-
دخلت نواره الغرفة بجسم يرتجّف، حست بقشعريرة تسري بجسدها وهي تشوف أبوها جالس قدامها وعلى وجهه واضحة ملامح التعب
شهقت بقوة وهي تغطي وجهها بيدينها..ماقدرت حتى تقرّب خطوة وحدة منه
مازالت ماهي مستوعبة إنه قدامها وجالس يناظرها ويبتسم بتعب
بكّت بكل قوتها كل ذيك الأيام اللي عاشتها ، كل الخوف و القلق و القهر .. كل خطوة مشّتها وكل إرتجاف سرّى بجسدها
كل شيء تعلمه وتجهله بكت
طامي بنبرة حزينة: بسم الله على قلبتس يا بنيتي ، ادني ادني مني والله أن جوفي يتقطّع وأنتي تبكين وأنا ماني حولتس
نواره زادت دموعها بعد كلامه ولا قدرت توقف دموع ولا تشيل يدينها عن وجهها، إنهارت بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
دخل راكان وقرّب منها وهو يسحبها بخفيف وهي مستسلمة ومافيها أي قوّة
وقف راكان قدما سرير أبوه وجلّس نواره قدام أبوه اللي رفع يدينه بثقل وهو يلّم نواره بين يدينه
دفنت نواره راسها بحضن أبوها وهي تشهق أكثر: يبه
طامي مسّح على راسها بحنان: ياعيونه الثنتين ونور دربه نواره ياعين ابوتس وش قومتس ماني خابرتس بكايه
نواره حضنته أقوى: خلني بحضنك يبه لا تبعد ولا ثانيه وحده
طامي تنهد بضيق وعرّف بإن التجربة اللي مرت على نواره هذي مستحيل تنساها وبتأثر عليها ،
أبعد برفق ونواره تمسكت فيه بخوف: يبه لا تبعد عني تكفى خلاص ماعاد فيني حيل والله مابقى فيني عرق ينبض من خوفي وقلقي اللي تشرّب نفسي الايام اللي راحت ، خلني بحضنك ابي ارتاح شوي
طامي: ابي أشوف وجهتس المنوّر بتحرميني منه؟
بعدت نواره بشويش وهي مازالت حاضنة يدين أبوها: أنت بخير يبه؟ فيك شيء؟ خوفتني يايبه خوف مامرّني بحياتي
طامي رفع يدينها وهو يبوسها: حقتس علي يا نوارة ابوتس ، قضاء الله وقدره مكتوب ومقدر وعسى الخيره فيه
نواره تنهدت بحب وهي تحضن يدينه: ليش يوم حسيت بتعب ما قلت لي ؟
طامي: امر وصار والحمدلله على كل حال ، وش صار فيتس يا بنيتي ؟ وين خواتس ؟
نواره: على وصول يبه
طامي بقلق: كيف تدربتي امرتس هنيا ؟ وش صار بنومتي يا نواره
نواره ابتسمت بضيق: نومتك اللي طولت سوا في بنتك الهوايّل ، عيشتني عشر سنين
طامي لانت ملامحه بضيق ونواره أكملت بسرعه ماتبيه يضيق وتوه قايم: لاتخاف يابوي بخير ولا علي خلاف ، اللي وصيته علي عز الله صان وصيتك ولا خلاني هو واهله الا لين شاف راكان موجود
طامي اومئ: الله يجزاه خير ذكريني يا بنيتي نكرمه ونرد جميله قبل نعود ديارنا
سكت شوي من سكوت نواره ، بعدها رفع راسه بإستيعاب وهو يناظر براكان الواقف جنبه ونواره الي قدامه ولا واحد فيهم مستنكر الثاني
بلع ريقه بخوف وهو يناظر نواره: راكان؟
نواره بهدوء: بنتكلم بالموضوع بعدين يا ابوي ، ومو هو وبس .. مواضيع كثير لازم نتناقش فيها لأن الواضح ولا شيء من الدفاتر القديمة إندّفن !
طامي غمض عيونه بيأس: قلت لها ؟
راكان ببرود: ما قريت لها كل الصفحة ، سطرين بس
نواره عقدت حاجب: سالفتك لحالها عن دفتر كامل و تقولي سطرين بس !؟
طامي ناظر نواره بقلق: خواتك درو؟
نواره: لا ، ولا ودي يدرون الحين وأنت تعبان ويتعبونك أكثر .. ما اقدر اضمن لك يا يبه إنفجار نوير وتهور نور وش بيسوي
طامي ناظر راكان: اطلع
راكان ضحك بسخريه وهو يشيل آيباده: ولا توقعت غيرها يابو راكان
نواره بحده بدون قصد: ابو نوير !
راكان سكت لثواني قبل يومئ: ابو نوير ولا تزعلين
طلع راكان بضيق ونواره ناظرت أبوها: ترا ما تسكّر الموضوع يا يبه
طامي بهدوء: كنت جايبك لأجل هالشيء لكن قدر الله علي بذا الطيحه وشكلها خيره لنا كلنا
نواره رمشت بعدم فهم: جايبني لاجل هالشيء!؟
قطّع عليها رنين جوالها المتواصل ورفعته: البنات وصلو
طامي أبتسم بلهفه: ياجعله والله مرحبا ومسهلا
نواره وقفت: بوقف لهم برا
طلعت وهي توقف على الباب وتهز رجولها بتوتر
لمحت نوير اللي تمشي بإستعجال ووراها نور الي تحاول تجاري سرعتها وأبتسمت
نوير تنهدت براحة: مروقه..يعني ماهي مصيبه ؟
نواره حضنتها بقوه وإرتياح: بيرجع كل شيء زي أوّل ، ويمكن أحسن ؟
نوير دّق قلبها بلهفه: قام؟
نواره بعدت وهي تبتسم: ينتظركم وماعلى لسانه الا يامرحبا
نور تمسكّت بيدين نواره: أحس رجولي ما تشيلني
نواره ضحكت بروقان: يدين نواره بتسنّدك أمشو يلا
ركضت نوير بإندفاع وبكت بإبتسامه من شافت طامي جالس ويناظرهم
ركضت له وهي ترمي نفسها بحضنه، طامي ضحك بسعاده وهو يشّد عليها: يامرحبا بأول فرحتي وضي عيوني يامرحبا والله
نوير بعدت عن ابوها وهي تتفحّصه بعيونها، اردفت ببكاء: ياربي لك الحمد يارب لك الحمد
بعدت عن ابوها وهي تسجد شكر بدموع وصوتها يخالجه نبرة البكاء وهي تشكر وتحمد ربها ، دمع طامي بدون شعور ونور الي ماسكه نواره حضنتها بصياح
بكو كل خوفهم من فقدان أبوهم وقلقهم كل ما سمعو رنة الجوال او صحو من النوم يتفقدون الجوال ينتظرون خبر عن أبوهم
طامي فتح يدينه وهو يردف: تعالو تعالو جعلني ما اذوق حزنكم يابعد دنيتي كلها
قربو نواره ونور ونوير منه وهم يحضنونه بحضن جماعي ما ينسمع الا صوت بكاهم وبوسات طامي الي يوزعها على روسهم
طامي أبتسم بمزح: اجل ابطيح كل فتره واختبر غلاكم
نوير تنهدت بإبتسامه: الله لا يوريك غلاك يا طامي
طامي ضحك: طيحتي الكلفه يا بنيتي اشوف
نور ابتسمت بوسع وهي تتنفس براحه: يالله احس الدنيا رجعت لي
طامي ضحك بحب: اسمها روحي رجعت لي يا بنيتي وش الدنيا رجعت لي
نور ابتسمت: والله دامني اكتسبت ضحكتك الحلوه هجل بغلط كل شوي
نواره وسعت عيونها: يمه يمه يا العوابه الي في هالبنت
نور: شفت يبه شفت؟ بنتك تغار مني
طامي ابتسم: حتى هواشكم اشتقت له ماني مهاوشكم عليه هالمره
نوير مسكت يده بحنان: كليت يابوي ولا ماوكلوك ؟
طامي: والله يا في خاطري كبسه
نواره: وش كبسته يايبه توك طالع من غيبوبه بسم الله عليك ، مالك الا سلطه واكل مسلوق
طامي كشر: تبغون تردون عافيتي جيبو لي الكبسة غيرها مانيب ماكل
نوير ضحكت: يايبه مو وقت عنادك وعسارتك ، صدقني بس ذي الفتره لين ترجع صحتك وابشر والله بأكبر صحن كبسة من يديني
طامي تنهد: الشكوى لله ما اقدر عليتس يا نوير ، خلاص جيبو الي تجيبون
نواره وقفت: اجل بروح اشوف الكافتيريا واجيب لنا معاك ، لي ايام ما اذوق الاكل زين
نوير وقفت وهي تلحق نواره لين وصلو الباب وسحبتها بهمس: وش اللي صاير يا نواره ؟
نواره بإرتباك: وش؟
نوير ضيقت عيونها: دام عيونك تلاقّط وبديتي تستغبين فيه شيء ! نواره ترا ما تعرفين تكذبين ولا تخبين .. وش صاير وخلاّك تلغين فكرة الزواج من غلابك ؟
نواره بتضييع للموضوع: قومة أبوي ، كنت بفاجئكم فيها ، بعدين خليني أجيب الأكل لأبوي المسكين جوعان
سحبت يدها بسرعه من نوير وهي تطلّع بينما نوير تنهدت بقلق: يارب سترك
نواره تنفست براحة من طلعت لكن سرعان ما زاورها القلق من جديد ،،
فزّت من راكان اللي كان مستنّد على الجدار: شكلكم كان حلو ، كان يبي لكم صوره
نواره بعصبيه: أبوي ما قال لك أطلع وش مجلّسك هنا !
راكان ناظرها: بتطولين وأنتي مخبية عن خواتك شكله
نواره: الموضوع بيد أبوي الحين ، ودامك ما تبغى تعلمني بشيء ومخلّي كل شيء على أبوي .. أنتظر نتيجة قرارك
راكان: يؤسفني والله إنكم منخدعين ، يا مرارة الشعور بعد ما تعرفون إن حلاوته بذيك اللحظة ماهي إلا وهم
نواره بلعت ريقها: أنت وش تخربّط فوق راسي !؟
راكان ناظر نواره: طامي بن سعد ، هالإسم يا له صدى كبير في قطر .. عكس ضئالته في السعوديه
نواره بعدم إستيعاب: وش تهبد على راسي أنت !!
راكان وقف: قولي لأبوك لا يطوّل بالموضوع ، ورانا تصفية حسابات كثيرة
بعّد بيمشي لكن نواره سحبته بسرعه: إذا بديت بموضوع يا بزر كمله
راكان: مو قلتي العهدّة لأبوي؟ العهدّة والمايك عنده ، ننتظر تصريحه بس لا يطوّل بتنزيله و أفقد صبري و أخربها
نفّض يد نواره عنه وأقفى يمشي بينما نواره تجمّدت بمكانها بخوف من الأفكار والهواجيس اللي غزّت رأسها
-
بيت ضـاحي/
ضاحي وصبره بدا ينفذ: تلعب على عقلي أنت وياها وين الزفت طوّل كل ذا شغل ! بعدين اليوم جدوده فاضي وش شغلّه الي طلع فجأة
غالب: يبه الله يطول بعمرك وهو الإنسان ماله شغل الا وظيفته ، الدنيا تلاهي
ضاحي: حلاتك ساكت مير
كشر غالب وهي يرجّع جسمه لورا بهمس: الشرهه على الي بيحكي
ضاحي رفع حاجب: وش غردت استاذ غالب ؟
غالب: ماقلت شيء استغفر ربي
ضاحي: ايه استغفر وانا ابوك كود تنغفر ذنوبك وينور وجهك المسود شوي
غالب وسع عيونه لكن ثاري قرصّه: اسكت ماحنا ناقصين تهزيء
ضاحي كشر وهو يتفل القهوه: وش حاطين فيها انتم حاطين سكر وش ذا البلا
غزله ميلت فمها: قهوتنا الي دايم يابو غالب ما غيرنا فيها شي
ضاحي بعصبيه رمى الفنجال: يعني انا انجنيت وانهبلت وصرت ماعاد اعرف طعمة القهوه ذا رايش
غزله وسعت عيونها: يادافع البلا وش قومك طرت بنا بسم الله الرحمن
رها نطت وهي تمسك ابوها: يايبه قل لا اله الا الله وش بك نارٍ شابه خلاص امي ماتعرف شي اسفهها وكبر عقلك انت العاقل الرزين
غزله بزعل وقفت: يعني انا ذلحين المجنونه والخبل الله يجعلها في ذمتش يا رهيوه يا اللي ماتستحين على وجهش
رها وهي تمسك ابوها: يايبه توني اقولك انت العاقل الحكيم وش فيك بعدين كرشتك ماشاءلله كبرت وش يوكلونك هناك انت
ضاحي بعصبيه دّف رها عنه: انتي اذلفي عن وجهي والله خوش تربيه هذا حكى يا جعل لسانش القص
غالب بملل: خلاص يا جماعه انا الي مزين القهوه وانا الخبل وانا الي لساني يبي له قص ممكن الحين تهدون وتروقون وتجلسون ؟
ضاحي وسع عيونه: والكوبه يا الردي تاخذني على قد عقلي ليه شايفني بزر يا جعل عقلك الضراب
ثاري بصداع مسك راسه: لا واضح ليلتنا طيبه
دخل غلاب وهو يردف بصوت جهوري: السلام عليكم ، وش فيكم واقفين كذا ؟
رها جلّست جنب ثاري ، وغالب اللي كان عند أمه جلّس وجلّسها معه
اقترب غلاب من ضاحي وهو يحب راسه: وانا اقول وش في قطر منوره اثاري ضاحي بن سالم فيها
ضاحي: وين كنت فيه خل عني الحكي الماصخ
غلاب جلس جنب أبوه: كان عندي شغله وخلصتها وجيت
ضاحي رفع حاجب: وش شغلته!؟
غلاب ناظر شماغ أبوه بتضييع الموضوع: ياتبارك الرحمن وش هالشماغ الزين خذيت الزين من عيالك يابو غالب مابقيت لهم شيء
كتم ضاحي إبتسامته وهو يرز عمره: ما توصلون مواصيلي لو حفرتو عمركم كله
غزله ميلت فمها بهمس: والله ما يعرف له الا لكاعة غلاب قدر ولقى غطاه
غلاب: ايه وش علومك وش اخبار المقناص والصيد والله ياخاطري فيه
ضاحي: اني قايلك تعال معي بس ما تسمع الظاهر ما تبيني انا وربعي تبي الشباب
غلاب ابتسم: وانتم زينة الشباب بعد بس تخبر دوامي ملخبط
ضاحي وهو يشرب من القهوه: اجل مارحت صوب اخوياك بالسعوديه
تنهد غلاب وهو يتذكر اخر موقف بينه وبين عدّال الي من بعده ما عاد تكلم معه نهائي ، و قروبهم الهاجد له فتره ما احد فيه يتكلم ولا عاد حتى تواصل مع ضاوي
تنهد بضيق من أدرّك إنه فعلًا كان رامي حياته كلها ورا ظهره ويركض مع نواره بكل الدروب واخر شيء قطعت خطاويه عن دربها
ضاحي بإستغراب: من احاكي انا !؟
غلاب فز: هلا يبه معاك ايه لا مارحت طلع لي شغل وقعدت
غزله: والكوبه يا الشغل
رها كتمت ضحكتها وثاري تنحنح: ايه يابوي وش عندك من مواضيع
ضاحي ببرود وهو ياخذ من التمر: ايه بغيت اعلمكم بتحديد موعد الملكه
سكتو لثواني وهم يتبادلون النظرات بإستغراب وصدمه
ضاحي رفع راسه: خير وش فيكم سكتو
غالب: ملكة وشو يا يبه وش فيك سخنت!؟
ضاحي: اعقب الا هي ، ملكة ثويري
ثاري وسع عيونه: وشهو!! ملكة وش
غالب وغلاب طارت عيونهم في ثاري
غلاب بعصبيه: متى خطبت وملكت وحنا ما ندري !؟
ثاري: ياخوي خلني انا ادري عشان انتم تدرون العلم وشو يا يبه
ضاحي بعصبيه: تلعبون في عقلي أنتم؟ امك الي مكلمتني وراجعن عشانها تقول لي انك تبي تخطب بنت صديقتها وتحددون موعد الملكه !!
ثاري زفر وهو يقوم: لا عاد زادت وطالت
ضاحي وقف وهو يسحبه: خير وين رايح وش صاير
ثاري صّك على أسنانه: بروح اتفاهم مع امي الي تمشي وتسوي الي تبي على هواها بدون شوري
ضاحي دفه: اقول اقعد بس اقعد امك ادرى بمصلحتك وادرى وش تسوي والبنت من عايله طيبه ما ينعاف نسبهم هذي بنت..
ثاري قاطع وهو ببلع ريقه يناظر غلاب: ما اعرفها يا يبه ولا ابيها الموضوع منتهي
ضاحي بعصبيه: والله ماني لعبتن عندك انت وامك ومعلم ربعي كلهم بنخطبها وانت قدامي وساكت طالت وشمخت يوقفون بوجهي ويراددوني ويلعبون بي على كيفهم الظاهر اني معطيكم وجه زياده عن اللزوم يا الجحلط
غالب مسك ثاري: اهدى واجلس خل نفهم الموضوع
ضاحي نفض يدينه: انا طالع اريح ولا اسمع نفس وراي زيارة مريض والموضوع بيتم وقص الله لسان الي يبي يقص وجهي قدام الرياجيل وربعي
رقى ضاحي وهو يتمتم بكلمات بغضب
بينما ثاري نكش شعره بإنزعاج: هذي ام ولا عقوبه؟ هي تبي تجنني وتدمرني انا داري
غزله: ما يصير يا وليدي تتكلم عن امك كذا حتى لو هي موذيه استغفر وتعوذ من الشيطان
ثاري تنهد بهّم وهو يناظر غلاب ،، هو داري ومتأكد من بعد حكي ابوه وتصرفات امه انها هي نفسها
غلاب بإستغراب: وش بك تناظرني ما عليه يا ثاري هونها كل شي بيزين تكلم مع امك
ثاري وقف وبهمس: والله لو تعرف منهي ان ما تقول كل شي بيزين
طلع ثاري بدون رد عليهم
غزله: الله لا يبلانا يا ذي الحرمه جنت وقعدت
رها بعدم استيعاب: والله ماهي طبيعيه طيب أقلّها علمي الولد ! مريضه هذي
غزله خزت غلاب: ماهيب بعيده عن بعض العرب
غلاب تنهد: يمه !
غزله: والله وصمه ووجع قالته امك
غلاب: الله كل ذا بقلبش علي ؟
غزله صدت عنه بزعل: لاتحاكيني بس
غلاب جلّس بجنبها وهو يسند راسه على كتفها: طيب احبش
غزله: يمه يا العياره الي فيك والي يحب يعصى ؟
غلاب تنهد بضيقه: ماراح يصير شي لاتخافين
غزله عقدت حاجب من شافت الضيقه بملامح غلاب ونبرته: انت علامك اليوم !
غلاب ابتسم: علامي؟ ما فيني شي بس مشتاق لش
غزله تنهدت: لا شلت الخرابيط من راسك وعودت غلاب الي اعرفّه عود علي
غلاب نزل راسه بضيق ،، كل حياته إنقلبت ومحيطه الاجتماعي والعملي كل شيء فيه تغير من ركضه وراها وتركه لكل شيء حوله كان ما يشوف الا هي واخر شي فوق خسارته لهم خسرها هـي
غالب بهدوء: ما تبي نتكلم ؟
غلاب: وش بيفيد الحكي فيه يا غالب ، البنت عايفتني وانا مهتويها وش به أوجّع من كذا؟
غالب تنهد: انت علّقت قلبك بالمكان الغلط
غلاب هز راسه بالنفي: انا عقلته بالمكان الصحيح بس الظروف الي حولي وحولها هي الغلط
غالب ناظر غلاب بذهول: لذي الدرجه صدق تحبها؟ مامداك يا غلاب تهتويها
غلاب: الرجال يا غالب ومثلك خابر..من اول نظره للبنت يدري اذا هو يبيها شريكة حياته ولا ما يفكر فيها وهالبنت من اول لحظة وانا منجذب لها شخصيتها وتفكيرها واهتماماتها وحبها لأبوها احترامها انفعالاتها عصبيتها خوفها كل شيء فيها مميز واحبه
غالب: اوله كل هذا يا غلاب !! لا انت خشيت في العميق وبتخبط بجدار
غلاب ضحك بسخريه: خبطت به وخلصت قالت لي ما ننفع لبعض وبينا فروق كثيره اولها البلاد
غالب اومئ: طلعت عاقله البنت
غلاب وقف: الشرهه علي الي افضفض لك
غالب ضحك وهو يسحبه: اجلس بس وعوّد ، اصبر عليها لين تستقر امورهم ويرجعون للسعوديه ويرجع حياتهم لوضعها الطبيعي بعدها ارجع كلمها وجس النبض
غلاب: يعني رضيت؟
غالب بهدوء: اعتراضنا كان على طريقتك الي تبي تتزوّج فيها ، أنت كنت شايف وضعك طبيعي ؟ داخل فجأه ببنت لاقيها طايحه مع أبوها في شارع و تقولنا أبي أخطبها ! كيف تبغانا نحّس إنه طبيعي و نخليك عادي؟ حكّم عقلك يا غلاب ! طريقتك كانت أكبر غلـط وأنت حتى بوقتها ما تعرّف هي مين زين ولا حنا نعرفها
غلاب بشرود: كل شيء بيصير من الماضي ومايهم
غالب: طيب ما أشتقت لأخوك ؟
غلاب ضحك وهو يحضن غالب وتنهد: والله أني مشتاق وبالحيل الله حسيبك يومك تمنعني منك
غالب أبتسم: مو قلنا كل شيء بيصير من الماضي و ما يهم ؟
غلاب: ثاري وش صار عليه
غالب: أمش خل نرسل له وننتظره يجي ، من زمان ما طلعنا مع بعض ولا جلسنا
غلاب: والله ما ظنيت ورا أخوك طلعة ولا وناسة
غالب كشر: الله يهديها وتفكه شرها
-
بيت مشاعـل/
مشاعل ببرود: خير وش عندك داخل صافق الباب وصوتك واصل لآخر الحاره ؟
ثاري بثوران: يمه انتي صارحيني ، انتي تبين تخلصين مني ؟ انا وجودي كاتم أنفاسش لدرجة تبغين تصيبيني بجلطة؟ انا وش اني مسوي لش انا عدوش ولا ولدش ماعاد اني ادري
مشاعل رفعت حاجب: خير وش مناسبة ذا الحكي
ثاري: يعني ما تدرين ؟؟ وش انتي قايله لأبوي؟ من متى انا ابي اتزوج ولا بعد ما لقيتي الا نواره الي يبيها أخوي!؟ وش بعقلش يا يمه
مشاعل بعصبيه: والله والكوبه في اخوك وفي تفكيرك الزفت ماهو انت لو عندك عقل ماهو ذا حالك من سنين ما بقى لك الا كم سنه على الثلاثين ومازلت عاطل باطل علّه على قلبي وعيال غزله يلهفون الاول والتاللي وكل زين عندهم وانا مالت علي وعلى حظي الي ما طيحني الا بولد مثلك ، اسمعني زين لا اخوي ولا زق ما عندك اخوان انت تفهم ؟ بتتزوجها وتاكل تبن وتنطم
ثاري بصراخ وقهر: الا عندي اخوان ، عندي اخوان يوم كان الدنيا مطر وامي برا في حفلة صديقاتها ومقفله البيت وانا برا جو دفوني من برد الهوا وقطرات المطر لفوني ببطانيتهم وكمدوني ، عندي اخوان يوم امي تنام لين العصر وانا ارجع من المدرسه جوعان هلكان ما القى لقمه اكلها خذوني ووكلوني ، عندي اخوان بوقت تخرجي الي امي ما درت عنه جو سوولي حفله واهدوني ، عندي اخوان يوم كسر يدي اجبرو قلبي قبل يديني وامي ما تدري عني .. عندي اخوان يا يمه بس ما عندي ام ومستحيل ابيعهم عشانش والي ببالش ماهو صاير لو اضطر اموت سامعه!؟
طلع من البيت وهو يرجّف الباب وراه بقوه ، وصدره يعلى ويهبط من حرارة أنفاسه ودموعه الي حابسها
غالب قرّب منه بقلق: ثاري يا عين ابوي وش فيك؟
غلاب بخوف: وش سوت لك وش قالت لك!؟
ثاري أبتسم بحزن وهو يرفع نظره عليهم: عندي اخوان بس ما عندي ام
غالب وغلاب تبادلوا النظرات بينهم من حالة ثاري ، بينما ثاري تنهد وهو يمسح على وجهه: مافيه شيء ، كالمعتاد.. انا بروح افرفر شوي
غالب فز: لا والله ما تروح لك وأنت ضايق بنروح معك
ثاري: ماله داعي ..
قاطعه غلاب وهو يدّف راسه: امش امش انت وقلتك قال ماله داعي قال لا قالو اخوانك الكبار كلمه اسمعها وانت ساكت
ثاري ضحك بحب: الله لا يخليني من اخواني الكبار
غالب: لا شكل المشاعر عندك اليوم ضاربه الفيوز
غلاب: بنروح بسيارة غالب ما ابي بنزيني يخلّص
غالب خزه: على غيرنا عادي يخلص وعلينا لا
غلاب ضحك: حنا وش قلنا داخل !؟ كانك يابو زيد ما غزيت
غالب طلع مفتاحه: يلا الشكوى لله اخواني الصغار ولازم اتحملكم ، وين تبون نروح
غلاب رفع كتوفه: ما ادري ما فيه وجهه محدده مر المقهى الي ناخذ منه الكرك دايم خل ناخذ كرك ونروح نفرفر
ثاري مّد يدينه وهو يشغل بالمسجل وأبتسمو كلهم بوسع من جت اغنيتهم المفضله من وهم صغار
بدو يغنون معها بصوت عالي وهم مستمتعين بوجودهم مع بعض
-
بيت ضـاحي/
قام من النوم ضاحي بعد ما خذا غطه سريعه ، وقف وهو يتمدد
خذا له ثوب ودخل يتسبح ،، دخلت غزله بالمبخره وهي تبخره عند المرايه
ضاحي وهو يعدل غترته: وين العيال؟
غزله: طلعو بعد ما نمت وتوهم راجعين قاعدين بالثيل مع رها ورزان
ضاحي اومئ: زين رزان جت مسعود معها ولا مع ابوه
غزله: مع ابوه
ضاحي بعد: انا بروح ازور واحد من معارفي في مستشفى بالدوحه لاتحسبوني بالعشا
نزل ضاحي وابتسم من شاف رزان: والله الي تبارك البيت وانور
رزان وقفت وهي تسلم عليه: وش حالك يبه اخيرا رجعت وشفناك خذاك البر عننا
رها وسعت عيونها: عشتو التهزيء لنا والحب لها
غالب وهو يقشم حب: اي يبه شعليه لنا الله
ضاحي لف عليهم: اقول ياعيال
ثاري بهمس: والله اني داري ورا نبرته ذي طلب
غلاب تنحنح: سم يبه
ضاحي: ابي ازور لي صاحب في الدوحه واحد منكم يفز ويوديني مافيني حيل اسوق
غالب بتصريف: انا مواعد رها بوديها المكتبه عندها بحث بساعدها فيه
رها وسعت عيونها: كذاب متى قلت..
قاطعها غالب وهو يخزها بقبصه وسكتت وهي مكشره
ثاري: لا تطالعوني انا سيارتي خربانه للحين ما طلعت
غلاب تنهد: ابشر يبه بوديك
ضاحي: ها يلا الهمام ما ابي اتاخر لين العشا
طلعوا وغلاب لّف على ابوه: وين فيه يا ابوي
ضاحي: مستشفى ال***
غلاب بلع ريقه ، نفس المستشفى ، كل ما حاول ينسى رجع شيء حوله يذكرّه
ضاحي بعصبيه: انت علامك من اليوم كل ما حاكيتك سرحت !؟
غلاب: ابشر يبه بنروح هالحين
-
المستشفـى/
طامي ناظر جواله: اموت واعرف الي معلم العرب اني في المستشفى منهو
نواره بهمس: يمكن ولدك
طامي قلّب وجهه بلا رد بينما نوير اردفت: عادي يا ابوي رّد عليهم ولا رجعنا السعوديه سوينا لك عشا يجونك هناك
طامي: اطلعو يا بنات شوي بيجيني واحد من الربع
نور باستغراب: يبه وانت من يعرفك في قطر!
نواره وسعت عيونها وهي تتذكر كلام راكان من قال ان ابوها له اسمه ومكانته في قطر ، معقوله هو صادق !؟ ولا يلعب بعقلها مثل ما ظنت!
طامي: اي اعرف كم واحد في قطر
نوير ونور وقفو بينما نواره اردفت: اطلعو بجيكم انا الحين
نوير بعصبيه اردفت لنور: هذي لين متى بتقعد تخبي علينا؟ انا داريه ومتاكده ان وراها بلا خاشته!
نور: الصدق حتى انا حسيت ، ماهي طبيعيه هي وابوي وكل شوي يتهامسون!
نوير: وتلوميني لاعصبت!؟
نور بملل: اقول اهم شي ابوي بخير الباقي يهون وبنعرف مع الايام امشي نشرب قهوه مصدعه من الطياره
نوير تنهدت: يلا أمشي حتى انا والله الصداع لاعبن فيني
مشو للكافتيريا بينما نواره من تاكدت انهم راحو رجعت لابوها على طول
نواره ناظرت أبوها: يبه انت من تعرف في قطر؟
طامي رفع حاجب: تحقيق هو يابوي؟
نواره: الظاهر ان هذا الاسلوب الي تبيني استخدمه معاك لبقية الايام من كثر الاشياء الي انت مخبيها عني وعن خواتي
طامي: وش قالك راكان؟
نواره تكتفت: وش تعتقد إنه قال؟
ضاحي وقف عند الإستقبال: طامي بن سعد أي غرفة؟
غلاب طارت عيونه وناظر ابوه: يبه وش قلت انت ! طامي بن سعد !؟
ضاحي ناظره: علامك مخترش ، ايه طامي بن سعد
الموظف: غرفة رقم 111
ضاحي: يعطيك العافيه
مشى وغلاب مازال مصنّم مكانه ، لف بعصبيه: انت بتمشي ولا اشيلك يعني؟ والله حاله
غلاب فز وهو يمشي وراه: معاك يا يبه
ضاحي ميل فمه: والله مانت طبيعي مير خلنا نظهر واوريك
دخلو الغرفه وسرعان ما تباطئت حركة ضاحي: ماعليش يابو راكان ما دريت ان الاهل فيه
طامي ناظر نواره قبل يردف: حياك يابو غالب بلا بنيتي كانها بنيتك
تنحنح ضاحي وهو يدخل ويوقف من الجهه الثانيه ويسلم على طامي: اخر الاوجاع يابو راكان
نواره بارتباك اردفت بهمس: عن إذنكم
طلعت بسرعه وتوسعت عيونها من شافت غلاب: أنـت! وش تسوي هنا
غلاب تكتف وهو يستند على الجدار: جاي مع أبوي
نواره بصدمه: نعم!!! ابوك الي داخل ؟
غلاب بعد عنها وهو يبي يدخل: ايه ابوي
نواره لا شعوريًا مسكته: وين رايح؟
غلاب باستغراب: وش فيش! بدخل عند ابي وابيش
نواره بعدت عنه بتوتر: بتعلمهم؟
غلاب: اعلمهم في وش ، مو قلتي أنسى كل شيء صار و أبعد؟ الوالد خرب مخططاتي ، طلع يعرف ابيش وجاي يسلم عليه
نواره بلعت ريقها بقهر: وأنت بتروح على طول كذا ؟
غلاب وسع عيونه: الحين أنتي وش تبين بالضبط ؟ فهميني !
نواره كشرت: ما أبي شيء أدخل ابوك يناديك
غلاب لّف على صوت أبوه وهو يدخل، خلى الباب مسايّف ونواره قدامه ثابته ما تحركت
غلاب بصوت جهوري: السلام عليكم
ادنى من طامي وهو يبوس راسه: اخر الاوجاع يا عم
طامي وسع عيونه وهو يفز: انت! انت هو نفسه الي جابني
غلاب ابتسم: متذكر وجهي يا عم؟
طامي لف على ضاحي بصدمه: هذا ولدك غالب يا ضاحي؟
ضاحي باستغراب: لا هذا ولدي غلاب بس وش صاير وش العلم
طامي أبتسم وتهلل وجهه وهو يضم غلاب: الله يجازيك خير الجزاء يا ولدي ، نواره بنيتي علمتني بكل شي بوقفتك معنا انت واهلك من طحت لين قمت والله ما ادري شلون برد عطاياك وجميلك يا ولدي
غلاب ابتسم: حق وواجب يا عمي ما سويت شي اي واحد بمحلي بيسويها
طامي: لا والله ان محد يسويها ، ما يسوي سواتك الا الرجال السنافي الطيب ولا به غرابه دام ابوك ضاحي اشهد انه ربى رجال
ضاحي ابتسم بفخر: ماعليك زود يا طامي لكن وش مسوي ولدي
طامي: الله يسلمك يوم طحت على حدود قطر به رجال جا ساعدني ونقلني المستشفى وقعد عند بنيتي لين جاها اخوها ، هذا هو الرجال قدامك ، اطلب يا ولدي وسّم والله ونذر علي لا اردك جمايلك
ضاحي: فعلن طيب ما طلع الا لرجالن طيب ويستاهل وانت مثل ابوه يا ابو راكان والبنيه مثل اخته ماهو جميل الي سواه فيكم الا واجب ولا ينرّد شي ولا وصلت بينا للزعل
غلاب بسرعه: ماهيب اختي !
ناظروه طامي باستغراب وضاحي بحده، تنحنح وهو يردف: اقصد يعني ما يحتاج يا عمي
نواره الي عند الباب ما قدرت تمسك ضحكتها وبعدّت عن الباب وهي تمشي لأخر السيب وتطلق ضحكتها
كح طامي وهو يردف: رقمي وعندك يابو ضاحي وهذا نذرن نذرته اول ما اطلع ان تشرفوني في السعوديه في بيتي
ضاحي: ان شاءلله ياخوي على خير المهم عندنا صحتك والي تبيه يصير ، يلا اجل ما نطول عليك عساها اخر الاوجاع وماتشوف شر بينا لقاء قريب
اومئ طامي: الشر مايجيك يا هلا ومرحبا
طلعوا ضاحي وغلاب وضاحي لّف على غلاب: متى صار هالحكي؟
غلاب: قبل فتره
ضاحي اومئ: والله والنعم ياولدي اي هذي الاخبار الدين والعلوم السنعه
غلاب اومئ له بتسليك وهو يدور بعيونه على نواره
ضاحي: يلا خل نروح وش فيك فاتح بوهتك
غلاب: باخذلي مويه واجيك اسبقني
ضاحي: يلا اعجل علينا
غلاب كشر: وش فيك دايم عجل ودمك حار استرخي يبه ريلاكس
ضاحي عقد حاجب: كيلاكس! انت وش تخربط علي
غلاب زفر: ولا شي يبه اقول ابشر يلا الحين جايك
نواره أرتبكت: وش رجعك ، كيف تعرفون أبوي؟
غلاب: ما أعرفه وهذا اول لقاء لي معه ، ابوي يعرفه من قبل واكيد ماجاه الا وهو علاقتهم متينه
نواره بهدوء: ليش أخترت تطلّع بدون ما تقول لي كلمة وحدة؟ ليش ما علمتني على الأقل أنك بتروح؟
غلاب ناظرها: أنا اللي بسألش كل ما أعرضت عن دربش لقيتني بوسطه من جديد ، ليش يا نواره ؟ العصر راح وأنا أحاول أسلّى وأنسى وأقنع عمري إنه خلاص ما عاد فيه بيننا درب والمغرب لقيتني واقف قدامش !
نواره حسّت بنبضات قلبها ارتفع لدرجة حست بالإرتباك، كلامه دايم يغلّبها
غلاب تنهد: ما تبغين تتكلمين؟
نواره لمحت نور وبعدّت عنه على طول، إلتفت غلاب وشافها رايحة لأختها وتنهد بضيق وهو يطلع نازل لتحت
نور وسعت عيونها: هذا القطري ما غيره؟
نواره اومئت وهي تتأمل ظهره وهو يمشي ، نور ناظرتها: عشتو وانتي وش فيك تتأملين فيه
نواره رفعت حاجب: ماني قاعدة أتأمل تستهبلين انتي ؟
نور أبتسمت بحماس: وش صار بينكم؟ يحبك؟ تحبينه؟ بتتزوجون؟ الله حماس بتصيرين أول وحده مننا تتزوج من برا السعودية!
نواره كشرت: أقول أذلفي عن وجهي بس رجال وساعدني وراح في سبيله وش هالحكي الفاضي بعدي خل ندخل لأبوي
نور كشت عليها: مالت عليك هادمة اللذات
-
الجنـوب/
توقفت سيارة مصلح قدام بيت في إحدى قرى الجنوب ،
أردف ببرود: أنزل الله لا يوريني وجهك مرتن ثانيه ، من زمان مفروض مسويها ومريح راسي
بندر نزّل بدون رد وسكر الباب بقوه وراه
ناظر البيت بتوتر لكن سمى بالله وهو يدخل من الباب اللي كان مسايّف
مهره أردفت: اخيرا جيت يا حمدان وراك تأخرت كذا
بندر بهدوء: انا بندر يا امي مهره ماني ابوي حمدان
مهره فزت وهي تناظره: بندر! هو انت صحيح قدامي
بندر اومئ ومهره ابتسمت: يا حي الله ذا الشوف وينك يابوي ابطيت عننا واجد اخر علمنا بك عيد الفطر حتى عيد الاضحى ما شفناك
بندر ابتسم وهو يسلم على راسها: العذر والسموحه يا امي مهره حقك علي
مهره مسحت على وجهه بقلق: وش في وجهك ذابل ؟
بندر: مافيني شي يا يمه يمكن من الطريق
مهره اومئت: وكيف قدرت تدخل بسيارتك مع ذا الجبال الطريق صعب
بندر: ابوي الي جايبني
مهره كشرت: قطيعه تقطعه ذا الردي ولا حتى فكر ينزل يسلم انا مدري هو كيف ولدن لسعد ومحسوب عليه
تنهد بندر بضيق وهو يناظر المكان من حوله بشرود ماهو عارف وش يسوي
ناظر بجدته: يمه عندك جوالك صحيح؟ وينه؟
مهره طلعت من مخباها جوالها النوكيا: ايه هذاهو جوّد يابوي
بندر كشر بيأس ما يقدر يرسل لسعود منه لازم يتصل ، بعد تفكير دام لدقايق رفع راسه لمهره: بكلم اخوي بجوالك يصير؟
مهره باستغراب: يصير اكيد بس وراك وين جوالك
بندر سكت ومهره زفرت: ابوك صح!؟
بندر وهو يوقف: ربي كريم يا يمه
بعّد عنها شوي وهو يطلع ناحية مزرعة جده وطلع الورقه من مخباه وهو يضغط الأرقام ،، حطه على جواله وهو ينتظر رد بتوتر
ما حصّل أي رد ، رجع يدق مره ومرتين وثلاث ونفس الشيء لين فقد الأمل وسكر الجوال وحطه على جنب
ابتسم بشوق من شاف خيله "الاصيـل" ،، وقت عزل جده مزرعته والاسطبل وشال كل شي فيها الا خيل بندر خلّاه
قرب منه وهو يحضنه بشوق ما قدر يوصفه
ابتسم من صهل خيله وهو يردف: عرفتني يا الاصيل عز الله انك اصيل
ثبّت الخيل وهو يركب بكل احترافيه وسرعه بدون حتى لجام وإنطلق به وهو يتمشى في الديره ويحس بالاجواء الي فيها ردّت روحه
الخضار اللي حوله ومنظر الجبال من بعيد البراد والهدوء الي مخيّم على الديره وخيله معاه
كان منغمّس بذي الأجواء ولا هو داري عن جوال جدته اللي يرّن بِـ طرف المزرعه
-
سعود باستغراب نزّل جواله: ما احد يرد وش السالفه!
عدّال: ياشيخ تلقاه بزر داق بالغلط طنشه بس
مهمار جلّس وهو يتنهد بتعب: انا مدري هو غداك ولا غداي وانا وش علي مخليني اجيب كل المقاضي!
عدّال: تحرك الحركه فيها بركه وتخدم اخوك الكبير
ضاوي تلفت: وين شنقل ومنقل مالهم حس اليوم! ماهي بالعاده
مهمار بلع ريقه وسكت، يدري انهم من صبح في نفس المكان الي انسرقت فيه سيارة بدر
سعود مسح على وجهه بتعب: كلموهم شوفوهم لايكون بعد جايينا بمصيبه
مهمار بداخله"المصيبه ماهي اليوم المصيبه بتجيكم بكره"
ضاوي رفس مهمار: وش فيك انت اصمخ
مهمار كشر: والله من شين النفس الي فيك خير وش تبون
عدّال: شف لشنقل ومنقل وينهم ، بدخل لدانه عندي لها علم
سعود: بتكلمها عن غالب ؟ يارجال هو فتح الموضوع قبل شهور على خفيف ، لو هو جازم بيجي صدق هو واهله ، لاتقولها شي خلّها وش ذكرك فيه مير
عدّال بهدوء: هو الي مرسل اليوم يقول وش صار على موضوعنا يابو مبارك
ضاوي باستغراب: شالعلم
عدّال: تذكر مكشاتنا معهم قبل حول اربع ثلاث شهور وقت انقبلت دانه بالدكتوراه وسجلنا لها فيديو نهنيها قالّي ماشاءلله عليها شكلها طموحه قلت اي بالله تحب العلم والشغل والثقافه قال والله قليل القى بنات بذا السن وذي اهتماماتهم بعدها قالي على ضحك لو اجيكم خاطب بتقبلوني؟ قلت اي بالله والنعم فيك يابو ضاحي بس سكت ماقلت شي على اساس بس مزح لكنه ارسلي توه قبل شوي يقول وش صار على موضوعنا شكله ثبّت على الموضوع بعد خطبة اخوه ونواره
ضاوي باستغراب: وش اخوه! ونواره من بنت عمي طامي ما غيرها؟
عدّال اومئ: اي طلع غلاب خاطبها ولا يدري انها هي بنت عمنا انصدم يوم شافني انا وابوي وعمي مصلح في المستشفى
ضاوي: غريبه ما قالنا شيء غلاب !! لا خطبه ولا شيء
سعود: غلاب أصلًا مختفي ذي الفتره ما غير اشوف سنابات من ثاري وغالب بس اما هو ماله زيله
مهمار: طيب وانت تعتقد دانه بتوافق ؟ اكيد بتقول لا جيزه جيز ربعه الي قبله
عدّال: لا ماهو على كيفها ترفض خلاص عاد لين متى قاعده وتقول لا ولا الرجال زين ودكتور جامعه خير ومنصب تحمد ربها
سعود بجديه: وش هالحكي عدّال! بكيفها هي حره هذي حياتها توافق ولا ترفض بكيفها وهي بعد زين وعلم وثقافه والف واحد يبيها
عدّال كشر وهو يوقف: مالكم شغل انا اعرف اتفاهم معها
ضاوي كش عليه: مالت عليك انت وتفكيرك القديم ابو ٢٠٠٩ جعل ربي يعين الي بتاخذك
عدّال بغرور: داعيه لها امها في ليلة القدر
دخل عدّال وهو يصوت: ياهل البيت
دانه بملل وهي تقلب بين القنوات: تعال مافيه احد مافيه الا وريف بغرفتها
دخل عدّال باستغراب: وين بنات طامي ؟
دانه: يا بنات طامي ذول الي علقت عليهم! راحو لابوهم في قطر
عدّال وسع عيونه: وشهو!! خير ان شاءلله متى راحو وبامر مين ومع مين!؟
دانه رفعت حاجب: هوب هوب وانت وش دخلك فيهم! راحو باذن ابوي وهو بنفسه الي وصلهم شفيك انت
عدّال بعصبيه: حلوه هذي وانا ليه اخر من يعلم ؟ وبعدين بنات لحالهم مخلينهم يروحون ليش
سعد: لامات ابوهم ومت انا ذيك الساعه تحكم في حفيداتي على كيفك والله طالت ياعدّال!
-
آنتهى، ارائكم وتوقعاتكم؟
أنت تقرأ
أصبحت الدروب النوارة ظلام في وجه غلاب الخطاوي
Romanceالتنزيل المستمر في الانستا ونهاية الاسبوع تنزل بالواتباد