البارت الرابع عشر

1.5K 42 3
                                    


رفعت معصمها تشوف الساعه اللي تُشير لمنتصف الليل و تنهدت تتكي بيدها و تتأمل القمر ، كانت تحاول تتناساه و هي اخر مره شافته يوم الحادث في المستشفى ، اخبرتها عُلا باللي حصل قبل أسبوع في قصر سعد من غضبه و انهيار تهاني و عرفت انه هو الاخر كان يعاني من مبارك ، ميلت ثغرها تفكر بحقيقه انه "خاله" ما توقعت هذا الشي ابدًا و لا فكرت فيه حتى و ما تنكر انها كانت صدمه لها و كبيره ، تنهدت و همست لنفسها؛ وينه...
وسعت انظارها بذهول من وعت على نفسها و على ما خرج من ثغرها و ضحكت بذهول؛ نغمة! شعليك منه الحين يروح وين ما يبي
فزت من شعرت بأحد وراها ينطق؛ من؟
التفتت و وسعت انظارها بذهول من شافته؛ بَـدر!
ابتسم من نطقت بأسمه و تقدم يتكي على النافذه بجانبها؛ من اللي يروح وين ما يبي؟
بلعت ريقها بتوتر و رفعت يدها تتحسس شحمه اذنها؛ من؟ و لا احد
ميل ثغره بعدم اقتناع و شتت نظره للقمر؛ من ما كان ، بقلعته
عضت شفتها تحاول تمنع ضحكتها لكن ما قدرت تطلق العنان لضحكتها تبان منها غمازتيها ، اتسعت ابتسامته و رفع حاجبه؛ وش؟
هزت رأسها بالنفي و هي تضحك و اخذ هو يتأمل ضحكتها و غمازاتها المحفوره و ضحك من ضحكتها ، وقفت تضحك من سمعت ضحكته و شتت نظرها للقمر و ابتسمت بهدوء؛ مونمان يعني؟
عقد حواجبه بأستغراب و كملت هي؛ رجل القمر ، ما تجيني الا وقت القمر يبان! زي باتمان يطلع في الليل انت تطلع مع القمر ، مونمان!
ابتسم و هز رأسه بالإيجاب؛ مونمان ، اصير مونمان!
ابتسمت و صدت تتأمل القمر بينما هو ضل يتأملها و سكنت ملامحه يشوف ملامحها -المُتعبة- اللي مهما حاولت تخفيها لكنها واضحه وضوح الشمس ، ميل رأسه يستند على كفه يفكر كيف قدرت تتحمل اللي حصل بحياتها كله و بسبب مبارك ، يعز عليه انها عاشت هذا كله بسبب مبارك و حاليًا يعض العشر ليش ما وقف بوجهه من زمان ممكن ما كان عاشت هذا كلها و الان هي مع هتان او حتى تحت جناح ابوها و حضن امها ، وقفت بجنبه في لندن و اخذت و عطت منه لأنها شعرت بالأمان و الألفه لانها كانت تعيش في الغربه وحدها تصارع مرضها وحدها من جهه و مبارك يهددها من جهه ، لكنه بينتقم له و لها و لحياتهم سويًا اللي راحت تحت أيادي مبارك ، نطق ينادي أسمها بصوت ثقيل و التفتت له بأبتسامتها المتعبه؛ هلا؟
ابتسم بهدوء و تعب و ميل رأسه؛ كيف قدر؟ ما شاف ابتسامتك و تاب!
سكنت ملامحها و ارتخت اكتافها تتأمله و تتأمل هدودءه؛ اسف
عقدت حواجبها بأستغراب من اعتذاره و كمل؛ اسف لكل سوايا مبارك فيك ، اسف لقلبك اللي تعب بسببه ، اسف لابتسامتك الحلوه اللي عاشت كل هذا!
رجفت مُقله عِينيها تشوف هدوءه و ثقل صوته و هو يتكلم و يعتذر عن شيء هو كان ضحيته أيضًا و من ذكر تعب قلبها هي عرفت انه يعرف ، استقام يعدل وقوفه يصبح امامها و رفعت رأسها تركز انظارها بأنظاره تترك العيون تحكي اشياء ما تخرج من المنطوق من صعوبه وصفها تنطق أشياء لا تعرف تحكيها الا مُقله العين يتركز سواد عيونه في بُندقية عيناها في القمرآ اللي ينور لهم الممر المُظلم ما يُشع فيه الا انظارهما اللي تحكي لبعض تحكي لبعضها آلام و جروح ما انبرت و لا راح تنبري ، يحكي السواد جروح و ندوب ظهره و رُوحه و مراهقته البائسة و يحكي البُني تعب قلبه و تلف اعصابه و سوء طفولته و خوفه و انعدام الآمان في عشرين حياته تحكي و تشكي لبعضها و لا حست الا بدمعه وحيده تسيل على وجنتها و تحرقها و تحرق روحها و تحرقه معها و عض شفته من لمح دمعتها يرفع كفه على صدره يحكي بعد ما انتهت عيونه من الحكي؛ نذر علي ، نذر علي يا نغم ان اندمه على كل شيء ، ان اخليه يندم انه قرب لك و اذاك ، اندمه على كل لحظه تعب فيها قلبك و تعبتي معه ، اندمه على كل دمعه نزلت حزن على يُتمك اندمه على كل احظه شعرتي فيها بعدم الآمان اندمه على كل دمعه جرحت خدك! و الله يشـهد عـليّ و القـمرآ تشهـد علـيّ!
تنهدت ، خرجت منها تنهيده راحه و آمان تنهيده خرجت معها كل مخاوفها تنهيده تدل على تسلميه كل الثقه ، تشعر و كأن كلامه يطبطب على قلبها المتعب و تخفف شده اعصابها التالفه ، يحلف لها و ينذر تحت ضوء القمـرآ يثبت لها انه -ولـد القـمرآ- بحق و حقيق ، ابتسمت و لا كان منها غير الأبتسامه ابتسامه تثبت لها انها تثق فيه و تثق بأنه راح تكون افعال و ليست مجرد اقوال فقط ابتسامه تغنيها عن كل الحروف في العالم ابتسامه تشرح شي لم تشرحهه الكلمات و لا الجُمل ، و في هذه اللحظه دق قلبها عزف لم تعهده يعزف نغمة غريبة لكنها لطيفة ، نغمة مرت تدق قلبها تجعله ينبض بمعزوفة لذيذة لطيفة خفيفة ، معزوفه يُعاش داخلها و لا تنقطع و لا يمل و يكل عازفها ، معزوفه داخلها احساس و شعور و ابتسامات و نظرات و مواقف و آمـان و وجد ، معزوفه لا تُعزف بالأقوال فقط تُعزف بالأفعال ، مَعزُوفه يكون فيها أحترام و اهتمام و مراعاه ، معزوفه لا يعزفها كل الناس لا يعزفها الا العازف اللي يعيشها و يسكنها من صميم قلبه العازف المُخلص الذي لا يخون صاحب الأفعال العازف اللي مستعد يبيع الدنيا و ما فيها لعازفـه العازف اللي له الجراءه يكون المايسترو الخاص بالمعزوفه ، اعذب المعازف و ارقها و احلاها على القلب اذا كانت من العازف الصحيح العازف اللي يستطيع عزفها ، مَـعزُوفـه الحُـب...
~
فتح أعينه ببطئ و كشر من النور الساطع اللي قابله ، مرر نظره على المكان اللي هو فيه ما يعرفه و لا يذكر انه كان هنا من قبل ، و كأنه في غرفه يكسوها البياض خاليه من الآثاث فقط البياض ، عقد حواجبه من اجتاحه صُداع قوي المه جدًا يصرخ من ما قدر يتحمل الالم و مسك شعره يشد عليه
"هتّـان"
هدأ و فلت شعره و التفت للصوت اللي ناداه ، الصوت اللي اشتاق يسمعه الصوت اللي ما كان يسمع غيره ، ارتخت اكتافه من شافه جالس على مقعد بُني و كان هو الشيء الوحيد الملون غير الأبيض؛ أبـويّ...
أبتسم عـلي بهدوء و آشر على المقعد ينده له بالمجيء ، بدأ يمشي خطوات مُتثاقله و يتأمل أبوه ، أبوه اللي اشتاق يجلس بجانبه اشتاق يروح له منحني الراس و يرفع راسه و يشد على اكتافه يبين له انه مو وحده ، لكنه الان وحده يشوف طيف ابوه يناديه للجلوس بجانبه ، ضل يمشي و يمشي لكنه عجز يوصل له و بدأت حطواته تسرع إلى انا بدأ يركض و يركض و يصرخ؛ أبـويّ أبوي
ضل يناديه و يركض يبي يوصل له ، ابتسم من قرب يوصل له لكن تلاشت ابتسامته من مرت سياره مسرعه تصدم ابوه تتركه يختفي؛ أبـويّ!
فز و التفت وراه و شافه واقف؛ لبيه؟
تنفس براحه و ابتسم يحتضنه و ارتخت اكتافه من بادله الحضن و بدأ يشعر بحراره الدموع تسيل على وجنتيه ، و تعالت شهقاته من شعر به يمسح على ظهره و يطبطب عليه ، ما نطق بشيء لكنه ضل يبكي و ينوح
وهّـم ، داخل هذا الوهّم الذي صنعه دماغه مواساه لحاله و لفقده ، للجزء الفارغ في قلبه يملأه و لو كان وهّـمًا ، في عالم ليس حقيقًا يعيش فقده و يفرغ حزنه فيه يعالج حزنه به ، عالم يعيش داخله وحده مع أوهامه يطبطبون عليه و يواسونه و يداوونه
ليس الوهم عكسً للواقع بل هو عالم لا يدخله الكثير ، يُصبح واقع لمن يرغب و يجعلهم يعيشون فيه ، و غالبًا يكون هذا الوهّم ارحم من الواقع المرير ففي الوهم تستطيع طرد كل ما يؤلمك و يضايقك و تدخل كل ما تحب ، و كل من فقدت تُقابلهم بالصورة التي تُحبها أنت الصورة اللتي تستطيع الشعور بك
يَتوهّم ، أُوّهم ، تَتوهم ، تُوهم ، إيهّام ، أوهّام ، مَوهّوم ، وهّمي ، واهِم
جميعها مُصطلحات تُدخلك هذا العالم و جميعها مُهمشه من الناس و يطلقونها على الشخص -الغير عاقل- بنظرهم لكنه عاقل فقط يهرب من واقعهم القذر عديم الرحمه و الرأفه
بلع ريقه ينطق أخيرًا يشكي لسنده و فقيده؛ تعـبت ، تعبت أبوي تعبت ، ما عاد فيني حيل ، هديت حيلي برحيلك
مسح الوهّـم على ظهره يبتعد عنه يقابل وجهه و أبتسم؛ تعبت ، لكنك قـويّ قوي ، قوي ما يهدك الا الثقيل و اللي يتعبك؟ مجرد عثرات تتعداها بالساهل
ضيق مدى نظره من بدت تتجمع حوله أطياف خلف أبوه و بدأ يشعر بآلم في رجله اليُسرى و كمل يستمع له؛ هتّـان ، لا بغيت ترعد و تبرق و تعصف و لا حنيت تنزل تروي الواحد و تشبع عطشه و تنزل مواساه له ، و لو ما فاني العمر؟ كان قلت لهم أنا أبـو الهتّـان ، و تذكر تذكر كلامي لك!
رجع ينهش عقله الصداع و بدأت الأوهـام تسحب وهّـم أبوه و بدأ جسمه كله يألمه؛ أبـويّ ، جسمي يعورني
ابتسم الوهم و هز رأسه؛ بتصحى ، بتصحى و تضـحك و تعلـم زمانك من أنت و من وين جيت!
في لحظه اختفت الأوهـام و حل السواد على المكان و جسده ينهشه من آلم و اغمض عيونه بآلم
فـز يـشهق تجحظ عينـاه ، على صدره و هبط و مرر نظره على الغرفه و على جهاز التنفس اللي على وجهه و الاجهزه الكثيره من حوله و رجله اليسرى الملفوفه بشاش ، هداء تنفسه و كأنه بدأ يستوعب ما حصل و تذكر اخر شيء شافه و اللي كانت صدمه السائق لما التف بالسياره يقابله ، و أبتسم ، أبتسم تحت الجهاز اللي يغطي وجهه ، يبتسم للدنيا اللي مهما حاولت تقهره و تعصف فيه لكنه لا زال يقابلها
دخلت الممرضه تشيك عليه و شهقت من شافته مُستيقض يناظر بالسقف يبتسم و خرجت تنادي الدكتور؛ صحى صحى!
~
رفعت كفها تمسح دموعها من الضحك؛ بدر خلاص!
ابتسم و هز رأسه بالإيجاب؛ خلاص خلاص
ضل وقته كله يحاول يضحكها و يرسم البسمه على وجهها ، التفت لها من تذكر الشيء اللي بجيبه و اخرج جوالها يمده لها و وسعت انظارها؛ جوالي! كيف جبته!
ابتسم بغرور ينطق؛ لو ناسيه مستشفى أبوي!
رفعت حاجبها بسخريه و هزت رأسها بقل حيله و فتحت جوالها؛ حسبت انكسر!
هز راسه بالنفي؛ لقوه المستشفى و حطوه عند الاستقبال و شفته عرفت انه لـ...
رمش بعدم استيعاب من مدت له الجوال و ميل رأسه بأستغراب و نطقت؛ شفه ، فيديو الحادث
وسع انظاره بذهول؛ عندك!
هزت رأسها بالإيجاب و اخذه من يدها و فتح المقطع ، رجفت من سمعت اصوات السيارت و وسع انظاره يضحك بذهول؛ اخوك مب صاحي! اثره راعي البلا!
كانت بترد لولا انها لمحت الدكاتره يتوجهون لغرفه هتان و انقبض قلبها؛ هتّـان!
ركضت و التفت هو يركض خلفها و يناديها ، منعتها الممرضه من الدخول و عقدت حواجبها بغضب و تجمعت الدموع بأعينها؛ ابي اشوف أخوي!
مسك ذراعها يلفها نجوه يهمس؛ بيكون بخير!
رجف فكها تنزل دموعها بهدوء و نطقت الممرضه؛ المريض صحى ، الدكتور يفحصه
وسعت انظارها و رجف فكها ما تستوعب اللي قالته و ابتسم بدر بذهول؛ صحى؟ هتان صحى؟
ابتسمت الممرضه بهدوء و هزت رأسها بالإيجاب تأكد كلامه ، خلل كفوفه بشعره يضحك بذهول و سعاده و التفت لنغم؛ نغم!
كانت على حالها ساكنه ما تستوعب و فزت على ندائه تستوعب تلتفت عليه؛ صحى؟ هتان صحى بدر؟
هز رأسه بالإيجاب يضحك و بكت هي ، بكت و لأول مره منذ أيام تبكي فرح و سعاده و عجزت دموعها توقف لكنها كانت بارده على وجنتيها هذه المره ، تقدمت له تمسك كفوفه بلا شعور و تهزها؛ هتان صحى بدر! بدر هتان ما مات!
عض شفته يهز رأسه بالإيجاب و يشد على كفوفها بلا شعور ، ضحكت بسعاده و دموعها تنهمر و ضحك؛ ليش البكي؟
رفعت كتوفها بعدم معرفه ، و استوعبت و استوعب هو تترك كفوفه بهدوء و تشتت نظرها عنه و عض شفته هو يهمس لنفسه؛ يسعد لي دينك يا هتان!
رفعت كفها تتحسس شحمه اذنها و اكتست ملامحها بالحمره اثر الأحراج و اخذت تهمس لنفسها؛ نغمة يا قليلة الادب!
فزت من خرج الدكتور من الغرفه و ابتسم بهدوء من شافها و ابتعد عن الباب ما ينطق بشيء يتركها تدخل ، اتسعت ابتسامتها و اسرعت بخطواتها تدخل للداخل و شافته ، شافته مفتح انظاره و يبتسم و كم اشتاقت لبسمته؛ هتّـان!
نطقت و لا زالت دموعها تنهمر و اندفعت نحوه تحتضنه و زاد بُكاءها من حست به يشد على حضنها ، كم تتوقت لهذا الحضن اللي يبرد على قلبها و يريحها ، الحضن الأحب لقلبها تحت جناح اخوها و سندها و عائلتها الوحيده ، حضن هتّـانها الحنون اللي تهرب له في كل ضيق ، كانت تبكي و تعاتبه و تشعر به يقبل رأسها و تدفن نفسها بصدره أكثر
ابتسم بدر يتأملها من طرف الباب و يتأمل سعادتها ، التفت للممرض اللي يكلمه؛ بدر طال عمرك ابوك ما يرد على جواله ، تناديه لنا؟
هز رأسها بالإيجاب و توجه يخرج من المستشفى ، وقف امام القصر و ترجل من سيارته يبتسم بهدوء ، دخل يقابلهم جميعهم مستيقضين لجل صلاه الفجر و عقد فارس حواجبه؛ وين كنت؟
اخذ يلعب بجوال نغم بيده و يبتسم؛ في المستشفى ، اعطوني جوال نغم اللي فيه فيديو الحادث
سكنت ملامحهم و امقبضت لكن هو ابتسم من جديد؛ عندي لكم خبر
التفوا له سركزون معه ينتظرونه ينطق و نطق بهدوء؛ هتان صحى!
~
ابتسم يشوفهم متجمعين و ملتفين حوله و يبتسمون و ينطقون بكلام لكنه ما يسمعهم و لا يشاركهم الحديث ، صحى لقى نفسه ما يقدر ينطق بسبب تيبس العضله عنده و لفتره مؤقته مايقدر يسمع و كانت هذه كلها نتائج الحادث ، كانوا يكتبون كلامهم على الجوال و يقراه و الى الان كانت كلها عِتاب على حركته المتهوره ، عض أمجد شفته يعيد الفيديو حق الحادث و اخذ يكتب لهتان ،"والله انك ساطي يا شيخ!" ، ابتسم هتان له و انقبضت ملامحه الم من حرك فكه و فز فالح يضرب أمجد؛ خل الولد!
حك أمجد مكان الضربه و كشر؛ امدحه شفيك علي!
رفع فالح حاجبه من قرا كلام أمجد؛ ساطي؟ تبي اوريك من الساطي؟
ابتسم بورطه و هز رأسه بالنفي؛ شدعوه ابو محمد!
هز فالح رأسه بوعيد و عض أمجد شفته ، رفع هتان يده يأشر لهم و فزوا جميع له و ابتسم هو ينسى اللي كان وده به ، مد له ليث الجوال و اخذ يكتب ، "نادوا لي خالي فارس" ، شهق نواف من قرا و تقدم له فايز؛ يعورك شيء؟
سعد؛ تبي نطلع أمجد من عندك ازعجك؟
هز أمجد رأسه بالإيجاب؛ ودك اطلع؟
ما كان يسمعهم و لا يعرف ايش يقولون لكن ملامحهم تتركه يبتسم غصب ، ضحك عبدالله يمسح على ملامحه؛ ما يسمعكم طيب! ليث رح ناد عمك
استقام ليث يخرج من الغرفه ، ميل ثغره ما يعرف وين يلاقي فارس او حتى مكتبه ، رفع حواجبه من لمح ريما تمشي و توجه لها يناديها؛ رِيّما
عرفت من يناديها بدون لا تلتفت لأنه الوحيد اللي يناديها بهذه الطريقه يشد على الياء بغلضه عكس رقتها ، التفتت له تشوفه يتجه لها و ميلت ثغرها؛ هلا؟
بلع ريقه و غمض عيون يستغفر من طريقه نطقها؛ احكي زين ، وين ابوك؟
رفعت حاجبها و نطقت بحده ؛ مالك شغل بحكيي ، ماعرف!
زفر بسخريه و صد عنها يمشي من لمح احدى الممرضات ينطق بلغتهم؛ اين الدكتور فـ...
قاطعته تمسك ذراعه و تجره وراها؛ بابا هناك يا غبي!
بلل شفايفه يحاول يخفي ابتسامته ، سحب ذراعه من يدها؛ كسرتيها!
ابتسمت بسخريه و ضحكت؛ افضل لك صدقني!
كان بيرد عليها لولا التفاتها تبتسم و تنطق بغنج؛ بابا!
ابتسم فارس يتقدم لهم و اخذها لحضنه يقبل رأسها؛ لبيه يا بابا؟
اتسعت ابتسامته تميل رأسها على كتفه؛ لِيّث كان يدور عليك!
نزل انظاره للأرض يخفي طيف ابتسامته من حاولت تنطق اسمه بنفس طريقه نطقه لأسمها لكنها عجزت تغلبها رقتها و نعومه صوتها و ابتسم من لمح كعبها العالي ، استوعب على نفسه من سأله فارس عن مبتغاه؛ هتان يبيك عمي
سكنت ملامح فارس و ميل شفايفه؛ عسى ماشر؟ يوجعه شيء؟
رفع اكتافه بعدم معرفه و هز رأسه يمشي معه ، ميلت تشوف قفا ابوها و قفاه و بلا شعور لقت نفسها ترفع جوالها تصورهم و اخذت تتوجه للبنات ، ابتسمت من لمحت نغم تتوجه لها؛ كيف حال الحلوه؟
ابتسمت نغم تحتضنها؛ بأفضل ما يكون
شدت عليها و اخذت تهمس بخبث؛ سالفه انه راح المستشفى بالصدفه ما تمشي علي!
جمد وجهها و اخذت تضحك بورطه؛ من قصدك؟
ابتعدت عنها تغمز لها؛ ولد القمرآ
رجف جسدها من ذكرت اسمه و بلعت ريقها؛ يبي يعطيني جوالي بس!
هزت رأسها بعدم اقتناع؛ بحاول اصدق
رفعت كفها تتحسس جبينها؛ بروح اشوف هتان!
ابتعدت عنها تسرع بخطواتها تتجه لغرفه هتان ، عقدت حواجبها من شافت سعد واقف امام الباب و امامه ريم؛ قلت أبعد تراه أخوي!
ميل شفايفه يهز رأسه بالنفي؛ و انا قلت لا!
وسعت انظارها بذهول منه؛ نعم!
شتت انظاره عنها يبلع ريقه و رجع يناظرها يهمس؛ العيال داخل...
عقدت حواجبها بأستغراب؛ و اذا؟
ركز انظاره على أعينها و توترت من نظراته تستقيم بوقفتها؛ ما يصير تكونين حولهم!
رفعت حاجبها و نطقت بسخريه؛ بس يصير اكون حولك يعني؟
هز رأسه بالإيجاب يبتسم؛ بس أنا!
سكنت ملامحها و ارتخت اكتافها ما توقعت رده ابدًا و ألجمها ، اخذت تتأمل أبتسامته الهادئة اللي ما تفارق وجهه ابدًا ، هي لاحظته بشوش و مبتسم أغلب الوقت يأخذ من أسمه نصيب -سعـد- و سمعت جدتها تناديه "يُمن الدنيا" بمعنى البركة و السهولة و السعادة تخصه بأنه السعادة في هذه الدنيا ، ما تكذب لو في الأيام الفائته انجذبت لشخصيته لأنها كانت تقابله كثيرًا بحكم تصادف اوقات دوامهم و حواراتهم القصيرة ، صدت تحاول تخفي ابتسامتها و ربكتها تعض شفتها
عضت نغم على شفتها تذوب مكانها من "حلاوتهم" ، ما كانت تسمعهم لكن ابتسامة ريم الخجله جعلتها تتوقع محور الحديث و تقدمت لهم تبتسم لسعد؛ ايش تسوي؟
ابتسم سعد يهز رأسه بالنفي ، مررت انظارها بينه و بين ريم ترفع حاجبها ، بلعت ريقها ريم تنسحب من المكان من حست بحراره تسري الى وجهها؛ بروح للبنات
ذهبت تسرع بخطواتها و ابتسم يتأمل قفاها ، وسعت انظارها تضرب ذراعه؛ سعد!
لف لها يضحك و يمسح على مكان ضربتها و عضت شفتها؛ تكفى لا تخليني ابني احلام مارح تتحقق!
ضحك و ميل رأسه بعبط؛ ابني ابني ، و ساعديني في تحقيقها!
غمز نهايه كلامه و صرخت هي ما تصدقه؛ سعد من جدك!
غطى ثغرها بكفه قبل تصرخ مره اخرى و هز رأسه بالإيجاب؛ ليش مو حلو رِيـم السَعد؟
صرخت صرخه مكتومه من ورا كفه و ابعدت كفه؛ يموّت تستهبل! مره مره سعد!
فز من خرج فايز من الغرفه يعقد حواجبه؛ ساعه تجيب مويه!
~
تنهد يشوف الاستدعاء اللي تخبره بأنه بيروح للحد الجنوبي في الفتره القادمة و ما يعرف متى بتكون رجعته او حتى بيكون فيه رجعه ، ما يبي يتركها وحدها و لا يقوى على فراقها و ما يقدر يتحمله صارت جزء في حياته مهم ما يقدر يستغني عنه و لو يختصر الكلام هي صارت كل حياته؛ اعرف انك وراي!
ضحكت من كانت وراه و نيتها تخوفه لكنه شعر بها ورائه؛ غش يا عقيد!
ابتسم يدخلها تحت جناحه يقبل رأسها يطول بقبلته بطريقه استغربتها هي؛ محمد؟
ابتعد يميل رأسه يهمس؛ لبيه؟
ابتعدت عنه تمرر نظرها على ملامحه تتأكد منها و عقدت حواجبها بقلق؛ فيك شيء؟
ابتسم من قلقها و اخذ يحتضن كفوفها بكفوفه يرفعها له و يقبلها؛ فيني أنتِ ، أنتِ بلاي!
ميلت رأسها بعدم اقتناع و همس تشد على كفوفه؛ تعبان؟ ودك نرجع البيت ترتاح؟
اقترب منها يحاوط كتوفها و هز رأسه؛ اذا برتاح بحضنك فتم!
ضحك من خجلت تضرب صدره؛ قليل ادب!
قبل رأسها يتوجه لأبوه يبي يبلغه انه بيرجع ، سكنت خطاه من شاف ابوه مقابله جده محمد و تأمل ملامحهم و عرف انهم عرفوا بأمر الأستدعاء ، ميلت رأسها من شافت سكونه و نظراته الجامده اتجاه ابوه و جده و همهمت من ناداها بأسمها؛ تروحين للبنات شوي؟
تأملته لثواني و هزت رأسها بالإيجاب؛ انتبه لنفسك
اغلقت اعينها من قبل جبينها و لا تدري هذي المره الكم و ابتعدت تتوجه للبنات ، تقدم لأبوه و جده و ارتخت اكتافه من شاف تعقيده حواجب ابوه و عبوسه؛ بتروح؟
قبل يرد هو رد جده ينطق بجمود؛ يروح ، ماهي لعب العسكرية
عض فالح شفته يناظر ابوه يهمس؛ أبوي...
مهما ظهر بالشخصيه الجلفه العصبيه ما يقدر يقسى قلبه على عياله و يلين عليهم جدًا ، هز محمد رأسه بالنفي؛ أبوي انا ابي ، بروح للحد بعد اسبوعين
~
اخذ يمسح على شعر اخته النائمة على طرف السرير الأبيض ، مر اسبوع على صحوته و من وقتها ما فارقته ابدًا تنام و تصحى معه و تتأكد من راحته ، بدأ يرجع بحرك فكه مع التمارين و اصبح يسمع الاصوات المرتفعه لكنها لا زالت سيئة ، عض شفته من فزت في نومها و استيقظت ينطق بصعوبه؛ صحيتك؟
هزت رأسها بالنفي تمسح على وجهها؛ كم الساعه؟
رفع لها الجوال تشوف الساعه و ميلت ثغرها من كانت ثنتين بعد منتصف الليل؛ ليش للحين ما نمت؟
رفع اكتافه بعدم معرفه؛ هواجيس!
ابتسمت و رجعت تتكي على السرير و تتأمله؛ صرت تشبه بابا كثير!
اتسعت أبتسامته ينطق بهدوء؛ انا؟ اشبه أبوي؟
هزت رأسها بالإيجاب؛ بس شكلًا!
رفع حاجبه بعدم اعجاب و نطق بسخريه؛ شقصدك؟
رفعت اكتافه تسخر منه ، ضحك يبعثر شعرها و ضحكت معه ، كانت ترفع صوتها جدًا لجل يسمعها و كان هو يقرب منها لجل يسمعها ، حل السكون للحظات ما يسمع في الغرفة الا صوت فحيح الأشجار من الخارج ، ضمت نفسها من شعرت برعشه برد و استقامت تغلق النافذة ، ميل هتان شفايفه يتردد بسؤالها؛ نغم...
التفتت له تنتظره يكمل كلامه؛ ايش صار بعد الحادث؟
ارتخت اكتافها و صدت عنه ما توقعت هذا السؤال ، كان عارف انها مارح تخبره بشيء و هو طوال وقت صحوته يسألهم و ما يردون عليه لكنه مصر يعرف ، بلعت ريقها تهمس؛ مبارك...
عقد حواجبه و همهم من ما سمعها؛ أيش؟
اخذت نفس و تقدمت تجلس بجانبه؛ ما كنت معهم كنت هنا في المستشفى ، من كلام علا انه جاهم في البيت و هو اللي خبرهم بحادثك ، و...
سكتت ما تكمل كلامها و توترت ترفع كفها تتحسس شحمه اذنها ، عقد حواجبه
و نطق بهدوء؛ و أيش؟
بلعت ريقها و رفعت نظرها لملامحه تشوف رده فعله؛ طلع جدي محمد و اخوالي يعرفونه من زمان ، و طلع خال بدر اخو امه الحقيقه...
ارتخت اكتافه و سكنت معالمه بصدمه يحاول يستوعب العلاقه و مدى قربه لهم ، يسمع بقيه كلامها انه كان يمثل عليهم و له وجه اخر من ورائهم ما يراه الا بدر ، كانت بلا شعور تحاول تخرج بدر من السالفه و لا تربط اسمائهم ببعض تفصلهم لأنهم ممكن يتشاركون في اشياء لكنهم اثنان مختلفين تمامًا ، بلعت ريقها تشوف هدوءه و سكونه لكنه نطق بدعوه وحيده؛ الله يقهره
كتمت ضحكتها ما تتحمل ملامحه الساكنه و كيف انه نطقها بلا شعور ، كان يهوجس امامه و لا قدر يسمع خفيف ضحكتها لكن التفت لها و كانت كتوفها تهتز و عقد حواجبه يبتسم؛ تضحكين؟
هزت رأسها بالإيجاب و تضحك بصوت عالي و نطقت تقلد كلامه؛ الله يقهره!
ابتسم يتأمل ضحكتها و طغى عليه شعوره ، يتخيل لو راحت معهم اثر الحادث و يحمد ربه ألف مره انها ضلت معه ، يتذكر الخوف اللي اكله وقت دخل المستشفى و لقى ان ثلاثتهم داخل العمليات و الرهبه اللي سرت بجسده و كان اول شخص خطر بباله جده سعد و كان يقاوم دموعه طوال الوقت لكن خانته من شاف سعد يرتمي بحضنه و يبكي و كان هذا اول لقاء له مع اجداده و اخواله و اعمامه ، يذكر كيف تضارب معهم جميعهم و مع أحمد و محمد و كان يكرر سعد عليه انهم اجداده لكنه كان يرجع ينطق "وين كانوا اجداي قبل ١٥ سنه؟" و في لحظه مشاده بينه و بين سعود و فالح و فارس خرجت هي راقده على السرير يجرونه و كيف تركهم في نص كلامهم يحلقها و يصرخ بأسمها و اول ما وقعت انظاره عليها شافها مستيقظه و من شافته هي نطقت بصوت جامد "ماما و بابا ، هتان" ما قدر يمسك دموعه وقتها و انهمرت دموعه يحتضنها و بكت هي معه تتخالط دموعهم ، و وقت كان واقف و هي حاضنته و تبكي و وقع على مسامعه اصعب و اقسى ما قيل له الجمله اللي جعلت روحه تخرج و تعود "عظـم الله اجـرك فـي أُبـوك و أُمـك" ما يعرف كيف قدر يصمد و لا يطيح لكنه كان وحده حوله اهله و ناسه و اجداده لكن في هذيك اللحظة كان لوحده لأنه يجهلهم و يجهلونه ، يذكر كيف خرج من المقبره يلاقاها متكوره على نفسها و تبكي بصمت تنتظره يخرج و رفضت تروح مع احد غيره و وقفت من شافته تركض له و تحتضنه و تبكي و انهد حيله اكثر ، عاش بقيه حياته لراحتها و سعادتها و كان ما يتقبل اعمامه لكنه ضل معهم لجلها فقط ، حاول يكون لها الأخ و الأب و الأم و يبدي سعادتها على سعادته و لا يقبل مساعده من أحد ، كان همه الوحيد و وش بخاطرها ، كان و لا زال مكرس حياته لها و لا راح يتغير هذا الشيء كان و لا زال مكرس حياته لها و لا راح يتغير هذا الشيء ابدًا ، فهو هتّـانها و هي نَغمـته
رفع ذراعه يفسح لها مكان تحت جناحه؛ تعالي
ابتسمت و اقتربت تحضنه يقبل رأسها؛ الله لا يحرمني!
كان يدعوا هذه الدعوه دائمً لأنه يخاف يقوم في يوم و لا يلقاها جنبه او صابها ضرر فهو مارح يتحمل أبدًا ، تنهدت بثقل و نادته؛ هتّان
همهم اجابه لها و كملت؛ لا تخليني...
ارتخت اكتافه و سكنت ملامحه ما حسب حساب الجمله هذه اللي ما كان وقعها عليه سهل أبدًا سواءً كان من نبرتها المائلة للبكاء او طريقه ترجيها له بأنه ما يتركها ، شد على حضنها يقوبها منه اكثر ترّق نبرته معها؛ ماني مخليك!
زمت ثغرها من شعرت بتجمع الدموع في محاجرها و هزت رأسها بالنفي تحاول تتمسك بثبات نبرتها؛ كنت بتخليني!
رمش بهدوء يشوف اهتزاز نبرتها و محاجرها اللي تحترق اثر الدموع و عتابها اللي ما توقعه ، عدل جلسته يصير قدامها يمسك كتوفها يثبتها؛ ما كنت بخليك! ما كنت بخليك و لا في عمري افكر اخليك ، بكون معك طول حياتك و امشي معك كل مشوارك
رفعت كفوفها تمسح دموعها اللي شعرت بحرارتها على وجنتيها و ما قدرت تتماسك تنفجر؛ كنت خايفه هتان ، شفت سيارتك منعدمه! سيارتك اللي تحبها انعدمت و كنت على النقاله يحملونك و اناديك ما تسمعني! ما تسمعني هتان
كان ساكن يتأمل ملامحها الباكيه الخائفة هم لأول مره يجلسون لوحدهم من صحوته لأنهم كانوا دائمًا حولهم و يحاطونهم و من اختلوا هي بدأت تعاتبه ، ما توقع انها جاءت لمكان الحادث و شافت كل هذه الأشياء؛ كان فيه مطر كان فيه هتان ينزل ، بس كنت احسني احترق و لا طفت ناري ، كانوا يكلموني يهيئوني للأسوء ، قالوا لي بتموت هتان! قالوا لي انك بتخليني ، تعب قلبي و لا قدر يتحمل و طحت معك ، تكفى هتان لا تعيدها اموت والله اموت!
سحبها لعنده يحتضنها ما يتحمل اكثر ، و هو موّته عتابها و كلماتها شكواها و مخاوفها و يعز عليه انه كانت تعتقد في يوم انها ممكن تهون عليه و يتركها؛ بسم الله عليك ، بسم الله عليك يا أخت الهتّان
اخذت تبكي من جديد بسبب خوفها ، بسبب خوفها من اخر رساله وصلتها
~
اخذ العكاز يتمشى في انحاء المستشفى و هو بدأ يستعيد عافيته و صار يمشي على عكاز واحد و اختفى التيبيس اللي بفكه و اصبح يتكلم طبيعي و لكن سمعه لا زال ضعيف ، اجبر نغم ترجع البيت و انه ما صار يحتاج اي مرافق و يقدر على الامر وحده
ميلت رأسها بعدم رضى من نادته أكثر من مره لكنه ما سمعها و جبرت خطوتها نحوه توقف خلفه و تنكز كتفه و فز هو بخوف يلتفت خلفه و ارتخت عقده حواجبه و اتسعت ابتسامته من شافها؛ شهد!

دلعتكم 🩶
تعالوا انستا نسولف lena.gb77

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن