البارت السادس عشر

1.4K 36 5
                                    




يتلقى الحب منهم لكنهم كبروا و صاروا يشوفون المشاكل
اخذت مريم تأخذ كتاب الصور و تخرج اول صوره و لفتها نحوهم؛ اول صورة لأنوس في الحِجاز
ضحكت نور على ملامح أنس المكشره؛ معليش تضلون يودي و أنوس مهمها كبرتوا!
ضربها إياد على كتفها إياد و رجعت ردت الضربه له و تنهدت مريم؛ يعني مافي جلسه حنجلسها بدون مضاربات؟
هزوا رأسهم بالنفي و كملت مريم تلف في الصور و ابتسمت من شافت الصوره؛ يودي اول ما شاف ألين
ضحك إياد من شاف الصورة اللي كان مكشر فيها؛ كان عندي بعد نظر!
كملوا يلفون في الصور و يتفرجون على ذكرياتهم من أرض الحِجاز إلى أرض نجد إلى خارج المملكة ذكريات مضحكة و اخرى محزنة و الاخرى حنونه ، ما كان ليلهم يخلو من محارشات ألين و إياد و ضحك نور و أنس و ابتسامات فهد اللي يتأمل عياله و اقرب شيء له ، في لحظة بدأت مريم تتجه لذكرياتهم مع فهد خاصه ، صورة لفهد مع إياد يعلمه على الدراجه و الأخرى لفهد و أنس في اول يوم مدرسه و صورة فهد حاضن نور في تخرجها من الأبتدائي و صورة لفهد يضمد احدى جروح ألين ، توريهم انه كان دائمًا معهم في كل خطواتهم و في افراحهم و احزانهم و ينادونهم دائمًا "عيال الفـهد" ينسبونهم إليه ، تبين لهم انه لو ما كان الزوج المثالي كان لهم الأب المثالي و تذكرهم انه ابوهم و مستحيل يأذيهم ، تنهدت مريم من شعرت بالغصه تجتاحها و استقامت تتخلى عن الجلسة لأنها ما عاد تقدر ، التفتوا له مباشرة يستنكرون مغادرة امهم و ابتسم فهد بهدوء؛ أمس رحت للمستشفى
اتسعت ابتسامته من تحولت نظراتهم للقلق يكمل؛ كنت احس بالالم في المعده و رحت افحص
بلع ريقه و رفع نظارته يمسح على اعينه يمنع دموعه من النزول و وقف إياد؛ أبوي
اشر له فهد بالجلوس؛ اجلس اجلس
جلس إياد و القلق كان ياكلهم جميعهم ، استجمع فهد شجاعته و نطق بعلته اللي كسرته و كسرت مريم معه و بتكسرهم؛ اكتشفوا ورم سرطاني في جدار المعده في اخر مراحله
جمدت ملامحهم كما جمد الدم بعروقهم و سرعان ما نزلت دموع ألين تتقدم تجلس بجانبه؛ بابا
هز رأسه بالنفي و ما قدر يمسك دموعه من شاف دموعها يحتضنها و يدخلها تحت جناحه ، صد أنس مباشرة من شاف دموعه يستوعب اللي سمعه والده اللي مسمي نفسه كمحقق بأسمه "الفهد" و اللي مهما حصل كان يبقى له قدر كبير بداخله و كان هو الشخص الوحيد اللي يفهمه ، عض إياد على شفته من شعر بتمرد دموعه على وجنتيه و هز رأسه بالنفي يستقم ينوي الخروج لكن ناداه فهد يوقفه و يلحقه؛ إياد!
التفتت له إياد يهز رأسه بالنفي؛ أبوي لا تمزح علينا كذا والله مو ناقصين
مارد فهد و تقدم يحتضنه بهدوء و بكى إياد بصمت يشد على حضن أبوه اللي يعرف انه كل شيء فعله له كان لمصلحته و لا عمره قصر معه في شيء و كل شيء كان يزعل منه إياد كان يتقبله فهد برحابه صدر و يستقبله بالأحضان كانوا بدر و أمجد دائمًا يضحكون عليه بأن ابوه ما يضربه عكسهم و لو حتى بنيه المزح
كان شعور نور الاسوء اللي استوعبت انها ضيعت ثمان سنوات من حياتها مع ابوها في زعل و مكابره ، تستوعب الفراغ اللي شعرت فيه بعد ما اعلنت الزعل الشديد عليه و الان هي ممكن تفقده كما فقدت السبب اللي جعلها تقاطع ابوها قبل ثمان سنوات ، تأنيب الضمير اللي تشعر به الان غير معقول و الندم ينهشها نهش تغطي وجهها بكفوفها تبكي بصمت
سندت مريم رأسها على الباب و دموعها تنزل تشوف حال عيالها و لا تقدر تواسيهم لأنها هي بنفسها ماهي قادره تواسي نفسها ، ما كان لها الزوج المثالي لكن جمايله عليها كانت كثيره جدًا و كفايه انه اب لعياله الاربعه و كان لهم افضل بابا ، و ناموا تحت تلك الليلة الكئيبة اللي كسرت ظهورهم جميعهم سند و البيت و عموده ممكن يختفي منهم ، انسان اللي تطلب منه نجمتين فيعود حاملًا السماء "الأب" فالأمان رب ثمّ أب ، و كل بيت ليس فيه أب يملأه الفراغ و الثقوب و لن يكتمل ، قدوتهم و سندهم جميعًا و الانسان اللذي يسهر لسعادتهم ، الأب نُـور و ضِياء و داخل القلب حياة فهو وردة الأحلام و ينبوع الحنان و شمس الأماني...
~
دخلت نهى الغرفه وراد عبدالله تتأمله و تتأمل غضبه اللي اول مره تشوفه ، لطالما كان بارد ما يهمه شيء و لا يستفزه شيء لكنه الان تشوف نسحه غريبه من عبدالله؛ تعرف ان أبوي و أمي لو وصلهم الخبر مارح يعجبهم
كان يدور في الغرفه من قهره و نطق من بين اسنانه؛ مو لازم يعرفون
هزت رأسها بالنفي توقف قدامه؛ يعرفون ، يعرفون بطريقتهم تعرف امي و ابوي
لا زال يدور في الغرفه و يتنفس بثقل من قهره و عصبيته و عقدت حواجبها بأستغراب؛ ليش زعلان انت الحين؟ مو صارت حلاله خلاص؟
التفت عليها يشد على شعره؛ مو هذا قهري كله! انه سكت! سكت يثبت لهم انه سوى ردي! و هو ولد عبدالله والله ما يجي الردي في حاجه ، كنت انتظر تبريره كنت انتظره يقول أبوي مو واثق في تربيتك؟ ابوي مو انا لؤي ولد عبدالله؟ ابوي تشك فيني؟ كنت انتظر ابسط كلمات التبرير منه لكنه سكت سكت! وقف قدام فيصل يستفزه و يقول قدامه ان بنته بوجهه و هو كان يقدر يقول اني انا و بنتك ما يمسنا الردى و احنا عيال السلطان و بعدها عاد يتزوجها يتركها يسوي اللي يبي ، لكنه سكت فضل السكوت ، اي برود هذا؟
ما قدرت تمنع ابتسامتها من نطق بجملته الاخيره و رفع حاجبه يشوفها تضحك؛ ايش انتِ بعد؟
رفعت حاجبها هي الأخرى تضحك؛ اي برود هذا؟ لو سمحت انت اخر واحد يتكلم عن البرود!
ابتسم بخفه يجلس على السرير يتنهد و تقدمت تجلس بجانبه و تمسح على كتفه؛ لؤي تربيتي و تربيتك و كلنا نعرف انه مستحيل يسوي شيء كذا فـ...
قاطعها ينطق و هو يناظر الارض؛ ولد عبدالله و السلطان اكيد ما يسوي كذا!
رفعت حاجبها و تنهدت بقل حيله؛ يا هذا الغرور فيكم
ضحك بخفه و كملت هي؛ وعد عسوله و بكذب لو قلت اني ما كنت ابيها للؤي او ليث و كأنها جات من ربي! بنشوف الأيام وش مخبيه لنا ، و اهم شيء أبوي و أمي ما يدرون!
~
« بعد أسبوع »
كانوا جالسين بالمشب أحمد و محمد و عيالهم فقط ما عدى عبدالله ، و في لحظات دخل عبدالله مرعوب و انصدموا من ملامحه و ما ترك لهم فرصه ينطقون ينطق هو؛ بداح و هيلة دروا!
وسعوا انظارهم جميعًا و التفت عبدالله لفيصل؛ من الحين اقولك بقولهم انك السبب
وسع فيصل انظاره و هز رأسه بالنفي؛ تستهبل والله تاكلني هيله و انا حي
ضحك فارس بسخرية ينطق؛ هذا اذا ما اكلتنا كل ابونا
ضحك أحمد يمسح على ملامحه؛ الله يرد العواقب سليمه
~
من يومين مثلوا تمثيليه انهم كتبوا كتابهم و مارح يكون فيه ملكه بسبب رغبه وعد و لكن هذا كله تمثيل ، هو ما شافها الا وقت الملكة و من بعدها عاد شافها ، رفع جواله يشوف رساله ابوه اللي من ايام يصد عنه "جدك و جدتك ماسكين خط من الشرقيه و هم قريب ، انطق الشهادة" وسع انظاره و ركض يدخل البيت و هو يناديها؛ وعد! ، يا وعد!
طلعت له فرح توقفه؛ البنات داخل! درينا ملكت و صارت حلالك اثقل شوي!
كان متوتر و نطق بسرعه؛ ابوي بداح و امي هيله ماسكين خط من الشرقيه
شهقت فرح و رجعت خطاها تدور وعد هي الاخرى؛ وعد فينك!
طلعت لهم وعد تناظر "هلعهم" بأستنكار؛ البنات تغطوا تقدر تدخل...
تقدم و سحب كفوفها يمشيها معه و وسعت انظارها من حركته ، عقدت منيرة حواجبها من ملامح لؤي؛ شفيك يا أمي؟
بلع ريقه بتوتر يمرر انظاره عليهم؛ أبوي بداح و أمي هيله ماسكين خط للرياض و وقربوا منها...
شهقوا جميعهم و فز عهد من شهقتهم؛ شفيكم؟
فزت نهى و معها ليلى و نوف ياخذون وعد و يطلعون بها ، ضحكت نغم بأتساع و صفقت بحماس؛ يونس فعاليات!
التفتت عليها علا القلقه؛ ايش فعاليات والله تعلقنا كلنا
ميلت ريما شفايفها تسأل؛ من بداح و هيله؟
تنهدت علا ترد؛ ابو و ام ماما
و كملت عليها ريم؛ بداح و هيله اللي يقولون بالدنيا كذا
اشرت بيدها تقصد انهم يستطيعون فعل اي شيء يخطر في بالهم ، من أغنياء الشرقيه و حصل له تعاون مع السلطان في الماضي و بكذا عرفوا نهى ، ما يرضون بالقليل و فيهم غرور ما يعجبهم أي احد و لا يرضيهم التعامل مع أي احد ، هيلـه اللي ما ينقال لها لا و لا ينرفض لها طلب و كل شيء يجيها الى عند رجلها ، بداح الانسان اللي بنى نفسه من الصفر و صار من افضل رواد الأعمال و الشيء اللي يجمعهم حبهم الكبير للؤي و ليث
ريم؛ هيله فيها كميه غرور و عزه نفس لدرجه انها تحتاج عكاز عشان تمشي بس ما تاخذ تقول ما احتاج احد يسندني انا اسند نفسي
اتسعت ابتسامه ريما تضحك؛ جوي!
نغم؛ محد يقدر عليهم الا ربهم ، حتى السلطان ما قدر عليهم
ميلت عهد شفايفها و هي الى الان مو فاهمه؛ و اذا جو مافهمت ليش بتعلقنا؟
تنهدت علا؛ خطبنا وعد بدون لا يدرون و ملك و هم ما حضروا ، زعلوا
استقامت نغم من عندهم تتجه للخارج اخذت خطاها للمستودع القديم تطلع فوق السطح و اتسعت ابتسامتها من سمعت صوته اول ما لمحها و صوت العود اللي بيده؛
"يـا بعدهم كلهم يـا سراجي بينهم
عطني من دنياك حبك واترك الباقي لهم"
عضت شفتها تمنع ابتسامتها و تقدمت تجلس بجانبه؛ روقنا معك؟
هز رأسه بالنفي يضحك؛ لا بس طل علي الخير
ابتسمت بخفه و نطقت تغير الموضوع؛ قلت لي تعالي هنا اليوم ، وش بغيت؟
اخذ العود يبعده عنه و عدل جلسته و عقدت حواجبها من حست بجديه الموقف ، اخذ نفس و لف بأنظاره لها؛ اسمعي ، بسوي شيء و ابيك معي قولي تم!
وسعت انظارها و هزت رأسها بالنفي؛ بـدر تراك تخوفني!
ابتسم بخفه يناظرها؛ لا تخافين ، قولي تم و بس
هزت رأسها على مضض؛ تم
اتسعت ابتسامته و زفر؛ نتعاون على مبارك انا و ياك؟
وسعت انظارها بذهول و نطقت هو قبل تتكلم؛ اصبري اشرح لك ، محد يعرف مبارك كثري و اقدر العب عليه و الواظح ان هدفه الاساسي هنا هو انتِ ، اجدادي اول خطوه سووها يراقبون مبارك و يحطون حمايه حولنا مارح يتقدمون كذا!
بلعت ريقها تشوف جديته في الحماس و تفكر بكلامه "الخطير" انهم اثنينهم فقط يحاربون مبارك و كمل كلامه؛ بعد سنه تقريبًا بسافر اكمل دراستي ، ماعرف بالضبط كم بتكون المده هناك لكني اعرف انها اكثر من ثلاث سنوات ، مابي اسافر الا وقت ازور قبر مبارك!
وسعت انظارها بخوف و هز رأسه بالنفي من استوعب هي وش فهمت؛ مارح اذبحه! اقصد بعد اعدامه
سكت هو و سكتت معه تفكر بكلامه ، بتكذب لو تقول انه ما ودها تاخذ حقها من مبارك بنفسها لكن الأمر فيه مخاطرة كبيرة عليهم بحكم انها هي بنفسها لا زالت طالبه في الجامعة ، رفعت نظرها له تستوعب قوله انه بيسافر و ممكن تطول مده سفره هي بتسافر مع سفرته لكنها بترجع قبل رجعته ، تنهدت و استقامت تنفض الغبار من على عبايتها و تعدل طرحتها؛ بفكر ، بيجون اهل عمه نهى قريب تعال
نزلت ما تسمع رده و ميل شفته من حس انه ضيق صدرها و تنهد ياخذ العود و ينزل خلفها ، عقد حواجبه من شافهم متجمعين امام البوابه و تقدم بجانب أمجد؛ ليش الأستقبال هذا كله؟
رفع أمجد كتوفه بعدم معرفه؛ اول ما سمعوا اسم بداح و هيله فزوا كلهم
التفتوا من شُرعت البوابات تدخل منها سيارة بنتلي سوداء اللون تتوقف امام البوابة و سرعان ما نزل منها السائق يذهب للباب الخلفي و يفتحه ينزل منه رجل كبير في العمر بالثوب الأسود و الشماغ الأبيض و بيده عكازه اللذي على شكل ثعبان و توجه السائق للباب الاخر يفتحه تنزل منه أمراءه كبيرة في السن لكنه مو واضح في ملامح وجهها تكتفي بالطرحه تلفها بأهمال و يداها مليئة بالذهب بكل انواعه
ابتسم محمد يتقدم؛ حيّ الله بـدّاح و اهله!
تسالموا الرجال و ابتسم بداح؛ الله يبقيك يابو فالح!
تركزت انظار هيله على لؤي اللي تقدم يسلم عليها و هزت رأسها بخيبه أمل؛ كذا؟ كذا يا لؤي؟ تخطب و تملك من وراي؟ ما تقول عندي جدة تنتظر مني اشاره تخطب لي من عندهم؟
ميل لؤي ثغره ينطق بجمود؛ ثار و حصل و البنت اختياري انا مو غيري و حصل كل شي بسرعة و لا كان ودي تتكلفون
هزت رأسها بعدم اقتناع و التفتت ترفع صوتها؛ ايوا قلت لي بنت من؟
لؤي؛ وعـد بنت فيصل
تركزت انظار بداح على فيصل يبتسم و ينطق بخفه؛ مالنا ماضي طيب مع هيله ، و لا يا فيصل؟
كتم فارس ضحكته و صد فيصل بأحراج لأنه في طفولته كان يعادي هيله و لا يقرب منها ، مشت هيله تتجاهل كل كلامهم لعند باب القصر و قابلت العيال ، ابتسم هتان يرفه عكازه لها؛ عندي عكاز حتى انا ما يمديك!
ميلت شفتها و التفتت تاخذ عكاز بداح و تضرب به عكاز هتان تجعله يسقط؛ ما عقلت يعني؟
ضحك هتان يعض على شفته بالام لأنه من صغره يحب يستعبط عليها و هي ما يعجبها و تضربه بالعكاز ، مشت تدخل القصر تقابل امامها سارة و اتسعت ابتسامتها تتقدم تسلم عليها؛ اخبار أم محمد؟
هزت رأسها بالإيجاب؛ بخير ما نسأل الا عنكم؟
ضحكت ترد عليها و التفتت لنهى اللي اول تغيرت ملامحها تمامًا ، تقدمت نهى تسلم على امها و ابتسمت تشد على كفوفها؛ البنت زي العسل و أهم شيء انها اختيار لؤي ، مو قلتي بتدعمينهم في كل شيء؟
تنهدت هيله و مشت تسلم على بقيتهم ، ابتسمت نغم من شافتها؛ يعني ما رق قلبك على المكسور
هزت هيله رأسها بالنفي و ضحكت نغم ، جلست في رأس المجلس و مررت انظارها على البنات؛ وين وعد؟
ابتسمت نهى؛ جايه الحين
في نفس اللحظه دخلت وعد يعانق جسدها فستان أسود قصير و سادله شعرها الطويل ، رفعت هيله حاجبها تمرر نظرها عليها تتأملها من رأسها إلى قدميها ، تقدمت وعد تسلم عليها
دخلوا أحمد و محمد و لؤي مع بداح بعد ما تغطوا البنات و استقامت وعد تسلم عليه ، ابتسم بداح يناظرها؛ بسم الله ما شاء الله
ابتسمت له و شعرت برجفه تسري بجسدها من حست بأيده على خصرها و رفعت نظرها له تشوف انظاره على جده مو عليها ، ميلت هيله شفتها تنطق بصوت جهوري؛ حددتوا الزواج؟
ميل لؤي شفايفه و توتر وعد تمرر انظارها عليه و على هيله و تكلم أحمد؛ بعد اسبوعيـ...
قاطعته هيله تنطق بجمود؛ ما كلمتك ، ايوا؟
كتموا البنات ضحكتهم و هز لؤي رأسه؛ زي ما قال جدي بعد اسبوعين
هزت رأسها بفهم و استقامت تمر بجانبهم؛ مشينا يا بداح
وسع محمد انظاره؛ افا على وين؟ والله ما تمسون الا عندنا
رفع بداح كفه يضعها على صدره؛ كثر الله خيركم لكن والله ان ليلتنا محجوزه
خرج ورا هيله و خرجوا معه جميعهم ، التفتت لهم تلقي نظره اخيره عليهم؛ جهزوا عفشكم
عقدوا حواجبهم بأستغراب و ضحكت بسخريه؛ لا يكون ناويين العرس بنجد؟ ثلاث ايام و انتوا في الشرقيه
ركبت السياره و ركب وراها بداح يغادرون اسوار القصر ، ضحك أمجد بذهول؛ يسعدلي قسم بالله!
التفتت ريما لعلا تتطق بحماس؛ جدتك دخلت جوي و بقوه!
ضحكت فرح تلتف لأبوها؛ خمسين صفر لها ، هاردلك تعيش و تاكل غيرها!
تقدم لؤي لجده أحمد؛ اسبوعين؟ ما كان ودك تكون اسبوع؟
رفع أحمد حاجبه و اخذ بكف لؤي يتجاهل كلامه يضع داخلها مفتاح؛ خذ حرمك و مروا على بيتكم
وسع لؤي انظاره و كمل أحمد ما يعطيه فرصه؛ برسلك الموقع
تعداه أحمد يمشي و شد لؤي على المفتاح بقبضته
~
عقدت حواجبها من شافت الطريق البعيد عن قصر سعد و همست؛ بعيد...
لف انظاره لها و رجع يشتتها من جديد يتنهد ، هي ربطت انهم جعلوه بعيد لجل يبتعدون عنهم قدر الأمكان و شدت على عبايتها من شعرت بأحتراق محاجرها ، كان يسرق النظر لها بين الحين و الاخر و شد على الدركسون من شاف ارتجافها
وقف السيارة امام بيت بسيط يتكون من دور واحد يخرج من خلف اسواره النخل ، ترجلوا من السيارة يوقفون امامه يتأملونه ، البيت اللي راح يضمهم كـ"زوجين" و يعيشون فيه سويهً و يكملون حياتهم فيه يعيشون اكثر لحظاتهم بجانب ، شخص اخر يشاركك حياتك لكنه ما جاء بنفس الطريقه اللي متعارف عليها و اللي يتمناها الاغلب ، واقفين امام بيت العمر بمشاعر لا تشابه بقيه الناس ، مشاعر اشبه بالخاليه
دخلوا البيت يتفرجون على الحديقه البسيطه و الجمليه و اتسعت ابتسامتها من شافت اشجار النخيل و اللي تعشقها تشعر انها تعبر عنها كـ"سعودية" و تشعر بأنها تدل على الجود و الكرم ، كملوا خطاهم إلى داخل البيت و اللي كان فارغ من الاثاث ، وقفت من شعرت بمشاعر قبيحه تجتاحها و همست؛ خلوه بعيد يعني مايبوننا؟
عقد حواجبه من همسها و تقدم يقف بجنبها و سرعان ما انهمرت دموعها تبكي و تتحلطم عن الحال اللي كانوا فيه؛ تأنيب الضمير قاعد ياكلني ماني قادره حتى اناظر ابوي و جدي و مظرات الشفقه من ماما و جدتي و حتى سارا بنت الكلب تناظرني و احسها تعرف بالموضوع
ما وقفت كلام و بكاء تنفجر امامه و تنهد يحك مؤخره رأسه يناديها؛ وعد...يا وَعـد
ما كانت تسمعه من انهيارها و بكاءها و زفر بقل حيله لأنها لا زالت تتحلطم لنفسها و تنطق بجمل حتى هو ما يفهمها ، طق صبره و تقدم يحملها يضعها على الطاولة و سكتت بصدمه من فعلته ، حلت لحظات صمت على المكان و كانت انظاره على مُقله عينيها ما يحركهم و بلعت ريقها من هدوءه المفاجئ؛ سويتي شيء غلط؟
ماردت من توترها منه و كمل هو؛ جاوبيني ، تعرضت لك؟ مسيتك بردي؟
لا زالت لا ترد عليه و رفع صوته اكثر؛ تكلمي!
هزت رأسها بالنفي و هز رأسه بالإيجاب؛ خلاص اجل! انتِ عارفه و انا عارف انه ما صار شيء الشيء اللي رسمه لهم خيالهم مالنا علاقه فيه
رجعت تتجمع الدموع بمحاجرها؛ بس نظراتهم...
قاطع كلامها يهز رأسه بالنفي؛ نظراتهم لا تودي و لا تجيب و لا تقدم و لا تأخر! لا تهتمين لشيء دام انك عارفه ما سويتي شيء غلط ، تمشين و انتِ و رافعه راسك و لا تسمحين لأحد يشكك في نفسك ، انتِ وَعـد آل سُـلـطَان حـرم لُـؤي آل سُـلـطَان!
ابتعد عنها ياخذ مفاتيحه و اشياءه؛ انا في السيارة
غادر بعدها يتركها بصدمتها لوحدها ، ضلت تناظر مكانه الواقف و تفكر بكل حرف قاله لكنه ما همها همتها فقط الجمله الأخيرة من كلامه و ركزت فيها ، تستوعب فعلًا انها صارت زوجة له و اسمها ارتبط بأسمه و بينادونها الناس الان "حرم لؤي" ، مسحت دموعها و عدلت ميكبها تخرج للسيارة تشوفه على جواله داخل السيارة و تقدمت تدق شباك السيارة و نزله؛ بطول هنا
ميل رأسه بأستغراب و كملت؛ بتفرج على البيت زيادة
هز رأسه بالإيجاب و عادت ادراجها للبيت ، بلل شفايفه من شعر بطيف ابتسامة يخرج منه يتأمل قفاها
دخلت البيت تتفرج على جميع اركانه بدقه و تحفظة تتخيل الأثاث داخله و تقسم كل شي داخل عقدها تعطي تفكيرها انه "بيت العمر" تفكر بنفسها و بحياتها و انها كانت جدًا سخيفة لدرجة تفكيرها بأنه ممكن توقف حياتها لكنها بتكمل تعيشها و بأحسن حال و بسعادة و تكسر شوكتهم جميعهم تبين لها ان اللي حصل ما هز فيها شيء
~
« أحدى محافظات الرياض ، الأفلاج »
نزل من السيارة بعد ما مسك خط إلى الأفلاج لأن بندر اخبره بمكان تواجده ، رفع نظره يشوف القصر الوحيد في بقعه الرمال البعيد و مشى على اقدامه يتجه له ، رفع رأسه من صار خلف القصرو زفر بسخرية؛ فلوس حرام
رفع نظره يتفحص المكان و لمح اكثر من كاميرة مراقبه ، اخذ يبحث عن احجار صغيرة و انحنى ياخذها و يصوب على الكاميرات و اتسعت ابتسامته من اصابها كلها و رمى على كل وحده اكثر من حجر ليتأكد من خرابها؛ وحش يا بَـدر!
تسلق الجدار يقفز من على السور توطئ اقدامه الأرض يمرر نظره على الحديثه الراخيه يتوسطها نافوره كبيره و كل شيء يجعله يموت من الضحك ، اخذت خطاه للجهه الاماميه يشوف اربعه حراس اللي امام البوابه الداخليه و الخارجيه ، اخذ الحجاره يرميها باتجاه الشباك يكسره و توجهوا الحراس البوابه الداخليه للصوت يشتت انتباههم و من التفتوا يعطونه ظهرهم هو ركض للحارسين البوابه الخارجيه يخنق الأول و يغطي ثغره بمنديل يحتوي على منوم و التفت الحارس الاخر يوسع انظاره و يرفع عليه السلاح؛ مكانك!
زفر بسخريه و رفع رجله يركل السلاح و يطرح الحارس ارضًا يركز رجله على عنق الحارس يضغط عليها؛ تهايط علي؟
كان يحاول الحارس يوصل لجهاز اللاسلكي لكن لمحه بدر يدعس على يده و صرخ الحارس بالم و زفر بملل ياخذ المنديل يضعه على ثغره و سرعان ما غفى ، اخذ المسدس من يده يتأمله و ابتسم بخفه من سمع صوت مسدسين خلف ظهره ، نطق احد الحراس يرص على اسنانه؛ ارفع يدك و نزل السلاح!
رفع يده و السلاح لا زال فيها و شد الحارس على سلاحه؛ نزله!
تأفف بضجر و رمى السلاح بعيد عنه ، تقدم الحارس بحذر يوقف وراء ظهره يلفه نحوه و سرعان ما نتشر صوت الرصاصه في الارجاء ، وسع الحارس الاخر انظاره من هوى صاحبه طريح على الارض و رفع رأسه لبدر المبتسم؛ تبي تلحقه؟
سقط السلاح من يد الحارس بسبب فزعه و استوعب على نفسه ينزل ياخذه لكن فات الوقت من ركز بدر السلاح على رأسه تتغير جميع ملامحه للجمود؛ و لا حركه
ارتجف الحارس بخوف ما يقوى يرفع نظره و كمل بدر؛ ودني لمبارك
~
ميل شفته يتأمل القصر من الداخل و هو يكرر على الحارس اللي لا زال مصوب على رأسه السلاح؛ تهقى بينهم شيء بفلوس حلال؟ ما ضنتي والله
كان الحارس مستغرب من هذا الشخص الغريب اللي تجرأ و دخل قصر مبارك و يدوره ، دخلت في هذه الاثناء عجوز كبيره في السن بجانبها فتاه شابه و شهقت العجوز من شافته ، التفت من سمع الشهقه و اتسعت ابتسامته؛ أم هيف! حي الله مره مبارك و بنتها
شدت أم هيف على عبايتها يتخللها الهلع؛ كيف دخلت! من سمح لك تدخل؟!
زم ثغره يمثل الحزن؛ كذا تستقبلوني يعني؟
انجنت أم هيف تخبي بنتها خلف ظهرها؛ يا حراس!
لا زال مبتسم و استفزتها ضحكته ، في هذه الاثناء دخل مبارك تخلل الصدمه ملامحه و لكنه سرعان ما ابتسم؛ له له بدر عندنا!
ضحك بدر بسخرية؛ قلنا نوجب!
بلع مبارك ريقه بتوتر لكنه لا زال مبتسم؛ مو قلت لي فارق؟
رفع بدر كتفه بعدم اهتمام و هو يدور في البيت؛ جيت اقول كم كلمه و اطلع
اشر مبارك بخفيه لإحد الحراس و التفت بدر بسرعه من حس بحركه و رجع مبارك يبتسم؛ اسمعك!
تلاشت ابتسامه بدر يتحول وجهه للجمود يركز انظاره على مبارك و ينطق بالشيء اللي كان لازم ينطق به منذ زمن؛ جاي اقولك اني بصير كابوسك يا مبارك!
تلاشت ابتسامة مبارك من نظرات بدر له و نبره صوته اللي لأول مره يسمعها و كأنه مو بدر اللي يكلمه و كمل؛ بصير كابوسك اللي يلاحقك في صحوتك و مرقدك ، بتشوفني في كل مكان تقع انظارك عليه و اخليك تفكر قبل الخطوه ميه مره ، بهد حيلك و احني ظهرك و اخليك نكره للمجتمع بنتشلك من العز اللي انت فيه و لباس الكبرياء و الغرور هذا بزيله من عليك ، بخلي العالم كلها تعرف افعال مبارك آل قاضي الشنيعه بخليك تجرب شعور كل انسان اجرمت في حقه ، بتعيش كل يوم و كأنه الأخير بالنسبه لك و اذا عشت؟ بتعيش في خوف و قلق و هلع! بكرهك في اللحظة اللي ولدت فيها بخليك تدعي على نفسك بالموت! و بتلعن اللحظة اللي فكرت تلعب معي فيها! بتندم على كل لحظة استخففت فيها فيني و قدراتي و خليتني بجلنبك لين صرت اعرفك! اعرفك يا مبارك اكثر من نفسك اعرف عنك اشياء ما تتوقعها و الاهم من هذا اني اهرف بكل سواياك القذره حتى اللي تخبيها عني ، بخليك تعرف منهو -بَـدر السُـلطَـان- اللي لعبت معه و اقلب اللعبه عليك! ما بخلي ليلك ليل و نهارك نهار! ببكيك دم يا مبارك و لا يرف لي جفن الا وقت اوقف على قبرك!
سكن مبارك يتأمل اللي امامه ، ما يقدر يقول انه بدر لأن بدر اللي يعرفه كان يترجاه دائمًا بأنه يوقف و لا عمره استخدم معه العنف كان اقسى ما يفعله يحاول يبلغ عليه ، الان امامه رجُل الـ٢٤ سنة يتحداه بعد كل هذه السنوات و يهدده بالصريح داخل بيته و بسن حراسه اللي تعداهم جميعهم يوقف امامه و ينطق اسمه حاف ، يشوف قوة و شجاعة تشع منه و غرور و ثقه و لا يعرف من وين اتى بها ، رجف فكه ينطق بحده؛ من أنت؟!
رجع يبتسم من جديد و اشر على نفسه؛ أنا؟ أنا بَـدر بن فَـارس حفيـد سَعـد السُـلطَـان ، مُحلل أمن سبراني في القطاعات العسكرية!
وسع انظاره بذهول و ما ان انهى كلامه حتى انتشر صوت صفارات الشرطة و شب مبارك؛ أيش هذا!
ضحك بدر بعلو صوت؛ يمكن اول خطوة؟ قلت لي وين ولدك هيف؟
مسك مبارك رأسه من هول الموقف و اتاه احد حراسه ينقل له الخبر؛ طال عمرك مسكوا موقع مستودع هيف الخاص بالممنوعات و يبونك تحت ، يقولون حدد موقعه احد الامنيين بالقطاع العسكري
رفع انظاره بصدمه لبدر اللي رفع كفه لصدره؛ ماله داعي اطراءات!
صرخ مبارك في وجه الحارس و التفت لبدر يرفع اصبعه؛ مب انا! مب مبارك اللي ينهزم و يحني رأسه و حاول بيدينك و رجولك يا ولد السُـلطَـان!
رفع كفه يلوح له من دخلت الشرطه تقبض على مبارك و ابتسم؛ يمدحون العدس ما عليك!
لبس الكاب الخاص ببلوفره الأسود و كمامه سوداء أيضًا من شاف احد الرجال يتقدم له و يربت على كتفه؛ يعطيك العافية يا...؟
هز رأسه بالنفي بمعنى انه لا يسأل عنه ، خرج من القصر و اتسعت ابتسامته من شاف رئيس القسم "الدكتور حسن" اللي عنده بجانب شهاده الطب يشتغل مع الامن السبراني في الدولة ، لوح له من البعيد و توجه لسيارته
ميل أحد العسكر شفايفه يتوجه لحسن؛ طال عمرك من هذا؟ تكلفه بأصعب المهام و يأديها على اكمل وجه لكن ما نعرف لا ملامحه و لا اسمه و يختفي كأنه يتبخر!
ابتسم حسن يتأمل قفا بدر و ربت على كتف العسكري؛ انسان وقفت الدنيا ضده لكنه عاندها بكل ما فيه و جاي يصفي حسابات قديمه ، و اسمه؟ قله ولد القمرآ
هز العسكري رأسه بفهم يتأمله هو الاخر ، صغير السن اللي عاند الدنيا و وقف بطريقها و خرج عن طور السلطان بدون علمه و لا احد يعرف بعمله هذا غير بندر اللي يساعده و يدعمه ، بعد ما درس الامن السبراني خرج و ذهب للهيئة الوطنية للأمن السبراني يستغل مهاراته و ذكاءه و الهدف الأهم له هو انه يوصل للقطاع الأمني العسكري و الدبلوماسي لجل يصبح له مكانه داخل الوزرات و الهيئات و يصبح له سلطة و بالفعل ما ضل يتدرب فتره بسيطة و تم تحويله لقطاع اخر و من قطاع لقطاع قدر يوصل للعسكري و الدبلوماسي و صار يساعدهم في أهم المهمات و صار له صيت بين الوزرات لكن ما احد يعرف ملامحه او حتى اسمه هو بالنسبه لهم "مجهول" محد يعرفه غير الرؤساء في الاقسام ، و من هنا يبدأ ينفذ الهدف اللي جعله هذا المجال و الاي هو الهدف الأول و الأخير هو الانتقام من مبارك
ركب السيارة و سند رأسه على الدركسون و اتسعت ابتسامته من تذكر حديثه مع صاحب السمو
~
رفع نظره يتأمل المكتب الكبير و الراقي و يتوسطه شعار السيفين و النخله شعار الدولة السعودية ، فز من انفتح الباب يدخل منه صاحب السمو و خلفه حرسه و استقام مباشره يعض على شفته لأنه مو لابس ثوب او شيء رسمي لأنهم فاجأوه بأن صاحب السمو يطلبه في مكتبه ، رفع صاحب السمو يده؛ استريح استريح


مساء الخير 🩶
تعالوا انستا عندنا فقره لطيفه lena.gb77

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن