(الفصل السابع)
" في غمضة عين انقلبت حياتنا راسا على عقب،كيف للقلب أن يتحمل كل هذا الالم ، كيف له بأن ينبض براحة بعد تلقي الصدمة التي تبدو وكأن الزمن قد توقف..
تلك الانقباضة التي نشعر بها عند حدوث شيء مؤلم ومؤذي وتلك الامنية التي نتمناها ،
هي أن ينتشلنا أحد ، أن يحتوي يدينا لكي نشعر بأن الحياة لازالت بخير...يبدو وكأن الحياة توقفت عند سماعهم لما قاله والدهم ،
هل ما سمعوه حقيقة ؟ ام من وحي الخيال..
ولكن يقولون دائماً يوجد في الخيال أمل ،
إذن فهو حتماً حقيقة..أغلق بلال الهاتف وهو في حالة عدم تصديق و استيعاب لما سمعه.. إقتربت زينة منه و العبارات تذرف من مقلتيها..
" بلال.. اللي قالو بابا ده مش صح؟.. مش كدة ي بلال ؟
قول حاجه ارجوك قول ان بابا بيضحك علينا قولي إن ماما كويسة ارجوك ي بلال "كانت تتشبث في أخيها وهي تبكي تنتظر منه أن يبثها بالاطمئنان بكلماته كعادته وأن يكذب ما سمعه..
إلتفت بلال اليها وأمسكها من يديها بحنان وهتف بنبرة هادئه لكي تهدئ قليلاً ..
تحلى بلال بالثبات وهتف لزينة بهدوء" ي زينة مش احنا اتعودنا نصبر على الابتلاء مهما كان هو ايه او كم المعاناه اللي هنعانيها من الابتلاء ده"
ثم القى بنظره نحو غدير التي كانت يبدو عليها التيه والصدمة ، حتى الدموع تجمدت لا تقوى على النزول..
إقترب منها بلال بلهفة وثم عانقها بشدة ليمسد على ظهرها بحنان" غدير قولي حاجه متفضليش ساكته كدة بالله عليكي "
تراجع عنها قليلاً ليرى ملامح وجهها الجامدة فأمسك وجهها بكلتا كفيه بحنان وقال
" غدير حبيبتي بصيلي هنا ، متخفيش احنا جنبك وان شاء الله كل حاجه هتتحل "تعجب كلا من الواقفين من غدير ورد فعلها الغريب ،
إقتربت شيماء منهم وهي تبكي فقالت" زينة مالها غدير ، نوديها لدكتور طيب "
نظرت زينة إلى اختها بأسى وحزن ثم التفتت إلى شيماء وقالت
" هي كدة ي خالتو لما بتزعل ولا بيحصل حاجه بتفضل في حالة جمود "اقترب عمر إلى بلال ثم وضع يديه على كتفه قائلا
"ان شاء الله كل حاجه هتبقى كويسة ي بلال بإذن الله هتفوق وترجعلكو أحسن من الأول صدقني "نظر له بلال بحزن وكسرة من جرحة .. فأومئ له إمائة بسيطة وهو صامت لا يقدر على الحديث..
في المشفى..
خرج شهاب من مكتبه واتجه إلى مكتب زينة ليتفقده .. لم يجدها في المكتب وإستغرب من عدم وجودها.. خرج من المكتب فوجد الممرضه فله امامه فهتف لها بقلق ظهر على معالم وجهه
أنت تقرأ
سطور من الواقع
Romanceيا لها من حياة غريبة..! عندما تكون في قمة الراحة و السرور وفجأة تتغير حياتك إلى قلق و خوف والم الفقدان، تنقلب حياتك رأسا على عقب، و تتغير حياتك من مكان جديد لأشخاص جدد، وقد تكون هذه الحياة جيد، ولكن عندما تكون هذه الحياة تنقص شخصًا هو بمثابة النفس...