8

3.5K 97 11
                                    

-
طلع غلاب ووقف قدام باب غرفتها وهو يجلس على الكراسي ويناظر بجواله يترقّب إتصالها، ولا يدري هو ليش سوا هالحركه وليش يبغى رقمها لكنه بدا يحس بالخوف إنها تختفي من حياته فجأه مثل ما طلعت فجأه، خايف من حضور خواتها ومن تروح معهم تنقطع كل حبال الوصل بينه وبينها
بينما نواره الي داخل كانت تاكل الفطور بشرود وكل فكرها مع خواتها وابوها..ابوها الي الى الان مافيه أي جديد بحالته ومازال بالغيبوبه ولا حتى لاحظوا تغيرات او تحسنات عليه
دمعت عيونها وهي تنفض الفكره من راسها برعب، خايفه تصحى على خبر ماتبي تصحى عليه
قطت الملعقه وهي تتنهد بهّم حتى الاكل ماعاد لها نفس فيه، أخذت جوالها وهي تدخل على جهات الإتصال تدوّر رقم من بينهم لين شافته، الرقم الي مسجلّته بِـ"ولد قطر"
ابتسمت بخفه على التسمية لكنها فعلًا كانت محتارة وش تسميه فيه ولا طرا ببالها الا هالأسم
ما أخذت حتى ثواني الا هو رد على طول: هلا نواره
نواره بتفاجئ: بسم الله مسرع
غلاب ابتسم بوهقه: كان بيدي الجوال
نواره رفعت حاجب: كيف بيدك؟ انت مو قلت بتروح تخلص أشغال
غلاب: ياحبك للتدقيق ، اشغالي بالجوال
نواره: طيب يلا خلصت انا خلصت شغلك؟
غلاب وقف: ايه يلا بجيش الحين بس متى مداش كليتي
نواره بتهرّب: كليت ماعليك تعال بس
قفلت بوجهه وغلاب فهى لثواني قبل يناظر بالجوال: قفلته بوجهي!
تنحنح يصحى من فهاوته ولّف على الباب وهو يطقه
نواره فزت بتفاجئ: غلاب؟
غلاب ابتسم لانه نادرًا ما كان يسمع اسمه منها ، هذا اذا كان قد سمعه: ايه
نواره عدلت نقابها وفتحت الباب باستغراب: مسرع انت متاكد انك رحت وجيت؟
غلاب: كنت بالمقهى الي تحت اخلص اشغالي بالجوال..وريني اكلش اشوف كليتي زين ولالا
نواره بانزعاج: كليت بعدين وش عليك اكلت زين ولالا!
غلاب ابتسم بإستفزاز: ابوش وصاني عليش تبغاني ارجعش له عظام ويقول اهل قطر ماوكلو بنتي ولا صانو الامانه؟
نواره قاطعته: تكفى بس بس خلاص سندر راسي من هالاسطوانه الي حفظتها
غلاب باستغراب: وش معنى سندر؟
نواره بطفش: والله مافيني حيل اشرح ممكن نمشي؟
غلاب كشر: وانتي علامش دوم نفسش في راس خشمش
نواره وسعت عيونها: اختك يا نوير متى صرت كذا والله اني حليله وش تقصد انت!
غلاب: ماقصدي شي تعوذي من الشيطان وتفضلي نمشي
نواره رجع لها التوتر: المطار بعيد من هنا؟
غلاب بتفكير: ايه شوي بس متى طيارتهم هم؟
نواره ناظرت بسنابات خواتها: قبل ربع ساعه وهم راكبين الطياره
غلاب: اوه ماعليش اجل يمدينا نلحق عليهم وزود بس خلينا نمشي الحين
نواره تنهدت: يلا الله يستر
غلاب ضحك: الله يستر مني يعني؟
نواره كشرت: منك ومن الي بيصير لاعرفو ومن كل شي
غلاب بجديه: اسمعيني لاتقولين لهم بالمطار ولا تقولين لهم اول ما تشوفينهم لأنش بتفزعينهم وبيصير السيطره على الوضع صعب
نواره بحيره: اجل متى اقول لهم؟ كيف اتصرف غلاب دلني والله اني ضايعه وتايهه ووضع ابوي مضعفني
غلاب فز: ابنك ياضاحي بسم الله عليش من الضعف والتيهان انا معش وجنبش لا تخافين من شي بناخذهم من المطار وانا اوبر لاتنسين وقولي لهم ان الوالد تعب شوي هبوط سكر ورحتو تتطمنون عليه زياده في المستشفى احتياط وخليش طبيعيه ولا توترينهم ولا وصلنا المستشفى وديهم لقسم العنايه وعلميهم بكل شي بهدوء وركازه لاتبكين ولا تنهارين
نواره بضعف: مقدر مقدر كيف ما تبغاني ابكي؟ والله ببكي اول ما تجي عيني بعينهم كيف بسوي هذا كله
غلاب بهدوء: تقدرين يا نواره والله تقدرين وانتي قويه مانتي ضعيفه توكلي على الله وتعوذي من الشيطان هو الي يوسوس لش بالخرابيط ذي انتي كملتي ايام لحالش وتماسكتي بيضعفش وجود خواتش ؟ الا بيزيدش قوه
نواره بتردد: طيب بتكون موجود؟
غلاب ضحك وهو يمشي: كيف اكون موجود عند خواتش
سكتت نواره ومشت معاه بدون رد ، ما تدري ليه هي تبغاه يكون موجود و تحس إنه اذا كان حولها و حواليها براحة وامان اكثر
غلاب لاحظ سكوتها وابتسم بوناسه: تبغيني موجود؟
نواره كشرت: ما اهتم
غلاب ضحك بصخب: تراش واضحه
نواره رفعت حاجب: نعم واضحه في وش؟
غلاب ابتسم: ولا شي سلامتش..خلاص بكون موجود لكن بعيد عنكم بحيث تشوفيني ومايلاحظوني هم
نواره ابتسمت بلا رد وهي تلّف عنه
وغلاب زادت ابتسامته: ترا واضح من عيونش انش تبتسمين
نواره بمكابر: ابكي ما اضحك
غلاب: اييه صادقه امشي بس يا الكذابه تأخرنا شوي بسبب النقاشات الي مامنها فود
ركبت نواره ورا وغلاب ركب بمكان السايق وهو يردف: يلا بسم الله توكلنا على الله
تنهدت نواره بعُمق وهي تردف بهمس: يارب هون علي وعلى خواتي وفرحنا بسلامة ابوي يارب
غلاب: تبغين تاخذين شي؟ في خاطرش شي؟
نواره بهدوء: لا سلامتك
غلاب: باخذلش كرك يصحصح بش
نواره ابتسمت: واضح انك مدمنه، عاد ذقت الكرك الي قد سويته لذيذ
غلاب ابتسم: لو تبغين اوقف الحين واعود البيت اسوي لش واحد
نواره ضحكت لا إراديًا بذهول: وش دعوه!
غلاب تنهد من ضحكتها وسكت وهو يحس انه فعلًا بدا يغرق بلا منجى..
نواره إستنكرت صمته لانها متعوده عليه ثرثار لكن مافضلت تسأل ورجعت تلّف على الدريشة تتأمل الشوارع الي غريبة عليها،
وقف غلاب عند مقهى شاي درايف ثرو وهو يطلب اثنين كرك
مّد كرك نواره لها بدون يلّف عليها: انتبهي ترا حار
نواره أخذته وشهقت بسرعه من حرارته وأهتّز الكوب وشوي منه نقّط على يدها ،
فز غلاب وهو يحط الكوب قدام ونزل وهو يفتح الباب الخلفي من جهته واردف بقلق: وش فيش انتي غبيه غبيه قايل لش تتنبهين! وريني يدينش اشوف
نواره مدت يدينها المحمرّه شوي واردفت وهي تتحامل على الوجع: ماعليه ماصار شي وماني غبيه انت الغبي
غلاب ضحك بذهول: حتى وانتي متوجعه بتراددين! اصبري اجيب ماء بارد من عندهم
وقف عند شباك الدرايف ثرو وهو يطلب ماء بارد ، أخذه ورجع لنواره وهو يحط الماء على يدها: امسكي خليه على يدينش يبرد عليها واذا توجعتي ولا حسيتي ماتتحملين علميني نروح المستشفى
نواره: مايحتاج مستشفى شدعوه حرق بسيط بيخّف
غلاب أخذ كوب الكرك حقها وحطه بـ ماسكات الأكواب الي ورا: خليه لين يبرد انتبهي لاتحترقين مره ثانيه ، وامسكي ذي مناديل امسكي بها الكوب
نواره بشرود من إهتمامه الزايده اومئت بلا رد وغلاب رجع لقدام وهو يكمل طريقه للمطار..
-
المحطـه//
الكل خلص وطلع برا لكنهم ينتظرون رايف اللي اختفى فجأه
سعود بنرفزه: وين راح هو؟ ماقال شي؟
بدر: قال بيروح للبوفيه الي ورا المحطه وبيجي
مهمار وسع عيونه: تستهبل انت وخليته يروح؟ بعيده ذي ياليل الليل بنطوّل!
سعود: صاحي هذا رايح رجليه ليه الشمس قويه شوي لايدوخ
بدر: مانقدر نروح لها بالسياره من طريقنا
سعود تنهد: خلاص اركبوا السيارات لين يجي بنتظره هنا
راح مهمار وبدر مازال واقف عند سعود
سعود ناطره باستغراب: ليش مارحت؟
بدر ناظر سعود بجديه: ضاوي متنرفز عشان بندر صح؟
سعود تنهد: بدر ترا ليلي كله مانمت من التفكير لاتزيد علي تكفى
بدر: ماراح ازيد عليك بس هو بعزبة ابوي سعد للحين؟
سعود: ايه
بدر ضحك بسخريه: عشان كذا ابوي وعمي ماعاد راحو لها ويروحون لعزبة اخوياهم
سعود بعصبيه: بدر وش هالكلام !
بدر بانفعال: قلت شي غلط يعني؟ مفشلنا ومفشل ابوي ماعاد يدخل المجالس منه ماغير يتناقلون سوالفه على كل لسان!
سعود: ترا ضغطي مرتفع من قبل امس من حكي ابوي سعد ماعادني متحمل سالفه سكر فمك
بدر تنهد وهو يقرب من سعود ويحب راسه: اسف والله ماهو قصدي اضيق صدرك ولا ارفع ضغطك..لكن الموضوع قالقنا جميع انت تدري ماشفناه من شهر
سعود بهدوء: لاتعترضون له بحكي شين ولا راح يعترض لكم
رايف رجع من البوفيه وتوجه لسيارته على طول فتح الباب الامامي ودخل راسه بوسط مناوي وريوف وقط كيسة على ريوف: اجحديها لا اوصيك
ريوف باستغراب ناظرت الكيس: وشذا!
عدّل رايف جلسته وضغط بوري لسعود وبدر الي لفو على جهته وتوجهو كل واحد لسيارته
شهقت ريوف بخفه وهي تشوف ساندويش دجاج: رايف جبت لي سندويش!
رايف تنحنح: عشان ماتصيحين علينا يابزر
مناوي ضحكت بصخب وهي ترفع جوالها بتصور ريوف الي عضت شفتها بخجل لانها كانت تسبه
بدر ركب السياره وهو يلف على رايف: ماشوف معك شي متاخر على الفاضي! تعبت وانا ارقع لك عند مهمار وسعود
رايف: شوف البلعه ورا عند البنات
بدر: مابي الكبده لاطسه كبدي شغل بس لنا شي ننطرب
رايف مد الجوال لبدر الي شغل شيلات وبدو يلعبون مع بعض ومناوي وريوف يصورونهم ويصفقون
مرت من جنبهم سيارة مهمار ورجاوي كشرت: شوفو الناس الفله مو حنا ماغير نسمع نغزات قيس وليلى
دانه تنهدت: يابنت الحلال اسكتي كبدي محموسه من هالاثنين
نجوان بوزت: ماقلت شي انا لا تفلمون علي
مهمار ابتسم وهو يمد يده لجواله: ابد تبشرون باللعب والعلوم الزينه ، حتى الشاهي والقهوه جبته لكم ماقصرت وش تبون بعد
دانه ابتسمت: ماقصرت ياحبيبي يلا شغل لنا خل ننبسط
شغل مهمار ومسك يد دانه يلاعبها معه ونجوان تناظرهم بطرف عينها عشان كبريائها وتبتسم على شكله ولعبه بتخفي بينما مهمار مركز نظره عليها من المرايه الاماميه وضحك بصخب من شافها تناظره ولفت على طول من انتبه لها وارتفع صوته: التغلي ماهوب زييين
دانه ضحكت بإستسلام: والله مامنك فايده انت وياها
سيارة سعود كان الوضع فيها مكهرب، بسبب سعود الي من دخل السياره وسكر الباب وهو عاصب راسه ومستند على الدريشه بتفكير وواضح عليه الكدّر
ضاوي بهدوء: عن الشاهي تحت اشرب وعط البنات
سعود أخذ الشاهي ومده لعروب بدون يلف عليهم واردف: غيم نامت؟
عروب: ايه بسم الله عليها مابغت تنام اشغلت وريف
وريف ابتسمت بهدوء: لاتقولين كذا والله عسل فديتها
ضاوي مسك نفسه بصعوبه من الكلمه الي عالقه بداخله ، وده يقول انتي العسل لكنه يدري بانه لو قالها الزمزميه بتصير براسه
كملوا طريقهم وسيارة رايف وبدر مره يحدون سيارة سعود ومره يحدون سيارة مهمار ومطفشينهم
-
مطـار قطر//
توقفت سيارة غلاب قدام المطار ونزلت نواره الي تحّس بضلوعها تتراجـف من التوتر ،
دخلت المطار وهي توقف بصالة الانتظار وتكثّر من الاستغفار وهي تتنظر وصولهم بتوتر
ثواني وإتسعت إبتسامتها من شافت خواتها مقبلين
ركضت تحضن نوير بكل قوتها وهي تحاول تمسك دموعها،
نوير باستغراب ابتسمت وهي تشّد على نواره: لهذي الدرجة اشتقتي لنا؟
نواره تنهدت بعُمق وهي تبعد عنها: والله واكثر بعد ياشين ايامي بدونكم
اتجهت لنور الي كانت تتفحّص وجه نواره بشك وهي تحتضنها قبل تهمس: ابوي فيه شيء؟
بلعت نواره ريقها وهي تبعد عنها وقبل ترد اردفت نوير بلهفه وهي تتلفت: وين ابوي؟ برا؟ ليش ما دخل؟
نواره بهدوء وهي تحاول تضبط اعصابها وتذكر نفسها بكلام غلاب الي تحسه يقويها: ابوي تعبان شوي ، هبوط سكر بسيط بس وديناه نتطمن عليه اكثر
نوير شهقت بخوف: يمه بسم الله علييه وينه متى صار هذا الكلام؟
نواره بجديه: لا تسوون دراما ! امشوا معي ونشوفه بخير وطيب هدو بس ماله داعي هالأفوره
نوير بقلق: والله ماني متطمنة عجزت عجزت اتطمن وانا اذكر الايام الي راحت وكيف هو مختفي ! اسالك بالله نواره فيه شيء صح؟ لاتخبين علينا
نواره ناظرت نور تستنجد فيها الي فزت على طول وهي تسحب نوير: والله تعبت رجولي عورتني ومصدعه من الطياره خلونا نروح نشوف ابوي ونريح الكلام مامنه فايده
مشت معاهم نوير وهي تحس بقلبها ناغزها ونور تناظر بنواره الي همست لها: بعدين بفهمك
نوير تلفتت: طيب وش بنسوي كيف بنروح وانتي من جايبك؟
نواره: طالبه اوبر امشوا برا هو
مشو معاها لين وصلو لسيارة غلاب الي كان ع جواله وفز وهو يعدّل جلسته اول ماشافهم مقبلين ويحاول يبعد نظره عن نواره لانه يبي يعرف كيف حالها الحين
ركبو بصمت ونواره اردفت بهدوء: للمستشفى الله يعافيك
غلاب حاول يمسك ضحكته بصعوبه على أدبها المُفاجئ ونواره شاحت ببصرها عنه بابتسامه خفيفه من شافته يحاول يكبح ضحكته،
وصلو بعد طريق طويل نسبيًا للمستشفى ونزلو كلهم الا غلاب الي ارسل على نواره بالواتس الي ناظرته برجاء "اذا وصلتو علميني عشان اجيش"
نواره افا على نور ونوير: امشي معي وابيكم هاديين سامعين ؟
نوير بشك: وش صاير يا نواره ترا الشك بدا يذبحني !
نواره ما ردت ومشت متقدمتهم وهم وراها لين بلعت ريقها نور بتوتر: ليش جايبتنا قسم الغيبوبه؟
نوير حست بهبوط قبل تردف: ابوي بغيبوبه؟
نواره رفعت نظرها لغلاب الي واقف وراهم وعينه عليها وهو يحثها بعيونه ويحاول يشجعها
خذت نفس عميق وهي تحاول تمسك غصتها: وقت وصلنا الحدود ابوي طاح علي ، ودخل بغيبوبة سكر
نوير شهقت وهي تحط يدها على راسها بينما نور تجمعت الدموع بعيونها: وش تقولين انتي! قلتي لي انه تعبان تعب خفيف! وش صاير وينه لييش ماتحسن حاله؟
نوير بعصبيه وهي تحس باعصابها تلفانه من الخبر: يعني كلكم تدرون وساكتين ليش ! وش كنتي تنتظرين ما علمتينا ؟ تنتظرينه يموت وتقولين لنا تعالو عزوني بابوي؟
شهقت نواره: بسم الله عليه نوير وش هالحكي لا تفاولين عليه ! هذا بدال ما تضميني وتهديني عن الرعب والتوتر الي عايشته طول هالايام وانا لحالي بغربه مع ابوي طايح ولا ادري بحاله؟ هذا جزاي ما ابي اروعكم ولا ابي اربشكم هذا جزاي لاني خايفه عليكم؟
حست بأعصابها تنهار ورجفة جسمها صارت واضحة ، تقدمت نوير وحضنتها بقوه وهي تحاول تبعد الدموع عن عيونها: من خوفي والله العظيم انصبت عظامي وانا اسمعك تقولينه ماقدرت اتحكم لا بافكاري ولا بكلامي ولا بخوفي
نور جلست على الكراسي وهي تحضن نفسها بضياع
نواره مسحت دموعها وهي تدفن راسها بحضن نوير: والله تعبت تعبت نوير كل ذيك الايام التفكير والقلق ياكلوني
نوير بعدت عنها وهم يتجهون للكراسي ناحية نور: وش صار يا نواره قولي كل شي بالتفصيل ووين المسؤول عن حالة ابوي ابي اكلمه
جلست نواره معها وهي تبدا تشرح لهم كل شيء صار ، غلاب الي كان يراقب الوضع من البدايه حس بقلبه يوجعه على نواره لمن انهارت وابعد عن المكان وهو يدخل الواتس ويكتب لها رساله
-
عزبة سعـد//
كان بندر جالس في الدكه مع جده وعمته موضي ، بينما امه وام عدّال كانو يتمشون في العقوم الي حولهم
كان الجو بينهم هادي وسعد ماكان معطي وجود بندر اي اهميه بينما موضي تسولف معه وفاقدته
بندر ابتسم بخفه: ماعليك يا عميمه هذاني اكل
موضي تنهدت: والله آنك ناحف وجهك متغير الله يهدي مصلح الي ماوده يخف عليك ويخليك ترجع
سعد بسخريه وهو يحط فنجاله: يرجع عشان يرجع للسعسعه والدشره خله رابض بين الابل والغنم هذا قدره
بندر شد بيده على فنجاله وهو يحاول يتماسك نفسه ولايرد عليه
موضي باستنكار: الله يهديك يبه وش هالكلام ! محشوم عنهم
بندر: خليه يا عمه يمون ماعليه
كشر سعد وهو يناظر بساعته: وين العرب وش قومهم ابطو
موضي: تصور دانه قبل شوي قربو
سعد ناظر بالخيام الي جهة الحريم: وراها الي هنا مافتحتوها
موضي: حطينا اغراضنا بجهة المطبخ لين يجون كل البنات ونفتح الخيام مع بعض ونتوزع ونترتب
سعد اومئ: براحتكم وانت قم شف الغدا
موضي: يبه كان خليتنا نسويه وش خانتنا انا وشمايل وحمده مخلي بندر يسويه !
سعد بحده: لاحد يتدخل يفز من طوله ويسويه وهو مايشوف الدرب
وقف بندر وهو كاره الوضع لكنه ساكت لانه لو يرادد جده ولا ابوه ماعادهو شايف النور: بشوفه الحين تبشر
راح بندر عنهم وموضي لفت على ابوها: ماهو قصدي اني اتدخل لكن الساعه يايبه توها تسع حتى ماقربت حزة الغدا مخليه يطبخ من الحين
سعد: الا قربت لحد يتدخل وبس لا اشوفك تدافعين عنه
موضي ميلت فمها بعدم رضى: براحتك يايبه
جتهم سياره طايره وهي تفحط قبل توصلهم وتوقف عند الدكه ، والغبار نصه انكز عليهم
سعد وقف بعصبيه وهو يحت ثوبه: ووجع كسر بهاليدين يارويف
رايف نزل من السياره وهو يضحك: قسم بالله اشكالكم تحفه
موضي بزعل: الله يصلحك هذي عمله تسويها فينا ! التراب غطى المكان كله والقهوه
بدر نزل هو الثاني وهو يضحك بصخب: افا بس طلعتو خوافين اشوفكم فزيتو من اول مادخلنا
ريوف نزلت وهي تركض بدفاشه بصراخ: جدي ليش سحبت علي !
سعد تلفت قبل يناظرها بعصبيه: شايفتني باخر البر يومس تصارخين ؟ توني قاعد مروق وش زيني لازم تسدون نفسي بازعاجكم
مناوي طلعت راسها من الدريشه: الاغراض من بينزلها لايكون تبغوني اشيل بعد ؟ ترا ماراح اشيل شي بينكسر اظفري
بدر بسخريه: الله من زين الاظفر كنها مخالب ذيب ريحينا بس
سعد: وين الباقي؟ محدن جا الا انتم
رايف: ماتبغانا يعني مب مالين العين يا سعد افا بس
سعد بعصبيه: تراكم رفعتو ضغطي موضي شوفي ولدس
موضي كتمت ضحكتها: رايف عيب لا تكلم ابوي كذا
رايف ضحك: اسفين يا الشايب حقك علينا ، هذاهم جايين ورانا بس حنا طايرين شوي
موضي بعتب: الله يصلحكم ليه طايرين وش هالسواقه المستهتره
ريوف جلست وهي تاخذ من التمر وتاكل: اي والله يا عميمه بغينا نروح في خبر كان ربي ستر سواقتهم شينه
رايف بسخريه: ماتوفرين شي يا الدفشه انتي بالذات تسكتين ماعليك شر
ريوف بوزت: خير وش سويت انا
توقفت سيارة مهمار وراهم ونزل مهمار على اساس بيروح للدبه لكنه مر على باب نجوان وهو يفتحه
جت بتنزل نجوان وهمس لها: ترا الزعل لاطال شان ياحبيبة هالقلب
تعداها وهو يفتح الشنطه ونجوان صممت لثواني بمكانها قبل تحس بخدودها تشتعل وتنزل
رجاوي بضحكه وقفت جنبها: خيير وش قالك عشان تصنمين؟
نجوان دقتها بخفه: انقلعي مالك دخل ملقوفه
دانه بتعب: حرام عليكم كذا تسوون فيني تكشتون فيني وتروحون!
موضي ضحكت: والله عاد لازم نخلي احد مع سعود يعاونه على المخبل الي عنده
دانه كشرت: وانا الي ابتلش فيهم يعني
سعد: والله بحتى انتي يا بنتي معهم منتي ذاك الزود
تعالت ضحكاتهم جميع بينما دانه وسعت عيونها: يبه وشذا وش فيك علي اليوم يعني كفايه السحبه الي صارت بعد تزبيد لا كذا كثير علي !
بدر كان يتلفت بهلفه يدور عن زول بندر لكنه ماشافه نهائي، عتبان عليه وكثير لكنه ماقدر يخفي شوقه لأخوه من وصل
وقفت سياره سعود ونزلو كلهم وسعد على طول فتح يدينه وهو يردف: هلا هلا بالغيم والغيث الي يروي قلبي روياهم
ابتسم سعود بخفه لانه يدري ان جده يقصده ب الغيث ، من جات غيم وسماها بهالاسم وهو ما يلقب سعود الا بـ "الغيث"..مثل مايعرف تمامًا انها طريقة جده في الاعتذار له
ركضت غيم لسعد وهي تحضنه وجلّسها بحضنه قبل يدنق عليه سعود وهو يحب راسه: كيف اصبحت اليوم ياجدي اشوف المزاج رايف بالبر
سعد ابتسم بتنهيده: والله ماراق المزاج الا يوم شفتك حولي
بدر وسع عيونه: عشتو ناس وناس!
مناوي تلفتت: اجل وين امي وخالتي ما اشوفهم
موضي ضحكت: امك وخالتك من وصلنا وهم ماغير يتمشون تلاقينهم بواحد من العقوم ذلحين
رايف وهو يصب القهوه: والله القهوه كايفه من مسويها ذي
موضي ابتسمت: قهوة بندر مالها مثيل
ضاوي كشر بينما سعود فز بلهفه: وينه بندر؟
سعد: في المطبخ يسوي غداكم
دانه وقفت: بروح اشوف الخيام
سعد: بدر رايف قومو عاونو عمتكم في فتح الخيام وشلو الاغراض البنات محدن قايم منهم عارفهم بقاط
بدر كشر: واذا هم مب قايمين حنا الي نقوم ونكرف!
مشو بدر ورايف ورا دانه الي تفتح الخيام وهم يعاونونها ،
بينما في المطبخ دخل سعود وابتسم من شاف بندر مو منتبه للي حوله ولاف يحرك في القدر
قرب منه وهو يغطي عيونه بدون كلام
بندر من شم العطر ابتسم وهو يمسك يدين سعود ويبعدها عن عيونه ولف عليه: ارحب لين ما يبقى من المرحبا مرحبا
سعود اتسعت ابتسامته من حب بندر راسه وهو يحضنه: ياكثر الشوق يابنيدر ياكثره الله يصلحك
بندر: متى وصلت ؟ شخبارك شعلومك وين الدنيا بك شهر يا الظالم ماشفتك فيه
سعود تنهد: كنت ابي اجيك بي اوامر عليا
بندر ابتسم بسخريه: الوالد لو عليه نفاني من الوجود ماهو ينفاني للبر وبس
سعود بجديه: ياما حكيت عليك يابندر ونصحت بس ماتسمع
بندر بضيق: تكفى اسكت كفايه جدي من الصبح وهو محضر عندي ويسمعني كلام زي الزفت انا مدري هم ما ينسون ولا يغفرون ولا القلوب حجر
سعود: الي صار ماهو بسهل ولا بسيط ، والفزعات بحدود يا بندر ياما قلت لك تبعد عن سعيد وشلته ، ياما قلت لك اعترف وتكلم على الاقل لاهلي بس هالمخ يابس
بندر: صدقو فيني ولا طلبو تبرير وش ينفع الكلام معهم؟ انا داري اني متحمل جزء من الغلط من ماشيت سعيد وشلته ، داري ومعترف لكن مااستاهل هالقطاعه والقلبه كلها لكن بكيفهم ماحتاجهم ولا لي فيهم لزوم انا من وانا صغير وانا ما احس ان وراي عزوه ولا اهل مايفرق معي قبل ولا الحين خل يخلص بس احتكارهم
سعود نغزه قلبه: بندر وش هالحكي ! لاتخلي الشيبان يوزّك تعوذ منه واجلس مع ضاوي وابوي وجدي وتفاهمو هالحكي ذا مايصير ولا يمشي مالك الا اهلك هم عزوتك وسترك الي صار ماهو بسيط انت تدري ابوي صار كل وقته بعزبة ابو سلطان ومبعد عن العرب وعننا حنا بعد ولاعاد يدخل المجالس لانهم كلو وجهه بحكيهم عنك مر اكثر من شهور ولا احد نسى يا بندر وباقي بتكابر وتركب راسك؟
بندر: ما ابي اسمع شي عن هالموضوع الي يعكر مزاجي فكني منه يرحم والديك كفايه اني ادري لا طلعت بشوف ضاوي وبدر قالبين علي ترا قلبي ما يحتمل اكثر!
سعود بهدوء: بدر بيطّخ لكن ضاوي ماراح يطّخ الا لاحكيت معه وتفاهمتو تنازل يا بندر لو مره وخل عنك العناد خل الغدا وامش معي برا
بندر غطى القدر الكبير بدون رد وطلع ورا سعود وهو يحس بتوتر كبير لكنه قرب وهو يسلم على مهمار وريوف ونجوان بهدوء ، ضاوي ما تحرّك ولا قرب منه ولا حتى بادله السلام لذلك بعد عنه وهو يحس بقلبه يحترق لكن سعود شّد على يده بمعنى "اهدى"
جلّس بندر بضيق بعيد عنهم شوي وعقله ماهو معاهم واحاسيسه متلخبطه ، كل شي عنده الا ضاوي واكثر شي مضايقه هو زعل ضاوي منه
ريوف قلبت عيونها: انتم وش تسوون هنا خلاص دخلتو الاغراض وفتحتو الخيام تفضلو برا
رايف وبدر الي كانو جالسين عند دانه تعطيهم من الاكل الي شرت لفو عليها
رايف: انا بفهم انتي وش دخلك فينا وش تبغين مننا ؟ هين اللفه اليوم بتكون في سيارتي مانتي راكبه معنا لو تموتين
دانه بحماس: خلو شمايل تسوق
بدر: عندنا سيارتين نقدر نطعس فيها ونفحط سيارة رايف وسيارة ابوي سعد ننقسم فريقين فريق مع امي وفريق معنا
رجاوي: متى بنشب الضو
بدر ضحك: وين يا الطيبه تونا في الضحى ما بعد قلنا بسم الله اصبرو شوي شوي نبدا الفعاليات مو كلها مره وحده
رايف وقف: امش ندور امك وخالتي ام عدّال ونقزرها عليهم جدي معصب ما يمدينا عليه
دانه: وانتو ما تقدرون تقعدون دقيقتين على بعضها بحالكم لازم تمشون على الناس واحد واحد وتهبلون فيهم يالله ترتاحون
طلعو بدر ورايف ووريف فزت: متى نشيل عباياتنا ونلبس البراقع والجلّه ؟
دانه سحبت برقع من شنطتها: انا جاهزه بلبس بس البرقع البسو انتم عشان نطلع نتمشى قبل الغدا
رجاوي: واو مخورك عروب يجنن
عروب ابتسمت وهي تطلع مخور صغير بقد غيم نفس تصميم مخورها: شوفو وش جبت
تعالت صرخات البنات ودانه مسكت قلبها: يمه يمه ما اتحمل اللطافه تكفين جيبيها بسرعه ويينها
عروب ضحكت: من شافت عمها بندر نستنا من صبح تحوم حوله
وريف رفعت جوالها: تعالو نصور مخاورنا هذي المره تجنن وعروب حاولي تصوتين لسعود يجيب غيم باخذكم محتوى
مناوي: لقيت محتوى الستريك اليوم عروب وغيومه
نجوان بضحكه: سعود يدري ولا بينصدم من اللطافه معنا؟ بيخق ترا علميه
عروب ضحكت بخجل: وجع وش عليك مني انا وياه اسكتي عني
رجاوي: والله حتى انتي يا بعض الناس مانتي خاليه شايفتكم ترا يوم نزلتي
ريوف بحماس: احلفي ليش وش صار؟
نجوان دفتهم عن بعض: ماصار شي تفلّم عليك بنت اسكتي ماني ناقصه لسانها
صارت الخيمه في حالة استنفار نجوان الي تدور برقعها وريوف ومناوي الي يتهاوشون على الجلال من حقه ووريف الي تصور كل هالفوضى ودانه تصارخ عليهم ورجاوي وعروب منهارين عند مخور غيم
عند الدكه
زادت ضيقة بندر وهو يحس بإنه مهمّش وحتى بدر الي مر من وراه ما سلم عليه وهو داري ومتاكد انه شايفه ، وقف وابعد عنهم بدون كلام واتجه لإحدى العقوم الي ورا عزبة سعد والي كان دايم هو ملجأه وقت يضيق..انسدح على التراب وهو يتأمل السما فوقه ماهو داري بضاوي الي يراقبه ومشى وراه
-
أنتهـى.

أصبحت الدروب النوارة ظلام في وجه غلاب الخطاوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن