26

2.8K 94 13
                                    

-
عدّال وهو يترقّب السياره: السياره صدق بتطلع للجنوب! وش بنسوي الحين
سعود بهدوء ناظر مهمار: ارجع
ضاوي وسع عيونه: سعود منجدك ؟ وش اللي يرجع ! قلنا لك مو هو اللي مسوي ولا له دخل بشيء
سعود بحده ناظر مهمار: سمعت وش قلت ولا أعيده؟
مهمار تنهد: سعود قل لا اله الا الله وأسمعني..
سعود قاطعه: قلت أرجع ، أنتم ما تعرفون أبوي كثري و لا تعرفون وش بيسوي لو إنتبه لنا ، أرجع وخلوا الموضوع علي
ضاوي تركى على المرتبه بعصبية وعدم رضا: وبالطقاق إذا عرّف بالناقص ، نخلي الموضوع عليك ؟ متى بنشوفه من جديد بعد مليون سنه ؟
سعود: أول شيء تعدّل بكلامك تراه أبوك ومحسوب عليك بعقوق لا تنسى ، ثاني شيء لا قال أخوك الكبير كلمة اسمعها وأسكت
عدّال قبص ضاوي اللي لّف عليه وهمس عدّال: إسكت لا تطوّلها وهي قصيرة
ضاوي تنهد بغثى ولا رّد عليهم بينما سعود طلّع جواله اللي كان مقفله ، اللي كان شوي وينفجّر من كمية الإتصالات والرسايل من عروب
تنهد بضيق من شاف آخر رسالة منها "ترا عمتي ونجوان طلعوني"
ناظر مهمار: نزلني البيت
كملوا طريقهم بصمت مطبّـق وكل واحد أفكاره غزت باله،
وقفت سيارة مهمار قدام بيت مصلح ونزّل سعود على طول
دخل البيت وهو يدوّر عروب بلهفه
شمايل بحده: حي الله من جا
تنهد سعود وهو يعرّف نبرة أمه هذي: وين عروب؟
شمايل: الحين تسأل عنها ؟ تاركها بالمستشفى أكثر من ساعتين لحالها وهي توها مسقطه ! ما تقولي وش هالتصرفات سعود؟
سعود بضيق: يمه موضوع وصار وعندي أسبابي وينها؟
شمايل بحدة: أنت ما خذيت البنت عشان تهملها في أصعب ظروفها و تقولي عندي أسبابي ! هالبنت على ذمتك وأمانة عندك ، داقة علي المسكينة تصيح تقولي سجلوني خروج بس محد بيجي ياخذني سعود ما يرّد علي ، هالبنت يتيمة مالها في هالدنيا غيرك و تتركها و تكسرها بذا الشكل ؟
سعود حّس بكلام أمه وكأنه سكين يغزي صدره، ركّض بخطواته لفوق متجه لجناحه
فتح الباب بقوة وفزّت نجوان وهي تناظره بتأنيب: تعبت لين نومت غيم بتقومها
سعود: وين عروب؟
نجوان بهدوء وهي تغطي غيم: بغرفتها نايمة ، أو تدّعي إنها نايمة بالأصح
تنهد سعود بضيق ودخل للغرفة ونجوان شالّت غيم الي صحصحت شوي، مسحت على شعرها بلطف: تروحين مع عمة لغرفتها؟
غيم بنعاس اومئت وهي تتمسك بحضن نجوان اللي شالّتها وطلعوا
-
سعود سحّب اللحاف بهدوء من على عروب اللي إنعقدت ملامحها بإنزعاج ،
قبل نفر من شافته سعود: سعود ! أنت وين كنت ؟ فيك شيء صارلك شيء؟ وين رحت و تركتني قلبي طاح !
سعود بهدوء: رحت القسم
عروب بلعت ريقها بخوف: وليش رحت؟
سعود: ما لقيت سعيد قدامي ، لقيت بندر
عروب بهّت وجهها ، وسعود أكمّل: تحبين تشرحين لي اللي صار ولا كيف ؟
عروب تنهدت: وش تبغى باللي صار ؟ خلاص سعود قلت لك خلاص
سعود بجدية: عروب علّميني بكل شيء و الحين ، لازم نقدّم بلاغ و بأسرع وقت ! القضية تعرفين كيف تقفلّت؟ تقفلّت على أساس إن بندر المجرم وطلع بكفالة !! ما أنتهت بإن سعيد ينسجّن !
عروب بإرتباك: ليش نقدّم بلاغ وعلى مين
سعود وسّع عيونه: عروب لا تجننيني!! نقدّم على سعيد على مين يعني
عروب تنهدت بضيق: سعود ما اقدر ..
سعود قاطعها: عروب الموضوع هذا منتهي ، بنقدّم عليه بلاغ و الآن ، ماراح أخليه حُر طليق وأخوي المتهم وأنتي منضرّة منه بهذا الشكل سكّت كثير قبل على سواياه لكن هذي المره يعقب وإن كانك ما تبين السالفة في القسم براحتك بروح له انا بنفسي
عروب بخوف فزت: لا سعود لا كل شيء الا إنك تروح تكفى لا مالي في هذي الدنيا الا أنت!
سعود تنهد: ريحيني يا عروب وريحي نفسك وخلينا نخلص من هذا الإنسان
عروب نزلت دموعها وهي تنزل رأسها: بس هذا اخوي كيف بيقوّى قلبي؟
سعود ناظرها: وانا كيف بيقوّى قلبي وأخوي مظلوم وأنا أعرف من الفاعل وبأسكت؟
عروب رفعت راسها: يعني السالفة صارت أخوي وأخوك!؟
سعود: إستوعبي معاي عروب ، السالفة واحد مجرم قاعد يسرح ويمرح برا وواحد متهم إنتهت حياته وأبوي ساحبه لطريق ما ندري وين نهايته ولا ندري وين أرضّه وسماه! ماراح أسكت يا عروب ، هو مسّني من يديني الي توجعني .. مسّني بك وبأخوي وانا ماراح أسكت إن كانك تبينا نخلّص هالموضوع بالقانون ولا خلصته بيديني
عروب بخوف مسحت دموعها: خلاص يا سعود بروح معاك ونقدم بلاغ بس تكفى أنت لا تروحله ولا تتضرر بشيء
تنهد سعود بضيق: انا داري انه صعب عليك وهو اخوك الوحيد ، لكن هذا أريّح حل لنا ، هذا ماهو أخو طبيعي ولا هو أخو يستاهل الواحد يتستر عليه ولا يحنّه .. هذا دمار يا عروب دمـار
شهقت عروب وسعود سحب يدها على طول: لا لا يا عروب تكفين الا دموعك ، انا زوجك واخوك وصديقك وابوك وكل اللي تبينه بصيره لك لكن لا أشوف دموعك
عروب تنهدت بثقل وهي تشّد على يد سعود وبصوت خافت: يلا
تنهد سعود وهو يقوّمها معاه ويجيب عباتها ، نزلوا وهم يتجهون للسيارة قاصدين القسـم
-
بيت سعـد/
نور ناظرت نوير: كيف يعني؟ وش فيك نوير من جيت وأنتي معصبة
نوير بتوتر: مدري مدري يا نور ماني مرتاحه فيه شيء قاعد يصير بقطر بس نواره مو راضية تقولي !
نور بخوف: وش صاير يعني قلقتيني معاك نوير تكلمي بوضوح
نوير: ما ادري عنها وش مخبيه علينا هذي المره ، يارب سترك وش بتستقبلنا فيه
نور بضحكه: يمكن تزوجت القطري الي معاها
نوير تلفتت قبل تلف على نور: اص وقص لا احد يسمعك صاحيه أنتي؟
نور كشرت: من اللي بيسمعك محد حولنا المهم وش اجل مخبيه وش الموضوع
نوير: الموضوع اكبر من القطري وزواجهم ، فيه شيء كايد وانا متأكدة ! ما سمعتي نبرتها يا نور ، والله تخرّش القلب
نور سكتت بتفكير: طيب وش بنسوي مستحيل تتكلم تعرفين نواره انتي
نوير سكتت لثواني قبل تناظر نور: قومي قومي جيبي الايباد بحجزلنا تذاكر
نور وسعت عيونها: نوير منجدك أنتي؟ وين نروح كيف نطلع من هالبيت وكيف بيخلونا نروح لحالنا
نوير: أخر همي هم ، عشنا وشفنا والله جاييني بعد ما شيبت وبيتحكمون فيني قومي جيبي الايباد لا اسطرك به
نور ضحكت بذهول: نوير هذا الكلام منك انتي؟ وش هالقدحه ذي؟ وين الي تقول خلينا نحترمهم ونسكت ونمشي الليله لين يرجع ابوي؟
نوير: طقت كبدي خلاص ما عاد اتحمل ولا حتى حرف واحد جيبيه اخلصي
نور راحت لشنطتها الكبيره وهي تفتحها: اصبري مدري وينه حتى ، شكلك ما جبتيه نوير مو منجدك !
نوير رفعت جوالها: الموقع يعلّق بالجوالات وش الحل الحين ياربي
نور: اليوم أشوف ايباد مع دانه ، أخذي حقها
نوير خذت جلالها وهي تفتح الباب ، نور ناظرتها: منجدك بتروحين صدق ؟
نوير بحده: نور من متى مزحت أنا ؟
نور بلعت ريقها: خلاص اسفه أنزلي
نزلت نوير و نور على طول ركضت لجوالها وهي ترسل لنواره
"نوير معصبه وقدحت قدحه مالها لا أول ولا أخر ، بتحجزلنا ونجيك قطر ومحد يدري"
تأفأفت من شافت بس صح واحد معناته إن جوال نواره مُغلق أو ما عندها نت ،
نوير ناظرت ريوف اللي بالصاله: ريوف وين دانه ؟
ريوف اللي كانت على جوالها رفعت راسها: تلاقينها بغرفتها
نوير: وينها غرفتها أي وحدة فوق خمس غرف
ريوف: فوق جنب غرفة جدي ، الغرفه الي يمين غرفة وريف
نوير اومئت وهي ترقى من جديد ، طقّت الباب وثواني وسمعت صوت دانة: ادخل
دخلت نوير وناظرت نوير اللي كانت لابسة جلابية فخمة وشعرها مفكوك بطوله وجالسة بمكتبها الصغير اللي بغرفتها ، دانه أبتسمت بتعجّب: نوير ! حي الله من جاني ونوّر غرفتي
نوير أبتسمت: دانه أبي منك خدمة
دانه عدلّت جلستها: عيوني لك وش بغيتي
نوير بتردد: بس لا تقولين لأحد
دانه عقدت حاجب: اللهم أجعله خير ، وشو وش صاير ؟
-
نوير: أبي أروح أنا ونور لقطر ، بس بيسوون لنا سالفة ويقولون ماراح تروحون لحالكم و بلبلة مالي خلقها
دانه وسعت عيونها: منجدك نوير أكيد تمزحين!
نوير بعصبيه: أنتم وش فيكم علي اليوم تمزحين وتمزحين متى مزحت بحياتي أنا عشان أمزح الحين؟
دانه: طيب بس صعبة ، وش بيصيرلكم إذا رجعتوا ؟
نوير تنهدت: ما أدري بعدين بأفكر بالبعدين ، الحين بفكر باللي يصير الحين و بس ما عاد عندي إستعداد أخلي نواره هناك لحالها أكثر و هي كل مرة تخبّي علينا شيء أكبر من اللي قبله !
دانه: طيب أقلّها قولوا لأبوي؟
نوير بسرعه: لا كل شيء الا جدي بيرّز عدّال التبن معانا مالي خلقه هالمعقد
دانه كتمت ضحكتها: طيب بساعدك بس على شرط ، اذا رحتوا أعلم أبوي بطريقتي طيب ؟
نوير تنهدت: خلاص براحتك بعد ما نروح المهم الحين
دانه فتحت الابتوب: تعالي شوفي الحجوزات ، أقرب شيء رحلة العصر
نوير بسرعه: اي اي ابغاها احجزي تذكرتين
دانه: متى بترجعون؟
نوير بتشتت: مدري نروح أول ونشوف الأوضاع هناك وبعدها يحلها الله
دانه: خلاص حجزت ، متأكدة ما تبغين تقولين لأبوي ؟
نوير بإصرار: لا !
دانه برجاء: طيب تكفين خلينا نعلمه وأوعدك ما يخلّي أحد يروح معاكم
نوير: يالله عليك دانه لو دارية ما جيت وقلت لك
دانه بجدية: صدقيني بتتركين اثر سيء جدًا بفعلتك هذي، أبوي طاير فيكم للسماء لا تكسرين فرحته عشان شيء بسيط زي رغبتكم بإنكم تروحون لأبوكم وأختكم..أنا بقنعه ما عليك
نوير بتردد: خلاص طيب بس والله لو يخلي عدّال يروح معانا لأنحاش
دانه ضحكت بصخب: والله ما اخليه يروح معاكم على ضمانتي لاتخافين
نوير طلعت: بروح أجهز أغراضنا
دانه طلعت وراها: بقول لأبوي وأنا بوصلكم المطار
تفرّقت طُرقهم وكل وحدة ما تدري عن صحة اللي هي بتسويّه
-
طريق الجنـوب/
بندر ناظر أبوه: سعود يدري إني مظلوم ولا لا ؟
مصلح ضحك بسخريه: الله يا ثقتك إنك مظلوم ، كلنا ندري الا أنت
بندر بقهر شّد على يده: يدري ولا ؟
مصلح ببرود: خلّك مظلوم أول بعدها أسأل هو يدري ولا لا ، والله العظيم حاله
بندر لّف للدريشة بقهر وصدرّه يشتعل ، عزّم بداخله على اللي بيسويه، صحيح رجاوي مالها ذنب لكن النار الي بصدره ماراح تخمّد الا لين يلوي ذراعـهم
وقف مصلح وهو يردف: أنزل صل ولا ما تصلي بعد؟
بندر رفع حاجب: يا وسع الذمه والله
نزل وهو يصفق الباب بقوه وراه ومصلح صرخ بقوه: وكسر يكسر هاليدين
دخلوا المسجد وبعد التسليم دخل مصلح يشتري ماء و بندر ركض للسيارة وهو يدوّر جوال أبوه ، طلّعه وراح لعُمال المحطة وهو يردّف بإرتباك: فيه قلم وورقة؟
العامل اومئ، بندر بسرعه: جبها بسرعه بسرعه الحين
-
أخذها بندر وطلع جوال أبوه وهو يطلع رقم سعود ، كتبه بالورقه و صفطها بجيبه وعطى العامل القلم: شكرًا
رجع السياره وهو يتنهد براحة ان ابوه للحين ماجا ،
ركب مصلح و معاه كيسة الاكل لفرد واحد بس .. ابتسم بندر بسخريه: حتى المويه مستكثرها علي؟ شدعوه
مصلح بنرفزه: كم مره لازم أقولك سد حلقك؟
بندر صّد بدون رد وهو يناظر الدريشة ،، جواله ما يدري وينه لذلك أمّن نفسه وكتب رقم سعود
كمّل مصلح الخط وبندر يتقطع من الجوع من داخله لكنه ساكت ومتحمل
-
قطـر/
دخل ضاحي البيت وعلى كتفه البندقيه وبيده عزبة فيها باقي عدة الصيد
أردف بصوت جهوري: يا اهل البيت
رها وغالب اللي كانو بـ الصاله فزو ، رها وسعت عيونها: أنا سمعت صوت أبوي ولا يتهيألي ؟
غالب ناظر جواله: التاريخ ما بعد أنتصّف الشهر ! شلون جا
ضاحي دخل الصاله بعصبيه: لي ساعه انادي ولا واحد فيكم فز من طوله وجا يلبي ندا ابوه متبطحين لي هنا بدون لا فايده ولا عايده
غالب بلع ريقه وهو يتجه له: يا مرحبا ومسهلا تو ما نورت البلاد ، شحالك شخبارك ، عنك يبه عنك
أخذ غالب عنه الأغراض واردف ضاحي: بشويش عليهم لا تخربهم ولا تخدشهم دخلهم المستودع وقفله
رها باست راس ابوه: هلا يبه وش اخبارك
ضاحي ناظرهم بتفقّد: وين غزله وغلاب ؟
رها وغالب تبادلو النظرات ومرّت لحظة صمت
ضاحي بصراخ: أحكي على الجدار انا ؟
غالب عدّل وقفته وهو يتحمحم: بشغله يبه غلاب وأمي فوق
ضاحي: كلّمه لا خلص شغله يجي وكلم ثاري ورزان يجون
رها بإستغراب: ليش يبه صاير شيء ؟
ضاحي رفع حاجب: ولازم يصير شيء عشان أجمّع عيالي ؟ جديده ذي علي
رها بلعت ريقها: لا يبه مب قصدي بس استغربت ،، اجيب لك شيء تاكله؟
ضاحي: اكلش شين روحي نادي امش
رها كشرت: ان شاءلله
غالب سحبها: وين غلاب؟ الله يقلع ذي الي سحرته له يومين ما ندري عنه ولا يكلمنا مختفي !
رها: وانا وش دراني عنه اكيد ثاري يدري به ، كلم غلاب الحين وشوفه بروح اشوف لأمي قبل يصرقعنا
ركضت رها لفوق وغالب رفع جواله وهو يدور إسم "عضيدي" من بين الأسامي ، تنهد بثقل وهو يشوف رقم أخوه الي دايم الأول صار بالأخيـر!
أبعّد عن الصالة أكثر وهو يتصّل فيه
-
غلاب كان جالّس بالكراسي الي برا المستشفى بضيق ، ما يدري هو يبعّد و يمشي عنها ولا يجلّس ،
إن جلّس وش دوره ؟ و أن أبعد وش دوره ؟
شتات وحيرة غزّت قلبه ولأول مرة يجلس تايه بهذا الشكل
عاجز ، و حاير ، وكل الدروب قدامه تتسكّر
ما يعرّف كيف يتصرف ولا وش يسوي ،، أول مره يصير مرتبك ومتشوّش قدام موضوع بهذا الحد
كان يسترجّع بعقله كل كلمة دارت بينهم في حوارهم ، يسترجّع نظراتها و لغة جسدها ، يدوّر بعقله على حركة او كلمة لو بالغلط تخليه يحّس إنها تبيه و يبقـى
قطع حبل أفكاره المشوّش صوت الإتصال ، رفع جواله ومن شاف الإسم أبتسم بضيق ورّد على طول: رضيت علي ؟
غالب تنحنح: أبوي موجود ويسأل عنك ويبيك ، تعال
غلاب وسع عيونه: أبـوي !! متى وصل مو بدري على وصوله ؟
غالب: كلنا متفاجئين جا أبكر من موعد وصوله فعلًا
غلاب بتوتر من تذكّر كلام عمته: وش يبي فيني ؟
غالب: مدري عنه
غلاب تنهد: غالب ! مفروض إنك تفهمني ليش تعاملني بذا الجفا ؟
غالب بإنفعال: كيف تبيني أعاملك أجل ؟
غلاب: أدري أدري إني صدمتكم بـ تصرفي و قراري ، و بردة فعلي على كلامكم و تسرّعي ، بس غالب أفهمني أنا أهتويت هذي البنت والله العظيم ! هي بنت ناس ومتربية وأعرف أهلها زين وأنت تعرّفهم بعد كل اللي صار مني أنا وبرغبتي أنا..فّك عني هالكشرة معي وأفهمني
غالب سكت ، وطّال سكوته دقايق وهو يفكر
تنهد وهو يردّف: أمي ماراح ترضى ، وخلك من أمي .. أبوي ماراح يرضى !
غلاب ضحك بضيق: هي الي ما رضت يا غالب مو هم ، ليت الرفص بيجي من أمي وأبوي وبس ولا جا منها
غالب رفع حاجب: كيف يعني !
غلاب بتشتت: مدري بس ضايقه فيني يا غالب
غالب: تعال البيت ونتفاهم
غلاب ناظر ساعته: مدري متى بيمديني أوصل
غالب عقد حاجب: وليش ؟ من كبر الوكره يعني
غلاب بتردد: ماني فيها ، أنا بالدوحة
غالب وسع عيونه: وش وداك هناك !!!
غلاب وقف: برجع ونتفاهم
قفل منّه وجا بيوقف لكن الضيق إستحّل صدره ، يدري بإنه لو راح الحين رجوعه بيكون صعب ، روحته ذي بتكون إعتراف منه إنه تخلّى عن علاقتهم اللي ما أبتدّت
فتح على محادثتهم بالواتس وهو يتأمل رقمها وإسمها لثواني صارت دقايق ، ويدينه حايره بـ إيش تكتب ؟ وش بيكون رسالته لها وهو يعلمها إنه بيروح ؟
إبتسم بضيق من تذكر القاسم المشترك الوحيد بينهم ، وبدت أصابعه تكتب رسالة لها على أمل تحّن عليه لو شوي
"لا تضيّعي وقتك مع محمود درويش وبابلو نيرودا
فهما يصلحان لكلّ شيء
اعطفي عليّ
واقرأيني أنا
أنا الذي لا أَصلح لأيّ شيء
من دونك"
تنهد بثقل وهو يسكر جواله ويركب سيارته ،
و مشى وهو ما وده يمشي ، رجوله تحركت وهي تبي تبقى
-
دانه ناظرت نوير: وافق بس بشرط
نوير تنهدت بعصبيه: قلت لك قلت لك بيخلي ابو طاقيه يجي معانا
دانه ضحكت: انتي حاطه دوبك دوب ابو طاقيه ، لا شرطه إنه هو اللي يوصلكم المطار
نوير تنهدت براحة: وبس ؟ ما طلّب شيء تم ، بروح أنادي نور
دخلت نوير الغرفة ونور فزت بخوف ، نوير ناظرتها بإستغراب: وش فيك فرقزتي!
نور قفلت جوالها بحركة سريعه: ولا شيء بس دخلتي بسرعه
نوير عقدت حاجب: وش في الجوال عشان تخبينه ؟
نور وسعت عيونها: وش فيه يعني ! ما فيه شيء ولا خبيته أصلًا
نوير قربت من نور بصبر: إذا كذبتي عيونك تلّف يسار ، جيبي الجوال
نور بعصبيه: نوير وش اللي جيبي الجوال ! تشكين فيني أنتي ولا وشو ؟
نوير رفعت حاجب: وهذا أكبر دليل إن فيه شيء ، وش دخل الشّك ؟
نور تمسكّت بالجوال أكثر وهي تدفنه ورا ظهرها: ماراح أعطيك و ما فيه شيء
نوير: نور تراي للحين ماسكة نفسي طلّعي الجوال لا أطلع روحك !
نور بعناد: ماراح أعطيك جوالي وبكيفي
نوير سحبت الجوال بحركة سريعة وهي تفتحه، دفت نور الي تحاول تسحب جوالها من نوير
نوير شهقت: نور !!!! وش هذي الرسايل !
نور تنهدت بعصبيه: اوف منك نوير اوف
نوير بعصبيه رفعت راسها: اوف مني ولا منك ؟ وش قاعدين يهبدون ذولا عليك !! وش يهددونك فيه وش قاعد يصير !
نور تنهدت بضيق: صديقاتي قلبو علي فجأه بسبب موقف سخيف وقامو يقولون كلام طالع نازل
نوير رمت جوال نور بعصبيه: صديقاتك ؟ أي صديقاتك هذول اللي باقي تسمينهم صديقات !؟ كم مره حذرتك منهم نور كم؟
نور دمعت عيونها وهي تفرك يدينها: نوير لا تزيدين علي خلاص !
نوير تنهدت وهي تسحب نور بحضنها: من خوفي عليك يا حماره من خوفي ،، وش بنسوي الحين بعد ما طاح الفاس بالراس ما تقولين لي ؟
نور دفنت وجهها بحضن نوير: طلع كلامك صح نوير ، كان المفروض أسمعك من البداية
نوير تنهدت: وش فايدة هذا الكلام الحين ؟ خليه درّس لك نور !
دانه دخلت: وش فيكم تأخرتو؟ بسم الله وش فيكم فيكم شيء؟
نوير حاولت ترّد بثبات بعدت عن نور الي مسحت وجهها: ولا شيء بس مشاكل عاديه بالمدرسة وبتنحّل باذن الله
دانه: لا يكون سالفة الي كانو صديقات ريوف؟
نور وسعت عيونها: تعرفينهم؟!
دانه اومئت: سوو العجب والعجايب في ريوف وقلنا لها بعد اعلمك وتحذرك ما علمتك؟
نور بخجل من نفسها: الا قالت لي اكثر من مره بس ما سمعت
نوير وسعت عيونها: يالله منك يا نور !!!!
نور بإندفاع: نوير لا تلوميني وش كنتو متوقعين مني أسوي وأنتم نقلتوني فجأة من مدرستي الخاصة الي متعودة عليها لمدرسة حكومية ما أعرّف فيها أحد ونظامهم غير وماني متعودة عليها؟
-
نوير تنهدت: تدرين إنه كان بسبب ان أبوي تقاعد وراتبه صار نص راتبه الأول وماعاد نقدر نغطي تكاليف مدرستك وتكلمنا بذا الموضوع أكثر من مرة !
دانه بهدوء: خلاص صلو على النبي ولا تحاتون ، قد تعاملنا معاهم من قبل بموضوع ريوف وبنتعامل معاهم المره الثانيه ونخلص موضوعهم لا تشيلون هم يلا أنزلوا
مشت نور قبلهم ودانه مسكت نوير: نوير شوي شوي عليها تراها مراهقه
نوير: بنجن دانه بنجن ، قاعده تجيب أجلي ماعادني عارفة أتعامل معاها !
دانه: ماعليه سايسيها وبتلين هذا طبعهم
نوير اومئت: يلا أجل استودعتك الله
دانه ابتسمت: اشوفكم على خير
نزلت نوير وهي تاخذ شنطة اليد مع شنطة الظهر الي حاطه فيها كم غرّض ،
ركبوا السيارة مع جدهم اللي أبتسم بضيق: هلا بحفيداتي اللي بيروحون ويخلّوني
نوير أبتسمت مجاملة: ماراح نتركك يا جد يوم يومين وراجعين باذن الله
سعد اومئ: باذن الله
ضاع الطريق أغلبه سواليف سعد عليهم اللي يقّص لهم قصص عن أبوهم بطفولته ومراهقته، كان يبان صفات شخصية طامي العنيده والعصبية والطايشة من سوالفه وقصصه الي سمعوها
كان سعد مشتاق لطامي للحد الي يخليه يسولف عنه بلا كلل ولا ملل ،
نوير أبتسمت وهي تسمع سواليف عن أبوها ولفت وجهها وهي تمسح دمعه نزلت من عيونها بحركة سريعة .. شوقها وخوفها على أبوها بيذبحها
بينما نور كانت مستمتعة وجدًا وهي تعرّف هذا الجانب عن أبوها
إنقضى الطريق لين وصلوا للمطار ونزّل سعد معاهم وهو يودعهم بإبتسامة كسيرة: لا تنسون تطمنوني عنكم ، وطمنوني عنه
نوير لمحّت هالشوق اللي بعيون جدها لأبوها واومئت: ابشر
دخلو البنات وسعد ركب سيارته وهو يدعي لهم ولطامي
-
وريف نزلت تحت وهي تناظر البيت الي ما فيه الا ريوف في الصاله ،
اردفت بإستغراب: وين العرب ؟ نور ونوير نايمين أجل؟
ريوف: لا سافرو لأبوهم ونواره
وريف: اما عاد لا تقولينها! أحس تعودت عليهم
ريوف: شوفي نوير ممكن بس نور لا وع
وريف: حرام عليك والله حبوبة البنت
دانه نزلت وهي تجلّس عندهم: ريوف أحتاجك بموضوع
ريوف عدلت جلستها: وشو بعد ؟ من النبرة واضح بلا
دانه قبصتها: استحي على وجهك خويتك انا يوم تكلميني كذا؟
ريوف كشرت: طيب آسفه هاه وش عندك
دانه: صديقات الفلس بدو يهددون نور
ريوف: وش الجديد طيب كلنا كنا ندري ذي النهايه الا هي
دانه: لا تتطنزين ، نبي مساعدتك
ريوف وسعت عيونها: وانا وش علي !! بعدين عرضت عليها خدماتي وكرشتني بأكثر اسلوب قليل ادب في الحياة فـ تعقب وتخسى إني اساعدها بعد كلامها هذاك
دانه تنهدت: ريوف مب وقت عنادك !
وريف: حرام عليك والله تكسر الخاطر ساعديها وش دعوه عليك
-
ريوف بملل: ويا الفالحه أنتي وهي كيف بساعدها بالله؟ وش مطلوب مني أسوي؟!
دانه: خليك بجنبها بالمدرسه طول الوقت
ريوف: انا بفصل وهي بفصل كيف اجي عندها طول الوقت
دانه: أنقلي لفصلها
ريوف: لا عاد زودتوها تراكم اقول قومو عن وجهي بس هذا الناقص
دانه تنهدت: الله يهديك وش فيك على البنت ، انتي جربتي أذاهم وتعرفين شعوره ، خليك بجنبها وساعديها وماراح تطول المده بنتدخل انا ونوير ونشتكي عليهم عند الاداره بس لازم نمسك ممسّك عليهم بداخل المدرسه .. ماراح يهتمون المدرسه اذا كان الامر خارج نطاقها
ريوف تنهدت: اووف خلاص خلوني بعدين افكر وأقولكم
وريف: عشتو بتفكر بعد والله عشنا وشفنا صدق
دانه طقتها: اسكتي ما صدقنا على الله تقتنع لو شوي
-
قطـر/
صحت نواره من قيلولتها و تمغطّت قبل تستوعب أن فيه شيء فوقها ، ناظرته وكان جاكيته كشرت وهي تشيله وترميه عليه: ترميني بالكلام بعدها تغطيني على بالك بنسى ولا بتحسّن صورتك ؟
راكان ببرود أخذ جاكيته: العفو اختي حبيبتي
نواره كشرت: حبك برص
أخذت جوالها وطاحت عينها على أول رسالة ،
دخلت ودّق قلبها وهي تقرا الكلام .. بلعت ريقها وطلعت من الغرفه وهي تركض
تلفتت يمين ويسار ، مشّت بالممرات و الكافتيريا وحديقة المستشفى ، ختمت المستشفى كلها وهي تدوّر عليه بلا شعور
تبي تشوفه بس وتتطمّن إنه موجـود ،
بلعت ريقها بقهر من ما شافته بولا مكان وضرّبت الأرض برجلها: كذاب كذاب كذاب ، من أول ما قلت له روح راح ! حقير
ناظرت بإسمه بقهر قبل تصرخ بغيض من نفسها قبله ، صرخت بغيض من نفسها ليش دورته بكل مكان وليش زعلت انه مو موجود وليش تبغاه يكون موجود ؟
رجعت تقرا رسالته لكن توسعت عيونها من ارسلت لها نور رسالة ثانية "نوير سوتها صدق وحنا الحين بالمطار بننزل بمطار الدوحه بعدها بنجيكم"
بلعت ريقها نواره وهي تدخل محادثتها مع نور وتقرا رسايلها الأولانية ،
شهقت بخوف وهي توسع عيونها: وش بسوي الحيـن !
التفتت لا شعوري وهي متعودة ان غلاب دايم جنبها ويعطيها الحب لكن عضت شفتها بقهر من أستوعبت إنه راح فعلًا!
ناظرت الممرات قدامها وهي تحّس بفراغ كبير سكنّها ، فراغ بعدم وجوده حولها ،
تنهدت وهي ترسّل لـ نور "حنا بمستشفى *** بالدوحه انزلو فيه"
سكرت جوالها وهي تستنّد على الجدار بتعب: اهخ منك يا نوير ، بتتعبيني و تتعبينكم معي
تنهدت بضيق وهي ما تدري وش تسوي الحين ولا كيف تعلّم خواتها بالموضوع ولا وش الموضوع أساسًا اللي ماهي فاهمته ،
فزت من سمعت راكان وراها: ترا أبوي صحى اذا تبين تكلمينه .. عشان ما تقولين اني بحرمكم منه
ركضت لغرفة أبوها بلهفه ، بخوف ، وعصبية
-
انتهى، ارائكم وتعليقاتكم ؟

أصبحت الدروب النوارة ظلام في وجه غلاب الخطاوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن