(جرعة آمل)

49 9 0
                                    

(الفصل التاسع)

"هناك طريق سوف ينير عتمتك يوما ما فكن على يقين بإنك موعود بشيء جميل ولطيف يفوق المستحيل ويتخطى المتوقع ..

بعد الانتهاء من الاحتفال الذي فعلوه في الصباح..
ذهب كلا منهم إلى عمله وظلت زينة و غدير مع خالتهم وكانو يحتسون القهوة..
أضافت شيماء أثناء حديثهم قائله لغدير

" عندك  كلية النهاردة ي غدير"
ردت غدير ناهيه " لا معنديش ي خالتو"
" خلاص يبقى تخرجي معايا نجيب شوية طلبات مع بعض"

أومأت لها غدير بالموافقة ،فأضافت زينة بعد أن انتهت من شرب ذو القهوة
" طيب استأذنكو أنا بقى هروح المستشفى كفاية النهار كله مروحتش"
أومأت لها شيماء بحنان بالغ " خلي بالك من نفسك ي حبيبتي"

___________________________________

في الشركة..

اتجه بلال إلى مكتبه وقبل ان يدلف  مر على مكتب لمى ليلقي عليها التحية ..

" ايه الاخبار ي باشمهندسة"

كان يبدو على ملامحها الحزن حيث تصنعت الثبات وابتسمت بتهكم له
" كويس الحمدلله "

لاحظ بلال ملامح وجهها الحزينة فقال متسائلاً بقلق مالك ؟! ، في حاجه حصلت ؟

نظرت له نظره تعلوها السخرية والانكسار
" هيحصل ايه اكتر من اللي حصل ي بلال ، اللي عمله رائد ده شيء بحد ذاته المفروض ميخلنيش اطلع بره البيت اصلا"

تنهد بلال بعمق وقال مزيحاً الذنب عنها
" انتي ملكيش ذنب في اللي حصل ، يعني تكملي حياتك عادي زي م كنتي ومتحسسيش نفسك ابدا ان ممكن حد مننا يشيلك ذنب اخوكي عمله او مرات بباكي "

أضافت لمى له بحزن وخزي من الدنيا
" انا من ساعت م ماما ماتت وانا مش قادرة اكمل حياتي عادي ، الدنيا قاعدة تضغط تضغط عليه لحد مبقاش فيه نفس اكمل "

حاول بلال بأن يزيح عنها بعض الالم الذي تشعر به قائلا بث آلامان في قلبها
" متنسيش ان عمو محمد وعمر وخالتو شيماء معاكي ومعتبرينك بنتهم ودلوقتي زادو بقيت انا وغدير وزينة ، صدقيني احنا عمرنا ما هنسيبك وهنفضل معاكي ولو الدنيا كلها سابتك انا هفضل جنبك وفي ضهرك...
بعد هذه الجملة وكأنها مثل الفراشة في خفة قلبها ، لا تدري ما هذا الشعور الذي دخل قلبها فور قوله لهذه الجملة ولكنه شعور بث في قلبها الامان و الاطمئنان وبأن هناك من يشعر بها حقا..

سطور من الواقع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن