البارت الثاني و العشرون

1K 26 1
                                    



مسحت على ظهرها و اخذت توقف و توقفها معها؛ نور اذكري الله و اهدي!
قامت معها بطواعيه و لا زالت تبكي ، غير عالمه باللذي كان شاهد على المشهد من بدايته ما سمع ايش كان محور حديثهم او سبب انهيارها المفاجئ لكنه شافه ، نزل شماغه يبعثر شعره و تأفف يرجع ادراجه
~
انتهت ليلتهم و انتهت رحلتهم في البحرين و الفجر ستكون رجعتهم للسعودية ، تأفف ببلشه و هو يخلع شماغه و يضعه على كتفه و العقال يثبته فوق الطاقيه و رجع يثبت نظاراته اللي نزلت ، التفت للصوت الاثنوي الخافت يناديه؛ مـاجد!
سكنت ملامحه و ارتخت اكتافه و نسى مبتغاه من المجيء هنا انساه الأسود الذي ينحت معالم جسمها بشعرها المشابه للون الفستان القصير ، ابتسم بخفوت يتقدم لها؛ انتِ مُبتغاي والله!
ميلت رأسها بأستغراب و تقدم هو يقبل جبينها و لا زالت الأبتسامة على ملامحه؛ حلوه! حصنتي نفسك؟
ابتسمت بخفوت تهز رأسها بالإيجاب و سكت هو يتأملها و يتأمل ملامح وجهها ، بلعت ريقها لأنه قريب جدًا منهاما يفصلهم شيء ، رفعت رأسها من رجع ينطق؛ تدرين؟ كل مره افكر وش الشيء اللي سويته لجل ينعم علي الله بنعمه زي هذي!
شدت على كفها بتوتر و صدت بأنظارها و ابتسم هو يغير الموضوع؛ كيف كانت الليلة؟
هزت رأسها و نطقت بخفوت؛ حلوه!
عض شفته ينطق بتردد و يراقب ملامحها؛ أنبسطتي؟ اعجبك؟...يعني تراجعتي عن قرار الزواج؟
انقلبت ملامحها في ثواني للخوف و الهلع و هزت رأسها بالنفي؛ ماجد لا!
هز رأسه بالإيجاب يرجع يقبل جبينها؛ سميّ ، ماجد يقولك سميّ
رفعت نظرها له و التفتت من سمعت صوت يناديها و رجعت تناظره و ابتسم هو؛ روحي!
ابتسمت بخفوت و عادت ادراجها ، تنهد و حك مؤخره رأسه كان مُتأمل انها تغير رأيها بعد ما تشوف وعد لكن خابت آماله و لا يعرف سبب خوفها و لا يبي يضغط عليها لأنه يشوف تقدم ملحوظ فيها ، فتح جواله و هو طوال الليل ما فتحه و دخل على رسالة ريما ، عض شفته لأنه من لمحها و هي جايته كثيره عليه و زادت الصورة الأمر سوء و لأنه ماعاد يقدر يتصبر اكثر و اللي يهون عليه انها بترجع ببيته في السعودية ، تنهد و هو يسكر جواله و يهمس لنفسه؛ الله يسامحك يا ريما
~
شدت على فستانها تتأمل الغرفه و ما تنكر ان داخلها خوف ، فزت من انفتح الباب و كان هو حامل بأيده كيس أكل ، تقدم يضعه على الطاولة و شدت هي اكثر تترقب خطواته لكنه وقف امامها و نطق بجمود؛ تعشي و خذي راحتك ، رحلتنا الصباح
خرج بعدها ما يسمع ردها و يتركها واقفه و معالم الصدمه على ملامحها ، اطلقت ضحكه ساخره و رمت المسكه على الكنبه؛ مُتوقع!
خلعت فستانها بعد ما اغلقت الباب بالمفتاح و اتجهت للحمام تمسح ميكبها و تتجهز للنوم ، خرجت من الحمام من انتهت و لافه الروب على جسمها و وقعت انظارها على كيس الأكل تفتحه ، هزت رأسها بالنفي لأنها فقدت شهيتها بالرغم من انها ما اكلت شيء ، فتحت شنطتها و تحمد ربها ان أمها هي اللي وضبت الشنطه ، اخذت لها هودي يوسع عليها تكتفي به فقط ، خرجت من الغرفة و ميلت ثغرها بسخريه من شافته مستلقي على الكنبه بثوبه رامي بشته بالجهه الأخرى ، مررت نظرها بينه و بينها اشكالهم ابدًا ما تدل على انهم عرسان للتو انتهى فرحهم ، تنهدت و عادت ادراجها للغرفه تُبقيها مفتوحه و تتمدد على السرير و ضوء المصباح يُضيء الغرفه بأكملها و سرعان ما غطت في نومها
~
« السعودية ، الظهران »
ابتسم بداح و هو يسمع كلام محمد و أحمد؛ واجبنا و سويناه! و الود ودنا تكملون معنا هذا الأسبوع
ابتسم محمد يضع كفه على صدره بأمتنان؛ كثر الله خيرك! لكن والله ورانا دوامات
ابتسم بداح و تقدمت هيله لليث تسلم عليه و همست؛ لا تصير زي اخوك ، عديتها مره ما اعديها ثانيه!
ضحك يهز رأسه بالإيجاب؛ تخطبين لي انتِ ما عليك!
ابتسمت تبتعد عنه و مرر انظاره على المكان و عقد حواجبه بأستغراب؛ تولين وين؟
تلاشت ابتسامة هيله تتنهد و تنطق بحنق؛ رجعت المستشفى...
ارتخت اكتافه و سكنت ملامحه يهز رأسه بالإيجاب و ابتعد يسلم على العيال ، التفت لجبر اللي نزل للتو من سيارته و يركض له؛ تروح و ما تودعني؟ لؤي عريس و عذرناه انت وش عذرك؟
ابتسم بهدوء و تقدم يحتضنه و يشد على كتفه؛ قوي إيمانك
شعر بأكتافه ترتخي و رجع يشد عليها ، ضربه جبر يغير الموضوع؛ ترا انا الكبير هنا اهدا!
ابتسم ليث و رفع جبر كفه يمسح طرف خشمه و يمد له كيس و عقد حواجبه بأستغراب؛ من تولين...لكم كلكم...
اتسعت ابتسامة ليث و كمل جبر؛ هددتني اذا ما عطيتك انت!   ميل رأسه بأستغراب يكمل؛ و قالت اقولك ان البينك مره حلو ، ما فهمت عليها صراحه قالت انت بتفهم!
ضحك بعلو صوت و اسفهلت ملامحه؛ تكفى بوسها عني و قلها انها افضل بنت!
هز رأسه بالإيجاب؛ ابشر ، رح لا يسحبون عليك
توجه ليث بعد ما تأكد انه ودعهم جميعهم الا مي اللي كانت مع تولين
ركبوا سيارتهم جميعهم و حركت السيارات بمستوى واحد تعبر النخيل يودعهم الثعبان و يخرجون من اسوار بداح اللي يلوح لهم بالوداع ، يتوجهون لنجد العذية بعد ما انتهت رحلتهم في شرق المملكة و اهلها بعد ما انتهى اول افراحهم
~
مسكت رأسها بتعب لأن لها يومين من رجعت من الشرقيه ما تنام زين ، رفعت كفها لقصي اللي كانت بيتكلم تسكته؛ تكفى راسي مصدع لا تتكلم!
كشر مباشرة يرجع يعدل جلسته؛ من زينج اساسًا! انا الغلطان ابي اسولف وياج اونسج! و انتِ شكو كله مصدعه مصدعه!
تأففت تشد على شعرها لأن الصداع يفتك رأسها؛ مداومه اليوم من الساعة ثمان و لا رجعت الا عصر و بكره فيه عزيمة و بيجون آل ظافر مالت عليهم! حشى اف
رجف فكها لأنها شعرت انها بتبكي و كملت تنطق بحنق؛ و بدا الفاينل و ماني مستعده له!
حك قصي رأسه بورطة لأنه حاليًا ماهو عارف ايش يقول او كيف يواسيها؛ ما عليج كلها اسبوع و تخلصين
ضحكت بسخريه تستقيم و تربت على شعره؛ الله يسعدك صدق
استقام معها و اخذت شنطتها لأنها بترجع لبيتهم هي و هتان لأنه تعافى تمامًا ، التفتت لحنين اللي تتقدم لها و حامله غيد؛ بتتركوني بروحي؟ حتى نور و ألين ردو بيتهم
ابتسمت و تقدمت تسلم عليها؛ السبه عيالج!
رفعت حاجبها و دفعتها بخفه؛ عيالي؟ عيل الله يستر عليج!
ضحكت و التفتت لهتان اللي تقدم لها؛ أمي سارة تسأل عنك ، انتظرك بالسيارة
هزت رأسها بالإيجاب و اخذت خطاها لها ، اتسعت ابتسامتها من شافتها جالسة على كرسيها و بيدها مصحفها و تقرأ منه ، تقدمت لها و رفعت صوتها؛ قالوا العمر سارة!
رفعت سارة رأسها و اتسعت ابتسامتها من شافتها؛ حيّ عزيزة السُلطان!
سرعان ما تجمعت الدموع بمحاجرها و وسعت سارة انظارها؛ وش بلاك!
نزلت دموعها و جلست على ركبها تضع رأسها بحجر سارة تبكي ، مسحت سارة على رأسها بحنو؛ بسم الله عليك يا أمي انتِ
زاد بكاءها و اخذت تنطق بين شهقاتها؛ تعبت خلاص!
ضلت سارة تمسح على رأسها؛ وش يتعبك؟
رفعت رأسها تقابلها؛ كل شيء يتعب! حتى قلبي تعب؟
احتضنتها سارة؛ بسم الله على قلبك
سكنت ملامحها تتذكره لأنه اول من قال لها هذه الجمله و اول من لامس وجع قلبها ، و تذكرت انها من ايام ما حادثته و المرات اللي لمحته فيها كانت قليله جدًا و من ذهابهم للبحرين ما شافت منه محاولات في رضاها ، مسحت دموعها و استقامت من سمعت صوت سيارة هتان و قبلت رأس سارة و ابتسمت و لا زالت وجنتيها مبلله من الدموع؛ معليش تراكمات و طلعت
تنهدت سارة و همست؛ الله يصلح حالك
التفتت و اخذتها خطاها للخارج ، تصنمت خطاها و تسارعت دقات قلبها الضعيف من شافته واقف و ساكن ، ميل رأسه يشوف دموعها اللي لا زالت عالقه على وجنتيها؛ ليه الدموع؟
هو كان رايح لسارة و انقبض قلبه من شافها منهاره في حضنها و راودته جميع الأفكار السيئة حول سبب بكاءها و يعز عليه انه إلى الان ما اخذ رضاها
مسحت دموعها بخشونه و نطقت بحده؛ مفروض ما تكلمني!
تأفف بضجر لأنها ما تساعده بأنه يعتذر لها؛ قلت لك ما كنت اقصد بكلامي شيء!
هزت رأسها بالنفي و تقدمت تتجاوزه؛ الا تقصد ، حل عني الـ...
لُجمت من امسك بذراعها يوقفها امامه و ينطق بجمود؛ تعالي
وسعت انظارها و هزت رأسها بالنفي؛ تستعبط انـ...
سكتت من سحبها يمشيها معه و التفت يقلي عليها نظره و ابتسم؛ بس دقايق!
سرعان ما اصبحوا بمكانهم فوق سطح المستودع ، نفضت ذراعها من يده بعنف و استوعب هو يحك مؤخره رأسه بحرج؛ أسف...
تكتفت تناظره بطرف عين؛ عندك أشياء واجد تعتذر عليها!
تنهد يبعثر شعره و جلس ياخذ العود اللي كان موجود و يضعه بحضنه ، رفع رأسه لها يشوفها واقفه؛ مارح تجلسين؟
صدت عنه و ما ردت عليه و تنهد هو ، عدل العود و وضع انامله على اوتار و بدأ يعزف
ارتخت اكتافها لأنها تعرف هذا اللحن جيدًا و تعرف تالي الكلمات ايش راح تكون و ما خاب ضنها من بدأ يغني؛
"عيد النظر أرجوك بس عيد النظر
والله ما جيتك حبيبي أجبرك"
بدأ يشدو بصوته و رفعت هي كفها تتحسس شحكه اذنها لأنها حاليًا في لخبطه مشاعر و هو يزيد عليها هذا الشعور سوء ، اصبحت الفتره الأخيره تشعر بمشاعر تحاول تنكرها و تتجاهلها لكنه ما يساعدها ، شدت على كفها من كمل يغني؛
"أنا أعتذر إن كان باقي لي عذر
وأنا أوعدك إني أبد ما أقهرك"
وقف غناء و كمل عزف فقط لأن بقيه الأغنيه اعترافات و يعرف انه ماهو الوقت المناسب ، رفع نظره لها و ابتسم بهدوء ، انهى عزفه و زفر براحه لأنه كان يفكر مرارًا و تكرارًا كيف راح يراضيها و ايش هي الطريقه اللي ممكن ترضيها و ما كان مخطط تكوون هذه طريقته لكن من شاف دموعها و انهيارها هو ما عاده يتحمل زعلها منه اكثر من كذا و قرر انه يرتجل و يعزف لها ، ميل رأسه و نطق بتردد؛ طاح الحطب؟
تنهدت هي و التفتت تناظر بوجهه ، ما تكذب ان زعلها بدأ يختفي من مده لكن اللي زعلها مره اخرى انه وقف محاولاته و شعرت بأنه ما عاد يهمه زعلها ، و فيها شعور طفيف بأنها "اشتاقت" لوجوده حولها لأنها الفته جدًا و ألفت وجوده حولها ، بلعت ريقها تنطق بحنق؛ كلامك...زعلني!
استقام بسرعه و اخذ يتكلم بسرعه؛ ما كنت بعقلي والله! لو اني بعقلي مستحيل اقول كذا لك
ميلت ثغرها و صدت بمكابره و عض شفته هو يتنهد بقل حيله ، رجعت تناظره و همست؛ توعدني ما تزعلني بكلامك؟
اتسعت انظاره بفرحه و هز رأسه بالإيجاب؛ اقص لساني ان زعلتك!
هزت رأسها بالإيجاب و صدت لأن ابتسامته توترها و الموقف اللي هم فيه يوترها اكثر ، ميل رأسه يبتسم بهدوء؛ طاح الحطب؟
بلعت ريقها و فزت من سمعت صوت سيارة هتان و هزت رأسها؛ طاح!
اسرعت بخطواتها تنزل و تتركه ، انتظر الى اختفى قفاها و صرخ بسعاده لأنها و اخيرًا رضت عليه ، انحنى ياخذ العود و نزل و هو يدندن؛
"إيه أعشقك إن كان ما عندك خبر
واني أحبك موت وجيت أخبّرك
إنت الهوى وإنت الهنا وأغلى البشر
يا غايتي وشلون قلبي يخسرك"
~
ركبت السيارة و حرك السيارة ، كشر مباشره لأنه انتظر كثيرًا؛ ساعه! لي انتظـ...
سكت و سكنت ملامحه من لمح ملامح وجهها المحمره و مرر انظاره بين الطريق و عليها؛ كنتي تبكين؟
غطت ملامحها بكفوفها و هزت رأسها بالنفي ، سحب يدها يشوف ملامحها مره اخرى؛ تستهبلين علي!
وقف السياره يجنب على جنب و التفت لها ينطق بنبره تملأها الحنان و القلق؛ في شيء يعورك؟ نروح المستشفى؟ احد زعلك؟
رجف فكها و رجعت تتجمع الدموع بمحاجرها ، نزلت انظارها لجوالها اللي اضاء اثر وصول رساله جديده و ما ان قرأتها حتى انهمرت دموعها مره اخرى ، عقد حواجبه و شاف نظراتها للجوال و مد كفه ياخذه و يشوف محتوى الرساله ، وسع انظاره بأستغراب و هو يقرأ تذكير لعمليتها و رفع نظره لها؛ عمليه ايش؟
شهقت و اخذت تشرح له و انها ستقوم بعمليه خطيره لقلبها الضعيف ، سكت يتأمل ملامحها و في لحظه هو نزل يتوجه لبابها يفتحه و ياخذها بأحضانه و بكت اكثر من شعرت به يمسح على ظهرها ، ما تكلم و لا نطق بحرف لأن شعوره حاليًا ما يسمح له يتكلم او ينطق بشيء ، عنده رغبه في إحتواءها فقط لأنه يشعر بضياعها
~
لف بنظره لها يشوفها ساهيه و اخذ بكفها يشد عليها و يرجع نظره للطريق و رفعت نظرها له تميل رأسها و ضحك هو لأنه فهمها؛ بنوصل و تعرفين!
زمت ثغرها لأنه اخذها من داومها بحجه انه عنده مشوار لها ، نزلت انظارها لكفه اللي يحتضن كفها و خرج منها طيف ابتسامة طفيفه و رجعت تناظر الطريق ، راضيه اتم الرضا عن هذا القرار اللي اتخذته بتهور و اللي الكل انصدم منها لكنها كانت على يقين انه انسان كـ "ماجد" مارح يفرط فيها او يضيعها لإنها شافت فيه الآمان و شعرت بجانبه بالآمان اللي غادرها من سنوات من تلك الليلة ، رفعت رأسها من توقفت السيارة في حي سكني بسيط امام احدى البيوت و لفت عليه بأستغراب و اتسعت ابتسامته هو ينزل من السيارة بدون لا ينطق و يركض لجهتها لجل يفتح الباب و ياخذ بيدها ، نزلت و يدها بسده و لا زالت علامات الأستغراب على ملامحها ، تقدموا يقفون امام البيت و ابتسم يلتفت لها؛ بِيـتنا
رجف قلبه لأن وقع الكلمة عليه ماهو سهل و ان الشيء اللي هو الان فيه ايضًا ماهو سهل يده بيدها امام البيت اللي سيضمهم بقيه العمر بيكملون حياتهم فيه اثنينهم بجانب آسرته اللي شلعت قلبه و اخذته معها من اول ما وقعت انظاره على أعينها
ما كان شعورها يقل عنه لأن كل شيء يعيشه فهي تعيشه اضعاف لأن كل شعور تشعر به هو شعور جديد عليها و قد "تناسته" ، الان هي واقفه امام -بيتها- بجانب شريك عمرها اللي شافت فيه الآمان بعد التقدم الملحوظ في تصرفاتها و مشاعرها
شد على يدها يخرجها من شرودها و ميل رأسه؛ ندخل؟
بلعت ريقها تهز رأسها بالإيجاب و تقدموا يدخلونه و ابتسم هو؛ باليمين!
قدمها عليه يحاوط كفها و اليد الأخرى تحاوط خصرها و خطت بخطوتها اليمين تدخل البيت ، مررت نظرها على الحديقه اللي تتميز بوسعها و تزينها بعض الشجيرات الموزعه في المكان ، عض شفته من قوي شعوره يتأملها و يترقب رده فعلها يشوف انظارها اللي تتوزع في المكان؛ كيف؟
التفتت تناظر ابتسامته و حماسه و هي لا زالت غير مستوعبه ، اخذ بيدها يتقدمون؛ تعالي نشوفه من داخل
سحبها و دخلوا البيت و لا ترك لها فرصه تستوعبه ، اخذها في كل زاويه في البيت و كان مع كل غرفه كان يصور مشهد لها و يشاركها خياله اللي كان يراوده طوال الفتره الماضيه ، كانت اشياء تشمهلم و كان يكرر "انا و انتِ" و يتخيل مواقف ستحصل بينهم ، كانت تشوف حماسه و هو يتكلم و يشرح و سعادته
وقفوا في وسط البيت و زفر هو بعد ما انتهى من كل البيت و اخذ نفس؛ نعيش فيه انا و انتِ نكمل حياتنا مع بعض!
ابتسم يتأملها واقفه امامه ، سكنت ملامحه و ارتخت اكتافه من شعر بها تحتضنه و تحاوط ظهرها تشد عليه و تدفن وجهها بصدره ، كان دائمًا هو اللي يحضنها و تبادله كانت هذه اول مره تبادر في الحضن و ما تدري انها بهذا الفعل البسيط رجعت تحرك فيه الف شعور و شعور و كأن حضنها رد له له روحه و انعشته و للمره الثانيه تشلع قلبه و تاخذه منه ، حاوط اكتافها يبادلها الحضن و يشدها نحوه يدخلها وسط ضلوعه و كأنها ستهرب منه ، نطقت بنبره كانت ترجف و لا تعرف ايش السبب؛ مـاجد!
قبل كتفها اكثر من مره؛ عيون ماجد انتِ عيونه!
كانت ترجف من شعورها القوي اللي داهمها و لا عرفت كيف تعبر عنه الا بالحضن اللي تعتبره اول طريقه و افضل طريقه بالتعبير ، يضمها و تضمه وسط البيت اللذي سيضمهم في المستقبل
~
كانت انظاره تتبعها يشوفها تنتطي الخيل و يركض بها في الساحه الكبيره ، اخذته خطاه لها من وقفت تنزل عن ظهر الخيل؛ الفرس!
التفتت له و هي تشرب الماء و ابتسمت هي بسخريه؛ الخيل! جاي تشوف اللي بيهزمك معي؟
كانت تداعب الخيل الخاص بها و تكلمه و عطته ظهرها ، قفز من فوق السور يكون داخل الساحه و وقف امامها؛ جاي عشان اشوف متى ود الفرس يرد!
سكنت ملامحها و بلعت ريقها و كمل هو يبنطق بقهر؛ متى ودك ترفقين بي؟ اتوقع مده كافيه اللي اخذتيها بالأستخاره!
لفت تناظره و نطقت بسخريه؛ اذا كان الرجال انت باخذ باقي عمري استخير ، ينخاف منك صراحه!
رفع حاجبه و ضحك بسخريه؛ والله؟
هزت رأسها بالإيجاب و تنهد بقهر؛ يا بنت الناس افهمي ابيك و شاريك و لاني بلاعبً عليك! تعبتيني والله تعبتيني ، ما تعطيني من اسمك نصيب و تفرحيني و...
سكت من شافها تداعب الخيل و لا مهتمه لكلامه و تنهد بقل حيله؛ فرح...
التفتت و هي تكتم ضحكتها و نطقت بعبط؛ هلا؟
تأفف يصد عنها؛ لا تبتسمين...ما اقوى عليها
هو فعلًا له فوق الساعتين واقف بلا حراك يتأملها و يتأمل ضحكاتها مع الخيل و كيف تداعبه و لا يقدر يقسى عليها ، التفت من تكت على السور و هي تنطق؛ اذا فزت بالبطولة أنت...بوافق عليك! و اذا فزت انا
ميلت رأسها تكمل بعبط؛ مافي نصيب!
وسع انظاره بذهول و عدم تصديق؛ تستهبلين!
رفعت اكتافها تاخذ الخيل و هي تمشي معه؛ هذا اللي عندي
رفع كفه يشد على شعره و صرخ من ابتعدت عنه؛ تم!
~
تأففت بضجر تكمل ترسم على الأيباد تنتظر البنات ، رفعت نظرها من شعرت بأحد ياقدم للمقعد اللي هي جالسه فيه و بسرعه هي اخذت اغراضها تستقيم من المقعد ظنً منها انه بيجلس في المقعد لكن خابت ظنونها من نادها؛ سجى فيصل؟
رجفت كفوفها و اخذت نفس تحاول تتمالك نفسها و التفتت له تهز رأسها بالإيجاب و ابتسم الشخص؛ معك عِماد من كليه الفنون
رفع كفه يحك مؤخره رأسه؛ اعتذر لك مقدمًا ، لكني بالصدفه لمحتك اكثر من مره ترسمين و رسمك صراحه مُبهر و تعجبت انك في كليه الحاسب توقعت معنا في الفنون ، خلاصه الموضوع فيه مسابقه على مستوى جامعات الرياض و ودنا بك معنا ، عندك فتره تفكرين و هذا بوستر المسابقه و هذا بطاقه كليه الفنون تتواصلين مع الرقم و تعطينا ردك
مد لها البوستر و بطاقه صغيره و رمشت هي بعدم استعياب تتلعثم في كلامها؛ أنـ ا أنا؟ أ أشا أشارك؟
هز رأسها بالإيجاب و رجفت كفوفها تاخذ البوستر و ابتسم لها يتركها ، اول ما التعد عنه هي رفعت كفها تكتم صرختها و اخذت تركض تدور البنات
شافت علا و ألين و توجهت لهم مباشره ، ابتسمت علا بأستغراب؛ روقينا معك؟
نطقت بحماسه و سعاده؛ بشارك بمسابقه على مستوى الرياض! شافوا رسماتي بالصدفه و قالوا يبوني اشارك!
ضحكت ألين لأنها ما اخذت نفس في جملتها؛ خدي نفس طيب!
اخذت نفس و ضحكوا تتقدم علا تحتضنها؛ مبروك مبروك!
هزت ألين رأسها بالإيجاب؛ خديها مني حتفوزي اكيد!
كانت تبتسم بسعاده لأنها موهبه جدًا في الرسم لكن خوفها كان يمنعها من التقدم و الان الفرصه اتتها لين عندها ، التفتت يمينًا و شمالًا؛ وين نغم؟
علا؛ تختبر للحين ما خلصت
ابتسمت ألين من شافتها تتقدم لهم؛ هدا هي
وصلت لعندهم و ضربتها ألين على كتفها؛ بشري؟
زمت ثغرها تزفر؛ اطلب الستر ، حسبي الله عليهم كنت داخله و انا ضامنه الفل مارك
ربتت علا عليها؛ عوافي عوافي
ابتسمت تناظر سجى؛ فيه خبر يغير مودك
عقدت حواجبها تنظار سجى و ابتسمت؛ بشارك بمسابقه على مستوى الرياض!
صرخت نغم تمسك كفوفها؛ امانه!
هزت رأسها بالإيجاب و احتضنتها تشد عليها؛ تقفلين ملفهم كلهم!
ابتعدت عنها و التفتت لألين اللي نطقت؛ إياد حيوصلنا هو برا
تأففت نغم بضجر؛ من له خلق يقابلهم!
~
« اسبانيا ، مدريد »
رفعت هاتفها تصور القصر الملكي الكبير اماها و ترسله للبنات ، التفتت له و ميلت رأسها لأنه ساكت من وصلوا لمدريد و لا نطق بحرف ، انتبه لنظراتها له و بادلها النظرات هو الاخر
تنهدت تصد عنه و تمشي و لحقها هو يمشي بمسافه بسيطه بينهم لكنه اسرع بخطواته من شافها تسرع هي الاخرى و وقف امامها؛ قلتي تبينه!
هزت رأسها بالنفي؛ خلاص مابيه
تخطته تمشي و تنهد هو يلحقها بدون لا ينطق كلمه اخرى ، وصلوا الفندق و ركضت بسرعه قاصده غرفتها لكنه امسك بذراعها يوقف خطاها؛ وين ودك؟
رفعت انظارها له و ميلت رأسها تنطق بأول مكان يخطر ببالها و ابعد مكان و نطقت بسخريه؛ سيدني!
رمش لثواني معدوده و فلت ذراعها يهز رأسه بالإيجاب و خرج من الغرفه يتركها وحدها ، عضت شفتها بقهر ترمي اقرب شيء لها على الباب؛ مستفز!
~
اخذت تتمايل و بيدها الفير تفير شعر ريم و يدندنون سوا؛
"أصفق جناحي في هواك
مشتاق لك ميت عليك
القلب من حرقة غلاك
وده بلا موعد يجيك"
دخلت عليهم عهد تضحك و وراها ريما اللي عقدت حواجبها؛ ليش كذا جوكم
رفعت نغم حاجبها تمرر نظرها؛ وش تبين اجل؟
ابتسمت و اخذت خصله من شعرها تلفها حول اصبعها؛ ابي شي يرقص الصراحه
تمايلت بخصرها و اخذت ريم الجوال؛ تم!
سرعان من انتشر صوت راشد الماجد و الحان فيصل الراشد ، ضحك ريما و اخذت تتمايل و ترقص و شاركتها عهد في الرقص و اخذوا يرقصون و يغنون بسعاده؛
"هلي لا تحرموني منه هلي لا تبعدوني عنه
مثل ماهو قطعه مني انا تراني قطعه منه
تحبه ، اموت اذوب ادوخ والله وميت فيه
تحبه ، وعقلي وقلبي وروحي يا علني ما ابكيه"
دخلوا فرح و شروق سرعان ما شاركوهم ، صفرت نغم من شافت عهد؛ عاشت زوجة اخوي!
غمزت لها عهد و ضحكت ، صرخت ريم بخوف؛ بنت الناس شعري لا يحترق!
ضحكت نغم ترجع تركز ، رفعوا البنات صوتهم يغنون بطبقه اعلى؛
"حشى ما كنت له جاحد ولا حب من طرف واحد
شكيت لراشد الماجد بسبايبكم هلي غنى
تحبه ، اموت اذوب ادوخ والله وميت فيه
تحبه ، وعقلي وقلبي وروحي يا علني ما ابكيه"
دخلت ليلى و وراها تهاني اللي تنهدت بقل حيله و ضحكت ليلى؛ لسه ما طلع اللي براسهم!
~
فتحت أعينها ببطىء و تكورت على نفسها تشد عليها اللحاف من شعرت بالبرد رغم ان التكييف كان مغلق اخذت جوالها تفتحه و تشوف الساعه و رسائل البنات بأنها تأخرت و رجعت تغلقه ، انعزلت عنهم و اكتفت بنفسها من تلك الليلة اللي عرفت بأن جنيع مشاعرها و حزنها كان -كذبه- ، تشعر بالخذلان و الاستغفال بأنها طوال الثمان سنين الماضيه كانت حزينه على شخص اعتقدت بأنه فارق الحياه امام عيناها لكن تكتشف الان بأنه حي يرزق و كون عائلة مع غيرها ، حب طفولتها و مراهقتها العفيف اللي بنت معه احلام و مستقبل لكنها هُدمت من لحظه من رأته يحترق داخل سيارته امام بيت جدها محمد بعد ما اتى لجل يخطبها للمره الثانيه و تم رفضه مره اخرى و منذ تلك الحادثه هي ما خطت خطاها بجانب ذالك البيت و الشارع ، صبت جُل غضبها على جدها و ابوها و لامتهم على موته "كما تعتقد" و جفت علاقتها معهم و الان هي نادمه اشد الندم بعد ما ضيعت ثمان سنوات لأجل شخص لا يستحق ، بعد ما كانت مفضله جدها و اول حفيداته الإناث و اول فرحه لوالدها هدمت كل هذا بنفسها لأجل شخص كانت تكن له مشاعر
شعرت بالباب يفتح لكنها ما التفت و شعرت بالشخص اللذي دخل تسمع صوت الثوب و تأففت؛ إياد أُخرج ماني فايقه لأحد
شعرت بالشخص يجلس على سريرها و التفتت ترتخي ملامحها من كان ابوها يشاركها الجلوس ، عدلت جلستها و نزلت انظارها لكفوفها اللي اصبحت ترتجف ، تنهد هو ينزل انظاره لكفوفه هو الاخر؛ قالت لي امك انك للحين نايمه قلت اشوفك...
بلعت ريقها بتوتر من الوضع و صدت ، ابتسم هو يلعب بأصابع كفه؛ في يوم كنتي قد هالكف و كنت اعرف وش سبب بكاك بسبب نبرته و اسعدك لجل ما تنزل دموعك!
لف بنظره لها و رجع يتنهد؛ كبرتي و ماعد عندي علم بحزنك و لا لي قدره اوقف نزول دموعك
شدت على اللحاف من شعرت بحراره الدموع في محاجرها و كمل هو؛ قبل ثمان سنوات...
توسعت حدقتها لأنه و لأول مره منذ ثمان سنوات يفاتحها بهذا الموضوع اللي بسببه تباعدوا؛ قبل ثمان كنتي بنتي و حبيبتي و رفيقه روحي و اول فرحه و نُوري و انا كنت بطلك و سندك و ظهرك و ابوك و ألمع في ناظرك ، و لا زلتي بنتي و حبيبتي و رفيقه روحي و اول فرحه و نُوري و لا زلت بطلك و سندك و ظهرك و ابوك...لكن ماعدت ألمع في ناظرك!
رجف فكها تنزل دموعها بغزاره و كمل هو يبكها اكثر؛ قبل ما كان عندي مشكله معه و كنت انصاع لأوامر جدي لكن الحين امقته و اكرهه كُره لأنه ترك نور نظراتك لي تختفي!
شد على قبضته يتنحنح لأنه يشعر بالحنق؛ بكذب لو اقولك اني كنت اعرف عنه شيء كانت تنر لحظات انسى وجوده ، لما جا و خطبك للمره الأولى انا انصدمت اولًا لأنك كنتي صغيره بالعمر و ثانيًا ما بينا هذيك العلاقه ، جدك محمد ما عجبه لأن عمه كان مبارك و كنا نعرف بعض افعال مبارك القذره لكننا كنا بنوافق عليه لولا جدك سعد اللي رفض رفض قاطع و ما كنا نعرف السبب و لا كان له نيه يخبرنا
التفت لها يشوف دموعها اللي تنزل و تنهد؛ تبين تعرفين ليه رفضه؟
هزت رأسها بالإيجاب بلا وعي و كمل هو؛ المره الأولى رفضه لأنه كان عارف ان مبارك بيسغل هذا القرب لنفسه و لما تم رفضه عرف مبارك انه راح يخطبك و جبره يخطب مره ثانيه رغم ان خاطره عاف
هزت رأسها بالنفي من جمله ابوها الاخيره لكنه عارضها يهز رأسها بالإيجاب؛ الرجال عاف لأن عنده عزه نفس و ما كان بيرجع يخطب لأنه عارف انه بينرفض مره ثانيه ، لما خرج من بيت جدك و ركب سيارته مبارك ولع فيها و...
سكت من شاف شكلها و ملامحها المخطوفه و سكت يتنهد؛ من ذاك الوقت رميتي اللوم علي و على جدك و لا عاد زاد كلمتينا ، و ياما حاولت طوال السنين اجي و ابرر لك و تصديني و اطلب رضاك تصديني كان بمقدرتي اطلق امك من سنين ، لكني عارف انها بترجع الحجاز و بترجعين معها تهربين مني
رفعت كفها تغطي ثغرها لجل ما تهرب منها شهقاتها ، نزل انظاره لكفوفه و استقام يلتفت لها؛ المرض بدا يلعب فيني و لا اضمن دنياي ، ترفقي بي لا تصيرين مع الدنيا علي!
خرج بعدها بسرعه و انفجرت هي بالبكاء تبكي و تشاهق لأنها ما تتحمل اي شيء لأن كل شيء قرر يكون ضدها في وقت واحد و لا يعطيها وقت تستوعبه ، في لحظه تذكرت كلام نغم وقت اعتذرت لها
~
استغلت وجودها لوحدها و تقدمت لها تناديها؛ نغم...
التفتت تشوفها واقفه و بلعت هي ريقها بتوتر؛ اجلس عادي؟
هزت رأسها بالإيجاب و جلست بجانبها ، حلت لحظات صمت معدوده كسرتها هي؛ اسفه!
التفتت نغم تناظرها و كملت؛ اسفه مره قلت كلامي بدون لا افكر فيه و قلته بسبب مشاعر قديمه
ميلت رأسها بأستغراب؛ مشاعر قديمه؟
هزت رأسها بالإيجاب و التسمت بآلم؛ كان لبدر ولد خال اسمه جسار كان دايم يجي بيتهم لما كنا اطفال كنت دايم اشوف منه الاهتمام و الود ، و لا اعرف ميف تطور الوضع و حبيته و حبني! كان عمري وقتها ١٥ لما اعترف لي و قال انه بس اصير ١٨ بيجي و يخطبني من ابوي و جدي...

حقكم عليي ✋🏻✋🏻

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن