العودة إلى الماضي..

32 7 0
                                    

( الفصل التاسع والعشرون)

‏"كان من الممكن أن ألجأ إليكَ
في ليلةِ أرقٍ كهذه
لتُخبرني أنه لا داعي للخوف
وأن ما كُسر يمكن إصلاحه
أو ربما تعويضه بأشياء جديدة تماماً
فأطمئنُّ أكثر
ويعود كلانا للنوم شاعرين
بسخافة ما يحدث في العالم لأننا معاً
وأن لاشيء يضاهي ذلك
لكن للأسف الحياة ليست بهذه البساطة"

ظل ينظر إلى داخل عينيها بإمعان ليتضح هل حديثها صحيح ام لا رغم القلق و التوتر البادٍ على عينيها..
تهربت من من نظراته لها وظلت تنظر إلى الجانب الآخر حيث هو بدل نظراته من الحيرة و القلق  من حديثها إلى أخرى ثابته رغم معرفة ما بداخل قلبها ثم أردف بخبث
" مش معناه إن سألتك على حاجة يبقى انا فضولي يا غدير ،
بعدين يا ستي كلام عادي مش عادي ليه معنى ملوش معنى ده شيء يرجعلك انا خدت الاجابة اللي عايزها مش اللي انتي عايزة توصلهالي"

نظرت له بإستغراب من ما زاد توترها وحالما أتت لكي ترد عليه قاطعتها صوت فرح وهي تنادي عليها...
من ما جاء بعدها بلال ولاحظ وقوف عمر مع اخته حيث تقدم نحوه وهو يقف بمفرده بعد أن ذهبت غدير من امامه..
تقدم نحوه ثم وقف بجاوره ينظر إلى البحر مثل ما ينظر هو..
ثم قطع صمته متسائلاً
" كنت واقف بتقول ايه لغدير يا عمر"
التفت له عمر ثم تنهد بعمق وقال له بهدوء " مكنتش بقولها حاجة يا بلال متقلقش دي نسيت الدفتر بتاعها ف عطتهولها"
رفع بلال حاجبه بإستنكار وقال
" يا جدع عيب عليك.. ما انت كان ممكن تدهولي عادي وانا اديهولها "
صمت عمر ف للحق لم يجد ما يرد به عليه ثم أضاف بلال مكملاً حديثه " بص يا عمر مش معناه اني ساكت ومش بتكلم يبقى انا مش شايف حاجة ولا ملاحظ.. في الأول كنت بقول ابن خالتها عادي وبيعاملها زي اختو بس بعد كدة لقيت الوضع مختلف خالص ودي حاجة بتتفهم وكنت مستني تيجي تقولي او تحكيلي على اللي جواك جايز اساعدك بس انت متكلمتش.. ف ممكن تحكيلي بقى بما اننا واقفين قدام البحر كدة تقدر تفضفض على اللي جواك "

نظر له عمر بتيه ثم تنهد بقلة حيلة وقال " بص يا بلال انا عمري ما شوفت غدير زي اختي حاولت اني احطها ف المكانه دي وانها زي اختي وكدة بس مقدرتش دايما كنت بشوفها في مكانه تانيه خالص مكنتش قادر أحددها رغم اني كنت مرتبط وخاطب قبل كدة يعني المفروض كنت احلل تصرفاتي ومشاعري دي ،بس انا اتأكدت اني محبتش ولا اعجبت علشان السبب اللي خلاني اخطب ملك كان اعجابي بشغلها وذكائها بعد كدة فهمت وأدركت ان احنا مينفعش نبقى مع بعض هي عندها معتقدات وانا عندي معتقدات ،انا مجربتش شعور الاعجاب ده غير مع اختك رغم ان مكنش بيحصل اي حاجة بس هي القلوب لما بتلاقي اللي فعلا يليق بيها مبنقدرش نتحكم فيها ولا نقدر نتحكم في مشاعرنا ، عارف انك ممكن تدايق او هتدايق من كلامي علشان دي مهما كان اختك بس انا بفضفضلك على اللي جوايه زي مل قولت "

سطور من الواقع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن