...
---
في الجهة الأخرى
كان الغروب يقترب، والسماء ملبدة بالغيوم الداكنة التي توحي بأن العاصفة على وشك الهبوب. جينفير كانت تقود سيارتها السوداء الفاخرة على الطريق المؤدي إلى قصر والدها، عيناها تراقبان الأفق بانزعاج داخلي. الرياح كانت تهب بقوة، ترفرف بأوراق الأشجار وتلقي بها على الطريق، وكأن الطبيعة نفسها تشارك في إظهار توترها الداخلي.
داخلها، كانت تعيش صراعًا لا ينتهي. ورغم أنها كانت الابنة الكبرى، إلا أن والدها، في خطوة مفاجئة، أعطى كل ثقته لأختها الصغرى. كان هذا القرار كصفعة غير متوقعة على وجه جينفير، التي لطالما اعتبرت نفسها الأجدر بالثقة والإدارة. أما أختها، فلم تكن في نظرها سوى فتاة ساذجة، لا تستحق شيئًا من الميراث الكبير الذي ينتظر. في كل مرة تفكر فيها بالأمر، كانت تشعر بضغط داخلي يدفعها نحو هدف واحد: السيطرة بأي ثمن.
بينما كانت تقود، تذكرت طفولتها في هذا القصر. كانت كل زاوية تحمل ذكريات غامضة وأسراراً خططت يومًا لكشفها. لكنها لم تكن تعرف أن هذه الرحلة ستفتح بابًا جديدًا للأسرار، بابًا قد يقود إلى ظلام أعمق.
عندما وصلت إلى القصر، لاحظت الهدوء المريب الذي يغمر المكان. هذا الهدوء كان يخفي وراءه شيئًا أكبر، كما لو أن الجدران تخفي أسرارًا تنتظر أن تُكشف. خطواتها بالكعب العالي كانت تصطدم بأرضية الرخام الباردة، مترددة في أرجاء القصر الواسع، وكأنها تعلن عن حضورها للعالم بأسره.
توجهت مباشرة إلى مكتب والدها، كان هذا المكان قد شهد العديد من الاجتماعات والمحادثات السرية. في عقلها، كانت متأكدة أن الأوراق التي تبحث عنها ستجدها هنا، ولكنها تعلم أن الوصول إليها لن يكون سهلاً. جلست خلف المكتب الكبير، وبدأت في البحث بعناية. كانت الأوراق متناثرة، ولكن شيئًا ما في عقلها كان يخبرها بأن المفتاح ليس في هذه الأوراق العادية. بحثها كان محمومًا، كانت يداها ترتجفان قليلاً. في داخلها، شعرت بأن هذه هي الفرصة الوحيدة التي ستحصل عليها.
وفجأة، لاحظت لوحة الأسهم المعلقة على الحائط. توقفت لبضع لحظات، وبدأت تنظر إليها بتمعن. كانت تعرف أن هذه اللوحة تخفي شيئًا، وأن خلفها يكمن ما تبحث عنه. بحركة متمرسة، رفعت اللوحة وكشفت عن خزينة سرية. ابتسمت بخبث، شعرت بلذة الانتصار تملأ قلبها.
"أبي يعتقد أنه ذكي،" تمتمت بصوت خافت وهي تدير قفل الخزينة. الرمز كان موجودًا بشكل خفي على اللوحة نفسها، يا للسخرية! كيف يمكن له أن يعتقد أنني لن أكتشف ذلك؟
عندما فتحت الخزينة، كانت الأوراق أمامها تمامًا كما توقعت. كانت الأوراق المتعلقة بالميراث، تلك الثروة الهائلة التي قد تغير حياتها للأبد. أمسكت بها وكأنها تمسك بمفاتيح المستقبل، عيناها تلمعان بفرحة لا توصف.
أنت تقرأ
WHEN THE MONSTER LOVE |عندما الوحوش تحب
Romanceعندما توفي جده راود، ورث كارتيرون رئاسة عصابة المافيا، وكان يعرف أن عليه أن يكون قويًا وباردًا ليدير هذه العصابة بنجاح. كانت قلوب الناس ترتعش عند سماع اسمه، فقد كانت سلطته تغمر كل شيء في طريقها. لم يعرف كارتيرون الحب من قبل، فقلبه كان قاسيًا كالصخر،...