-
١)
-
-
سيارة مصلـح//
ناظر مبارك بمحطة قريبة منهم واردف: تبغون ننزل فيها ؟ باقي وقت كثير ماراح نوصل الا حول ١١ الليل
مصلح: ايه وقف فيها ياخذون البنات الي يبون
توقفت سيارة مصلح عند المحطـة ، ونزلوا مصلح ومبارك
نور لفت على نوير: ماراح تنزلين؟
نوير بهدوء: لا مصدعه مالي خلق شيء..خذي بطاقتي وجيبي لي معاك الي بتجيبنه لك
نور اومئت وهي تاخذ بطاقة نوير وتنزل
عدّال رجع يرتكز بنظره عليها من المراية الأمامية: ليش ما نزلتي ؟
ناظرته نوير لثواني وطنشته وهي تلّف على الدريشة
عدّال رفع حاجب بنرفزه: ماتسمعيني اتكلم ولا صوتي صقها ؟
نوير تأفأفت: وش تبغى أنت ؟ تراك غاثني يا المتخلف لاتتكلم معي
عدّال لف عليها بعصبيه: لو ما عدلتي الفاظك بعدل لسانك الأعوّج
نوير بإنفعال: انت مريض ولا وش ؟ وش تبغى مني يا أدمي قاعدة فوق راسك؟ قاعدة بالسيارة وش دخلك انزل و لا لا ؟ ترا موقفك و كلامك الشين بالمستشفى ولله ما أنساه لك مهما حييت يا مريض عقليًا انت وتفكيرك القذر
عدّال غمّض عيونه بصبر: تراي ماسك نفسي بالقوة واخر مرة اقولها لك امسكي لسانك المفلوت لا اعدله
نوير ناظرته بتحدي: وش بتسوي يعني ؟ لك عين تهدد بدال ما تعتذر ؟ صدق شين وقوي عين !
عدّال بسخرية: والله الي تعقبين ما أعتذرت منك وهذا لسانك وحكيك
نوير قلبت عيونها: ما يفرق معي اعتذارك ولا أهتم له ، وفره لنفسك
عدّال بإستخفاف: مدري وشلون صرتي ممرضه وهذي عقليتك
نوير رفعت حاجب: الي مو عاجبتك عقليتها هي الي انقذتك من بعد الله يا حضرة الضابط ، لاتنسى وأعرف حدود كلماتك وشّل وجهك من قدمي
عدّال تركى على المرتبة وهو يلّف بكامل جسده عليها: وهذي قعدة ، وريني وش بتسوين ؟
نوير ناظرته لثواني بهدوء قبل تفتح الباب وتنزل ، عدّال فز وهو ينزل وراها: خير وين رايحة ؟
نوير بعصبيه: تراك رفعت ضغطي يا قليل الحيا لاتلاحقني رايحة على جهنم وش عليك أنت !
عدّال بحدة: قصري صوتك وقص بنص المحطة حنا مانتي في بيت اهلك
نوير: ماهو انت الي يعلمني ارفع صوتي ولا ارخيه ، علّم نفسك الأدب اول وتعال استشرف فوق راسي
نور اللي كانت توها طالعه من البقالة تقدمت نحوهم بخوف: وش فيكم ليش أصواتكم طالعة ؟
نوير أنهّت حرب النظرات بينها وبين عدّال والتفتت على نور وهي تسحب يدها: أمشي ندخل السيارة مو صاير شيء
راحوا السيارة ونور تنقل نظرها بين عدّال ونوير بإستغراب، بينما عدّال زفر وهو يهمس: يارب صبرك
طلعوا مصلح ومبارك من دورات المياه وشافوا عدّال اللي واقف برا ،
أردف مبارك بإستغراب: وش فيك مو قلت ما تبي شيء ؟
عدّال تنحنح: إيه صح..بس حسيتكم طولتوا شوي قلت أنزل امشي لين ترجعون
مصلح: بشوف لنور هي طلعت ولا باقي
عدّال: ايه جت هذاهي بالسيارة خلاص خلونا نكمل طريقنا
مبارك: يلا اجل توكلنا على الله
ركبوا كلهم ومصلح ناظر بالبنات: هاه يا بنات خلاص مو محتاجين شيء نمشي ؟
نوير بهدوء: ايه عمي مو محتاجين شيء خل نمشي
عدّال رفع حاجب وهو مستغرب..هالبنت فيها إنفصام ؟ بدا يشك بالموضوع، بثانية تفور وبثانية تهدئ..ماهي نفس ماكانت طفلة ، كانت عصبية ودايم في دوامة هواش و مضارب هي وياه ودايم تفزع للبنات بعد
ناظرها من جديد من المراية ونوير من جات عينها بعينه قلبت عيونها عنه وهي تصد للدريشة
عدّال الي كان بالكرسي الي قدامها رجع لجسمه لورا وبما أنها متقدمة شوي عن مقعدها صارت المسافة بينهم قريبة، وهمس بهدوء: ودي أعرف وش في الطريق عشان تتأملينه هالكثر؟
نوير بذات الهمس: مافيه وجهك
نور لفت بإستغراب: تكلميني؟
نوير بنفي: لا ما تكلمت ، يتهيألك
مصلح أبتسم وهو يناظر جواله: ماشاءلله تبارك الله شفتوا الأمطار اللي على اهلنا؟
مبارك: ايه اشوف سنابات العيال يارب تلحق عليه ، مطر وبر ردة الروح والله
نوير ونور ناظروا بعض بإستغراب قبل تردف نوير بإستفهام: بر ؟
مصلح اومئ: بنروح البر اول كلهم هناك تسلمون على ابوي وعماتكم ، ولا خلص الويكند رجعنا البيوت
نوير حاولت تمسّك نفسها وشدت على يدها بقوة وهي تسّب في نواره بداخلها
بينما نور جعدت وجهها بعدم رضى، ما تحب البر و ما قد راحت له بحياتها كلها .. ناظرت نوير برجاء لكن نوير كانت صادة عنها وتنهدت بإستسلام وهي تتمنى ينتهي هاليوم الطويل المُتعـب
-
المستشفـى//
نواره رفعت حاجب: خلاص انت ما كأنك فليتها بزيادة؟ اهلي وشفتهم تقدر تتفضل
غلّاب: نعم ؟ اتفضل وين ؟
نواره: تتفضل لبيتك وتتركني بحالي يعني لوين بالله!
غلاب: بأحلامك أتركك ، أولها وصية أبوك و تاليها وصية عمانك وأنتي الحين في وجهي قدامهم وتحت مسؤوليتي وذمتي وتبغيني أمشي وأتركك ؟
نواره بعصبيه: تراك صجيتني بهذا الموضوع ، نفسيتي تعبانه ومو متحمله ولا شيء حولي بعد عني وخلني في حالي مو طايقة اي شيء تسمع؟
غلاب بهدوء: وانا مستعد اتحمل نفسيتك لكن بُعاد ماني مبعد ولا تنتظرينه مني يا نواره
سكّن جسد نواره لثواني ، تحس بصدمة من كلامه لكنها ما بيّنت وجلست على الكراسي بتعب: ليش خذو خواتي؟ ما مداني اشبع عيوني فيهم ليش راحو؟ نوير اكيد زعلانه مني ومعصبه لأني انا السبب..دايم أخرب كل شيء حولي وانا احسب اني اصلحه
غلاب جلس بالكراسي وخلا بينهم كرسي فارغ: بيجون الأسبوع الجاي وتشبعين منهم ، ما غلطتي بشيء ومستحيل تغلطين اللي سويتيه هو عين العقل
نواره ناظرته بتشتت: واللي انت سويته وانا كملته وش يتصنّف ؟ وش نهاية هالكذب؟
غلاب: لا تفكرين بالجاي ولا تفكرين ببكره خلي فكرك باللحظة هذي وبيومك وبس، والباقي ربي بيحلّه..يلا نمشي؟
نواره هزت راسها: لا ماراح اتحرك من هنا، وماراح ارجع لبيت اهلك، ادخله بصفتي وش؟ مساعدتك مرة وحدة وخلاص لكن اني اعيش معاكم كل هالفترة ورازة وجهي عندكم لا! الناس لهم عيون بيفتحونها علينا
غلاب بنرفزه: وانتي يهمش كلام الناس ولا يهمش نفسش ؟
نواره: ماراح اتحرك من مكاني غلاب روح بيتكم وأتركني
غلاب بجدية: انا باقيلي يومين وارجع اداوم ماعاد اقدر ارابط معش في المستشفى وتبيني اخليش وامشي؟ تعقبين وتخسين وبتمشين معي الحين والي بيحكي بكلمه فيني ولا فيش بقطع لسانه من لهاته
نواره: ماراح اروح غلاب قلتها مرتين وبرجع اقولها للمره الثالثه !
غلاب تنهد: يالله على عنادش الي بيجيب اجلي ، وبعدين يعني؟ منتي ناويه تريحيني؟
نواره: انت الي مانت ناوي تريحني ، غلاب انت قاعد توقف حياتك مدرك لهالشيء ؟ كل الايام و انت معاي بالمستشفى وين حياتك وين اهلك وين اصدقائك وين نفسك وين دوامك؟ قاعد تضيع اوقاتك عشان ايش؟ وتبغاني اروح معاك بأي صفة؟ مستحيل ياغلاب..وضعنا هذا غلط وأكبر غلط
غلاب بإصرار: وانا راضي اوقف حياتي عشانش ، ومابي لا اصدقائي ولا حياتي ابي اقعد جنبش بالمستشفى
نواره بلعت ريقها: غلاب وش فيك انت ! ماصارت ترا وصية خلاص عاد !
غلاب بجدية: لاشفتيني قليل رجوله ومروه بتشوفيني تاركش وماشي اكمل حياتي
نواره تنهدت: صدعت براسي وبعدين يعني !
غلاب سكت لثواني بتفكير قبل يلّف على نواره وهو يناظرها، نواره بلعت ريقها بتوتر: وش فيك تناظرني كذا !
غلاب وهو مازال مركّز بأنظاره عليها: تزوجيني يا نواره
نواره إتسعت عيونها بصدمه وهي ماهي مستوعبة كلامه، أردفت بفهاوه: هاه!
-
السعوديـة، عزبة سعـد//
كانوا كلهم بـ الخيمة الرئيسية ، خيمة بيت الشعر لأجل إنها الوحيدة المفتوحة كامل من قدام ويقدرون يمتعون أنظارهم بالأجواء والمطر،
كانت ريوف تصب القهوه للحريم وبدر يصب للرجال
سعد أبتسم وهو يلاعب غيم اللي بحضنه: سعود بنيتك شكلها فيها النوم
سعود وقف وهو يشيل غيم: هاتها عنك بتوجعك
رجع يجلّس بجنب بندر اللي بطرف الخيمة من الجهة المفتوحة ولّاف بكامل جسمه على المطر ، حظ غيم بحضنه وهو يبوس راسها: بتنامين يابابا؟
غيم اومئت بنعاس وهي تدفن راسها بحضن أبوها وهي تكمّل نومتها،
رايف بصراخ: بدير يا ابو قله بعد راسك خربت احترافي
بدر كشر: ما تشوفني يعني قاعد اصب حليب لضاوي ولا احول ؟
ريوف تربعت بتعب: خلاص عاد طفحتو من هالحليب لاعاد تشربون
بدر جلّس بالنص جنب ريوف: والله حتى انا تعبت صبوا لأعماركم
مهمار رفع حاجب: أصغر القوم خادمهم يابزر انت وياها
رايف بشماته: قسم بالله يا أشكالكم تحفه هذا وانتم توكم اول يوم في البر
بدر: خف علينا يا ولد الضاحية انت شايف ثوبك كله تراب
دانه: والله يابدر ورايف ان كنكم سعيدان وعليان افلحو بس
موضي: جيبي جيبي زمزمية الحليب عطيها وريف ولا مناوي
مناوي توسعت عيونها: مالي دخل أصلًا ماعرف اصب طلعوني برا الموضوع
وريف سحبت الزمزمية من ريوف: هاتي انا اصب
شمايل ابتسمت: فديت السناعه والله
ابتسمت وريف بخجل وريوف وسعت عيونها: والبقره الي لها ساعة تصبصب لكم وش وضعها؟
بدر: وضعتس كانه وضع الثور الي جنبتس وش وضعنا يعني ، لنا الله
سعد: ياكثر هروجكم الي ماتنبلع حتى المطر ماخليتونا نتمتع فيه
ضاوي الي كان بصدر الخيمة بجنب جده إرتكّز بنظره على بندر اللي صاد عنهم ويتأمل المطر بهدوء، شّد على الكوب بيده بنرفزه لأن شعور قلبه وعقله بحالة ضجيج مابين إنه يروح ويرضي ضميره .. يضمد جروحه ويعطيه فروه تدفيه عن هالبر .. وبين إنه يكمل جلسته ولا كأنه شايفه ،
تنهد بضيق من تشتت وتزاحم أفكاره ومشاعره مره كبريائه يطغى ومرة حنينه يطغى ، رفع جواله وهو يرسل لسعود اللي رفع حاجب وهو يقرا الرساله ورفع وجهه لضاوي
كشر ضاوي من قرا رد سعود "انت الي ضميرك موجعك ماهو انا، قم سوّها بنفسك"
نزل جواله بجنبه وسعد ناظره بطرف عينه: خير وانت وش عندك خامتك ام عبيد من الظهر
ضاوي: مافيني شيء وش بيكون فيني؟
بندر اللي كان يستمع لحواراتهم ماكان يهتم ، لكن من سمع صوت ضاوي إنشّد للحوار
سعد كشر: ياكافي حتى فرحتن بالمطر مافرح مع المسلمين
ضاوي شرب حليبه كله دفعه وحده: وش دعوه يا جدي فرحت لكن ما شفتني كنت عند الحلال
رجاوي الي كان نظرها على بندر ، كانت تايهه من تغيّره، نظراته البارده وهدوئه وهزل جسمه .. كيف انه من قعد صاد عنهم ويتأمل المطر، كانت تفكر بداخلها كيف تحضى بنقاش معاه؟ تنهدت بهّم لأنها تدري ان مافيه اي فايدة من هالنقاش لكنها تبي وبشدة تبي تسمع صوته وكلامه تبي تحس فيه حولها .. وش صار له بهالشهور ووش الي قلّب حالـه؟ محيّرها وتبي قربه ماتبي بُعاده لكنها الآن مُعلقـة، بين ناريـن، البُعد نار والقُرب نار .. بتحترق لو قربت وبتحترق لو بعدت، وش حيلتها أجل؟
رايف أشّر لبدر اللي قام من جنب ريوف وراح له: هاه وش تبي يا كثر مطاليبك!
رايف بهمس: متى نهّد الضبان بخيمتهم ؟
بدر بتفكير: اصبر شوي المطر مابعد وقف ولابعد يطلعون لخيمتهم ، خل يخّف المطر ونروح قبل يجون
رايف بحماس: متحمس اشوف ردة الفعل
مهمار عدّل جلسته: وش رايكم نلعب عظيم ساري لاوقف المطر؟
سعد ضحك: سقى الله ذيك الايام .. يوم كنتم بزران أول ما يطّخ المطر تطلعون تلعبونها وتراكضون بين الجبال والتربان
سعود بضحكه: ولا رجعنا هاوشتنا عمتي موضي لاننا نوصخ نفسنا ونوصخ الدنيا حولنا وخالتي حمده تلاحقنا بشبشبها عشاننا تركنا رجاوي بالجبال ورجعنا
بندر أبتسم من طاري رجاوي ، إن كان فيه شيء بيخليه يلتفت عليهم الآن فهو لأجل يشوفهـا هي وبس، لكن وش الفايدة غير إنه يقطّع قلبه أكثر؟
تنهد بإبتسامة ضيق من طرا بباله "حدي نظر" بدا يردد الكلمات بهمس خفيف ما ينسمّع،
مناوي كشرت وهي تفرّك يدينها ببعض: تجمدت!
عروب أشرت لها: تعالي ادخلي معي بالفروة كبيرة
بدر كتم ضحكته: سعود يا الخفيف فروتك مع عروب وجاكيتك مع غيم وانت متجمد من البرد
سعود ابتسم: دفاهم دفاي
مهمار ضحك: تعال تعال يا المضحي المفدي انت امسك جاكيتي
سعود: بدري يا الطيب لي ساعه منزرع قدامكم
مهمار كشر وهو يقط الجاكيت بخفيف عشان مايصك بغيم: احمد ربك بس عطيتك وجه
ريوف بلقافه سحبت كوب دانه: عجزانه اصب لي بشرب من حقك أقرب
دانه تنهدت وهي تدف راسها: يا دفاشتك ياذا البنت الله يعين الي بيتزوجك بس
وريف صبت لدانه وهي تمدّه لها: امه داعيه عليه والله المسكين
ريوف رفعت حاجب: عشتوا! الا يحمد ربه ويحب يدينه وجه وقفى ريوف بنت مصلح قبلت فيه هذا الناقص بعد
بعد ساعتين من السوالف والضحك الي مالي الخيمة، وزمزميتين حليب خلصت، وفراوي بكل مكان وجزء من الخيمة .. وحده يتشاركون فيها اثنين وجاكيتاتهم مخبوصه ببعض وكل واحد ماخذه جاكيت الثاني ..
رايف غمّز لبدر اللي وقف وهم يطلعون بتسحّب ،
رايف رفع ثوبه وهو يربطه على خصره: بروح اجيب الضبان وانت وقف عند الخيمة
بدر وهو يتلفت يمين يسار: يلا بسرعه قبل يجون مناويوه السكنيه ترا بتجي على طول
رايف بضحكه: يارب ياكريم تطيح هي فيه
راح رايف وهو ياخذ الضبان الي كان عددهم اثنين ، دخلهم بثوبه وهو يتأكد ان محد شافه وركض بأقصى سرعته لخيمة البنات عند بدر الي شالهم منه بسرعه ورماها في خيمة البنات وسكر الباب لأجل ماتطلع وانحاشوا وهو يرجعون لخيمة بيت الشعر بهدوء ،
توقفّت سيارة مصلح قدامهم وكلهم عقدوا حواجبهم بإستغراب
سعد لف على عيال مصلح: هذي سيارة ابوكم ولا انا اتخيل؟
سعود اومئ: الا والله هي ! غريبه
نزل مصلح من ورا ونزلوا عدّال ومبارك ونور ونوير المرتبكات والتوتر لاعب فيهم نزلوا وراهم ،
شمايل شهقت وهي تناظر بحمده: تزوجوا علينا!
حمده حسّت برعشة وهي تردف بصراخ: والله اني حاسه ، حاسه من كثر الغيبات ويقولون في البر اي بر يا كذابين قد ذي اخرة العشرة!
شمايل رمت كوب ورقي بقهر وصراخ: وش قصرنا فيه يوم تسوون فينا هالسوايا
مصلح بعصبيه: ابنك ياسعد اقصري صوتس لا اقص لسانس
مبارك وسع عيونه: وش فيكن انتن انهبلتوا
سعود فز لهم وهو يوقف بينهم: ياجماعه تعوذو من الشيطان وش جاكم
عدّال الي يحاول يمسك عمه: ترا يدي منكسره ارفق فيني
بدر ورايف كانو ميتين ضحك على اشكالهم وغترة سعود الي طارت وجاكيت عدّال الي طاح بالارض وصراخ الرجال والحريم ومشاداتهم وريوف تصور ستريك ونجوان تهاوشها
رجاوي بخوف: يمه وش قاعد يصير وش فيهم!
نور همست بخوف: شكلهم مجانين نوير حنا وين جينا!
عدّال بصراخ: هذول بنات عمي طامي وش فيكم انتم
سعد شهق وهو يوقف بصدمه: بنات طامي؟
مبارك دّف مصلح على جنب: ايه يايبه بناته ، عنده شغل بقطر وبيطوّل شغله لاجل كذا جبنا البنات عندنا
سعد بلهفه تسابق خطواته قرب من نوير ونور المتوترات ، حضنهم بلا أي مقدمات وعيونه تمتلي دموع: الحمدلله الي بلغني هاليوم الحمدلله
سكنوا الكل من هالموقف ، من هالمشهد الي صدمهم .. لأول مره يشوفون جدهم يبكـي!
نور ونوير تجمدوا بحضنه ماينكرون الدفى اللي زارهم لكنهم ماهم قادرين يعبرون،
ركضوا دانه وموضي وهم يضمون البنات بشوق وموضي تصيح وهي ماهي مصدقه انه جا هاليوم وشافت بنات اخوها قدام عيونـها..
تقدموا البنات وراهم وهم يسلمون عليهم بحفاوه وترحيب، وريوف لازقه بوريف وهي تحاول تتخبى
دفتها وريف بآنزعاج: بعدي عني خليني اسلم على البنات
نور ضيقت عيونها بشك من شافت ريوف وهي تحس ان هالعيون وهالهيئة مارين عليها من قبل! سلمت عليها ريوف بسرعه وبدون صوت لأجل ما تميّز صوتها ،
دانه ابتسمت: هذي ريوف بنت مصلح .. معك يا نور بالمدرسه
شهقت نور وهي تدّف ريوف: يعني شكي بمحله انتي ريوف الي معي بالمدرسه !
ريوف بلعت ريقها بجحده: لا مب انا عمتي قامت تخرّف جاتها علامات منتصف العمر
دانه طقتها بعصبيه: اعقبي ما مخرف غيرك يا البزر
نور لفت ريوف لها: يعني كنتي تدرين وتعرفيني وساكته ؟
نوير باستغراب: وش فيكم نور وش صاير؟
سعد بحده: انتم يالاربعه علمكم عندي بعدين خلوني اشبع من بناتي وراجعلكم
مبارك بتصريف: يبه الساعه ١٢ متى بيمدينا نلحق صلاة الفجر وصلاة الجمعه ، خلنا ننام الحين والصبح يحلها ربي
سعد شهق: الساعه قدهي ١٢ ! اسال بدير الخايب ويقولي توها تسع!
بدر ابتسم بعبط: عشان نكسب جلستك يا جدي
لّف سعد بعصبيه على بدر الي انحاش وهو يلاحقه بعصاته ،
نور بصدمه: من اول ما حطينا رجولنا هنا وكل الي نشوفه هوشات هذول مرضى نفسيين ولا وش قصتهم!
نوير بلعت ريقها: وش دراني عنهم انا ياويلي شكلهم مب صاحين صدق!
-
دانه تحمحمت: تعالوا ندخل خيمتنا تاخذون راحتكم ونتقهوى برواق
نور ركزّت بنظرها بحدة على ريوف الي رفعت حاجب لها: خير وش النظرات ذي !
نور: لمن قلتي عمي طامي كنتي تقصدينه فعلًا وماكان اسم وعرفتيه من الطابور ، ليش ساكته اجل وانتي تعرفيني وتعرفين اني بنت عمك ! ولا مو قد المقام ست ريوف ؟ من شفتك ما حبيتك أصلًا ولاني ميته عليك
ريوف وسعت عيونها: ووجعه خذتني بشراع ومجداف هب يا مطوّل اللسان انا الي بموت عليك يعني بعدين انتي شايفة شخصيتك و اسلوبك؟ انا الي حابتك يعني؟ مريضه
رجاوي سحبت ريوف: هش وش فيكم انتم ماتوصل تتهاوشون امشوا لايحسون فيكم
مناوي بضحكه: احسن خليهم يتهاوشون على الاقل يسوون لنا جو
نور بحده: مشاعر الناس مو موجودة عشان تخلّق لك جو ! بس شقول بيئه صدق
ريوف بعصبيه: لا هذي صدق بقوم اكوفنها انتي على وش شايفه نفسك؟ ما بيئه غيرك من دخلتي وانتي تشمقين انلمي لا افقع لك عيونك
مناوي بإزدراء: يع غثيثه امشي امشي ريوف خليها لاتسوين مشاكل عليها وجدي بيوقف صفها
قلبت ريوف عيونها عليها قبل تتقدّم تمشي جنب مناوي ورجاوي ، ونور بقت بالأخير وهي تبلع ريقها وتمشي بخطوات متوترة وكارهة الوضع
نوير اللي كانت بالمقدمة جنب دانه اللي تسولف عليها بكل حمّاس ، كان عقلها بمكان ثاني..مرتكّز على عدّال اللي كان يشيل الحطب الثقيل بإيد وحدة وهو يبغى يتوجه لداخل
ماقدرت تتحمّل اكثر ورفعت صوتها: ياحضرة الضابط اظن ان قلت لك بالمستشفى بنفسي لا تشيل أشياء ثقيلة لأنها بتزيد الضرر على أعصاب إيدك السليمة !
ابتسم عدّال وهو يرفع راسه: ما امشي على كلام احد يا حضرة الممرضه
نوير: لاتمشي على كلامنا بعدها ارجع لك نعالجك، حلو منطقك
عدّال ببرود: ماعاد يحتاج اروحلهم بنت عمي ممرضه وجنبي اروح لها اقرب
نوير ضحكت بسخرية: تعرّف بنت عمك الحين والي بالمستشفى قبل كم ساعة مافكرت بإنها بنت عمك قبل تقول كلامك؟
عدّال بهدوء: هذا الموضوع محتاج مناقشة طويلة ، لاصار عندك وقت تعالي ناقشيني
نوير لفت بظهرها: ماعندي وقت لك
البنات كانوا موسعين عيونهم بذهول من هالمحادثة الغريبة، و من وجود محادثة أساسًا بين هالأثنين! ومن طريقة كلام نوير مع عدّال اللي شّد بنرفزة على الحطب اللي بإيده
لفت نوير على دانه: هذي الخيمة؟
دانه بفهاوه: ايه هذاهي حياكم ادخلو
مناوي بهمس وعيون متسعة: وش قاعد يصير بينهم هذول !
ريوف بذهول: شفتوه كيف سكت! هذا مو عدّال حقنا مستحيل، لو وحدة مننا كسّر راسها كيف كذا
نور بسخرية: لأن يعقب احد يمد يده علينا ، اما أنتم فالواضح الموضوع عندكم عادة
ريوف دفت رجاوي عنها: فكيني انا دافنتها دافنتها هالليلة هنا زودتها
رجاوي شدّت على ريوف: ريوف الله يصلح قلبك خلاص عاد عشاني امشي توهم ضيوف وتونا نتقابل لاتخربينها ، وانتي نور حبيبتي ما يصير هالكلام حنا بنات عمانك حتى لو اول مره تقابلينا لكن ما سوينا لك شيء ولا بدّر مننا شيء إتجاهك..خلينا محافظين على الإحترام بيننا!
نور صدّت وهي محرجة من كلام رجاوي الصحيح، لكنها ماهي قادرة تتقبلهم ولا تتقبل وجودها ولا غياب أبوها ولا هوشتها مع صديقاتها ولا الوضع الإنقلابي بحياتها من كل النواحي
دخلوا الخيمة البنات وجلسوا حول بعض
دانه: الدفايه وين يا بنات كانت هنا
وريف: شفتها في خيمة العيال يوم كنت انظف مع امي
مناوي شهقت: خير وش وداها عندهم كيف سرقوها !
ريوف كشرت: ننام بالبرد يعني؟ خلقة عظامي يبسّت!
عروب طلعت جوالها وهي ترفعه: ماعليكم بقول لسعود يجيبها
رجاوي ابتسمت: الحمدلله عروب عندنا ، كاسبين سعود بصفنا
نوير ابتسمت بحنين ماقدرت تخبيه: يوه يا سعود وايامه..كان يفزع لنا انا ونجوان من بطش عدّال
نجوان ضحكت: تتذكرين؟ كنت أحتمي فيك و أنتي تهايطين علينا..اخر شي تندبغين معنا
دانه عدلت جلستها: تذكرين عزبة ابوي ولا
نوير: وكيف أنساها؟ كنا كل ويكند فيها..لكنها غير الحين ترتيب الخيّام والخيّام بكبرها متغيرة
وريف بفضول: كنتِ لاحقة علي ولا؟
نوير ضحكت من طريقة سؤالها: ايه لحقت عليك انتي ومناوي بس كنتوا صغار مرة اكيد ماتذكروني..يمكن رايف اللي يذكرنا كان اكبر منكم بشوي
نور بطفش صدّت عنهم لجهة إحدى بيبان الخيمة المفتوح من فوق وهي تتأمل السماء فيه،
ريوف القّت بنظرها عليها قبل تهمس لمناوي: ما الله عطاها من لطف اختها
مناوي بذات الهمس: ماتدرين عن اختها هي نفسها ولالا تو ما عرفنا خيرهم من شرهم
نجوان بتذكر: الا صح نواره وينها؟ صديقة طفولتي
نوير بلعت ريقها بإرتباك: نواره بقطر..متزوجة قطري ومستقرة هناك
ابتسمت نور بسخرية على الكذبة اللي يتناقلونها بينهم من المغرب ،
دانه توسعت عيونها بتعجّب: نواره!
نوير بسرعة غمزت لها بخفيف ودانه سكتت بإستغراب،
وريف: ماشاءلله الله يوفقها..اول وحدة في العايلة متزوجة من برا السعودية
نوير باستغراب: ليه انتم متزوجين؟ احسكم باقي صغار عدا نجوان ورجاوي
نجوان رفعت يدها الي فيها خاتم: انا مملكة ، اعتبر متزوجة ولا باقي؟
نوير ابتسمت: نص ونص .. الله يبلغنا عرسك
مناوي راقبت اختها اللي سكتت بهدوء وهي تنزّل عيونها بكسرة بانت في نظرها، عضت شفتها بقهر وهي تشوف أختها كيف مكسورة وهزيلة..كيف كل رسماتها حزينة وماحد ملاحظها غيرها، سرّحت بفكرتها اللي تخطط لها من فترة لكنها ماتدري وش عواقبها ،
نور عدلت جلستها بإنزعاج وهي تحّس بشيء يمشي من ورا
فزت بخوف وهي تردّف: فيه شيء يمشي!
ريوف بسخرية: اكيد حشرات انتبهي انتبهي لاتموتين ترا بعضهم لدغته وحده بوحده
شهقت نور بخوف ونجوان دقت ريوف بحده: ماعليك منها نور مافيه الا الزين تلاقينه نمله ولا شي غيري مكانك بس
قامت نور وهي تركض بتجلس جنب نوير لكن صرخوا البنات كلهم بصوت عالي من شافو الضب الكبير الي كان بمكان نور ،
نور لفت بخوف وصارخت بأقوى ما عندها وهي تنطط بمكانها: كان ورااااي!!!
ريوف بقمطه رفعت مخورها: انحاشوا حطو رجولكم
نجوان بتوتر: تستهبلين كيف نطلع وهو جنب الباب
ريوف شدّت على تشميرة ثوبها: بسم الله الرحمن قوو قلوبكم واطلعوا بسرعه
ركضت بأقصى سرعتها وهي تنط بقوة من فوقه وطلعت وهي تطيح على التراب من الخوف الي كان متملكها
ومناوي تركض وتوقف ودموعها بعيونها: هذي اكيد من سوايا بدر ورايف حسبي الله عليهم كيف بمر
وريف حطت يدها على قلبها: يمه قلبي بيوقف من الخوف كيف بطلع وهو قريب من الباب!!
دانه بتوتر: اصبروا بفتح باب الخيمة الثاني تعالو ساعدوني
نور كانت ترجّف بشكل هستيري وهي متمسكة بقوة بنوير: نوير قلت لك ما ابي اجي هنا خلينا نرجع قطر والحين!
نوير بإرتباك ونظرها على الضب الي يتحرك: يمه قاعد يتحرك نور اسكتي لاتوتريني اكثر
رجاوي بلعت ريقها وهي تركض للجهة الثانية من الخيمة وتفلت يدها من باب الخيمة الي كانت تفتحه مع دانه: قاعد يتحرررك!!
دانه الي كانت تفتحه فزت وهي تلحق رجاوي وكل البنات يركضون وراهم،
صاروا يركضون بكل الخيمة والضب يلاحقهم
وريف شهقت من شافت ضب قدامها واشرت عليه لرجفة وتأتأة: ضب ثاني!
صرخوا البنات بأعلى صوتهم مرة ثانية من صاروا محاصرين ضب من يمين وضب من يسار وريوف الي برا تصارخ معاهم: عروب انتبهي لاتركضين
العيال اللي مازالو ببيت الشعر فزوا من سمعو الصوت
سعود كح من شربته بالقهوه: هذا صراخ البنات ولا يتهيألي؟
عدّال فز وهو يحذف فنجاله: الا والله هم! ابنك يامبارك
ركضوا كلهم عدا بدر ورايف ولقوا بندر الي كان عند الحلال يركض من جهته ويناظرهم بخوف: وش صاير؟
عدّال بتوتر: بسم الله ريوف وش فيتس وش صاير ! ليش انتي الوحيده برا
ريوف فزت: فيه ضبين داخل الحقو انقذوهم
تنفسوا العيال براحة ، وسعود تقدّم للخيمة مع ضاوي وهم يشمرون اكمامهم
سعود ضحك من شكل البنات لا إراديًا: بسم الله عليكم وش فيكم الضبان تلعب فيكم كذا! افا بس
ضاوي بعصبيه: ووجع كل هالصراخ عشان ضب! خضيتو قلوبنا لو جدي الي قايم ولا ابوي ولا عمي وش بيصير فيهم !
عدّال بحدة: مبقطات حلاة من خلاكن هنا وقفل عليكم الخيمه معهم
نوير بعصبيه وهي تحتضن جسم أختها: لو واقفة قلوبنا من الخوف بتنبسطون يعني؟
دانه خطا نفس عميق وهي تهدي نفسها: وين بدر ورايف ! والله ما يسلمون مني
سعود بخوف: عروب صارلك شيء؟
بندر كان مرتكز نظره على رجاوي الي واضحة الرجفة بيديها، طاحت عينها المرتبكة الحايرة بعينه وبلعت ريقها من شافته يناظرها بالأساس
عدّال لّف على ريوف: وهذي طالعة ليش ما طلعتوا معها يعني بدال هالدراما!
ريوف ابتسمت بعبط: الضب كان عند الباب بس انا شمرت اكمامي ونطيت فوقه وطلعت
سعود ضحك وهو طالع من الخيمة: بعدي والله ليتهم نفسك بس
ضاوي اللي كان ماسك الضبان واحد بيد والثاني بيد لوّح بها قدام البنات الي صارخوا بخوف وهم يقربون من بعض ، مات ضحك وهو يهز راسه: الله يخلف بس
مناوي بخوف: والله ما انام بالخيمة ذي ولا اقعد فيها دقيقه !
عدّال صوّت بصوت عالي من برا الخيمة: رايف بدير!
رايف وبدر الي كانوا ببيت الشعر يضحكون بصوت عالي وهم يراقبون من اطراف الشراع فزوا من سمعوا عدّال يناديهم
بدر بلع ريقه وهو يناظر رايف: وش تهقى يبي!
رايف تنحنح: اسمع خلك طبيعي حنا مالنا دخل ولا شفنا هالضبان ولا ندري عن شي فاهم؟ ياويلك تخر الاول والتالي من صرخة من عدّال
بدر طلع ورا رايف: الله يستر بس
رايف ابتسم ببرود: سلامات سلامات وش فيكم ان شاءلله مافيه اصابات
دانه بعصبيه طلعت: الله لا يسلم فيك عظمه انت وياه يا الكلاب وش هالحركات البايخه ! قسم بالله سخافه انتم متى تعقلون وتتأدبون لين متى يعني؟
رايف مات من الضحك من شاف ريوف: هذي شفيها فاطسه هنا!
عدّال بحدة سحب اذنه: لك وجه تضحك بعد يا الخايب !
ضاوي رفس بدر: قدامي قدامي انت وياه والله لا اطلعها من عيونكم وانا ابن ابوي
مهمار تنهد وهو يعدّل ثوبه: والله مريضين انت وياه ، حتى القهوة ما كملناها ولا نروق ولا نسوي شيء ام الصبيان تشدك انت وياه
بدر وسع عيونه: وحنا وش دخلنا خير كل شي بروسنا
مناوي طلعت راسها بحقد: والله العظيم انه انتم لكن هين علمكم بكره تشوفونه
بدر ضحك بذهول: اوله وش هالدموع كلها حشى طالع لكم اسد كله ضب
سعود تكتّف: ويوم انه مالكم دخل وش دراكم إنه ضبان وانتم توكم واصلين؟
رايف طّق بدر بكوعه: ووجع يا النكبه ما يقعد في بطنك علم
دانه بقهر حذفتهم بالتراب: قدركم واقل من قدركم بعد والله ما نرقد في الخيمه ذي بنرقد في خيمتكم وانتم تنقلعون تخمدون في الدكه بعز البرد
سعود كمّل: وباقي الخبز الي ما إنجاب من الفجر تفزون من طولكم وتذلفون تجيبونه
بندر بسرعه: اسمعو دام الوضع كذا بكمل عليهم شغلي بكره كله تستلمونه انتم انا اجازه
رايف وسع عيونه: خير وش هالظلم ليش ذا كله والله لو هادين عليهم سلقه !
بدر لّف: المره الجايه ذي ان شاءلله
سعود بعصبيه: ماتتوبون يعني تراي تعبت وانا اسكت فيهم مايعلمون جدي لكن المره ذي بالطقاق جعله الزين فيكم
رايف قلب عيونه: خلاص اسفين ممكن نروح نخمد الحين؟
عدّال: خذو فرشكم وانقلعو للدكه اشوف
بدر بحلطمه: مالت عليك كله منك لو سالمين من افكارك الي كنها وجهك كان ابرك
رايف: لا والله ومن الي يقول الله على التفكير الذكي وكيف جات في بالك وصايد الضبان معي؟ انا؟
بدر ابتسم بوسع: شرايك نحط راس الخروف مذبوح بدون طبخ في صحن عشاهم بكره
رايف: اصبر اصبر الويكند الجاي عشان ينسون شوي
طلعوا الدكه وانسدحو وهم كل شوي يلفون على بيت الشعر ،
سعود بضحكه: يقالهم بنرحمهم كذا
عدّال ضحك وهو ياخذ القهوه: احسن جزاهم خل يجمدون من البرد
ضاوي: طلعتوا فرشنا من خيمتنا قبل يجون فيها البنات ولا
مهمار تركى على المركى: خل يجيبونها هذول
سعود تلفت: وين بندر؟
ضاوي نزّل راسه ولا كانه يسمع، مهمار بهدوء: اظني شفته راجع للحلال
سعود باستغراب ناظر ساعته: وش يسوي للحين عندهم خلاص وقت النوم
دخل بدر وهو يقط الفرش بالوسط خلا العيال يفزون وعدّال صاح بعصبيه: وكسر طاحت القهوه على ثوبي !
بدر: احسن جعلها تطيح على راسك بعد
عدّال: لا انت يبيلك من يقوم يعدّل ملامح وجهك
رايف دخل وراه وهو يقط اللّحف فوق الفرش: انتم تحمدون ربكم وتحبون يدينكم وجه وقفى إننا جايبينها لكم الله لايعيدهم من بنات
رجعوا للدكه وهم يتقلبون من البرد ولاقدروا ينامون
رايف عطس: شكلي زكمت
بدر رفع يده لجبهة رايف: دافي .. شكلك بتزكم صدق
شال بدر لحافه وهو يحطه فوق رايف ويشدّه عليه: تدّف تدّف
رايف برجفه: وانت؟ بتتعب
بدر بمكابر وهو يشد فروته عليه: ماعليك فروتي علي ماني بردان
رايف غمض عيونه: اذا حسيت بتعب ولا برد خذها ياويلك تبرد وتسكت
بدر غمض عيونه هو بعد: ماعليك بنام عشان قومة الفجر أجيب خبزهم انت مانت قادر تسوق
خيمة البنـات/
كانوا يبدلون ثيابهم عدا نور ونوير ، ونور اللي كانت تصيح عند اختها وتحلّف انها ماتنام هنا
دانه طلعت وهي تعطي نوير جلابية: مقاسك زي مقاسي ، ريوف عطي نور من ملابسك نفس مقاسك هي
ريوف كشرت: ماعندي ملابس زايدة
نور رفعت حاجب: ما ابي ملابسك خليها عندك
دانه بانزعاج توجهت لشنطة ريوف وهي تاخذ منها جلابي: الله يصجكم بس .. امسكي والبسي بلا دلع لبسك ماهو دافي
نور بوزت: تكفين دانه دبريني ما ابي اناام هنا والله بموت ماقدر
دانه بتفكير: موضي عندها مفتاح سبير لسيارة رايف روحي خذيه منها ونامي فيها
نور: ما اعرف تكفين جيبيه انتي
دانه تنهدت وهي تلّف على رجاوي: اذا طلعتي تجيبين الزيت من عند امك جيبي المفتاح من موضي
رجاوي عدلّت برقعها: بطلع الحين
طلعت وهي تتلفت بخوف وتسمي بالله كون خيمة الحريم جنب خيمة سعد بعيدة عن خيمتهم وقريبة من الحلال ،
بندر اللي كان طالع من الشبك لفت إنتباهه زولها وفز قلبه منه..عرفها هي ومن غيرها؟
تقدّم لها بسرعه: رجاوي !
رجاوي فزت بخوف وهي ترجّف وبندر لا إراديًا مسكها وهو يهديها: بسم الله عليك بسم الله عليك انا بندر لا تخافين
رجاوي بإرتباك من لمسته اردفت بتلعثم: بندر!
بندر بعد عنها وهو يتنهد: تدرين وش كثر إشتقت أسمع أسمي منك؟
رجاوي بهدوء: واللي يشتاق يبعّد كذا؟
بندر بحسرّة إبتسم: وهو بكيفي يارجاوي؟ انا طلعت من السجن للبيت لهنا..جوني فجأه يقولون لي انت ورجاوي انتهيتوا! لكن والله ما انتهي منك ولا اخليهم ينهونا، انا كنت أتصبّر وصامد لأني أردد إسمك في بالي..انفنيت للبر لكن أنتي في بالي..باقي ما أنتهيت لأنك هنا يارجاوي ولا راح ينهوني ولا يقدرون يفنوني الا لو نفوني من قلبك
رجاوي بلعت ريقها بدمع بان في عينها: والحل وشهو يا بندر؟ لمتى وحنا نتقطع كذا؟ وش نهايتنا وش مصيرنا وانا ما اقدر ارجع لك الا وانا متزوجه غيرك!
بندر ابتسم: تحسبيني طلقتك؟ قلبي بيقوى؟ ماطلقتك ولأخر يوم في عمري ماراح اسويها
رجاوي وسعت عيونها بذهول: كيف! بندر وش تقول انت!
بندر: كذبت عليهم..يحسبوني طلقتك لكني ماسويتها
رجاوي ضحكت بذهول وهي تحط يدينها على فمها: بندر انت صادق؟ يعني انا حرمك؟
بندر ابتسم بوسع: ايييه يا رجاوي حرمي وحلالي ومستحيل افرط فيك .. والحين تسمحين بحضن يرد روح بندر له؟
رجاوي بشوق إندفعت له وهي تحتضنه بقوه شّد عليها بندر بذات القوه وهو يدفن راسه في كتفها: ياه على الحياة الي بقربك يارجاوي..ياه!
ابتسمت رجاوي بخجل وهي تهمس: وعلى الحياة الي بقربك يابندر
بعدّت عنه وهي تجول بنظرها على كل شيء الا وجهه: خلاص بروح طولت على امي
بندر ابتسم: تستحين للحين؟
رجاوي ماردت عليه وهي تلوّح له بإنها رايحة، مشّت من عنده وهي تحس قلبها يرقص من الفرحة، دخلت على خيمة الحريم بإبتسامة واسعة: مساء الخير على الحلويين
ابتسموا كلهم باستغراب واردفت حمده: وش هالروقان
رجاوي اتسعت ابتسامتها: عشاني شفت وجيهكم الحلوه .. وين طلباتنا جاهزة؟
شمايل: الله يديم هالروقان يابنيتي
موضي عطتها المفتاح: انتبهو حلو وريف تفتحها هي الي تعرّف لها
حمده بتنبيه: لاتخربونها حرام تخرب سيارة الولد
رجاوي بضحك: ابشرو ماعليكم لاتحاتون يلا تصبحون على خير
طلعت وهي تلعب بمفتاح السيارة وتغني بخفوت بإستمتاع
بندر الي كان عند الابل لّف بإبتسامه: زين هالصوت وراعيه
شهقت رجاوي بخفه قبل تركض بخطوات سريعه بخجل لخيمة البنات ، ضحك بندر من قلب وهو يبتسم قبل يتنهد بحُب: يارب تزينها يارب
دخلت رجاوي وهي تمد المفتاح لوريف: توصيات هامة محد يفتح السيارة الا انتي
وريف: أخيرًا وش فيك طولتي انتي
رجاوي اتسعت ابتسامتها وهي تتنهد بحُب بلا رد ، توسعت عيون البنات وهم يناظرون بعض بعدها يناظرونها
ريوف: ياهوه انتي وين رحتي وش هالابتسامات يا العاشقه الولهانه انتي!
مناوي راحت لها وهي تضيّق عيونها بشك: بنت وش صاير؟
رجاوي ابتسمت: وش فيكم مو صاير شيء يلا بس خلونا ننام الوقت تأخر
راحوا لخيمة العيال وهم يفرشون فرشهم وفي الطريق يتهاوشون على الفرش والاماكن وريوف ومناوي يركضون يوصلون قبلهم ،
نوير وصلت نور للسياره مع وريف .. مشت وريف عنهم ونوير لفت على نور: انتبهي على نفسك زين تمام؟ الله يهديك بس لو تتركين عنادك وتنامين عندي!
نور برفض قاطع: مستحيل انام بالخيمة مستحييل! بنام هنا افضل هذا اذا قدرت انام بعد
نوير تنهدت: كلنا يا نور والله ، يلا تصبحين على خير
مشت نوير عنها ونور انسدحت بالسياره المرتبة الي ورا وهي تتغطى بعباتها كلها وماعاد يظهر منها شيء .. مرّت هالليلة بثقّل على قلوب نوير ونور اللي ما قدروا ينامون ويتقلبون بإنزعاج بأماكنهم لين قدروا يغفون قبل الفجر بساعات
-
قطـر/
كانت نواره جالسة وهي تتذكر اللي صار قبل ساعات،
بعد ما قال لها غلّاب تتزوجيني كانت ردة فعلها غير تمامًا ..
نرجع لوراء بشوي /
نواره وسعت عيونها وهي تشهق: نعـم !
غلّاب فز: وش فيش بسم الله
نواره وقفت بعصبيه وهي تصفقه كف بأقوى ما عندها: اني داريه ما يطلع منكم خير يا معشّر الرجال..شفتني بنت لحالي وابوي طايح وقلت تستغلني وتستدرجني يا قليل الحيا ماني رخيصه اتزوجك بهذي الظروف ، ماني رخيصه لأجل تأخذني كذا كأنه ماوراي اهل ولا ناس ولا ظهر .. مو معناته اني امر بلحظة ضعف تحسبني ضعيفة ! اذلف الله لا يردك ولا عاد تخليني أشوف رقعة وجهك
غلّاب مسك خده بصدمه وهو يناظرها: بنت وش فيش انتي ! طيرتي خدي ما عاد احس فيه
صرّخ بألم وهو يتحسس خده من برا: خلني أتأكد اسناني باقي موجودة ولا ودّعت
نواره بعصبيه: وعساك اردى من هالحال بعد يا قليل الحيا بكل قواة عين يسال وش فيش ولا كانه مسوي شيء
غلّاب وقف بعصبيه: انتي مريضه مانتي صاحيه اقولش نتزوج بس قدام العرب لأجل اقدر اخذك معي ماهو لاجل الي في بالك لكن وش اقول بس الشرهه على الي بيفعل فيش الطيب والمعروف والله لولا الشايب الي قالّي انش امانتي ولا كان عرفت اتعامل معش شلون!
سكتت نواره بدون رد وغلاب أكمّل: نهاية هالحكاية لاجو اهلش علمتهم بالعلم الصحيح وتروحين معهم ، ماراح ابقيش هنا وانتي بأمانتي قدام العالم ولاني قادر اتقدم معاش بخطوه والله يستر عليش ويسامحش
نواره بسرعه وقفت قدامه: لا لا غلاب الا هالشيء تكفى خلاص انا اسفه والله اسفه بس هذا اول شيء خطر في بالي ماقدرت اتحكم بنفسي
غلّاب وهو يحاول يمسك نفسه: عندش مشكله في الاعصاب وفي الثقه ، ماهي اول مره ولا ثاني مره من شفتيني وانتي بس هذا حكيش وهذي ظنونش فيني رغم كل اللي انا اسويه واقدمه !
نواره تنهدت بتعب: مدري غلاب مدري انا مشوشه من كل شيء حولي تكفى لاتكون انت بعد ضدي وعلّي!
غلاب سكت لثواني قبل ينطق بمزاح: والكف الي جاني كيف اضمن ماعاد يجيني مثله؟ يدش ثقيله يابنت لفيتي راسي
ضحكت نواره: لايق عليك الكف شف عطاك بلاشر طبيعي
غلاب عقد حاجب وهو مبتسم من ضحكتها: وش بلاشره!
نواره ابتسمت: ولا شيء .. اسفه والله اسفه غلّاب بس حط نفسك مكاني انت بعد ! اكيد لازم تكون حذر وتحسب كل شيء
غلاب تنهد: ماقدر اقولش شيء يا بنت الشايب غير تامرين وسمي
نواره سكتت بإرتباك وغلّاب وقف: بطلع اشوف شقه واقولب بعقلي كيف نقدر نحل هالموضوع وارجع لش
عودة للحاضـر/
صحت نواره من هالذكرى على غلّاب الي مّد لها كوب كرك: خذي ادري بش خفاش ما ترقدين
نواره خذت الكوب وهي تناظره بتأنيب ضمير: غلاب مو زعلان مني ؟
غلاب ابتسم وهو يجلس: لو زعلان ما لقيتيني جنبش الحين
نواره بتوتر وهي تلعب بالكوب: من تأخرت خفت انك فعلًا رحت ولا عاد بترجع واذا جو اهلي تقول كل شي وارجع
غلاب بهدوء: دامني عطيتش كلمه فأنا قد كلمتي لاتخافين مني وانتي بذراي
أستشعرت نواره كمية الصدق والامان من كلماته واردفت بعد ثواني بتردد: وش بيصير؟
غلاب: بكلم اهلي بكره بالموضوع .. بعدها نملك ونشهر زواجنا ، حجزت شقه قريبه من المستشفى يمدي نجيها مشي بعد العقد ننقل لها
نواره اومئت وهي تبلع ريقها بتوتر ومشاعر وافكار متزاحمة براسها، أشياء وأشياء تدور في بالها .. ماكانت متخيلة ولا متوقعة إنه هالشيء بيصير لها قبل اسبوع بس كانت بوسط خواتها وابوها في بيتهم يلعبون ويضحكون ومبسوطين ، لو جاها احد وقالّها بهذاك الوقت بتتزوجين الاسبوع الجاي من قطري كان ضحكت بأعلى صوتها بعدم تصديق لهالفكرة، لكنها الحين قاعدة تعيش هذا الشيء فعلًا!
غلّاب لاحظ صمتها واردف: لاتخافين يا نواره ما بيتغير شيء فينا وبيننا
نواره بهدوء: اخاف من الافكار الي تزاحم عقلي ومن ردة فعل نوير ونور .. من رد ابوي لاقام وعرّف..من كل شيء حولي يا غلاب مو منك وبس!
غلّاب تنهد: تدرين وش مشكلتش ؟ اني من شفتش من اول مره وانا اقولش لاتخافين وانتي معي وتخافين! انتي منتي واثقه فيني يا نواره؟
نواره بجمود: ما اثق في الكل مو فيك وبس
غلّاب بفضول وهو يدري ان هالانسانه وراها حكايا وخبايا وقصص: ووش السر ورا عدم الثقه هذي؟
نواره بتهرّب وهي تمسح دمعه قبل تطلع من عينها: حكاية طويلة
غلاب تنهد وهو يرتخي براسه على ورا: غموضش بيجيب اجلي يا نواره
نواره ضحكت بمزح: الله لا يجيبه قبل نسوي الي نبيه
غلاب ضحك: يعني مو هامش من حياتي الا اتزوجش وتبقين في قطر!
نواره: تقدر تقول
غلاب لّف عليها بجديه: نواره اسمعيني واخر مره اقولها ، وانتي معي ما ابيش تفكرين بشيء ولا تخافين من شيء..انتي في وجهي وبامانتي وبرقبتي تعرفين معنى هالشيء عندي؟ دامش في ذراي لا يخوفش شي من الدنيا
نواره سهّت لثواني قبل تبتسم وهي تلّف على قدام تتحاشى نظراته،
غلاب ابتسم: ابتسمتي صح ؟
نواره أخفت ابتسامتها: لا
غلاب ضحك بصخب: كذابه شفتش تراي
التفت للكيس الي معاه وطلّع منه دفتر وهو يمدّه لـ نواره الي ناظرته بإستغراب: وش هذا ؟
غلاب ابتسم بهدوء: دفتر اكتب فيه كل شعر اعجبني و تفسيري له تحته .. اقريهم واكتبي تفسيرش معهم ، يمكن يلهيش ولو شوي لين يجي بكره
نواره ابتسمت بحماس وهي تاخذه: من زمان ما قريت ! متحمسه اشوف تفسيرك
غلاب: بس من الحين بدون هواش ، مو اذا ما اعجبش رايي تسطريني كف
نواره ضحكت بأحراج: غلاب! يعني مابتنسى هالكف
غلاب هز راسه: انسي انسيه
-
عزبة سعـد، الفجر/
خلصوا صلاة والكل رجع ينام الا بدر ، اخذ مفتاح سيارة رايف وهو يركب السياره بنوم مسيطّر عليه وبدا يمشي بدربه وهو يسب ويسفل في رايف والبنات وعدّال
ماكان داري ولا حاس بـ اللي نايمه ورا وولا هي كانت حاسه بتحرّك السيارة..دخل بطريق مطاب ، الطريق الي جنب البر وصارت السياره تتحرّك بقوة وحركتها مُزعجة
عقدت نور حاجبها بإنزعاج وهي تتلفت بمكانها تحاول تستوعّب وش هالازعاج الي صحاها من نومها ، بعدت عبايتها عنها وهي ترمّش لثواني تحاول تذكر وتستوعب هي وين ووش قاعد يصير
بدر الي حّس انه شاف يد تحركت ورا فز على طول وهو يسمي بالله ولا هو قادر يلّف لأنه ماسك الخط
جلست نور وناظرت بدر لثواني قبل يصرخون كلهم بنفس اللحظة ونفس علو الصوت ،
نور بصراخ وصيحة: انت مييين بتخطفني بتخطفني وين موديني له يا كلب يا حيوان؟
بدر بقمطه: انتي مين انتي جن ولا انس الله ياخذك من وين طلعتي لي بسم الله الرحمن بسم الله
بدا يقرا اية الكرسي وبخوف: انتي ليش ما اختفيتي!
نور بصراخ وعصبيه: اختفي ليش شايفني جنيه يا حيوان انت مين وين موديني والله لو ما توقف لأخنقك
-
إنتهـى.
أنت تقرأ
أصبحت الدروب النوارة ظلام في وجه غلاب الخطاوي
Romanceالتنزيل المستمر في الانستا ونهاية الاسبوع تنزل بالواتباد