( الفصل الرابع و العشرون)" يزرع الله في قلوبنا الامل لنحيا على أمل اللقاء.. ويبث في روحنا الحياة لنزهر من بعد الشقاء..
فلا الظلام يدوم ولا الحزن يطول.. وحتماً سنجد النور يضيء لنا في أخر الطريق..
ركض مصطفى نحو الغرفة مسرعاً ولكنهم منعوه من الدلوف حيث كان يقول بغضب وإنفعال جلي
" سيبوني ادخل دي مراتي لازم ابقى جنبيها"
ردت عليه الممرضة برسمية " ي فندم مينفعش هي في حاله حرجة دلوقتي مينفعش تدخل"
رد منفعلاً " ي جامعة سيبوني ادخل بتقولو قلبها وقف انتو مستوعبين اللي بتقولو ؟!!
مسكه شهاب من مرفقه لكي يبعده بهدوء مردفاً
" سيبهم يشوفو شغلهم ي مصطفى ادعيلها انت "نظر له مصطفى بكسرة وخذل ثم أعاد النظر إلى ريحان من النافدة وهو يضع يديه على الزجاج الفاصل بينهم وامتلأت مقلتيه بالعبارات وهو يتحدث لها وكأنها تسمعه
"متسبنيش ارجوكي خليكي جنبي انا محتجلك ي ريحان.. صدقيني مش هقدر على فراقك كفاية اللي فارقتهم .. افتحي عينك علشان خاطري "جائت زينة من الخلف وهي تركض بلهفة فور أن حدثها شهاب وكانت معها باقي الفتيات و الشباب
إتجهت نحو شهاب مسرعه والدموع في مقلتيها
" شهاب قولي إنها فاقت ارجوك "
نظر لها شهاب بحزن وعاد النظر إلى مصطفى حيث رأت زينة حالته من ما زاد في بكائها أكثر.. تقدمت بضع خطوات تقف نحو العازل الزجاجي وهي ترى ريحان وهم يضعون جهاز الانعاش القلبي ويفعلون مراراً وتكراراً دون جدوىتقدمو الشباب بجوار مصطفى ليساندونه في حال انه كان في معزل عنهم وهو ينظر لها بكسرة وحزن..
وضع عمر يده على كتفه من ما التفت مصطفى إليه بعينيه الحمراوتان ويردف بتيه
" نبضها مش راضي يرجع ي عمر.. هي هتعيش؟! .. رد عليه ي عمر ريحان هتعيش ولا هخسرها هي كمان زي ما خسرت ماما وبابا"
لمعت العبارات في عيني عمر حيث لم يجد الرد الذي سوف يهون على صديقه وهو بهذا الوضع.. خطفه في حضنه وعانقه بشدة وهو يهمس في أذنه
" خليك قوي ي حبيبي.. خلي عندك يقين في ربنا وثقة حتى لو قلبها وقف خلي عندك امل انها وهتعيش برضو ، ربنا اللي بيبني المعجزات وصدقني ربنا بيحبك واكيد هيجبر بخاطرك وعمرو م هيسيبك مكسور الجناح كدة أبدا "وأثناء وهو يتحدث معه كان الطبيب في الداخل يحاول معها بجهاز الانعاش.. وأثناء وهو يصب السائل على الجهاز تحدث مع الممرضين
" دي أعلى حاجه ويعتبر اخر فرصة ادعو أن نبضها يرجع.. يلا بسم الله "
وحالما وهو يضع الجهاز على صدرها عاد نبضها في الحال حيث تنهد بعمق وأريحية وأردف
" الحمدلله.. الحمدلله والشكرلله"
ثم خرج لكي يلقي على مسامعهم البشرى السارة..
وأثناء خروجه وجدهم جميعاً فاقدين للأمل منكسي رؤسهم بحزن وكسرى.. فأردف بصوت عال لكي يصل إلى مسامعهم جميعا
" اي ي جماعة فين الامل ، فين الثقة بالله"
التفتو لهم جميعاً حيث تقدم مصطفى نحوه وهو ينظر له ببصيص من الامل ثم أردف بخوف من سماع الاجابة منه
" قولي انها فاقت ي دكتور.. قولي ان نبضها رجع تاني ارجوك.. رد فيه الروح ي دكتور"
نظر له الطبيب والإبتسامة تزين وجهه وسأله
" هو انت مصطفى جوزها ؟
نظر له مصطفى بتعجب قائلا
" اه انا ليه ؟؟
وضع الطبيب يديه على كتفه وأردف بإبتسامة
" مراتك رجعتلها الروح من تاني وده بفضلك بعد ربنا طبعاً"
تنهد مصطفى والجميع بعمق حيث نزل على الأرض يركع بحركة عفوية وهو يحمد الله وبشكره بإمتنان..
تقدمت نور تقول بلهفة " ينفع نشوفها ي دكتور"
رد الطبيب بهدوء " حالياً مينفعش بس استنو نص ساعة كمان تكون فاقت وتقدرو تشفوها"
أنت تقرأ
سطور من الواقع
Romanceيا لها من حياة غريبة..! عندما تكون في قمة الراحة و السرور وفجأة تتغير حياتك إلى قلق و خوف والم الفقدان، تنقلب حياتك رأسا على عقب، و تتغير حياتك من مكان جديد لأشخاص جدد، وقد تكون هذه الحياة جيد، ولكن عندما تكون هذه الحياة تنقص شخصًا هو بمثابة النفس...