16

2.5K 81 2
                                    

-
ضاوي وقف السيارة بنص البر ولّف على بندر بعصبية: لأنك ثور، سنين وحنا مع بعض ننام ونصحى مع بعض حتى لمن طلعت من بيتنا ورحت لشقة لحالك وانا وعدّال ناشبين لك..ليه مافكرت بيوم تقول لنا وش تحس فيه؟ وش الي ناقصك وحاس بنقصه؟ ليش عايش بيننا مبسوط وتبيّن لنا إنك مو مهتم ولا مأثر فيك شيء؟
بندر بهدوء: وش تبغاني أقول ومحد سأل؟
ضاوي بنرفزة: بندر لاتجنني ، لازم نسألك عشان تفضفض لأخوانك؟
بندر ناظره: وين بنروح
ضاوي رجع نظره للأمام بتشتت: مدري ، نرجع لشقتك
بندر ضحك بسخريه: شقتي؟ اللي أجرها أبوي بعد ماحذفني بالبر؟
ضاوي وسع عيونه: بندر منجدك أنت؟
بندر: هو حتى زوجتي خذاها وقفت على الشقة عشان تنصدم منها؟
ضاوي بهدوء: عشان كذا أنت مستسلم بحياة البر وعاجبتك!
بندر: فيه فرق بين انها عاجبتني وبين اني عارف اني مالي مكان غيرها
ضاوي بقهر: ليش ما كلمت سعود أقلها ؟
بندر: وسعود وش بيسوي؟ أزيد همه هم ؟ وبعدين انا ما ابي احد منكم يدخل بمشاكل مع ابوي او جدي عشاني، رجعنا للعزبه واستسمح من ابوي..خلني بمشكلتي لحالي مثل ماخليتني قبل شهور
ضاوي بوجع: انت داري ليش انا خليتك قبل شهور !
بندر بوجع مماثل لّف على ضاوي: ولا فكرت تسألني قبل شهور ؟ ولا فكرت توقف معي بعدين تعاتبني على كيفك؟ تأخرت ياضاوي كثير لدرجة جيتك الحين مالها أي فايدة بنظري
ضاوي طنشه وهو يرجع يشغل السيارة ويكمل طريقه
تنهد بندر: ضاوي لي ساعه وش أقول !
ضاوي: إذا ماتبي تساعد عمرك بكيفك، أنا أبي
بندر حس بصداع من كل الأحداث وماعاد له جُهد يبذله لا بنقاش ولا بغيره، أرتكى على الدريشة وهو يتأمل الدرب بهدوء مُهيب وضاوي كان شّاد على الدركسون وهو يحس بغضب عارم بداخلـه..
-
عزبة سعـد/
كانت دانه واقفه عند ابوها تقيس ضغطه: الله يهداك يايبه كم مره قلت لك مو زين لك العصبية ؟ ها شوف أرتفع ضغطك ! وفوق كذا علاجك ما أخذته
سعد بتنهيده: وأخوانك وعيالهم يخلون للواحد فرصه مايعصب ؟
دانه وهي تحط جهاز القياس وترفع العلاج لأبوها: والله يايبه انا قايله لك ريّح بالك وخلهم هم وعيالهم ينجازون ويحلون مشاكلهم وش لك انت بوجع الراس ورفعة الضغط؟
سعد بقهر: هذا وانا وراهم ومسوين كذا وش عاد وانا بخليهم؟ مسوّد وجهي طامي أول بفعلته وشمّت فيني الي يدورون الزلة علي..ويوم بردت سالفته وإتنست جا بندر وسوالي فضيحه ثانيه!
دانه تنهدت وهي تدلّك راس ابوها: خلاص يايبه ارتاح وانسى لاتتعب نفسك أكثر وكل شيء بينحل انت بس طوّل لي بالك وتعوذ من الشيطان
سعد غمّض وهو يعدّل لحافه: بنام قوموني الفجر
دانه وهي تطلع من الخيمة: أبشر
إتجهّت لموضي اللي كانت طالعة من خيمة البنات: وش اخبار ابوي؟
دانه بعصبيه: وكيف بيكون يعني؟ بتوطى في بطن اخوانك انا
موضي تنهدت: وش نسوي يا دانه بعد الشكوى لله، ماريحو هالشايب لا بصغره ولا كبره!
دانه كشرت وهي تشوف الساعه: امشي بس ننام ابوي يقول قوموني الفجر واضح بيغبش بنا من صبح
مشت موضي وهي تتجه لخيمة الحريم بينما دانه راحت لخيمة البنات ،
دخلت وضحكت بتفاجئ: وش مسوين بعمركم أنتم!
ريوف ابتسمت بعبط وهي تعدّل الماسك: تعالي تعالي مخبين لك واحد
دانه: والله انتم بعالم زمرده..الدنيا قايمه قاعده برا وانتم حاطين ماسكات
رجاوي بتكشيره: كله من مناويوه الزفت
مناوي رفستها وهي مغمضه عيونها ومتربعه: خليني اسوي يوقتي واخلص ماسكي بسلام وانام يا عديمة الانوثه اجل فيه انسانه بتكمل شهر ما طب ماسك في وجهها؟
ريوف وهي تسحب بطاطس من الكيس: ياحليلك شهر بس؟ انا ما احط الا من عيد لعيد
عروب بتعب وهي تجلس جنبهم: الله اكبر على غيم كأنها داريه بيجي نونو جديد دلعها غثني كله من سعود
نجوان ابتسمت: سعود أحّن علينا من ابوي وامي كيف عاد على بنته؟ اذا تبغينه يبطل دلع لها فأنتي تحلمين
نور بإهتمام وهي تسولف مع مناوي لأنها من الجلسة هذي حسّتها نفس إهتمامتها: أنتي تحطين التونر يوميًا ولا يوم وترك؟
مناوي: لا مايصير كل يوم بتخرب بشرتك، حطيه بس مرتين ولا ثلاث بالاسبوع
نور: يختي وانا كنت اقول ليش تطلع لي حبوب وكل فتره اغير روتيني ولا يفيد!
نوير رفعت حاجب وهي تهمس لدانه: هذي الي قبل شوي بتذبحني ماتحبهم ولا تبيهم!
دانه ضحكت: مناوي ترا نفس طبايع نور كلهم فيهم شوفة النفس والدلع الزايد ماتشوفينهم توالفو على طول
نوير تنهدت وهي تناظر جوالها: نواره للحين ما ترد!
دانه أرتبكت بس ماتبغى تخوف نوير: عادي حتى انا قبل تقعد يوم ماترد بعدين ترد لأن نومها متلخبط واكلها معفوس خليها لين تستقر شوي
نوير اومئت بعدم رضا وهي مازالت ترسل لـ نواره
~
الدكـه/
كانوا جالسين فيها العيال وهم كل شوي يسترقون النظر لـ سعود الهادي ،
رايف بهمس: أخوك يروع لا صار هاجد
بدر بضيق: بفهم ابوي يطلع حرته في سعود ليش وش دخله هو! يعني ضاوي يقدح وسعود يلقم
رايف: سعود الملقوف كان خلا العقال يوقع فيهم بدال ما يوقع فيه
بدر كشر: وانت وش عرفك بحنية الاخو الكبير مالت عليك
رايف: هذا عدّال لاشاف خالي مبارك بيجلد مهمار خلاه ويعاونه بعد
بدر: وأنت تقارن جلد عمي مبارك بـ جلد أبوي؟ صاحي انت؟ عمي مبارك كأنه يجلد بزر وابوي كأنه يصلخ خروف
مهمار مّد شاهي لسعود: ابو غيم خاطرك بالشاهي ولا ماتبي تسمر
سعود خذاه من مهمار: ما ظنيت وراي نوم هالليله
عدّال عدل جلسته: افا وراه
سعود بضيق: ما يرد ضاوي
عدّال: يارجال أنت من عقلك تخاف على ضاوي ؟ هذا يدخلك انت وابوك وجدي البحر ويطلعكم ناشفين، خاف على عمرك بس كل مصيبه يحطون جدي وعمي الحرّة فيك وأنت ساكت
سعود بهدوء: خل يطلعون الي بداخلهم من عصبيه، كبار سن وضغط وسكر لا يكتمون ويتعبون
مهمار وهو شوي وينجلط: وانت بتداريهم على نفسك؟ ياخوي استوعب معي وش بلاك انت
سعود ابتسم بفتور: راضي ومبسوط ماعليكم مني
عدّال بتغيير للموضوع ناظر بدر: وأنت كم باقي على إجازتك وتروح؟
رايف كشر: لاتذكرنا ياخي جالسين مبسوطين تنكد علينا ليه؟ ويقول ليه تكرهوني
عدّال رفس رايف: أنت ولا كلمه ماكلمتك مالك دخل
بدر: هذا الأسبوع راجع على الطايف
سعود بضيق: متى بينقلونك هنا؟
بدر ضحك: اووه قدامي مشوار طويل ياخوي
مهمار حط زمزمية الشاهي: ترا الأثنين غدا عدّال
عدّال كشر: الله يهدي ابوي قايله ما ابي
سعود: يارب اقدر اخذ إستئذان الإثنين ويمديني أحضر
عدّال ناظره: ترا لو ماجيت ماني حاضر وبكيفهم
سعود ضحك: حلوه ذي مانت حاضر..لا بتحضر وانت مبسوط بعد
بدر ابتسم بوناسة: جوي فعاليات يابوي
رايف بحماس: والمفطح يالبييه ما اقوم منه الا اليوم الثاني
بدر وهو يرقص بكتوفه: وثلاجات بيوتنا تمتلي من المشروبات الغازيه والفواكه والخضروات
رايف وهو يشفط الشاهي: والمعجنات والحلا عند قهوة النسوان
عدّال هز راسه بيأس: الله يخلف بس مامنكم لا طب ولا رجا
مهمار تنهد: والكرف على راسي انا
سعود طبطب على كتفه: ماعليك نعين ونعاون انا وضاوي لكن بدر ورايف ما اضمنهم لك
رايف وسع عيونه: والله انكم كذابين ما احد يكرف بالعزايم كثرنا
بدر: يديني تقعد محترقه شهرين قدام من القهوه والشاهي الي اصبصب فيهم يقلع ام الجحده !
عدّال: تراكم اشغلتونا روحو نامو السهر ماهو زين للبزران يلا يا بابا انت وياه شطورين روحو نامو
بدر بعصبيه: سعود شفه كيف يكلمنا وتعصب علينا لاطقيناه ولا سحبنا عليه
سعود كتم ضحكته: ماعليكم منه هو شايب خلو عقلكم اكبر منه وطنشوه ، ما على الشيبان شرهه وانا اخوك
عدّال أبتسم: تمون على الرقبه يا ابو غيم
-
قطـر/
غلّاب اللي كان متجمد من البرد ويحّس بالخمول يصيبه، إلتفت على نواره بقلق..للحين ما قامـت !
ناظر بساعته الي كانت قربت من العاشره مساءًا ، كان ميت من الجوع والبرد لكنه ما يبي يتحرّك من جنبها وهي ماقامت
خايف تختفي بلحظة مثل ما إختفت اليوم
ثاري أرسل له"بيشربون كرك بعد العشاء وبتطلع غزيل ابي اجيب لك الاكل الحين بس اخاف تشوفني"
غلاب رد بسرعه"لاتجيب ولا تجيني ابد لين تطلع من البيت"
ما أنتظر رد من ثاري وسكر جواله وهو يستند على جدار الغرفة الصغيرة اللي نايمه فيها نواره
فز من سمع صوت حركة وراه ولّف لا إراديًا وهو يشوف نواره عاقده حاجبها وهي مازالت مغمضة وتحرك جسدها
راح لها على طول وهو يردف: نواره؟ نواره صحيتي؟
نواره فتحت عيونها وهي تحس برؤيتها ضبابية وصداع براسها، تلفتت حولها وهي تحّس بغرابة ووهن: وش صاير انا وين!
ناظرت بـ غلاب وهي تركز بنظرها عليها، نظراته القلقة الي تحتويها وصوته المرتبك وهو يردف: أنتي بخير وجنبي، يوجعك شيء؟ تحسين بشيء؟
نواره بصداع مسكت راسها: راسي مصدع، انا كيف جيت هنا وانت كيف صرت قدامي ! أنا أتحلم ولا أهوجس؟
غلاب بهدوء: انا فعلًا قدامك ما تحلمين ولا تهوجسين ، واللي جابك هنا ودلّني عليك لقافتك
نواره رفعت رأسها له: وش صاير طيب فهمني ؟ انا اخر شي اذكره اني طلعت من بيتكم ورحت للبيت الي جنبكم..صليت بعدها قعدت على الكنب وما اذكر اي شيء بعده !!
غلاب بكذب وإختصار لأنه مايبيها تعطي أي ردة فعل قوية وغزيل تحت: انتي دخلتي بيت زوجة ابوي وانا كنت ادورك ولقيتك عندهم نايمة
سكتت نواره بعدم إقتناع وهي مازالت ماسكة رأسها وتحّس بدوخه ووهن وماهي مستوعبة شيء حولها، وأكثر شيء مستغربته وجود غلاب حولها، غمضت عينها وهي هربانه منه وفتحتها وهو اول وجه شافته قدامهـا!
نزلت راسها على الجاكيت الي محاوط جسمها بإستغراب: وش هذا ؟
غلاب تحمحم: جاكيتي كنتي بردانه
نواره ناظرته وهي تشوف عليه تيشيرت نص كم: ليش قاعد بالبرد؟
قطته عليه بقوه قبل تشهق وهي تمسك وجهها بعد ما إستوعبت: كيف قاعد قدامي وانا بدون غطا !؟
غلاب فز وهو يطلع: كيف تبيني أجل أتطمن عليش؟ بعدين لو ما أنحشتي كان أنتي الحين على ذمتي ، وهذا موضوع ثاني للنقاش
نواره وقفت وهي تطّقه من ظهره بقوه: وانت حلّت لك السالفة أشوف كل شوي مرتز بوجهي وماعلي غطا وتقولين اتطمن عليك واحميك ! فليتها تراك
غلاب انحنى من قوة الطقه وهو مكشر: انا بفهم هذي يد بنت ولا ولد ؟ متعلمة الكاراتيه أنتي ولا شالة حديد ولا وش سالفتش ؟
نواره دفته وهي تطلع من الغرفة وتناظر حولها بشك: وين هذا المكان ؟ انا اذكرني غفيت على كنب شلون صرت هنا !؟
غلاب بهمس وورطه: والله الي رحت من كيس اهلك يا غلاب
نواره ناظرته: وش تقول أنت!
غلاب بتغيير للموضوع: ليش طلعتي من البيت ؟ وين كنتي تبين تروحين؟
نواره بضيق: ما فيه شيء يربطنا خلاص أنا بدبر لي سكن قريب من الشقة وأنت الله يستر علي وعليك لاتزيد الموضوع تعقيد أكثر من كذا
غلاب بعصبيه: نواره انا قلت الي عندي قبل وسمعناه ووافقنا عليه كلنا ، يا تصيرين على ذمتي مثل ما أنتي قدام أهلك ، يا ترجعين معاهم
نواره صرخت بضيق: لا تستغل ضعفي، كيف تبغاني وأهلك ما يبوني ويتهموني بأشياء أنا بريئة منها ؟
غلاب بسرعه: وش سمعتي منهم وش قالولش؟
نواره: كل شيء بيننا وكل شي نبي نسويه غلط ومعقد وماراح يصير، كل الي ابغاه اني اقعد جنب ابوي ليش تبي تدخلني بمواضيع انا في غنى عنها ولا سألت عنها ؟
غلاب بضيق من رفضها: لأني مسؤول عنش قدام اهلش وربعش وجماعتش ، وانتي بنيه هنا لحالش في بلد اول مره تزورينه تعرفين وش خطورة هالشيء علي وعليش ؟
نواره بضعف وهي تحس دمعتها على طريف: يعني وش الحين وش اسوي تعبت ترا خلاص ماعاد فيني حيل لأي شيء
غلاب: استغفرالله ياربي وأنتي دمعتش على طول جاهزه يا ام دميعه؟ عطيتش الحل ولا عليش في اهلي انا وياهم نتفاهم وانتي مانتي عندهم في شقه لحالش وبعيد عنهم وش عليش فيهم يا بنيه!
نواره تنهدت بضيق وهي تجلس على البلاط،
غلاب حط يدينه على خصره: يلا برطمت وجلست الحين وش بيقومها ويفكنا ، اقلها اجلسي داخل ترا بارد البلاط
نواره كشرت: مالك دخل فيني لو اجلس فوق ضو شابه
غلاب ميل فمه: الضو الشابه والله قدامي، وبعدين وش حركات البزران هذي ؟ تطلعين وتنحاشين ليه؟ ما عجبك الشي تقومين تشيلين شلايلش وتنحاشين والي وراش وش ذنبه؟
نواره بضيق: والحين وش الحل يعني؟
غلاب طلع جواله وهو يرسل لثاري"ماراحت للحين؟"
ثواني ورد عليه ثاري"توها طالعه بجيب لك اكل الحين"
غلاب بسرعه"لاتجيب شي بنطلع، خل امك تختفي عن الوجود لين نطلع لاتشوفها نواره"
ثاري"وين بتروحون؟ وش صلتك فيها؟!"
غلاب بانزعاج"بعدين اعلمك سو الي قلته وبس!"
نواره بعصبيه: لاتسفهني وانا اتكلم !
غلاب: امشي امشي الله يعيني على بلواي ، بروح بيت المؤذن اشوفه قايم ولالا
نواره شهقت بخوف: وش يعني بنتزوج الحين !
غلاب بحده: وانتي خليتي لنا حل ثاني جزاش الله خير؟
نواره بتوتر: لا خلاص خلّها لبكرة
غلاب رفع حاجب: ولا جا بكره القاش منحاشه ؟ لا شكرًا
نواره بوزت: ترا ازعجتني انت كل كلمه والثانيه منحاشه منحاشه حشى شايفني مطلوبه انت!
غلاب مسك ضحكته: تستاهلين عشان مره ثانيه ماتنحاشين وانا مدري عنش
نواره تنهدت: طيب خلاص يلا مصدعه وجوعانه خل نخلص
غلاب وهو يفتح باب السطح عشان ينزلون: يلا بعد ما نخلص نروح ندور شقه من الي قراب للمستشفى
نواره عقدت حاجب وهم ينزلون: كيف وصلت لهنا ما جاوبتني! كيف نمت أصلًا فجأة؟! ماكان فيني نوم!
غلاب بإرتباك: اسألي عمرك دخلتي ونمتي!
نواره بإصرار: وينها مرت ابوك؟ بسألها لأني أعرف نفسي مستحيل أنام بمكان أول مرة أجيه!
غلاب بتضييع للموضوع: نواره لاتكبرين الموضوع أمشي بس خل نخلص أمورنا تراي ميت جوع وبرد
نواره بقلق لا إراديًا: ليش صوتك تغير؟ شكلك زكمت!
غلاب ابتسم بتعب: خايفه أعديش يعني؟ ماعليش مب جايش شي
نواره كشرت: مالت عليك بس
نزّل غلاب بخطوات سريعة وهو يلف على نواره يحثها تسرع: بسرعه لاتصيرين بطيئة
نواره بشك: ليش تبينا نطلع بأسرع وقت من هالبيت؟
غلاب هدئ من خطواته: مو لشيء بس عشان نلحق على المؤذن قبل يرقد ، أرسلت لولده
نواره ميلت فمها: بسم الله عليك كل شي خلصته !
غلاب بضحكة: مو عاجبش يعني؟
طلعوا من البيت وغلاب يشغل سيارته: أركبي بيته بعيد شوي
ركبت نواره ورا وغلاب مسك ضحكته بهمس: لو تدري أني شايلها بعد!
حرّك سيارته لبيت كان بمُقدمة الحارة ونزل: دقايق وأجيك
نواره خذت نفس عميق وهي تفرّك يدينها بتوتر، ماهي مستوعبة نهائيًا اللي قاعد يصير وإنها الآن بتتزوج حتى لو كان شكلي!
نزلت يدينها تتفقد جيوبها تدوّر عن جوالها، طلعته وهي تفتحه وأنصدمت من كمية الرسايل والإتصالات من نوير واللي أخرها قبل كم دقيقة،
إتصلت عليها على طول وما أنتظرت حتى ثواني الا وهي تسمع الرد: نواره وينك خرشتيني عليك! فيك شي انتي طيبه؟
نواره: بسم الله عليك ما فيني شي طيبه كنت نايمه بس
نوير بعصبيه: نواره هذا كله نوم يا خيشة النوم وانا قلبي هنا يتقطع! لو أنك راجعة معنا وفاكتني من هالقلق والخوف مو أحسن؟
نواره بهدوء: نوير بتزوج
نوير فهّت لثواني قبل تردف: نعم؟ وش تخربطين انتي؟
نواره تنهدت بضيق: قالي أنتي بأمانتي قدام أهلك، وما اقدر أسكنك ولا أنتبه لك و مابيني وبينك أي صلة تجمعنا، بيتزوجني!
نوير برّد وجهها: يعني اللي قلتيه ككذبة كان حقيقه!؟
نواره بضيق: نوير خايفه، قاعدة أقول عشان أبوي بسوي كل شيء بس الحين أنا خايفة!
نوير بعصبية: وتقومين تتزوجين واحد ما ندري هو مين وابوي ماهو جنبنا ولا يدري عن شيء ! نواره أنتي صاحيه ولا لا ؟!
نواره فركت يدينها بتوتر: مجبوره يا نوير ، تبغيني أرجع نفسكم وأنحبس تحت سقف جدي وانا مدري حتى هم صادقين بيجيبوني عند ابوي ولا لا ؟ اذا انتي مانتي قلقانه من هالناحية انا قلقانه
نوير بنرفزه: وتقومين تكلمينهم وتقطينهم بروسنا ؟
نواره بهدوء: أنتم كذا ولا كذا لازم تظلون بالسعودية، اما انا وضعي غير عنكم، ماعندي دوام يحكمني ولا دراسة أخر سنة، وجيران الفلس اللي حولنا الحين يتصيدون متى ابوي يغيب عن البيت وتبغوني أخليك انتي ونور فيه لحالكم بدون أبوي؟ اسمحي لي ما أقدر
نوير بوهن: وش الحال الي وصلنا له يا نواره ؟ في كم يوم إنقلبت حياتنا كلها !
نواره شافت غلاب يطلع: بسكر الحين أكلمك بعدين
نوير: أنتبهي على نفسك نواره أمنتك بالله تنتبهين على نفسك وأي شيء يصير كلميني فاهمة؟ حتى لو ان بيني وبينك ساعات ودول ومناطق والله لا أجيك لو أزحف على رجولي، أستودعتك الله
-
إنتهى، توقعاتكم وارائكم🤍؟.

أصبحت الدروب النوارة ظلام في وجه غلاب الخطاوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن