اخذ يدندن و يضرب على العود بخفه و هو يتأمل السماء و يتأمل إكتمال الـبدر بسبب انتصاف الشهر و هو يحب جدًا هذه الأجواء و يعشقها ، ليل ، قمرآ ، شِتاء ، هبايب نجد ، و معشوقته اللي من سمع صوت وقع اقدامها هو بدأ يغني بصوت مرفتع؛
"أهواك وأتمنى لو أنساك
وأنسى روحي وياك
وإن ضاعت يبقى فداك لو تنساني
وأنساك وتريني بأنسى جفاك
وأشتاق لعذابي معاك
وألقى دموعي فاكراك أرجع تاني"
عضت على شفتها تشد على وشاحها تعطي شعرها و تغطي نفسها من البرد و زاد بردها من سمعت عزفه و غِناءه ، ابتسم يلتفت لها و هو لا زال يغني و يدندن. وبادلته الأبتسامة ترفع نظرها للسماء تتسع ابتسامتها اكثر من شاف القمر مُكتمل يزيد الأمر شاعريه ، اتسعت ابتسامته من بدأت هي تغني معه و انظارها على السماء؛
"في لقاك الدنيا تجيني معاك
ورضاها يبقى رضاك
وساعتها يهون في هواك طول حرماني"
اخذوا يغنون مع بعضهم يختلط حلو اصواتهم مع عزفه الشجي و رقته تحت ليلة قمرآ تتأمل فيه الـبدر و هو يتأملها لأنها قمراه و الأحب إليه ، انتهوا من الغناء و انتهى هو من العزف يضع العود جانبًا و التفت لها؛ و انا اقول البيت منور ليش!
ضحكت تعدل الوشاح و شافته يناظر فيها؛ مارح اقول بنور اهله لا تنتظر شيء!
ضحك يهز رأسه بالنفي و كملت هي؛ ما تخاف ابوك يصحى و يشوفنا؟
هز رأسه بالنفي يشوف ساعته؛ مارح يصحى الا قبل الفجر ، كلهم نيام!
هزت رأسها تنطق بسخريه؛ اهم شيء لا تصحى رنا و ما تلاقيني جنبها تفجر فينا!
عقد حواجبه بأستغراب لأنه سمع صوتها من غرفه ريما؛ رنا في غرفة ريما! ما تصير هذي
ضحكت من تذكرت الموضوع و اخذت تشرح الموضوع و اعتلت ضحكته تضربه هو لأن ضحكته كانت عاليه جدًا؛ ولد!
مسح على ملامحه يكتم ضحكته؛ اسف اسف ، عسى بس ما فضحت فينا!
تلاشت ابتسامتها من تذكرت حديثها هي و رنا تعض على شفتها بتوتر و عقد حواجبه هو ، انتبهت لتعقيدته تبتسم بربكه و تهز رأسها بالنفي؛ كانت تتكلم عنك! و تقول انها تحبك مره و انت تحبها و...
ميل رأسه بأستغراب من سكتت؛ و؟
بلعت ريقها و اخذت تلوم نفسها لأن كان ممكن يمر الوضع من دون هذا التوتر لكن لا زالت تفكر فيه ، رفعت كفها لشحمه اذنها تتحسها رغم انها مو واضحه بسبب الوشاح لكنها مرتبكه الان و جدًا ، عض على شفته لأنها توتره بكل مره تفعلها و لأنه لاحظها اكثر من مره؛ نزلي يدك و انطقي!
وقفت يدها ترفع نظرها له و تنهدت تبدا تحكي له كل ما قالته لها ، ابتسم هو يستمع لها و من انتهت هو رفع نظره لها يهمس؛ قالت كذا؟
هزت رأسها بالإيجاب و ضحك هو بخفه لأن هذي الاحداث كانت قديمه جدًا لكن الواضح انها لا زالت تتذكرها و التفت لها؛ كانت مراهقه رائد وقتها و كان صغير! و انا ما كنت اشيل بخاطري لأن الموضوع ما كان يأثر فيني او يهمني ، كان بعدها يجي يصيح عندي و يعتذر ، ماجد و ريما ما كنت اهتم لطلعاتهم!
ضحك بسخريه يكمل؛ و آل ظافر يا سعدي اذا ما رحت لهم!
ميلت رأسها بفضول و ما منعت نفسها تسأل؛ ما كان يهمك؟
التفت لها بأستغراب و كملت؛ اقصد يعني هم كلهم عيال تهاني الا انت و ما تهتم؟ اعرف خالتي تهاني ما قصرت معك لكن اذا قالوا لك كذا ما تحزن؟
ابتسم يهز رأسه بالنفي؛ ما احزن! مع اني كنت اسمعها كثير و انا صغير من مختلف الناس
اتسعت ابتسامته من مرت عليه ذكرى و التفت لها؛ ماني ولد تهاني ، لكني ولـد فَـارس!
~
تنهد يناظرها حامله رائد الصغير و بيدها الاخرى حقيبتها؛ لا توديني مو محتاجتك!
خرجت و خرجوا وراءها ماجد و ريما و فز هو من قوه اغلاقها للباب و تنهد مره اخرى يخلل اصابعه بشعره يجلس على عتبه الباب لأن الشجار احتد بينهم و رفضت تقضي الليلة هنا تكلم اخوها و ترجع بيت اهلها ، عض على شفته من سمع صوته يناديه و هو الشيء الوحيد اللي كان شايل همه لأنه سمعها و هي تترجى اهلها تأخذه معها لكنهم رفضوا رفض قاطع؛ لبـيه يا بابا؟
التفت له و رق قلبه من منظره اللي كان للتو مستيقظ و يفكر عينيه بتعب و فتح له ذارعه من تقدم له يحتضنه؛ وين ماما تهاني؟ و ماجد و ريما و رودي؟
سكت لثواني يعض شفته يفكر بكذبه لجل يكذبها عليه لكنه سبقه في النطق؛ راحوا لبيتهم الثاني؟
وسع انظاره بذهول لأنه ما توقع رده ابدًا و كان بينطق لكنه قاطعه يسبقه مره اخرى؛ اعرف ان عندهم بيت ثاني فيه ام و اب ماما تهاني ، بس انا ما اقدر اروح معهم لأني مو ولد ماما تهاني بس ماجد و ريما و رودي يروحون لأنهم اولادها ، و ام ماما تهاني ما تحبني! دايم تقول لا اقرب منهم و اذا لعبت مع رودي تقول ابعد عنه مو اخوك ، لكن عادي ما يهم!
رفع نظره لأبوه بحذر؛ ترا انا كبير! عمري سبع سنوات اعرف!
عض على شفته يمنع ابتسامته و عدل جلسته ينزله عن حضنه بحيث يقابل وجهه و ابتسم يميل رأسه؛ ايش اسمك؟
ميل رأسه بأستغراب؛ بَـدر...بَـدر فَـارس
اتسعت ابتسامته يهز رأسه و رفع كفه يضعها على كتفه يشد عليه؛ و النعم! أنت مو ولد تهاني لكنك ولـديّ! ولـد فـارس طرق عن خشومهم كلهم! بغوا و لا بغوا أنت بـدر فـارس!
اتسعت ابتسامته بحماس و كمل فارس؛ بعدين وش تبي بحب ام تهاني! عنها ما حبتك ، و انت اخو ماجد و ريما و رائد
هز رأسه بحماس و ابتسم فارس يحتضنه و يحمله و حاوطه بدر و اخذ فارس يقبل خده؛ ودك نطلع؟ عشان لا رجعوا ماجد و ريما تقولهم اني طلعت مع بابا لوحدنا و تقهرهم؟
هز رأسه و نزله يشوفه يركض لجل يتجهز و تنهد يدخل كفوفه داخل جيوبه ، لكثير من الأيام يبقى لوحده معه و اغلب ايامه كان تروح معه لأنه يبقى ملازمه و كل احد يتكلم و يذكر انه من ام مختلفه كان يذكرهم انه -بدر فارس- و كل ما قابل آل ظافر كان يعرفه بـ-بـدر ولديّ- و كان يشد على كلمه ولدي لأنهم ما يكفون عن رمي الكلام لكنه ما كان يهتم لهم ، و استراح باله من عرف انه ما يُبدي لهذا الأمر كثير الاهتمام و هذا مبتغاه ان يعلمه انه ما يهم و يعرف بأن تهاني ابدًا ما تقصر معه ، ابتسم من سمعه يناديه و توجه له؛ جاي يا بابا جاي!
~
رفع اكتافه يلتفت لها؛ يمكن ابوي زرع فيني هذا الشيء مادري!
هزت رأسها بفهم و حلت لحظات صمت وجيزه ، وقعت انظاره على العود تتسع ابتسامته من خطرت بباله فكرة؛ تتعلمين؟
التفتت له بأستغراب تقع انظارها على العود اللي يأشر عليه و رفعت حاجبها؛ قالت لي رنا ما تسمح لأحد يلمسه!
ضحك يهز رأسه؛ انتِ غير عاد ، جربي يلا بعلمك!
هزت رأسها بالإيجاب و اخذ هو يعلمها كيف الوضعية الصحيحه لحمله و كانت هي مركزه جدًا ، مده لها لجل تجرب و طبقت ما قاله و اتسعت ابتسامته من عرفت؛ ممتاز! و الحين وش ودك تعزفين؟
ميلت ثغرها تفكر لثواني و نطقوا اثنينهم في نفس اللحظة؛ مُـذهله!
سكنت ملامحها تتأمل ابتسامته تستغرب معرفته لكن مرتها ذكرى ذالك اليوم اول ما عرفت انه يعزف و من اخبرته بحبها للأغنية ، ابتسم و كان بينطق لولا منبه جواله و عض على شفته؛ ابوي بيصحى!
وسعت انظارها من استوعبت تمد له العود و تستقيم تعدل الوشاح و استقام هو حامل بيده العود ، ابتسمت ترفع نظرها له؛ شكرًا مونمان!
اتسعت ابتسامته يهز رأسه و توجهوا ينزلون ، اسرع يتوجه لغرفته يغلق الباب خلفه و عض شفته لأنه سمع دق الباب و اللي تكون تهاني و المفترض انه يكون نايم الأن ، خلع ثوبه بسرعه و اخذه يمثل انه راح يلبسه من جديد ، فتحت الباب تتسع انظارها من شافته؛ صحيت!
ابتسم بربكه يهز رأسه و ميلت رأسها بأستغراب لأنه كان واضح عليه التعب و النوم و اعتقدت انه مارح يصحى بسهوله؛ الحق على ابوك
هز رأسه بالإيجاب و لبس ثوبه يتعطر و يخرج من غرفته ، ابتسم من شاف ابوه اللي بادله الأبتسامة؛ صاحي بدري اليوم؟
مثل الصدمة على ملامحة يضع كفه على صدره بدارميه؛ افا عليك دايم كذا انا!
رفع فارس حاجبه و ضحك بدر على ملامحه ، تنهد يربت على كتفه بقل حيله و من سمع صوت الآذان شد على كتفه؛ حيّ على الصلاة يالـبدر
خرجوا من البيت يتوجهون للمسجد مشيًا على الأقدام لجل يحتسبون الأجر ، فز من سمع لفضه البا وراءه و التفتت يضحك بخفه من كان رائد المكشر و لف يشوف ملامح ابوه اللي يصغر انظاره و يناظره بحده يعض شفته؛ يويلك يا رائد
دخلوا المسجد يأدون فرضهم و من انتهوا بقى هو يقرأ اذكاره و وِرده ، انتهى و استقام يعدل ثوبه و التفت يبتسم بخفه من شاف عمه فالح الواضح على ملامحه الغضب و امامه أمجد و سعد اللي واضح عليهم النوم ، تقدم يخمن نقاشهم و اصاب من نطق فالح بحده؛ اسلم يميني و شمالي ادور عيالي في الصفوف الأولى و اخرتها الصف الأخير؟ يا سواد وجهك يا فالح
كتم بدر ضحكته و رفع أمجد نظره يخزه ، التفت فالح لمكان ما يناظر أمجد و رفع كفه يضرب كتف بدر يتركه يشهق من قوه الضربه؛ شوفوا اخوي يخلص صلاته و ولده جنبه في الصف الأول!
ضحك بدر يدلك كتفه و هز رإسه بقل حيله؛ ليت كل العيال بدر!
وسع أمجد انظاره و كان بينطق لولا فالح اللي قاطعه؛ اي والله ليت كلهم بدر!
خرج بدر من المسجد يضحك على ابوه اللي يهزئ رائد على لفضه الباب ، فز من شعر بأحد خلفه يضربه و اللي كان سعد اللي سحبه من ثوبه؛ توقف ضد عيال عمك!
ضحك يرفع اكتافه؛ عمي وش تبي اقول!
دفعه سعد و اخذوا يكملون مشي؛ مفروض تقول لا يا عمي عيالك يشرفون و ان بس اليوم راحت عليهم نومه تعـ...
هز رأسه بملل يسلك له؛ ان شاء الله ان شاء الله...
كشر أمجد يدفعه؛ من يوم نقلتوا حارتنا و انا حاس انك مارح تسوي خير!
وسع انظاره بذهول؛ انا!
تجاهلهم سعد يقاطع موضوعهم؛ بتروحون المطار؟
هز بدر رأسه بالإيجاب و التفت لأمجد؛ تخاويني؟
صغر انظاره بحذر؛ بسيارتك؟
كشر يرفع حاجبه؛ يعني لو بروح بسيارتي طلبتك تخاويني؟
وسع أمجد انظاره و ضحك بدر يهز رأسه بالنفي؛ بسيارتي!
~
« مطار الملك خالد الدولي »
ابتسم للموظف يصافحه و يشكره ثم توجه لهم يتنهد بقل حيله لأنهم لا زالوا يودعونها؛ بتطير علينا الطياره!
رفع حاجبه بغرور يكمل؛ داري ما تصبرون بدوني لكن الشكوى لله!
رفع سعد حاجبه يلف لهم؛ الواضح لي انهم يودعون على زوجتك و عيالك و انت ما حولك احد!
كشر لكن سرعان ما اتسعت التسامته من فايز اللي تقدم له؛ لو سمحت اخوي ما ارضى عليه! بعدين عمك هذا ما تستحي!
ابتسم ياخذه تحت جناحه و يقبل رأسه؛ بعد جبدي اخوي العود!
ضحك فايز و لف بنظره على المكان تقع انظاره على فرح الواضح عليها الحزن و التفت لنواف يأشر عليها؛ لو سمحت يا اخوي العود تروح تودع خطيبتي و تاخذ بخاطرها ، بما اني ما اقدر يعني!
رفع نواف حاجبه يناظره بطرف عين و ضحك فايز من دفعه بعيد عنه ، تقدم لفرح ياخذها تحت جناحه؛ فروحه مكشره افا!
زمت ثغرها ترفع ذراعها تحاوطه؛ فروحه تقولك ليش ما تطولون زياده!
رفع اصبعه يضرب جبينها؛ نطول اكثر من جذي؟ ابين يتلوني من هنيه؟
ضحكت تهز رأسها بالنفي و ابتسم يقبل رأسها
ضحكت حنين تحتضن عهد اللي انهارت من استوعبت انها مارح تحضر ولادتها؛ الهرمونات لاعبه فيج لعب مو صاحي!
ضحكت عهد تنسح دموعها و تهز رأسها؛ مالكم حق عاد نونو السلطان ما تحضرون ولادته و لا عقيقته!
ضحكت حنين و مررت نظره تسأل؛ ديم و ضحى وينهم فيه؟
ضحكت وعد ترفع اكتافها بقل حيله؛ في غيبوبه بعد العرس! عاد بتصير انهيارات اذا عرفوا لكن الشكوى لله!
هزت ريما رأسها بالإيجاب و اشرت بعيونها لرنا؛ لو ما كانت صاحيه ما اخذتها معي اساسًا!
رفعت رنا حاجبها و ضحكت ريما؛ رنا يا محور الكون! ما اتكلم عنك اتكلم عن نغم!
وسعت نغم انظارها تأشر على نفسها؛ انا؟
ضحكت ريما تهز رأسها بالإيجاب ، تأففت حنين لأنهم متأثرين جدًا و هي تحاول قدر الأمكان تحبس دموعها و اخذت تحاول تغير جوهم؛ شكروا شهد لأن لولا ملجتها ما طبينا هنا!
رفعت شروق حاجبها تناظرها؛ يعني ما كنتي بتحضرين زواجي؟
هز ريم رأسها تأيدها؛ و لا عقدي؟
هزت حنين رأسها بالإيجاب؛ ما تهموني!
رفعت رأسها بتملل من احادثيهم و تنهدت تنسحب منهم و اخذت تتمشى في المكان ، فزت من سمعت احد يناديها تلتفت؛ رنـا!
التفتت و سكنت من كان قصي اللي تقدم لها و ضل واقف و صامت ، اكتست ملامحه باللون الأحمر من خجله و رفع كفه يحك مؤخره رأسه ، التفت لأبوه اللي يناديه و اللي انقذه من موقفه المحرج يركض له و مشت هي وراه
تنهد من دوى في المكان صوت غيد و غدي اللي ودعتهم نغم تبكي بعدها و يبكون معها ، حملهم رغمًا عنهم و ابتسم يلتفت لهم يشوفهم صافين يلوحون لهم و زادت ابتسامته من لمح أحمد اللي يمشي اتجاههم و نزل غيد و غدي يسرع بخطواته له يقبل رأسه؛ ودعتك امس!
ابتسم أحمد يربت على كتفه؛ ما اسمه وداع يا نواف!
ابتسم نواف لأنه بكل مره يقول -بودعكم- يغضب منه و يزعل لأنه يقول انه بيرجع لهم من جديد ، هز رأسه و توجه للعيال يسلم عليهم واحد واحد فايز ، سعد ، أمجد ، ماجد ، بدر ، رائد ، أنس ، إياد ، هتان ، لؤي و ليث ، و كذالك حنين اللي ما قدرت تتماسك دموعها اكثر من احضتنها أحمد تسمح لها بالأنهمار ثم تتوجه للبنات يتجمعون حولها جميعهم و يحضنونها وسط دموعهم جميعًا ، ابتسم يرجع لحنين اللي ممسكة بعدي بإحدى اياديها و انحنى يحمل غيد و غدي من جديد و اخذوا يمشون ، وقف فجاءه و وقفوا معه و التفت للمره الأخيره و اتسعت ابتسامته من صدق احساسه يشوف جميع اخوانه اللي اتو للتو يقفون بجانب عيالهم و محمد اللي بالرغم من حزنه الا انه ما فوت فقره توديعه و منيرة و فاطمة اللي واقفين بعيد عنهم و كان بيرجع لهم لولا العكسري اللي اخبره بأن وقت الرحله اقترب و انه يسبب عرقله و ابتسم من شاف أحمد يضحك و ياشر له بالمشي ، اهله و ناسه و ربعه جميعهم هنا لجله ، يودع نجد العذيه مسقط رأسه و معشوقته يعيش فيها افضل ايامه بجانب ربعه و اهله و لا في عمره شعر بأنه غريب بينهم حتى اخوانه عيال محمد بالرغم من المده القصيره اللي عاشها معهم لكنهم عاملوه و كأنه اخوهم و من دمهم ، يعز عليه فراقهم و حزنه كبير في هذه اللحظه ، ابتسمت حنين من رأت دمعه وحيده تتمرد على وجنته و تمتماته بالدعاء لهم و التفت لهم يبتسم و يمشون متجهين لقاعة انتظار الطائرة
~
اخذ كوب القهوه ثم رجع لها يشوفها لا زالت تبكي و تنهد؛ اخ يا حنيني! لا تزيدين همي طالبج!
ضحكت تمسح دموعها ، وقعت انظاره على الجوازات و اتسعت ابتسامته من شاف جوازها الأزرق يتزين بجانب جوازه و جوازات عيالهم الخضراء و هو المنظر الأحب لقلبه ، رفع نظره من سمعوا النداء الأخير ثم رجع يناظرها و ابتسمت؛ يا حلو الكويت؟
هز رأسه يستقيم و ياخذ جوازتهم؛ يا حلو الكـويـت!
~
عدل شورته و بلوفره الأبيض يدخل كفوفه في جيوبه لأنه شعر بالبرد فجاءه ، مرر نظره عليهم يتأملهم و ابتسم بهدوء لأنه يحب و جدًا يتأملهم و يستشعر معنى العائلة ، اخذ يلف نظره للمطار الشبه فارغ بحكم ان الوقت باكر جدًا و المكان يخلو من الزوار ، نزل انظاره لجواله اللي اهتز يعقد حواجبه من شاف رقم احد الطاقم الذي يعملون في خدمته و اللي يكونون من اتباع بندر سابقًا ، بلع ريقه بتوتر يرد؛ طال عمرك المطار محاصر!
فتح اعينه على مصرعيهما يستوعب الجمله اللي وقعت عليه كالصاعقة و لأن يعرف من بيحاصر المطار الان و من غيره خاله اللي ينوي شرًا دائمًا ، رفع كفه يمسك رأسه من داهمه صداع؛ فيه اربعه من الداخل و الباقي في الخارج ، و الكاميرة اللي امامكم ماهي موصله بنظام المطار!
اخذ نظره خاطفه على الكاميرة اللي يقصدها و اللي الواضح انه يراقبهم منها ، اخذ بقيه العلمومات منه يهز رأسه؛ بحلها ، لا ترسلون فريق
لو اُرسل فريق بيتراود الشك لمحمد اكثر اكثر و هذا اللي يحاول يتجنبه ، عض على شفته يحاول يفكر و يمرر نظره على المكان ، وقعت انظاره على الزجاج العاكس بجانب الكاميرة و بحسب خبرته فهو يصعب كسره ، جمع افكاره في لحظة و انسحب منهم بهدوء لجل ينفذها بدون لا أحد يشعر به يركض لسيارته يفتح الدرج ياخذ منه مسدسه اللي يلازمه دائمًا و معه كاتم الصوت و ركض يعود ادراجه لهم يحاول يخفي المسدس في جيب بلوفره
نزلت انظارها لجوالها اللي انارت شاشته برساله منه و اللي كان محتواها "خذي المسدس" عقدت حواجبها بذهول ترفع نظرها له بسرعه تشعر بالخوف ، شاف نظرتها له و صد يوقف قريب منهم و اخرج المسدس ببطىء و بدون لا أحد يلاحظ يتركها تتسع انظارها بذهول و خوف ، لمح احد رجاله تتسع ابتسامته لأن خطته تسير مثل ما خطط لها و اخذ نفس لأن الخطوه قادمه صعبه جدًا ، رفع نظره للكاميرة و ابتسم بسخريه لأنه يعرف ان ابتسامته بتصل للمبارك ، ضغط على الزناد تنطلق من بعدها الرصاصه و تُصيب الزجاج العاكس لترتد بعدها و تتوسط صدره ، كتم شهقه المه و تمالك نفسه و قواه يحرك مسدسه نحو الرجل الغير منتبه له يطلق طلقه و تقع بجانبه الا ان الرجل بسبب خوفه و رده فعله التفت يطلق رصاصه عشوائية و ابتسم بدر يرمي من بعدها مسدسه بعيدًا ، كان هذا تحت انظارها المذهوله و تحاول تستوعب فعلته و سببها و لا وعت الا على صوت اطلاق النار يتبعها بعدها صرخته يمثلها و صراخ البنات ، استوعبت كلمته بأنها تاخذ المسدس و من شافت انشغالهم هي ركضت تأخذه من الأرض بايدها اللتي ترجف بخوف و اخذت تخبيه في حقيبتها
مسك صدره بالم يشوف الدم اللي بدأ ينزف على يديه ، كانوا متجمعين حوله لكنه كان يصارع المه و من حصل له الاستيعاب هو دفعهم عنه يصرخ؛ الحقـوه!
التفتوا يشوفون ظل الشخص اللي هرب و فز سعد اللي من حسن حظه كان ببدلته لأنه كان بعدها بيتوجه لدوامه ، ركض و اخذ اللاسلكي يكلم و يأشر لعساكره المطار اللي بدأوا في التحرك
رجفت كفوف فارس اللي فز من طاح ولده من طوله و يشوف بلوفره الأبيض اللي اصبح يتوسطه بقعه حمراء كبيره و سودت الدنيا في وجهه ينسى المفترض عليه فعله و فز ماجد من شاف حال ابوه ينحني و يجلس بجانب جسد بدر يثبته و اخذ يخلع بلوفره ببطء يحاول يسعفه الاسعافات الأولية و التفت لرعد اللي جلس بجانب بدر يناديه و يتكلم معه لجل لا يفقد وعيه ، كشر إياد و نطق بخوف على صاحبه؛ هذي سوالف الله يلعنك!
التفت رعد لبدر ينطق و الواضح على نبرته الارتجاف؛ سمعت؟ إياد يلعن
ابتسم بخفه و يحاول ما يضحك او يتحرك و همس؛ قله لا يلعن
كمل رعد سواليفه و كان يسأله و يستعبط عليه بالرغم من خوفه و ارتجافه و شحونه الموقف لأن في لحظات اصبحوا العساكر يحاوطونهم و يحاولون يجمعون الناس لجل يتأكدون من سلامتهم ، اخذ ماجد شماغه يمزقه و يضعه على مكان الجرح لمده دقائق لجد يتخثر الدم و يتوقف النزيف ، كان يضغط على الجرح بخفه لجل لا يتوقف تنفسه او يصعب عليه
عض فايز شفته يحاول يهدئ البنات المرعوبات من صوت اطلاق النار إلى جسد بدر اللي تهاوى بعدها و العساكر المنتشرين الان ، عضت ريما شفتها تشد على رنا اللي دافنه وجهها في حضنها و تبكي و ترتجف برعب لأنها شافت بدر و شافت الدم و كانت بتركض له الا انها مسكتها ، كانت نغم مركزه مع ماجد اللي مرت دقائق و هو يضغط على الجرح و بدأ يفقد لعصابه لأن الاسعاف و الطاقم الطبي تأخروا و اصبح يصرخ فيهم ، التفتت تشوف البنات اللي يحاولون يهونون على بعضهم و فايز يحاول معهم و عمها عبدالله و خالها فيصل يحاولون يهدون من روع منيرة و فاطمة و من جهه فهد اللي يحاول يخفف عن محمد الضغط و بجانبه أحمد و عمها سعد و خالها فالح اللي يتكلمون مع العساكر و اخوها هتان اللي يسند فارس و معه رائد اللي يحاول يخفي رعبه ، وقعت انظارها عليه تشوفه يبتسم وسط هذي المعمعه كلها و اللي كان هو سببها و الى الان ما تعرف السبب ، نزلت انظارها لشنطتها تشوف مسدسه موجود و بلا شعور منها اتسعت ابتسامتها تتلمسه و تهمس؛ مجنون يا مونمان ، مجنون
جمدت ملامح أمجد من اغلق بدر اعينه نتيجه فقدانه للوعي و رجف فكه؛ ليش غمض؟ ليش غمض!
بلع رعد ريقه بخوف و التفت بغضب لأمجد؛ بالله ذكرني وش رتبتك؟ فقد الوعي يا ملازم!
اخذوا يتهاوشون و كان إياد هادئ كعادته يناظر في بدر ، رفع ماجد انظاره للؤي يرص على اسنانه و ينطق بحده؛ فارقهم من عندي!
تقدم لؤي و سحب أمجد و رعد من ياقتهم لكنهم ما اهتموا و ضلوا يتهاوشون و عض لؤي شفته بغضب يضرب رؤوسهم ببعض ، عض رعد شفته بألم و رفع نظره لأمجد اللي نطق؛ حشى صخله مب راس!
دوى صوت سيارات الأسعاف في المكان و تنهد ماجد براحه من تقدموا الفريق الطبي حاملين معهم النقاله
~
فتح انظاره ببطء ثم رجع يغلقها من النور الساطع اللي داهمه ، مرر انظاره على الغرفة البيضاء اللي هو فيها و الاجهزه اللي تحاوطه و عقد حواجبه يجهل وجوده هنا ، اتسعت ابتسامته بخفه من حصل له التذكر بالأحداث اللي حصلت و المعمعه اللي سببها هو ما غيره ، عض شفته بألم من تحرك ناسي جرحهه
رفع نظره للي دخل الغرفة؛ اركد جرحك بعده ما طاب
ابتسم يشوف الدكتور حسن داخل و معه ممرضه ، عطاه ظهره يتجهه للطاولة و ضحك توجهت الممرضه تشيك عليه و تفحصه ، انتهت الممرضه تخرج بعدها و التفت الدكتور حسن لبدر اللي تلاشت ابتسامته من شاف الحده الواضحه و بلع ريقه؛ خل نتفاهـ...
تقدم يرص على اسنانه بحده؛ مهبول؟ مطفوق؟ متخلف؟ وش تبي اقول عنك!
كتم بدر ضحكته و رفع حسن صوته اكثر و اخذ يأشر على رأسه؛ جزمه هنا؟ نعال؟ صخله؟ وين كان عقلك وقتها!
بلل شفتيه يحاول يكتم ضحكته و بدأ حسن مواله من جديد و كان يعصب اكثر لأنه يشوف منه عدم الأهتمام منه و صرخ يفز بدر و فز معه حسن من انقبضت ملامحه بالم و ضرب رأسه؛ مابعد رجع عقلك؟ اقولك جرحك ما طاب!
ابتسم بدر يغمز له؛ تخاف علي!
كشر حسن و اخذ يعدل جلسته بحيث لا يتألم اكثر ثم سحب كرسي يجلس امامه ، ناظره بدر بأستغراب و رفع حسن حواجبه؛ مو قلت نتفاهم؟ فهمني
تنهد بدر يحك مؤخره رأسه و يبدأ بالحديث؛ ياخي وش تبيني اسوي! لو ضليت واقف و ما تحركت كان الرصاصه في جسم احد غيري منهم! و اذا قلت لهم انه محاصر بيشكون زياده كان حلي الوحيد!
تنهد حسن يدلك ما بين حاجبيه بتعب؛ و اذا شافوا تصوير الكاميرة و شافوا ابتسامتك الغبيه؟
سكت بدر ما حسب حساب هذا الموضوع لكنه سرعان ما اتسعت ابتسامته يضحك من استوعب "ابتسامتك الغبيه"و الواضح انه شاف التسجيل؛ حذفتوه صح؟
تنهد حسن يهز رأسه بقل حيله؛ اخر مره ، بعدين يسألون عن مسدسك بيصادرونه
سكت يشتت انظاره بعيد و رفع حسن حاجبه بأستنكار؛ بدر...مسدسك وين؟
حك طرف جبينه يناظر في كل مكان الا وجه حسن و نطق بخفوت؛ مع نغم...اقول مساء و لا صباح؟
تعالوا تويتر le2oll
تيك lena.gb7
استمتعوا 🩶🩶🩶