-
الوكـرة/
نواره كانت شوي و تقطّع يدينها من كثر ما فركت فيها من التوتر والحيرة اللي صابتها
بلعت ريقها بتردد وهي تنفي براسها يمين ويسار: ماقدر اسفه
تنهدت رها قبل تبتسم بخفة: بيرضيش إتصال من الوالدة؟
نواره وسعت عيونها: لا لا تكفين ما توصل
رها مسكت يد نواره وجلستها وهي تجلس بجنبها: خلاص أجل وهذي قعدة ننتظر كلنا مع بعض
نواره تنهدت: العناد وراثة؟
رها ابتسمت وهي تناظر اخوها: شكلّه متعبش بعناده اليوم
نواره بضيق: والله العظيم انا مقدرّة وقفتكم هذي وعلى عيني وراسي بس انا ما اقدر امشي من هنا شبر واحد، خاصة اني ببلد غريب واول مره اشوفكم انتي فاهمة علي صح؟
رها بجديه: فاهمة عليش ولا الومش ابد ، لكن لو اخوي بيكذب عليش ولا بيغدر فيش تهقين ليش بيجيبني لين عندش؟ ليش بيجيب اخته لين هنا يقدر يجيب اي وحده من الشارع ويكمل كذبته عليش لكن انا اخته وان بغيتي طلعت كرتي وكرته ونوريش الاثبات
غلاب تدخّل وهو يردف: انا تراي حاط خواتي مكانش، لو صابهم هالشي وهم ببلد غريب ولا معهم الا ابوي وفي غيبوبه والله لا انهبل واتحقرص بمكاني من الضيق ووش بيصيبها ولا ارضاها عليهم عشان ارضاها على غيرهم، قومي معنا يا بنت الاجواد وعيني خير والله ما يلحقش من وراي ولا من ورا اهلي مضرّة انتي في وجهي
نواره حسّت بخنقة وغمضت عيونها لثواني وتزاحم أفكارها صوتهم عالي وكأن عقلها تلفزيون قديم على قناة موشوشة صوته ما يهدى ولا يتقفّل ،
شدّت رها على يدينها وفتحت عيونها نواره وهي تناظر لها قبل تبلع ريقها وهي تردّف: بس انا ما ابي اكلّف ولا أثقل على احد! و..
قاطعها غلاب بإصرار: بتقعدين في البيت ما فيه الا امي ورها ابوي مسافر وانا واخوي الكبير بنقعد في بيت ابوي الثاني
رها وسعت عيونها وهي تناظر فيه قبل تحرّك شفايفها بدون تحس نواره: بيت ابوي الثاني؟ صاحي انت؟
غلاب غمز لها بمعنى "إسكتي" وسكتت رها وهي تلّف على نواره اللي مازالت منزلة عيونها بتفكير
خذت نواره نفس عميق قبل تردف: موافقة بس امانة الله عليكم لو أنا مكلفة عليكم بشيء أو بضايقكم بشيء خلوني هنا
رها تنهدت براحه: مابغيتي يابنت! قومي قومي بس قال بتكلّف ولا تزعج امشي، *مسكت يدين نواره وهي تقومها معها بحماس* عاد تصدقين اختي رزان متزوجة من وانا مراهقه ما عشت طعم اخت معي بالبيت صدق متحمسه لك
ابتسمت لها نواره ببهوت وغلاب نظره تعلّق فيها وهو مايدري وش يسوي أكثر عشان يشوفها مطمئنة؟
غلاب بهدوء وهو يمشي قبلهم: يلا اجل مشينا توكلنا على الله
طلّع قبلهم ورها ونواره وراه، رها كانت تسولف كثير لا إراديًا ونواره مره تسمع لها ومره الشرود ياخذها لأماكن بعيـد
-
ركبوا السيارة ونواره كانت ورا رها اللي كانت تراسل أمها وتعلّمها بكل شيء،
غلاب كانت عيونه لا إراديًا تتعلّق على نواره وهو يناظرها من المراية،
كان شايفها كيف عيونها شاردة وتراقب الشوارع بغرابة عليها ويدينها مازالت تفركها ببعض لدرجة أن أظافرها خدّشت راحة يدينها والدم الخفيف بدأ ينزل
فز غلاب وهذا مناديل وهو يمدّه لها من عند المرتبة: خلاص يابنت الناس قطعتي يدينش!
رها رفعت راسها بإستغراب وهي تناظرهم: وش؟
نواره خذت المناديل بربكة لأنه يراقبها وسكتت لأن رها معاهم ولا بقلبها رد ثاني ورفعت عيونها عليه تعطيه نظرات حادة خلّت غلاب يضحك لأنه عرّف إنها ساكتة عشان وجود رها
رها لفت عليها بقلق: فيش شيء ؟
نواره بهدوء: لا حبيبتي مافيني شيء بس خدشت يدي بالغلط
غلاب بمجاكرة: مو بالغلط
نواره بحده رفعت حاجب: بالغلط !
رها اومئت وهي تضحك بإستغراب من تصرفاتهم: خلاص عادي حصل خير اذا وصلنا البيت عطيتك بلاستر
غلاب كشر: اسمها لزق جروح
رها قالت عيونها: عندك عقدة مع الإنقليزية أنت! ما ادري كيف صرت طيار
غلاب رفع حاجب: استخدمها بالشغل لأنها ضرورية عشان الأجانب الموجودين، أنتم تستخدمونها بالحياة الواقعية بدون حاجة ليش ؟
رها بتسليك: طيب طيب خلاص اسفه
غلاب ناظر نواره من المرايه: وست نواره نفس الرأي ولا ؟
نواره ببرود ناظرته: تخصصي انقليزي
رها ضحكت بصوت عالي لأنها ماتوقعت وغلاب ابتسم بترقيع: يعني نفس رأيي
رها لفت على نواره بحماس: صدق تخصصك انقليزي؟ تخرجتي ولا توك؟
نواره اومئت: ايه تخصصي، باقيلي ترم
رها: اجل كم عمرك؟ يمكن بعمري على كذا
نواره بهدوء: عمري ٢٤ مفروض متخرجه من زمان لكن كذا مرة أخذ تأجيل ترم عشان تعب الوالد
رها بتأثر: ماشاءلله عليك تتركين دراستش عشانه
نواره ابتسمت بحُب: والله لو يبي روحي ماتغلى عليه
رها ابتسمت بحزن: الله يقومه بالسلامه يارب
غلاب اللي كان يسمع هالحوار تكدّر خاطره وهو يشوف بريق عيونها من إنذكّر طاري أبوها وهدوئها الغريب بعدّه،
وصلوا للبيت ونواره تحّس الأوكسجين ما يوصل لـ دماغها فجأة من قوة التوتر اللي صابـها، هي حتى ما تدري كم شخص موجود داخل هالبيت!
رها كانت بتنزل لكن غلاب سحب يدينها وهو يأشّر بعيونه على نواره الجامده بمكانها لأنه حاس بتوترها وضيقها
رها ابتسمت: يلا نواره انزلي ولا اقولش اصبري بنزلش انا خدمات vip
نواره بسرعه: لا لا والله ماتجين بنزل انا
فتحت نواره الباب قبل تجي رها وتفتحه واردفت بعتب: بتتصرفين كذا ترا بمشي الآن!
رها ضحكت بصخب: وه ياحلو اللي يستحون خلاص ابشري بعاملش بدفاشه امشي بس خليني أعرفش على البيت واعضائه
نواره بتردد: اصبري ندخل الحين؟
-
رها بإستغراب: اجل متى!
نواره لا إراديًا لفت على غلاب اللي كان مستند على سيارته ويراقبهم
ابتسم غلاب بهدوء وهو يومئ لها: ادخلي وانا هنا لا تخافين
زفرت نواره وقلبها يرقع وتلوم نفسها ليش وافقت وتفكر ليش إنحطّت بِـ هالموقف بالذات؟
سحبتها رها ودخلت هي وياها وغلاب إلتفت وهو يناظر بالمواقف وشاف سيارات إخوانه كلها مو موجودة دليل إنهم مو هِنا فـ طلّع جواله يرسل بقروبهم وينهم ،
رها: شوفي هذي الحديقة وهناك مجالس الرجال والمشب والملحق برا البيت من اليمين اما البيت الي على يسارنا هذا اللي لازق فينا بيت مرة ابوي العقربة
ضحكت نواره لا شعوري من الوصف: الوصف قوي
رها ضحكت بعدها كشرت: صدقيني قليل فيها الله يعين اخوي الي مطينه عيشته
نواره لا شعوري إنشدّت للحوار: غلاب؟
رها بنفي: لا غلاب اخوي من امي وابوي، اقصد ثاري اخوي الثاني، شوفي عشان لا تلخبطين عندي ثلاث اخوان غلاب وغالب من امي وابوي وثاري من ابوي واخت وحده رزان بس زي ماقلت لش متزوجة من زمان وعندها كتكوت صغير
نواره بسرعه: لا يكون بحّد من راحة إخوانك في بيتهم؟
رها: يا الله عليش يا نويره امشي بس قدامي لا أرنش كف
نواره ابتسمت بلا رد ورها اردفت: لا تصدقين بأرنش بس قلت أطيح الميانه شوي يمكن ترتاحين لنا
نواره خذت نفس عميق: مرتاحه ان شاءلله ماعليك
رها دخلت من الباب الكبير الداخلي وهي تأشر: هنا المقلط ومجلس الرجال الداخلية مالنا لزوم فيها ، *تقدمت اكثر لين دخلت مع باب ثاني موجود* وهنا عاد الصالة والمطبخ ومقلط ومجلس الحريم يعني باختصار عالمنا
سحبت يدها بحماس من شافت رزان وامها جالسين بطرف الصاله: وهذول امي واختي تعالي معي
نواره حسّت بهبوط وفركت عباتها بتوتر: يمه رها اصبري قلبي
غزله اللي لاحظت إرتجاف يدين نواره وقفت وهي تتجه لها، ونواره كانت تحس الدنيا سودا بعيونها اكثر كل ماتقدّمت لها من قوة الخجل والإرتباك اللي تحسّه ،
ابتسمت غزله وهي تمسك يدينها بحنيه: ياهلا ومرحبا يابنيتي ، شلونش شخبارش ؟ حياش ادخلي وراه واقفه
نواره بخجل: الله يسلمك يا خاله ويبقيك، اسفه على الازعاج اللي بسببه لكم لكن والله قلت لغلاب ورها ما ابي اجي ولا له داعي لكن لزموا
غزله: حياش بس وش هالكلام لو رها ولا رزان الي بهالموقف عندكم وابوهم وصاكم عليهم بتتركونهم؟
نواره بسرعه: اكيد لا اخسى!
ضحكت غزله: ها وحنا بنعد نخسى نتركش
نواره بفشله: محشومه ياخاله مو قصدي لا ارادي طلعت
غزله ابتسمت بأريحية: فاهمتش يابنتي تفضلي
رزان وقفت وهي تسلم عليها: هلا بأهل السعودية ، معاش رزان اخت غلاب
نواره ابتسمت بهدوء: هلا فيك تشرفت قالت لي عنك رها كثير
-
رزان لفت على رها: هذي عاد ماتجيب طاريي الا بالشينة وش قالت !
رها كشرت: دايم ظالمتني والله ماجبت طاريش بالشين بس انش بتحديني على الردى واجيب مساوئش هالحين
نواره بنفي: لا والله ما قالت عنك الا كل خير
رها ابتسمت: ماعليش منها هالعيّارة ارتاحي ياروحي ، تبغين شاهي ولا قهوه ؟
رزان كشرت: تعبت وانا اعلم فيش الأصول ، نصب اول شيء قهوه ما تخيرين!
رها: شوفي بتسكتين ولا أصك الدلة بجبهتش الحين؟
رزان لفت على امها: شفتي بنتش شفتي ؟ حسافة الحفاظات الي كنت اغيرها لها وهي بزر
رها قلبت عيونها وهي تمّد القهوه لـ نواره: كلها مرة وحده لأن امي مشغولة وأزعجتينا!
أبتسمت نوارة وشردّت بشوق لـ خواتها اللي تذكرتهم بـ هالحوار، شافت نفسها هي ونور فيه، شافت نوير مكان غزلة اللي يتشكون لها وتفكك بينهم، ما مر الا يوم وتجرّعت فيه أنواع الشوق والألم والتفكير..كيف بتكمّل الباقي؟ السؤال الأصّح اللي تسأله نفسها هو كم الباقي؟ لين متى بتجلّس هنا ولين متى وأبوها بالعناية ووش المصير لها وله؟
لاحظو كلهم شرودها وتنهيدتها اللي من قلب من كثر الهم اللي تحّس به ،
ناظروا بعض وهم راحمين حـالها بينما نواره اللي فاقت من الشرود تضايقت من نظرات الشفقة اللي ما تحبها لكنها سكتت على مضض وهي تتجرّع القهوة اللي مرارتها ما توازي مرارة أحاسيسها
رها تحمحمت عشان تغيّر الجو: الا اقول نويره قد جيتي قطر قبل ؟
رزان وسعت عيونها: استحي على وجهش وش نويره!
رها كشرت: مالش دخل انتي انا وياها رفاقه ننجاز
ابتسمت نواره وهي حاسة بقلبها مرتاح لأنها حاستهم ناس طيبين واردفت: لا والله أول مرة نجيها
رزان بإهتمام: والله؟ ولا تعرفين شيء فيها وولا قد لفيتيها؟
نواره بحزن خفيف: اي والله أول مرة ، كان المفروض بعد علاج ابوي ناخذ انا وياه فرّة ونتمشى بـ قطر وخواتي يجونا بالويكند وبعد ما يخلص نرجع كلنا للسعودية لكن الحمدلله على كل حال تغيّرت كل الخطط
غزله بهدوء: ماعليه وانا امش عليش بالدعاء والصدقة والصبر ، ان الله مع الصابرين رددي لا حول ولا قوة الا بالله ولا تجزعين من رحمة وخير الله وباذن الله انها سهالات وتعدّي ونذبح خروف لسلامة الوالد لا تهوجسين بس
نواره ابتسمت براحة من كلامها: والله هذا الكلام اللي طول يومي محتاجة أسمعه، الله يسمع منك ياخالتي جزاك الله خير
رّن جوال نواره اللي إرتبكت من شافته إسمي نوير وتنهدت
رها بلقافه: مين؟
غزله ورزان طيروا عيونهم في رها اللي بلعت ريقها: مو قصدي والله اسفه لا تردين علي
نواره بسرعه: لا شدعوه عادي هذي اختي الكبيره بس لأني ما علمتها بشيء وهي تقفط كذباتي دايم لذلك خايفة أرّد وتعرف
رزان بإهتمام: ليش ما قلتي لهم ؟
أنت تقرأ
أصبحت الدروب النوارة ظلام في وجه غلاب الخطاوي
Romanceالتنزيل المستمر في الانستا ونهاية الاسبوع تنزل بالواتباد