البارت السادس و العشرون

1K 37 1
                                    




هزت رأسها بالإيجاب و توجه هو يرجع للمجلس ، رفعت اصبعها تعضه تمنع ابتسامتها و عادت ادراجها هي الاخرى لأن ليلتهم شارفت على الانتهاء
~
زمت ثغرها تمنع نفسها من البكاء و نزلت انظارها للأيسكريم اللي بدأ يذوب بيدها ، هي اخذته لجل يطبطب عليها رغم بروده الجو لكنه ما فاد ، تنهدت تلتفت للطفله اللي تقدمت لها تسألها؛ ليش تبكين؟
رفعت كفها تمسح دموعها اللي انسابت دون لا تشعر و اخذت تبتسم للطفلة؛ ما سويت زين باختباري
هزت بأهتمام و جلست بجانبها؛ حتى انا امس ما سويت زي في الإملاء! بس اليوم سويت زين و قالت المعلمة اني شاطره ، يعني عادي لا تبكين اذا ما سويتي زين يجي يوم ثاني تسوين زين ، عاقبتك المعلمة؟
ضحكت تبعثر شعر الطفلة و هزت رأسها بالنفي؛ ما عاقبتني بس انا زعلت
ابتسمت الطفلة و وضعت كفها عليها؛ لا تزعلين و لا تبكين ، وجهك حلو ما يصير تبكين
ابتسمت و ميلت رأسها؛ ايش اسمك؟
نطقت الطفلة بحماسه؛ اسمي سديم!
عضت شفتها لأنها طفلة جميلة جدًا؛ اسمك حلو زيك! اسمي نغم
ابتسمت الطفلة بخجل؛ و انتِ اسمك حلو
رن جوالها و اخرجته و سكنت ملامحها تشوف ايموجي القمر المكتمل على شاشه و رجفت كفوها تعقد حواجبها بأستغراب لكنها في النهايه ردت و وصلها صوته؛ وينك فيه؟
بلعت ريقها تمرر نظرها على المكان و كمل كلامه هو من سمع صمتها؛ دقيت على ألين اجي امركم قالت انتظر عشانك مو معهم ، وينك فيه؟
تنهدت ترفع نظرها و تخبره بمكانها؛ في الحديقه بجنب الجامعه
قفل المكالمة و ما كانت الا دقائق و اصبح واقف في منتصف الحديقه يتجه لها ، التفتت سديم تناظر مكان ما تناظر و التفتت لها تتسأل؛ زوجك؟
وسعت انظارها تهز رأسها بالنفي؛ لا مب زوجي!
وصل لها و عقد حواجبه من شاف ملامحها و ميل ثغره؛ كنتي تبكين؟
ما ردت عليه تنزل نظرها للأيسكريم و تنهد هو يجلس بجانب سديم و حلت لحظات صمت وجيزه اخبرته ألين انها طولت من خرجت من اختبارها و انها خرجت حزينه ، التفت على سديم اللي هزته و تأشر له يقرب منها و انحنى لجل تهمس في اذنه و ضحك هو من اخبرته سبب زعلها ، عقدت حواجبها تلتفت لهم لأنهم يتهامسون و لا تقدر تسمع همسهم ، استقام بدر و يده بيد سديم و ابتسمت سديم لها؛ شوي و نرجع!
ركضت تجره و اعتلت ضحكاته من حماسها ، اخذت تناظرهم يتجهون لسيارة الأيسكريم و عضت شفتها من شافتهم عائدين لها و هو ممسك بأيسكريمين و ابتسمت بخفه ، اتسعت ابتسامته من لمح ابتسامتها و تقدم لها يمد لها الايسكريم و ضحكت هي؛ معي واحد طيب
هزت سديم رأسها بالنفي؛ ما ينفع! لازم واحد جديد ، شوفي انا معي واحد و...
سكتت من استوعبت انها ما سألته عن اسمه و ابتسم هو؛ بدر
سديم؛ بدر معه واحد و انا واحد و انتِ واحد
هز رأسه بالإيجاب يأيد كلامها؛ صح ، بعدين اذا ما اخذتيه تزعليني و تزعلين...
سكت لأنه هو الاخر ما يعرف اسمها و هزت سديم رأسها؛ سديم
بدر؛ تزعليني و تزعلين سديم بعدين
التسمت تبان غمازاتها و هزت رأسها بقل حيله؛ ما نقدر نزعلكم
اخذت الايسكريم و اخذت تسولف مع سديم اللي تحاول تلطف الجو قدر الامكان ، ما كان يعرف محتوى حديثهم لأن تركيزه كان كله على ابتسامتها اللي ممكن يسوي اي شيء لجل يشوفها مرتسمه على ملامحها و يشوق غمازاتها اللي تقدر تجيبه من اقصاه ، التفتوا من سمعوا صوت ينادي سديم و ابتسمت سديم من كانت امها و التفتت لهم تودعهم و اخذت تهمس لبدر؛ لا تخايها زعلانه هي حلوه ما يصلح تزعل
ضحك يأشر على عيونه و ركضت هي اتجاه امها و رفعوا كفوفهم يودعونها ، التفت لها يبتسم و زمت ثغرها و ضحك هو؛ كل هذا عشان اختبار؟
ناظرته بطرف عين و نطقت بغصه؛ تعرف لما تستلم و يصير همك كله ما تحمل الماده؟ هذا انا الحين
ضحك و كانت بتصرخ عليه لولا انصال جواله و الاي كانت ألين؛ تأخرنا عليهم هيا
هزت رأسها بالإيجاب و استقامت تجمع اغراضها ، مشى لكنها استوقفته تناديه و التفت لها و كانت تشد على اغراضها و الخجل معتريها؛ شكرًا
ابتسم بهدوء يهز رأسه و رجع يمشي و تقدمت هي تمشي بجانبه ، رفع جواله من اتته رساله و ابتسم من قرأ محتواها ، التفتت يناظرها بتفكير و سرعان ما حسم قراره؛ تجين معي بعد ما نوصل البنات؟
عقدت حواجبها بذهول و استغراب تميل رأسها و نطق بتوتر من شاف ملامحها؛ بس فيه شيء بوريك اياه مو...
هزت رأسها بالإيجاب و اتسعت ابتسامته يكمل طريقه
~
« منـفوحـة »
عقدت حواجبها من الحي القديم اللي دخلوا فيه و كأنها عادت بالزمن إلى حقبه اخرى ، اطفال صغار في الشوارع يركضون و الكرة يركلونها في ما بينهم و الرجال العائدين من المسجد و الذين اغلبهم كانوا كبار في السن ، التفتت من وقفوا في منتصف الطريق و التفتت له تشوفه يناظر رجل عجوز يمشي على عكازه متوجه لهم و التفت لها ينهي فضولها عن هويه الرجل؛ جدي ، ابو امي الله يرحمها
وسعت انظارها بذهول ترمش بعدم استعياب من جملته تحاول تركز هل هي مثل ما سمعتها؟ ، فتح الشباك تتسع ابتسامته؛ حيّ الله بو عايض
ابتسم بندر بهدوء؛ حيّاك انت و...
سكت من شاف الانثى اللي تناظره مصدومه و عقد حواجبه بأستغراب يلتفت لبدر و كان بينطق لولا انه ركز بملامحها و سكنت ملامحه ترتخي اكتافه من عرف تلك الملامح اللي مستحيل في يوم ينساها؛ بنت علي!
اتسعت ابتسامة بدر يهز رأسه؛ عليك نور!
اسفهلت ملامح بندر تتسع ابتسامتها و استقام ظهره يرحب بها ، هو طلب من بدر المجيء لأنه له فتره عنهم و ما توقع يجلبها معه ابدًا؛ يا مرحبا يا مرحبا! سفط سفط سيارتك و تعالنا
رفع بدر حاجبه يناظره بطرف عين؛ و انا مالي ترحيب يعني؟
رفع بندر عكازه يهدده به و ضحك يحرك سيارته بسرعه ، لا زالت تحاول تستوعب و زاد استغرابها من عرفها و من نادها بلقب هي تمقته جدًا ، التفتت له تتمتم؛ كنت احسبه مـ...
هز رأسه بالإيجاب و كان ساكن جدًا؛ كلهم يحسبونه كذا ، محد يعرف غيري
لف وجهه لها يبتسم بهدوء؛ و الحين صرنا انا و انتِ!
وقف سيارته بعيد عن المكان و نزل و نزلت هي تمشي بجانبه و اذهلها الحي البسيط و الهادئ اطفال منتشرين في كل مكان يلعبون و يمرحون مع بعض و اصحاب الدكاكين ينادون لرؤية منتجاتهم و النساء بعبايتهم يتمشون في المكان ، كان منظر حنون جدًا و بعث فيها الراحة و الاسترخاء ، التفتت من وقفوا امام بيت صغير و قديم كان لوحده و لا يجاوره اي بيت من البيوت و دخل هو تدخل وراءه و سرعان ما ابتسم من شم رائحة الخبز و ضحك؛ اهنيك على الاستقبال الجميل هذا!
خرجت قمرآ مسرعة من سمعت صوته لجل تستقبله و سكنت خطاها من شافت الانثى الواقفه خلفه تميل رأسها بأستغراب و ابتسم هو يلتفت عليها؛ جدتي ام أمي ، قمـرآ
استوعبت هي من كان يكلمها و تقدمت تمد كفها لجل تصافحها لكن قمرآ تجاهلتها تتجه للغرفة دون ما تنطق بأي كلمة ، رمشت بعدم استيعاب و ضحك هو يتقدمها؛ ما جزتي لها!
زمت ثغرها بزعل و شدت على كفها و اخذت تمشي معاه للجلسة الأرضيه اللي بوسط البيت ، جلس هو اما هي اخذت تتأمل الرف اللي شد انتباهها و اخذت تتأمل الصور اللي تُزينه ، كانت صور لطفل صغير في مراحل عمره و يرافقه شاب بجانبه كانت الصور جميعها للطفل الصغير هذا ، رفع نظره لها يشوفها تتأمل الصور و ابتسم؛ هذا انا
شهقت تلتفت له بعدم تصديق؛ أنت!
هز رأسه بالايجاب و ضحكت هي ترجع تشوف الصور؛ ما تشبه نفسك و انت صغير
تنهد يسند رأسه على الجدار يغمض أعينه؛ الدنيا تغير
ضحكت و تركزت انظارها على الشاب اللي كان معه في اغلب الصور و ما منعت نفسها من السؤال؛ من اللي معك في الصور؟
فتح عينه يلمحها و رجع يسكرها ينطق بجمود؛ خالي عايض ، الله يرحمه
سكتت تهمس بالرحمه له هي أيضًا و توجهت تجلس هي الاخرى ، ضلت تفكر مع نفسها و للحظه هي استوعبت العلاقه بأنهم اجداد بدر اهل امه و اللي يكون اخوها مبارك و وسعت انظارها من استوعبت تلتفت له تهمس؛ يعني هم اهل مبـ...
قاطعها يهز رأسه بالإيجاب و عدل جلسته؛ ابوه و امه ، لكنهم ماهم مثله و لا نعرف من وين طلع ، شفتي جدتي صح؟ هي طار عقلها من اول فعايله و اللي كانت يوم ذبح امي الله يرحمها ، وقف جدي قدامه لكنه ما قدر يوقف لأنه وقف لحاله اخوالي على كثرهم لموا عفشهم و هربوا و هو كان يعرف انه ما عنده اي مشكلة يذبحه هو الأخر ، اخذ جدتي و خالي عايض اللي كان صاحب التسع سنوات و هربوا و عاشوا حياتهم في هذا الحي و اختفوا و لا احد يدري عنهم و الكل يحسبهم ميتين ، دريت لما دخلت العشر سنوات بعد ما رماني مبارك في احد الشوارع اخذني خالي عايض و عرفتهم وقفتها و تعرفت عليهم و كنت انا الوحيد اللي ادري بهم ، الا قبل ٨ سنوات يوم ذبح مبارك احد عيال خوالي خرج خالي عايض يواجهه لكنه ذبحه اول ما سنحت له الفرصة ، قدامي
شدت على عبايتها لأنها ما تتحمل هذي الطواري و كل يوم تكتشف سوء و بشاعته و يزيد كرهها له يوم عن يوم ، التفتوا للباب اللي دخل منه بندر المبتسم و رفع بدر حاجبه؛ ايوا التبسام هذا لها و لا انا مكشر و رافعً عكازك علي
هز رأسه بندر بالإيجاب؛ اكيد بنت علي هذي!
زفرت ما تعرف كيف تقوله انها تكره هذا اللقب لكنه تكلم قبلها يصحح له؛ نغـم
التفت بندر يناظره و فهم من اشر له يبتسم و يجلس امامهم؛ نغم ، حي الله نغم
ابتسمت لأنها تستشعر القبول و الرحاله منه و كيف انه لا زال يرحب بها و سعيد جدًا بها و ما منعت نفسها من السؤال؛ كيف عرفت اني بنته؟
تنهد يمسح على لحيته اللي يكسوها البياض و رفع نظره للسقف؛ بنت أمك يا بنيتي ، تشبينها بالحيل
اتسعت ابتسامتها و نطق بدر بأستفسار؛ كنت تعرف عمتي لما تزوجت؟
هز رأسه بالإيجاب و تنهد يبتسم لأن شريط ذكرياته اخذ بالتشغيل و اخذ يتذكر ايامه معها؛ كنت اعرفها من هي بنت السبع سنوات ، كنت اشتغل في فتره من حياتي مع جدكم سعد و كانت هي تزور الشركة و عرفتني و عرفتها و استلطفتني و استلطفتها  ، كبرت و هي معي و كانت بكل فرحةً لها تجي تبشرني ، على كثر عيالي و بناتي لكن هي عندي كانت غير ،و حتى بعد ما تركت الشكرة لا زالت تجيني و تزورني كنت اعدها مثل بنتي ،  و من تزوجت هي زارتني انا تبشرني مع ابوك ، و زي ما ذكر الله في كِتابه «وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ» ، كانت آيه في الجمال و يكسوها الطيبة و الحنان و هو كذالك كان طيب و رجال ينشد فيه الظهر و ما تنذكر سيرته الا بالخير
سكت من داهمته ذكريات مشؤومة و الود وده يفقدها و لا عاد يتذكرها ذكريات لا زالت كوابيسها ترافقه إلى الان و تنهد يزفر و التفت يحاول يغير الموضوع؛ وين قمرآ؟
فهم بدر رغبته في تغيير الموضوع و سايره ينطق بعبط؛ زعلتها نغم
ضحك بندر يناظر نغم؛ افا!
وسعت انظارها بذهول تناظره و هزت رأسها بالنفي؛ كذاب والله يكذب!
ضحك بدر يهز رأسه بالنفي؛ اجل ليش راحت و سحبت عليك؟
رفعت اكتافها بعدم معرفه تزم ثغرها بزعل و ضحكوا اثنينهم ، انفتح الباب و خرجت منه قمرآ اللي تضحك بسعاده و بيدها مجموعة صور و ابتسم بندر يناظر نغم؛ شكلها رضت عليك
جلست قمرآ بجانبهم و وزعت الصور على الأرض و الحماسة تملأها و التفتت تأشر عليها و على الصور ، ارتخت اكتافها من نزلت انظارها للصور و اللي كانت لطفلة صغيرة و الشبه بينهم واضح جدًا و رفعت نظرها لقمرآ اللي اكدت شكوكها؛ مُنى! مُنى!
اتسعت ابتسامتها تنطق بهدوء؛ هذي أمي؟
هز بندر رأسه بالإيجاب و تنهد لأنه يحن و جدًا؛ شفتي يا بنيتي؟ حتى اللي مابه عقل ما يقدر ينساها! دُرة
ابتسمت و نزلت انظارها للصور اللي كانت اغلبها مع بندر و البعض الاخر مع اخوانها ، سرق نظره لها يشوفها تتأمل الصور بسعادة و اتسعت ابتسامته لأن غمازاتها بانت و هذا كان مبتغاه و ابتسامتها هذي تسوى الدنيا و ما فيها بالنسبة له و شتت انظاره عنها بسرعة ، حس ان الجو اصبح عاطفي اكثر من لمح لمعة محاجر قمرآ و استقام ينفض الغبار عنه؛ العود في السيارة اجيبه يروقكم ولد القمرآ و صاحب العود!
صفقت قمرآ بحماس و توجه هو للخارج ، رفعت نظرها لبندر تنطق بخجل اللي يموتها الان؛ يصير اخذها؟
كانت ممسكة بصورة لوالدتها لوحدها تتصور مع القمر المكتمل و ابتسم هو يهز رأسه بالإيجاب؛ يصير كيف ما يصير؟
ابتسمت تاخذ الصورة و تضعها في شنطتها و اخذوا ينتظرون بدر و استقامت قمرآ تتجه للمطبخ الصغير ، ابتسمت هي من ضلت تفكر و التفتت لبندر؛ ولد القمرآ؟
هز رأسه يبتسم هو الأخر لأنها لاحظت الأمر؛ بـدر ولد القمـرآ ، تسمى بها
هزت رأسها بتفهم و التفتوا لبدر اللي دخل بيده العود و خرجت قمرآ من المطبخ حاملة سله خبز و ابتسم بندر بأنشراح لأنه المنظر هذا اكثر ما يسعده و ما يؤلف قلبه و زادت سعادته بوجود ابنه الطفلة اللي كبرت امامه و كانت تعتبره بمثابه ابوها و كان يعتبرها بنته ، ابتسم بدر يجلس و وضع العود بحضنه؛ عود و خبره القمرآ وش احلى من كذا؟
هز بندر رأسه بالنفي يأيد كلامه؛ مافيه مافيه! و معنا النغم تزيد جلستنا حلاوه
ابتسمت بخجل و ابتسم هو الاخر يبدأ يعزف احد الاغاني الحزينة لكنه يحبها و يُتقن عزفها رغم كلماتها الموجعه و بدأ يغني؛
"عشت بأحلام الهوى ليل وبنيت كل أمالي تداركها الفنا
في حياتي ما ذكرت إني شكيت في هوانا ضحكت الدنيا لنا"
ابتسمت هي تستمتع بعزفه و مررت نظرها على قمرآ اللي تاخذ من الخبز و تمده لبندر اللي يبتسم لها و يحوفها و ذاب قلبها من من كل هذه الحنيه ، شافت اليوم جانب اخر من حياة بدر و كل مرة تنصدم من تعدد جوانب حياته ، جانب اعجبها و احبته جدًا جانب تلمس فيه الحنيه و السكون و الطيبه ، جانب هادئ ما يعرف فيه إلا جده و جدته و هو ثالثهم يعيشون ايام بسيطة و سعيدة ثلاثتهم وحدهم ، ابتسمت و لا قدرت تقاوم نفسها تغني معه؛
"لا حياة ً عقب محبوبي رأيت والممات أرحم ولا فرقا السنا
هو سنا شمسي وغيره ماهقيت يفرح بوصلي ولو موته دنا"
ابتسم يناظرها و اخذوا الأثنين يغنون تختلط اصواتهم خشونه صوته و شدته مع رقه صوتها و حنوه ، ابتسم بندر من انتهوا اثنيهم من الغناء و قضوا بعدها الوقت في تبادل اطراف الحديث و ما خلى الوضع من محارشات بدر لبندر اللي عكازه جنبه لأي تصرف و قمرآ اللي ضلت بقيمه الجلسة تتأمل نغم و تبتسم
استقام بدر من شاف الساعة و بيده العود؛ طولنا و تأخرنا ، عودنا!
ضحكت لأنه غير نبرته في اخر جملته و زمت قمرآ ثغرها بحزن و تنهد بندر؛ الله يستر عليكم
ابتسم بدر يناظر قمرآ؛ ما عليك ما ابطي عنكم و اجيكم
رفعت اصبعها تأشر على نغم و ضحك بندر يناظرها؛ طاح سوقك ، نبي النغم ما نبيك
رفع حاجبه يناظرها و هز رأسه يخرج؛ اساسًا كنت عارف تنتظرون اقرب فرصة تبدلوني فيها
ضحكت نغم تستقيم و تنفض الغبار عن عبايتها و التفتت لهم تبتسم بأمتنان؛ استمتعت مره! و شكرًا على الصورة مره مره!
ابتسم بهدوء و هز رأسه؛ الله يحفظك يا أمي
ابتسمت و توجهت للخارج تلحقه ، تنهد هو يناظرهم و اخذ يحصنهم و يستودعهم الله
ركب السيارة و ركبت هي تلتفت له و ابتسمت بأمتنان؛ شكرًا مره!
ابتسم بهدوء يحرك السيارة؛ ما سوينا شيء
~
« بيت سعود »
كانت تنتظر ابوها يخلص من الحكي و هي تلعب بشعرها ، كان يخبرها بخطبه أنس لها و انه يبيها و ضل يثني عليه و يخبرها في الأخر انه الرأي الأول و الأخير لها ، انتهى سعود من كلامه و انتظرها ترد عليه و ابتسمت بخفوت؛ بستخير و اقولك
ابتسم سعود يهز رأسه بالإيجاب و استقام يربت على كتفها؛ خذي وقتك
ابتسمت له و خرج هو من الغرفة و اول من قابله كان رعد اللي نطق بعجله؛ تكفى قول رفضته!
ناظره سعود بجمود يضرب رأسه و مسك رعد رأسه بألم؛ شسويت انا!
مشى سعود ينزل و لحقه رعد؛ ثاني مره تثمن كلامك
تأفف رعد بضجر و هو يحك رأسه و يتحلطم؛ ياخي تلوموني اخواتي يتزوجون في سته شهور ورا بعض
اقترب رعد لسعود يرفع حاجبه؛ بعدين تعال عادي اعترف انك تبي الفكة منهم مارح اعلـ...
ما كمل كلامة من سعود اللي رفع كفه ناوي يضربه لكنه ركض ينزل لعند نورة اللي عقدت حاجبها بأستغراب؛ شفيكم؟
عض رعد شفته من شاف ابوه يتجه له؛ ابوي يبي يضربني
التفتت نورة لسعود تتأفف؛ لو يصير لولدي شيء بشتكي عليك انت!
رفع سعود حاجبه يناظر رعد المبتسم و تنهد يتجه للكنبه يجلس و ابتسمت نورة تتقدم له تنطق بحماسه؛ شقالت؟
سعود؛ قالت بتستخير
تنهدت نورة ترفع كفها تدعي؛ يالله يارب انزل على قلبها السكينه و اجعلها توافق
زفر سعود بسخريه و اشر على رعد؛ انتبهي من ولدك اللي بتشتكين علي عشانه لا يشوش راسها على الولد
شهقت نورة تلتفت لرعد و تضربه بالمعلقه اللي كانت بيدها و فز رعد لأنه ما كان منتبه؛ يمه!
رفعت نورة الملعقة بوجهه تهدهه و تنطق بتحذير؛ والله لو تنوش اختك في شيء و لا تعبي راسها ما يفكك مني شيء!
كشر رعد يحك مكان الضربه؛ شفيكم انتم مستعجلين ، بعدين من زينه ابو جعل
هزت نورة رأسها بالنفي؛ مب مستعجلين نصيب و جاها ، بعدين ابو جعل مين ، متأكده امي الله يرحمها دعت لي في ليلة القدر على نصيب بناتي
تذكر سعود يلتفت لنورة؛ شصار على اهلك
تنهدت نورة ترجع تكمل شغلها؛ يهددون ليلى انهم بيطلقونها غصب
وسع رعد انظاره يكح اللقمه اللي في فمه و مدت له نورة موية؛ صحه صحه
ضرب رعد صدره يلتفت لأمه بذهول؛ من جدهم ذول؟
تنهدت نورة بأسى ترجع للمطبخ ، رن جوال رعد يرد عليه و التفت سعود له من نطق؛ يلا جايكم ، بمر أمجد و اجيك
قفل جواله و اتجه ياخذ مفتاحه و يلبس جزمته و رفع رأسه لسعود اللي نطق بأستغراب؛ من هذا؟
استقام رعد يعدل شورته و تيشريته و توجه لأبوه؛ إياد ، بمر أمجد و و نروح انا و هو لإياد و بدر
هز رأسه بفهم يحاول يخفي ابتسامته و قبل رعد رأسه؛ توصي شيء؟
هز رأسه بالنفي؛ سلامتك
ابتسم سعود و خرجت نورة و رفعت حاجبها من شافت ابتسامته؛ شعندك تتبوسم؟
هز رأسه بالنفي يتنهد؛ رعد طالع مع عيال عيال عمي
ابتسمت من تذكرت و نطقت بحماسه؛ له فتره كل ما سألته يقولي طالع معهم
كانوا اثنينهم سعيدين لأن من طفولة رعد و هو انطوائي و لا يخرج مع احد و لا يصاحب احد فرؤية انه اصبح عنده اصحاب و يخرج معهم اثرت فيهم جدًا
توجه رعد للخارج و اول من قابل كانت فرح اللي كانت للتو نازله من السيارة و توجه لها؛ شجابك؟
سكرت فرح سيارتها و التفتت له؛ اشوف اختك لا تضييع الجنتل اللي جاها
رفع حاجبه و ضحكت هي تهرب منه و تتوجه للداخل بينما هو ركب سيارته يغادر
دخلت فرح البيت و اتسعت ابتسامتها من نورة اللي ترحب فيها؛ و انا اقول ليه البيت منور اثر فروحة عندنا
ابتسمت تسلم عليها و تحتضنها؛ والله البيت بنور نـورة!
ضحكت نورة تبادلها الحضن و تنحنح سعود لجل ينتبهون له ، التفتت فرح له تتقدم؛ اوه معليش اخوي نسيت انك هنا
سلمت عليه و رفع حاجبه تضحك هي ، التفتت تدور بعيونها و نطق؛ شروق فوق
فرح؛ قلت لها؟
هز رأسه بالإيجاب و التفتت لنورة اللي نطقت؛ تكفين اقنعيها تستخير و تفكر ، بنتي و اعرفها بترفضه زي الباقي
هزت فرح رأسها و ضربت صدرها؛ ازهليني بعدين واحد ما يتفوت ابدًا ما تبيه انـ...
سكتت من تنحنح سعود مره اخرى و ركضت للأعلى و هي تسمع ضحك نورة عليها ، توجهت لغرفة شروق و ابتسمت من سمعت صوت رابح يصدح من داخل الغرفة و دخلت تضحك من شافتها تحط ميكب و و تغني مع صوت رابح؛
"مرة تبخل بالسلام
مني ما تسمع كلام
تجهل دروب الغرام
تغرق في الحب وبحوره"
رفعت شروق نظرها و شافت انعكاس فرح اللي نطقت؛ عادات و تقاليد و لا كأن احد خطبك
زفرت بسخريه تنطق دون لا تناظر لها؛ مثله مثل غيره
رمت فرح نفسها على السرير تهز رأسها بالنفي؛ مب مثل غيره هذي المره! متخيله امي مصحيتني من النوم عشان اجي اقنعك توافقين؟
لا زالت تدندن مع الأغنية و تحط ميكب و لا التفتت لها؛ معلش ست فرح حقك علينا
كشرت فرح تقول من مكانها و تتجه لها تطفي الأغنية و تاخذ الميكب من يدها؛ اسمعيني والله ندري انه مافي مثلك و ماحد يرضي غرورك لكن والله أنس مفصل عليك تفصيل اول مره شفته تخيلتك بجنبه و...
اخذت تحاول تقنعها لأن شروق كانت ترفض اي رجال يتقدم لها بحجه انه -ما يرضي غرورها- و لا يناسبها لأنها متعالية و تشوفهم جميعًا اقل منها ، تأففت بضجر ترجع تشغل الأغنية و تاخذ الميكب تكمل؛ لا تخافين بوافق عليه
رمشت بعدم استعياب تشهق بعدها بصدمه؛ صادقه؟
هزت رأسها بالإيجاب و ضحكت فرح بصدمه؛ شلون؟
رفعت اكتافها بعدم معرفه؛ استخرت و حسيت براحه
وسعت انظارها بذهول لأن شروق ما عمرها استخارت في احد كانت تكذب على اهلها انها استخارت و لا ارتاحت لجل ترفضهم؛ استخرتي؟
هزت رأسها بالإيجاب تضحك من ركضت للأسفل و سرعان ما سمعت صوت زغاريط نورة و ابتسمت تدندن مع الأغنية؛
"عيونها تهوى الغزل
حبها في قلبي نزل
تمزج الجد بالهزل
وأقول يا لحبيبة معذورة"
~
تأفف يمسك يصد على الطريق و ورائه إياد اللي يغطي اذنه بسبب اصوات أمجد و بدر اللي يغنون بصوت عالي مع ألحان و كلمات تامر حسني؛
"أنا بقى حسيت ده معك
أنا بقى طالباني هواك
أنا بقى من يوم ما شفتك
مش متخيل غير عمري معك"
كانوا اثنيهم يغنون بسعادة و كل مره يرفعون اصواتهم اكثر و مد أمجد يده لبدر يمسكها يغنون؛
"هقول لك ع اللي في قلبي
بصراحة أنا مش على بعضي
عايزك تحضني تقرب مني ولا أحضن أنا
ماتستغربش ملي قلته
أنا جاء لي إحساس ليك فقلته
ده الحزن في قلبي إنت شلته أول ما شوفتك أنا"
كشر رعد لأن اصواتهم كل مالها تزيد علو و تأفف يقفل الأغنية و رفع أمجد حاجبه؛ خير!
إياد؛ اصواتكم صجتنا
شغل أمجد الأغنية من جديد؛ انا الكبير
و رجع رعد يسكرها؛ و السيارة سيارتي
تأفف بدر بضجر يتكتف؛ طيب يا راعي السيارة شغل لنا اي شيء على ذوقك
ضلوا يتهاوشون على الأغنية اللي بيشغلونها و تأفف هو بضجر و ملل يفتح جواله يدخل تويتر و اول تغريدة قابلته كانت تغريدتها
"وقتي معك يجبر خاطري و يرضيه
حتى الثواني معك تسرني الف مرة"
عض على شفته و اخذته الهواجيس هل هي تقصده؟ ما يبي يتأمل و يسرح بخياله و ينصدم بعدين ، فز من أمجد و إياد اللي تحول نقاشهم لمد أيادي و ضحك من اعتلى صوت طلال مداح في ارجاء السيارة و رعد اللي يدندن معه و رفع جواله يصور قفا رعد اللي روق و اذرع أمجد و إياد اللي يتهاوشون ينزلها و يكتب "المستريح اللي من الهم خالي"
~
« بيت لؤي »
نزلت من السيارة تلتفت له و ترددت تودعه او لا لكنها رفعت كفها تودعه و هز رأسه هو يحرك السيارة ، تأففت ترجع تدخل البيت و هي تتحلطم بأنها اخر مره تعطيه وجه على ردات فعله هذه ، نزلت عبايتها و رمت نفسها على الكنبة تتأمل السقف ، اصبحت وحدها و بتكون وحده طوال الأيام القادمة لأن اصبحت على عاتقه الكثير من الأمور تجعله يتأخر في العمل ، عدلت جلستها و وقعت انظارها على غرفته المقفله و ميلت ثغرها تفكر لأنها ما قد حصل لها شوف غرفته لأنهم ينامون في غرف منفصله و دائمًا يغلقها ، عضت شفتها تهز رأسها بالنفي لأن الفضول يقتلها عنه؛ وعد يا قليلة الأدب عيب!
استقامت تعض شفتها؛ بس بجرب اذا مفتوحة او لا!
اتجهت لأمام الباب تمد كفها لمقبضه ترتجف و ما ان ادارته حتى فُتح الباب تتسع ابتسامتها ، سكنت للحظات من غرفته المرتبة و يطغى عليها اللون البني يختلط مع الأبيض و كان كل شيء مرتب بدقه عاليه ، اخذت خطاها داخل الغرفة تمرر نظرها عليها و ابتسمت بسخريه؛ مثالي في كل شيء!


خجلانه منكم لكن الشكوى لله
تعالوا تويتر le2oll

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن