البارت الرابع و العشرون

1K 35 4
                                    


هز رأسه بالإيجاب؛ بقراه و اجي اقولك رأيي
ابتسمت و اسرعت بخطاها تبتعد عنه ، التفتت تشوف قفاه و ابتسمت بهدوء و استوعبت على نفسها؛ علوش شدعوه!
مشت تتجه للمدرجات و اخذ مكانها بجانب ليث و ابتسمت له و رفع حاجبه يناظرها؛ اعترفي عادي انك تبين لؤي
ضحكت تهز رأسها بالإيجاب؛ صراحه ايوا لكن صار عنده زوجه مو فاضي لي الحين
التفتت و التفت معها يناظرون لؤي اللي بجانبه وعد و اثنينهم انظارهم للأمام و لا يلتفتون لبعض ، تنهد ليث بقل حيله على حال اخوه يبعثر شعره و عادت انظاره للمضمار من سمع تصفيق الجمهور
~
رفعت انظارها للسماء تشد على قبضتها بتوتر لأن فقره مضمار الحواجز انتهت و كانت نقاطها و نقاطه متقاربه جدًا و حان وقت السِباق و اللي هو اقل امكانيه لها ، التفتت لوقع حوافر الخيل و كان هو على خيله يبتسم؛ اخترتي الفستان و لا باقي؟
بلعت ريقها تصد عنه لخيلها؛ واثق جدًا! ما بعد انتهينا
هز رأسه و اخذ يمشي؛ استعدي يا حرم الخيل!
التفتت تضحك بذهول و عدم تصديق لأنه واثق جدًا و صدمتها ثقتها
ركبت خيلها و توجهت لمكان بدايه السباق ، شدت على اللجام تسمع العد التنازلي للبدايه و سرعان ما انطلق صوت الطلقه و انتشر صهيل الخيول و وقع حوافرها على الأرض ، اخذت تحاول تسرع و تشد على اللجام لكنه كان هو و اثنين اخرين يتقدمونها و كانوا اكبر عمرًا منها و متمرسين اكثر منها لكنها كانت تحاول بكل ما عندها و تحاول تقدم افضل ما عندها لجل ما تندم و تثبت له انها تقدر تهزمه ، عقدت حواجبها من اسرع خيلها فجاءه بدون سابق انذار و بدون تحكمًا منها و شهقت من رفع حوافره الأماميه يصهل بقوه و اعتلى صراخها لأنها فقدت السيطره عليه و اخذ يهيج و يصهل بقوه و يدور على نفسه ، حاولت تتمسك به لكنها ما قدرت تسقط على الأرض بقوه تغمض اعينها بألم ، فتحت انظارها و شهقت من كان خيلها اللي تعرفه و يعرفها لسنين هايج امامها يضرب بحوافره في الارض بدون ادراك و عشوائيه ، رجفت بخوف و لا قدرت توقف و تهرب او تصرخ حتى و غمضت اعينها بخوف من رفع حوافره اتجاهها مباشره و كان سيصيبها لا محاله ، فتحت اعينها من سمعت صهيل الخيول تكثر و كان هو على خيله اللي يحاول يوازنه و يتحكم فيه لأن هو الأخر هاج فجاءه و لكن بسبب مهارته و ممارسته قدر يتحكم فيه و يروضه ، هو من سمع صوت خيلها اللي اصبح يحفظ صوته بسبب مراقبته لها و التفت و جن جنونه من شافها على الأرض و الخيل الهايج امامها و عاد ادراجه لجل ينقذها و يساعدها لكن في منتصف طريقه هاج خيله هو الاخر و حاول قدر الامكان يروضه الى ان يوصل لها ، كان يحاول قدر المكان يبعد خيله و خيلها عنها لكنه ما استطاع و في لحظه هو قفز من على خيله يوقف امامها و يمسك ذراعها يصرخ بها لجل تستوعبه لكنها ما كانت تستوعب شيء ، كان منظر مهيب و مخيف بالنسبه لها لأن الخيلين بدأوا يتطارحون و كان صهيلهم عالي جدًا ، عض على شفتها و حاول يوقفها لجل تركض معه لكنها صرخت بأسمه تأشر بخلفه؛ فايز!
التفت خلفه و فتح اعينه على مصرعيها من كان خيله اللي ضرب حوافره بالأرض و حاول يتجنبه لكن احدى الحوافر ضرب بذراعه و صرخ بألم يمسك ذراعه ، في لحظه اختفى صهيل الخيول و سقطوا الخيلين على الأرض بطولهم و كبرهم يتركون الأرض تهتز قليلًا
~
كانت ترتجف بخوف وسط حضن اخوها اللي يمسح على ظهرها و يحاول يهديها ما تخطت منظر الخيول الهايجه و اللي زاد من الأمر سوءًا هو تلقي خبر وفاه الخيلين بعد اكتشاف وجود بعض من المخدرات داخل اجسادهم اللي جعلتهم يثورون و يهيجون بهذه الطريقه الغريبه ، تنهد لأنها ساكنه في حضنه من قرابه الساعه ميل ثغره يحاول يغير من مودها؛ طالبج يكفي لو يشوفج أحمد جذي يقطني للجلاب
رفعت رأسها له و وسع انظاره لأن دموعها عالقه في محاجرها و سرعان ما نزلت تنهار تبكي و تشهق و كأنها للتو تخرج من داومه هواجيسها و تستوعب ايش هي فيه ، بلع نواف ريقه و يتنهد يحتضنها من جديد و يضل يمسح على ظهرها ، التفت للباب اللي دخل منه أحمد مفزوع يدور بنته؛ فـرح!
التفتت و زمت ثغرها تركض لحضن والدها تحتضنه و تبكي و تشهق ، اخذ يقبل رأسها و يمسح عليها يسمي عليها؛ بسم الله عليك يابوك بسم الله عليك
اخذوا دقائق الى ان هدأت و سكنت ، التفتت لأبوها تزم ثغرها؛ الأربد مات!
اخذ كفها يقبله؛ بدال الخيل ألف خيل اهم شيء انك سالمه الحين
ضل ابوها و نواف معها و مررت نظرها تستوعب الغرفه اللي هي فيها هم لا زالوا في الاسطبل و مقر السباق ، هي في لحظه تذكرته و نغزها قلبها و انقبضت ملامحها تبي تعرف حاله و كيف صار ، التفتت لأبوها و نواف الاي يتحارشون و ميلت رأسها تفكر كيف "تصرفهم" و ميلت ثغرها؛ ابي اقعد لحالي...
التفتوا يناظرونها و هز أحمد رأسه بالإيجاب؛ اللي ودك
خروجوا و فزت هي تدور جوالها و لقته تاخذه و تتصل على نغم؛ فروحه؟
بلعت ريقها بتوتر؛ وينك فيه؟
سمعت تسكير الباب اللي يدل انها خرجت من مكان و تأكدت شكوكها من نطقت؛ كنت عند فايز تو طلعت...
اخذت تتحسس عنقها بسبب الحراره اللي داهمتها فجاءه و اخذت تهمس؛ فيه احد عنده غيرك؟
ارتفع مبسمها و تنحنحت؛ انا و عهد بس الباقين طلعوا من عنده ، ليه؟
زفرت بثقل و قررت تزعم على قرارها لأن من وجهه نظرها غلطت في حقه كثير و راح تتفاهم معه وجه لوجه؛ بجيه
~
رفع رأسه يتأمل الباب اللي خرجت منه بعد ما سمعها تناديها و تنهد ينزل انظاره لذراعه المجبسه ، انكسرت ذراعه بعد ضربه خيله اللي عاش معه سنوات و فاز معه و ضحك معه و حزن معه و كسره ، و زاد كسره من عرف بموته و لا يزال على صدمته و لا زال قلبه يرجف من خوفه عليها و من خوفه من الخيول و غرابتها ، خسر السباق و خسر خيله و خسرها هي ، كان راسم في خياله انه راح يفوز و بالفعل كان بيفوز لولا انه عاد ادراجه رغم انه كان في المقدمه و ما كان يفصل بينه و بين النهايه شيء لكنه رجع لها ، تخيل انه راح يفوز و يفرح بفوزه و يفرح بفوزه بها هي لكن انهدمت كل امنياته و خياله ، رفع نظره لعهد اللي تحاول تواسيه؛ اجيب لك بدل خيّال خيّالين لا تزعل
وضعت كفوفها على معدتها تضحك؛ بعدين ازعل معك و يزعل البيبي معي!
ضحك بثقل و نطق بسخريه؛ الا البيبي لا يزعل! يزعلنا محمد كلنا
ضحكت و ضحك معها ، التفتوا لنغم اللي دخلت من جديد؛ ام البيبي جدو حمودي يبينا
عقد حواجبه يضحك بثقل؛ جدو حمودي؟ عزتي له والله
ناظرته بطرف عين تنطق بحده؛ مالك شغل انت!
سحبت عهد قبل لا تنطق او ينطق هو و خرجىا بسرعه ، تنهد من اصبح وحده و عاد لهواجيسه يمرر نظره على عياده الاسطبل اللي هو فيها و كشر من حس بالكتمه و الضيقه و قرر انه يخرج ، اول ما استقام فُتح الباب من الجديد و ضحك بسخريه لأنه يعتقد انها نغم؛ رجعتي من جدو حمو...
سكت من كانت هي تشد على عبايتها واقفه امامه تلهث و الواضح انها كانت تركض ، رجفت مقله عينيه لأنه ما توقع ابدًا انها راح تجيه هي كان دائما يظن انه هو اللي راح يحاول دائمًا و هو اللي بيمشي في طريقها و يحاولها لكنها صدمته و عكست توقعاته ، تقدمت له توقف امامه يرجف فكها و ما حسبت حساب دموعها اللي بدأت تنساب دون انذار و انقعد لسانها ما تنطق بكلمه بسبب غصتها ، انقبضت ملامحه من شاف دموعها و زفر يشتت انظاره عنها لأنه ما يتحمل و هو إلى الان ما تخطى ملامحها المرعوبه في المضمار ، رفعت كفها تمسح دموعها تحاول تتمالك نفسها مع ان كفوفها كانت ترتجف بشكل مجنون؛ خسرنا...
نطقت بكلمه وحيده لكنها نزلت على مسامعه مثل الحجر من ثقلها لأنه سمعها بأنهم ما خسروا السباق فقط بل خسروا مستقبلهم سوا ، هز رأسه بالإيجاب يتنهد و ما يعرف كم تنهيده خرجت منه؛ خسرنا
نطق يأكد كلامها و بلعت ريقها تشابك كفوفها تكمل؛ و الأربد مات...
ابتسم بخفوت و دون شعور منه؛ الأربد؟ خيلك؟
زمت ثغرها بحزن لأنه لا زال يبتسم لها رغم انها جرحته كثير و هزت رأسها بالإيجاب و ميل رأسه؛ و خيّال مات
عقدت حواجبها بأستغراب؛ خيّال؟
هز رأسه بالإيجاب يبتسم و يلف بنظره؛ كان خيل ذكي و كان يعرف و كأنه خيّال! لكنه...
سكت و حلت لحظات صمت بعدها و كم تمنت الأرض تنشق و تبلعها من الأحراج و الندم اللي تشعر به و نزلت انظارها لذراعه؛ يدك مكسوره اليمين مكسوره!
التفت لها ينطق بسخريه؛ تتشفين يعني؟
ميلت رأسها تنطق بغصه؛ كيف ألبسك دبلتك؟
رمت كلماتها تبري كسره و ترجع تبنيه و رمش بعدم استيعاب؛ دبله؟ بس ما فزت!
ابتسمت تمسح دموعها تتقدم خطوه و تركز انظاره على انظاره؛ ما فزت بالسباق و لا صرت بطل البطوله ، بس فزت عندي انا! انقذتني و صرت بطلي ، أنت فايز بفرح!
ميلت رأسها تبتسم بعذوبه اهلكته؛ مو عاجبك تصير بطل فرح؟
اهلكه عذوبه منطوقه و كلماتها اللي جبرت كسره و خاطره بعد كل المشاعر اللي تصادمت به  في الساعتين الماضيه و خلته يخرج من دوامه افكاره و مشاعره و اعطته من اسمها نصيب ، فرح و فرحته في هذه اللحظه و كانت اشد لحظاته فرحًا في حياته ، هز رأسه بالإيجاب تتسع ابتسامته و تسفها ملامحه؛ الله يلقط روحي اذا صرت بطل لغير فرح!
شهقت من دعوته على نفسه؛ استغفر الله!
ضحك بذهول و سعاده و سرعان ما خرج من المكان و عقدت حواجبه تتبعه و تشوفه يركض و صرخ؛ ما اضمن نفسي!
ضحكت بسعاده و هزت رأسها بقل حيله هي فرَح و قلبها الأن فَرِح
كما كان قلب بطلها اللي يركض بسعاده متجاهل الم ذراعه فبالنسبة له هو جميع كسوره انبرت و انجبرت بعد ما طمئنت قلبه و رفقت فيه و اعطته جواب واضح ، جواب افرحهه انه فاز ، فايز بفرح
~
هزت رأسها بالنفي لأنها مقتنعه بكلامها تمامًا و مستحيل تغير رأسها؛ متأكده مثل اسمي انه هو! و لا ليش بس خيل فايز و فرح اللي اكلوا مخدرات مع ان كل الخيول تاكل نفس الأكل
ميل ثغره و انظاره على الكمبيوتر الخاص به يحاول يلاقي مكان تواجده لكن فجاءه فقط اتصاله و تتبعه معه ، تأفف بضجر يبعثر شعره؛ اختفت الاشاره! لي شهور اتتبعه و تو تختفي
هزت رأسها تنطق بأقتناع؛ شفت قلت لك انه هو!
تنهد لأنه ماهو دليل مقنع ابدًا و هي مقتنعه تمامًا؛ نغم نعرف ان كل شر يجي منه لكن هذا ابدًا مو دليل و كيـ...
سكت يوسع انظاره من رفعت جوالها امام ناظريه يقرأ الخبر "بسمه بنت مبارك آل قاضي تفوز ببطولة الخيل..." رمش بعدم استعياب و نطقت هي بحده؛ هيا اقنعني انه مب هو! يلا!
مسك شعره يشد عليه لأن اخلاقه قافله جدًا ، التفت يشوف الأسطبل التفت لها؛ باقي داخل؟
عقدت حواجبها بأستغراب؛ من؟
رجع يناظر الأسطبل ينطق بهدوء؛ بسمه...
رفعت حاجبها تناظره من الأعلى للأسفل؛ ليش بتروح لهـ...
قبل تكمل جملتها هو ركض من شافها خارجه و حولها حراس و اخذ يناديها؛ بسـمه!
التفتت له تشهق و تترك الكأس يسقط و اخذت ترتجف بخوف؛ بـدر!
تقدم لها و ملامحه تدل على غضبه العارم و اوقفوه الحراس لكنه دفعه و وقف امامها ، نزل انظاره للكأس يضحك بسخريه؛ على بالك ماخذتها بجهدك؟
بلعت ريقها تنحني و تأخد الكأس تشد عليه و تحاول تتصنع القوه؛ ايوا اكيد بجهدي!
ضحك بعلو صوت لأنه ما يستوعب الثقه اللي تحاول تتصنعها و رجع يبتسم بسخريه؛ لو ابوك ما تدخل و لعب بالخيول ذاك الوقت تصير بجهدك مـ...
قاطعته ترفع صوته المليئ بالخوف؛ ابوي ماله دخل انا قلت للحراس!
عقد حواجبه بصدمه و هزت رأسها تأكد كلامها؛ ايوا انا قلت لهم يسممون الخيول! ابي افوز بالبطوله و مارح افوز لو هم موجودين!
تقدم لها و رجعت خطاها هي بخوف؛ تتبعين خطى ابوك و تعذبين في الناس و تأذيهم؟!
ضحك بسخريه و كمل؛ و طبعًا مبارك افندم طاير من الفرحه صح؟ بنته تتبع خطاه و ولده تاجر مخدرات ليش ما يفرح
تقدمت له تنطق بغضب؛ لا تتكلم عن ابوي كذا! بعدين هذا خالك نسيت! ما قصر معك و لا امي قصرت معك و لا حتى هيف قصر معك تجحدنا ليه!
ضحك بذهول و تقدم لها تختلف ملامحه و تميل للحده؛ بسمه انتِ اكثر من يعرف فعايل ابوك فيني ، اجحدكم؟ اكيد بجحدكم دام هذي فعايل كل واحد فيكم! كنت مخرجك من بالي لكن والله ان تندمين معهم سامعه!
رجف فكها بخوف منه و التفت هو يمشى و يتركها لولا انها تقدمت تمسك ذراعه؛ بدر افهم لو تسمع لأبوي والله يستقبلك و ما يردك و ترجع تعيش معنا زي قبل!
التفت يناظرها بحده و نفض ذراعه منها يرض على اسنانه؛ الله لا يعيدها من ايام! و موتي اذا رحت لأبوك مره ثانيه!
رجعت تمسك ذراعه لكن هذه المره امسكته بكفوفها الثنتين؛ كنا مبسوطين سوا لا تكذب! كنت تلعب معي و تضحك معي و...
قاطع كلامها الصوت اللي نطق بحده؛ بـدر!
التفتوا و سكنت ملامحه لأنها كانت هي واقفه و مكشره ملامحها ، التفت لبسمه و نفض ذراعه للمره الثانيه منها؛ ما كنت مبسوط و لا عمري دخلت ذاك البيت مبتسم من قلب! عشت هناك اسوء ايام حياتي و ابشعها ، لو شفتك مره ثانيه قريبه مننا لا تلومين الا نفسك!
مشى يتجاهلها و يتجاهل نداها و اخذ يتبع نغم اللي تمشي و تسرع بخطاها ، وقف امامها و نطق بأستغراب؛ شفيك؟
كشرت تصد عنه؛ خل بسمه تعلمك!
تأفف بصجر لأنه عرف انها بتزعل مره اخرى ، اتسعت ابتسامته من تذكر الشيء الاي بجيبه و اخذه و التفت لها يبتسم؛ كان فيه شيء بعطيك اياه لكن شكلك ما تبينه!
لا زالت صاده عنه و تكتفت تثبت انها زعلت ، رمشت بعدم استيعاب من تدلى على مستوى نظرها سلسال معلق عليه شكل نوته موسيقية و شهقت بفرح ترفع كفها لجل تاخذه لكنه رفعه عنها و زمت ثغرها تناظره؛ ابيه!
ضحك ينطق بعبط لجل يستفزها؛ مو انتِ زعلانه مني؟
حاولت تاخذه منه لكنه رفعه فوق و بسبب فارق الطول بينهم ما قدرت توصل له ، التفتت له و اخذت تبتسم و تجمع كفوفها ببعضها؛ شدعوه من يزعل منك انت!
ضحك و نزل لها السلسال يضعه بيدها و اتسعت ابتسامتها تتأمله لأنه يشبهها و تموت هي في الأشياء اللي تشبهها و تشوف نفسها فيها ، رفعت نظرها له و ما فارقت البسمه وجهها؛ المناسبه؟
نطقت بتساؤل و ابتسم هو يحك طرف حاجبه يرفع اكتافه؛ شفته و تذكرتك
اتسعت ابتسامته يشوفها تتأمله بسعاده ، هو لما لمحه طار قلبه لأنه بالفعل تذكرها و ما لقى نفسه الا انه يحاسب عليه ، كان عادي جدًا و هو اشتراه من كشك صغير لكنه بالنسبه -له و لها- ما كان عادي ابدًا لأنه اول شيء يُهديها اياه و اول الطرق لها ، و هي تقدر هذه الأشياء الصغيره و تعزها جدًا فكيف لو اتى من شخص مثل بدر...
رفعت نظرها تبتسم بهدوء؛ بنتبه له دايم!
ضحك بتوتر من ابتسامتها ينطق بعبط؛ يا ويلك يضيع اقاطعك!
حلت لحظات صمت وجيزه و ما يسمع في المكان غير نبضات قلبهم و قلبها هي خصيصًا ، تستمتع بوقع هذه النبضات اللذيذه و اللي ما تسمعه الا لما تكون معه و حوله و مع اي حركه بسيطه منه يزيد وقع هذه النبضات ، قاطع صفو جوهم جوالها و رفعت ترد عليه و من انتهت ترجعه في جيبها و التفتت له؛ بروح مع البنات...
هز رأسه بالإيجاب و رفع كفه يودعها و مشت هي مسرعه ، عض على شفته و التفت هو الاخر يدندن برواق؛
"أحلى من العقد لباسه
يزهى بها العقد في جيده"
~
ارتشفت من عصيرها و التفتت له تكمل سوالفها و ابتسم هو يسمع حلطمتها عن الجامعه و الأختبارات؛ تعرف حتى قبل الفاينلز فكرت احدف الترم؟
ابتسم ينطق بسخريه لجل يستفزها؛ افا تحدفين التِرم!
ناظرته بطرف عين و مشت تتركه و ضحك هو يلحقها؛ تعالي يا الزعوله اسف
تجاهلته و اخذت تمشي و لا زال هو يضحك و استفزها ضحكه ، امسك ذراعها يوقفها؛ يالزعوله قلت اسف
تكتف تصد عنه؛ زعلت! كم مره حعيد عليك لا تِتكلم عن لهجتي
لا زال يبتسم و ميل رأسه؛ خلاص اسف مـ...
شهقت تقاطع كلامه و تسحبه يتخبون وراء سياره و عقد حواجبه بأستغراب لكن سرعان ما انفكت عقده حواجبه من شاف انس يتجه لسيارته و يركبها ، تنهد بقل حيله و التفت يشوف ملامحها الخائفه و نظق بجمود؛ لو مخليتني اخطبك كان ما خفتي!
التفتت تناظره وجهه و الواضح انه انزعج مثل كل مره تنفتح السيره و بلعت ريقها؛ أمجد باقي صغيـ...
قاطعها ينطق بجمود لأن هذا عذرها كل ما فتحوا السيره؛ و انا قلت لك بتكون خطبه بس لين تتخرجين!
سكتت تشتت انظارها عنه و عقد هو حواجبه من روادنه افكار يهمس؛ و لا خايرتي؟
وسعت انظارها بذهول تضرب كتفه؛ تستهبل معي انت! لا تجيب اي كلام من عندك!
ميل ثغره و صد عنها؛ ارجعي لهم لا تبعدين
ثم رحل يتركها وحدها فاغره الفاه لأنها اول مره تشوف انه زعل فعلًا و زمت ثغرها بغضب تركل السيارة بجانبها و اخذت تسحب خطواتها ترجع للبنات
~
« بيت لؤي »
فتحت اعينها بصعوبه اثر ساعات نومها القليله و فزت من استنكرت السقف لكن سرعان ما سكنت من استوعبت انها غرفتها في بيتها ، رجعت تتمدد و اخذ جوالها و تنهدت من شافت انها متأخره و استقامت بثقل و خمول تجبر نفسها تتجهز ، خرجت من غرفتها بعد ما انتهت و لبست عبايتها و اتجهت للمطبخ و هي لا زالت تتثاوب ، ابتسمت تشوف المطبخ مجهز كما تحب و كما هو سهل بالنسبه لها و زادت ابتسامتها من وجدت ورقه معلقه على باب الثلاجه "مساعده لربه المنزل الجديده" ضحك تعض على شفتها؛ اموت عليك نوفي!
اتجهت لأله القهوه تسوي لها و التفتت لصوت الباب و كان هو للتو عائد من الخارج ، مررت نظرها على ملابسه الرياضية و الواضح من لهاثه انه كان يركض ، صدت تنتظر القهوه تجهز و توجه هو لغرفته
تنهد من دخل الغرفه و ميل ثغره يلاحظ اختلاف من مئه اختلاف بينهم ، هو حياته منظمه و صحيه ينام بوقت معيًا و يصحى الصباح يخرج يركض و يرجع على الموعد اما هي تسهر الليالي و تستغل اخر دقيقه في النوم ، زفر مره اخرى و اخذ منشفته يدخل الحمام -يكرم القارئ- يستحم
اخذت ترتشف من قهوتها و رفعت نظرها للسماء تتأمل منظر الغيوم و الهواء البارد و اتسعت ابتسامتها لأنها تعشق برد الرياض ، التفتت من سمعت صوت مفتاحه و رمشت بعدم استيعاب لأنه ما اخذ وقت طويل في التجهيز ، ميل رأسه يشوفها واقفه و نطق بجمود؛ مارح تجين
استوعبت و اخذت تمشي وراه يتجهون لسيارته ، ركبت و التفتت له تميل رأسها؛ عادي اشغل؟
هز رأسه بالإيجاب دون لا يناظر لها و ابتسمت تاخذ جوالها تشغل اغنيتها المضله و اللي مستحيل يمر يوم دون لا تشغلها "بدون أسماء" ناظرها بطرف عينها يشوفها تدندن و سعيده و صد يرحع يناظر الطريق ، اخفضت صوت الاغنيه تلتفت له تحاول تسولف معه؛ تعرف كيف صار فايز؟ ما امداني اشوفه
هز رأسه بدون لا يناظر لها؛ بخير ما عليه خلاف
ميلت ثغرها بعدم اقتناع و تأففت ترجع تصد ، وصلوا شركه أحمد و اللي صار مقر عملها الحديد بعد ما عادت العلاقات ، التفتت له من نطق؛ بنطلع بدري ، بنجتمع عند سارة بيجون آل ظافر
كانت عاقده حواجبها لكن سرعان ما انفكت تشهق؛ لا يكون عشان نيار!
عقد حواجبه بأستغراب؛ شدخل نيار؟
استوعبت انه ما يعرف و حكت طرف حاجبها بتوتر و سرعان ما هربت منه تدخل الشركه و هز رأسه بقل حيله يدخل الشركة ورائها
~
« أبها ، مستشفى القوات المسلحة »
لا زال واقف في الممر و لا زال على صدمته من دخل المستشفى يتطمن عليه كما يفعل يوميًا منذ اسبوع و صُدم لما سأل عنه ينزل عليه الخبر كالصاعقه "اللـواء راجـح في ذِمـة الله" قبل اسبوع بالضبط عندما دقع راجح لجل يتلقى الرصاصات هو لكن حركة راجح كانت الأسرع يسحبه و يدفعه بقوه و يتلقى الرصاصات هو ، يذكر صراخه بأسمه و خوفه بأنه فارق الحياه و حمله يركض به بعد انتهاء الاطلاق لجل يسعفونه ، تم اسعافه و رقد في المستشفى اسبوع في العنايه المركزه و كان يزوره يوميًا و تأنيب الضمير ما فارقه و اليوم يستقبل خبر وفاته ، شعر بثقل كبير يُرمى على صدره و الصدمه لا زالت تعتريه ، الشخص اللذي ساعده في اول خطوه خطاها في طريق السلك العسكري و اللي ضل معه في كل خطوه و ضل يدعمه و يشجعه و علمه لجل يصبح ما هو عليه الان يموت تضحيه له هو ، رفع كفه يشد على شعره من سوء شعوره و بشاعته و اصبح يلوم نفسه ، كيف يخبر اهله؟ كيف يواجههم و يحط عينه بعينهم؟ تراكمت عليه الهموم و الاحزان و جميع المشاعر السيئة تجمعت عليه و شد على شعره لأنه ما عاد يتحمل بشاعه الوضع اللي هو فيه و فتك الصداع رأسه لأن له ايام ما ينام زين ، في لحظه طاح من طوله و ركضوا الممرضين يسعفونه حالما لمحوه
~
تنهدت تتأمل شكلها في المرآة و عدلت شعرها للمره الأخيره و خرجت من غرفتها تنزل للأسفل ، ابتسمت بهدوء من شافت جدتها جالسه و بيدها سبحه تسبح و رقت ملامحها من استوعبت ان السبحه لجدها؛ تغطينه اجر حتى و هو في قبره! اذا هذا الحب انا ابيه
ابتسمت سارة من جلست بجانبها و التفتت لها؛ بجيك!
سكتت ريم تصد انظارها و نطقت سارة؛ بيجون الليلة ، يخطبك قدام الكل
زفرت و لا زالت صاده عنها؛ عارفه ، عشان كذا جيتك لحالي
سكتت سارة تمرر نظرها عليها و تتفحصها و في لحظه هي شعرت بشيء مكدر خاطر حفيدتها و نطقت؛ موافقه عليه؟
نطقت سارة لأن ما جهلت نظرات سعد لها و نظراتها هي لسعد و لا لقاءاتهم اللي كانت تحت عينها ، رجف فكها و في لحظه كانت بتنطق لكن التفات سارة جعلها تلتفت معها و سكنت ملامحها و ارتخت اكتافها من شافته واقف يتأملهم ضلت ثواني حتى تستوعب و ما ان استوعبت حتى اخذت شال سارة تغطي به نفسها و التفتت لسارة تنطق بجمود؛ اكيد موافقه!
رمت جملتها و كم كانت موجعه بالنسبه له رغم انه عارف جوابها لكن سماعه من ثغرها و اعترافها اوجعه بشكل لا يغتفر ، ساقته خطاه لقصر سعد لجل يشكي اوجاعه  لسارة اللي تتحمل و تستقبل جميع اوجاعهم براحه صدر و تطبطب عليهم و لا توقع ابدًا ان سبب وجعه يكون موجود هناك ، استقامت تشد الشال عليها و تتخطاه تخرج ، ضل واقف ثواني يناظر الفراغ و ميلت سارة رأسها بأسى على حال حفيدها؛ سعد...
ما رد عليها و خرج يسرع بخطواته يلحقها و من شافها هو سحبها لأقرب غرفه و اللي كانت مكتب سعد المُشرع ابوابه دائمًا ، شهقت من شعرت به يسحب ذراعها و يدخلها المكتب و يسكر الباب خلفه ، نطقت بحده من التفت لها؛ ايش تسوي انـ...
بُترت جملتها من تركزت انظارها على ملامحها و للتو لاحظت شحوبها و ذبولها و بلعت ريقها تحاول تستجمع قوتها و توازن نفسها؛ بغيت شيء؟
زفر بحده يرفع كفه يفتح اول زرين من ثوبه لأنه ما عاد يوسعه و لا الدنيا تسوعه ، حاول يوازن نبرته و يتكلم معها بهداوه و لا هو عارف اساسًا ايش المفترض يقول ما جهز كلام و لا شيء هو في لحظه اندفع فقط؛ ليه؟
عقدت حواجبها بضيق و تأففت؛ وافقت لأنـ...
قاطعها يهز رأسه بالنفي و ينطق بحده؛ ليه علقتيني فيك! دام اول واحد يدق الباب بتوافقين عليه ، ليه ما صديتيني و لا خليتي قلبي يموت بهواك؟ ليه ما قلتي لي ان كل تلميحاتي بلا فايده! و ما لقيتي إلا هو؟ ايش يزيده و ينقصني؟ وش يميزه عني لجل تختارينه علي!
رفع صوته و احتدت نبرته اكثر و غمضت اعينها بخوف من حاله يرتجف كامل جسدها ، شد على قبضته يحاول يكتم غضبه اللي زاد و عضت شفتها هي من شعرت بالدموع تتجمع في محاجرها ترتجف نبرتها من خوفها و بكاها؛ سعد قسمة و نصيب...
صرخ يسكتها و ينطق بغصه واضحه في نبرته؛ ادري! ادري ان كل شيء قسمة و نصيب و ادري ان مالي حظ ابقى معك! لكن ليـه! هنت عليك؟ ما فكرتي ان فيه انسان ميت في هواك و انتِ تجافينه بعد ما عطيتيه الأمل!
رقت ملامحها و انسابت دموعها تنهمر في البكاء و شدت على الشال تضم نفسها تهمس؛ تأخرت...
ارتخت ملامحه و ارتخت اكتافه ينطق بقل حيله؛ كنت اجمع مهرك! كنت اجمع مهرك و اضمن شغلي عشان تعيشين مرتاحه معي و لا ينقصك شيء!
مسحت دموعها و عدلت الشال عليها تعدل وقفتها تحاول تمثل الحده و القوه في نبرتها لكنها عجزت ترتجف كامل نبرتها و تبان غصتها؛ مافي نصيب ، الله يوفقك
خرجت من المكتب و وقفت من شافت سارة واقفه امامها و زمت ثغرها تشعر بشعور بشع و ركضت للأعلى تسكر على نفسها في غرفتها ، تنهدت سارة و اخذت عكازها تحاول المشي تدخل المكتب و رقت كامل ملامحها من شافته واقف و ايد على خصره و الاخرى يعض اصبعه بقهر الواضح على ملامحه و ارتجاف كامل جسده و همست أعوذ بالله من قهر الرجال
سمع صوت عكازها و التفت يفز لها يسندها و زاد حزن قلبها لأنه في وسط قهره و حزنه يفز لها و يسندها ، رفعت كفها تتحسس ملامحه بقلق؛ أبوي انت
شد على قبضه يده و لا زال كامل جسده يرتجف لأنه مقهور مقهور من نفسه و منها و من اللي بياخذها و رص على اسنانه؛ كنت ابيها لي! والله ما بغيتها الا تكون حرمي و حلالي! تركتني تايه بدرب التايهين
تنهدت و اخذت رأسه تضمه لها و بادلها هو الحضن يحاول يخفف من قهره لكن مافي فائده و اخذت تمسح على ظهره؛ هذي حال الدنيا
هز رأسه بالنفي؛ مابي الدنيا دامها كذا! مابي دنيا ماهي فيها!
زفرت لأن حاله صعب و لا هو قادر يتقبل و يصدق
~
رجفت كفوفها تغطي بها ملامحها و انهمرت تبكي لأنها شافت الخذلان و العتاب في نظراته و لا عاد هي نظراته الاوليه ما عاد تلمع عيونه و لا عاد تشوف نفسها فيها ما عادها تشعر انه يصرخ "يا قايد الريم" ، كسرته كسر مارح ينبري لو تحاول و تعرف هذا الشيء من اللحظه الاي قررت فيها توافق على نيار و عرفت انها راح تدمره كليًا لكنها كانت واثقه من قرارها و اختيارها و تعرف انه الأفضل ، زمت ثغرها من تذكرت عتابها و كلماته اللي اوجعتها لكن وجعها ما كان بقدر وجعه و قهره ، بعد ساعات من البكاء المتواصل رفعت نظرها للشباك تشوف ان الشمس غابت و استقامت تمسح دموعها و تتجهز
~
ميل ثغره و تنهد من شافه ساهي و لاهو حاس باللي حوله ، لفت انتباهه فايز اللي يهددهم لا ينطقون حرف ، هم للتو عرفوا بالخطبه و هو اول من خطر في بالهم ما صارحهم او اخبرهم لكنهم كانوا يلمحونخ و يشوفون انظاره اللي تشع بالحب و انصدموا و لا توقعوا ابدًا تكون نهايته كذا ، التفتوا جميعًا لعمه فالح اللي نطق بأسى و صدمه؛ لا حول و لا قوه إلا بالله!
عقد محمد حواجبها بخوف و قلق؛ عسى ما شر؟
تنهد فالح يدخل جواله بجيبه؛ عرفت اللواء راجح؟ توفى اليوم
توالت همساتهم بالرحمه عليه و زادت ضيقته على اللي هو فيه و نزل انظاره للشيء اللي يسحب ثوبه و اتسعت ابتسامته؛ بد!
كانت غيد و انحنى يحملها و يقبل خذها و ابتسمت هي بخجل و عض شفته من حلاوتها؛ اعضك ترا انتبهي!
لفت انتباهه رنا اللي تناظر فيه بطرف عين و ضحك هو يلتفت لغيد يقبل خدها مره اخرى؛ تروحين لبابا؟


اعذروني على التأخير 🩶

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن