(نجدة الروح)

37 8 0
                                    

(الفصل الثالث عشر)

" هذه هي الحياة تحتاج إلى قوة هائله من الصبر ،
إلى ركن شديد لا يتزلزل ، إلى طاقة جبارة تعين المرء لإحتمالها ...
ولا شيء سيساعدك كاليقين بعدل الله "


كانت علامات الدهشة تكسو ملامح وجوههم من ما يروه أمامهم..

تقدم بلال بغضب نحوه " انت بتعمل ايه ؟!!.. أنت اتجننت!
قبل أن يتفوه بأي كلمة أخرى اردف والد ريحان
" هتقرب تاني هتلاقيني مخلص عليها "

كانت تقف بخوف شديد ويديه تحاوط عنقها وقد احتل الخوف قلبها ، تتزايد ضربات قلبها شيئا فشيئا وكأنه سوف يأخذ روحها الآن

حاول محمد أن يتحلى بالهدوء مردفا " اهدى وسيبها هي ملهاش ذنب ، سيبها وصدقني هساعدك"

كانو يقفون مكبلين لا يستطيع أيا منهم ان يتحرك من مكانه خوفاً عليها ومن ما سيفعله هذا المجنون

" طيب هي ذنبها ايه خودني موتني انا وريحني ، بس سيبها ارجوك "
هتفت بها ريحان وهي تقف كونها تسببت في أذية من كان يقف بجانبها ويمدون يدى العون لها ،

لم يستطع قلبها تحمل ما يحدث معها وما تعايشه ، تراخى كل جسدها وأجفلت عينيها ،
وعندما لاحظو عليها بأنها تفقد وعيها ركض نحوها الشباب ، أمسك بها بلال مسرعاً وهو يقول بلهفة وقلق
" لمى.. لمى انتي كويسة ، لمى ردي عليه "

جلس رائد بجانبها وقد إغرورقت عينيه بالدوموع من رؤيت اخته هكذا وبأنه لم يستطع أن يفعل شيء
" لمى ارجوكي ردي عليه "

وقد أمسكوه رجال الشرطة وزجو به في السجن إلى ان يعملوا على قضيته..

وخرجوا هم مسرعين نحو المشفى من أجل لمى..
وبعد أن وصلوا كان الطبيب يفحصها في الداخل ومعه شهاب ، وكان الباقون في الخارج منتظرين شهاب لكي يطمئنهم

" انا عاوز أفهم حاجه بس مين الراجل ده ، وايه اللي حصل ، مهو مش طبيعي اللي انا شوفته يعني"
اردف بها محمد منفعلا في وجوههم،
تنحت زينة تقول بخزي وخجل من ما اوصلتهم له
" انا السبب ي عمو"
زفر محمد بقلة حيلة وقال " ي زينة انا مش قصدي اقول كدة انك انتي السبب والكلام ده ، بعدين انا عارف انك نيتك المساعدة والخير ودي حاجه بفرح بيها جداً  ،انا بس عاوز افهم ايه اللي حصل"

" انا آسفة اني سببت في مشاكل ومتاعب ليكوا ، بس حقيقي مكنتش لاقية اللي ينقذنا من بابا ومن اللي بيعمله فينا ، في الاؤل مكنتش عايزة اقول للدكتورة زينة علشان حسيت بالخجل ، وبأن ازاي الواحد هيستوعب فكرة ان باباها بيعذبها ، انا اسفة بجد ، وان شاء الله هحاول اني مظهرش قدامكو تاني "

تفوهت بها ريحان وهي في قمة الخزي والاسى على ما يحدث معها وما تسبب فيه والدها..
وكانوا يقفون ينظرون لها بشفقة وعن ما تعانيه هذه الفتاة ، التي يبدو عليها الضعف..

سطور من الواقع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن