سطور من الواقع

(صراع القلب)

( الفصل العشرون)

‏"ثمة أمر لا تستطيع أن تجتازه بسهولة، ‏ثمة شعور لا يجدي معه التغاضي، ‏ثمة عتاب طويل في صدرك، ‏كتمانه صعب وإفصاحه إهانة، ‏ثمة أشياء لا تبدو بتلك البساطة"

في الخارج كان شهاب يقف امام السيارة يتحدث في الهاتف مع زينة حيث كانت تروي له عن ما حدث معها في يومها وعن ما جرى من أحداث وهو ينصت لها بكل حب ..
صمتت زينة لوهلة وقالت بتعجب
" شهاب انت هنا معايا ؟!
رد شهاب عليها والبسمة تزين وجهه " ايوة معاكي ي زينة "
" مال مش سامعة ليه اي ردة فعل او نقاش منك انا بس اللي بتكلم "

تنهد شهاب بأريحية وقال بصوت رخيم " عايز اسمع صوتك وبس علشان بيريحني وينسيني التعب والناس "
توردت وجنتاها وكساها الاحمرار ،ف علم انها في حالة من الخجل ولن تقدر على التحدث ،ف اخذ يغير مجرى الحديث قائلا وهو يقول بحب " يعني لما اجي بكرة هتعمليلي تشيز كيك ولا اي"

ضحكت زينة عليه بخفة عندما علمت انه فهما رد فعلها الآن وقالت " ي سيدي قولت هعملك خلاص بقى"

" ماااشي ي ست البنات ، ده انا مستني بكرة بفارغ الصبر علشان أشوفك وعلشان اكل من ايدك تشيز كيك برضو "

ابتسمت زينة بخجل ثم قالت بحنق زائف " طيب روح شوف البنات اخرو جوه ليه ، زمان نور شرت المحل كلو "
ضحك شهاب بقلة حيلة وقال " دي نور يعني تعملها ، خلاص روحي انتي ريحي وانا هستنى مصطفى واخش انا وهو المحل "

وحالما أغلق معها الهاتف وجد مصطفى يربت على كتفه ويقول بصوت عال و بخبث " واقف تحب وتعشق في الشارع ، ي شيخ عيب اختشي شوية "

كمم شهاب فمه بيديه وهو يقول " يخربيتك اكتم ، الله يفضحك انا ايه اللي خلاني اقولك تعالى بس"

ضحك مصطفى عليه وقال من بين ضحكاته " اي ي عم بهزر معاك ، يلا يلا نجيب شوية تسالي اشمعنا احنا"

ودلفو إلى الداخل تحت نظرات الحنق من شهاب لمصطفى..

رجعت إلى الخلف فور رؤيتها له وهي تقول بتوتر ملحوظ " انت.. انت طلعت ازاي ؟!!

ضحك بسخافة عليها وقال بحقد " وانتي فاكرة اني هسبلك الساحة ، خلاص عرفتي تاخديها وتهربي.. بس من مين ي ريحان ده انا وراكي وراكي ، مش ههنيكي ولا هسيبك تعيشي مبسوطة ابدا "

لمعت العبارات في عينيها وقالت بحزن وقهر " انت ليه بتعمل كدة ، بدل ما كنت تتغير وتصلح نفسك وحياتك ، ليه مصر انك تبقى مش كويس و وحش ، ليه خلتني اكرهك وكل مرة وكل موقف بتعملو بكرهك عن المرة اللي قبلها "