البارت الثالث عشر

1.5K 37 6
                                    




حل الصمت و رجعت تكسره من جديد؛ اذا سوا كل هذا ، وش سوا ببدر؟
تجمعت الدموع بأعينها لمجرد التفكير انه مس اخوها بسوء او اذاه يُبكيها ، عض ماجد شفته من سؤالها اللي حاول يتناسى التفكير به هو كان يشوف نفوره من اخواله و عدم حبه لهم و لكنه كان يرد عليه بمزح و يربطه بأنه يحب ال سلطان اكثر و لا عمره اخذه بجديه و لا كان يتوقع انه ممكن يكون على حق ، و مارخ يسامح نفسه لو اذاه و لو بشيء بسيط
تنهدت ريما تنسد رأسها على كتفه و تتأمل جواله اللي بيده و لا زال يحاول يتصل على بدر ، ميلت شفتها و همست؛ مارح يرد ، تعرفه
و هلاكه انه يعرفه و ماهي اول مره يختفي كذا ، تنهد يسكر جواله يسند رأسه على رأس ريما و همهم من سألت؛ بتداوم؟
هز رأسه بالإيجاب؛ عندي مراجعات ، و انتِ؟
هزت رأسها بالنفي و استقامت؛ مالي حيل ، تصبح على خير
ذهبت تتركه لوحده مع هواجيسه ، زفر و اخذ يمسح على ملامحه و استقام تقوده خطواته لأمام غرفتها يدق بابها يحاول مره اخرى لعلها تفتح و همس بأسمها؛ شهد ، شهد افتحي
اسند رأسه على الباب و تنهد ، فز من حس بحركه المقبض و فُتح الباب اخيرًا و استبشرت ملامحه؛ شهد!
سكن كامل جسده من شاف حالها المخطوف و الساكن و من بروده الغرفه اللي شعر بها و هو خارجها ، تقدم يدخل و يغلق خلفه الباب و اخذ بكفوفها يشد عليها لكنها هزت رأسها بالنفي تضم نفسها؛ ماجد جاء ، رجع مره ثانيه ماجد
اخذ بكفوها مره ثانيه يشد عليها؛ ماجد يقول ما يمسك ، رجع بس ما يمسك
زمت ثغرها لأنها الأن في اشد حالات خوفها؛ يمسنا كلنا يمسنا كلنا
ثقل تنفسها و اخذت ترتجف كامل جسدها و تهذي. بكلام غير مفهوم؛ مازن و شوق ، اخذهم و ياخذنا معهم ، ماجد!
ارتخت اكتافه من حالتها و من نظرتها لأعينه من نطقت بأسمه و اخذها بحضنه بلا مقدمات يمسح على ظهرها؛ ما يجيك و لا يجينا ، ماجد معك
شدت على حضنه لكنها لا زالت ترجف و تهذي بكلام غير مفهوم
~
شدت على قبضه يدها تمرر نظرهم عليهم جميعًا ، الكل متوتر و ساكن ينتظر ريما تنهي اتصالها ، رفعت رأسها من تقدمت ريما لهم؛ يقول ماجد خلص عمليته لكن مؤشراته الحيويه غير مستقره ، و نغم انخفض ضغطها و طاحت عليهم
عضت منيرة شفتها و نطقت بحرقه و غضب؛ حسبي الله عليه ، حسبي الله عليه!
صدت من سمعت دعاويهم عليه ، هي كانت تحبه و تحب تعامله معهم و هم اطفال ماقد شافت منه شر ابدًا كانت تشوفه و كأنه عمها و لصغر سنه و قُرابته لهم كانوا يستمتعون معه ، رفعت رأسها من صاروا البنات فقط و كانت تسمعهم يتكلمون عنه و نطقت بدون لا تفكر؛ يمكن سويتولو حاجه
حل الصمت على المكان و التفتوا لها جمعيهم و عضت عهد شفتها تهمس لها؛ نُـور...
التفتت لها نور و رفعت حاجبها؛ أيش؟ انتِ تعرفي تعاملو معانا كيف ، مستحيل يأذيهم من راسو!
ضحكت شروق بذهول ما تصدقها؛ نعم؟
رفعت اكتافها بلا اهتمام؛ ما شُفنا منو شر ابدًا!
تقدمت لها فرح تنطق بجمود؛ ما جربتي تشوفين اخوك و زوجته و بنته يلحقهم بسياره لجل يذبحهم ، ما جربتي يجيكم البيت و يحرق سياراتكم و يقتل اثنين منكم قدام عيونكم ، ما جربتي تخرجين من البيت و وراك عصابه تلحقك ، ما جربتي تكونون جالسين و يدخل واحد منكم متصاوب ، اكيد ما حتشوفي منو شر!
بلعت ريقها من نطقت بأخر جمله تستهزأ بكلامها و كملت بفرح؛ ما اعرف من كان مبارك اللي عاشرتوه ، لكن مبارك اللي نعرفه ماهو انسان ابدًا
خرجت من المكان ما تتحمل تضل اكثر و خرجت وراها شروق ، بقيت علا لوحدها تمرر نظرها عليهم و نطقت بهدوء؛ جربوا تقولون هذا الكلام قدام نغم ، صدقوني بتهدمون كل شيء بنيناه
خرجت بعد جملتها الاخيره تتركهم لوحدهم ، عضت وعد شفتها بغضب و التفتت لها؛ نور من جدك تقولين هذا الكلام؟
شدت على قبضتها من التوتر و نطقت تحاول تثبت؛ ما سمعتي ايش يقولو عنو؟
رفعت وعد صوتها تصرخ بوجهها؛ ما سمعتيه امس بعضمه لسانه يعترف بسواد وجهه؟
كانت بترد لولا ألين اللي رفعت صوتها؛ نور ترا مو عشانو عم جـسّار تحسبي مافي اطيب منو!
رجفت كفوف نور بغضب و استقامت تصرخ على ألين؛ أيش دخلوا دحين!
هزت ألين رأسها بالنفي توقف امامها؛ لو دخل! نور انتِ حتى بابا و جدي محمد ما صرتي تشوفي في وجيههم! انتِ تبديو على كل شيء لدرجه ما كان عِندك مانع تتزوجي و عمرك ما تعدى العشرين!
رجف فكها و كامل جسمها تتذكره و يثقل تنفسها ، صرخت بوجههم و ركضت خارجه من عندهم ، ميلت سجى شفايفها و همست؛ عصبتوا عليـ...
رفعت ألين كفها تسكتها؛ لا تجنيني انتِ التانيه! أشُك لو ودها باعتني عشانو!
خرجت من عندهم متوجه لسيارتها تهرب من البيت بأكمله ، شدت على المقود يمر عليها شريط ذكرياتها الحزين و صرخت بعلو صوتها على حالها و ذكرياتها اللي عجزت تخرج منها
~
كانت تتأمله من خلف الزجاج متمدد على سرير المستشفى و حوله الكثير من الاجهزه ما تُحصيها ، زمت ثغرها بحزن و شدت على عمود المغذيه المتصله بكفها ، له يومين على هذه الحاله و هي ما غادرت المستشفى ابدًا و صارت تنام و تصحى على المغذيات و لا قابلت احد ، مؤشراته الحيويه على حالها ما تغيرت ابدًا و لا فيه اي مؤشر لصحوته ، التفتت للصوت اللي نادى بأسمها و لانت ملامحها؛ رِيـم!
ابتسمت ريم بهدوء و تقدمت لها تحضنها مباشره و تطبطب عليها و سرعان ما انهمرت دموعها لكن بهدوء ، شعرت ريم بتبلل الابكوت الخاص بها و اغمضت اعينها تمسح على ظهرها و تهمس؛ الحمدلله على كل حال
خرجت شهقه حاولت تكتمتها و شدت على حضنها اكثر ، ميلت ريم شفتها من طال حضنهم و ابتعدت عنها تمسح دموعها و تبتسم؛ لو يقوم هتان و يشوف اخت الهتان كذا هد حيلنا كلنا!
ابتسمت وسط دموعها و كملت ريم؛ و ترا جيتي ما كانت بالساهل! تهاوشت مع ابوي عشانك اجحديها
ضحكت اخيرًا و ابتسمت ريم لضحكتها؛ اللواء سعد يزعل على الريم!
رفعت اكتافها بقل حيله؛ شايفه!
ميلت نغم رأسها من لمحت سعد اللي حظر كل شيء من البدايه واقف خلف ريم و التفتت ريم لمكان نظرها و ابتسمت؛ اخوك جنتل صراحه فزع لي ، قال لأبوي نغم هناك لحالها و خلها تروح و شاش راس ابوي لما قاله سمييّ
تأملته لثواني و صدت مباشره من حصل تواصل بصري و ابتسم لها؛ بروح ثواني و جايتك
هزت نغم رأسها بالإيجاب اخذت خطاها اتجاه سعد اللي ابتسم و فتح ذراعه يحتضنها من الجنب؛ ما يليق على العيون الوساع الدموع ترا!
ابتسمت و ميلت رأسها على صدره تتنهد ، شعر بثقل تنهيدتها و مسح على كتفها بهدوء؛ الحمدلله على السلامه
ابتسمت بدون لا ترفع رأسها و عرفت انه يقصد طيحتها؛ الله يسلمك مقدم سعد!
اخذ بكفها يجلسون و يسولف يحاول يغير من نفسيتها و هي كانت مستمعه فقط على غير عادتها اللي ما تتوقف عن الحديث و تنسى من نفسها؛ أمجد غبي يفضـ...
سكن ثغره و سكنت ملامحه من لمحها واقفه تتبادل اطراف الحديث مع رجل غريب ما عرفه. ، ميلت رأسها بأستغراب لسكتوه و لفت نظرها لموقع نظره و خرج منها طيف ابتسامه جعلته يسألها؛ تعرفينه؟
ضحكت بخفه و نطقت بلا شعور؛ رياض خويها
وسع انظاره بذهول و عقد حواجبه؛ خويها؟
استوعبت انها تكلم سعد ما تكلم وحده من البنات و هزت رأسها بالنفي بسرعه؛ واحد معها في نفس التيم ، استهبل معها
رجع انظاره لهم و استفزته ابتسامته و كيف انه يسولف معها بكل اريحيه و هي ترد له بالحديث ، مرر لسانه داخل ثغره يتمالك نفسه لكنه ما قدر من طال الحديث بينهم و الي زاد الامر سوء لما شافها تضحك معه ، كانت نغم تتأمله و "سعيدة" و زادت ابتسامتها من استقام يتوجه لهم و ضحكت تدندن؛ ويلو لو اشوفه لغيري يضحك!
ميلت ريم ثغرها بتملل و تنتظر اي شيء لجل تهرب من هذي المحادثه لكنه لا زال مستمر؛ الدكتور قال لي ابلغك و اعطيك خبـ...
فزت من شعرت بشخص ينادي اسمها و وسعت انظارها من كان هو ، عقد رياض حجاجه من شافه يتقدم لهم و التفت لريم؛ تعرفينه؟
بلعت ريم ريقها و هزت رأسها بالإيجاب؛ ولد عمي
وقف بجانبها و ابتسم لرياض بخفه و رجع انظاره لريم و نطق؛ بنمشي الحين ، روحي لنغم
ابتسمت بسخريه و رفعت حاجبها؛ من قال؟
ابتسم يرص على اسنانه و يحاول ما يفقد اعصابه؛ ابوك ، روحي الحين
ضحكت بخفه و التفتت لرياض و ابتسمت بخفه؛ تمام يصير ترسلها لي على الواتس؟
وسع انظاره بذهول بينما رياض اتسعت ابتسامته؛ ارسلت لك نقطه ، ارجع البيت و ارسل
ابتسمت و هزت رأسها بالإيجاب؛ وصلتني ، يعطيك العافيه
مشت من بعدها تتركهم ، كان يرمش بعدم استيعاب من حركتها و ابتسامتها و التفت لرياض اللي مبتسم يناظر قفاها و نطق بحده؛ مضيع شيء؟ توكل
تلاشت ابتسامه رياض و مرر نظره على سعد و اطلق بعدها ضحكه ساخره و مشى يتجاهله ، وسع انظاره من استحقره و رفع كفه في الهواء؛ اغير له معالم وجهه الحين
توجه يشوفها واقفه تناظر له بأبتسامه؛ ايه قلت لي ابوي قال؟
تجاهل كلامها و وقع انظاره على جوالها اللي مفتوح على محادثه و ما يعرف كيف مد كفه يأخذ الجوال يشوف المحادثه اللي كانت رساله وحيده و هي نقطه و زفر بسخريه ، عقدت حواجبها و تقدمت تبي تاخذه لكنه رفعه فوق؛ هاته!
ابتسم و هز رأسه بالنفي و رفعت نفسها من شافته يعبث فيه؛ ايش تسوي!
نزل يده و مد لها الجوال و ابتسم و لا كأنه سوا شيء ، اخذت الجوال و سكنت تتأمل ملامحه و ابتسامته و بلعت ريقها ، ميل رأسه و نطق بعبط؛ ابوك ما قال انا قلت ، لا تفكينه
مشى يتركها عاقده حواجبها بأستغراب يتوجه لنغم و التفت عليها؛ و ترا البنات بيجون
نزلت انظارها و ضحكت بذهول من شافت رقم رياض مبلك و فهمت قوله لا تفكينه و في نفس اللحظه جاها اشعار من قروب البنات انهم بيتجمعون في المستشفى ، عضت شفتها تمنع ابتسامتها و رفعت رأسها له تهمس؛ ملقوف!
~
في لحظات امتلئت الممر المقابل لغرفتها بالضوضاء لكنها الضوضا الأحب إلى قلبها ، اتسعت ابتسامتها من دخل نواف و وراه عياله و خلفهم فايز و زاد مبسها من تقدم نواف يحتضنها و يقبل رأسها؛ الحمدلله الله! شنو يعني انخفض ضغطج و تيين تقولين ما تبين حد؟ انزين كان خليتي اي بروحي اونسج
ابتسمت له لأنهم خافوا كلهم من "انخفاض ضغطها" مرضها الوهمي و رفضت تشوف احد لمده يومين ، عضت شفتها من شافت غيد و غدي حاملين سله زهور صغيره؛ اعضكم يعني؟
رفعوا السله لها و نطقوا بصوت واحد مع قصي و عدي؛ الحمدلله على السلامه
ابتسمت بهدوء لهم؛ انتم سلامتي!
التفت لفايز الهادئ و ميلت رأسها تستغرب هدوءه ، زفر نواف بسخريه من شاف انظارها لفايز؛ خليج منه الاثول ، مسوي روحه زعلان له يومين ما يحاكينا!
زمت ثغرها و نطقت "تتدلع" عليه؛ تقوى تزعل علي!
بلل شفايفه يمنع ابتسامته لكنه عجز و تقدم يحضنها؛ اخسي اقوى! الحمدلله على السلامه يا قلب فايز انتِ
رفعت اذرعها تبادله الحضن و تضحك ، رفع نواف حاجبه و كان بيتكلم لولا دخول فرح؛ نغمة!
ضحكت على ملامحها القلقه و نطقت بنفس نبرتها؛ فروحه!
ابتعد عنها فايز من تقدمت فرح تحتضنها و تمسح على ظهرها؛ بسم الله عليك يا قلب فروحه انتِ!
ابتسمت تشد عليها و وسعت انظارها من دخلوا البنات حاملين ورود و ضحكت بذهول؛ ترا اغمى علي بس!
ضحكت عهد و هي تتقدم تسلم عليها؛ الفكره مو بالاصابه الفكره بالشخص!
ابتسمت تشوفهم تجمعوا كلهم حولها و خرجوا فايز و نواف لجل البنات ياخذون راحتهم ، كانوا يسولفون و يضحكون و يحاولون يتناسون الضيقه و الحزن ، تشعر بكثير الأمتنان لوجودهم حولها و محاولاتهم الصغيره في اسعادها و تحاول تبتسم و تضحك معهم لجل ما ينتقل حزنها لهم لكن داخلها يبكي و بشده على الراقد في غرفه العنايه المركزه و واقفين خلف الزجاج لؤي و ليث و معهم رعد يتأملونه ، ميل رعد شفايفه ما تعود يشوف هتان بهذا المنظر ابدًا كان دائمًا حيوي و نشيط و الابتسامه ما تفارق وجهه لكنه الان ساكن و هادئ و ملامحه تخلو من البسمه شد على قبضته بغضب من تذكر السبب و صد عن هتان يهمس؛ الله ياخذك يا مبارك ، الله ياخذك
فقد اخته بسببه و فقد مازن اللي مان يعتبره اخوه و الان هو مو مستعد يفقد "اخ" اخر لأنه بسنهار لا محاله ، تنهد ليث و كان لؤي هادئ كعادته لكنه هدوء موحش بالنسبه له هدوء يعتصره من الداخل و يأكله ، التفتوا لماجد اللي ربت على كتف لؤي ينطق يطمنهم؛بيقوم بالسلامه ان شاء الله
هز لؤي رأسه و همس؛ ان شاء الله
عقد رعد حواجبه من لبس ماجد و همس؛ بتدخل؟
هز ماجد رأسه و التفت للطاقم الطبي خلفه و رفع الكمامه على وجهه و تقدم يفتح الباب ، رجفت كفوفه من بروده الغرفه و تنهد من صار امامه يحس بثقل على كتفه ، التفت للممرضه اللي انقلب وجهها و سود و عقد حواجبه من نطقت بصوت مهزوز؛ دكتور!
التفت لمكان ما كانت تناظر و ارتخت اكتافه من شاف انخفاض كبير بالنبض و في لحظه ماقدر يستوعبها توقف النبض عنده و اطلق الجهاز صوت الصفير و اختفت الخطوط المتعرجه يبقى خط مستقيم واحد ، ما يعرف كيف شالته اقدامه يصرخ بالممرضين لجل يجلبون جهاز  الصدمات الكهربائية لجل يُعيد له النبض من جديد
~
فتح أعينه يتأمل السقف البني المُهترئ و ابتسم بهدوء من شعر بأحد يمسح على رأسه و رفع نظره لها؛ يا حيّ ذا الوجه!
اتسعت ابتسامته و اخذت تصفق بأيديها بسعاده من استيقظ ، ضحك و عدل جلسته جلسته يصير بجانبها و اخذت تمسح على فخذه بيديها اللي تملأها التجاعيد و تناديه؛ بدر بدر بدر
ما خفت ابتسامته ابدًا؛ لبيه يا القمرآ
ميلت رأسها و همست؛ فطور
هز رأسه و استقام يمد ذراعه لها لجل يساعدها تستقيم و اخذوا يمشون خارج الغرفه ، مرر نظره على البيت القديم و الصغير بغرفتين و مطبخ يطل على الصاله بجلساتها الارضيه ، اتسعت ابتسامته من شاف الصحن الدائري الصغير على الأرض بجانبه سله و فز من سمع صوت وراه؛ حـيّ عـلـى الـصلاة يا بـدر!
ضحك و التفت يقبل رأسه؛ معك معك
عبست ملامحها و رفعت اصبعها تنطق بتهديد؛ بسرعه!
صدحت ضحكته المهزوزه واخذ يمسح على لحيته التي يكسوها البياض اثر كِبر سِنه و هز رأسه بالإيجاب؛ بسرعه ، بسرعه يا القمرآ
خرج و اخذ العصاء من يديه يسنده بدالها و ابتسم يتأمل الحي البيسط و البيوت المتراصه بجانب بعضها و الأطفال يمررون الكره لبعضهم و نسمات الريـاض البارده تلفحهم و كِبار السن و الشباب المتجهين لأداء فرض ربي يذهبون لبيت الله سيرًا على الأقدام يحتسبون اجر كل خطوه ، دخلوا المسجد الصغير اللي امتلئ بسرعه و كان هو في الصف الأول خلف الإمام و اخرج كل شيء من بداله من سمعه ينطق "الله أكبر" يخشع لربه ، انتهى من الصلاه يسلم و يقرأ اذكاره و من انتهى هو خرج من المسجد يجلب له الماء و التفت من تقدم له احد الرجال يستغربه و يستغرب وجوده؛ بـدر بن فـارس ، حفيد بـنـدر آل قاضي
ابتسم الرجل و هز رأسه بفهم؛ ولد بنته؟
ابتسم بهدوء و تنهد؛ وصلت
التفت من شعر بجده يقف خلفه و ينظر للرجل؛ ولد بنتي حصه ، نسل السلطان
وسع الرجل انظاره و التفت لبدر؛ سعد السلطان ما غيره! ما شاء الله
تنهد بدر لأن جده يحب يغتر فيه دائمًا ، ذهب الرجل و اخذت خطاهم عائدون للبيت و التفت لجده ينطق بسخريه؛ بدر فارس تكفي!
هز بندر رأسه بالنفي؛ ما تعب سنينه كلها عشان تقول بدر بن فارس! بدر بن فارس آل سلطان و الأحسن بدر ولد سعد السلطان!
ضحك بخفه و هز رأسه يجاريه؛ ولد السلطان ولد السلطان!
دخلوا البيت و فزت من شافتهم تبتسم وابتسم هو بالمثل؛ من عنده قمرآ تغنيه السلطان كلهم!
ابتعد بسرعه من شعر بالعكاز يتوجه نحوه يتجنب الضربه؛ جدتك جدتي قمرآ ، جرب حظك و قلها حاف من جديد
ضحك و ضحكاته ما خفت من استيقظ؛ يعني نغار و كذا؟
فز من توجه العكاز نحوه مره اخرى؛ نمزح نمزح!
تنهد بندر يهز رأسه بقل حيله و توجه يجلس بجانب قمرآ ، رمش بدر للحظات يتأملهم يتأمل جده و جدته والدين حصه امه الحقيقه ، جده و جدته اللي كانوا و لا زالوا العوض في حياته و المستراح ، جده اللي ما قوى يوقف امام مبارك ولده و اخذ زوجته و هرب منهم تاركين بقيه عيالهم و بناتهم اللي تخلوا عنهم و هربوا بالمثل من بطش مبارك ، جدته اللي تسمى بمثل اسمها و اللي من عرفت بفقد احب بناتها تفقد عقلها من ليلتها تُكمل حياتها بعقل طفله صغيره ، جده و جدته اللي تدمرت حياتهم بسبب أفعال مبارك و اللي حاول سنين يعرف السبب لكن كان من بندر عدم المعرفه هو الأخر ، صحى على نفسه من نظرات بندر و قمرآ له و جلس معهم يفطر ، ابتسم يشوف مداراه بندر لقمرآ و نطق يحارشه؛ مالنا نصيب يا بندر؟
ناظره بندر بطرف عين نزل انظاره للعكاز؛ بظهرك
هز رأسه بالنفي و سكن بعدها يتنهد؛ ظهري فيه اللي يكفيه
نزل بندر اللقمه من يده يتأمله و يتأمل السكون اللي حل عليه و ندم انه تكلم ، نزل انظاره للأرض و تنهد؛ الله يُمـهل و لا يُهـمل!
رفع انظاره له لثواني و ابتسم بهدوء؛ مو هذا اللي مخليني صابر! و لا كان انتهى صبري من زمان
تنهد بندر يأكله الندم من سنين طويله ، بسبب ضعفه و خوفه هدم عائلته و هدم اسم آل قاضي ما قدر يوقف في وجه ولده و عانى بسبب حفيده اللي قُتلت امه ليله ولادته و من بعد تلك الليله انتهى صبره من افعال مبارك و اخذ قمرآ و عاشوا في احدى الأحياء الصغيره و القديمه و لا أحد يعرف مكانهم سوا بدر اللي لا زال يزورهم ، فنى به العمر و كساه الشيب و لا له قدره يوقف امام مبارك لجل بدر ، بعد كل زياره بدر لمبارك كان يجيه جثه امام الباب جروح ظهره و جسمه ما ضمدها الا هو ، ما يهوّن على بدر الا مسحه كفه على كتفه و يعرف انه بيجي يوم تنقلب الدنيا فيه و ياخذ بدر حقه و حق امه و حق كل من سال دمهم على كفوف مبارك ، انتهوا من الفطور و اخذ بدر الصحن بنيه غسله لكن هز بندر رأسه بالنفي؛ خله و تعال
ترك الصحن و جلس بجانبه يتمدد و يضع رأسه بحجر قمرآ و اتسعت ابتسامتها و صفقت بيدها ، ضحك بدر من نظرات بندر له؛ هي مبسوطه انت شحارقك!
فز من رمى عليه شيء و اللي كان جواله؛ افتحه و رد على اهلك
زفر بضجر و هز رأسه بالنفي؛ مالي حيل
هز رأسه و مد كفه يمسح على كتفه؛ لك حيل لك ، لا تخوفهم عليك
غمض اعينه لثواني يشعر بكف بندر على كتفه اللي لولا هذا الكف لكان انهاه مبارك منذ زمن ، هز رأسه بالإيجاب و ابتسم؛ أبشر
فتح جواله و كشر من الكم الهائل من الرسائل اللي انهالت عليه من ماجد و ابوه و تهاني و ريما و أمجد و إياد و حتى من رعد ، اخذ يتصل على ابوه و انتظره يرد لكنه مارد ، عقد حواجبه بأستغراب و كان بيتصل على تهاني لكن وقعت انظاره على رقم سارة و بلع ريقه يفكر للحظات ، سكر جواله و استقام؛ بروح
عبست ملامح قمرآ و ابتسم بدر ينحني يقبل رأسها؛ راجع لكم
التفت لبندر و اتسعت ابتسامته من شافه يبتسم بحنو و يتأمله؛ توصي شيء؟
هز بندر رأسه بالنفي؛ سلامتك ، و لا غيرها
هز رأسه و خرج من عندهم ، تنهد بندر و همس؛ الله يحفظك
خرج يمشي على رجوله يتوجه لسيارته اللي موقفها بعيد عن الحي ، ركب السياره و مباشرة اتصل على سارة و كانت لحظات لحظات ثم ردت ، حل الهدوء في المكالمه في جوفه عِتاب كثير لكنه ما يقوى ينطق به؛ آني
نطق يكسر الصمت لانه يعرف انها ملازمه سارة و من الزعل اللي فيه مايبي يناديها هي ، كمل كلامه من ردت هي؛ وين سارة؟
رفعت آني نظرها لسارة اللي تسمعه و ساكنه؛ موجود
كان بيتكلم لولا سارة اللي نطقت؛ تعال تعال
بلل شفايفه و هز رأسه بالإيجاب؛ جايكم جايكم
توجه نحو قصر سعد ، نزل من السياره و توجه للداخل بخطوات مُتثاقله ماهو مستعد للحوار اللي بيحصل بينهم ، رفع انظاره لها يشوفها جالسه بجانبها آني ، شافت نظره العِتاب و الخذلان بعيونه لكن ما بيدها حيله ، تقدم لها و وقف امامها بينهم مسافه متر و نطق برجاء يبان على عيونه؛ تكفين ، تكفين لا تعوريني و قولي ما كنتي تعرفين
سكت يشوف نظراتها له لكنه ما ترد عليه و تطمنه و قرب خطوه؛ تكفين لا تسكتين و قولي ما كنتي تعرفين فعايله!
ركزت نظراته على اعينه و نطقت بكلمتين كسرته و هدته كله؛ كنت اعرف
غمض أعينه بتعب ، هز رأسه بالنفي ما يستوعب كميه الخذلان و المسر اللي يشعر بها الان ، سنينه راحت و هو يتعذب من مبارك و لا شكى و لا بكى لأحد و ما كان يحتويه غير بندر؛ كنتي تعرفين بفعايله و تخليني اروح!
رفع نظره لها يشوفها جامده و  عض شفته بقهر يمر عليه شريط حياته و روحاته لمبارك؛ ما خفتي علي؟ ما خفتي علي انتِ و السلطان؟ ما قلتوا هذا ذبح اخته و ذبح احفادنا ليش نوديه له؟ هنت عليكم؟
ما نطقت بكلمه و لا تغيرت نظرتها و رفع صوته اكثر؛ هنت عليكم هالقد؟ لهالقد ما عندي قيمه عندكم؟ متى كنتوا ناويين تقولون؟ لما شفتوني جثه عند الباب؟
سكت ينتظرها تجاوب او ترد عليه او تبرر لكنها كانت صامته و كل العتب انها جات منها و من سعد اكثر اثنين يثق فيهم و يأمن حياته فيهم ، رفع كفه يغطي بها عيونه ثم ضحك بسخريه؛ تدرين ، كنت اروح و انا افكر هل برجع للبيت؟ و اذا رجعت برجع بكامل اعضائي و لا برجع جثه هامده!
لا زالت صامته تتأمله و استفزه هذا الصمت وده تقوم و تبرر و هو بيسامحها و يتقبل ابسط الاعذار بكل رحابه صدر ، تقدم خطوه و خلع تيشيرته يترك آني تشهق و تتوسع عيون سارة من منظر جسمه خلف التيشرت ، اثار ضرب و تعذيب و حروق و إصابات دائمه ، رجف فكها بصدمه؛ بـدّر!
هز رأسه بالنفي؛ بدر تعب و هو ساكت ، بدر تعب و هو ياكل ضرب و لا يتكلم بدر يحلف من هذي اللحظه ان مبارك ما يموت الا على يده!
هزت رأسها بالنفي و استقامت بسرعه و كانت بسقط لولا فزته لها يساعدها على الوقوف ، هزت رأسها بالنفي و اخذت ملامحه بين كفوفه؛ قلت له ، قلت له يا سعد الولد رايح للرجال و الرجال ماهو صاحي لكنه قال يحبه و لا يمكن يأذيه! ما دريت والله مادريت و لو دريت ما اخليك تتعدى البيت خطوه
خرج منه طيف ابتسامه لأن تبريرها اثلج صدره و محى جميع العتب ، جلست و جلس يحتضنها و اخذت تمرر يدها على جروح عمره ما تشعر بدموعها تنزل حسره على حفيدها ، هي بالفعل تعرف بأفعال مبارك لكن ما توقعت يمس بدر بأذى ابدًا لكن كسرها تمامًا بمنظره هذا ، التفتت و عضت شفتها تهمس تنادي بدر؛ لبيه؟
حول نظره لمكان نظراتها و عض شفته من لمح تهاني واقفه بملامح مخطوفه يعرف من ملامحها انها سمعت كل شيء ، عض شفته يلتقط تيشيرته يلبسه بسرعه و يتقدم لها؛ أمي!
هزت رأسها بالنفي و نزلت دموعها بعدها تبدأ انهيارها و عتابها له ، عقد حواجبه بتعب ما كان وده احد يعرف ، كانت تصرخ فيه و تعاتبه و رفعت كفوفها تضرب صدره و تبكي قهر عليه على الولد اللي ما عاش ببطنها تسع شهور و لا تعبت في حمله و لا ولدته لكنها ربته و صار لها اقرب عيالها ، كانت دائمًا تلاحظ تهربه منها لما يغير او عندما يذهبون للبحر و توقعت انه خاجز بينهم و حزت بخاطرها ما توقعت ابدًا انه يخفي قصص و هوايل ، مسك كفوفها يثبتها و يهمس؛ امي خلاص قضت!
وسعت انظارها بذهول ما تستوعبه؛ بدر اي قضت! اي قضت يا بدر
اخذت تبكي مجددًا بعد جملتها الأخيره و تنهد بقل حيله؛ أمي تكفين لا تعوريني
هزت رأسه بالنفي و رفعت نظرها تنطق بجمود؛ ابوك بيدري
وسع انظاره بذهول؛ أمي!
هزت رأسها بالنفي و فلتت من يده تذهب و تتجاهله؛ يدري يدري
مسك ذراعها يوقفها و كان بيتكلم لولا يدها اللي رفعتها بتهديد؛ بدر لا تجنني! كيف ما تبيه يعرف كيف!
سكت من شاف دموعها اللي رجعت تنهمر من جديد و نطقت بصوت مهزوز و قل حيله؛ كيف ما تبيه يعرف ها؟ مو كفايه خبيت علينا! ليه تخبي علي مو انا امك؟
بلع ريقه ما ينطق بغير كلمه واحده؛ أمي...
اخذته تحتضنه و بادلها يشد عليها ، مسحت على ظهره و شعره و هي تبكي و تشهق و لا خفت ، عوّرها منظره و لا قدرت تتحمل تشعر بأنها قصرت معاه ، كيف ما لاحظت؟ تلوم نفسها لانها لاحظت عدم محبته لهم لكن ما توقعت ابدًا يكون هذا السبب ، نطقت بين دموعها و شهقاتها؛ ليه يا أمي أنت ليه!
تنهدت سارة و شدت على عكازها و التفتت لليلى اللي اخذت تكفكف دموعها تتذكر ضناها و بكرها مازن تتذكر كم بكت عليه و كم اكلها القهر و اللوم و تجمع الحقد لمبارك ، التفتت لنهى اللي اخذت تمسح على كتفها تواسيها كانوا جميعهم حاظرات على هذا المشهد المؤلم و القاسي
في نفس هذه اللحظات دخلت سيارات السلطان عائدين من المستشفى بعد ما تأكدوا من سلامه هتان و انعاش قلبه يعود للنبض من جديد ، دخل فارس المكان و انجلم من شاف منظر تهاني المنهاره؛ تهاني!
دخلت وراه ريما اللي ذاب قلبها من منظر امها ، تقدم لهم و لف بنظره لبدر الاي صد مباشره ، ابتعدت عن بدر و وقفت امام فارس تنطق بصوت مهزوز؛ ولدّنـا يا فارس ولدّنـا!
زاد توتره و خوفه يركز انظاره على ببدر؛ ايش فيه!
ما قدرت تكمل ترفع كفوفها تغطي ملامحها و تبكي ، تجمعت الدموع بمحاجر ريما من منظر امها اللي اول مره تراه؛ ماما...
تقدمت سارة لهم و اشرت على الباب؛ ريما
هزت ريما رأسها بالنفي من عرفت انها تقصد الخروج لكن قاطعها فارس؛ ريما
شدت على عبايتها و توجهت تخرج تترك وراها جدتها سارة و امها و ابوها و بدر ، خرجت تشوف اعمامها يناظرون فيها و رفعت كتوفها بعدم معرفه ، بلعت ريقها ترجف جسدها كامل ، تقدمت نور تمسك كفوفها اللي ترجف؛ ريما!
هزت رأسها بالنفي ترفع كفوفها و تقدمت تحضن نور تحاول تخفف رجفتها ، فزت و فزوا جميع من سمعوا صوت تكسير من الداخل و اسرعوا فالح و فهد بخطواتهم لعند الباب؛ فـارس!
كانوا يسمعون صوت فارس و بدر يعلى اكثر و بكاء تهاني ، عض فالح شفته من سمع فارس يصرخ "مهبول انت ناوي توصخ إيدك بدمه!" شهقت ريما من خرج بدر و ملامحه تكسوها الحمره ، التفت من ناداه عمه فالح؛ بدر اركد!
هز رأسه بالنفي؛ ماني راكد و مبارك هذا والله لأندمه على كل ضربه في جسمي أندمه على كل روح راحت بسبته ، ان ما خليته يعض العشر و العشرين ما اكون ولـد فـارس!
عض فارس على شفته بغضب؛ بـدر!
بدر؛ ايش بدر ايش؟ ما تعرفون سواياه انتوا! ما ذبح امي و جسار و عايض و اخوالي الا هو!
التفت لعمه يأشر عليه؛ لحقك ، مشى وراك يبي يسوي سواياه فيك يا عمي انت و اهلك ماخلاكم حتى في طريق الحجاز! لحقته بعمر الـ١٥ و ساوى وجهي بالكفرات!
التفت لفالح يكمل كلامه؛ وقف قدام عتبه باب بيتك مع سلاحه ناوي نيته عليك و على اهلك و تصافقت انا وياه!
لف يناظر فيصل؛ خيرني بين نفسي و بين بناتك و ضليت اسبوع ما انام الليل ، ابو وجهين هذا لعب عليكم كلكم و تبوني اسكت بعد ما اعترف؟
كانت صدمه موجهه لهم جميعهم ، كانت تتثاقل انفاسه و مشى يخرج من القصر كاملًا
~~~

ابطيت عليكم اعرف ، السموحه 🩶

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن