكون هي حلاله ، تفكر متى بتكون؟ بعد اشهر او سنوات؟ هي بتحصل فعلًا؟ متى بيحصل لقاءهم القادم؟
تغرق في التساؤلات اللي مالها نهايه تهز رأسها تحاول تخرجها من رأسها ، نزلت رأسها لجوالها تشوف التذكير بأن عمليتها اصبحت بعد اسبوعين فقط...تمسك رأسها بتعب كيف مرت الأيام بهالسرعه؟ تضل تفكر كيف بتسافر بدون لا تخبر احد
تأففت من الضجيج اللي في عقلها تلبس سماعتها تحاول تغير من مودها و اخذت تغني مع الأغنيه؛
"إلين اليوم وقلبي دقته أسرع
إلين اليوم وردي بالندى يدمع"
حضرت محاظراتها جميعًا ينتهي دوامها لليوم تخرج من الجامعه ، تخرج تشوف سياره هتان اللي كان ينتظرها ، ركبت السياره تبتسم من ترحيبه لها؛ حيّ النغم حيّها!
ضحكت تغلق باب السيارة تلتفت له؛ حيّ العريس!
تعالت ضحكاتها لأن ملامح وجهه تغيرت للسعاده ، اخذ يسألها عن يومها و كيف امضته تسولف معه ، التفتت له من تذكرت؛ الفتره الجايه بنام عند أمي سارة
عقد حاجبيه بأستغراب يردف؛ ليش؟
وجهت نظرها للأمام ترفع اكتافها بعدم معرفه؛ وحشتني...
ناظرها بعدم اقتناع لأنه يعرف بأن خاطرها متكدر لجل كذا بتروح لها ، هز رأسه ما يعارض يرجع انظاره للأمام
~
تنهد فيصل يردف بكل صراحه؛ مارح اكذب عليكم...احتماليه اننا نفقد الشركه كبيره جدًا...
هز ليث رأسه بالنفي؛ لا ان شاء الله...نتعاون كلنا يد وحده ننقذها!
اخذ ليث يشرح لهم الخطه و عمل كل واحد فيهم ، ينتهي الأجتماع بعدها يسمح لهم بالخروج يغادرون بعدها الشركة يتجهون لفروعهم الاساسيه
خرجت نور و كانت بتتجه لسيارتها لكنها فزت من سمعت صوت السياره الرياضيه تلتفت تشوف هتان اللي يأشر لها بالركوب معه ، تنهدت هي ترجع مفتاحها لأن ما معها خيار اخر تتجه نحو سيارته تركب معه
ركبت و اتسعت ابتسامته؛ تو ما نورت السياره!
ابتسمت بخفه تغلق الباب و التفتت نحوه تنزل انظارها لكوب الماتشا تسعد داخليًا ، ابتسم من ابتسامتها يحرك السياره و هو يدندن
التفتت له من اردف بدون لا يلتفت؛ ورا فيه شيء لك
طلت برأسها بالخلف تشوف الكيس الصغير تصغر انظارها تناظره؛ ايش المناسبه؟
اردف ما يقدر يخفي حماسه؛ افتحيه!
اخذت الكيس تشوف محتواه بوكس من فان كليف ، تفتح البوكس تشهق بصدمه من شافت محتواه؛ هتـان!
ضحك من ملامح وجهها و عذوبه اسمه من منطوقها الحجازي؛ كل هتان انتِ!
اخرجت الساعه الخضراء تتزين بالورود و الفراشات داخلها ، تتذكر وقت فقدت ساعتها في الجنوب و كيف كان هو معها يدورها تلتفت له تبتسم بصدمه و ابتسم هو بهدوء؛ بدل الأولى ، شغليها شوفي
رجعت انظارها للساعه تشغلها و تضبطها تتعالى ضحكتها بسعاده من تحركت الفراشات داخل الساعه و التفتت له تردف بسعاده؛ مره شكرًا هتان!
عض شفته  لأنه ما يتحمل عذوبه اسمه من بين ثغرها ، اخذت تتأمل الساعه تبتسم بأتساع لأنه ما نسى الأمر و تذكره بالرغم من انه موضوع بسيط ، رجعت تلتفت له و كانت بتنطق؛ هتـ...
قاطعها من انحنى يقبل ثغرها لأنه ما يتحمل تنادي اسمه و ما يعانق ثغره ثغرها...
~
دخل البيت متعب و مرهق لأنه بعد عودته من السجن تراكم عليه العمل و البحث عن بدر يأخذ منه مجهود و طاقه ، وقفت خطاه من شافها واقفه في منتصف الصاله و من انتبهت له هي شتت انظارها عنه ، تنهد لأن العلاقه بينهم لا تزال متوتره و هو الى الان عالق في اللحظه حضنته فيها في وقت ضعفها
كانت بتهرب منه و تدخل غرفتها ما تبي تواجهه لأنه اصبحت ترتبك امامه و تشعر بمعدتها تتقلب بقربه و هذا ما يعجبها ابدًا ، شهقت من امسك بذراعها يرفض هروبها و التفتت له ترفع حاجبها ، شد على ذراعها بخفه يردف بضعف؛ يصير تتخلين عن كبرياءك...بس الليلة؟
عقدت حاجبيه بعدم فهم لكن رقت مشاعرها من شكله المتعب و انحناءه ظهره تبين ارهاقه ، سحبها بخفه نحوه و انحنى يعانقها يدفن ملامحه في شعرها يستريح من يومه المرهق في حضنها
رجفت كفوفها من المشاعر الغريبه اللي داهمتها و كانت بتبعده عنها لكنه شد عليها يضمها نحوه؛ خليك...بس شوي
ضلت واقفه بلا حراك بدون حتى لا تبادله الحضن بينما هو يحتضنها و يضمها نحوه يستغل الفرصه لأنه يعرف بأنها لن تتكرر ، هي ما عاندت و لا افتعلت مشكله لأنها شافت تعبه و ارهاقه و هي الفتره الأخير ملاحظته ، ابتعد عنها بعد فتره و ذراعيه لا زالت محاوطه خصرها يبتسم بخفه من ملامحها المعقوده ، شتت انظارها عنه من شافت ابتسامته تحاول تفلت من ذراعيه لكنه كان شاد على خصرها يرفض ابتعادها و رفعت نظرها تحرقه بنظراتها؛ اتركني!
هز رأسه بالنفي و رصت هي على اسنانها بغضب؛ اتركني! المفترض اساسًا انك مطلقني من فتره! انتهت قضيتك
رفع حاجبه يناظرها من طرت طاري الطلاق و هو ظن انها نسيت اتفاقهم لكن اتضح العكس ، تنهد يفلتها بهدوء يتجه لغرفته بدرن لا ينطق بكلمه ، شد على قبضتها ما تلتفت نحوه تعاتب نفسها لأنها ذكرت طاري الطلاق...لمجرد تخيلها للأمر هي ترفضه ، ماتبي يطلقها بعد ما اعتادت على وجوده معها و حولها ، و بعد موضوع سطام هي زادت ثقتها به اكثر
وضعت كفها على صدرها من شعرت به ينبض و هي تعرف هالنبض لكنها تحاول تنكره؛ لا شروق لا!
بقيت لحدها بقيه اليوم تفكر باللي حصل و كيف بتكون رده فعله بعد طاري الطلاق ، يتراود في عقلها سؤال وحيد...بيطلقها؟
~
خرج رائد و هو ينادي رنا؛ رنا بسرعه ابوي ينتظـ...
وقفت خطاه من شاف ابوه متصنم على عتبه الباب يركز انظاره على مدى نظر ابوه يتصنم هو الاخر ، خرجت رنا مسرعه؛ جيت جيت
وقفت تستغرب وقوفهم بلا اي حركه و مرت بجانبها لأنهم يحجبون عنها الرؤية ، شهقت من شافت سياره بدر امام بيتهم و الواضح انها محمله ببعض الأغراض لكن ما لفتها هو الغـزال الصغير المربوط بحبل بالسياره ، صرخت بحماسه تركض نحو الغزال تصفق بسعاده؛ بابا بابا بدر جاب لي غزاله!
عقد رائد حاجبيه بأستغراب يلتفت لأبوه؛ ابوي...
تقدم فارس نحو السياره و تبعه رائد ، شاف المفتاح على السياره يفتحها و يشوف داخلها صندوق صغير و اخذ يفتحه يشوف فيه كلابس و مُقتنيات بدر ، يزيد استغرابه
يفهم مقصده بأنه يرجع لهم جميع الاشياء اللي اخذها منهم و انه ما يحتاج منهم شيء ، يترك لهم جميع اشياءه اللي كانت منهم لجل يطوي صفحتهم نهائيًا و يتمنى فارس بأن توقعه خاطئ
اهتز جوال فارس يخرجه يشوفه رقم أنس ينقبض قلبه بخوف ، رد عليه يضع الجوال على اذنه يترقب اي اجابه
هز رائد ارجله بقل صبر لأن ملامح والده جامده حتى بعد ما اغلق الخط؛ ابوي ايش قال؟
التفت رائد لخروج تهاني وراءها ريما اللي لمحوا السياره تردف تهاني بهلع: وش تسوي هنا؟
مررت ريما نظرها للغزال و رنا اللي تلعب معه؛ الغزاله...بدر وعد رنا بها
رائد؛ ابوي بدر وينه؟
ما كان يسمعهم كان كلام أنس يدور في ذهنه
"اخر حل معنا كان المطار ، تواصلت مع احد معارفي هناك اساله عن الجواز...جواز بدر غادر السعوديه قبل يومين ، رفض يقولي وين لأن على حسب كلامه سفره كان على طياره خاصه مع ناس رسميين..."
اردف فارس يجيب على تساؤلاتهم بجمله وحيده ينهي الوضع؛ بدر هرب خارج السعودية...
~
تأملت الهلال في السماء يُضيء المكان ، ما يُسمع في المكان الا حفيف الأشجار و صفار الليل يُعلن حلول منتصف الليل ، تنهدت تشد عليها الوشاح الأسود مطرز عليه اسم السُلطـان كما تحمل سبحته جالسه على كرسيها وسط مكتبه ، كل شيء يخصه لجل تتذكره
ليلة خميـس طرز بها نور القـمر ، تعرف بأن بالغد بيجتمعون جميع احفادها كما عادتهم لكنهم ناقصين...الـبدر
تعرف بأنه بيتصرف و مارح يحل له مكروه لكن كان ودها لو طمنها على الأقل قبل غيابه
التفتت لصوت نغم اللي كانت تنام عندها هذي الفتره؛ سارة العـمر؟
طلت برأسها تهمس خوفًا من ان تكون نائمه و ابتسمت بخفوت تناديها؛ تعالي...تعالي يا عزيزه السُلطان
ابتسمت نغم تتقدم لها تجلس على الأرض و تضع رأسها بحجر سارة اللي ابتسمت تمسح على شعرها ، تحل لحظات صمت وجيزه يعود الهدوء يسكن المكان
تكسره نغم تلفت انتباه سارة؛ تعرفين...
ركزت سارة معها تنتظرها تكمل ، ابتسمت نغم بخفوت تكمل؛ ما عمري تخيلت اني ممكن اقابل خوالي...يعني حسيت انهم بيبقون مجهولين بالنسبه لي و الشيء الوحيد اللي اعرفها عنهم انهم ما كانوا يحبون بابا...
سكنت ملامح سارة بهدوء و ضحكت نغم بخفه تكمل؛ و شوفي الحين...كملنا سنه و احنا معهم! اتذكر صدمتي وقت عرفت ان جدي محمد و جدي أحمد اخوان و ان ماما و بابا عيال عم...حسيت بأن فيه قطعه مفقوده من حياتي اكتملت!
ابتسمت سارة بحنو تكمل تمسح على شعرها؛ مبسوطه يعني؟
هزت رأسها بالإيجاب؛ اكيد...
ابتسمت تفكر لثواني ثم اردفت؛ افضـل عـام من أعوامي العشـرين!
رفعت سارة حاجبيها لأنها ما توقعت و اكملت نغم بحماسه؛ بدايته تعرفت على عائله ماما و صارت احداث كثيره معهم! منها السيئة و الحزينه و منها الجيده و السعيده! لحادثه السيارت الى جيه نواف و حنين و البط ، و ملكه ماجد و شهد ، حادث هتان ، و سفرتنا الشرقيه الى زواج وعد و لؤي في البحرين ، و خبر حمل عهد ، سفر محمد ،  سباق الخيل و موافقه فرح ، و عقد ريم و سعد ، زواج أنس و شروق ، و وداع نواف و حنين و البط ، و سفرتنا للجنوب و رجوع محمد ، عقد فرح و فايز ، بنوته محمد و عهد ، ملكه ريما و ليث ، سجن أنس و حقيقته و كيف شروق خرجته ، ملكه نور و هتان اخر افراحنا!
كان الكثير من الأحداث ناقصه...تحصل خلف الأنظار ، سواء لحظات الحب و الأعتراف و الغزل بين المحبين و خصامهم ام لحظات ألم و حزن و انهيار بين الشخص و نفسه لا يراها احد او لحظات و مشاعر سعيده يُبقيها الأنسان لنفسه ام اسرار يخفيها لنفسه لا يريد احد معرفتها ، ام لحظات العائلة الدافئه و الحنونه و مسانده الأخوه لبعضهم البعض ام لحظات مِزاح بين الأصدقاء و الصديقات
يمر هذا العام مع مرور العديد من المشاعر ، الحزن و الفرح و الحب و الصداقه ، يجد البعض الشريك المنشود يكمل حياته معه و البعض لا زال متردد نحو هذه المشاعر و البعض يبقى لوحده ينتظر ايجاده للشخص الصحيح ، يتعرفون على بعض و يكونون صداقات متينه و تتطور العلاقه بينهم خلال هذا العام ، تحصل خلافات بسيطه لكنها تنتهي سريعًا لأن لا مجال بعد الأن للخلافات فهم عـائله...ينتهي هذا العام بحلوه و مره يبدأ عام جديد يكونون فيه سويه بعد أعوام من الفراق
رفعت نغم نظرها لأنها شعرت بدموعها تنهال عليها المشاعر لأنها بتنهي العام بعيد عنهم تستقيم؛ بجيب شيء نشربه
غادرت بسرعه ما تستوعبها سارة ، تنهدت سارة تلتفت و تعود انظارها للقمـرآ تفكر بالموضوع و اللي حصل خلال هذا العام تبتسم لأنه حصل اهم جدث في حياتها و هو عوده الأخوين سويه ، تشوف عيالها و اخيرًا يعودون لطبيعتهم يعودون سند لبعض و عزوه و احفادها يجتمعون من جديد و يعودون اصدقاء كما كانوا و عيالهم يتعرفون على بعض يصبحون اصدقاء كما اهاليهم و تحصل بينهم مشاعر الحب و هذا اللي ما توقعته ابدًا و لا كان بالحسبان ، تبتسم لأن كل شيء على ما يرام و قلبها سعيد لأن جميع عائلتها سعيده بالرغم من الأحداث القاسيه اللي حصلت لهم
منى و علي احفادها اللي حاربت هي على حبهم لكنهم انتهوا نهايه مأساويه و لا زال حزنهم يخيم على قلبها و احفادها مازن و شوق اول احفادها يُقتلون في قصرها
اولادها محمد و أحمد اللي بعد سنين من الفراق و الخلاف يعودون من جديد ، فاطمة و منيرة اللي حافظوا على علاقتهم حتى مع مشاكل ازواجهم
فالح و نادية ، فيصل و نوف ، فهد و مريم ، فارس و تهاني ، فايز و فرح ، سعود و نورة ، سعد و ليلى ، عبدالله و نهى ، جميع احفادها تعرف بإنهم سُعداء مع بعضهم البعض
محمد و عهد اللي عانوا في بدايه زواجهم لكنهم الان على الموده و الحب و ينتظرون اول ضنى ، سعد و ريم اللي كسر سعد جميع العادات و التقاليد لجل تصبح ريم ريمه و اصبحت له ريم السعد ، أنس و شروق اللي كان زواجهم محير للكل و لا زال يحيرهم لكنها متيقنه بأنهم سيتفاهمون ، ماجد و شهد اللي كان حبهم لطيف و عفيف يكونون اول الأفراح ، لؤي و وعد اللي كانت قصه حبهم من طرف واحد و نالها و اصبحت حلاله لكن ماهي مثل ما يبغى و قدر بنفسه يصلح الأمور يوقعها في شباكه بعد سوء الفهم ، ليث و ريما اللي صبر ليث و تعب حتى نالها نال السبع المعجزات ، نور و هتان اللي سيصبح هتان العوض لنور بعد فشل و كسر قلبها ، أمجد و ألين اللي لا زالوا على قصه حبهم الخفيه ، إياد و علا اللي في البدايات اعذب مراحل الحب ، سجى اللي تحارب طوال العام لجل تغير من نفسها و تصبح انسانه افضل ، رعد اللي خرج من عزلته يكون صداقات ، بدر اللي تعرف في قناعه نفسها بأن الفرار افضل قرار له بعد اللي حصل له و انه بخير ، نغم اللي كانت المتفرج في هذه القصه تكون اسعدهم بكل كبيره و صغيره تلاحظ زياده سعادتها و فرحتها بعد لم شمل العائله لا تبلي للمرض اعتبار
محبوبها و فقيدها السُلطان اللي لا زالت حتى بعد سنتين لم تُشفى من فراقه تتمنى لو شهد جميع هذه اللحظات السعيده معهم يشاركهم الأفراح و الأحزان و يساندهم كما كان تأخذ هي الدور و تساند العائلة و تكون عامودها و لقد ادت واجبها على اكمل وجه
ابتسمت...ابتسمت لأنها تدرك بأن لقاءها بمحبوها حان...تتبعه و تخطو على خطاه و على سنه الحياه
تبتسم برضا على حياتها بخيرها و شرها بحزنها و فرحها ، تبتسم لأنها بتغادر و هي متأكده و متيقنه بأن الكل في راحه و سعيد
تبتسم و تغمض اعينها تغفو بهدوء تام و راحه...
دخلت نغم حامله بيدها اكواب شاهي تميل رأسها بأستغراب من شافتها غافيه و على ملامحها ابتسامه تقترب منها؛ سـارة العُـمر؟
~
و بالصدفه هم وصلوا جميعًا في نفس الوقت ينقصهم فقط أحمد و محمد و فاطمة و منيرة و نغم و فايز ، دخلوا القصر يجتمعون كعادتهم كل خميس و يتبادلون اطراف الحديث
رفع فالح انظاره يميل رأسه و رجع يلتفت لهم؛ الستاير مسكره ، شكل امي سارة باقي نايمه
هز سعود رأسه بفهم يلتفت للجلسه الخارجيه؛ نجلس هنا لين تصحى؟
وافقوه جميعًا الرأي يتوجهون جميعهم يتوزعون هناك ، التفت سعد لفرح بأستغراب؛ وين امي و ابوي؟
رفعت فرح اكتافها بعدم معرفه؛ قمت من النوم ما لقيتهم حسبتهم وصلوا قبلي
هز رأسه بفهم و التفت هي للبنات يكملون سوالفهم ، تبان عليهم السعاده و الفرح و الآلفه
التفتوا لدخول سيارة فايز ، وقف فايز السياره ينزل منها و رفع رأسه يشوفهم جميعهم ينظرون له يبدأون بالمزاح معه بأنه تأخر و يطقطقون عليه ، كان جامد يتأملهم بهدوء يفكر كيف يخبرهم؟ كيف ينقل لهم الخبر ، رجفت كفوفه تشد على السبحه بيده يشهق من تناثر خرزها في كل مكان
يحل الصمت لأنهم جميعًا يعرفون صاحب هذه السبحه و هي بحوزه من ، سبحه السلطان و بحوزه سارة...
انقبض قلب سعود يستقيم؛ فـايز!
رفع انظاره تبان ذبولها يحلف بأن اللي بينطقه الأن اصعب واثقل ما نطقه لسانه في حياته؛ عطتـكم عُمـرها...
~
مرت ثلاثه أيام...ثلاثه أيام كانت من اسوء الأيام عليهم جميعًا لأنها كانت عزاء سـارة العـمر...من لحظه دخول نغم عليها تستغرب سكونها و من خوفها هي انصلت على فايز مع ان الوقت كان قرابه الفجر و جاها فايز برعب و خوف ينقلها المستشفى يتبعه محمد اللي كان خارج يصلي الفجر يتصل على اخوه أحمد
يُعلن وفاتها مع آذان الفجر...يصدى بعدها صوت محمد و هو يصرخ "إنا لله و إنا إليه لراجعون! كلنا لله راجعون!" تنزل بعدها دموعه ينهار ما تحمله ارجله و هو كان يحاول يقوي نفسه و يصبر نفسه و أحمد اللي من سمع الخبر ينهار على الأرض يبكي بصمت ، و نغم اللي من اتاها الخبر هي انهارت بالصراخ و البكاء و كان فايز يحاول يهديها و دموعه على خديه مايعرف التصرف في هذه اللحظه ، تقع نغم في النهايه مغشي عليها
يأتون بعدها منيرة و فاطمة بعد وصلوهم الخبر للمستشفى يسلمون على الجـنازه و يحاولون يهدونهم ، يعود فايز للبيت حامل بيده وشاحها و سبحتها اللي كانت تخص السُلطان من الأساس ، يقابل البقيه يضطر هو من ينقل لهم الخبر
ينهارون جميعهم يفزون يتوزعون في السيارات متجهين للمستشفى لكن يتغير طريقهم من خرجت الجـنازه من المستشفى تنقل للجامع
يصطفون رجال السُلطان امام الجامع ينتظرون وصول سيارة الموتى ، و من وصلت و خرجت الجـنازه ينهارون جميعًا من منظرها و هي مُغطاه بالبياض ينهارون اكثر من خرجوا أحمد و محمد اللي كانوا الوحيدين اللي رفضوا يفارقونها ، أمام ناظريهم اللي كانت لهم أم ، اللي كانت تشاركهم افراحهم و احزانهم و تهون عليهم و كانت ملجأهم مُغطاه بالبياض
يفزون جميعهم ستهاوشون على من يحملها يكون من نصيب لؤي و ليث و محمد و أنس يحملونها يدخلونها للنساء و المغسله ، تتعالى بعدها أصوات النساء بالبكاء و الأنهيار و اصوات ذكر الله و التصبّر
تخرج الجـنازه بعد ما غُسلت و رائحه المسك تخرج منها ، يحملونها إلى المقبره يستعدون للدفن
يحملونها و يدخلونها القبر و الدموع ما فارقتهم ابدًا ، ينزل سعود بعد مارفع ثوبه و بيده الطين يستعد لتغطيه الجـنازه و قبل لا يغطيها هو نطق أخر كلماته "استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه" يغطيها و يتأكد جيدًا
يصلون بعدها الصلاة التي لا ركوع فيها و لا سجود مع غروب الشمس...يودعون الشمس مع وداعهم لسـارة العـمر...
~
جلس بتعب بعد ما انتهى اخر ايام العزاء يغادرون المعزّية يعرف بأنهم مارح يوقفون لكن انتهت الأيام الرسميه ، مرر نظره على العيال و على ابوه و أعمامه يشوف الحزن المخيم عليهم ، لؤي اللي من احظه ما حمل الجنازه و هو متلثم مايبين وجهه بجانبه ليث منزل رأسه ما يرفعه يخفي دموعه و هتان الهادئ على غير عادته و رعد الجالس بقل حيله ما ذرف دمعه من صدمته و نواف الواقف بجانب اخوانه و هو اتى في ثاني أيام العزاء يصلي صلاه الغائب ، محمد الجامد على عادته لكن الحزن يبان في ملامحه و يديه لا زالت ترجف و بجانبه سعد اللي ما هدأت دموعه من تلقى خبر و تزيد دموعه في كل مره ينطقون له "عظم الله اجرك" يدخل البيت ما يتحمل سماعها اكثر من مره ، أنس اللي شافوا دموعه لأول مره و هو حامل الجـنازه يتلثم بعدها و بجانبه ماجد الساكت يغطي باللثمه و في كل مره تتيح له الفرصه يفكها يمسح دموعه و يرجع يلفها ، أمجد و إياد اللي ما نطقوا بكلمه من حزنهم يبكون بصمت فقط ، فايز اللي كان و لا زال يشعر بالجمل الثقيل عليه لأنه كان اول من اكتشف بعد نغم
تنهد رائد بقل حيله من منظرهم المقشعر للأبدان لأنه ما تعود على انكسارهم هذا ، يشغل باله المُسـافر يفكر هل وصله الخبر ام لا...
~
التفتت من شعرت بدخول فرح تميل رأسها؛ فتحت؟
هزت فرح رأسها بالنفي تتنهد لأن نغم من رجعوهم من الجامع حبست نفسها في غرفتها ترفض الخروج تبقى الثلاثه أيام بدون طعام و لا شراب ترفض رفض قاطع الخروج ، تنهدت عهذ تلتفت لسجى الجالسه بصمت و على غير عادتها هي ما ذرفت دمعه واحد ابدًا من لحظه معرفتها إلى الأن يخافون من هدوءها هذا ، فرح اللي توجهت تجلس بجانب ريم اللي دافنه وجهها بين ركبتيها بتعب لأنهم للتو انتهوا من العزاء ، و وعد و نور بجانهم و الصمت يعم المكان ما يتجرأ أحد ينطق ، علا اللي تمسح دموعها اللي تتمرد بدون اذن منها تحاول تتوقف لكنها لم تستطع ، ريما اللي لا زالت تبكي و تحاول تكتم شهقاتها و هي حتى في العزاء تتمرد من بينهم تمفرد لوحدها تبكي ، شروق و بجانبها شهد اللي تكرر عليها تعب عزاء سعد و اختها و مازن يتكرر الآلم و الحزن ، ألين الصامته على غير عادتها و حنين اللي من اتت و هي تحاول تساندهم لكنها ماقدرت تساند نفسها ، ديم اللي رفضت تفارق أمها من خوفها و حزنها
تنهدت عهد لأنها تبي تواسيهم لكنها ما استطاعت تواسي نفسها و يزيد عليها التعب مع حملها اللي اهملته تمامًا ، جميعهم مجروحون جميعهم يعرفون بأن جُمل و كلمات المواساة بتكون كذب فقط و بلا فائده ، ينعزل كل فرد لوحده لكِ لا يزيد الحزن عليهم ، يزيد حزنهم بأن العزاء كان في  القصـر
استقامت سجى تتجه لمطبخ تدخله ، التفتت تشوف ألين دخلت ورائها لكنها ما اهتمت تأخذ كوب نيتها شرب الماء ، شهقت من انفلت الكوب منها يقع على الأرض و يتحطم إلى قطع صغيرة و فزت ألين برعب تتقدم نحوها؛ بسم الله صارلك شيء؟
ماردت عليها سجى و انظارها معلقه على قطع الزجاج المتناثره ، ميلت ألين رأسها بقلق؛ فيكِ شيء؟
رجف ذقنها و رجفت كفوفها تأشر على الكوب؛ انكسر!
هزت ألين رأسها تطمنها؛ انكسر الشر ما عليكِ...
تعالت شهقات سجى تنهار بالبكاء و ينتشر صوت بكاءها في القصر بأكمله ، تبكي و تخرج اللي كتمته طوال الثلاثه أيام السابقه تخرجه على أبسط مرقف ما تتحمل ، عضت ألين ثغرها من شعرت بدموعها تنساب هي الأخرى تحتضن سجى و تبدأ بالبكاء معها ، دخلت عهد مسرعه خلفها فرح يفزعون من اصواتهم ، يسكنون براحه من تبين لهم الموضوع...
سمعت ريما اصوات البكاء تهز رأسها بالنفي من شعرت بدموعها تستقيم و تهرب من المكان ، يصادفها المكتب على بابه كلمه السُـلطان و لأول مره يكون مغلق...حتى بعد موت السُلطان يبقى مفتوح و مشرعه ابوابه لجل يتذكرونه لكنه و تتذكره هي و كانت تقضي فيه اغلب لياليها لكنه الأن مغلق ، المكتب اللي شهد على احزانهم و افراحهم المكتب اللي كانت تعده سـارة المأوى و الأمان لها ، و هي اللي كانت اذا خصلت مشكله تحلها فيه لجل تشعر بأنهُ معها و يساعدها ، يدخلون فيه يعرفون بأن مشكلتهم بتنحل بمجرد خروجهم ، شهد على دموع الفرح و الحزن ، على مشاعر الحب و الفراق
ماتت بين جدرانه...ماتت و هي جالسه على كرسيه و مغطاه بوشاحه و بيدها سبحته ، ماتت بعد ما تأكدت بأنها حققت وصيته الأخيره تكتب هي الأخرى وصيتها و اللي كانت من كلمه واحده فقط "سـامِحـوني"...
~
بقوا أجمد و محمد فقط في الحوش و الأبواب المشرعه لأستقبال الناس بعد ما دخل الجميع يصبحون لوحدهم ، رفع محمد رأسه من شعر بالسيارات يعقد حاجبيه لأنهم اعلنوا بأن العزاء انتهى
نزل من السيارة يجر بشته و خلفه حراسه بالثياب البيض يتقدمون لمحمد و أحمد اللي استقاموا من عرفوا هويته ، وقف امامهم يسلم عليهم و هو يكرر؛ أحسن الله عزاكم و عظم الله اجركم ، استمحوني جيت في وقت غلط
هز محمد رأسه بفهم؛ مسموح طال عمرك مسموح
ضلوا يناظرونه يستغربون جيه "صاحب السمو" لهم لأن مالهم علاقه معه ابدًا و لا مع اي احد من افراد العائلة ، فهم صاحب السمو من ملامحهم يردف؛ اعزيّ لجده أفضل موظفيني
عقدوا حاجبينهم بصدمه و ذهول و اكمل هو؛ بـدر بن فارس...حفيدك يا محمد
سكنت ملامح أحمد بذهول و صدمه و فز محمد يردف بذهول؛ حفيدي بدر!
هز رأسه بالإيجاب؛ اي نعم ، محلل امن سبراني في القطاع الدبلوماسي عندي...كان في القطاع العسكري قبلها
في كل جمله ينطقها كان يصدمهم و يلجمهم اكثر و اكثر و ما انتهى حديثه؛ مسافر معي لمهمه عمل...مهلتها مجهوله ، رجعت السعودية لجل اعزي لكم

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن