PART 15

174 8 0
                                    

---

دمج شفتيه بشفتيها بعنف دون سابق إنذار. كان الفعل سريعًا ومفاجئًا، مثل عاصفة تضرب البحر في يوم صيفي هادئ. اتسعت عيناها في صدمة، قلبها توقف لوهلة من وقع المفاجأة، بينما كان هو يمتصها بجشع. كانت شفتاه قاسيتين، تسرقان منها أنفاسها كما لو أنه كان يبحث عن شيء أكثر من مجرد قبلة. شعرت بشعلة من الألم تنتشر عبر شفتيها، وكأنها لُسعت بنيران خفية، ولكن ذلك لم يكن كافيًا لجعلها تستسلم.

حاولت دفعه بعيدًا، جسدها الصغير يرتجف تحت قوته الهائلة. كان يشعر بكل ارتجافة، بكل نبضة خوف، لكنه لم يكترث. كانت هي تقاومه بكل ما تملك، مثل عصفور يحاول الهروب من قفص، لكنه كان صلبًا كالصخرة، جسده أشبه ببرج لا يتزعزع، ولم يستجب لمقاومتها. كان الفرق في القوام بينهما واضحًا، وكأنه رمز لطبيعة علاقتهما: هي الضعيفة، العاطفية، وهو القوي، المسيطر، الذي لا يتوانى عن الحصول على ما يريد.

عض شفتيها السفلى بقسوة، وكأن هذا كان عقابًا على مقاومتها. ترك خلفه أثرًا من الدماء التي امتصها دون تردد، كذئب جائع وجد فريسته. شعرت بألم حاد يجتاح شفتيها، وكأن شيئًا ينغرس فيها، وكأن النار تنتشر عبر أعصابها. أغمضت عينيها لتجنب الألم، لكنها لم تستطع الهروب من الشعور بالضعف الذي تملكها.

الفارق في الطول بينهما كان ملحوظًا جدًا. لورا كانت قصيرة مقارنةً به، جسمها الصغير جعله يبدو وكأنه يسيطر على كل شيء. كانت تنتمي لعائلة متوسطة الطول، ولكن ليو كان من عمالقة الطول، وكان عليه أن ينحني مرات عديدة ليصل إلى مستواها. لكن حتى في هذا الانحناء، لم يكن يخسر شيئًا من قوته أو سيطرته، بل كان يبدو كوحش مستعد للانقضاض على فريسته في أي لحظة.

رفعت يدها بجهد وضربت صدره بقوة تطلب الهواء. ببطء، ابتعد عنها، كأنه استجاب لها للحظة، لكن عيناه المشتعلتين بالغضب والغموض كانتا تراقبانها بشدة. كان ذلك النظر الذي لا يرحم، نظرة رجل معتاد على التحكم بكل شيء من حوله. تنفس بعمق، وكأن تلك اللحظة كانت مجرد لعبة له، بينما كانت هي تحاول استعادة أنفاسها بصعوبة، وكأنها قد خرجت للتو من معركة شرسة.

فتحت عينيها ببطء لترى عيناه الزرقاوتين، عينيه كانتا كالبحر في يوم غائم، مليئتين بالغموض والحدة، وكأنهما تخفيان آلاف الأسرار التي لا تعرفها. كان هناك شيء مخيف في تلك النظرة، شيء يجعل قلبها ينبض بسرعة، ليس فقط من الخوف، بل من شيء آخر، شيء لم تكن تريده أن يكون هناك.

هربت من الغرفة بخطوات سريعة، تركته وحده في تلك اللحظة التي كانت بالنسبة لها الأكثر إحراجًا. كيف لها أن تفسر ما حدث للتو؟ لقد قبّلها دون سابق إنذار، في لحظة لم تكن مناسبة على الإطلاق. شعرت بالارتباك والتوتر يتسللان إلى كل جزء من جسدها. كانت ترتجف، ليس فقط بسبب ما فعله، ولكن بسبب حقيقة أنها أدركت أن الوحش الذي يسكن داخله لا يعرف الرحمة.

WHEN THE MONSTER LOVE |عندما الوحوش تحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن