13

2.7K 81 4
                                    

-
نواره بدّت تهز رجولها بتوتر، راح الصباح و راح الضحى و راح الظهر و غلاب ماله أي وجود!
بالعادة يكون محضّر عندها من الفجر، ما يتركها حتى لدرجة صارت معتادة على وجوده وكأنه أكثر شيء طبيعي بالحياة
ليه بهذا اليوم بالذات أختفى؟
فتحت جوالها وهي تدخل على محادثتهم بـ الواتس و هي تقلب الفكرة ببالها بتوتر ترسّل له و لا لا؟
همست لنفسها بعد ثواني: لا والف لا مجنونه يا نواره بيحسبك ميته على العرس منه!
رمّت جوالها بعدم صبر وهي تتأفأف والأفكار تلعب براسها، معقولة أستوعب إنه تسرّع و الآن كنسل ؟
التفتت بنظرها على الدفتر اللي غفت و هي تقرأ فيه و رجعت تفتحه تحاول تشغّل نفسها بأي شيء
كملت قراءة وهي بكل مرة تنعجّب بطريقة تفسيره للشعر و طريقة تفكيـره، عبثت أصابعها على صفحات الدفتر لين حسّت بفضول كبير تعرف هل كتب بكل الدفتر ولا ؟
راحت لأخر صفحة و هي تقرأ المكتوب فيها :
" تهوى الشعر وأشاركها الشعور
أتخبّط بمواضيعٍ لا أهمية لها
أشاركها أراءٍ لم يسمعها قبلها أحدًا
لأسمع عذّب كلماتها الخافتة
لأكتشف مكنونًا غاص بجليديتها التي لاتذوب
لأرى بأن عقلي وعيني كانو على حق
حينما شعروا بالإنجذاب و الشعور المُختلف
لأرى عقلي وقلبي على وفاق لأول مرةٍ
والفاعل هـي"
توسّعت عيون نوارة وهي تحس بالرعشة تسري بجسمها، رمشت مرتين وهي تنفي بعقلها: أكيد إنه كلام من شاعر يحبه أكيد
قالت الدفتر بقوة وهي ترجع تسأل نفسها: إذا كذا ليش ما كتّب تفسير تحته ؟
نفضّت أفكار عقلها اللي ما تنتهي و هي توقف: أنا شكلي بديت أنجن من القعدة لحالي!
طلعت تمشي بالحديقة تبغى تهرّب من أفكارها اللامُتناهية، واللي تشغلها بأشياء هي ما تبغى تنشغل فيها!
ناظرت ساعتها بتوتّر وهي تشوف العصر على قرابة
تحّس بخيبة أمل توسطّت صدرها ولا تدري هي ليش زعلانة هالكثر؟
-
بيت ضـاحي/
كانت غزلة جالسة بوسط الصالة وهي عاصبة رأسها، ورها المتوترة جالسة عندها: يمه الله يهداش والله مايسوى عليش اللي تسوينه بعمرش! مافيها شي البنية وش حلاتها
قاطعتها غزله بعصبيه: وش حلاتها اجل ليه كم عاشرتيها سنة ولا عشر؟ ما امدانا شفناها بيوم واحد وطلعت، انا اخر عمري الكل ينتظر زواج عيالي ويحكي فيهم اخر شي يجيني بياخذ هاللي ماوراها والي ولا ندري وش اصلها من فصلها ، وش أقول لعمتش لانشدتني متى بنخطب هنادي ونتمم وش اقول؟ اقولها جاني بوحده من الحدود وقالي بتزوجها ! اذلفي اذلفي جيبي جوالي اشوف اختش وينها
رها بوزت وهي تبعّد: بتجي يايمه على وصول
رجعت غزله تمسك رأسها وهي توّن: ابوش عرف ولا لا
رها وسعت عيونها: ليش هو يبي يتزوج وأبوي ما يدري !!
-
غزله بحسره: اعنبوكم هي وش مسويتن له ! ساحرته ولا ويش انا راسي بينفك اجل غليب على اخر زمانه بيسوي هالسواة ولا ابوه يدري ولا امه راضيه !
دخلت رزان وهي تقّط عبايتها: وش صاير ؟ الي قالته رها صحيح؟
غزله فزت: تعالي تعالي يامش اسمعي هالحكوه .. يقولي بتزوجها وانا ابيها وانا وانا .. حتى ابوش ما يدري !
رزان وسعت عيونها: وش بلاه أستخبل ! يمه ما اصدق انتي متأكدة من هالحكي ؟ هالشيء يطلع من غلاب العاقل الراكز ؟ لو قايله غالب بصدق بس غلاب !!
فزوا من سمعوا أصوات تتعالى بالمجلس ، ركضت رزان أول وحدة ووراها رها وغزله
غالب بعصبيه: غلاب لا تجنني الله ياخذها من فزعه انت صاحي ولا استجنيت بتتزوج بنت ما ندري منهي ولا من اهلها ، جايبها لي من الشارع تقولي فازع لها و الحين بتزوجها لعنبو دارك ما مر حتى اسبوع عليكم وش وراك انت !
غلاب بنرفزه: وش تقصد انت بحكيك هذا ! ترا قرفتو عيشتي انتم وهالنسب والفصل والاصل الي صابخين راسي فيه من صبح اعرفها واعرف اهلها واعرف عمانها وعيالهم وجدها وانا مهتويها وباخذها ماني بماشي بدرب الحرام لاجل انكم ماتعرفونها رجال وعقلي براسي اطلع منها انت
غالب بسخريه: والله يا الرجال ؟ زين دق على ضاحي خلّه يجي يحضر ملكة ولده .. لا والله ما دلّك درب العقل ولا وطيته يا اخوي دامك بتوقف تنافخ بوجهي وبوجه امك وتعارضها لأجل زيجة من وحده ماتعرفها
غزله بدموع: بس بس هذي اول مره اشوفكم فيها تهاوشون حسبي الله على بنت ابليس الي بتسبب بينكم ترا ضغطي ما يحتمّل خلاص ارحموني بهاليوم الي مايبي يخلص
رها بخوف سندت امها: يمه بسم الله عليش انا قايله لش من اول لاتضغطين على نفسش ولا تهتمين بذا الموضوع وعديه لكنش ما تسمعيني
غلاب قرب من امه بتوتر: يمه وش فيش اوديش المستشفى؟
غالب دفع غلاب بقسوه: لا ذبحت القتيل لاتمشي بجنازته ولا ما قد سمعت بها؟
سند غالب امه عليه وطلع من المجلس وراه رزان ،
رها ناظرت غلاب بتردد: غلاب وش صاير ؟ ما اصدق انك اهتويتها وحبيتها للدرجة ذي !
غلاب زفّر بضيق وهو يمسح على وجهه: وش الحل يا رها ؟ وين اودي عمري انا ؟
رها بهدوء: اذا على امي وغالب ترا زعلهم بيطوّل لكن بينتهي ، لكن ضاحي وأخته زعلهم بيطول بدون إنتهاء .. وأنت حكّم عقلك و شوف أنت نّد لهم ولا لا ؟
غلاب نزّل رأسه بتفكير ، هو عطاها وعد .. عطاها أمان .. هي أمانة برقبته و هو مسؤول عنها قدام كل اللي يعرفونها ، وشلون يمشي عنها كذا ؟
رها أكملت بهدوء: إذا تبي نصيحتي يا اخوي .. ناطح جبال وسحاب ولا تناطح ضاحي وغزيل
طلعت رها من المجلس وغلاب جلّس وهو يناظر بـ الساعة المعلّقة على الجدار بهدوء يناقض ضجيج أفكاره
-
يراقب عقارب الساعة ، اللي بدّت توصل لـ خمس العصر و هو مازال بمكانه ولا تحرّك شبـر و التفكير ذابحه
أخذ نفس عميق قبل يوقف وهو يحزّم قراره ، وهو يتذكر جملة أبوه اللي ترّن في باله "الرجال لابدا بشي يكمله للاخر"
ركب سيارته وهو ماسك خط المستشفى ، نزّل من السيارة وتوجه للعناية المركزة لكنه ما لقاها فيها ، راح لكراسي الإنتظار ولا لقاها!
بدأ يتوتر لكنه من لمح الحديقة من الدريشة راح لها على طول لأنه يدري إنها تحبها
بدا يدوّر عليها من بين الناس في هالحديقة لين لمّحها جالسة وحولها مجموعة من القطاوه تلعبهم بإستمتاع وصوت ضحكتها الخفيف وصّل لمسامعه من قرّب منها وإبتسم لا إرادي ،
رفعت نواره راسها للظّل الي حاوط المكان و اللي ما كان الا ظله ، ناظرته بصمت ورجعت تلّعب القطاوة
غلاب بتنهيده: زعلانه؟
نواره بنفي: أبدًا .. ليش أزعل ؟
غلاب: تأخرت عليك لأني كنت مشغول دوامي يبدأ بكرة وأنشغلت بالتجهيزات
اومئت نواره بصمت نرفز غلاب: أكلم الجدار أنا نواره وش فيش !
نواره بتفاجئ من حدة أسلوبه: أنت اللي وش فيك ما قلت شيء أنا!
غلاب بتنهيده جلّس وهو يلعب بالعشب اللي تحته بصمت ،
أسترقت نواره النظر له وبفضول ماقدرت تكبّحه، تبغى تعرف ليش هالإنسان اللي من قابلته وهو ثرثار ومرح وباله طويل .. متكدّر الآن ونفسه ضيق
نواره: صاير شيء بالشغل ؟
غلاب رفع راسه: لا ليش
نواره رفعت كتوفها: مدري انت متضايق
ابتسم غلاب بضيق: وش دراش اني متضايق ؟
نواره: يوضّح
غلاب رجع بصره للأمام بهدوء: ضيق ويروح مو مشكله
نواره سكتت لثواني قبل تردّف: دقايق وأجيك
راحت للكشك حق القهوه وهي تسأله برجاء إن الإجابة تكون إيه: عندكم كرك ؟
الموظف اومئ وإبتسمت نواره براحة: أبغى إثنين
خذتهم من الموظف ورجعت لـ غلاب وهي تجلس بتردد وتوتر: ما أعرف أواسي .. بس خذ الكرك أنت تحبه يمكن يسعدك وينسيك ضيقتك؟
أبتسم غلاب بذهول وهو يمد يده يأخذ الكوب بفهاوه: أنتي جايبته لي ؟
نواره بخجل تتحاشاه تحمحمت: دايم تجيب لي ، قررت أردها لك
غلاب أبتسم وهو يرتشف من الكوب: ألذ كرك ذقته بحياتي كلها تصدقين؟
نواره كانت تحّس نفسها بتغوص بملابسها ، لأنها فاهمة تلميحاته لكن ما بترّد ..
غلاب اللي إبتسامته ما فارقته رجع يشرّب من الكوب ونواره ضحكت: شكلك يضحك وانت تشرب والابتسامه شاقه وجهك كأنك سايكو!
غلاب ابتسم بهدوء: سويتي ثاني شيء يونسني غير الكرك
نواره بإستغراب: وش ! ما سويت شيء
غلاب أرتكّز نظره عليها لا إراديًا .. لا شعوريًا وكأن اللحظات وضحكتها وعيونها هم اللي يسيرونه للكلام: ضحكتي
نواره بلعت ريقها وما قدرت تخفي إتساعة حدقتيها من صدمتها
-
نزلت رأسها بإرتباك: وش فيك أنت ! مو صاحي خير
ضحك غلاب بصخب: اووه نواره الجامده أربكتها ؟
نواره وقفت بعصبيه وهي ترمي عليه كوبها الفاضي: سخيف لا اشوفك تقول هالحكي مرة ثانية ! وقح
لحقها غلاب بسرعه: تعالي تعالي يا ام القطاوه وين رايحه؟ يلا امشي معي
نواره بلعت ريقها: امشي معك لوين!
غلاب وهو يطلع مفتاح سيارته: نملك ونروح ندور شقه
نواره حست بطنها مغّصها من كلامه ، أدركت ان هاللحظة صدق جت!
لحقته بشرود وهي تركب السياره .. غلاب ناظرها: تبغين شيء؟ نمر شيء؟
نواره بنفي: لا
غلاب وهو يحرّك السياره: الناس يقولون مالك لوا مو لا
نواره ما ردت عليه وهي تفرّك يدينها بتوتر
غلاب طاحت عيونه على يدينها قبل يردف بهدوء: رجعنا على طير ياللي؟ اعدمتي يدينش يا بنت خلاص
نواره زفرت بتوتر: غلاب ركز بطريقك وأتركني بحالي
ابتسم غلاب: تامرين يا بنت الشايب تامرين
بيت ضاحـي/
طلعت رها من بيتهم وراحت لبيت مشاعل وهي تطّق الباب، فتحت لها مشاعل بإبتسامة: هلا هلا برهاوي
رها بإستغراب: وش فيش انتي ! اللهم سكنهم مساكنهم
مشاعل أبتسمت بغيض: الله يسامحش بس دايم وانا كذا
رها ميلت امها: ايه خير ان شاءلله .. ابي ثاري موجود؟
مشاعل بعدت عن الباب: ايه حياش الله ادخلي
رها وسعت عيونها: اما عاد ادخل! دايم وانتي طاردتني تخليني اكلم اخوي في الشارع كاني مواعده
مشاعل كشرت: افا بس يا رها انا اسوي كذا ؟ ادخلي ادخلي الله يسامحش بيتش ومحلش افا بس
دخلت رها وهي تضيّق عيونها بشك، تدري بمشاعل وراها شي
مشاعل أبتسمت بتزييف و ما إن لفّت عنها رها كشت عليها من وراها .. تبي تاخذ منها علوم بيتهم والصيحه الي سمعتها عندهم والبنت الي بيتزوجها غلاب
مشاعل: وش بغيتي تشربين
رها كشرت: مابي منش شي القاش تحطين سحر ولا سم في المشروب
مشاعل ضحكت بتزييف: الله يقطع شرش يا رها فكاهيه
رها قلبت عيونها: وين ثاري بس في غرفته ولا ؟
مشاعل: وين بيكون فيه اجل اكيد بغرفته لازق فيها ٢٤ ساعه
رها وهي تبعّد أردفت بهمس: مالومه من النكد اللي قدامه!
دخلت غرفة ثاري اللي كان على كمبيوتره ورفع راسه باستغراب وذهول: رها !
رها ابتسمت: مفاجئة صح ؟
ثاري ابتسم بوسع: كيف دخلتي !!
رها: من الباب .. امك دخلتني
ثاري باستغراب: تمزحين ؟ مستحيل امي تسويها شكلش فقشتي راسها ودخلتي خل اروح اتطمن عليها
رها كشرت وهي تسحبه: تعال بس امك تبي تاخذ مني علوم عشان كذا تعاملني كأنها ملاك
ثاري باستغراب: علوم وش؟
رها عدلّت جلستها: غلاب بيتزوج وتهاوش مع امي ورزان وغالب وطلع من البيت
ثاري رمش ورا بعض: ثواني ثواني بسم الله خليني استوعب كلامش! من بيتزوج ؟؟؟
-
رها اومئت: اي نعم مثل ما سمعت، غلاب بيتزوج
ثاري ضيّق عيونه بشك: ومن بيتزوج؟
رها بتنهيده: نواره .. البنت السعوديه الي فزع لها
ثاري وسع عيونه: هذا خبل ولا وش جاه !؟ لا ذا الفزعه ذبحته تعدى حدود الفزعه بعد ! كيف يتزوجها وهو مايعرفها ولا نعرف اهلها !؟
رها: يقول انه يعرف اهلها وعمانها وعيالهم
ثاري عقد حاجب: لايكون اخوياه السعوديين ؟
رها: تعرفهم انت؟ ماكنت تروح معه واجد
ثاري اومئ: رحت معه ثلاث مرات بس ، اعرفهم ينقال لهم ال سعد بس ما اخبر طامي !
رها بتفكير وسعت عيونها بعد ثواني: لا يكون طامي ال سعد ابوها ما غيره ؟!
ثاري بنفي: لا وين .. شايف سيارته انا عاديه على قد الحال مستحيل يكون طامي ال سعد تاجر السيارات القطريه ، بعدين اظنه طامي ال سعد التاجر قطري ماهو سعودي على خبري
رها: مدري اجل لكن غلاب متمسّك بالموضوع مره و يبيها، وشكله رايح يجيبها وينادي مؤذن مسجدنا يملك لهم .. يبي يجلط امي !
ثاري: والله ماتنلام عمتي تعصب وتزعل ماهو بعقله هالغلاب! وابوي وعمتي غزيل يدرون؟ وش بيصير على هنادي؟
رها تنهدت بهّم: مدري انا جايتك ابي حل
ثاري ضحك: تدورين كل من وراي انا؟ يا شيخه لو عندي قدرة احل كان حليت مشاكلي اول
رها كشرت وهي تكّش عليه: مالت عليك الشرهه علي جايتك ارجع اشوف الحروب الباقيه ابرك
ثاري فز: دام امي مروقه اصبري بجي معش
رها وهي تعدّل طرحتها: يلا بسرعه
مشاعل اللي كانت حاطه اذنها عند الباب وتتسمّع، بعدت بسرعه من درت انهم بيطلعون وركضت لغرفتها .. قعدت ثواني لين تأكدت انهم نزلوا وطلعت جوالها وهي تكلم أختها: الو نوف الحقي .. ولد غزلوه عشتو بياخذ بنت التاجر طامي ال سعد ، لعنبو دارهم ما كفاهم انهم سارقين من ولدي كل شي حتى النسب الزين سرقوه !
نوف بصدمه: طامي ال سعد ما غيره ؟ وش جاب بنته ل غليب !
مشاعل بقهر: مدري يا نويف مدري ، اهخ يا حرقة كبدي بس لا ولد ولا نسب ولا مال ولا وظيفه .. سناين بعض هو وغليب وسابقه بكل شي والفاغر يضحك لهم ومبسوط
نوف فزت: لاتخلين زواجتهم تتم ولا والله ان يدبسون هنادي بنت غزيل بولدش هذاني علمتش
مشاعل فزت بعصبيه: معصي ! تهبى وتخسى ما بقى الا اخذ هيندوه الدبه شينة الحلايا لولدي ما عوزهم .. اجل النسب والزين يروح ل ولد غزله وولدي عوع!
نوف بتفكير: اجل وش بتسوين ، ما من حل
مشاعل بحرّقه وهي تأكل بشفايفها: هين والله لا وريهم بسوي كل شي ولا تتم فرحة غزيله وولدها حسبي الله عليهم كانهم سرقوا مني كل شي وسبقوني في كل شي .. كل زين ينسفط لهم وانا يا غافلين لكم الله ، متشقيه بعمري كله
نوف: بس انتي متاكده يابنت الحلال انها بنت طامي ال سعد التاجر ما غيره؟
-
مشاعل بطفش: نويفوه تراش دوشتيني ، ايه هو سامعه رها بأذني تقول لثاري إسمه .. اهوه بس سكري خل اروح اشوف حل لمصيبتي
قفلت منها وطلعت للبيت ، لكنه خالي من آثار رها وثاري لذلك رجعت لغرفتها ولزقت بدريشتها اللي تراقب منها بيت ضاحي الأول ،
توقفّت سيارة غلاب قدام البيت على صوت آذان المغرب
لّف على نواره وهو يردف: أنزلي البيت بروح اصلي ولاخلصت جبت المؤذن وجيتش
نواره بتوتر: أنزل لحالي وأدرعم كذا؟ ياوجه إستح!
غلاب ضحك بضيق: بخلي رها تطلع لش
طلع جواله وهو يرسل لرها اللي فتحت الباب ونزلت نواره من السياره وهي تدخل البيت ،
سلمت على رها لكنّها حست بضيق وهدوء على رها ماهو نفس اللي عرّفتها من أول !
دخلت معها وهي تراقب الوضع بتوتر لا أمها ولا رزان موجودين
صبّت رها قهوه لنواره وهي تناولها إياها
نواره نزلت الفنجال وهي تردف بتردد لرها: رها فيك شيء ؟
رها بشرود: همم هلا حبيبتي لا ولاشي بس مصدعه شوي
نواره اومئت بهدوء رغم إنها مو مصدقه وأردفت: وين رزان وخالتي مو موجودين ؟
دخلت رزان بعصبيه للصالة قبل تضحك بذهول وهي تضرب كف بكف: قسم بالله وساعة وجه أقوى من ذي ما قد شفت أنا !
نواره وقفت بإستغراب: تكلميني ؟
رزان بعصبية: ومسويه نفسها ما تدري بعد ! انتي ما تعلميني يا العقرب لفيتي على اخوي شلون ؟ اجل انتي الي لاقيش بالشارع وفزعنا لش ودخلناش بيتنا صدقه وتفضل مننا ما كملتي يومين من طلعتي من بيتنا الا هو راجع يبيش! وش مسويه له انتي وش ؟ ما وراش والي يضفش ولا اهل .. مانعرف اصلش من فصلش وجايه بتناسبينا ومرتزه لي بوسط البيت يا قليلة الحيا الله العالم وش الي طيّح ابوش !
نواره قاطعتها بغضب: لين هنا وبس مسكت نفسي إحترام لغلاب لكن ما أنتي بوجه يستاهل، اخوك الي ركض وراي ماهو انا الي ركضت وراه..لقاني بسيارة طامي بجنب أبوي ماهو من الشارع واصلي ونسبي يشرف عشره من اشكالك لكن الواضح لي محد طال بوجهك قبل كذا ومستنكره الوضع
رزان وسعت عيونها: ايا بنت اللذين مطول لسانش وانتي ببيتي لكن من وين يجيش الادب ؟ حامض على بوزش لو تاخذين اخوي
نواره شالت شنطتها قبل تلقي نظره على رزان: خلي اخوك عندك واشبعي فيه
طلعت نواره من البيت وهي ترجّف من القهر ، مر سكّن صدرها وهي تسترجّع كل كلمة إنقالت لها، شهقت بوجع وهي ما قدرت تخبي دموعها أكثر .. تلفتت بوسط الشارع بضياع ، هي وين ؟ وين بتروح ؟ كيف تطلع من هنا ؟
إنفتّح باب على وسعه بجنبها خلاها تفّز ،
إبتسمت مشاعل: بسم الله على قليبش خفتي يا حبيبتي؟ لاتخافين انا عمة غلاب
نواره إبتلعت ريقها وهي تمسّح دموعها بسرعه قبل يمّر ببالها كلام رها عن مشاعل وبيتها: وش المطلوب؟
-
مشاعل كشرت قبل تبتسم بسرعه من جديد: حياش الله عندي ادخلي لين يجي غلاب
نواره بنفور: مشكوره ماراح ادخل ابي اطلع من هنا تعرفين سايق يوديني؟
مشاعل: ايه ايه اعرف لكن ادخلي ماهي بحلوه وقفتش في الشارع كذا ، ادخلي اشربي ماء وصلي المغرب وهدي ومن عيوني اوديش مكان مابغيتي
دخلت نواره وراها والصداع تحسه يذبحها واستوعبت انها ما كلت شي طول اليوم ، تنهدت بهّم وهي تسأل نفسها..تناظر حولها بضياع..هي وين ووش قاعد يصيرلها في هالدنيا؟
كبحت دموعها وهي تزفر: يارب تزينها يارب
مشاعل رفعت حاجب: حياش تفضلي وراش واقفه
دخلت نواره للبيت وجلست على الكنب ومشاعل اردفت: بروح اجيب لش شي تشربينه والمغاسل والسجادات وراش صلي على بآل ما اجي
وقفت نواره وهي متوجهه للصلاه ، دعّت من كل قلبها بدعاوي فاضت فيها دموع عيونها قبل لسانها .. تحس بجبل كبير جاثم على صدرها من كثر الحرّة من الكلام اللي سمعته و حيرتها بـ وش تسوي ، مستحيل تطلع وتصير هي بدوله وابوها بدوله لو وش ماصار !
سمعت صوت مشاعل تردف: تقبل الله يابنيتي تعالي اكلي وجهش اصفر
قامت نواره من السجاده وهي تمسح وجهها من الدموع وراحت جلست على الكنب بتعب: وين السايق اللي تقولين ؟
مشاعل بمسايسه: ابكلمه لكن وين تبين تروحين له؟
نواره أرتشفت رشفة من الشاهي وهي تردف: مستشفى ***
مشاعل ابتسمت: اييه خلاص ابشري ابكلمه الحين اكلي على بال ما يوصل
طلعت جوالها وبعدت عن نواره وهي ترفعه تسوي نفسها تكلم، لكنها تراقب نواره اللي بدت تغمض وتفتح بسرعه ورا بعض وهي تحس بنفسها دايخه ومليانه نوم
تركت الشاهي بيد راجفة وهي تحط يدينها على راسها: وش هالصداع والنوم يالله !
رجعت مشاعل وهي تجلس: وش فيش حبيبتي ؟
نواره بعيون مغمضه تمتمت بأشياء غير مفهومة قبل تغمض وهي تطيح على ورا
ابتسمت مشاعل بوسع قبل توقف وهي تكلم أختها: الو نوييف البشاره ، ماراح تتم ملكتهم وانا بنت ابوي علمتش
نوف: ليش وش صار وش سويتي ؟
مشاعل حطت رجل على رجل: شفتها في الشارع وعطيتها منوم خامده هالحين ماهي قايمه الا بعد حول عشر ساعات ، خلّه يدورها لين تظهر كبده
نوف شهقت: نعنبو دارش انتي صاحيه؟ وراش على البنيه لا حشى الصحايه مجنبتش
مشاعل بطفش: عطيتها منوم ماهو سم شوي وتقوم كأنها قرد ، البلشه هالحين كيف بأشيلها؟ بيدخل ثاريوه الدعله ويبلشني
نوف: وين عطيتيها فيه انتي
مشاعل: الصاله
نوف: اسحبيها لين غرفة الضيوف هي اقرب شي من الصاله
مشاعل: صادقه والله يالله اجل
سكرت من أختها ووقفت وهي تحاول تسحب جسد نواره وكشرت: ياقوم الله
إنفتّح الباب وفزت مشاعل: ووجع داخل تداهم انت افتح الباب زي الناس
-
ثاري رجع بسرعه من شاف فيه احد: يمه عندش احد ولا قلتي لي مخليتني ادرعم!
مشاعل فزت بسرعه: تعال تعال شيلها لغرفة الضيوف
ثاري وسع عيونه: يمه بعقلش وشّه !
مشاعل بعصبيه: بعقلك انت يا العاق ، قم تعال شيل البنت داخلت علي ولا عرفت اشيلها
ثاري بتوتر تقدّم: يمه هذي مين بعدين وش داخت انا وش علي اسحبيها
مشاعل بتمثيل: يا عويني عنها هالبنيه ، بنت صديقتي مثل القمر بسم الله عليها لكن مالها حظ بالصحه كل شوي طايحه
مشاعل قربت من نواره وهي تبعّد طرحتها كلها قبل يوقف ثاري اللي تجمّد ، حاول يبعد نظره عنها وهو يردف: يمه الله يهداش كيف بشيلها كيف يمسك بنت ما تحّل علي!
مشاعل بعصبيه دفته: وانت شايلها لعب ! اقولك طايحه تقول شلون اشيلها شلها شالوك سبع جنون
ثاري بتكشيره: بسم الله علي نادي المستشفى وديها المستشفى طيب تجلس طايحه كذا يعني ؟ انتي ذابحتها وتبيني اشيلها وبصماتي تجي عليها وتلبسني التهمه ولا وشو؟
مشاعل بطفش مسكت راسها: الله عليك يا مكثر سوالفك ، قلنا لك شلها و سويتها قضية الرأي العام ! اخلص علي بنت صديقتي وانا ابخص بحالتها ومتى اوديها مستشفى ومتى لا
ثاري حّس بتوتر وهو يحاول يمسك البنت ، مسكت مشاعل يدينه وثبتتها على جسم نواره: هاك كذا كذا شلها خلص علي عزتي لي بس
بلع ريقه ثاري وهو يناظر قدام ويحاول مايناظرها ويدينه فيها رجفه، لأول مرة يشيل بنت بحياته !
حطّها بسرعه وكان بيطيح عليها لكنه وسع عيونه وهو يبعّد بسرعه عن جسمها وعيونها متعلقه على وجهها ،
دخلت مشاعل وراه وهي تبتسم: اشوفها جايزتن لك يا ولد بطني !
ثاري بإستنكار: عز الله ما انتي بعقلش على هالحكى!
طلع ثاري بسرعه وضحكت مشاعل: تراها ماهي مرتبطه وتهبل وش حلاتها شوري عليك خل ننجز
ثاري بعتب: يمه هذا موضوع بالله عليش ؟ الزواج بكبره مشطبه ، لا وظيفه ولا عماة عين .. واخواني اكبر مني ما اعرسو بعرس انا قبلهم؟
مشاعل كشرت: اخوانك ماعليك منهم بالطقاق الي يطقهم شيبان ولا تلحلحو ، وعالوظيفه ابوك مو مقصر بالمعاش الي يصرفه لنا شهري وهي بنت صديقتي ونمون
ثاري رفع حاجب: شياب وانا سنين غلاب ما بيننا الا كم شهر؟ لا بغيت اتزوج البنت بتتزوجني انا ماهي متزوجه ابوي ، انا الي اصرف عليها وانا الي افتح بيتها واملاه من زادي .. بنات الناس ماهم لعبه ولا الومهم لا مابغو عاطل باطل سكري الموضوع
طلع لفوق ومشاعل كشت عليه: مخدي مالت عليك وعلي ، لكن هين وراك وراك والزمان طويل يا ثويري!
راحت وهي تقفل باب غرفة الضيوف ودخلت بعدها المطبخ بتجهز قهوتها التركيه وابتسمت بإستنكان: خل أروّق على صيحتهم
-
بيت ضاحـي/
غلاب بعصبيه: رها لا تجننيني ! كيف طلعت وين راحت ؟! ليه ما لحقتيها؟!
رها كشرت: الحقها بدون عبايه مثلًا ؟ ما ادري عنها وين راحت تلاقطت هي ورزان بالحكي وطلعت من البيت
غلاب طلّع جواله وهو يتصل عليها للمره المليون لكن بلا رد ، رمى جواله وهو شوي وينجّن: ما ترد ما ترد ! وشصار بينهم وخلاها تطلع وش؟ وين رزان وينها !
غالب دخل بحده: بتروح تهاوش اختك عشانها؟ فيك خير مّس رزان بكلمه وشف وش بيصير
غلاب تنهد بضيق: انت ليه ضدي ممكن تفهمني ؟ تراي اخوك ماني عدوك !
غالب ببرود: رح سمّح خاطر امي بس ، لاتنسى وش سويت لها اليوم كله
غلاب بعصبيه: اشق ملابسي انا يعني اشقها واقطع شعر راسي عشان ترتاحون؟ ياناس انتم وش دخلكم بمن اختارها زوجتي وش عليكم؟ وش مزعجكم الموضوع به؟
غالب بصراخ: لاترفع صوتك علي تراك متمادي من اليوم كله وانا ساكت لك ، لاتخليني اعيد كلامي ومواويلي الي نرددها انا وامي من الصبح .. خل ضاحي يجي وهو يحكم الموقف
غلاب بقهر: ان كانك تخاف من ضاحي لاتحسب غيرك مثلك ، و بقوله له ولغزيل وللعالم كله انا لابغيت شي سويته ولا علي من احد سامع؟
غالب رفع حاجب: اها يعني الموضوع عناد واثبات للرأي صار ؟
فزو من سمعوا صوت غزيل عند الباب: ياهل البيـت
رها بتوتر بلعت ريقها وهي تردف: اقلطي اقلطي ياعمه حياك الله
دخلت غزيل بطولها الفارع وشنطتها الجلدية الي ماسكتها بإيدها وهي تردف ببرود: وش هالأصوات الواصلة لبرا البيت؟
غالب سلم على راسها: هلابك يا عمه حياك الله .. مجرد نقاشات بسيطه
غلاب خزه قبل يسلم ببرود على عمته اللي شدّت عضده: اشوف الوجه قالب يوم شفتني يا غليب ولا انا غلطانه؟
غلاب سحب يده برفعة حاجب: محشومه ياعمه لاهو قالب ولا شي يتهيألش
غزيل جلست وهي تتلفّت: وين غزله ورزان وين العرب ! ياكافي حتى على قهوة مغرب ما تجتمعون!
وقف غلاب وهو يردف: عن اذنكم
لحقه غالب بحده: وين رايح ! دوامك العشاء !
غلاب ببرود: مالك دخل فيني
غالب بذات الحده والهدوء: واللذي نفسي بيده ان ما استعدلت وغديت رجال وتركت خبال هالبنت من راسك وطلعت تاخذ لبسك وتذلف لدوامك ان ادخل واعلم غزيل واكلم ضاحي وانت اكثر من يدري اني بأسويها .. طالت وشمخت انت وهالبنت بتسحب على دوامك لين تنفصل عشانها ! بعقلك وشّه وبلاوي نذر علي
غلاب بضيق دف الباب بقوه: انت ليه مانت راضي تفهمني ليه؟
غالب أشر على داخل منهي النقاش: البس ثياب الدوام
تنفس غلاب بغضّب قبل يدخل البيت وهو يصفق الباب بقوّته متجاهل غزيل ورها اللي فزوا ، راح لغرفته وهو يبدّل لملابس الدوام ، لّف وهو يدور قبعة لبس الشغل بضيق: وقتك انتي بعد
-
إنتهى، ارائكم وتعليقاتكم💕؟

أصبحت الدروب النوارة ظلام في وجه غلاب الخطاوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن