البارت الرابع والأربعون ، الفصل الثاني

835 36 16
                                    



البارت(٥٥٦)

لم تكن النهـاية...بل كان مفترق طرق نبدأ فيه فصـلًا جديـدًا ، نترك جميع الأحداث السيئة وراء ظهرنا و نبدأ حياه جديدة و فصل جديد ، تمر الأيام و الشهور و السنين ، تمر خمس سنين منذ ان حصلت كل تلك الأحداث...
التفت أحمد لأخوه محمد اللي رفض يفارقه طوال هذه الخمس سنين يرفضون يعيدون سنين البُعد يبقون بجانب بعضهم و يكونون لسند بعد موت امهم يكملون وصيتها بأن يبقون سويه حتى الممات
تنهد محمد اللي زاد شيب شعره و كثرت تجاهيد الزمان؛ خمس سنين يا أحمد خمس سنين
هز أحمد رأسه يلوح بعصاه اللي اصبح ما يمشي الا بها؛ الله يرحمها...يرحمهم
عدل دعوته يضم ابوه فيها و رفع نظره لقصره اللي رجعوا يفتحونه من شهر بعد عوده الجميع و لم شملهم من جديد بعد الفراق و البُعد لمده خمسه أعوام ، اتسعت ابتسامتهم اثنينهم من دخل صاحب الجسد الصغير يُكمل عامه الرابع يركض نحوهم بحماس و انحنى محمد يفتح ذراعيه له يضحك؛ هلا بشيخ الشيوخ هلا! هلا بـخيّال!
ضحك خيّال يحضن جده ، دخل فـايز وراءه و خلفه فـرح اللي تنهدت؛ كم مره اعلمك ما تنط عليهم كذا؟
ضحك خيّال بورطه و ضحك أحمد معه؛ خليه يا بنتي خليه ، خفي على ولـدك!
"خيّـال بن فـايز آل سُـلطَـان"
تقدم فايز يأخذ ولده من حضن ابوه لكن خيّال هز رأسه بالنفي يعاند؛ لا! ابي جدي
رفع فايز حاجبه من رفضه؛ طالع عنيد كذا على من؟ تعال بسرعه
ضحك أحمد يلتفت لفرح؛ الله اعلم!
ابتسمت فرح تجحد؛ لا تناظرني!
رفع محمد انظاره لفايز؛ خله معي
ميل فايز ثغره بحيره؛ بيعورك ابوي
هز محمد رأسه بالنفي؛ ما عليه خله معي
تنهد فايز بقل حيله يرجع يجلس بجانب فرح ، فايز و فرح اللي ضلوا في الرياض يبقون مع اهلهم يرعونهم طوال الخمس سنين و يجلبون طفل صغير يُنير عليهم وحدتهم يصبح الأقرب لقلب أحمد و فايز ، دخلوا منيرة و فاطمة تتسع ابتسامتهم من شافوا خيّال ، ضحك فايز يلتفت لفرح؛ المفروض هذا ما جبناه اكل علينا الهوى كله
التفتت عليه فاطمه اللي سمعته و هي ترفع خيّال؛ ما اغلى من الولد الا ولد الولد
سندت فرح رأسها على كفها؛ اربع سنين و انت تسمع هالجمله مفروض تتعود
التفت محمد لهم يسألهم؛ بيجون اخوانكم؟
هز فايز رأسه بالإيجاب؛ جايين الليلة و بيكملون الشهر
تنهدت منيرة تجلس و تكف كفوفها؛ ايه ازين ، مالهم شهر جايين و كل واحد في بيته
هزت فرح رأسها تأييدها؛ كورونا خرب علينا ، ما كمل زواجنا شهر الا هو جاي يحجرنا سنتين و من خلصت شكل وضع الغربه عجبهم و لا رجعوا الا قبل شهر
رفع فايز اكتافه يضحك و يناظر لمحمد؛ اما انا اشكره ، ثمان و عشرين سنه احاول اثبت لأبوي اني احسن عياله و لا صدق الا يوم صرت الوحيد اللي ما خليته!
هز محمد رأسه بالإيجاب يأكد كلامه؛ اي والله انك احسنهم!
ضحك فايز بسعاده و تنهدت فرح بقل حيله ، ابتسمت بخفه تشوف منيرة و فاطمة يلعبون مع خيّال و أحمد و محمد يتأملونه ، حمدت ربها على مرور هذه السنوات و انقضاءها لأنها شافت صعوبتها عليهم ، و الأهم من ذالك هي عاشتها بجانب شخص تحبه و توده و يودها ، التفتت له تبتسم لأن انظاره على خيّال يضحك على حركاته ، تحمد ربها بأنها اراها الطريق الصحيح و الأختيار الصحيح تداهمها هواجيسها كيف لو رفضته في ذالك الوقت؟ كيف بتكون حياتها الان بدونه؟ و بدون قطعه حبهم الصغيرة يتقدم نحوها تضحك هي بسعاده و تحمله في حضنها يميل خيّال رأسه؛ ماما!
عضت شفتها ما تتحمله و اخذت تقبل خده؛ لبيه يا ماما لبيه؟
ابتسم فايز يتأمل الفتاه اللي عاند في حبها رغم رفضها له لكنه ما استسلم و حاول و هاهي الان تجلس بجانبه و هي زوجته و في حضنها طفله اللي كان منها ، شعرت به يشابك كفه بخاصتها و رفعت انظارها له تشوفه يبتسم و ابتسمت هي تبادله الأبتسامة
رفع أحمد ساعته يتأكد منها؛ على وصول كلهم ان شاء الله
~
اخذت العوده تضعها على الفحمه ينتشر الدخون و حملت المبخره تدخل الغرفه تشوفه ينسف شماغه و ابتسمت؛ محـمد و سـعد تحت
داهمته رائحه العوده من قبل نطقها يلتفت لها و يبتسم؛ ازين نحرك سوا
تقدمت نحوه تبخره و ابتسمت تلاحظ الشيب اللي كثر في لحيته؛ كبرت يا فـالح
ضحك بخفه يهز رأسها بالنفي و يعدل جملتها؛ كبرنا...كبرنا يا نـادية
رفعت حاجبها تهز رأسها بالنفي؛ كبرت لوحدك ، باقي شباب
ناظرها بطرف عين يشوف عنادها؛ احـفادك ينتظرونك تحت يا نادية
ضحكت تهز رأسها بالنفي؛ احفادي يزيدوني شباب
هز رأسه بأسى يعرف بأن النقاش عقيم معها ، اخذت المبخره تضعها على الطاولة و التفتت له؛ يلا العيال ينتظرونا تحت...
تأفف سـعد بضجر و هو ينتظرهم و التفت يشوف باب شقته اللي كانت بجوار بيت ابوه و امه ، اتسعت ابتسامته من فُتح الباب يخرج منه الجسد الصغير تركض يحرك الهواء سمـاوي فستانها و شعرها القصير
فتح اذرعه لها يرفع صوته و هو يرحب بها؛ حيّها بنـت ابوها ، حيّ الـشادن!
"شـادن بنت سـعد آل سُـلطَـان"
تعالت ضحكاتها من حملها سعد يدورها في الهواء و اخذت تصرخ؛ بابا stop!
وقف و اخذ يقبل خدها بقوه؛ يا كل بابا انتِ ، ايش السماوي الحلو هذا؟
ضحكت بخجل تدفن وجهها في عنقه ينهار كله من حركاتها اللي شلعت قلبه  و اخذ يقبل رأسها؛ شوي شوي علي يا بابا ما اتحمل
التفت من سمع عذوبه الضحكات خلفه تتسع ابتسامته من اقبلت عليه يبان سماوي فستانها من تحت عبايتها و صوت الخلخال في ساقها و من اصبحت بجانبه هو ميل رأسه نحوها يهمس؛ تلبسين انتِ و بنتك سماوي ناويين علي انتم؟
ابتسمت رِيـم تميل رأسها على كتفه؛ اجدد شعورك!
حاوطها بذراعه الأخرى يقبل رأسها؛ كل يوم و كل لحظه يتجدد شعوري فيك!
ابتسمت بحب تشوف صادق شعوره اللي يشع من ناظريه يمر في بالها بدايتهم ، وقت اُجبرت توافق على شخص غير الشخص اللي ساكن قلبها ، تذكر مكابرتها له و لشعورها و جرحهها له لكنه ما اهتم يرمي بكل شيء في عرض الحائط و يفعل اي شيء لجل تصبح حلاله ، يرمي بالعادات و التقاليد وراء ظهره و لا يهتم لأي احد يوقف في طريق حبه لها
رفعت شادن رأسها تعطس عطسه صغيرة و التفت سعد لها يشهق؛ بسم الله على قلبي ، بسرعه ندخل السياره لا يمرض قلبي
ضحكت ريم و مثلت الصدمه تجاريه؛ بسرعه سعد بسرعه
ركض بها و ركضت خلفه ريم و تعالت ضحكات شادن بسعاده يضحكون سعد و ريم معها
~
خرج من المسجد يلبس شوزه و التفت ورائه يشوف الطفل الصغير حامل بيده الشوز يتبعه و ابتسم بقل حيله؛ ما علمتك ماما؟
ابتسم صاحب الأربع سنين بورطه و ضحك محـمد من ملامحها؛ اجلس يلا البسك
جلس و انحنى محمد يلبسه ، تأفف محمد من حركتخ يرفع نظره؛ راجـح بابا اهدا!
"راجـح بن محـمد آل سُـلطَـان"
وقف راجح يضحك؛ اسف
انتهى محمد و استقام يشابك يده بيد راجح يمشون عائدين للبيت ، فتح باب البيت و ركض راجح يصرخ؛ ماما!
ابتسم محمد بخفه من سمع ضحكاتها و استقبالها للراجح ، مشى نحوهم تتسع ابتسامته من شافها تحمل راجح و تضحك معه و هو يشرح لها بأنه صلى بجانب ابوه ، رفعت نظرها من شعرت به؛ اهلًا اهلًا
تقدم يقبل رأسها و رفعت حاجبها؛ لا تصرف الموضوع ، وش يعني تاخذ ولدي للمسجد بدون لا ادري؟ بغى قلبي ينشلع!
ضحك يقبل رأسها مره اخرى؛ بسم الله على قلبك ، طلبني يروح معي
ناظر راجح اللي يضحك و ابتسم بخفه؛ ماقدرت ارده
صدت عنه بزعل و ضحك راجح اللي اردف؛ ماما زعلت منك!
رفع محمد حاجبه يشوفه يضحك؛ بسببك!
في لحظه تعالى في انحاء البيت صوت طفله يبتسمون ثلاثتهم و اسرع محمد بخطوته؛ صحت روحـي صحت!
مشت عهـد خلفه و هي تضحك حامله بيدها راجح ، دخلوا الغرفه ثلاثتهم يتجمعون حول السرير ، يشوفون الوجه الملائكي الصغير يضحك لهم الطفله صاحبه العشر اشهر ، رق قلب محمد و انحنى يحملها؛ روح محمد انتِ روحـه!
"رُوح بنت محـمد آل سُـلطَان"
قبل خدها و ضحكت هي تمسك ذقنه و تحرك يدها الأخرى بسعاده و ضحك عهد بذهول؛ يمه منها! ايش السعاده هذي كلها؟
ابتسم محمد يقبل خدها من جديد؛ روح محمد هذي اكيد بتكون سعيده!
دق راجح كتف امه؛ نزليني ابي روح!
ضحكت تنزله و ركض راجح لعند ابوه و انحنى محمد لجل يكون بمستواه و ضحكت عهد؛ ساحرتكم هالبنت!
رقت ملامحها من منظرهم سويه ، تحمد الله بعد كل هالعقبات اللي حصلت لهم تشوف الراحه الان اخيرًا ، تحمد الله على حسن تدبيره لها و حسن اختياره ، يختار لها الشخص اللي بيوقف معها مهما كانت العقبات اللي تواجههم الشخص اللي يهون عليها مصائبها و يوقف معها ، يتخطون سويه امر حملها الأول و تتعالج هي بعده تحمل مباشره براجح و ثم روح ، و لا ينسون اول ثمرات حبهم سـارة اللي ما تفارق دعواتهم ابدًا و لا زالوا يذكرونها و من اول رجعتهم للسعوديه كانت اول محطاتهم قبرها يدعون لها بالرحمه
شعر محمد بهاتفه يهتز و تنهد بضجر؛ اكيد سعد يحرق جوالي
ضحكت تأخذ منه روح و هزت رأسها؛ متأخرين اساسًا يلا!
~
رفع رسغه يشوف الساعة و تنهد يرفع صوته؛ تأخرنا! عجلوا
رفع نظره من نزل إيـاد ممسك بيده طفل صغير ، إياد اللي تغير خلال الخمس سنوات يزيد هدوءه و رزانته و يصبح يشبه أنس في الشكل و الشخصيه ، تقدم إياد نحو ابوه؛ ما تعرف امي يعني؟
تجاهله فهد يركز نظراته نحو الطفل الممسك بيد إياد تتسع ابتسامته؛ ارحب يالسميّ ارحب!
"فـهد بن أنـس آل سُـلطَـان"
انحنى فهد يحمل فهد الصغير اللي ابتسم بهدوء نحو جده و ضحك إياد بقل حيله؛ فهد جونيور سكر علينا الجو!
هز فهد رأسه بالإيجاب؛ فهـد ولد الفـهد!
دخل أنـس على جمله ابوه يبتسم بخفه؛ و الفهد وش له؟
ضحك إياد بخفه يلتفت نحوه؛ لنا انا الله انا و انت
التفت فهد نحوه ولده؛ اطلع استعجل مرتك و امك و لا بمشي واخليكم
اشر على خشمه يصعد الدرج ، ابتسم إياد يتأمل ابوه بسعاده و اطمئنان بعد ما انتصر هو و خسر المرض الخبيث ، ما يرجعون للسعوديه حتى دق فهد الجرس ينهي اخر جلساته و ينتصر على المرض و يكون هو الأقوى ، يعود فهد السابق كما كان من قبل يسلم مكتب المحاماه الخاص به لإياد اللي بيباشر العمل من جديد...
صعد أنس للغرفه يدخلها لجل يناديها؛ شـرو...
وقف الكلام بجوفه من شافها بفستان التايـقر و عبايتها السوداء يضحك بخفه و هو يتقدم نحوها؛ تايقر؟ يعني شوفوني ام فهد؟
ضحكت تهز رأسها بالإيجاب؛ ام فهد و زوجه الفهد!
ما تحمل ينحني نحوها و يقبل خدها تضحك هي بخفه ، نزل انظاره لمعدتها يبتسم بخفه و ينزل يقبل الأنتفاخ البسيط يكاد يذكر حتى؛ لازم الأم و بنتها
رفعت حاجبها تضحك؛ بنت؟ لسه في ثاني شهر يمكن يكون ولد!
هز رأسه بالنفي؛ بنت...ان شاء الله بنت تشبهك
مليت رأسها تناظره و رفعت حاجبها؛ بنت تشبهني؟ تتحمل غرور فوق غروري؟
اتسعت ابتسامته تبان ثناياه يقبل خدها من جديد؛ و انا ما ذبحني الا هالغرور!
ابتسمت تتأمله يبان الحب بعيونها ، تشكر الصدفه اللي جمعتهم اللي جمعتها بأحن انسان على قلبها يكون بلسم يداوي جروحها اللي اخفتها السنين ، تعود معه لشروق القديمه ترجع لشخصيتها اللي هدمها شخص ما يتسمى ، تتعمق علاقتهم اكثر و اكثر من اتى فهد سمي جده ينور حياتهم و هاهي الا حامل بثاني اطفال
فزوا من سمعوا صراخ فهد؛ يـا أنـس!
~
وقفت امام ابنتها مصدومه من كلامها؛ سـجى ماما! اهلك هذول ليش تخافين؟
سكتت سجى ماتقدر تجاوبها و تنهدت نوف تشوف حال بنتها اللي في تدهور ، بلعت سجى ريقها تحاىل تبرر؛ ماما ما اخاف! اتوتر...هم كثير
ابتسمت نوف تحاول تطمنها؛ لا تتوترين و لا شيء مافيه شيء يخليك تتوترين! بعدين ما يصير كذا تتوترين بكره تشتغلين في الشركة و مع ناس غرباء ، خلاص انتهت سنين الجامعه و بتبدين تشتغلين
هزت سجى رأسها تأخذ نفس ، دخلت ضـحى ترفع شعرها للأعلى؛ ماما فكيني من زوجك و حفيدك لأن صبري نفذ!
ابتسمت نوف و لوهله هي سهت تتجاهل كلامها يطري على بالها ضحى الطفله الصغيره و الان هي تخطو اول خطواتها لسنين المراهقه ، زمت ضحى ثغرها من تجاهل امها؛ ماما!
صحت نوف على نفسها تضحك من دخل فيصل يحمل الطفل الصغير؛ تشتكيني عند امك؟
هزت ضحى رأسها بالإيجاب؛ وشو يعني تخليه يشد شعري؟
ضحك فيصل يناظر الولد اللي يضحك؛ نلعب معك ، صح؟
تنهدت ضحى بأسى؛ ليش طلعت على وعـد؟ ابوك لـؤي مفروض تطلع عليه! ما حبيت والله دودي
"الـوليد بن لـؤي آل سُـلطَـان"
ضحك الوليد يمد لسانه لها و كشرت هي؛ شوف مابي نتهاوش!
تفل عليها و شهقوا جميعًا و قفز هو من حضن فيصل يهرب ، تعالت ضحكات فيصل و تجمعت الدموع في محاجر ضحى؛ بابا!
تنهدت نوف بقل حيله؛ شقس زي امه
اخذ الوليد يركض يهرب منهم لكنه توقف من اصتدم بشيء كبير ، رفع انظاره لبياض الثوب يضحك من كان لـؤي اللي رفع حاجبه؛ مسوي مصيبه؟
هز رأسه بالنفي يناظره ببراءه؛ مؤذب انا!
ضحك بسخريه يهز رأسه و انحنى؛ مؤدب اسم الله عليك مؤدب!
صدح صوت طرق كعبها في المكان تردف؛ مؤدب ولدي اكيد!
ابتسم بخفه ينزل الوليد و يلتفت يشوفها تقبل عليه ، يمر على باله اول مره وقعت انظاره عليها و في الحال هو وقع لها مباشره ، يتذكر طريقه زواجهم الغريبه و سوء الفهم اللي حصل تمر على باله ليلة اعتراف بكلماته و هم لا زالوا يحتفضون بالكتاب يصنعون وعود جديده...
انحنت لمستوى الوليد تقبل خذه؛ قلبي انا على وليذي!
هز لؤي رأسه بعدم رضا؛ اسمه الوليد
ضحكت تلتفت لوليد و ميلت رأسها؛ ايش اسمك؟
قفز بحماسه يصرخ؛ الوليذ!
تعالت ضحكاتها و زم لؤي ثغره يتنهد؛ صار عمره اربع سنوات!
هزت وعد رأسها بالنفي و انحنت تحمل الوليد؛ عمر ثلاث و عشر اشهر!
رفع كتفيه بعدم اهتمام؛ ما تفرق
ناظرته بطرف عين تتنهد؛ تفرق تفرق ، بعدين ماودي يصير ينطق حرف الدال! عاجبني كذا
ميلت رأسها تسأله من جديد؛ ايش اسمك؟
حاوط عنقها يحتضنها و صرخ؛ الوليذ!
انهار كلها من لطافته و اخذت تقبله ، ميل لؤي رأسه بأستغراب؛ المشكله حرف الدال اسهل من الذال
هزت رأسها بالإيجاب؛ عشان تعرف ولدنا ذكي!
اتسعت ابتسامته من نطقت "ولـدنا" يتجدد شعوره مره اخرى ، التفتوا من خرجوا فيصل و نوف و خلفهم سجى و ضحى ، ناظرته بطرف عين و ضحك الوليد يخرج لسانه و التفتت ضحى لوعد؛ ولدك يبي له تربيه!
شهقت وعد بصدمه و شاركها الوليد يضع كفوفه على وجهه يمثل الصدمه؛ ولدي متربي احسن تربيه لو سمحتي يالمراهقه!
كشرت ضحى تستغفر؛ صدق القرد بعين امه غزال...
وسعت وعد انظارها بذهول تلتفت لفيصل؛ بابا!
ضحك فيصل بقل حيله؛ خرجنا خرجنا لو نتناقش ما نخلص!
~
انهت اخر لمساتها في طلتها تبتسم و هي تتأمل شكلها و اللي تغير كثيرًا ، شعرها اللي صبغته من جديد تجعله باللون البني بدل الأشقر و اللي طال يوصل لنهايه ظهرها ، التفتت من دخلت نـهى اللي انهار كلها من شافت بنتها؛ وه وه علوش! وش هالحلاوه؟
ابتسمت بحرج و كملت نهى تتنهد؛ اخر مره شفتك في هالغرفه كنتِ لسه طالبه جامعيه صغيره
هزت علا رأسها بالإيجاب تتنهد؛ و الحين الاسبوع الجاي يبدا دوامي في المحكمه!
التفتوا من دخل عبـدالله تتسع ابتسامته؛ يا ويلهم ويلاه المجرمين بتجيهم علا تقفطهم واحد واحد!
ضحكت بخفه تتوجه له تدخل تحت جناحه و ابتسم هو يقبل رأسها ، التفتوا ثلاثتهم من فُتح الباب تتسع ابتسامه عبدالله من جديد؛ حيّ الرئيس التنفيذي حيّه!
ابتسم لـيث من لقب ابوه و هو الان اصبح الرئيس للشركات الثلاث...بعد ما كرس حياته في الخمس سنين هذه ليعود ازدهار الشركه ينجح بذالك و تعود الشركات كما كانت يسلمونه أحمد و محمد مقعد الرئيس بعد ما كان فارغ من بعد موت السلطان و في الحقيقه كانت هذه احدى وصاياه
دخلت في هذه الأثناء صاحبه الفستان الوردي تتبختر بمشيتها و تحرك شعرها بدلع ، ينتبه لها عبدالله ينهار كله؛ حيّ غزالـة الليث حيّها!
"ريـلام بنت ليـث آل سُـلطَـان"
مدت ايديها لليث لجل يحملها و اردفت بنبره طفوليه؛ بابا!
انحنى ليث يجملها و اخذ يقبل خدها؛ قلب بابا انتِ قلبه!
مدت اناملها امام وجهه و اخذ يقبلها ، ابتسمت علا تميل رأسها؛ دلوعه اكثر من ريما!
هزت نهى رأسها بالإيجاب؛ ليث دلعها زياده و زاد دلعها
ابتسم ليث يلف لريلام اللي لا زالت تمد اناملها نحوه و رجع يقبلها من جديد؛ غـزالتي هذي كيف ما ادلعها؟
مشت نهى نحوه تدق كتفه؛ استعجل ريما لجل نمشي
هز رأسه بالإيجاب يخرج من غرفه علا يحمل ريلام اللي زمت ثغرها بحزن ، فتح باب الغرفه يناديها؛ ريـما!
حملت شنطتها تسرع بخطوتها؛ جاهزه جاهزه
وقفت مكانها تشهق من شافت تكشيره ريلام اللي تمد اناملها و عقد ليث حاجبه؛ شفيك؟
رفعت ريما كفوفها تأشر على اناملها؛ ما شفتها؟
زاد استغراب ليث و ابتسمت ريما تحاول تكتم ضحكتها من شكل بنتها؛ اظافرنا يا ليث ، تعبنا و احنا نمدها لك
ادرك اخيرًا عن ايش تتكلم ينزل انظاره نحوها يشوف اظافرها اللي تتزين بالمناكير الورديه يعض شفته لأنه ما استوعب؛ ايش المناكير الوردي هذا؟
اتسعت ابتسامه ريلام بهد ما انتبه تميل رأسها بدلع؛ حلو صح؟
هز رأسه بالإيجاب يقبل اصابعها اصبع اصبع؛ يموت يا بابا يموت
ضحت ريما تمر من جانبهم تأخذ كعبها و تجلس تلبسه؛ يهديك يا ليث!
ابتسم بورطه يجلس بجنبها؛ لو ما نبهتيني ما كان انتبهت
هزت رأسها تميل و يميل اسود شعرها معها؛ لأنك مره بدوي ليث
رفع حاجبه و ضحكت هي من ملامحه ، ابتسم يتأمل غـزاله اللي بحضنه و يتأمل دلعها اللي اخذته من امها ، امها الأنسانه اللي طيحته واقف ما تترك له مجال ابًدا ، الأنسانه اللي لجلها هو ترك عاده التدخين و تاب عنها ، تدخل حياته تضيف عليها اللون الوردي و تزين حياته و يزيد زينتها بعد الغزاله الصغيرة
انتهت ترتب شكلها و استقامت و استقام معها ، مدت كفها نحوه و ابتسم ياخذ بكفها يخرجون
~
رفعت الخصله المتمرده على وجهها خلف اذنها و ابتسمت تمسح على فروها؛ عجبك بيتك الجديد؟...مو جديد جيتي هنا من قبل ، مبسوطة يا غـزاله؟
ابتسمت رنـا من تحرك الغزال ، التفتت من نادها رائـد؛ رنو هيا بنمشي
هزت رأسها بالإيجاب و التفتت للغزاله تودعها و استقامت بسرعه تتجه نحو رائد ، ضحك رائد و ماقدر ما يمسك نفسه؛ بنت المتوسط
كشرت تدفعه عنها بخفه تخرج من المكان بزعل و ضحك هو يلحقها؛ تعالي يالزعوله!
رفضت توقف تردف؛ اسكت انت و شنبك ذا!
ضحك رائد يمسح على شنبه و ذقنه الخفيف ، ابتسم بورطه من شاف رنا تشكي لتهـاني و التفتت نحو رائد؛ اترك اختك بحالها
هز رأسه يأشر على خشمه؛ ابشري
دخل فارس يمرر نظره؛ جاهزين؟
هزوا رؤوسهم بالإيجاب و اردفت رنا؛ مـاجد و شهـد الحين نازلين
على جملتها نزلت شـهد خلفها ماجد الحامل بيده الطفـل الصغير الممسك بيديه الصغيرتين سيارتين ، تتسع ابتسامة فارس بسعاده؛ اقبل السميّ!
"فـارس بن ماجـد آل سُـلطَـان"
ابتسم ماجد بخفه يلتفت لفارس اللي كان جامد ، مشت شهد تميل رأسها من شافت رنا؛ وه رنو وش هالحلاوه؟
ابتسمت رنا بخجل تشكرها بخفه ، شهد اللي خلال هالخمس سنين تغيرت شخصيتها جذريًا...تعود شهد اللي فقدتها قبل اكثر من ١٥ سنه ، تعود انسانه طبيعيه تستطيع التعبير عن مشاعرها بأريحيه تامه و كل الفضل يعود لله ثم لماجد اللي ساندها طوال هذه الفتره و كان طبيب روحها يداويها ، بسبب القطعه الصغيره اللي خرجت منها ، ينهار كلها من شُخص بطيف التوحد بسنته الأولى تلقي اللوم على نفسها و تقتنع بأنها السبب ، لهذا هي اجبرت نفسها على التغير
ابتسم ماجد يتأملها و هو ما يمل عن تأمل التغيير الواضح اللي حصل لها ، يقع في حبها من اول و جديد و يذوب امام نظره عيونها ، عيونها اللي كانت بدايه لقصه حبهم ، نزل انظاره لفارس اللي اخذ عيون امه يسعد ماجد جدًا و يتمنى بأن كل عياله يأخذونها؛ فروسي...
التفت له فارس جامد التعابير و ابتسم ماجد يقبل خده ، يميل فارس رأسه على كتف ابوه بعدها ، يقلق ماجد من انخراطه مع المجتمع في القصر لأنه مجتمع و الأشخاص اللي تقبلهم كانوا شهد و ماجد اضافه لفارس و تهاني و رنا و رائد لأنهم كانوا سويه و تربى معهم
خرج من سرحانه على صوت شهد؛ ماجد! هيا صاروا في السياره
ابتسم بخفه يهز رأسه بالإيجاب يمشي بجانبها
~
كان واقف في وسط البيت يتأمله ، بيت ابوه اللي سكن هو و اخته فيه لسنوات عديده و الان يسكنه مع زوجته ، مع زوجته و طفله...
ينزل انظاره للطفل اللي بجواره يبتسم و تبان غمازاته الصغيره يبادله الأبتسامه؛ لولا الغمازات محد صدق انك تشبهني عـلاوي
"عـلي بن هتـان آل سُـلطَـان"
يسمي بكره و او عياله بأسم ابوه و هو حلف ما يسمي غيره ، ابتسم و انحنى يحمله و اردف علي؛ تأخرت ماما
تنهد هتان بقل حيله؛ تعود يا ولدي تعود
دخلت المكان و رفعت حاجبها؛ تحشو فيني؟
التفت لها تتسع ابتسامته و هز رأسه بالنفي؛ حشى من قال
ابتسمت تهز رأسه؛ اشوا! احسب بعد
ضحك علي و ضحك هتان معه ، تبتسم هي و تدعي ما يعيب حس الضحكات ، تحمدالله انها اختارت تبدأ رحله التشافي معه لأنها تشافت من علاقتها القديمه تمامًا ما يبقى اثر لها في حياتها تكمل حياتها مع شخص يعزها و يحبها ، كذالك هو يشكرها لأنها كانت نـور حياته تنورها و تبعد جميع الضلمه و الوحده
التفت هتان لنور يناديها؛ اقربي
اقتربت منه بأستغراب و ابتسم هو يقبل خدها بخفه يركض بعدها مع علي اللي تعالت ضحكاته ، تنهدت بقل حيله تمشيء وراءهم
~
نزل و هو يتأفف؛ ممكن ما نعيد الموضوع اكثر من مره؟ خلاص ياخي مرت خمس سنين بعران هم ما ينسون؟
شدت على عبايتها بخوف؛ أمجـد اللي سوينها مب هين اكيد مارح ينسون
تجاهلها أمجد يمشي؛ يحمدون ربهم بس ما جبت ولدي معي
شهقت بصدمه تضرب كتفه؛ أمجد! باقي صغيره انا!
هز رأسه بقل حيله؛ مو هذا السبب و لا كان فيه طفل صغير معنا
رفعت ايدها تبي تضربه و ضحك هو يتفاداها؛ امزح امزح!
تنهدت تمشي وراه يدخلون القصر و في نفس الوقت دخلوا وراءهم مباشره سعـد خلفه ليلى و ديم ، انتبه له أمجد يلتفت نحوه؛ ارحب ابو الريم!
اتسعت ابتسامه سعد يتقدم نحوه و يسلم عليه؛ الحمدلله على السلامه
رد عليه أمجد و اخذ يسأل عن احواله ، ابتسمت ألـين من شافت ديم بس ما عادت ديم المراهقه تكون صاحبه الـ٢١ عام...
دخلوا القصر سويه ، وقفت سياره امام القصر ينزل منها و يسرع للجهه الأخرى يفتح الباب لأمه و ابتسمت هي؛ الله يوفقك يا رعـد
ابتسم رعد بخفه يمسك بكفها يساعدها ، وقف امام القصر توقف خطاه ما تخيل بأنه في يوم بيدخله بدون ابوه...ابوه اللي حارب مع الفيروس الخبيث كورونا و اللي اصابه في بدايه انتشاره ، ينتصر الفيروس و يخسر ابوه يفقده ، يتذكر انهياره هو و امه لأنهم كانوا لوحدهم في الغربه و لا يستطيعون السفر لأن كل شيء مغلق ، يذكر بأنه ضل ثلاث سنوات حتى يتعافى بعد وفاه ابوه ، و هو الان واقف في المكان اللي اعتاد يوقف بجانب ابوه ، سمع همس امه؛ الله يرحمـه...
دخلوا القصر بعدها سويه
~
في لحظه...اصبح المجلس ممتلئ من جديد يعودون السُلطان كما كانوا ، يرحبون بأفراد جدد للعائلة
يضج القصر بالسعاده من جديد...اصوات الفناجيل و دلال القهوه ، اصوات لعب الأطفال اللي ملأت القصر بالسعاده و الحياه ، اصوات تبادل الأحاديث ، الكل يبان عليه السعاده و لأول مره منذ خمس سنين يعود شملهم...و مع الأحاديث ضحك رائد يردف؛ ايوا كان يحبه بدر...
عم الهدوء على المجلس بأكمله بعد طاريه...ينقصهم اهم فردين ، بـدر و نغـم اللي مالهم خبر او حس من خمس سنين ، يهربون يفضلون العزله و كأنهم يتبرون من السلطان
كان الصمت اللي حصل مخيف...لأن الكل يشعر بالمكان الفارغ اللي تركوه و لا قدروا يسدونه ابدًا ، اردف محمد يكسر الصمت؛ وش تبون العشاء؟



~
يمسك المايسترو بعصاه يستعد لعزف ثاني فصول المعزُوفة...

نبدأ فصل جديد من روايتنا و معزوفتنا ، الفصل الأهم و اللي بتكون فيه الأحداث المهمه
المرور الزمن كان و لابد منه...سالفه التمطيط انا ماحبها و ما كانت بتنفع الأحداث لو ضلينا على الزمن القديم ، و المرور مخطط له من قبل انشر الرواية و لو تلاحظون لهذا السبب كانت أعمار الأبطال صغيرة
و الأحداث السيئة اللي حصلت في الفصل الأول ننساها و نتخطاها ، سالفه كل ما جا شيء نتذكر الماضي ما نبيها
و الصبر الصبر...اهم شيء الصبر و لا تستعجلون على شيء كل شيء بياخذ حقه و لا تستعجلون على رزقكم
و ارجو منكم تتحملون غيباتي في الواتباد ، التنزيل في الواتباد بطيء جدًا عارفه هالشيء و لو تبون تنزيل اسرع انزل في الانستا اسرع

و في النهاية ابيكم تستمتعون معي مثل ما انا مستمتعه 🩶

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن