هزت رأسها بالإيجاب؛ يودي حيوصلنا لان مافيني حيل اسوق الصراحه
ضحكت بأستغراب من الأسم؛ يودي؟
اشرت نور على الراقف امام السيارة و صرخت؛ يودي!
فز إياد من صرختها و التفت لها ، ضحكت من شافت فزته و تقدمت له؛ يودي!
رفع كفه يمثل انه سيضربها؛ يودي بعينك ، إياد
هزت رأسها بالنفي تستفزه؛ إسمك يودي ، شوف علوش حتيجي معانا
التفت لها و للتو لاحظ وجودها هنا ، هز رأسه بالإيجاب بدون لا ينطق و ركب السياره ، ركبت في المقعد الخلفي و اخذت نفس تخفف من رجفتها ، هي ما تخطت اول لقاء صار بينهم و لا مر مرور الكرام و كل مره تشوفه تتوتر و هي متأكده انه نساه تمامًا و لا يذكره ، فزت من دق الشباك و كانت نور اللي تأشر لها بالنزول ، نزلت ترتب عبايتها و طرحتها التفتت لسؤال نور له؛ على وين؟
رفع كفه يحك رقبته من الخلف؛ حروح لمعرض الكِتاب ، هناك فيه كتاب ابوي قال اجيبو
ابتسمت بخفه لانه اول مره تسمع منطوقه الحِجازي و الواضح انه ما يتكلم به الا مع اخواته ، هزت نور رأسها بالإيجاب؛ إستغربت ، انا حروح المشتل اللي هناك اذا خلصتوا تعالوني
ذهبت تتركهم لوحدهم ، ناظرته لثواني يمشي بأتجاه المعرض لكن فجاءه وقفت خطاه يلتفت لها ، ميل رأسه من كانت واقفه بلا حراك؛ بتضلين واقفه؟
في لحضات تغيرت لهجته و لكنته و استوعبت هي تشد على عبايتها تمشي وراه
إتسعت إبتسامتها من دخلت و استقبلتها اركان الكُتب المتنوعة بجميع تصنيفاتها و اللوحات اللي تدل على اسماء دور النشر ، تشعر بأرتفاع الادرينالين في جسمها و نشوه الفرح لمجرد رؤية الكتب الشيء الأحب لقلبها ، عضت شفتها بحماس تنطق لنفسها؛ هنا مكانك! لن ينجو اي دار نشر
ضحك بسخريه على حديثها مع نفسها و مشى يتعداها ، عضت شفتها بحرج من استوعبت انها نطقتها بصوت عالي؛ امسكي لسانك شوي!
ميلت صغرها تتأمل الاركان تفكر ايش تدخل اول ، رفعت جوالها من اهتز اثر رساله و كانت من نغم "تجيبين لي هالكتاب؟ افضل علوش!" تنهدت تشوف الكتاب و اللي كان عن المحاماه و ردت بالموافقه ، توجهت لدار النشر و اخذت تبحث عن الكتاب اللي طلبته نغم ، فزت من شعرت بأحد يدق كتفها و عقدت حواجبها من شافت مجموعه شباب واقفه بجنبها ، ابتسم الشاب اللي دق كتفها و تقدم لها؛ مرحبا ، محاميه؟
رجعت خطوتين و مسحت على كتفها تتلعثم من التوتر؛ انا؟ لا مو محاميه
ميل الشاب رأسه بأستغراب؛ ليش اخذتي الكتاب اجل؟
كان يقترب منها مع كل كلمه و هي ترجع للخلف؛ اخذته لصديـ...
سكتت من حست بأحد يسحب طرف عبايتها و التفتت تشوفه واقف خلفها و متمسك بطرف عبايتها؛ بغيت شيء؟
ابتسم الشاب و هز رأسه بالنفي؛ لا بس شفتها تاخذ الكتاب و توقعت محاميه ، كنت برشح لها كت اخـ
قاطعه ينطق بعدم صبر؛ قالت لا ، ان شفتك تقرب زياده كسرت لك رجولك ، توكل
رفع الشاب حاجبه ينطق بسخريه؛ و حضرتك من؟
رفع إياد حاجبه بجنون لانه لا زال يقرب و سحب علا خلفه يتقدم للشاب؛ ودك تبكي قدام الخلق صح؟
اخذ الشاب ياقه إياد يشد عليها؛ اصغر عيالك انا تكلمني كذا؟
في لحظه رفع إياد كفه يوجهها للشاب لولا ايدها اللي تمسكت بذراعه تنطق بخوف؛ إياد لا!
لف بنظره لملامحها الخايفه و رجع يوجه نظره للشاب يدفعه؛ ان زاد شفتك كسرت لك رجولك ، اقولها لك للمره الثانيه
~
ابتسمت تتأمل الورود و الأزهار من حولها بجميع الوانها المختلفه و مختلف انواعها و عضت شفتها بحماس؛ أحُب كذا مره!
اخذت تتمشى في المكان و تذهب لأي وردة او زهزة تجذبها و الهواء يلفح بشعرها و يتركه يطير و يتناثر و لو يراها الأنسان بين الورد ستضيع منه ، انحنت تتأمل الورد و تقطف لها بعضًا منها ، رفعت رأسها من حست بأحد بجانبها و ابتسمت؛ غريبه خلصتي بسرعه ، اعتقدت حتطولي!
رفعت كفها تتحسس جبينها؛ ما كان فيه شيء يشد
ميلت رأسها تدور بأعينها و رفعت رأسها لعلا؛ فينو يودي؟
فزت من شعرت به خلفها ينطق بحده؛ إياد
هزت رأسها بالإيجاب تتجاهله؛ يودي ، انا انتهيت نمشي؟
هز رأسه بالإيجاب و مشى يتركهم ، استاقمت تنفض الغبار عن عبايتها و اخذت بذراع علا؛ احسو زعلك ، زعلك؟
نطقت لأنها لاحظت ملامحها و نظرات إياد لها ، ابتسمت علا بهدوء تهز رأسها بالنفي و ابتسمت نور؛ اذا زعلك قولي لي اهد لو عضامو ، إلا زعل علوش!
ضحكت تبان صفه اسنانها العلويه و اخذوا يمشون متجهين للسياره ، نزلوا من السياره و توجهوا للداخل عند البنات على نطق وعد؛ حشى وحوش مب بنات!
ميلت نور رأسها بأستغراب و هي تخلع عبايتها؛ من؟
ضحكت نغم تنطق بسخريه؛ بنات آل ظافر ، قاعدين نسترجع احداث المعركه اللي صارت
كشرت مباشره من طاريهم؛ بنات الكلب ، وحده مِنهم ضربتني و الكدمه للحين موجوده!
زمت ريما ثغرها ترفع كفوفها؛ و انا كسروا لي اظافري!
تنهدت وعد تمسك جبينها؛ ريما لك اسبوع تصيحين عليها خلاص بترجع تطول
ناظرتها ريما بحده و صدت ، رفعت عهد جوالها تشوف الساعه؛ بعد المغرب بنجتمع في الحوش ، جدي يقول لا احد يتغيب
~
ابتسم يتأمل السماء اللي حلك عليها السواد و غطت الغيوم القمر و عض شفته؛ يالله يارب ان تمطر!
عدل جلسته و ركز على الطريق في قيادته ، نورت سيارته من الداخل اثر وصوله لأتصال و ضغط على الشاشه يرد؛ أخت الهتّان!
ابتسمت تتأمل السماء من النافذه؛ احساسي يقول الهتّان بيسير علينا
ضحك يهز رأسه؛ الله يسمع منك! وينك فيه؟
اغلقت الستاره تتمشى في الغرفه؛ في الغرفه ، كلهم صاروا تحت بنزل لهم الحين بس دقيت اتطمن عليك
ابتسم بهدوء و نطق بكل شعور؛ الله لا يحرمني!
ابتسمت لأنها استشعرت في نبرته فيضان شعوره؛ و لا منك يا حبيبي انت ، لا تتأخر و لا تسرع ترا اخاصمك!
ضحك يهز رأسه بالإيجاب و كأنها امامه؛ أبشري أبشري ، يلا مع السلامه
انتهى الأتصال و تغيرت ملامحه تغير جذري للجمود و لف بنظره للمرآة اللتي تعكس سياره باللون الأسود و اللي عرف من فتره انها تتبعه و تأكدت شكوكه من غير اتجاهه لطريق فارغ لا يوجد به أحد ، هو عارف ان صاحب السيارة يعرف انه داري انه يتتبعه و مباشره عرف من يمكن يكون مُرسل هذه السياره من لمح لوحتها اللي شافها و لا نساها من سنين طويله ، ابتسم بسخريه يعدل المرآة؛ بدري عليك
في لحظه كالبرق لف بسيارته يقابل السياره السوداء و دوى بعدها صوت الاصطتدام العالي و تطايرت شرارت النار اثر الاحتكاك القوي و اختفت معالم السيارتين عن الوجود ، تجمهر الناس حول السيارتين يتأكدون هل فيها راكب ام لا لكنهم وجودا جسد شاب في السيارة الرياضيه مغشي عليه اثر الاصطدام و بركه الدماء من حوله و ملامحه مليئه بالخدوش ، في هذه اللحظه نزلت اول قطره من السماء و هطل -الهـتّان-
~
وقف الدم بعروقها و توقف نابضها من الفيديو الذي ارسله لها نفس الشخص الذي يسرق امانها ، هزت رأسها بالنفي ما تصدق محتوى الفيديو و الذي كان يوضح حركه هتان المتهوره في عكس اتجاه الطريق و تصادم السيارات ، ما عاد تشوف من تجمع الدموع في اعينها لكنها ما نزلت من صدمتها هي قبل دقائق كانت معه على اتصال كان يضحك معها و يدعي لها و الان ممكن تفقده ، رجعت لوعيها من نور جوالها برساله جديده و اللي كانت منه و كانت موقع من -بجاحته- ما انتظرت زياده تأخذ عبايتها و تنزل تخرج من البيت بأكمله متجاهله ندائهم لها و اخذت تركض في الشارع لكنها استوعبت انها ما تقدر توصل لهناك على ارجلها لذالك اخذت اقرب اوبر تركبه؛ رح لهنا بأسرع ما عندك!
وصلت للمكان و نزلت تهز رأسها بالنفي من بانت لها السياره معدومه الملامح لكنها عرفتها و كيف ما تعرفها و هي سياره اقرب الناس لها ، ركضت الموجودين تسأله عن صاحب الحادث و اشر لها على الطاقم الطبي الذين يحملون جسد او -جثه- من منظره ، ارتخت اكتافها من شافت و تسارع نبضها تركض له و تصرخ بكل ما عندها؛ هـتّـان!
اصبحت امامه و بان له وجه المليئ بالجروح و الكدامات و ثيابه المبهذله و الدماء تملأ جسده و تغطيه و هزت رأسها بالنفي تحتضن كفوفه؛ هتان! تكفى هتان ، الله يخليك هتان لا تخليني
نزلت دموعها في هذه اللحظه ما تتحمل اكثر ما تتحمل فكره اخر فرد في عائلتها يتركها الفرد الوحيد اللي بقى لها يذهب معهم و يتركونها جميعهم لوحدها ، نزلت دموعها تختلط مع المطر و دماءه تبكي مع بكاء السماء على رديفها المتمدد على حماله الأسعاف ، كانت تردد اسمه ما تستوعب الا هو و في لحظه تققد صوابها؛ هتّان أبوي و أمي انت ، لا تخليني يتيمة مرتين!
نطقت لأنه عائلتها مهما كثروا من حولها يبقى هو الأساس ، مهمها كثروا اخوانها يبقى هو اخوها يتشاركون نفس الدم و خرجوا من نفس البطن ، مرت عليها جميع لحظاته معها و جميع ضحكاته من حضنه لها في المستشفى وقت الحادث الى احتضانها لجسده حاليًا ، تبكي و تبكي السماء معها على جسد الهتّان
~
ميلت فرح ثغرها بأستغراب من نغم اللي نادتها و لا حتى التفتت لها ، رفعت كتفها بعدم مبالاه و توجهت للخارج تشوفهم متجمعين من سارة إلى غدي و غيد و لكن ينقصهم فردين فقط ، ميلت ثغرها مجددًا تمرر نظرها عليهم؛ وين هتان و نغم؟
جاوبها ابوها يأشر على المكان بجانبه؛ هتان بالطريق و نغم ما كانت داخل معك؟
هزت رأسها بالنفي و كانت بتنطق لولا حارس القصر اللي يلهث و ملامحه واضحه عليها الخوف؛ يا عم جا جا يا عم مـ...
اخرس الحارس صوت ضحكته المهزوزه اثر تدخينه المستمر و اللي صدح صوتها في المكان؛ مجتمعين! الله لا يفرق شملكم
عقد بدر حواجبه بأستغراب من وجوده بينهم و استقام و نيته يتوجه له لولا صوت صراخ سعود اللي استقام و معه غضب العالمين؛ ايش تسوي هنا!
زاد استغرابه و ذهوله و التفت يشوف ملامح أحمد اللي خُطفت تمامًا يماثله عياله و عيالهم في ملامحه ، التفت ماجد لشهد اللي ثقلت انفاسها تتمسك بذراعه ، عقد محمد حواجبه بأستغراب من ملاحهم اللي في ثواني تغيرت جمعهم بسبب الواقف امامهم
ابتسم يستفزهم و ضرب بعصاته الارض من بدأ المطر يهطل عليهم؛ افا هذا الأستقبال؟ ما هقيت كذا تكرمون الضيف!
كان بيتوجه سعود لولا سعدو عبدالله اللي ثبتوه؛ فكوني ، فكوني اهد حيل هالـ****
زاد استغرابهم جميعًا من رده فعلهم ، شدت سارة على عصاها تشوف اللحظه اللي ما توقعتها تحصل تحدث الان اللحظه اللي ما كانت مستعده لها ابدًا تحدث
شد قصي على حضن امه ينطق بصوت مسموع؛ منو هذا؟
ابتسم يلتفت له ينطق بخبث؛ معك مَـبـارك آل قـاضـي ، خـال بـدر
رفع نظره لمحمد و عياله يبتسم؛ قـاتـل عـلـي و بـنـت مـحـمـد
في لحظات حل الصمت فيها من صدمتهم ، هز بدر رأسه بالنفي من شعوره البشع بأنه يعرف نفسه كـ "خال بدر" و هو متبري منه و من افعاله ، يعرف بأن خاله له أعمال كثير تسود الوجه و كبيرة لدرجه يخاف يعرفها لكنه ما توقع تكون بهذه البشاعه ما توقع توصل معه يعتز و يفتخر بفعلته الشنيعه هذه ، ترك تفكيره بأي شيء و احتلت تفكيره هي كيف بيواجهها بعد ما عرف ان خاله هو سبب تعاسه حياتها؟ كيف بيناظر بأعينها بدون لا يحس بالخزي؟ هل هي راح تنظر له بنفس النظره؟ ، خرج من هواجيسه على صوته و هو يضحك بأستفزاز؛ ما قالك ابوك يا محمد؟ السلطان خبى عليك و استغفلك!
يعرف انه يحاول يستفزه لكنه داخل صدمته حاليًا ، كل يضيفه و يكرمه بصفته "خال بدر" و دخله بيته و مجلسه و يعترف كان يعرف ببعض أفعاله القذره لكنه كان يتغاضى لكن الان يشعر بأبشع شعور بأنه كان يكرم "قاتل بنته" قاتل بنته اللي ضل سنوات يدور عليه اللي ضل سنوات يتحلف و يتوعد فيه و الان واقف امامه و يستفزه بكلامه ، صرخ سعود في وجهه؛ ايش تبي انت ايش تبي!
ابتسم بأتساع يرفع نظره للسماء يتأمل المطر؛ قبل سنين ما جيتكم ، قلت عيب يتكرر الموضوع و ما اسير عليكم!
سكنت ملامح أحمد يتقدم له ينطق بحده؛ اي موضوع؟
ابتسم من سمع رنه الجوال يعلن وصول أتصال و ضحك؛ رد ، رد يا فارس
سكنت ملامح فارس بكيف عرف بأن الجوال جواله ، اخرج جواله و انقبضت ملامحه من شاف رقم المستشفى اللي ما يتصلون فيه الا بالحالات الطارئة و الخطيرة ، رجفت كفوفه يرد و من رجفته فتح السبيكر؛ طال عمرك! جانا جسد شاب من حادث و اتضح انه ولد اختك هتـ...
شهقوا و تعالت صرخات النساء من أحمد اللي سدد لكمه لمبارك تتلوها لكمه اخرى يسقط طريح و انحنى أحمد يمسك ياقته؛ واللي رفعها سبع و نزلها سبع يا مبارك ان تندم! طلعت منها المره الأولى بحثالتك و قذارتك لكن هذي المره والله ان اخليك تتمنى الموت! اخليك تعض العشر و العشرين انك جربت تحوم حوالينا!
نفضه يسرع بخطواته يلحق على حفيده المصاب
~
دخل المستشفى و وراه باقي عياله و محمد اخوه و ركض من عرف مكان هتان ، سكنت خطاه من لمحها واقفه تحتضن نفسها امام الغرفه و فزت من لمحته؛ جـدي!
عض شفته يتقدم لها و ياخذها بحضنه؛ بسم الله عليك يا جدي بسم الله عليك
رجعت دموعها تنهمر و تشد على حضنه؛ جدي هتان ، اناديه ما يرد علي! كان حوله دم كان فيـ...
ما قدرت تكمل جملتها من شهقاتها اللي تعالت اكثر من شافت خالها فارس بزيه الطبي يدخل لغرفه العمليات ، انقبضت ملامح فيصل من انعادت عليه الذكرى قبل ١٣ سنه من كانوا متجمعين في قصر سعد لجل يصير التجمع لأول مره و لكن اختلفت الموازين من جدهم سعد اللي قام و قاموا خلفه يلحقونه من شافوا اختلاف ملامحه و كان متوجه للمستشفى اثر اتصال هتان ، و كأن الزمن يعيد نفسه و استقرت انظاره على نغم و أحمد يتذكر حال هتان اللي من شاف سعد ارتمى بحضنه ، يشوف تشتتهم الان و هلعهم نفس المره الأولى
ترتجف بحضن جدها ما قدرت تبتعد عنه و ما يقوى هو يبعدها عنه كانت تتمتم باسم هتان واقفين امام الطوارئ قُرابه الاربع ساعات و ما سمعوا خبر يطمنهم او يفجعهم حتى ، كان صمت مُهيب ما يسمع في الرواق إلا صوت همسها بأسمه و صوت الهتّان خارج المستشفى ، اختلف حال الهدوء و فزوا جميعهم من خرج احد الممرضين ينتظرون منه اي خبر يبشرهم لكنه تنهد يزرع الخوف في قلوبهم؛ الأوضاع كانت مستقره الى ان اكتشفنا رصاصه في القدم اليسرى و نحاول نخرجها ، وجد لديه تيبيس في المفصل الصدغي الفكي و راح يسبب له عدم القدره على فتح الفم لمده معينه ممكن تكون طويله او قصيره و الباقي رضوض و ندوب خارجيه ، ممكن نكتشف شيء جديد بس يصحى و المحتمل ما تكون صحوته قريبه
هزت رأسهل بالنفي ما تصدق اللي تسمعه و تحررت من حضن جدها و اخذت تمشي بهدوء -مُخيف- تتجاهل نداءهم ، رفع عبدالله كفوفه يشد شعره؛ ابن الـ**** ما اكتفى بالحادث
نطق محمد و انظاره على الأرض ما يقوى يرفعها؛ ليه ما عطيتني خبر
نطق يوجه كلامه لأحمد اللي نطق بهدوء مماثل؛ أبوي أمر
نطق بعدها بسخريه العالمين؛ و لا ضنك ادري به قريب منك و لا اهد له دنيته؟ لو اني داري ما كان وقف قدامنا الليلة!
~
مشت تشد على ملابسها المبلله اثر وقوفها تحت المطر و اخذتها خطاه خارج جدران المستشفى و رجعت تبلل من جديد اثر قطرات المطر ، وقفت خطاها توقف في الساحه الخاليه من البشر مجرد جسدها بلا روحها واقفه ، حست بحراره القطرات على وجنتيها و عرفت انها دموعها ثم بكت ، بكت بصوت عالي تعتلي شهقاتها اكثر مما مضى و لا تعطي اهتمام لأحد ، تبكي أمها و أبوها اللي تركوها في أشد احتياجها لهم ، تبكي العشرين العام من عمرها ، تبكي الدنيا اللي كل ما ضنت ان ابوابها فُتحت ترجع تتسكر و تصدمها أكثر ، تبكي حياتها اللي بدأت عواصفها من عمر السابعة و لا هدأت إلى الأن ، تبكي اخوها اللي يتوسط غرفه العمليات حاليًا و في حاله لا يعلم بها إلا الله ، تبكي نفسها ثم نفسها اللي تتمنى أبسط الأشياء و لا تقدر تتحقق ، بكت ثم بكت بعلو صوت تُقسم ان حنجرتها ستتقطع ، تسأل نفسها اذا ما وجدت السعاده الان متى بتحين سعادتها؟ عاشت الزعل و القهر و صبرت و تكبرت امام الناس ان مافيها شيء لكنها تعبت ، تعبت و خارت قواها ما تحملها أقدامها تعبت و خارت قواها ما تحملها أقدامها تجلس على الارض و رفعت كفوفها من حست بتعب قلبها اللي ما تعرف كيف للحين متحمل ، تضربه و تشعر بشده اعصابها؛ يكفي يكفي! لا تزودها علي يكفي!
شعرت بهاتفها يهتز اثر اتصال و اخرجته بنيه رفض الاتصال لكن سكنت من كان رقمه اللي ما عمرها سجلته لكنها تحفظه و تحفظ جميع الارقام اللي يأتيها منها ، ردت بغضب و في جوفها عتب و كلام كثير لا يستوعبه احد ، تشعر و كأن الكلمات و الحروف علقت في جوفها يثقل لسانها من سمعت انفاسه دليل تدخينه و ضحك من سمع هدوءها؛ ما قلت لك؟ ما قلت لك يا بنت علي بتندمين؟ ما قلت لك أنغمي يا نغمي أحزن الأنغام؟
رجف فكها من الغضب و صرخت صرخت ملء حنجرتها؛ الله ياخذك! الله ياخذك و يعجل بعذابك! ليه؟ ليه ما تعبت! ليه تلاحقني و تحاول تسكر كل الطرق بوجهي! ليه!
مارد عليها يضحك ضحكته المبحوحه اثر التدخين و صرخت هي ما تتحمله صوته و صوت ضحكه على أحزانها ترمي جوالها على اقرب جدار و يتحطم و يتهشم ، زمت ثغرها ترجع تبكي و ما جفت دموعها أبدًا
كان شاهد على كل انهيارها من بدايته لنهايته ، كسر حلف جده اللي حلف ما يخرج احد من البيت لانه اتصل عليه "خاله" بيكون في المستشفى و خرج يركض له ، رجف فكه من منظرها و صوتها و على شهقاتها ما يتحمله و من حركتها الأخيره هو كان بيتقدم لها لولا الكف اللي توسط كتفه يمنعه؛ الزعوله! ما كملت كلامي معها
وسع انظاره بجنون من عرف انه هو المتصل و رفع قبضته يسدد له لكمه تهز فكه من قوتها يسقط على الأرض ، ما يبان على جسده و لكنه قوي البنيه و قوي القبضه و كان السبب في ذالك الطريح امامه ، انحنى ياخذ بياقته؛ قلت لي بتبعد! قلت لي انسجنت و تبت و لا بتزيد! و انا زي المهبول صدقتك! قتلت أختك و ولد أخوك و قتلت اهل الضعيفه اللي ورانا و قتلت عيال سعود و سعد من بقى! من بقى ما وصخت يدك بدمه! قلي!
اخذ يضرب على أيسره؛ مافيه شيء هنا؟ مافيه قلب يحس و يحن؟ ظهرت لهم بالخال الحنون اللي ما يتخلى عن ولد اخته و انت كنت سبب في أذيتهم كلهم ، سحرت أهل بيتي امي و ابوي و اخواني و جيتك لعند رجولك اطلبك تفكه! لحقت عمي فهد و عياله وقت كانوا لخط الحجاز ناوي نيتك و مسكت خط وراك و انا ولد الـ١٥ و ساويت وجهي بالكفرات لجل توقف! جيت لعندك قدام بيت عمي فالح امنع سلاحك عنه و عن اهل بيته! جيت لعندي تخيرني بين نفسي و حياه بنات عمي فيصل و ما نمت بعدها لأسبوع! شرحت جثث قدامي و تشرح لي أعضاءهم و بعمر المراهقه ، من دخلت حضانه المستشفى لين اخر نفس لي ما شفت منك خير!
ما كنت اطلبك الخير كنت اطلب الفكه و الراحه كنت ابيك تفكني منك! لكن الحين والله ثم والله يا مبارك ان تندم على فعايلك و اندمك على كل ندبه فيني!
ابتسم يستفز اخر عرق عنده و نطق يتجاهل كل كلامه؛ ما اشوفك زعلت على اهلك كذا ، طيحتك؟
شد على ياقته و وقفه يصبح امامه؛ لا تغير موضوعنا! انا قلـ...
قاطعة ينطق ما بين اسنانه و يستفزه اكثر؛ لو درت اني خالك؟ انك ولد اختي
كان بيرد عليه لولا صوتها من الخلف؛ بـدر!
التفت لها و ارتخت اكتافه و سكن ثغره عن الكلام ، كان واقفه و اثار الدموع لا زالت على وجنتيها و تشد على ملابسها المُبلله ، ما يعرف من متى واقفه لكنه يتمنى انها ما سمعت شيء ، رجف فكها من المنظر امامها و هي من لمحته واقف معه ركضت له ما تصدق انظارها و سمعت حديثهم كامل و من جملته "خالك" تسكنها الصدمه بأنه خاله ، الشخص اللي سلب الامان منها و عيشها في سنين خوف و حرمها من مُتع الحياه يصير خال الشخص اللي من قابلته صدفه و هي تشعر بأنها تآلفه و تحب صحبته ، بلعت ريقها تشد على ملامحها اكثر؛ اتركه...بدر اتركه
شد على ياقه مبارك اللي بين ايدينه بغضب و ضحك مبارك يدفع بدر بعيد عنه؛ اسمع لها ، اسمع لبنت علي
ناظره و لو النظرات تحرق لأحترق مبارك هو و الغرور و السخط اللي متملكه و الود وده في هذه اللحظة ينقض عليه ، نطق يرص على اسنانه؛ فارق ، نكمـ
سكت من في لحظه اصبح المسدس مُصوب تجاه جمجمته؛ تقول لخالك فارق؟
شهقت ترفع كفها و تغطي ثغرها تهز رأسها بالنفي بجنون؛ لا لا!
كانت تشوف نظراته الجاده و اصبعه اللي على الزناد مستعد يطلق عليه ، ما كانت مستعده تشوف احد اخر قريب منها يتعرض للأذى لأنها بتنهلك لا محاله؛ تـكـفـى...تكفى لا تسويها!
وسع انظاره بذهول و التفت عليها من نطقت "تكفى" و استفزت اخر عرق عنده ما يرضى عليها تترجى انسان زيه ، رفع قدمه يضرب معصمه يجعل المسدس يطير و رجع يلتفت لها؛ لا تقولين تكفى! لا تقولين له تكفى ما يستاهل!
ضحك مبارك و انحنى ياخذ المسدس من على الأرض يمسح عليه؛ اخليكم الحين ، لنا لقاء ثاني قريب ، خذها داخل لا تضيع منك
عقد بدر حواجبه من جملته الأخيرة و رجع يلتفت لها يوسع انظاره بذهول من شاف عدم توازنها و سرعه تنفسها و ركض لها قبل تتهاوى في حضنه مغشي عليها ، رجع يلتفت لمكانه و كان قد اختفى تمامًا كعادته ، اخذ يطبطب على خدها يبيها تستوعبه؛ نغم نغم!
حملها بين احضانه يركض بها لداخل المستشفى من ما شاف نتيجه ، في لحظات اخذوها منه ينقلونها لغرفه يفحصونها
تنهد يشوف الرواق فارغ و سند رأسه على الجدار بتعب ، عض شفته من ثقل الهم على صدره و تصادم الأفكار في عقله اللي ما رحمه من اول ما عرف ، هو عانى مع خاله اللي كان الكل ما يشوفون فيه عيب و كامل ، يشوف تعامله مع عيال و بنات اعمامه و لا احد يعرف بالخافي يظهر بالوجه اللطيف و البرئ و خلف الستار وحش قلبه خالي من الرحمه و الرأفه وحش ما رأى وجه الاخر الا هو ، من سن صغير و هو يشوف اعمال خاله القذره و جدًا و حاول اكثر من مره يتكلم و يبلغ عليه لكنه كان يعرف بطريقه او بأخرى و كانت العواقب وقتها وخيمه و جدًا ، اختفى فتره سجنه و كانت بعد ما كبر و علمه هو و علمته الدنيا كيف يواجهه و كان مستعد للحظه اللي يواجهه و يأخذ منه حق طفولته و مراهقته لكن بأول لقاء بعد الغيبة اعتذر و سطر سطور الاعتذار لكن جرحهه ما برى و لا راح يبرى ، و الان يرجع و يضرب بكل سطور الاعتذار في الجدار و قطع عهد على نفسه ان يذوقه ضعف ما ذاقه و ضعف ما ذاقته الفتاه اللي خذته من نفسه
رفع رأسه من تقدم إليه احد الدكاتره و اللي كان يعرفه و الواضح انه ما حس بالوقت من هواجيسه؛ بدر؟
عدل وقفته و اخذ نفس؛ هلا دكتور حسن
عقد حواجبه حسن و مرر نظره من الاعلى إلى الأسفل؛ البنت اللي دخلت معها...
قاطعه ينطق بجمود؛ بنت عمتي ، كيفها؟
اخذ نفس بعدم اقتناع و اخذ يقرأ من الاوراق اللي بيده؛ قلبها تعب اثر مجهود جسدي و زاد التأثير من اعصابها اللي الواضح انها ضغطت عليها و كان بيتسبب بالتلف في الاعصاب لولا الجسم اللي تفاعل و تركها تفقد الوعي
عقد حواجبه بأستغراب و ميل رأسه؛ وش فيهم قلبها. و اعصابها؟
حسن؛ الواضح لنا انها مصابه اعتلال عضله القلب و اعتلال عصبي و اثر ذالك على صحتها
سكنت ملامحه بذهول و ربط كل شيء بعقله من بدايه قولها في لندن "ما عندي محاظرات" و سفرتها للندن لسبب غير الدراسه الى انهيارها امامه في يوم ملكه ماجد و شهد ، فز من نداء الدكتور و عدل ملامحه يخفي ذهوله؛ تساعدني دكتور؟ مارح انساها لك
ميل شفايفه بعدم اقتناع؛ ابوك بيزعل
هز رأيه بالنفي و نطق برجاء؛ مارح يدري ، تكفى
تنهد و هز رأسه بالرضى و ابتسم ينطق؛ جدي و اعمامي موجودين ، تروح تقول لهم انها طاحت قدامكم و لا تقول لأحد حالتها الا جدي أحمد
هز رأسه بالإيجاب و رفع نظره له؛ و انت؟
ميل شفايفه لأنه حتى هو ما يعرف اجابه هذا السوأل و تنهد؛ الله معي
جرته خطاه لخارج المستشفى و رفع رأسه للسماء يشوفها صافيه بعد ما انقضى المطر ، و تحركت الغيوم يظهر من ورائه "البـدر" و اتسعت ابتسامته بلا شعور منه
~فزت من نومها بخوف تلتقط انفاسها بصعوبه و تشعر بصدرها يعلو و يهبط اثر انقباض ايسرها و يواجهها الغرفه البيضاء البارده بجانبها المغذيه متصله بمعصمها ، رفعت كفها تشد على رأسها من الصداع و الالم اللي داهموها ، اجحظت عيناها من تذكرت اخوها و نطقت؛ هتّـان!
رمت اللحاف من عليها تحاول تستقيم لولا دخول أحمد اللي منعها مباشرة؛ بخير بخير اقعدي انتِ
هزت رأسها بالنفي تتجمع دموعها مره اخرى و لا جفت لكنه ثبتها يهمس من حس بدخول أحد خلفه؛ ما يقوى قلبك و لا يقوى قلبي ، تكفين
سكنت حركتها و اخذت تنهمر دموعها من جديد و تنهد أحمد يجلس بجانبها و أخذ بكفوفها يسمعها تنطق؛ كان يكلمني ، كلمني و دعى لي و ضحك معي ، بعدها ارسل لي مقطع ارسل مقطع بالحادث و السيارات و هي تتصادم ، هتان لف عليه! لف بسيارته يصدمه و ارسل لي الموقع و و
ما قدرت تكمل من شهقاتها اللي كل مالها تتعالى و شد أحمد على كفوفها و نطق فالح اللي دخل بعد أحمد؛ ارسل لك مقطع؟ وينه؟
زمت ثغرها تنطق بضيق؛ بجوالي
رفع فالح حاجبه؛ وينه جوالك؟
عضت شفايفها تبكي اكثر؛ كسرته
وسع انظاره بذهول و نطق بهدوء يقترب لها؛ ليه كسرتيه؟
بلعت ريقها من تذكرت احداث الأمس و اخر شيء تذكره كان قفاه قبل يغمى عليها؛ دق علي
عض فالح شفته يغمض عيونه بتعب و استقام يمسح على ملامحه بغضب و قل صبر ، مسح أحمد على كفها و نطق بهدوء؛ وش قالك
ترددت في النطق و هزت رأسها بالنفي ما تقوى عضله لسانها على النظق و لا تبي تتذكر غطت ملامحها تبكي اكثر و تنهد أحمد يضمها له
~
انتهت من صلاتها تسلم و ترفع ايدها تدعي ، استقامت تخرج من الغرفه و قابلت امامها ماجد و استغربت وجوده؛ ما نمت؟
فز من سمع صوتها و تنهد براحه من كانت ريما ، هز رأسه بالنفي و اكملت هي؛ رجع بدر؟
تنهد يهز رأسه بالنفي؛ لا رجع بدر و لا ابوي و اعمامي يردون
ميلت ثغرها بعدم رضى و مررت نظرها على البيت الحالك السواد و نسمات البرد الخفيفه تعلن بدايه دخول الشتاء ، من بعد ما خرجوا لهتان حلف فارس ما يحلقهم احد و غادروا المكان و الى الان ما احد اعطاهم خبر ، سحبت سارة نفسها بهدوء من بينهم تدخل مكتب سعد برفقتها آني بدون لا تنطق كلمه ، جن جنون منيرة و اخذت بالبكاء على هتان و في لحظه خرج بدر من البيت يكسر يمين ابوه ، تقدمت له تجلس بجانبه؛ فتحت شهد الباب؟
هز رأسه بالنفي و شد على كفه ، كانت هادئة بعد ما غادر مبارك و اخذتها خطواتها لغرفتها تقفل على نفسها و حاولت فيها نورة و حاولت شروق و حاول رعد و حاولوا البنات و حاول هو يكملها و يجعلها تفتح الباب لأنهم ما يضمنون تواجدها لوحدهااعذروني على التأخير 🩶